بسم الله الرحمن الرحيم
عندما عرفوا الصحابة أن الصفات التي ذكرها رسول الله في الخوارج البغاة قد تكون موجودة عند كثير من المؤمنين بل المتقين منهم خاصة ، قالوا (ما سيماهم يارسول الله ؟) حتى لا يختلط عليهم أمرهم كما هو الحاصل اليوم عند كثير من الناس وهنا الشاهد والفيصل والجواب الشافي ، فأجاب صلى الله عليه وآله وسلم وقال : سيِمــــــــاهم التَّحليـــــــ ـقُ ، أو قال : التَّسبِيدُ .
الله أكبر نعم يا أمة الاسلام هذا في صحيح البخاري ، وفي صحيح مسلم (سِيمَاهُمْ التَّحَالُقُ) ومعلوم أن صحيح البخاري ومسلم هم أصح الكتب بعد القرآن الكريم ...
والتحليق : هو حلاقة شعر الرأس ، والتسبيد إزالة الشعر بالكلية مثل الحلاقة بالموس .
فسمة التحليق هي سمة ملازمة لفرقة الخوارج الى يوم الدين ، سواءً من قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو من خرج أو من سوف يخرج بعده أمثالهم
الحديث :
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ»، قِيلَ مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: " سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ - أَوْ قَالَ: التَّسْبِيدُ - " صحيح البخاري - كتاب التوحيد
( سيماهم التحليق ) البخاري (7007) ومسلم (1763) ، قال القرطبي : ( قوله : سيماهم التحليق ) أي جعل ذلك علامة لهم على رفضهم زينة الدنيا ، وشعاراً ليُعرفوا به ، وهذا منهم جهل ... وابتداع منهم في دين الله شيئاً كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وأتباعهم على خلافه ) ، وانظر شرح العمدة 1/231 ومجموع الفتاوى 21/118 .
فكل الاحاديث العامة التي ورد فيها ذكر الفرقة الباغية (الخوارج) ولم ترد فيها هذه اللفظة أعني (سيماهم التحليق)
فقد خصصها هذا الحديث وذلك تبعاً للقاعدة الفقهية ( العام يخصص بالخاص، والمطلق يقيد بالمقيد )
فهل بعد هذا البيان بيان يا أمة الاسلام .
قال الشعبي رحمه الله: لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلا والجهل علما وهذا كله من انقلاب الحقائق في آخر الزمان وانعكاس الأمور.