بصير المسلمين بتاريخ الهالك اللعين
الاعـرج الدجال رأس الفساق إسطورة هدم الحضارات
تيمور لنك عدو الاسلام حفيد جنكيز خان
هناك الكثيرون ممن يعتقدون في هذا الخبيث انه مسلم وانه من ملوك الاسلام بل وهناك من يبجله ويعتز به وهو في الحقيقة من الد اعداء الاسلام
وفعل ما يشيب منه الولدان من قتل وهدم في ديار الاسلام وكان بلاءاً عظيماً علي المسلمين
وهذه لمحة بسيطة عن تاريخه الاسود .
عندما دهم دمشق اقام من جماجم المسلمين مأذنة كبيرة
وفعل ما لايصفه الخيال من قتل في المسلمين وتشريدهم
وحارب السلطان بايزيد الذي كان يوشك علي فتح روما ورفع راية الاسلام علي ابراج الفاتيكان
حتي دهمه هذا الهالك تيمور لنك وكسر السلطان بايزيد ومات في الاسر وكانت حادثة عظيمة .
قال بن عرب شاه وهو يصف حال هذا الهالك .
تيمور رأس الفساق الأعرج الدجال الذي أقام الفتنة شرقاً وغرباً على ساق أقبلت الدنيا الدنية عليه فتولى وسعى في الأرض فأفسد فيها وأهلك الحرث والنسل
وتيمم حين عمته النجاسة الحكمية صعيد الأرض فغسل بسيف الطغيان كل أغر محجل فتحققت نجاسته بهذا الغسل أردت أن أذكر ما رأيته وأقص في ذلك ما رويته إذ كانت إحدى الكبر وأم العبر والداهية التي لا يرضى القضاء في وصفها بذا القدر
والله أسأل إلهام الصدق وسلوك طريق الحق إنه ولي الإجابة ومسدد سهم المرام إلى غرض الإصابة وهو حسبي ونعم الوكيل
فهذا هو كلام شاهد العيان علي الاحداث.
ونختلف كثيراً مع ما ذكره بن خلدون عن هذا الهالك
فقد وصفه بن خلدون وكأنه من مجاهدي الزمان وفرسانه وتغافل عن منهجه الخبيث وشره الظاهر
وخرابه لديار الاسلام وحربه مع الخلافة العثمانية والواقعة الشهيرة مع السلطان بايزيد رحمه الله
والشاهد في الامر ان تيمور لنك كان طاغية جباراً ولم يكن علي نهج اهل السنة
وانما كان رافضياً خبيثاً
والعذر لابن خلدون انه لم يلتقي هذا الهالك الا اياماً قليلة علي حد علمي 35 يوماً في رحلته الي المشرق ...
وقد قال فيه بن حجر في تاريخه المسمي انباء الغمر في ابناء العمر
(وكان – أي تيمورلنك - يقدم قواعد جنكيزخان ويجعلها أصلا ولذلك أفتى جمعٌ جمٌّ بكفره مع أن شعائر الإسلام في بلاد ظاهرة)
واليك نبذه بسيطة مما قاله بن عرب شاه
والذي هو استاذ الباب في اخبار تيمور لنك فقد عاصر تلك الفترة وقال في عجائب المقدور في اخبار تيمور
تيمور رأس الفساق الأعرج الدجال الذي أقام الفتنة شرقاً وغرباً على ساق أقبلت الدنيا الدنية عليه فتولى وسعى في الأرض فأفسد فيها وأهلك الحرث والنسل وتيمم حين عمته النجاسة الحكمية صعيد الأرض فغسل بسيف الطغيان كل أغر محجل فتحققت نجاسته بهذا الغسل أردت أن أذكر ما رأيته
وقال في موضع اخر
وكان في عسكره من الترك عبدة الأصنام وعباد النار من المجوس الأعجام وكهنة وسحرة وظلمة وكفرة فالمشركون يحملون أصنامهم والكهان يسجعون
كلامهم ويأكلون الميتة والدم المسفوح ولا يفرقون بين مخنوق ومذبوح وناس حزاءون وزواجر خراضون ينظرون في ألواح الضان ويحكمون بما يرون فيها على أحوال كل مكان
وما حدث في كل بقعة من الأقاليم السبعة من الأمان والخوف والعدل والحيف والرخص والغلاء والسقم والشفاء وسائر ما يكون فلا يكادون يخطئون ولهم أيام وشهور وأعوام
كل عام منسوب إلى حيوان يحسبون ما مضى من السنين فلا يتأتى فيها زيادة ولا نقصان
وقال ايضاً:
" ذكر ابتداء ما فعله من التسلط بالقهر بعد استصفائه ممالك ما وراء النهر ولما صفت له ممالك ما وراء النهر وذلت لأوامره جوامح الدهر شرع في استخلاص البلاد
واسترقاق العباد وجعل ينسج بأنامل الحيل الأشراك والأوهاق ليصطاد بذلك ملوك الأقاليم وسلاطين الآفاق فأول من صاهر المغول وصافاهم وهادنهم وهاداهم
وتزوج ببنت قمر الدين ملكهم وصار آمناً من تبعتهم ودركهم وهم جيرانه من جهة الشرق ولا تباين بينه وبينهم ولا فرق إذ العلة وهي الجنسية والمصاهرة والمجاورة حاصلة للجهتين
والملة هي التوراة الجنكيز خانية ممشاة في كلتا الدولتين فأمن شرهم وكفي كيدهم وضرهم
وقال عن وفاته
ذكر سبب انكسار ذلك الجبار
وانتقاله إلى دار البوار واستقراره في الدرك الأسفل من النار
وجعل تيمور يواصل التسيار حتى وصل إلى كورة تدعى أترار ولما كان بظاهره من البرد آمناً
أراد أن يصنع له ما يرد الأبردة عنه باطناً فأمر أن يستقطر له من عرق الخمر المعمول فيها الأدوية الحارة والأفاويه والبهارات النافعة غير الضارة
وأبى الله أن تخرج تلك الروح النجسة إلا على صفات ما اخترعه من الظلم وأسسه فجعل يتناول من ذلك العرق ويتفوق أفاويقه من غير فرق لا يسأل أخبار عسكره وأنباءهم
ولا يعبأ بهم ولا يسمع دعاءهم حتى سقته يد المنية كأس " وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم " فإنه لم يزل للقضاء معاندا وللزمان مجاهداً ولنعم الله تعالى جاحدا
ولا شك أنه جاء ناقصاً وتحمل مظالم فراح زائدا فأثر ذلك العرق في أمعائه وكبده فتريخ بنيان جسمه ورتخ أركان جسده فطلب الأطباء وعرض عليهم هذا الداء فعالجوه في ذلك البرد بأن وضعوا على بطنه وجبينه الجمد فانقطع ثلاث ليال وعكم أحمال
الانتقال إلى دار الخزي والنكال وتفتت كبده ولم ينفعه ماله وولده وصار يتقيأ دماً ويأكل يديه حسرة وندماً
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
في ليلة الأربعاء سابع عشر شعبان ذي الأنوار سنة سبع وثمانمائة بنواحي أترار ورفع الله تعالى برحمته عن
العباد العذاب المهين " فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "


المصدر
"عجائب المقدور في أخبار تيمور" ابن عرب شاه

"انباء الغمر في ابناء العمر" ابن حجر العسقلاني رحمه الله