تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 8 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 141 إلى 160 من 236

الموضوع: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

  1. #141

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    التَّجَسُّد في النساء ( 1 )



    وكما عبد ابن الفارض جسد الأنثى، عبده كذلك ابن عربي،
    بيْدَ أن الأول عبد المرأة مستباحة العفة له،
    وعبدها الآخر مستعصية الشرف عن أهوائه.


    وإليك نصاً واحداً من فصوصه
    يكشف لك عن مدى إيغال ابن عربي في عبادة الأنثى :

    "ولما أحب الرجلُ المرأةَ، طلب الوصلة ( 2 ) ،
    أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة،
    فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح ( 3 )
    ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها،


    ولذلك أُمِر بالاغتسال منه – فعمت الطهارة،
    كما عم الفناء فيها – عند حصول الشهوة،

    فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره،
    فطهَّره بالغسل ( 4 ) ؛


    ليرجع بالنظر إليه فيمن فنى فيه،
    إذ لا يكون إلا ذلك،
    فإذا شاهد الرجلُ الحقَّ ( 5 ) في المرأة،
    كان شهوداً في منفعل،

    وإذا شاهده في نفسه – من حيث ظهور المرأة عنه –
    شاهده في فاعل،

    وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه،
    كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة،


    فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل؛


    لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
    ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة؛


    فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء؛
    لكمال شهود الحق فيهن ( 6 )


    إذ لا يُشاهَد الحقُّ مُجَرَّداً عن المواد أبداً،

    فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله،
    وأعظم الوصلة النكاح ( 7 )


    وتستطيع أن تلخص،
    وتستخلص من هذا النص وحده دين ابن عربي كله.

    إنه يعتقد أن رب الصوفية
    يتجلى أعظم تجلٍّ له في صورة أنثى
    يهصر جسدها المستسلم حيوانٌ ثائر الجسد.


    يعتقد أن العاشقَيْن ينتهبان خطايا الليل،
    هما رب الصوفية!!


    ويحلف على العشاق عربدت بهم خمرة الأجساد من دنان الإثم
    أن يدينوا بأنهم كانوا مع الرب الصوفي
    ليلاً وخطيئة وغريزة ولذة !!


    فما استغرقوا في اللذة بأنثى،
    بل بالرب المتجسد الخطايا
    في أنوثة عصفت بها الرذيلة !!


    ثم ينحدر ابن عربي في سرعة مجنونة
    إلى أعمق الأغوار السحيقة من المادية،
    فيؤكد لنا :

    أن الرب الصوفي شيء مادي،
    وأنه لا يُرى أبداً إلا في مادة !!


    هذه هي روحانية الصوفية يا من تذودون عنها !!


    روحانية يفتري كاهنها الأكبر هذه الفرية الكبرى فيقول :

    "لا يشاهد الحق (الله) مجرداً عن المواد أبداً"


    ويقول:
    "وهو من حيث الوجود عين الموجودات،
    فالمسمى مُحْدَثات هي العلية لذاتها،
    وليست إلا هو" ( 8 )



    وما ينبغي – احتراماً لعقلك يا سماحة الشيخ – أن أدلك
    على أساطير الزندقة في تلك النصوص الصوفية،
    فإنها تكاد تنشب مخالبها في العين لتراها !!


    أترى تخزك الندامة على أنك شكوتنا،
    فنكأت لك الجراح،
    أم تراها تخزك لما ظلمت به مَنْ يود لك الخير، ويدعوك إليه،


    ولأنك في مكانك هذا
    تحمل أوزار الصوفية كلها على ظهرك ؟!


    ******************
    ( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    ( 2 ) يقصد بها ما يحدث بين الذكر والأنثى
    ( 3 ) يقصد به ماله من معنى في أذهان العامة بدليل ما ذكره بعده.
    لا يريد الزواج بل شيئاً آخر

    ( 4 ) يزعم أن الله لم يأمر بالغسل إلا ليتطهر العبد مما توهمه من أنه كان مع امرأة،
    على حين كان هو مع الربة الصوفية جسداً وخطيئة!!
    ( 5 ) الحق في دين الصوفية هو الذات الإلهية في وجودها المطلق!!
    ( 6 ) يزعم ابن عربي أن علة حب الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء
    هي اعتقاده أنهن الله في أجمل صور تعيناته وتجلياته،
    ورغبته في الالتذاذ الجسدي المتنوع بربه!!


    ( 7 ) ص 217 فصوص جـ 1 ط الحلبي،
    ص 437 استامبول بشرح القاشاني،
    ص 420 بشرح بالى ط 1309هـ .
    ( 8 ) ص 76 جـ 1 فصوص لابن عربي ط الحلبي
    الحمد لله رب العالمين

  2. #142

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    التجسد المسيحي، والتجسد الصوفي ( 1 )



    وتلوذ بي عاطفة من إشفاق
    تحملني على ألا أزيد جرحك انتكاساً بذكر نصوص أخر،


    غير أنني أود تذكير الشيخ
    بأن المسيحية حين سلبتها الصوفية رشدها وهداها،
    وقداسة الروحانية فيها،
    فرغبت بها عن التوحيد الخالص إلى الشرك؛
    بعبادة ثلاثة آلهة!!


    إن المسيحية حين استعبدتها غواية الصوفية
    أبت أن تخبط وراءها في كل مهلكة،
    فلم تؤمن بتجسد الذات الإلهية في كل شيء
    وإنما اختارت جسداً طيباً طاهراً،
    شرف الله صاحبه بالرسالة،
    وآمنت بأنه التجسد الأعظم لله!!

    ومع هذا لم تنل من الله إلا لعنة الأبد،
    وغضب الأبد،
    وسعير جهنم يصلونها،
    وبئس المصير.


    أما شيخكم الأكبر،
    فقد هوى به الكفر،
    أو هوى هو بالكفر،
    إلى أبعد أعماق الهاوية الساحقة الماحقة،
    وانحدر به إلى كل منحدر،


    فآمن بتجسد ربه في أجساد تقيحت من الدنس،
    آمن بتجسد ربه في الجيف،
    وفي الأوثان،
    وعجل السامري،
    وفرعون موسى،


    ثم هَفَتْ به غُلْمَتُهُ الآثمة،
    فكشفت عن دخيلة نفسه الآبقة
    تعبد رباً تتلظى غرائزه،
    وتتسعر شهواته، وتشتهى مفاتنه
    حين يتجسد في أنثى
    طاحت بها نزواتها لقًى
    تحت رغبة كل عابر يراود خطيئة !!.
    ******************
    ( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
    الحمد لله رب العالمين

  3. #143

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    لماذا عبَدَ ابن عربي المرأة ؟ ( 1 )




    إن كبريتكم الأحمر هذا أحب امرأة ذات مرة،
    هي ابنة الشيخ مكين الدين.
    وأين ؟ في مكة !!.


    وهفا العاشق يتلمس جسد المرأة، وسبيل أنيابه إليها،
    راح يتوسل إليها أن تتجرد له،
    وأن تبيح قدس عرضها لخطيئته،


    فأبت العذراء،
    يتلهب حياؤها كرامة أن يلغ في شرفها ذئب!!.



    لقد أرادته للقلب الطاهر، وأرادها هو للجسد الثائر،
    أرادته للطهر والمعبد وأرادها هو للدنس والماخور،

    فتمنعت الفتاة عن نابه الطحون،


    فنظم فيها ديوانَه "ترجمان الأشواق"
    قُرْبَاناً من شهواته إلى جسدها الفوَّاح العطر والفتنة،


    لعلها تنحدر معه إلى الهاوية،
    فتهب له من جسدها مضغة،
    أو مِنْ دمها رشْفَةً،


    فذادته الفتاةُ عن حَرَم مخدعها الوَرديِّ،
    ولَجَّت في إبائها النبيل الكريم،
    وأبت إلا أن تكون عذراء متألقة العرض،
    روحانية العاطفة، مُمَنَّعَةَ العفة والشرف،


    ترى،

    هل أراب اليأسُ منها عشقَ ابن عربي ؟


    كلا،


    فقد استغرق نفسَه، ووجودَه،
    وملأ عليه دنياه فتنة ولهفة وقلقاً عاصفاً،


    فلم يَعْرُه اليأس، ولا مَسَّ لهبَه خمودٌ،
    فعاد إلى ديوانه يشرحه بدين الصوفية،
    يؤكد لهذه الجميلة النافرة الأبيَّة

    أنها هي الرب
    متجسداً في صورة أنثى جميلة،



    وأنه ما أحبَّها إلا لأنها أجمل تعيُّنات الحقيقة الإلهية،

    وأنه – إذ يتَشَهَّاها
    فإنما يتشهى فيها أنوثة ربه، وجسده الفائر!!


    فأبت المرأة إلا أن تكون أنثى شريفة،

    لا ربَّاً صوفياً يحتسي الآثام !!



    ومضى ابن عربي وراء الأسطورة
    موغلا في التيه الموحش، والدغل الرهيب،


    مضى وراءها يمجدها، ويهتف بها
    حتى صارت الأسطورة حقيقة صوفية صريحة،
    منحها ابن عربي وجوداً حياً صريحاً،
    وأمدَّها مثله الأحبار الزنادقة معه ومن بعده
    وهكذا تغزل الصوفية في "ليلى وبثينة وسعاد" !!


    وتسائلهم،

    فيزمون الشفاه تهكما من حماقة جهلك!!
    ويرمقونك بالنظر الشَّزْر،
    وكأنما يقولون لك: مسكين!!


    ما زال يجهل أن ربنا أنثى جميلة !!


    ضليل !!


    لم يهتد إلى أن الغانية اللعوب الهَلُوك
    هي الأفق الأعظم لتجليات الربوبية والإلهية،


    وإلى أن جسدها المنْهُومَ الجائع إلى الآثام
    جسدُ ربنا الأعظم !!


    وأنها هي هو
    جسداً فاتنا،
    ورذيلة سوداء!!

    ******************
    ( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء

    الحمد لله رب العالمين

  4. #144

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    فقر الإله الصوفي إلى الخلق ( 1 )



    الله سبحانه يقول:
    ( يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله
    والله هو الغني الحميد)


    غير أن الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق.
    فقير إليهم في وجوده
    فقير إليهم في علمه،
    فقير إليهم في بقائه،
    فقير إليهم في طعامه وشرابه،
    فقير إليهم في كل شيء يهب له الظهور بعد الخفاء،
    والوجود بعد العدم،
    ويحول بينه، وبين الفناء.


    يقول ابن عربي:
    "فوجودنا وجوده،
    ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا،
    وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه"


    ويقول :
    "فأنت غذاؤه بالأحكام ( 2 )
    وهو غذاؤك بالوجود،

    فتعيَّن عليه ما تعيَّن عليك،
    والأمر منه إليك، ومنك إليه،

    غير أنك تسمَّى : مكلَّفاً،
    وما كلفك إلا بما قلت له: كلفني بحالك،
    وبما أنت عليه – ولا يُسمَّى مكلفاً.


    فيحمدُني، وأحمدُهُ *** ويعبدُني وأعبدُهُ ( 3 )


    ذلك هو رب الصوفية الذي افتراه لها ابن عربي،
    وبه يدين أقطابها،
    وله يسجدون !!

    ******************
    ( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء

    ( 2 ) أي أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله،
    فلولاك ما سُمي ولا وُصف، ولا حُكم عليه بحكم لأنك عينه وذاته
    ( 3 ) ص 83 جـ 1 فصوص ط الحلبي
    الحمد لله رب العالمين

  5. #145

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    زعمهم أن كـتبهم أسرار ورموز ( 1 )



    وآخرون من أُسارى الصوفية
    يزعمون أن تلك الكتب أسرار ورموز،
    لا يفقهها إلا أولئك الذين أباح لهم الغيب الخفي مكنونه،
    وقدس أسراره،

    أو الذين هتك الله عنهم الحجاب الأعظم،
    فخروا تحت عرشه سجداً يسمعون وحيه،
    ويسجلونه رموزا ( 2 )


    من صفات القرآن يا هؤلاء أنه "بيان للناس"
    ومن الناس عالمون، وجاهلون
    ومنهم أميون وكاتبون وقارئون،
    ولكن الله جعله بياناً لهم جميعاً،
    ميسراً للذكر؛
    ليعبد كل امرئ ربه على بصيرة.


    بيْدَ أني سأنحدر إلى فرية أولئك،
    فأزعم أن كتب الصوفية رموز مُقَنَّعة بالخفاء،
    وأسرار ملثَّمة بسحر الغيب!!


    ولكني أسائلك،

    كيف يُعْبد الله برمز مقنع بالإبهام،
    وسر مستغرق في الغموض
    يحمل من الكفر وجهاً ظاهراً ؟!



    أيحق لامرئ أن يعبد ربه بشيء أطبق عليه الجهل به،
    وبغير ما شرعه الله في كتابه،
    وأوحاه إلى رسوله ؟!



    أسائلك

    ولا تغضب إذا ألحفت في تساؤلي -:

    أتفقهون يا كهنة الصوفية دلائل تلك الرموز،
    أم لا تفقهونها ؟

    فإن تكن الأولى،
    فأبينوا لأتباعكم؛ لتطمئن قلوبهم بالمعرفة،
    ولنزداد في نقدكم إنصافاً،


    وإن تكن الأخرى،
    فإنها دين الببغاء تردد ما لا تعي.


    أما مع الحق،
    فأقول : لقد قرأت لابن عربي، ولابن الفارض،
    وغيرهما جُلَّ ما كتبوا،
    وما شرح به تلاميذُهم تلك الكتب،

    فلم أجد في كل ما قرأت رمزاً مستوراً ولا سِرَّاً خفياً،
    بل دلائل صريحة تكشف في جلاء صريح
    عن حقيقة معتقد الصوفية !!



    ترى أى رمز في قول ابن عربي :
    "العارف من يرى الله في كل شيء
    بل يراه عين كل شيء" ؟!


    إن ابن عربي خشي أن يتوهَّم أتباعُه
    حتى "الظَرْفِيَّة" المجازية في كل كلمة "في"
    أو الحلولية الحلاجية، وفيها ثُنَائية تناقض الوحدة،

    خشي ابن عربي ذلك، فأطاح الوهم بيقينه الجازم؛

    ليؤمن الصوفية بوحدة الوجود
    إيماناً لا تنال منه شائبةُ وهم،
    ليؤمنوا بأن الله هو عين كل شيء،
    وأن كل شيء هو الله!


    ومن الأشياء القَيحُ المُنْتِن، والعِرْض الذبيح،
    والجريمة يشخب منها الدم البرئ !!
    أفي ذلك رمز؟
    أم بيان صريح وقح الجرأة ،
    سفيه الزندقة ؟!


    إن الحق بَيِّنٌ يا سماحة الشيخ،
    فاهتف به لله، وأنصره لله،
    وإلا فالجزاء شديد بين يدي الله


    ( إذ تَبرَّأ الذين اتُّبِعُوا من الذين اتَّبَعوا،
    ورأوا العذاب وتَقطَّعَتْ بهم الأسباب ).


    ******************
    ( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء

    ( 2 ) أما الدكتور فيليب حتى، فيقول:
    "ودين محمد عملي صريح، وقلما يشير إلى هدف عال يصعب نواله،
    ويكاد أن يكون خلواً من العقد اللاهوتية،
    وليس فيه أثر للأسرار الرمزية المقدسة، أو مراتب الكهنوت،
    وما رتبته أصول الرسامة والتكريس والخلافة الرسولية"
    "كلها مناصب دينية في المسيحية" ص 178 جـ 1 تاريخ العرب العام. في شعرهم ونثرهم!.
    الحمد لله رب العالمين

  6. #146

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    المهاجر من مكة *


    يقول ابن عربي:
    "اللهم أفِضْ صِلةَ صلواتك وسلامة تسليماتك
    على أول التَّعَيُّنات المفاضة من العماء الرباني ( 1 )،
    وآخر التَّنَزُّلات المضافة إلى النوع الإنساني،
    المهاجر من مكة – كان اللهَ ( 2 ).
    ولم يكن معه شيء ثانٍ – إلى المدينة،
    وهو الآن على ما عليه كان،
    مُحْصِي عوالم الحضرات الخمس ( 3 ) في وجوده،
    سر الهُوِيَّة في كل شيء سارية،
    الجامع بين العبودية والربوبية الشامل للإمكانية والوجوبية ( 4 )"




    أرأيت إلى قطب الصوفية الأكبر في غَيِّ إلحاده الأكبر،
    يفتري أن محمداً هو الله،


    وتأمل دهاء مكره، فيما يعبر به عن كفره،
    في قوله: "المهاجر من مكة كان الله ولم يكن معه شيء ثان إلى المدينة"



    إنك حين تقرأ تلك الجملة دون تدبر ستظن أن فيها خللاً،
    وأن جملة "كان الله، ولم يكن معه شيء ثان"
    لا صلة لها بما قبلها، ولا بما بعدها،
    وأعترف أني خُدِعْت، فظننت أن هذه الجملة مقحمة،
    وحرت في إدراك هدف ابن عربي من وضع تلك الجملة
    التي تبين عن حق كريم بين باطل عربيد وآخر لئيم!


    بيد أني عدت إلى النص أتلوه، وفي فكري دين ابن عربي،
    وثَمَّتَ بدالي هدفُه في وضح وجلاء،
    وتبين لى أن الجملة ليست مقحمة،
    وإنما هي لحمة دينه وسداه،



    فَلْنَعُد إلى الجملة نرتبها كما تحتم قواعد اللغة الصحيحة
    "المهاجر من مكة إلى المدينة كان اللهَ، ولم يكن معه شيء ثان"
    ما زدنا شيئاً على قوله، ولا نقصاً منه،


    وكل ما فعلناه هو وضع قوله :
    "إلى المدينة" موضعه،
    بعد أن نأى به ابن عربي عنه؛ ليمكر به،
    ويلتوي على القراء فهمه!


    بهذا يبدو لك جلياً أن ابن عربي يفتري
    أن المهاجر من مكة إلى المدينة
    لم يكن هو محمداً رسول الله،


    وإنما كان هو الله
    متجلياً في صورةٍ اسمُه فيها "محمد".


    ولا ريب في أنك تعرف أن صاحب الرسول في الهجرة كان أبا بكر

    غير أن ابن عربي يقول :
    "ولم يكن معه شيء ثان"

    يعني أن أبا بكر هو الآخر لم يكن إلا الله
    متعيناً في صورة اسمه فيها: "أبوبكر"!


    ومات محمد صلى الله عليه وسلم، ومات من بعده أبوبكر!
    فأيُّ إله هذا الذي يتجرع غصة الموت مرتين؟

    بل ما ذلك الإله الذي يموت ويحيا في كل لحظة آلاف المرات ؟!


    لقد دانت الصوفية بأن الرب الأكبر هو عين خلقه!
    وفي كل لحظة يعبر بها الوجود تفنى حياة، وتنبثق حياة،


    فياللصوفية!


    يعبدون رباً يموت آلاف المرات،
    ويولد آلاف المرات في آن واحد!


    ومحمد الصوفية له مظهران، أو اعتباران،
    فهو عبد أو خلق باعتبار ظاهرة،
    وهو رب أو حَقٌّ باعتبار باطنه،


    ولهذا يصفه ابن عربي
    – باعتبار ظاهره – بأن له العبودية
    ويصفه – باعتباره باطنه – بأنه له الربوبية!
    يصفه بأن له الإمكانية باعتبار ناسوته،
    وبأن له الوجوبية، باعتبار لاهوته!.


    والنابلسي في شرحه لصلاة ابن بشيش يقول :
    "ما صلى على محمد إلا محمد،
    لأن صلاة العبيد عليه،
    صدرت منهم بأمره منهم من صورة اسمه " ( 5 ).

    ******************
    *نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء


    ( 1 ) العماء عند الصوفية"هو الحضرة الأحدية، وهذه تتعين بالتعين الأول لأنها محل الكثرة وظهور الحقائق والنسب الأسمائية"
    جامع الأصول مادة العين.
    ( 2 ) نصب لفظ الجلالة باعتباره خبراً لكان، فيكون معنى الجملة
    "المهاجر من مكة هو الله".
    ( 3 ) يجعلها القاشاني ثلاثاً فقط "الفردية وهي حالة وجود الذات الإلهية في عين الجمع حيث كانت، ولم يكن معها شيء ثان،
    الثانية حضرة الوترية وهي حالة بقائها بعد فناء كل شيء في مقام الجمع،
    الثالثة حضرة المعية وهي حالة وجودها مع كل شيء في عالم التفرقة،
    والأولى ما وردت الصفات منها، والثانية ما صدرت إليها،
    والثالثة ما وردت إليها ثم صدرت عنها"
    كشف الوجوه الغر ص 133
    ( 4 ) ص 2 مجموع الأحزاب ط استامبول سنة 1298هـ
    ( 5 ) ص 557 مجموع الأحزاب ط استامبول
    الحمد لله رب العالمين

  7. #147

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    أكان محمد يعرف القرآن قبل نزوله ؟ *



    مما تأفكه الصوفية

    أن جبريل عجب حين رأى محمداً يتلو القرآن
    قبل أن يُعلِّمه إيَّاه


    فسأل جبريلُ،

    فأجابه النبي:
    ارفع الستر مَرَّةً حين يُلْقي إليك الوحيُ،


    ففعل جبريل،
    فرأى محمداً هو الذي يوحي إليه،
    فصاح مُسَبِّحًا:
    منك، وإليك يا محمد ؟!!


    وما زال يهذي بهذه الأسطورة
    في الرحاب الفساح من الأزهر
    رجل لا عمل له سوى إثارة الحرب
    مُؤَرَّثة الأحقاد على الكتاب والسنة!!


    ويتناقل هذه الأسطورة صوفي عن صوفي
    في كل حمأة وثنية، أو حانة صوفية.



    ولم لا؟


    وقد فـَحَّ بهذه الفِرية أفعوان الصوفية الأكبر ابن عربي؛


    إذ يقول مفسراً قول الله سبحانه:
    ( ولا تَعْجَلْ بالقرآن من قبل أن يُقضَى إليك وَحْيُه) :



    "اعلم أن رسول الله أُعْطِي القرآن مُجْمَلًا قبل جبريل
    من غير تفصيل الآيات والسور،


    فقيل له: لا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل جبريل،
    فتلقيه على الأمة مُجْمَلًا ،
    فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله ( 1 ) .

    ******************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء

    ( 1 ) ص 6 الكبريت الأحمر للشعراني
    على هامش اليواقيت والجواهر ط 1307هـ
    الحمد لله رب العالمين

  8. #148

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    رَدُّ هذه الفِرْية *


    وبطلان هذه الفِرْية بَدَهِيُّ يحكم به مَنْ في قلبه بارقة من إيمان،
    بيد أن غشاوة الصوفية على بصائر مُعتَنِقيها
    حالت بينها وبين إدراك الحقيقة الإيمانية الأولى،


    وهي أن رب الوجود هو الله
    وحده لا شريك له،

    فَلِم لا تحول بينها وبين إدراك بطلان تلك الفرية ؟!


    لهذا نذكرك بهَدْي الله سبحانه :
    ( علَّمه شديدُ القوى،
    ذو مِرَّةٍ فاستوى؛ وهو بالأفق الأعلى).


    آيات بينات
    تهديك إلى أن الذي علَّم رسول الله القرآن هو جبريل،
    وإلى أنه صلى الله عليه وسلم:
    لم يكن على علم بشيء ما منه
    قبل أن يَنزِل جبريل به عليه.

    ( وقال الذين كفروا: لولا نُزِّل عليه القرآنُ جملةً واحدة
    كذلك لِنُثَبِّتَ به فؤادَك ورتَّلناه ترتيلاً،
    ولا يأتونك بمثل، إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً ).


    ويقول ابن عربي
    أنه نزل عليه جملة واحدة، فقوله قول الكافرين!!


    ومن قوله سبحانه : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر)
    نؤمن بأن محمداً صلى الله عليه وسلم
    لم يعلم بآية ما من كتاب ربه إلا في ليلة القدر،


    فمتى علم الرسول القرآن مجملاً ؟
    أقبل ليلة القدر، أم بعده ؟
    ومَنْ عَلَّمه إياه مجملاً ؟
    أجبريل، أم غيره ؟

    ائتوني بأثارة من علم، إن كنتم صادقين.

    ويهب الله للحق برهاناً تنجاب به كل ريبة :


    ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا،
    ما كنتَ تدري ما الكتاب، ولا الإيمان )

    أيفهم الصوفية،
    أم هي اللجاجة في العناد ؟


    ( وإذا تُتْلى عليهم آياتنا بينات،
    قال الذين لا يرجون لقاءنا:
    إئت بقرآن غير هذا، أو بَدِّله،
    قل : ما يكون لي أن أُبَدِّله من تلقاء نفسي،
    إن أَتَّبِع إلا ما يُوحَى إليَّ،
    إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم،
    قل: لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به،
    فقد لبثت فيكم عمراً من قبله،
    أفلا تعقلون؟ ).


    وفرية الصوفية تناقض هذه الحجة الإلهية
    على صدق محمد.


    أولا يذكر الصوفية أن رسول الله حين فجأه الوحيُ،
    كان يقول – وجبريل يغطه:
    "ما أنا بقارئ" ؟!


    وأنه عاد إلى زوجه الطيبة الطهور في خوف وقلق،
    وأن هذه المؤمنة العظيمة قالت له قَوْلَتَها
    التي طَيَّبها الإيمانُ بروحانيته
    "والله لا يخزيك الله أبداً"



    أفكان يحدث هذا، أو بعضه،
    لو أنه صلى الله عليه وسلم، كان على بينة من القرآن،
    قبل نزوله عليه ؟

    لِمَ قال: ما أنا بقارئ ؟
    يكررها ثلاثاً؟
    لِمَ عاد خائفاً حتى زَمَّلُوه ودَثَّروه ؟

    لِمَ بَثَّ ذات نفسه إلى زوجته خديجة،

    ولِمَ ذهب معها إلى ورقة بن نوفل ؟!


    كل هذا حدث منه صلى الله عليه وسلم
    حتى بعد نزول الوحي عليه!!
    أهذه دلائل علم سابق بالقرآن،
    ويقين جازم به
    قبل نزول جبريل عليه به في ليلة القدر ؟،


    أم دلائل مشاعر نفس مؤمنة تقية،
    فجأها من الله سبحانه، ما لم تكن تدريه من قبل ؟!


    واهاً للصوفية!!


    تبصر نور الشمس يتوهج،
    فتقول ياللظلام الدامس!!
    كبعض الطير يعشيه النهار!!


    ولقد كان أعداء الرسول يسألونه مُحْرِجين مُتَعَنِّتين،
    يبتغون تكذيبه، والتجديف عليه،
    فلم يكن يجيبهم بشيء
    – لأنه لا يعرف الجواب –
    عما سألوه عنه،
    إلا بعد أن ينزل جبريل عليه به.


    سألوه عن الروح، وعن فتية الكهف، وعن ذي القرنين،
    فقال صلى الله عليه وسلم:
    غداً أجيبكم!!


    وأنساه حرصه النبيل على إقامة الحجة عليهم وهدايتهم،
    فلم يقل: إن شاء الله،


    ففتر عنه الوحي حتى حَزَبه الأمرُ،
    وبلغت به الشدة مبلغها،

    ولم لا؟
    وعدُوُّه مُتَرَبِّصٌ به، حريص على تكذيبه،
    وعلى أن يثير الشبهات حول رسالته،
    ورغم هذا يفتر عنه الوحي!!


    ثم مَنَّ الله عليه به،
    فعلم عن الله جواب ما سألوه عنه
    فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل:
    "لقد رِثْتَ عليَّ، حتى ظن المشركون كل ظن"


    فنزل قوله تعالى :
    ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) ( 1 ) .


    أفكان يحدث هذا،
    لو أن رسول الله، كان على بينة من القرآن قبل نزوله ؟
    لماذا لم يجب مَنْ سألوه ؟

    لأنه لم يكن يعرف الجواب،


    ولكن ابن عربي يكفر بكل تلك الدلائل،
    ويفتري أسطورته،
    فَتَؤُجُّ في الصوفية كالنار في الهشيم،
    وتنتشر كالوباء الفتَّاك،
    وتظل ديناً يكتبه الشعراني
    ويهرف به حمقى الصوفية !!


    وعذرنا في إطالة الرد على هذه الفرية
    أنها دين قوم يُحسبون على الإسلام، ومن أئمته،


    وما زال عَدُوُّ ربه "فلان"
    ينعب بها حتى اليوم في رحاب الأزهر،
    يضج بها نعيبُه،
    والموذن يقول : الله أكبر!!

    ******************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء


    ( 1 ) انظر تفسير ابن كثير في هذه الآية
    الحمد لله رب العالمين

  9. #149

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    دين ابن عربي *



    وكعهدك بي أُذكرك بما اختلقوه من إفك حول تلك الأسطورة؛
    ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا مَنْ حَيَّ عن بينة.


    يقول ابن عربي:
    عقد الخلائق في الإله عقائداً ** وأنا اعتقدت جميع ما عقدوه ( 1 )


    ويقول:
    لقد كنتُ قبل اليوم أنكر صاحبي ** إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
    لقد صار قلبي قابلاً كل صورة ** فمَرْعى لِغزْلانٍ، ودير لرهبانِ
    وبيتٌ لأوثانٍ، وكعبةُ طائفٍ ** وألواحُ توراةٍ، ومصحف قرآنِ
    أدينُ بدين الحب أنَّى تَوَجَّهَتْ ** ركائبُه، فالدين ديني وإيماني ( 2 )


    ويحذر ابن عربي أتباعه أن يؤمنوا بدين خاص،
    ويكفروا بما سواه،

    فيقول: "فإياك أن تتقَيَّد بعقد مخصوص،
    وتكفر بما سواه،
    فيفوتك خير كثير،
    بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه،
    فكن في نفسك "هَيُولي" ( 3 ) لصور المعتقَدات كلها،

    فإن الله تعالى أوسع وأعظم من أن يحصره عَقْد دون عَقْد،

    فالكلُّ مصيبٌ،
    وكل مُصيبٍ مأجورٌ،
    وكل مأجورٍ سعيدٌ،
    وكل سعيدٍ مَرْضِيٌّ عنه ( 4 ).


    وهذا الدين الأسطوري
    يستلزم حتمًا نفي عذاب الآخرة،


    فَرَبُّ الصوفية في دينهم
    كل مشرك وكل موحِّد،
    ويستحيل أن يعذب الرب نفسه،


    ولهذا يقول ابن عربي:

    فلم يبق إلا صادق الوعد وحدَه ** وما لِوَعيد الحقِّ(5) عينٌ تُعايِنُ
    وإن دخلوا دارَ الشقاء، فإنهم ** على لَذَّةٍ فيها نعيمٌ مُبَاينُ
    نعيمُ جنان الخُلدِ فالأمر واحد ** وبينهما عند التَّجَلِّي تَبايُنُ
    يُسَمَّى عَذاباً من عُذوبةِ طعمِهِ * وذاك له كالقشر، والقشرُ صائنُ(6)


    وهكذا يوغل ابن عربي إيغالاً سحيقاً
    في الغُلُوِّ العجيب من التناقض،
    ويكدح شيطانيته؛
    لتبتدع من البدع
    ما يقضى به على بقية الخير اليتيمة
    من إيمان المسلمين!


    لقد آمن بأن الرب عين العبد،
    وأن الإيمان صِنْوُ الكفر حقيقة وغاية ،

    فما الذي يمنعه من الإيمان بأن الوعد عين الوعيد ؟

    وأن نعيم الجنة وكوثرها عين عذاب السعير وغسلينها ؟

    لم يمنعه شيء،
    فصرح كما ترى به!


    فأي قضاء على الدين والأخلاق،
    أشد طغياناً من ذلك،
    إذا كان العمل الصالح يستوي والعملَ الخبيث،
    وإذا كانت الفضيلة عين الرذيلة،
    وإذا كان الخيرُ قرينَ الشر،


    وما مصير الإنسانية
    لو أنها آمنت بهذه الصوفية ؟!

    ******************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء

    ( 1 ) انظر شرح الفصوص لعبد الرحمن جامي شرح الفص الهودي
    ( 2 ) ص 39 ذخائر الأعلاق شرح ترجمان الأشواق لابن عربي

    ( 3 ) الهيولي لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة، وفي الاصطلاح الفلسفي هي
    "ما به الشيء بالقوة، أو جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال"،
    وقد استعملها ابن عربي هنا بمعنى القابل،
    أي الذي تنطبع فيه صور المعتقدات كلها، وينفعل بها،
    وتصدر عنه أفعاله طبقاً لمعتقداته المتنوعة.

    ( 4 ) ص 191 وما بعدها فصوص الحكم بشرح بالي ط 1309هـ

    ( 5 ) يعني بالوعد النعيم في الآخرة، ويعني بالوعيد عذاب الآخرة.
    يريد من هذا نفي العذاب مطلقاً في الآخرة حتى للمشركين

    ( 6 ) ص 94 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
    الحمد لله رب العالمين

  10. #150

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    الحكم بنجاة فرعون *



    وبهذا يحكم ابن عربي بنجاة فرعون موسى،

    يقول معقباً على قوله تعالى : ( قرة عين لي ولك ) :

    " فبه قَرَّت عينُها بالكمال الذي حصل لها،
    وكان قرة عين لفرعون بالإيمان
    الذي أعطاه الله عند الغرق،
    فقبضه طاهراً مطهراً،
    ليس فيه شيء من الخبث ". ( 1 )


    ويقول عن فرعون أيضاً :

    "فنجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه،
    ونجَّى بدنه،
    فقد عمته النجاة حِسًّا ومعنى ".( 2 )

    واقرأ بقية ما افتراه في "الفص الموسوي" من كتابه الفصوص،
    ففيه يفضِّل فرعون على موسى!.

    ******************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء


    ( 1 ) ص 201 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
    ( 2 ) ص 212 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
    الحمد لله رب العالمين

  11. #151

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    دعوة الصوفية الأخلاقية [ 1 ]


    لقد افترت الصوفية على الله ما لم تفتره زندقة من قبل،
    فجعلته هو عين خلقه،


    اقرأوا هذا الكفر لابن عربي:

    "فالحق محدودٌ بكل حَدٍّ،
    وصور العالم لا تنضبط، ولا يحاط بها،
    ولا تُعلم حدودُ كل صورة منها
    إلا على قدر ما حصل لكل عامل من صورته،

    فلذلك يُجْهَلُ حَدُّ الحق،
    فإنه لا يُعْلَم حَدُّه إلا بعلم حد كل صورة" ( 1 )



    يقول إنه لا يمكن تعريف الله،
    لماذا؟

    لأن الله هو عين كل شيء،
    فنحتاج في تعريفه
    إلى الأخذ بتعريف كل صورة من صور الوجود؛
    إذ هو عينها،

    وصور العالم لا تنضبط ولا تتناهى،
    فتعريفه سبحانه، لا يتناهى تبعاً لذلك!



    والصوفية تفتري على نوح أنه لم يحسن أداء رسالته؛
    إذ دعا قومه إلى الشريعة، ولم يدعهم إلى الحقيقة.
    دعاهم إلى الظاهر، لا إلى الباطن،


    ثم تحكم الصوفية على قوم نوح المشركين
    بأنهم أجابوا دعوة الله بالفعل ،
    وأنهم فهموا الحق الذي ستره عنهم نوح ،
    فعملوا بالمستور، فكانوا من المفلحين،

    وتحكم بأن نوحاً نفسه أثنى عليهم لعبادتهم الأصنام .( 2 )



    ثم اقرأوا قول ابن عربي
    في الباب 129 من الفتوحات المكية:

    لا تراقِبْ، فليسَ في الكونِ إلا ** واحدُ العينِ، فَهْوَ عينُ الوجودِ

    ويُسَمَّى في حالةٍ بإلهٍ ** ويُكَنَّى في حالةٍ بالعبيدِ



    ترى،
    هل ستظلون مصرين على أن الصوفية
    دعوة إلى الأخلاق المثالية،


    وأنتم تعرفون أن الإصرار على كلمة كفر واحدة
    تمحو من سِجِلِّ الإنسان كل كلمة مؤمنة،

    والصوفية مصرة على كلماتها الكافرة !!.

    *****************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء

    ( 1 ) ص 70 فصوص الحكم ط الحلبي جـ1
    ( 2 ) ص 70 وما بعدها فصوص"انظر الفص النوحي"
    الحمد لله رب العالمين

  12. #152

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    دعوة الصوفية الأخلاقية [ 2 ] *



    ولقد أشركَ الصوفية إشراكاً خبيثاً،
    وأخبثُ ما فيه أنه يفتن الناسَ عن حقيقته،
    فيظنونه توحيداً صافياً.



    لقد خدعتك الدعوة الخلقية في الصوفية عن عقيدتها،
    فوزنت قولها في الأخلاق بميزانك العاطفي
    الذي يهتز مع الخديعة، ويميل ظالماً مع الهوى،

    ولكن زِنْها بميزان الحق والعدل من كتاب الله،
    زنها بميزان التوحيد الخالص،
    وثَمَّت ترى أنها الفتنة الخاتلة،
    وأن دعوتها الخلقية ليست إلا شِفَّ رياء
    يحاول ستر عقيدتها الملحدة.

    اسمعوا ما يقول ابن عربي عن الله:

    يا خالقَ الأشياء في نفسِهِ ** أنتَ لِما تخلقُهُ جامعُ

    تخلقُ ما لا ينتهي كَوْنُهُ فــيــكَ، فأنتَ الضيقُ الواسعُ


    يصف اللهَ بأنه خالق مخلوق.
    وبأن ذاته هي جميع ذوات أنواع الخلق،
    وأنه ما زال يخلق في نفسه مالا ينتهي من أنواع الخلق،


    فهو ضَيِّقٌ؛ باعتباره حقاً؛
    أي مُجَرَّداً عن النعوت،

    وهو واسع باعتباره خلقاً متنوعاً كثيراً لا ينتهي.
    *****************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
    الحمد لله رب العالمين

  13. #153

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    دعوة الصوفية الأخلاقية [ 3 ] *



    واسمع [ ابن عربي ] يقول عن الله:
    "فَذَكَر – أي الله – أن هُوِيَّتَه هي عَيْنُ الجوارح
    التي هي عَيْنُ العبد،
    فالهوية واحدة، والجوارح مختلفة،
    ولكل جارحة عِلْمٌ من علوم الأذواق يخصها
    من عين واحدة تختلف باختلاف الجوارح" .


    يصف الله بأنه نفس جوارح العبيد،
    فَيَدُ السارق، ويد القاتل، ويد المرتشي، ويد المقامر،
    ويد المخمور يتناول بها الإثم.
    كل هذه الأيدي؛ هي أيدي رب ابن عربي.

    والعين المختلسة والأذن السارقة،
    والفم المنتن من الحرام،
    كل أولئك من جوارح رب ابن عربي.

    والمعارف الحِسِّيَّة التي نستمدها
    من اليد والقدم والعين والسمع واللسان.
    إنما هي معارف رب ابن عربي ؛
    لأنه عين تلك الجوارح كلها!


    ويؤكد هذا بقوله:
    "فلا قُرْبَ أقرب
    من أن تكون هُوِيَّتَه عين أعضاء العبد وقواه،
    وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى،
    فهو – أي اللهحقٌّ مشهود في خَلْق مُتَوَهَّم،
    فالخلق معقول،
    والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود"


    أرأيت إلى غلواء الزندقة في دين ابن عربي ؟!

    إنه يزعم أن الخلق شيء معقول؟!

    أما الله – سبحانه – فشيء محسوس!؛
    لأنه عين ما ترى عينـاك، وتسمع أذنـاك،
    أما "الخَلْقُ" فصفة، أو وَجْهٌ من وجوه الحق سبحانه



    ويؤكد ذلك مرة أخرى بقوله:
    "ثم تممها الجامعُ للكل محمد صلى الله عليه وسلم؛
    بما أخبر به عن الحق:

    بأنه عين السمع والبصر واليد، والرِّجْل واللسان،
    أي : هو عين الحواس"

    وبقوله:
    "تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحيح أنه عين الأشياء،
    والأشياء محدودة وإن اختلفت حدودها،
    فهو محدود بحد كل محدود " ( 1 )

    ربُّه عين كل شيء!
    ولكل شيء حَدٌّ يُعَرَّف به،
    فكل تعريفٍ هو تعريفٌ لِكُنْهِ الذات الإلهية،
    إذ كل شيء عند ابن عربي هو عين الله!!


    فَلْيَطِرْ فكرُك عبر الآباد والآنات والآزال،
    وَلْيَجُلْ خيالُك في شتى الصور،
    المستحيل منها والممكن ،
    فكل شيء يراه فكرك ويلمحه خيالك هو رب ابن عربي.

    فكِّر في المغول، والصليبيين،
    وكل مستعمر سَامَ العرب والمسلمين خَسْفاً، أو هواناً،

    فكر في الجاهليين يُجَرِّعون صِحَابَ النبي العذاب،
    فكر في الصهيونيين اليوم، وفيما يكيدون به للإسلام،
    فكر في السفاحين الأوغاد،
    فكر في أولئك جميعاً،

    وسل ابن عربي وأحْلَاسَه عنهم،
    وثمت تسمع منهم:
    إنهم جميعاً الذات الإلهية!

    أليسوا أشياء؟

    وابن عربي يقول: إن الله هو عين الأشياء جميعها !

    أليسوا خَلْقًا؟

    وابن عربي يقول: إن الله هو عين الخلق؟


    أليست لهم جوارح باغية مُلَطَّخَةٌ بالدم البريء؟!

    وابن عربي يقول:

    إن الله هو عين كل يد وقدم ولسان!



    والصوفية المعاصرة تعبد ابن عربي،
    وتدين بقدسيته،
    وأتحداهم أن ينبذوه،
    أو يعلنوا على الملأ كفره ومروقه ؟!

    فإن فعلوا،
    كان آية على أنهم خرجوا من دينه.


    هذه يَحَامِيُم من عقيدة الصوفية،
    فهل ينفعها أن تملأ الوجود بعد ذلك بالدعوة إلى الخُلُق الفاضل؟

    إنها إذ تقول : اتق الله،
    فإنما تعني به
    ربها الذي هو الصخر الأصم والجيفة المنتنة،

    تعني ربها الذي هو عين كل شيء،

    وإذ تقول: جاهد في سبيل الله،

    فإنما تعني به
    وهماً عَبَدَتْهُ رَبًّا يتعين بذاته في كل خَلْقٍ!

    اقرأوا ذلك جيداً،
    ثم نبئوني:
    أما زلتم أُسارى الإعجاب بدعوة الصوفية الخُلُقيَّة ؟!.


    *****************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء


    ( 1 ) هذه النصوص كلها عن فصوص الحكم لابن عربي ص 88، 107 وما بعدها
    واقرأ هذا النص :
    "إن الله لطيف، فمن لطفه ولطافته
    أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء،
    حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح فيقال:
    هذا سماء وأرض وصخرة وشجر وحيوان وملك ورزق وطعام
    والعين واحدة من كل شيء وفيه" ص 188 فصوص ط الحلبي،

    يعني أن الله هو عين كل هذه الأشياء وغيرها.
    فإذا عرفت شيئاً منها بتعريف،
    فهذا التعريف صادق على الله بالتواطؤ
    يعني أنه هو عين تعريف الله نفسه في جنسه وفصله،
    فتأمل
    الحمد لله رب العالمين

  14. #154

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    مقارنة *



    ثم قارن بين تلك الأدعية التي آمنت ألفاظها، وكفرت قلوبها،
    وبين هذا الدعاء الصوفي
    الذي كفر لفظه ومعناه وقلب مفتريه!



    "إلهي اسْتَهْلِكْ كُلِّيَّتي في كُلِّيَّتك ،
    وأمدَّ أوَّليَّتي بِأوَّليَّتِك،
    حتى أشهد أوليتك في أوليتي،
    وآخِرِيَّتَك في آخِرِيَّتي،
    وظاهِرِيَّتك في ظاهريتي،
    وباطنيتك في باطنيتي،
    وقابليتك في قابليَّتي،
    وأنت في إنِّيَّتي ( 1 ) ،
    وهُوِيَّتك في هويتي ( 2 )،
    ومعيتك في معيتي،


    حتى أكونَ عنوان ذلك السر كله
    بل شكله وصورته " ( 3 )



    يدعو الله سبحانه، وتعالى
    أن يجعله عينه وجوداً وذاتاً وحقيقة !!
    وَمَنْ يجرؤ على هذه الزندقة غير ابن عربي ؟!




    وإليك صلاته على نبيه:


    "اللهم صل وسلم وبارك
    على الطلعة الذات المُطَلْسَم،
    والغيث المُطمْطم،
    لاهوت الجمال،
    وناسُوتِ الوصال ( 4 )،
    وطلعة الحق،
    هوية إنسان الأزل ( 5 )،
    في نشرِ مَنْ لم يَزَلْ ( 6 )،


    من أقَمْتَ به نواسيتَ الفَرْق إلى طريق الحق،
    فَصَل اللهم به منه فيه " ! ( 7 )



    يقول ابن عربي:


    "اللهم صل على محمد الذي تَجَسَّد فيه اللهُ،
    اللهم صل على نفسك التي ظهرت،
    وتظهر في صور الكائنات.


    ألا ترى مع الحق أن هذا الدعاء الصوفي
    يَحْمُوم الكفر الأثيم،
    وخطيئة الوثنية الجاحدة ؟



    وما إخالك بعد هذا ممن ستخدعه فتنةُ السراب الخلوب
    فيما تتغزل به الصوفية
    من أدعية شعرية أو نثرية،
    فإنها إذ تدعو، أو تصلي،
    فإنما تفتري ذلك لرب
    ليس هو
    ربك الحق أيها المسلم،



    قد يفتنك من الصوفي دعاؤه:
    "اللهم"
    غير أن هذا الدعاء يهتف به البوذي واليهودي والبهائي،
    وكُلٌّ يعني به رب هواه،
    وإله أساطيره!




    وقد يخدعك من الصوفي قوله:


    "الله صلِّ على محمد"


    ويقولها أيضاً البهائي!


    فمحمد الذي تصلي عليه الصوفية،
    ليس هو خاتم النبيين،


    وإنما هو ظن ابتدعوه،
    وسموه: "محمداً"؛
    ليفتنوك به.


    محمدهم
    هو إله الآلهة الصوفية
    في تجسد بشري،



    بل إنك لترى الصوفية في كتبهم لا يسمونه إلا :
    بـ "الحقيقة المحمدية"


    يعنون بذلك أن الله حقيقته
    متعينة أو متجسدة في صورة محمد !!



    ( إن يتبعون إلا الظن،
    وإن هم إلا يخرصون )



    ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ،( 8 )
    وأضَّلَّه الله على علم،
    وختم على سمعه وقلبه،
    وجعل على بصره غشاوة،


    فَمَنْ يهديه من بعد الله،
    أفلا تذكرون ؟ )



    هذا حكم الله،
    فبأيِّ حكم بعده تؤمنون ؟!


    *****************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
    للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
    ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء


    ( 1 ) أي وجوده الظاهر
    ( 2 ) الهوية باطن الذات الإلهية عند الصوفية،
    يطلب من الله أن يجعل وجوده الباطن والظاهر
    عين وجوده هو في إنيته وهويته!!

    ( 3 ) ص 15 مجموعة الأحزاب ط استامبول سنة 1298هـ
    ( 4 ) أي الإنسان الذي وصل بين الألوهية والإنسانية في ذاته،
    فباطنه لاهوت، وظاهره ناسوت
    ( 5 ) أي حقيقة الله ، فالله عند ابن عربي إنسان قديم!

    ( 6 ) أي هو الإله القديم الذي ظهر في صورة إنسان،
    وعن هذا الإنسان انتشرت جميع الأنواع الخلقية،
    وعنه ينتشر مالا يزال في مكنون الغيب من أنواع الخلق.

    ( 7 ) ص 14 المصدر السابق

    ( 8 ) العجب أن ابن عربي يقرر
    أن الهوى إله حق يجب أن يعبد،
    ويستشهد بهذه الآية،
    ويقرر صحة عبادة الهوى!!
    انظر ص 194 فصوص الحكم ط الحلبي جـ1
    الحمد لله رب العالمين

  15. #155

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    خاتم الأولياء



    وكما جعل الله للنبيين خاتماً،
    جعل الصوفية للأولياء خاتماً،


    والعنكبوت الأول
    الذي سال لعابه بهذه الأسطورة
    هو الحكيم الترمذي ( 1 )،



    قال السلمي:
    "نفوه من ترمذ، وشهدوا عليه بالكفر
    بسبب تصنيفه كتاب "ختم الولاية


    وقال: إنه يقول:
    "إن للأولياء خاتماً،
    كما أن للأنبياء خاتماً،
    وأنه يفضل الولاية على النبوة " ( 2 )



    ويقول ابن تيمية عنه :
    "في كلامه من الخطأ ما يجب رده،
    ومن أشنعها ما ذكره في ختم الولاية،


    مثل دعواه فيه أنه يكون في المتأخرين
    مَنْ درجته عند الله أعظم
    من درجة أبي بكر وعمر وغيرهما،



    ومنها ما ادعاه من خاتم الأولياء
    الذي يكون في آخر الزمان،
    وتفضيله وتقديمه على من تقدم من الأولياء،
    وأنه يكون معهم كخاتم الأنبياء مع الأنبياء " ( 3 ) .



    وتوالت عناكب الصوفية على هذه الأسطورة،
    حتى قتلت بها ذباباً من الخلق كثيراً.



    قال ابن عربي
    – وهو يتحدث عن علم وحدة الوجود:


    "وليس هذا العلم إلا لخاتَم الرسل، وخاتم الأولياء!
    وما يراه أحد من الأنبياء، أو الرسل
    إلا مشكاة الرسول الخاتم،


    ولا يراه أحد الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم،


    حتى إن الرسل لا يرونه متى رأوه -
    إلا من مشكاة خاتم الأولياء،



    فإن الرسالة والنبوة – أعني نبوة التشريع – تنقطعان،
    والولاية لا تنقطع أبداً،


    فالمرسَلون من كونهم أولياء،
    لا يرون ما ذكرناه
    إلا من مشكاة خاتم الأولياء " ( 4 )


    ******************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية
    للعلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    ( 1 ) هو غير صاحب السنن، فهو محمد بن علي بن الحسن بن بشير أو "بشر"
    الترمذي الملقب بالحكيم عاش إلى حدود 320هـ
    ( 2 ) ص 170 جـ 2 مفتاح السعادة لطاش كبري زادة طبع الهند
    ( 3 ) ص 79 وما بعدها رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين
    لشيخ الإسلام ابن تيمية
    ( 4 ) ص 62 جـ 1 فصوص الحكم ط الحلبي
    الحمد لله رب العالمين

  16. #156

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    تفضيل خاتم الأولياء على خاتم النبيين


    زعم ابن عربي في النص الذي نقلته عنه آنفاً
    أن الرسل لا يستمدون أشرف علومهم إلا من خاتم الأولياء،


    وهذا يستلزم تفضيل الولي الخاتم
    على الرسل بعامة
    وعلى النبي الخاتم بخاصة،



    يقول ابن عربي:
    "ولما مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط من الَّلبِن،
    وقد كَمُل سوى موضع لبنة،
    فكان صلى الله عليه وسلم تلك الَّلبِنَة،


    غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها إلا كما قال لبنةً واحدة،
    وأما خاتم الأولياء،
    فلا بد له من هذه الرؤيا،
    فيرى ما مثله به رسول الله،
    ويرى في الحائط موضع لبنتين،
    فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين،
    فيكمل الحائط..


    كما هو آخذ عن الله في السر
    ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه؛


    لأنه يرى الأمر على ما هو عليه،
    فإنه آخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك
    الذي يوحي به إلى الرسول"



    ويقول:
    "وفينا من يأخذه عن الله،
    فيكون خليفة عن الله
    بعين ذلك الحكم " ( 1 )



    فضَّل خاتمَ الأولياء بأمرين،


    أولهما:
    أخذه عن الله مباشرة،
    أما خاتم النبيين
    فيأخذ عن الله بواسطة الملَك.


    الأمر الآخر:
    هو أنه على يديه تم الدين،


    فابن عربي يشير بهرائه ذاك


    إلى الحديث الصحيح
    الذي مَثَّلَ فيه رسولُ الله ما بُعث به والأنبياء من قبله
    ببيت كانت تنقصه لَبِنَةٌ،
    وأنه صلى الله عليه وسلم،
    هو الذي جاء بتلك اللبنة،
    يعني أنه هو الذي أتمَّ الله به
    على المسلمين دينهم.


    ولكن ابن عربي يزعم أن الدين كان ناقصاً لبنتين،
    فأتى محمد صلى الله عليه وسلم بواحدة،
    وأتى خاتم الأولياء بهذه، وبلبنة أخرى،


    فلم يكمل دين الله
    إلا على يد خاتم الأولياء!


    أين هذا الإفك



    من قول الحق جل وعلا:


    ( اليوم أكملت لكم دينكم،
    وأتممت عليكم نعمتي،
    ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ؟!.


    ******************
    * نقلا من كتاب هذه هي الصوفية
    للعلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

    ( 1 ) ص 63، 163 المصدر السابق
    الحمد لله رب العالمين

  17. #157

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ```````````````````````````
    فضائح الزنديق ابن عربي الصوفي
    ```````````````````````````
    ( 11 )


    بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي





    الحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد،،

    مدخل:

    عمد د.محمد عبد الغفار في مقاله بالقبس عدد 11831 المؤرخ في 12/5/2006
    إلى عقد مقارنة جائرة بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،
    وبين ابن عربي قائلاً:

    "كنا سابقا يخوفوننا من اسم ابن عربي كثيراً، وكنت أتحاشى كتبه،
    حتى ملكت بعض كتبه فوجدت نفسي أقف أمام طود عظيم،
    عقلا وثقافة شرعية،

    وقال عن ابن تيمية أنه عالم من العلماء،
    وأن الخلاف حوله أعظم من الخلاف حول ابن عربي".

    ولما كان تقديم ابن عربي
    وهو أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام
    بل تاريخ الإنسانية في كل عصورها،

    على هذا النحو من رجل يحمل درجة في الشريعة،
    ومن قبل دعا الناس إلى التصوف المعتدل -في زعمه
    وافتخر بأنه يدرس كتاب شرح الحكم العطائية لابن الرندي،
    ومعلوم أن مؤلف العطائية على خطا ابن عربي.

    من أجل ذلك كان لا بد لمن حمله الله أمانة العلم والكتاب
    أن يذبوا عن الدين وأن يبينوا الحق للناس،
    وإلا كانوا مسئولين أمام الله عن السكوت والكتمان،
    ومن أجل ذلك أقول:

    كيف يجمع بين ابن تيميةوابن عربي ؟!

    هل يصح أن يجمع بين شيخ الإسلام ابن تيمية
    وبين ابن عربي،

    فتجعل هذا عالم وهذا عالم،
    وكلاهما قد اختلف الناس فيه،
    وخلاف الناس حول ابن تيمية أشد كما يقول د.عبد الغفار ؟!
    الحمد لله رب العالمين

  18. #158

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    كيف يُقرن بين إمام من أئمة الهدى وعلم من أعلامهم
    الذي لم يترك بدعة في الدين
    منذ ظهور البدع وإلى زمانه إلا وبيَّنها، ودحضها

    ومن ذلك بدع الخوارج، والمرجئة، والقدرية، والزنادقة،
    والجهمية بكل تفريعاتهم وخلوفهم،
    والمتصوفة، والمشركين من عبدة القبور والأولياء
    والاتحادية، وأهل الوجود،
    وكل ذلك في مجلدات ضخمة،
    حيث لم يجعل لهم حجة إلا ودحضها،
    ولا شاردة ولا واردة إلا وبيَّنها، ولا شبهة إلا أجاب عنها،

    وظل يدافع عمره عن دين الإسلام بالقلم واللسان، والسيف والسنان،
    ولم يترك ديناً من أديان الباطل إلا ورد على أصحابه
    فرد على النصارى،
    ورد على الفلاسفة والدهرية ومنكرة الصانع.
    وأفتى المسلمين في كل مشارق الأرض ومغاربها
    في نوازلهم وأحداثهم وخلافاتهم وأقضياتهم
    أعظم فتاوى وجدت في الإسلام إلى يومنا هذا.


    وغاية ما نقمه عليه مخالفوه من الفتيا
    قوله بإيقاع طلاق الثلاث واحدة إن كانت في مجلس واحد,
    وقوله بمنع شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين,
    وعند التحقيق يتبين أن الحق والصواب معه.

    فكيف يقرن من عاش عمره يدافع عن دين الإسلام
    ويذب عنه كل عقائد الباطل،

    وبين كافر زنديق
    لم يترك عقيدة من عقائد الكفر إلا وأدخلها إلى الإسلام،
    وألبسها من الآيات والأحاديث ما يروجها على عقول أمثاله
    من أهل الزندقة والنفاق.

    فابن عربي جمع كل عقائد المشركين والوثنيين
    واليهود والنصارى والزنادقة الذين سبقوه

    استطاع هذا الخبيث أن يجمع هذا كله ويؤلف بينه،
    ويلبسه لباس الإسلام فيحمل آيات القرآن، وأقوال الرسول
    في ثعلبية ماكرة، وعبارات ملتوية خبيثة،
    يعجز عنها كل شياطين الإنس والجن!!

    فهل يسوي بين ابن تيمية وابن عربي إلا جاهل بحاله،
    أو من هو على شاكلة ابن عربي ؟!
    الحمد لله رب العالمين

  19. #159

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي

    ابن عـربي أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام
    بل تاريخ الإنسانية كلها:



    قد كان في تاريخ الإسلام كفار حاربوه
    كأبي جهل وأبي لهب وكفار الفرس والروم،
    واليهود، والنصارى،
    ومن قبلهم قوم نوح، وعاد، وثمود، وفرعون،

    وقد كان في تاريخ الإسلام زنادقة
    أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر،

    ونقلوا عقائد الكفار وألبسوها لباس الإسلام
    كالحلاج، وابن الراوندي، وعبد الكريم الجيلي،
    وابن الفارض، والتلمساني، وابن سبعين،
    وعبد العزيز الدباغ، وابن المبارك السلجماسي وغيرهم وغيرهم،

    ولكن أحداً من هؤلاء لم يكن كابن عربي قط،
    ولم يبلغ شأوه ودرجته في الكفر والزندقة والمروق من الدين،

    فإن الكفار الأصليين وأعظمهم فرعون الذي قال
    {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ}
    [النازعات: ٢٤]

    لم يجعل رباً للناس جميعهم إلا نفسه،

    وقال لموسى عليه السلام:
    {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}
    [الشعراء: ٢٩]،


    وأما ابن عربي فقد جعل كل موجود في الوجود هو الله،
    يجمع درجات الوجود وحتى الشياطين والنجاسات

    -تعالى الله سبحانه وتعالى
    عما يقول هذا الأفاك-

    ونستغفر الله من حكاية قول هذا المجرم الخبيث،
    فأين كفر فرعون من كفر هذا الخبيث،

    وكل الذين أشركوا بالله عبدوا معه إلهاً أو إلهين أو ثلاثة
    أو مائة من الأصنام والأوثان والكواكب،


    وأما هذا المجرم فقد جعل كل معبود عُبد هو الله لا غير،
    وأن كل من عبد شيئاً فلم يعبد إلا الله...


    فأين كفر المشركين
    من كفر هذا المجرم الخبيث ؟!
    الحمد لله رب العالمين

  20. #160

    افتراضي رد: الجامع الكبير عن الزنديق ابن عربي الصوفي


    وكل الزنادقة الذين كانوا في تاريخ الإسلام
    أولوا بالتأويل الباطني نصا أو أكثر من القرآن،


    وهذا الخبيث لم يترك آية في كتاب الله
    ولا حديثا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

    إلا حملها على عقائد الكفار جميعا
    وعقيدة وحدة الوجود على الخصوص

    (انظر أمثلة ذلك في ثنايا المقال).

    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •