أما بالنسبة ـ شيخنَا الفاضل ـ لما وعدتُك به من ملاحظات على كتابكم ( مظاهر الإنصاف ) ؛ فالحقيقة أنني بعيد العهد به ، لكن لما رأيتُه الآن .. وإذا بي أُعلنُ انسحابي ؛ لأمورٍ .. لعلَّ أهمَّها ما ذكرتَه ، فقلتَ :
( .. ثم أما بعد
وقد اطلعت على كتابي الشيخ دبيان بن محمد الدبيان وهما : (الإنصاف في ما جاء في الأخذ من اللحية وتغيير الشيب من الخلاف) ، و : (تعزيز كتاب الإنصاف في بيان أن الأخذ من اللحية ليس فيها خلاف) ، وهذا التعزيز رد على كتاب فضيلة الشيخ عبدالكريم الحميد : (إشعار الحريص على عدم جواز التقصيص ) ، وعلى غيره من طلبة العلم كما في (التعزيز) ص 49 ، لكنه لم يسم إلا الشيخ عبدالكريم ، وكان لي في الحقيقة بعض الملاحظات على هذين الكتابين ، و الباعث على كتابة هذه الملاحظات أسباب :ذكرتَ منها ..
السبب الثالث : واجب إسداء النصح والتبيين لأخي المسلم .
ونحن هنا لا نريد أن نناقش الشيخ دبيان في ترجيحه جواز أخذ ما زاد على القبضة أو الصبغ بالسواد ، لكننا نريد أن نبين من خلال هذه الرسالة :
هل الشيخ في دعوى إنصافه فعلاً أنصف أم لم ينصف ؟ . .... )
فالمسألة ـ بارك الله فيك ـ ليست لنقاش مسألةٍ علميَّة ، وإنما هي هل أنصف الشيخ أو لا ؟
وكثيرٌ منها أشبه ما يكون بالمحاكمة بين الشيخين ( الحميد والدبيان ) ..
وأنا لستُ حاكماً !
وهذه قضايا شخصيَّة , لا أحبُّ الخوض فيها .
فكما أسلفتُ : إن كان الموضوع لنقاش المسألة فحيَّهلاً .
أمَّا كثيرٌ من المحاور الأخيرة ؛ فالشيخ لا يتحمَّل كثيراً مما ذكرتَ ؛ كالأخطاء الإملائية ، ونحوها .. ولمَّا رأيتُ أنَّك أفردتَ مباحثَ لأخطاء الشيخ اللغويَّة .
وقلتَ متعقباً الشيخَ لما قال :
(( هذا لا يحل لك هذا غير مقبول بالمرة))
قلتَ : كذا في (التعزيز)…وأظنه عامية !
أقول : هي أخي ليست عاميَّة ؛ بل قد استخدمها قديماً العلماء والأدباء ، وكتبهم طافحةٌ بذكر هذه المفردة .
ولو عملتَ استقصاءً إلكترونياً ـ في الشاملة ـ مثلاً ؛ لظهرت لك هذه المفردة في مواضع متعددة من كتب المفسرين والمحدثين والأدباء ....... بالمعنى الذي استخدمه الشيخ .