بارك الله فيك..
لم يصلنا شيء بالطبع مما كتب في زمان أفلاطون ولا حتى بعدهما بزمان طويل وليس هذا شرطاً ؛فلم تصلنا نسخة من الموطأ كتبت في حياة مالك ولا بعده بزمان طويل..
وإنما الذي بين أيدينا غالباً هي نصوص يونانية ولا تينية لمخطوطات وجدت في أزمنة تالية للعصور الوسطى أي بعد عصر المأمون..
ثم هي على نوعين :
الأول : ما يثبت النقد النصي أنها مترجمة لليونانية واللاتينية عن الترجمة العربية.
الثاني : ما يثبت النقد النصي أنها منسوخة عن مخطوطات يونانية قديمة لا ترجع في سندها الأعلى لترجمات عربية..
يوضح أصالة المخطوطات اليونانية رغم تأخر زمنها :
1- ليس هناك ترجمة عربية قديمة إلا لحوالي سبع محاورات أفلاطونية وإنما الاعتماد في نشر باقي المحاورات على النصوص اليونانية التي لا ترجع لأصل عربي،وقل مثل ذلك في شذرات الفلاسفة الطبيعيين المنشورة والتي لم يترجمها العرب أصلاً وإنما تستمد أصالتها من المخطوطات اليونانية.
2- من أهم المصادر في نشر المؤلفات اليونانية = الشروح اليونانية القديمة ومن المعلوم أن يد الترجمة العربية لم تنل من هذه الشروح إلا قليلاً..
3- احتواء عدد من الكتب اليونانية على فقرات ومواضع ليست موجودة في أي من الترجمات العربية المعروفة.
4- المخطوطات اليونانية التي ترجم عنها المترجمون العرب والسريان لم تحرق بعد الترجمة وإنما اتصل النسخ اليوناني عنها وتلك النسخ هي الأصل في التحقيق كما نص عليه إمانويل بيكر في نشرته الأكسفوردية لمؤلفات أرسطو.
5- وكل ذلك لا يمنع وجود مخطوطات أقدم من زمن البعثة النبوية نفسه كما في مخطوطة كتاب دستور الآثينيين لأرسطو والموجودة بالمتحف البريطاني.وعنها نشر كينيون الكتاب،ومخطوطة مينون التي ترجع لأوائل القرن الأول الميلادي وغيرها..