شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

نورة سليمان عبدالله

معناها:
لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، فهو وحدَه سبحانه المستحقُّ بأنْ تُصرفَ له جميعُ العباداتِ، وتكونَ خالصةً له دون سواه، قال تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163] ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]، وهي أولى أركان الإسلام الخمسة، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»؛ رواه البخاري ومسلم، وفي حديث ابن عباس «أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن قال له: «إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله...»؛ رواه البخاري ومسلم.

وقد ورد الحث على الإكثار منها؛ لأنها أعظم الأسباب لنَيْلِ شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام؛ فقد سأل أبو هريرة رضي الله عنه، قال: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة: من قال لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، أو نفسه»؛ رواه البخاري.

فضل من كان آخرُ كلامهِ لا إله إلا اللهُ:
عن معاذِ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان آخرُ كلامهِ لا إله إلا اللهُ دخل الجنة»؛ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد ولا يوفق لقولها إلا من كانت أعماله صالحةً من قبل ذلك، كما قال ذلك العلامة الصنعاني رحمه الله.

قال النووي رحمه الله: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَالْأَمْرُ بِهَذَا التَّلْقِينِ أَمْرُ نَدْبٍ، وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى هَذَا التَّلْقِينِ، وَكَرِهُوا الْإِكْثَارَ عَلَيْهِ وَالْمُوَالَاةَ ؛ لِئَلَّا يَضْجَرَ بِضِيقِ حَالِهِ وَشِدَّةِ كَرْبِهِ، فَيَكْرَهُ ذَلِكَ بِقَلْبِهِ، وَيَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَلِيقُ، قَالُوا: وَإِذَا قَالَهُ مَرَّةً لَا يُكَرِّرُ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ يَتَكَلَّمَ بَعْدَهُ بِكَلَامٍ آخَرَ فَيُعَادُ التَّعْرِيضُ بِهِ لِيَكُونَ آخِرَ كَلَامِهِ"؛) شرح النووي على مسلم).

قال ابن القيم رحمه الله:
" كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه، فإن القرآن إمَّا خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري، وإمَّا دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإمَّا أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره، فهي حقوق التوحيد ومكملاته، وإمَّا خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة، فهو جزاء توحيده، وإمَّا خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما يحل بهم في العقبى من العذاب، فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم".

اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتوفنا وأنت راضٍ عنا.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المراجع:

شرح النووي على صحيح مسلم.

مدارج السالكين لابن القيم.

الدرر السنية.