(1) خدعوني فقالوا


• هناك صراع وعداوة بين الرجل والمرأة، ولا بد من محاربة الرجل والسعي لإيجاد عالم خالٍ من الرجال.

• الزواج سجن؛ لأنه يكرِّس لسيادة الرجل على المرأة، ويسخِّر المرأة خادمة له.

• بيت الزوجية مقبرة ستُدفَن فيها المرأة طيلة حياتها.

• الأمومة هي سبب ضعف المرأة، وسبب هيمنة الرجل عليها.

• تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال عائق أمام المرأة التي تريد تحقيق ذاتها وكيانها.

• القيم الدينية وتقاليد المجتمع أداة من أدوات القمع التي تعزز من العنف ضد المرأة.

ولذا يجب عليكِ أن تثوري على الرجل حتى تنتزعي حقوقَكِ المسلوبة، وتستعيدي كرامَتَكِ المهدرة.

لن تستطيعي أن تتحرري إلا بالاستغناء عن الرجل اقتصاديًّا؛ ومن ثمَّ تسقط ولايتُه، وتُلغَى قوامتُه، فتنالين حريَّتَكِ المطلقة.

عليكِ أن تُزَاحِمِي الرجل وتشاركيه في جميع الأعمال التي يقوم بها لتحقق المساواة الكاملة؛ فوظيفتك في هذا العصر خارج البيت لا داخله.

نسجوا حولي خيوطًا كخيوط العنكبوت؛ لكنها كانت خيوطًا حديدية وأسلاكًا شائكة.

خدعوني بكلماتهم المعسولة وشعاراتهم الزائفة.
عشتُ سنوات عمري في كنف هذه الأفكار الكاذبة.

ثم استفقتُ بعد هذا العمر على الحصاد المُرِّ، فقدتُ سعادَتي وأمومَتي وكرامتي، حتى أصبحتُ جسدًا بلا روح، ومخلوقًا بلا هدف.

هذا لسان حال كل امرأة آمنت بالفكر النسوي ودافعت عنه، حتى نطقت إحداهن بلسان المقال معبرةً عن المأساة التي عاشتها، والحقيقة التي أدركتها؛ ولكن بعد فوات الأوان، حيث أعربت الكاتبة البريطانية "بيترونيلا وايت" عن ندمها أنها قضت معظم حياتها في الدفاع عن الحركة النسوية، وكتبت "وايت" في مقال لها: "أنا عازبة وبلا أطفال ووحيدة، لقد خذلتني الحركة النسوية وخذلت جيلي كله، ألتقي كل يوم اثنين مع مجموعة من الصديقات في أحد مطاعم لندن نجلس على طاولة بالقرب من النافذة ونناقش حياتنا، لدينا الكثير من الأمور المشتركة فكُلُّنا في منتصف الخمسينيات من عمرنا، ونساء عاملات مُتعلِّمات تعليمًا مرموقًا؛ ولكن هناك فراغ في حياتنا، فكُلُّنا عازبات، وليس لدينا أطفال، فأين في هذا العالم تُترك النساء مثلنا حتى نصل إلى منتصف الخمسينيات من العمر، ونجد أنفسنا وحدنا؟

واختتمت مقالها: "قالت لي صديقتي سالي البالغة من العمر 55 عامًا: أشعر دائمًا بأني شخص غير مرغوب فيه كامرأة؛ لأن الحركة النسوية عَلَّمَتنا أن الأنثى التقليدية هي صورة نمطية اخترعها الرجال لإبقائنا تحت سيطرتهم؛ وبناءً على ذلك كنت معاديةً للرجال إلى حد إبعادهم، والآن ها أنا أدفع ثمن ذلك، ربما يكون الوقت قد فات بالنسبة إليَّ وإلى صديقاتي؛ ولكن لا ينبغي لنا أن نسمح للحركة النسائية بأن تدمر حياة الأجيال القادمة"[1].

والسؤال الآن: هل تقبلين هذه الأفكار المُضلِّلة؟ وهل ترضين هذه النهايات المؤسفة؟

[1] صحيفة صدى الإلكترونية - 2024-5-21.
______________________________ ____________________ __
الكاتب: نجلاء جبروني