سؤال عن معنى كان في كتاب الله
موضوع مفيد خصوصا لمن لايفرق بين كان الأزلية وكان الغير أزلية
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?s=&threadid=280
الظاهر أن هناك اختلافًا في المصطلحات بيني وبين الأخ شرياس .
أنا أطلق ( الأزل ) ولا أقصد به ( القدم ) وإنما أريد به ما يضيق القلب عن تصور أوله كما سبق أن نقلته عن الكفوي.
والظاهر أنه يريد بالأزلي ( القديم ).
بينما فهمي للقديم هو : ما لا يسبقه غيره.
الأخ شرياس سأل : هل يوجد مخلوق ليس له أول ؟
فأجبت على أساس أن مخلوقا تعني هل يوجد مخلوق بعينه .
والظاهر أنه قصد بقوله (مخلوق) جنس المخلوقات.
1- هل معنى هذا أنك توافقنى على تلك المسائل الثلاث ؟ الإجابة بنعم أو لا .
2- ما كنت منقطعا ، بل شغلتني الشواغل عدة أيام - ولا زالت - فنقص تواجدي على الشبكة .
3- لو رأيت مشاركتى برقم 130 : http://alukah.net/majles/showpost.ph...&postcount=130 لعلمت أنني لا زلت أواصل الحوار مع الشيخ علىّ ومنتظر الجواب والبيان من فضيلته .
4- كلامك الأخير مبني على رأيك الأول الذي لم نوافقك عليه لعدم البرهنة ، فرجاء التركيز عليه قبل ذكر اللوازم .
وشكرا .
سبحان الله أنا لم أقصد المعية إطلاقًا فهي توجب القول بقدم جنس المخلوقات ، بل أنا صرحت أن جنس المخلوقات مسبوق بخالقه .
ولكن هنا شيء يحسن التبيه عليه.
وهو أن الله سبحانه لم يزل خالقًا وهذا عندي يلزم منه تسلسل في الصفة وتسلسل في المخلوقات، لكن ما الفرق بين التسلسل في الصفة والتسلسل في المخلوقات.
الفرق يتلخص في أن العلاقة بين الخالق وصفة الخلق علاقة دور معي أي أن الله سبحانه وتعالى موجود أزلا ومعه صفاته سبحانه وتعالى فلا يمكن تصور الذات بدون الصفات ولا تصور الصفات بدون الذات وهذا ما يعرف بالدور المعي أي أن العلاقة بين الذات والصفات علاقة معية.
أما العلاقة بين الله - سبحانه وتعالى - وخلقه فهي علاقة علة ومعلول ، والصواب في حجج العقول أن المعلول يتبع العلة .
فالمخلوقات متأخرة على خالقها قطعًا لكن ليس هذا على سبيل التراخي بل بالفاء (إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون).
والله أعلم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أرى أن هذه المسألة قد طال فيها الكلام وهي مسألة من المسائل الكبار التي تحتاج إلى كثرة المطالعة والبحث والوقوف على كلام أكابر أهل العلم فيها.
وأنا أجمل اعتقادي في هذه المسألة الذي أراه متفقًا عليه بين أهل السنة وهو :
- الله عز وجل أول بلا ابتداء ، وآخر بلا انتهاء .
- لم يأت في القرآن وصف الله عز وجل بالقديم ولا سلبه عنه ، وإذا راعينا المعنى يجوز أن نخبر عن الله عز وجل أنه قديم بمعنى أنه السابق على ما عداه وأنه لا يسبقه شيء .
- أن الله تعالى قد وصف نفسه بصفات فعلية ، مثل الكلام والخلق والمغفرة وغيرها ، وآحاد هذه الصفات حادث(1) ، وجنسها قديم بمعنى أن الله تعالى لم يزل خالقًا ولم يزل سميعًا ولم يزل بصيرًا ... الخ .
- أن العرش أول المخلوقات في هذا العالم المشاهد - على الراجح - لكن قبل العرش مخلوقات فالله لم يزل خالقًا قبل خلق العرش.
والله تعالى أعلم .
ولا يفهم من كلامي أنني رجعت عن القول بالتسلسل في المخلوقات لا إلى أول وإنما أردت أن أنبه إلى الأشياء الأساسية في هذا الباب، فأنا ما زلت أعتقد بتسلسل المخلوقات لا إلى أول مع نفي القدم عن غير الله سبحانه وتعالى .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
ـــــــــــــــ ـــ
(1) وقع مني سهوًا لفظ (مخلوق) بدل (حادث) وهو خطأ قطعًا ، وقد صوبتها بعد تنبيه الأخ شرياس في مشاركة لاحقة .
فالنأت إذن - أخي الكريم بارك الله فيك - إلى المسألة الرابعة والخامسة :
4- إن الله إذا أراد شيئا من المخلوقات ، كوّنه ذلك المخلوق بإرادته . فمعنى هذا ، أن إرادات الله تعالى جاءت متعاقبة ، لا دفعة واحدة . فإراداته تعالى متسلسلة دائمة منذ الأزل إلى الأبد ، وكلماته لا تنتهى ولا تنفذ . فهل توافقنا على هذا ؟
5- أيهما أكمل : الذي يرحم أم الذي لا يرحم ؟ وأيهما أكمل : الذي أراد الإحسان أم الذى حبس نفسه عن إرادته لمدة طويلة جدا ؟ وأيهما أكمل : الذي يجود بالأرزاق فعلا أم الذي ينتظر طويلا جدا ولا يرزق إلا بعد وقت معين ؟
وشكرا .
سؤال للشيخ علىّ حفظه الله :
أليس (الخلق) - الذي هو فعل الخالق تعالى - مسبوقا بإرادته ؟
يا شيخ (نضال) لا خلاف بيننا في الكلام على الصفات (الحوادث المتصلة) ألبتة : الخلق والكلام وغيرها .
فهذه آحادها حادثة غير مخلوقة وجنسها قديم .
و(الخلق) المتعلق بمعين مسبوق بالإرادة المتعلقة بذلك الخلق.
أي أن إرادة خلق آدم - مثلا - سابقة على خلق آدم ، فالله عزوجل علم وقدر فأراد خلق آدم فخلقه بقدرته.
ولا أظن أن بيننا في هذا اختلافًا ، إنما اختلافنا فيما يتعلق بجنس المخلوقات ، أي الحوادث المنفصلة عن ذات الله سبحانه .
عَيْنيَّ يا سيخنا . . ولذلك استشكلت كثيرا من قولك إن جنس المخلوقات (الحوادث المنفصلة) "حادث" لمجرد أن آحادها مسبوقة بخالقها وبتخليقه إياها . فهنا فرقتم في الحكم بين (جنس المخلوقات) وبين (جنس الخلق الذي هو التخليق) مع أن كل واحد منهما مسبوقة أعيانها بغيرهما . فأعيان المخلوقات مسبوقة بخالقها وبتخليقه إياها ، وكذلك أعيان التخليق مسبوقة بفاعلها وبإرادته لها . فمع اتحاد العلة بينهما (في كونهما مسبوقة بغيرها) ، كيف فرقتموهما في الحكم ؟ فتقولون إن الأول "حادث" والثاني "قديم" ؟ وكون الأول "منفصلا" وكون الثاني "متصلا" لا يؤثر في عين هذا الحكم بالذات .
-- تابع --
فإما أن تقولون : (إن جنس المخلوق وجنس التخليق كلاهما حادث لتقدم الخالق والإرادات على أعيانهما) - وهذا الذي لا أوافقك اصطلاحيا ؛
وإما أن تقولون : (إن جنس المخلوق وجنس التخليق كلاهما قديم لعدم البداية في تسلسل أعيانهما في الماضي) - وهذا مصطلحي في المشاركة السابقة ؛
وإما أن نقول : (إن الجنس لا يوجد في الخارج إلا أعيانا ، وكل من جنس المخلوق وجنس التخليق توجد أعيانه متعاقبة متسلسلة غير متناهية ، لا في الماضي ولا في المستقبل) - وهذا هو المختار وهو اصطلاحي الأسبق وهو أسلم وأحكم . والله أعلى وأعلم ، وتفويض الأمر إليه أقوم .
أؤمن أن الله تعالى فعَالٌ لما يريد ومعنى هذا أنه تعالى يفعل مايشاء كيفما يشاء وقتما يشاء كما أؤمن أن الله تعالى لاتنفد كلماته أبدا ولا تنتهي .
أؤمن أن الله تعالى يرحم قبل أن يرحم أحدا من خلقه وأنه يُحسن قبل أن يُحسن الى أحد من خلقه وأنه يجود بالرزق قبل أن يرزق أحدا من خلقه فصفات الرحمة والإحسان والجود بالأرزاق كلها أزلية من قبل أن يخلق الله تعالى المخلوقات .
الأخ شرياس ، ليس عن ذاك سألتك ، بل سألتك :
- هل إراداته تعالى قديمة لا تتجدد أم أنها متسلسلة متعاقبة ؟
- أيهما أكمل : الذي رحم ويرحم أم الذي لم يرحم بعدُ ؟ وأيهما أكمل : الذي أراد الإحسان فعلا أم الذى حبس نفسه عن إرادته لمدة طويلة جدا ؟ وأيهما أكمل : الذي يجود بالأرزاق فعلا أم الذي ينتظر طويلا جدا ولا يرزق إلا بعد وقت معين ؟