لقد تبوأ التأويل مكانة عالية في علم العربية، إذ عليه المعوّل في فهم كثير من التراكيب والمفردات.
وقد ارتبط التأويل في بداياته الأولى بالتفسير وتوضيح المعنى، مذ بدأ المفسرون يفسرون كتاب الله وسنة رسول الله فكانت اللُّغة معواناً لهم في تفسير النصوص وتوضيحها، ففسروا غريب القرآن والحديث، مسترشدين بالشعر وكلام العرب في ذلك.
ومع مرور الزمن واختلاط الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية, أثّرت هذه الثقافات في كثير من الفرق الإسلامية، فأصبحت جزءاً من تفكيرها، وأدى ذلك إلى احتدام الصراع بين هذه الفرق الإسلامية, ونشوب المعارك الكلامية بينها، واتّكأت كل فرقة على التأويل في إبراز حججها، حتى أصبح التأويل في هذه الحِقبة مصطلحاً يعنى بصرف المعنى الظاهر من اللفظ إلى معنى آخر محتمل.
وقد ظهرت اتجاهات لها خطرها الكبير على الفكر الإسلامي, إذ تناولت هذه الفرق النصوص بالتحريف؛ لنصرة مذهبها فحرّفوا الكلام عن مواضعه، فتصدّت لهم طائفة نافحت عن كتاب الله, وعن سنة رسول الله بالحجج النيرة والبراهين البينة، وكشفت للناس ما يَلبِسون.
أفيدونا عن مدى صحة هذه الفقرات