بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين .. نحمده ونستعين ونستغفره .. ونصلي ونسلم أحسن ما صلى مصلٍّ على خير من صُلي عليه إلى يوم الدين .. اللهم وفق وانفع واأجر
أما بعد .
فقال ربي : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم )
فهذه نقاط في البال ترددت وقتا في نشرها لولا مصلحة شرعية أرجوها من الكتابة .. وسأجعلها في سلسلة متتابعة حتى ياذن ربنا تبارك وتعالى بتمامها بتوفيق وتسديد منه .. إنما عاصرها ورآها رجل عاقل – يحسب نفسه حكيما وكل أحد يزعم ذاك – .. ولا أشك أنها ستنفع ولن تضر إن شاء الله .. هو للرجال وللنساء .. للمتزوجين وللمزمعين عليه .. لعل الله أن ينير به من شاء .. ويكتب الأجر والفلاح لطابعها .
توجد إياكات – من كلمة أياك التحذيرية – يجب على كل زوج وزوجة أن ينتبهوا لها ليعيشا باستقرار معا في هذه الدنيا .. المشاكل النفسية والأزمات الأسرية والعاطفية لاتأتي في العادة إلا ولهذه النقاط الأثر الرئيس في فشل و تردّي الرباط المقدس .. والخطأ في ذلك يكون أحيانا منفردا من أحدهما .. وأحيانا يكون مشتركا بينهما .. وأحيانا يمكن تدارك الأمر في البداية وإصلاح العطب بسهولة .. ولكن الجهل من جهة .. والعناد والمكابرة من جهة .. والشعور بالإستقلال والإستغناء من جهة .. وعدم التنازل بالإعتذار وتصحيح الوضع من جهة .. وكل ذلك مجتمعة تزيد من تفاقم أحوال الأسرة .. أنصحك أخي الكريم ..أختي الكريمة بلسان المجرب المتعلم .. والمراقب المتمرس .. ربما سأنشر ملفات لا يُرى دائما مثلها .. لعل الله أن ينفع بها .. لا أحب التطويل والإسهاب بالمقدمات .. أحب المختصر المفيد وإتيان الأمر من أوله اختصارا والإنتهاء منه إيجازا والإقتصار على ما ينفع من الكلام .. أبدأ باسم ربي أقول :
قسمتها لعشرين إياك .. أولا أسوق الإياكات العشر الأولى الرجال التي في حق النساء .. ثم أسوق الإياكات العشر التالية للنساء في حق الرجال
الإياكات العشر الخاصة بالرجال .. ومسؤوليتها عندهم
إياك
أن تعير أو تذكر أو تقارن لزوجك التي سبق لها الزواج وتقيس نفسك بمن سبقك .. لأن المرأة لا توالي إلا من هي بين يديه ولا تتذكر من قبله .. حياتها ما هي فيه ولا تعرف ما سبقها ولا تتذكره ولا تحب أن تتذكره .. تأكد أنها إن كانت تحتك فإنها لك بكل ذرة فيها ما لم تخذلها بمعاملتك عن اخلاق من سبقك فتجبرها لأن تستخف بك .. فإنها إن تذكرت زوجها السابق فلا تذكره إلا في الجزء الذي ينقص في الزوج الذي جاء بعده .. وفي العادة فإن المرأة الوفية لا تتذكر السابق حتى لو كان اللاحق مقصرا .. المرأة وفيّة جدا في الغالب - والشاذ منهن لا حكم لهن – ولا تعرف إلا من تعيش معه .. وهذا سر جعل ربنا للنساء زوجا واحدا ومنع لها التعدد .. لأنها لا تعيش بقلبين بينما الرجل يمكنه ان يعيش بأربعة قلوب يوزعها بين أربع نساء .. فإن كانت لك زوج سبقك إليها ثم توفي أو سرحها فعيّشها على أساس أنك الأول والأخير وعش على هذا الأساس سترى أنك جعلت حياتها ملونة وذات معنى .. لأنها في الحقيقة لمجرد ما عرفتك فإنها لا تعرف غيرك ( هذه قاعدة لا تكاد تشذ عنها امرأة ) .. ودخولك في حياتها أنساها كل ما سبقك مهما كنت أنقص ممن سبقك في كل شئ .. حتى لو ذكرت لك شيئا من حياتها فإنها في الواقع تذكر عيوبك لا شعوريا وتطالبك بأن تكون معها في الطيبة والعشرة مثل الذي سبقك ولكنها هي نفسها لا تشعر بأنها تطلب منك ذلك .. سواء في الرحمة واللين أو حتى في الفراش والمتعة - إن الله لا يستحي من الحق - وفي العادة لا تذكر لك زوجها السابق إلا في اوقات الصفو والتفاهم وليس في أوقات الخصام - هذا اكيد - ويفيدك ذلك بأنها تفتقر منك لاشياء تتمناك ان تعوضها كانت تجدها قبلك .. فينبغي أن لا تاخذ هذا على محمل الغيرة والتشكيك بل تاخذها على نحو التنبيه والتعليم .. إنتبه فهذا أمر حساس .. هي تريدك أن تعوضها بما كانت تجد قبلك فغطِّ ذلك النقص قدر جهدك .. وكون الزوج الجديد كلما غضب منها – إما من أخطاءه وتقصيره هو أو من أخطاءها وتقصيرها هي فلا يعلق أي شئ من الخلافات على شماعة الزوج السابق وانه كان أحسن منه أو أبرع منه و و و الخ .. ذلك لأنه اختفى من حياتها نهائيا لمجرد ما دخل بها التالي .. مقارنته نفسه مع السابق أكبر الأخطاء التي ستتلوها كوارث ليست بحسبانه .. ولذلك فليعثر الزوج الجديد على أسباب المشاكل وليعالجها ولا يُرجع أي شئ من ذلك لحياتها السابقة او يقارن نفسه وخدمته وحالته في كل شئ بالزوج الذي سبقه لأنه يجب أن يدرك ان السابق مات موتة أبدية - سواء كان طلاقا أو وفاة - بمجرد دخوله هو في حياتها .. فإنه عندئذ يبدا يهز شخصية نفسه في عينها – من حيث لا يشعر – وكأنه يخبرها بنقائص فيه لم توجد فيمن سبقه .. وهذا سيؤذيها بشدة لأنه في الحقيقة يخوّنها في وفاءها له وإخلاصها وهو لا يشعر .. ولا يفعل مثل ذلك إلا الزوج الأحمق - أكرمك الله - .. لن تشتاق للسابق في الأغلب ولكنها ستبدأ ستكره اللاحق وتبدأ تزيل عنه الصورة الجميلة التي رسمتها له في خيالها لا لأنه ليس بجميل أو لا يستحق المودة و لكنه بكلامه الذي لا داعي له جعل نفسه محط تنقص ومقارنة .. بينما هو أفضل منه في كل شئ لكنه غير واثق بنفسه .. إيذاء المرأة في مناقشة مشاكلها ونواقصها على أنها ترسبات حياة زوجية سابقة أو أنه يشعر بالنقص لكونه لم يؤدي كفاءة من سبقه ويظن أن ذلك في ذهنها أيضا .. فإن هذا مع الوقت يشعل صدرها عليه ويورثها تمردا عليه مبنيا على احتقار يتراكم معها مع الزمان ومع تكرر مثل هذا الإيذاء لها .. فإن كانت زوجك سبقها إليك غيرك فتأكد بأن السابق مهما كان كاملا فإنه لا يوجد في عينها من هو أكمل منك .. وهي نسيت تماما من كان قبلك فلا تحتاج لأن تخبرها بأفضليتك لأنك فعلا في عينها الأفضل والأجدر .. ومن تزوج بامرأة ثيب فهو أكثر من يدرك هذا الكلام .. لانها إن ذكرت من سبقك فإنها تذكر مثالبه ونقائصه وما تكرهه فيه .. ولن تذكر ما يعجبها فيه عنك .. وإن تذكرت شيئا من أمور الفراش أو اللين والرحمة والكلام الحسن فتأكد بأنها - ومن غير أن تشعر بنفسها - تطلب منك أن تغطي نقصا عندك لقيته من قبلك وتحب أن تكمل لها هذا النقص .. فهذا امر إيجابي وليس سلبيا ولكن يجب أن تنتبه لذلك وتجتهد على تعويضها لوبشئ بديل إن لم تستطع ذلك حرفيا .. هي في العادة لا تذكر زوجها السابق لا لأنها تراعيك .. بل في الأغلب لانها نسيت كل شئ حسن فيه ولا تتذكر إلا ما أنت شديد النقص فيه فإنها تريد منك الكمال الذي في بالها فتلمح لك لاشعوريا بما وجدته قبلك لتقوم بدور الفارس الكامل وتعوضعها .. فإن ساء عليها جدا خلق الزوج التالي .. فإنها تبلع غصتها وتتفحم بداخلها .. ولكنها لا تتذكر أمامه من سبقه .. وذلك من أعظم الصفات الحسنة في المرأة .. انها توالي من تحتها وتحب أن تكون بكلها ملكا له .. ولكن بعض الرجال لا يدركون ذلك .. ولا يدرون أن الزوجة الثيب لا تقارن وتقيسه بالذي سبقه مثلما هو نفسه يتوهم ذلك شعورا في نفسه بالنقص وعدم كفاءة الزوج الذي سبقه .. إن المراة عموما منقطعة النظير في الوفاء فلا تحتاج لأن تثبت لها بأنك تستحق ولاءها .. هي أصلا تعيش لك وحدك فإياك أن تشككها بنفسها تجاهك .. بل وإياك حتى أن تقارنها هي بأخواتك أو بقريباتك من النساء لأنها مقتنعة بأنها أميرتك الأثيرة وانها تملك كل قلبك حتى لو كنت معددا ولك امرأة أخرى اجمل منها .. لمجرد أن تشعرها بأنها نور عينك - ولو تصنعا وكذبا لتأليف قلبها - فإنها تصدق ذلك وتعيش عليه فورا .. أي امرأة على قناعة بأنها ملكت قلب زوجها مهما كانت دميمة أو غير مرضية المظهر لزوجها .. وحتى لو كانت عنده زوجة أخرى أجمل منها وأصغر .. وربما قالت : الحمدلله الذي غرس حبي في قلبك وهي لا تدري بأنك ربما تفكر بالزواج عليها بمن هي أجمل منها .. المرأة يا صاحبي الطيب تصدق أي شئ يقال لها فيما يتعلق بالعاطفة والثناء فانتبه أن تكسر قلبها أو تحرمها من دفئك لأنه لا يوجد غيرك يدفئ قلبها .. إن سمعت كلاما طيبا جميلا فهو منك وحدك .. ولن تصدقه أبدا من شخص آخر غير زوجها مهما تغزل بها ومهما دار وجال ومهما كان بليغا .. لن توالي ولن تقدس في الدنيا غير الرجل الذي علقها به الرباط المقدس كزوج متبوع وهي تابعته .. المرأة الحرة لن تحرك فيها كلمات الثناء والمدح مهما كانت بليغة .. وتكون في ثباتها ضد ذلك كألف رجل قاس شديد البأس لا يتحرك لهم حس .. وذلك من أعظم قمم الأصالة وقوة المعدن .. ولكنها تهتز وتميل كالغصن الثقيل بين يديك لمجرد كلمة واحدة حتى لو كانت ركيكة مادامت في ولايتك وعصمتك .. وكلما كانت عصيّة على غير زوجها كلما كانت شديدة الولاء والوفاء لزوجها .. تأكد من هذا .. وربما إن قلت لها كلاما رقيقا هذا اليوم ثم غدا تقوم هي فتتباهى وتفاخر بما أنت وصفتها به مع أنك كنت تكذب عليها لتطيب قلبها وتسعدها وحسب .. فتبادلك عن ذلك بكثير من الدلال والتغنج واللين الأنثوي الشديد .. هو سلاحها الوحيد ضدك ولا تحسبن محاربة بغيره حتى لو كانت من القبح ما كانت .. ولا تنسى انها انثى بارعة بالفطرة في اللين والدلال فإن فعلته معك فلم تأت بشئ غريب منها .. وحتى لو كانت أكبر منك سنا بكثير فإنها تتدلل لك كأنها طفلة بين يديك .. كل هذا طبيعي وأمر لا شعوري في المرأة تحتمه عليها أنوثتها وفطرتها في كل ذلك .. فإنها لا تفعله إلا من فرط حبها لك ويقينها بانك تبادلها المثل فإن لم تقدر على مبادلة المثل فإياك أن تفهم منك أنك غير مرتاح أو مستغرب تلميحا أو تصريحا لتدللها بين يديك بل يجب عليك ان تتجاوب معها مهما كانت دميمة لا ترضيك صورتها - وهذا حقها الكامل لأنه ليس عندها سواك لتتغلى عنده ولكننا بمعرض الإخبار لا التقييم – .. تذكر أنك أنت من طرقت باب بيتهم وأخرجتها من بيت أبيها بينما كانت في حمايته ودلاله ولا تعرف عنك شيئا ولا تفكر فيك حتى .. فاتقي الله أن تكسرها عندك بعدما كانت عند أهلها أميرة غنوج .. وتذكر أنك كلما أعطيتها من الحنان تعطيك من الإخلاص والتفاني لإرضاءك وأمانيك نتقلب عندها أوامر بل ساعة سعدها لو طلبت منها شيئا .. تحرص على أن تتعلم لك أحسن الطبخات وتغسل ثيابك بأحسن الطرق وتتمتع بكوي ثيابك ولا تسمح لك بأن تأخذها لمغلسة الملابس لأنها تتمتع بذلك لأجل شعورها العالي بدفء المحبة الذي أنت غرسته في نفسها .. وراس مالك في كل هذا كلمتين حلوتين شنفت بها أسماعها ليس أكثر .. تكون عندها ملكا مطاعا أمانيك أوامر .. تقول لها نريد اليوم دجاجا محمرا فتراها قد حمرت لك كل شئ لأجل طلبك لكلمة محمر .. تعيش معك سعيدة .. ثم تعيش أنت معها أسعد منها .. تأكد يا أخي الجليل بأن الجمال غير مقتصر على بياض الوجه ولا على صغر الفم أو دقة الجسم وتقاسيمه .. مثل هذا الجمال يقبُح سريعا ما خذلته العشرة والمعاملة وسوء الخلق فتنقلب جحيما ووبالا .. وتذكر أن جمال المعاملة والإحسان هي التي تجعل حياتك انت قبل حياتها هي زهورا وألوانا .. فإياك أن تقلل من شأنها بمقارنتها بغيرها من أقاربك أو حتى زوجة أخرى لك – إن كنت معددا – عند ذلك تشعر بانها عبء على حياتك و لن تعرف السعادة معك ولا أنت ستعرف السعادة معها لأنها إن شعرت بأنها فقدتك او حقرت في عينك فإنها تقصر فيك رغما عنها ويسوء خلقها ويطول لسانها فتقبّح أخلاقُها وخِلقتَها ثم تبدأ حياتكما بالإنزلاق للهاوية .. وهذه ظاهرة صحية لا بد منها لكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نبهك على هذا من قبل وقال : " إستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج " ( رواه البخاري ) .. فإن تمردت عليك فلأنك في الغالب لم تستوصي بها خيرا كما امرك رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ونادرا ما يكون الخطأ من النساء أو العوج فيهن يكاد يكون غير قابلا للتعامل ولا تكاد تصلح لزوج ويصح عليها وصف الزوجة النكدية .. وذلك نادر يبتلي الله بهن من شاء من عباده عقوبة لهم أو رفعة درجات .. والضحية في ذلك هم العيال المساكين الذين سيضيعون بين الوالد ووالدتهم فيكون حالهم إما حرمان من الأب المربي الدافئ أو حرمان من الأم الحنونة .. فلا أهل أمهم سيحضنونهم ويلعبون معهم ويشموهم ويضموهم يضحكون و يتجاوبون مع لكنة وعجمة الأطفال الصغار من ذريتك مثلما أنت تفعل .. ولا زوجة أبيهم أو العاملة المربية تغير ثيابهم أو تجد أنثى رقيقة عليهم تشمهم وتضمهم وتقول لهم : ولدي حبيبي أو ابنتي حبيبتي .. ولن يروا غير النهر والعيون الحمراء او يسمعوا غير كلمات مثل حمار وكلب وحيوان .. هذه امور حتمية نعرفها جميعا في كل البيوت وليس شئ من هذا من راسي وخيالي ! هذا هو الواقع المحتوم حتى لو لم تعجبك الكلمات .. بينما كان يمكنك تجنب كل ذلك بتجنب الكلام فيما لا ينفعك ولا ييغير شيئا عندها سوى إشعال غيرتها وإيغار صدرها عليك مع الوقت تنفجر لقنبلة و لا يمكن تداركها .. فإياك إياك أن تهز صورتك عندها بمقارنة نفسك مع من سبقك .. وإياك إياك أن تهز صورتها عندك بمقارنتها بأخواتك أو قرابتك أو زوجتك الاخرى أو نساء الشارع .. أشعرها بأنها أميرتك وحظيتك – حتى لم تكن كذلك – وأنا أعدك بأنك ستنام خلف جفنيها وتفرش لك قلبها .. وتبذل لك ما هو أصعب من المستحيل .
للحديث بقية مع الإياك التالية إن شاء الله