حتى نربي أطفالا مستقلين ومعتمدين على أنفسهم…



من أحد أهم الأهداف التي يسعى الآباء لتحقيقها عند تربية الطفل ترسيخ مبدأ الاستقلالية، والاعتماد على النفس. وفي الطفولة المبكرة يعتمد الطفل كليا على والديه، في الأكل والتنظيف واللباس والحركة. وكلما كبر الطفل كلما أصبح أكثر اعتمادا على نفسه، ولكن لايزال يعتمد على والديه في منحه الحب والحماية والإرشاد والدعم، وعندما يصل الطفل لعمر المراهقة يصبح أقل اعتمادا على والديه بوضوح.
ولعملية فصل الطفل عن والديه بالتدرج دور في تهيئته للوصول لمرحلة يعتمد فيها كليا على نفسه ولاسيما عند وصوله لسن البلوغ.
الطفل غير المستقل بذاته
- يعتمد على الآخرين بمنحهم أمورا أو دوافع تجعلهم يساندونه على تحقيق هدف ما.
- يعتمد على الآخرين لإسعاده فهو لا يتحمل مسؤولية أفكاره ومشاعره وتصرفاته.
- يتم تعزيزه بهدايا في أوقات عديدة؛ وبلا ضوابط أو حدودو وحتى دون النظر إلى سلوكياته.
- يفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرارات؛ لأن والديه اعتادوا اتخاذ القرارات دون استشارة الأبناء؛ لاعتقادهم بأنهم الأعرف بمصلحة الجميع.
الطفل المستقل بذاته.
- لديه تحفيز ذاتي لتحقيق أمر ما.
- تم إعطاؤه الفرصة لاستكشاف نشاطات معينة والسعي لتحقيقها.
- يتم تعزيزه باعتدال وفي مناسبات تستحق الثناء.
- يحب مشاركة والديه وعرض أفكاره وأمنياته التي تجد احتراما وآذانا مصغية من والديه.
- يتخذ قرارات جيدة؛ لأن والديه عرضوا عليه خيارات معينة مع نصائح لإرشاده ودعمه ثم ترك المجال له ليقرر.
مسؤوليات الوالدين: ترتبط مسؤولية الوالدين بتوفير الفرص والوسائل والدعم لمساعدة الطفل على السعي وراء أهدافه، وتتضمن الوسائل النفسية: الحب والإرشاد والتشجيع. أما الوسائل العملية تتضمن التأكد من أن لدى طفلك كل الأمور التي يحتاجها من مستلزمات خاصة ومواصلات.
مسؤوليات الطفل
تتعلق مسؤولية الطفل القيام بكل أمر ضروري؛ لرفع كل الفرص المتاحة له إلى أقصى حد، وذلك يتضمن بذل مجهود كاف، وتحمل المسؤولية، والالتزام بالنظام والوقت، والتعاون، وتقدير جهود الآخرين.
لتربية أطفال مستقلين بذاتهم...
إن الاستقلالية ليست بالأمر السهل الذي قد يكتسبه الطفل لوحده، فليس لديه الخبرة أو المهارة ليكون مستقلا تماما عن والديه. كما أن تعلم الطفل ذلك يعد كهدية يقدمها له والداه وتنفعه طوال حياته. ويمكنك تقديم أمور عدة مهمة لطفلك حتى يكون مستقلا بذاته ومعتمدا على نفسه:
- أشعريه بالحب والاحترام.
- أظهري ثقتك بقدراته.
- علميه أن لديه السلطة للتحكم بمسار حياته.
- أرشديه ومن ثم أعطه الحرية لاتخاذ القرار المناسب.
تعليم الطفل تحمل المسؤولية
إنها أمر مهم يجب على كل أم وأب تعليم أطفالهم عليه. عند معرفتك بكل مسؤولياتك وإدراكك لها فإن ذلك يعد أفضل طريقة لتعليم طفلك معنى المسؤولية، ويمكنك كتابة قائمة للمهام التي يجب عليك القيام بها وتوضيحها للطفل. وكذلك عمل قائمة لمهام ومسؤوليات طفلك، وبهذا يتشكل مفهوم واضح لكل منكما بحدود المسؤوليات المناطة بكل شخص؛ وهذه طريقة لتشجيع الطفل على البدء بنشاطات وأمور خاصة به سيتحمل نتائجها إيجابا أو سلبا.
مطالبة الطفل بتحمل المسؤولية
هناك العديد من الأفكار والمعتقدات الاجتماعية التي تعطي الطفل رسالة بأنه غير مسؤول عن شيء. رغم أن الأمر في غاية الأهمية، حيث يرتبط تحمل الطفل مسؤولية أفعاله واستقلاليته ببناء روح المسؤولية في نفسه، وغالبا ما يعتمد الطفل على حماية نفسه، من خلال هروبه من تحمل المسؤولية، ولوم عوامل خارجية عند ارتكابه خطأ ما كأخوته أو الحظ السيئ أو التعامل غير العادل. وللطفل قدرة على حماية غروره وذاته من أي أذى، ولن يستطيع الطفل تحمل نتائج إنجازاته ونجاحاته إلا عند تحمله مسؤولية أخطائه وفشله.
تشجيع الطفل على الاستكشاف
في مراحل الطفولة المبكرة، لا يرتاح الوالدان في بُعد أطفالهم منهم، حتى يضمنوا سلامتهم، وهذا الاهتمام يبني لدى الطفل حس الأمان من خلال تعليمه امتلاك مكان آمن للعودة إليه إذا خاطر بالقيام بأمر ما، فضلا عن أن والديه متواجدان حوله لحمايته إذا احتاج ذلك.
وهذا خط رفيع بين الشعور بالأمان والاعتماد على النفس. فإذا وجدت لدى طفلك هذا الحس- حس الأمان- فعليك تشجيعه؛ لاستكشاف العالم حوله، بعيدا عن حضنك مما يسمح له باختيار قدراته في العالم الحقيقي، والاستمتاع بالمنافسة والاعتماد على النفس وحمايتها.



اعداد: إيمان سعيد القحطاني