الدليـل الثالـث
مناقشته ثم رده :-
وذكر المالكي الدليل الثالث بقوله :
الثالث :
أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرآن،
من قوله تعالى :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }[1]،
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة،
والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة ،
قال الله تعالى :{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }[2] . اهـ .
لاشك أن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب من أمته ،
ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ،
ولكن الاستدلال بذلك على الصفة المبتدعة
بقوله تعالى :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }[3]
استدلال من يتعسف النصوص
ويخضعها لهواه وما يحب .
فلقد فسَّر هذه الآية الكريمة كبار المفسرين ،
كابن جرير وابن كثير والبغوي
والقرطبي وابن العربي وغيرهم ،
ولم يكن في تفسير واحد منهم
أن المقصود بالرحمة في هذه الآية
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وإنما المقصود بالفضل والرحمة المفروح بهما
ما عنته الآية السابقة لهذه الآية ،
وهو قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
وَهُدًى وَرَحْمَةٌ للمؤمنين }[4]
ذلك هو القرآن الكريم ،
===========
[1] - سورة يونس ، الآية : 58 .
[2] - سورة الأنبياء ، الآية : 107 .
[3] - سورة يونس ، الآية : 58 .
[4] - سورة يونس ، الآية : 57 – 58 .