الإمام ابن مالك الأندلسي صاحب الألفية
هو أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجيّاني ،وتشير أكثر الروايات إلى أن ابن مالك ولِد في الأندلس سنة 600 هـ.

بدأ دراسته في بلده بحفظ القرآن الكريم، ودراسة ا
لقراءات والنحو والفقه على مذهب الإمام مالك، ثم رحل ابن مالك إلى المشرق في ريعان شبابه، ويبدو أن رحلته كانت بين عام 625 هـ، وعام 630 هـ .

قدم ابن مالك الأندلسي دمشقَ وقد نبغ ابن مالك في اللغة والنحو نبوغًا عظيمًا حتى صار مضرب المثل في معرفته بدقائق النحو والصرف واللغة وأشعار العرب.

وقد قام بالتدريس في مدينة حلب بعد أن أتمّ دراسته اللغوية، وكان إمام المدرسة السلطانية فيها، فأخذ يلقي بحلب دروسه في النحو ويؤلف، ثم ارتحل إلى حماة من البلاد الشامية وأقام بها ونشر فيها علمًا وتابع دروسه في النحو .

ثم تحول ابن مالك إلى دمشق حيث أقام بها يشتغل بالتدريس والتصنيف، وتكاثر عليه الطلبة وألّف المصنفات المفيدة في فنون العربية ومن ذلك كتاب "التسهيل" الذي لم يُسبَق إلى مثله.

وقام ابن مالك الأندلسي بالتدريس في الجامع الأموي والمدرسة العادلية الكبرى بدمشق، وقد عيّن إمامًا لها.

ومن تلاميذه:الشيخ الإمام النووي.

كان ابن مالك رحمه الله ذا عقل راجح، حسن الأخلاق، مهذبًا، ذا رزانة وحياء ووقار وانتصاب للإفادة وصبر على المطالعة الكثيرة، وكان حريصًا على العلم، وكان كثير المطالعة، سريع المراجعة، لا يكتب شيئًا من حفظه حتى يراجعه في محله، ولا يُرى إلا وهو يصلي أو يتلو أو يصنّف أو يُقرئ.

عاش ابن مالك أكثر من سبعين عامًا، قضى أكثرها في الدراسة والتعليم والتصنيف، ومن أشهر مؤلفات ابن مالك:
- الكافية الشافية: وهي منظومة طويلة تقع في حوالي ثلاثة آلاف بيت.
- الخلاصة أو الألفية: وهي منظومة تقع في نحو ألف بيت .
- التسهيل، أو تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد: وقد اعتنى به كثير من العلماء وشرحوه. ومن أشهر شروحه "التذييل والتكميل" لأبي حيان الأندلسي .

تُوفِّي في (يوم الاثنين 12 شعبان 672 هـ) في دمشق المحروسة فك الله كربها، وصُلِّي عليه بالجامع الأموي المعظم، ودفن بسفح جبل قاسيون.
موقع قصة الاسلام