أخرج عبدالرزاق في مصنفه : أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافح النساء وعلى يده ثوب
سنده صحيح إلا أنه مرسل فإبراهيم النخعي لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم.
وجاءت اخبار ضعيفة بمصافحته النساء عند البيعة أحيانا فعند الطبراني من حديث معقل بن يسار : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصافح النساء في بيعة الرضوان من تحت الثوب وأخرج ابن عبد البر عن عطاء وقيس بن أبي حازم : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بايع لم يصافح النساء إلا على يده ثوب ( وضع الثوب على يده كان في أول الأمر كذا في الأوجز 15 / 262 ) كذا ذكره ابن حجر والزرقاني ولعله محمول على مصافحة العجائز وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الباب " لا أصافح النساء " الثابت بالطرق الصحيحة صريح في عدم مصافحته
و عن أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم أصاب من الزنا لا محالة فالعين زناؤها النظر واليد زناؤها اللمس والنفس تهوى أو تحدث ويصدقه أو يكذبه الفرج
و عن أبو هريرة يأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل بني آدم أصاب من الزنى لا محالة فالعين زناؤها النظر واليد زناؤها اللمس والنفس تهوى يصدقه أو يكذبه الفرج )
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
فقيل أن المصافحة المحرمة هي المصاحبة للشهوة لقوله ( زناؤها اللمس ) و الزنا لا يكون إلا لشهوة , أما ترك النبي صلى الله عليه و سلم للمصافحة فحمول على الكراهة لا على التحريم.
و قد أخرج البخاري : دثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار عن أبي المنهال قال كنت أتجر في الصرف فسألت زيد بن أرقم رضي الله عنه فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم , وحدثني الفضل بن يعقوب حدثنا الحجاج بن محمد قال ابن جريح أخبرني عمرو بن دينار وعامر بن مصعب أنهما سمعا أبا المنهال يقول سألت البراء بن عازب وزيد بن أرقم عن الصرف فقالا : كنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصرف فقال ( إن كان يدا بيد فلا بأس وإن كان نساء فلا يصلح )
فالنهي هنا للتحريم مستفاد من قوله ( لايصلح ).
عن أم صبية الجهنية ( خولة بنت قيس ) قالت: اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد .
أخرج ابن ابي شيبة : حدثنا أبو أسامة عن بشير بن عقبة قال حدثني يزيد بن عبد الله بن الشخير عن معقل بن يسار قال لأن يعمد أحدكم إلى مخيط فيغرز به في رأسي أحب إلي من أن تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم(صحيح)
حدثنا موسى بن هارون ثنا اسحاق بن راهويه أنا النضربن شميل ثنا شداد بن سعيد الراسبي قال سمعت يزيد بن عبد الله بن الشخير يقول سمعت معقل بن يسار يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له(شاذ أو منكر)
دثنا عبدان بن أحمد ثنا نصر بن علي قال أنا أبي ثنا شداد بن سعيد عن أبي العلاء حدثني معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له
( شاذ أو منكر )
و قد حكم بنكارتهما لأن الإسناد الأول رجاله أوثق من الإسنادين الثانيين فاللفظ الصحيح هو ما جاء في الاسناد الأول, و الله أعلم
و في الطبقات الكبرى : أخبرنا وكيع بن الجراح ويعلى بن عبيد وابن نمير قالوا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن النسوة لما جئن يبايعن النبي صلى الله عليه وسلم بسط رداءه فوق يده فبايعهن من وراء الرداء ورجع نسوة لم يبايعهن وخشين الشرط وبايع آخر من وراء الرداء وقال صلى الله عليه وسلم إن في الجنة منكن وقبض أصابعه كأنه يقلل.
قال وحدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بايع لا يصافح النساء إلا وعلى يده ثوب.
قال ابن حجر في الفتح : ( فقد روى أبو داود في المراسيل عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على يده وقال لا أصافح النساء وعند عبد الرزاق من طريق إبراهيم النخعي مرسلا نحوه وعند سعيد بن منصور من طريق قيس بن أبي حازم كذلك وأخرج بن إسحاق في المغازي من رواية يونس بن بكير عنه عن أبان بن صالح أنه صلى الله عليه وسلم كان يغمس يده في إناء وتغمس المرأة يدها فيه ) و قال : ( وقد جاء في أخبار أخرى أنهن كن يأخذن بيده عند المبايعة من فوق ثوب أخرجه يحيى بن سلام في تفسيره عن الشعبي وفي المغازي لابن إسحاق عن أبان بن صالح إنه كان يغمس يده في إناء فيغمسن أيديهن فيه)
و عند ابن حبان : ( أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا إسحاق بن عثمان قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية
: عن جدته أم عطية قالت : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت فأرسل إلينا عمر بن الخطاب فقام على الباب فسلم علينا فرددنا عليه السلام ثم قال : أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكن قالت : فقلنا مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : تبايعني على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تزنين ولا تسرقن الآية ؟ قالت : فقلنا : نعم قالت : فمد يده من خارج البيت ومددنا أيدينا من داخل البيت ثم قال : اللهم اشهد ) و نحوه عن البيهقي في الشعب و في الكبرى .
قال الحافظ العراقي : هذا هو المعروف وزعم أنه كان يصافحهن بحائل لم يصح
هذه مسودة قديمة نقلتها لكم, ولم تبيض بعد, فيها جمع بسيط قاصر لعله يفيد في هذا الموضوع.