القصة الشعرية عند شاعر النيل حافظ إبراهيم
د. أحمد الخاني
ولد حافظ إبراهيم عام 1872م في قرية مصرية وفي أسرة مصرية كان ربها يعمل مهندساً في (ديروط) في أعلى الصعيد حيث ولد حافظ على ظهر سفينة ذهبية.
لم يتفيأ حافظ إبراهيم ظل أبيه طويلاً، إذ فقده وهو في الرابعة من عمره، فعادت به أمه من (ديروط) إلى حي (المغربلين) في القاهرة.
وفي القاهرة التحق حافظ بالمدرسة الحربية وقضى بها أربع سنين أحيل بعدها إلى المعاش، وعين رئيساً للقسم الأدبي بدار الكتب المصرية توفي عام 1932م.
ومن مقدمة ديوان حافظ إبراهيم بقلم أحمد أمين: (كتب حافظ بخطه ما يلي: "ولدت في ذهبية (أي حراقة) بالنيل بالقرب من قناظر (ديروط) بالصعيد".
ولد لهذه الأسرة في هذه السفينة مولود سموه (محمد حافظ) وهو شاعرنا فيما بعد فكان إرهاصاً لطيفاً وإيماءً طريفاً إذ شاء (القدر) ألا يولد شاعر النيل إلا على صفحة النيل".[2]
نسج حافظ عدداً من القصائد على منوال قصصي من ذلك قصيدته "غادة اليابان" ومطلعها:
لا تلم كفي إذا السيف نبا ♦♦♦ صح مني العزم والدهر أبى
إلى أن يلج الأسلوب القصصي بقوله:
يتبعكنت أهوى في زماني غادة
وهب الله لها ما وهبا
ذات وجه مرج الحسن به
صفرة تنسي اليهود الذهبا
حملت لي ذات يوم نبأ
لا رعاك الله يا ذاك النبا
وأتت تخطر والليل فتى
وهلال الأفق بالأفق حبا
ثم قالت لي بثغر باسم
تنظم الدر به والحببا:
نبؤوني برحيل عاجل
لا أرى لي بعده منقلبا
ودعاني موطني أن اغتدي
علني أقضي له ما وجبا
نذبح الدب ونفري جلده
أيظن الدب ألا يُغلبا؟
قلت والآلام تفري مهجتي:
ويك ما تصنع في الحرب الظِّبا؟
قطبت ما بين عينيها لنا
فرأيت الموت فيها قطبا