لن نفقد الأمل



سامح محمد بسيوني


الأحوال تتبدل؛ والقيـم تتبدد، والمفاهيم تتغير؛ والثوابت تتحرك.
قلق واضطراب، حزن وعتاب، عجز من الأبناء، وجلد من الأعداء.
تحاول أن تنتقي كلماتك لتحذرهم مما تراه من وراء الأكمة وفي عبر التاريخ، ثم لا تلبث أن تتساءل ماذا يفيد ذلك الانتقاء إن كان الإصرار مستمرا على الأخطاء؟
ثم لا تلبث إلا أن تعود لرشدك؛ فتدعو ربك وتشحذ قلبك لينهض من عثرات همه، ويسعى في إيقاظ جوارحك لتبذل كل ما في وسعك في إصلاح نفسك أولا، ونصيحة قومك، متوكلا في ذلك على ربك؛ فهو وحده -سبحانه وتعالى- من يملك مفاتيح صلاح أمتك ونجاة قومك، مستحضرا بشارة ربك {كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وبشرى نبيك - صلى الله عليه وسلم -: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز به دين الإسلام، وذلا يذل به الكفر»، مذكرا نفسك ومن خلفك بأهمية الإخلاص في عملك لتحصيل رفعة أمتك، فكم أشار نبيك - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «بشّر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب».

فاللهم استعملنا في نصرة دينك ولا تستبدلنا، فدين الله غالب، والإسلام منصورٌ لا محالة، وباق إلى قيام الساعة، لا خوف عليه من الفناء، إنما الخوف الحقيقي علينا من الركون إلى الدعة والإخلاد إلى الأرض، وترك الفرص المتاحة أمامنا لإصلاح الأمور، فالفرص لا تموت، ولكن اليأس هو الموت بعينه، يخنق الأرواح ويحرمنا من المحاولة والاستمرار والنجاح.