تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 7 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 121 إلى 140 من 152

الموضوع: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

  1. #121
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)


    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (121)

    سنن الإمام النسائي (5)
    ثانياً : التعريف بسنن النسائي ومنهجه فيه (1):
    المقصود بسنن النسائي هنا الصغرى الموسومة بـ" المجتبى" .
    قال السيوطي : سنن النسائي الذي هو أحد الكتب الستة أو الخمسة هي الصغرى دون الكبرى صرح بذلك التاج ابن السبكي ، قال : وهي التي يخرجون عليها الأطراف والرجال وإن كان شيخه المزي ضم إليها الكبرى .
    اسمه العلمي :
    " سنن النسائي" معروفة (بالسنن الصغرى), وسمي ( المجتبى ), بالنون, أو الباء الموحدة, والمعنى قريب, والأشهر هو الأخير .
    من الذي اختصر " المجتبى"؟ :
    اختلف العلماء في هذا على قولين :
    الأول : اختصره النسائي نفسه .
    ذهب إليه جمع من المحدثين منهم أبو علي الغساني وغيره ، وهو الأقرب
    قال أبو علي الغساني: اختصره من كتابه الكبير في السنن, وذلك أن بعض الأمراء سأله عن كتابه في السنن : أكله صحيح ؟, فقال: لا, قال: فاكتب لنا الصحيح منه مجودا, فصنع (المجتبى) .
    وقال ابن الأثير : قال ابن الأثير:وسأل أمير الرملة أبا عبد الرحمن عن(سننه):أصحيح كله؟قال:لا. قال:فاكتب لنا منه الصحيح.فجرد المجتنى .
    الثاني : اختصره تلميذه ابن السني .
    اختاره الحافظ الذهبي ، قال الذهبي في " السير" ( 14/131) معلقاً على قول ابن الأثير المتقدم : قلت: هذا لم يصح بل المجتنى اختيار ابن السني.
    وقال : و الذي وقع لنا من (سننه) هو الكتاب (المجتنى) منه انتخاب أبي بكر بن السني
    تثبته في سننه وانتقاؤه للرجال :
    قال أحمد بن محجوب الرملي: "سمعت النسائي يقول: لما عزمت على جمع السنن استخرت الله تعالى في الرواية عن شيوخ كان في القلب منهم بعض الشيء، فوقعت الخيرة على تركهم فنزلت في جملة من الحديث كنت أعلو فيها عنهم"
    وقد سبق قول الحافظ أبو طالب أحمد بن نصر شيخ الدارقطني: "من يصبر على ما يصبر عليه النسائي؟ كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة فما حدث منها بشيء"
    جمعه بين طريقة البخاري و مسلم :
    وقال ابن رشيد: "كتاب النسائي أبدع الكتب المصنفة في السنن تصنيفا وأحسنها ترصيفاوكأن كتابه جامع بين طريقتي البخاري ومسلم مع حظ كبير من بيان العلل" .
    عدد أحاديث و كتبه :
    - عدد الأحاديث المخرَّجة بالكتاب(5708).
    -عدد الكتب في " سننه" ( 51) كتاباً .

    (1) ينظر : " شروط الأئمة" لابن منده ( ص/42)، و" الكاشف" للذهبي ( 1/195) ،و" المنهل الروي" لابن جماعة ( ص/37) ،و "البدر المنير" لابن الملقن ( 1/305) ،و "النكت على ابن الصلاح" لابن حجر ( 1/481-484) ،و " تدريب الراوي" للسيوطي ( 1/102) ، و" تنزيه الشريعة" لابن عراق ( 1/288) ، و "توضيح الأفكار" ( 1/219) ، و " الحطة في ذكر الصحاح الستة " لصديق خان (ص/395)، أعلام المحدثين للدكتور أبو شهبة 265 ــ 270 .


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #122
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (122)




    سنن الإمام النسائي (6)


    شرط النسائي في سننه و درجة أحاديثه :
    قال الحافظ ابن رجب : وأبو داود : قريب من الترمذي في هذا بل هو أشد انتقاداً للرجال منه .
    وأما النسائي : فشرطه أشد من ذلك ، ولا يكاد يخرج لمن يغلب عليه الوهم ، ولا لمن فحش خطؤه وكثر .
    وقال الحافظ ابن حجر : وفي الجملة فكتاب النسائي أقل الكتب بعد الصيحيحين حديثاً ضعيفاً ورجلاً مجروحاً ويقاربه كتاب أبي داود وكتاب الترمذي .
    -منهجه في سننه :
    1 ــ لقد اختصر النسائي المجتبى من كتابه "السنن الكبرى" ، على رأي جماعة من المحدثين .
    2 ــرتبه على الكتب والأبواب الفقهية، فبدأه بكتاب الطهارة، وانتهى بكتاب الأشربة.
    3 ــ رتب الأبواب على المعاني الأصولية فيشير إلى الناسخ والمنسوخ ونحو ذلك في تراجم الأبواب، فيقول، مثلًا باب الوضوء من مس الذكر وعقبه باب ترك الوضوء من ذلك، باب الوضوء مما مست النار ، وعقبه باب ترك الوضوء مما غيرت النار
    4 ــ يبين غريب الحديث أحياناً ففي الحديث ( رقم/24) قال أبو عبد الرحمن : الركس : طعام الجن. و في الحديث ( رقم/53) لا تزرموه قال : أبو عبد الرحمن : يعني : لا تقطعوا عليه .
    5 ــ قصد النسائي تخريج الأحاديث الصحيحة والقوية عنده ، وأصح ما ورد في الباب ، ومن أمثلة ذلك
    - الوضوء من مس المرأة
    - التسمية على الوضوء .
    6 ــ ينزل في الحديث لأجل تخريج القوي و الصحيح ، فعنده في سننه أحاديث عشارية مثاله :
    الحديث رقم ( 996 )- أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا زائدة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن أبي ليلى ، عن امرأة ، عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[ (قل هو الله أحد) ثلث القرآن ].
    قال أبو عبد الرحمن : ما أعرف إسنادا أطول من هذا
    7 ــ لا يعلق الأحاديث إلا في القليل النادر ، ويوجد في الكتاب جملة لا بأس بها من الموقوفات .
    8 ــ يبين درجة الحديث و يحكم على الرجال أحياناً ، ومن الأمثلة :
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/1782) : هذا حديث منكر.
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/2151) :حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن ، وهو منكر وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل.
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/3215) :الأوزاعي لم يسمع هذا الحديث من الزهري وهذا حديث صحيح قد رواه يونس ، عن الزهري.
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/800): بريدة هذا ليس بالقوي في الحديث
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/940): معقل بن عبيد الله ليس بذلك القوي.
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/1316): عبد الله بن جعفر هذا ليس به بأس ، وعبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي بن المديني متروك الحديث.
    9 ــ يبين الاتصال و الانقطاع ، وكذا الإرسال في الأسانيد أحياناً من الأمثلة :
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/438): مخرمة لم يسمع من أبيه شيئا
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/447): هشام بن عروة لم يسمع من أبيه هذا الحديث
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/1380): الحسن ، عن سمرة كتابا ، ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة ، والله تعالى أعلم.
    قال أبو عبد الرحمن ( رقم/1420): عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر.
    10 ــ يتوسع في ذكر الطرق والاختلاف إذا وقع اختلاف كثير في الحديث ، ويعنون لها ، ويقول : الاختلاف على فلان ويسوق االطرق والأسانيد، وهذا مشهور معروف عنه
    11 ــ يبين العلل الواقعة في الأحاديث من التفرد والمخالفة،والاخ تلاف في الرفع و الوقف ، والوصل والإرسال ويرجح ، وهذا كثير مشهور عنه ، وغالب تعليقاته في " سننه" في هذا الأمر
    12 ــ بلغت تعليقات على الأحاديث و الرواة في " سننه" نحو ( 180 ) تعليقاً .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #123
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (123)



    سنن الإمام النسائي (7)





    ثناء العلماء على سنن النسائي :

    لقد كثر ثناء العلماء على كتاب السنن للإمام النسائي ، وهذه بعض أقوالهم:

    قال ابن السكن : أول من نصب نفسه لطلب الصحيح : البخاري وتابعه مسلم وأبوداود والنسائي .

    وقال الخليلي : حافظ متفق عليه رضيه الحفاظ ، وكتابه يضاف إلى كتاب مسلم .

    وقال أبو عبدالله بن منده : الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة : البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عبدالرحمن النسائي .

    وقال الذهبي - مشيداً بكتابه السنن - : أبو عبد الرحمن النسائي صاحب الصحيح .

    وقال ابن طاهر : فالدارقطني سمى كتاب السنن صحيحاً مع فضله وتحقيقه .

    وقال ابن الأحمر الراوي عن النسائي : كتاب السنن كله صحيح وبعضه معلول-إلا أنه لم يبين علته -والمنتخب منه المسمى بالمجتبى صحيح كله.

    وقال ابن حجر : وفي الجملة فكتاب النسائي أقل الكتب بعد الصحيحين حديثاً ضعيفاً ورجلاً مجروحاً ويقاربه كتاب أبي داود وكتاب الترمذي .

    وقال ابن عراق -في حديث فضل قراءة آية الكرسي الذي خرجه النسائي- : قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث المشكاة : غفل ابن الجوزي فأورد هذا الحديث في الموضوعات وهو من أسمج ما وقع له . قلت [ ابن عراق] : ورأيت بخط الحافظ ابن حجر على هامش مختصر الموضوعات لابن درباس ما نصه حديث أبي أمامة هذا أخرجه النسائي ولم يعلله وذلك يقتضي صحته .





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #124
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (124)




    سنن الإمام النسائي (8)


    هل يوجد في سنن النسائي حديث موضوع ؟:
    ذكر الحافظ ابن الجوزي في كتابه " الموضوعات " حديثاً واحداً في " سنن النسائي " .
    وهو ( رقم/5669) قال النسائي : أخبرني محمد بن آدم بن سليمان ، عن عبد الرحيم ، عن يزيد (ح) وأنبأنا واصل بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال محمد بن آدم : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من شرب الخمر فجعلها في بطنه لم يقبل الله منه صلاة سبعا ، إن مات فيها - وقال ابن آدم : فيهن - مات كافرا ، فإن أذهبت عقله عن شيء من الفرائض - وقال ابن آدم : القرآن - لم تقبل له صلاة أربعين يوما إن مات فيها - وقال : ابن آدم فيهن - مات كافرا.
    وقد أعله ابن الجوزي بيزيد بن أبي زياد فقال : هذا حديث لا يصح. قال على ويحيى: يزيد بن أبى زياد لا يحتج بحديثه، وقال ابن المبارك: ارم به، وقال النسائي: متروك الحديث.
    قال الذهبي في " السير" ( 6/132) : وهذا أيضا شبه موضوع، ولو علم شعبة أن يزيد حدث بهذه البواطيل لما روى عنه كلمة.
    والجواب عن هذا :
    1- أن الإمام النسائي أورده عقب أثر عن عبدالله بن عمرو في هذا المعنى ، وقال عقب الأثر : خالفه يزيد بن أبي زياد ثم أورد هذا الحديث لبيان الاختلاف في الرفع والوقف وبيان العلة في هذا الخبر .
    2- أن ابن الجوزي –كعادته- أورد أشد ما قيل في يزيد بن أبي زياد من الجرح ، وحال يزيد أرفع من ذلك بكثير
    قال الذهبي في " السير" ( 6/129) الإمام، المحدث .. وقد علق البخاري عنه... وقد روى له: مسلم، فقرنه بآخر معه ، وقد حدث عنه: شعبة، مع براعته في نقد الرجال.
    ونقل الذهبي عن شعبة قوله : كان رفاعاً -يعني: الآثار التي هي من أقوال الصحابة يرفعها-
    وقال أحمد بن حنبل: لم يكن بالحافظ ، وقال أبو زرعة: لين ، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ن وقال أبو داود: لا أعلم أحدا ترك حديثه.
    لم يذكر العلامة الألباني في كتابه " ضعيف سنن النسائي" شيئاً من الأحاديث الموضوعه في " سنن النسائي "




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #125
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (125)



    سنن الإمام النسائي (9)


    رواة سنن النسائي وأهم طبعاته وشروحه :
    روى سنن النسائي الصغرى عدد من أصحاب أبي عبدالرحمن النسائي من أشهرهم ، بل ذكر البعض أنه هو الذي انتخب السنن الصغرى من الكبرى :
    ابن السنى (364 هـ) أبو بكر احمد بن محمد بن اسحق المعروف بابن السنى الدينوري الشافعي رحل وكتب الكثير.
    صنف في القناعة وفي عمل اليوم والليلة.
    أفضل طبعات سنن النسائي
    - الطبعة التي قام بتحقيقها الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله.
    -وأما سنن النسائي الكبرى ، فطبعة الرسالة التي قام بالإشراف عليها د. عبدالله التركي
    المؤلفات على سنن النسائي :
    ذكر حاجي خليفة في " كشف الظنون " ( 2/1006) ، وبروكلمان في " تاريخ الأدب العربي" ( 3/196)، وسزكين في " تاريخ التراث العربي " ( 1/327) نحو خمسة شروح فقط ، اقتصر صاحب " كشف الظنون" على ثلاثة شروح هي : شرح زوائده لابن الملقن و تعليق السيوطي وحاشية السندي ، وهذه أهم شروحه:
    1- (الإمعان في شرح مصنف النسائي أبى عبد الرحمن) لأبي الحسن علي بن عبد الله بن النعمة الأنصاري المتوفى سنة 567 هـ .
    نقل الذهبي في " العبر" ( 3/51) : صنف كتابًا كبيرًا في شرح سنن النسائي بلغ فيه الغاية .
    وقال في " التكملة لكتاب الصلة" ( 3/207) : وكتاب الإمعان في شرح مصنف النسائي أبي عبد الرحمن لم يتقدمه أحد إلى مثله بلغ فيهما الغاية من الاحتفال والإكثار أخذ الناس عنه وانتفعوا به لجودة تفهيمه وتعليمه وكثر الوافدون عليه والراحلون إليه
    وقال الصفدي : وبلغ فيه الغاية من الاحتفال والإكثار. وانتفع الناس به .
    2- (شرح زوائده على الصحيحين وأبى داود و الترمذي ) لسراج الدين ابن الملقن ( ت 804) .
    3- (شرح سنن النسائي ) لأبي عبدالله محمد بن علي الحسيني الشافعي المتوفى سنة 765هـ, قال العراقي كما في " الدارس في تاريخ المدارس" ( 1/45) : إنه شرع في شرح سنن النسائي.اهـ
    4- (زهر الربى على المجتبى) لجلال الدين السيوطي, وهو شرح لطيف, قال في مقدمته: هذا الكتاب الخامس مما وعدت بوضعه على الكتب الستة, وهو تعليق على سنن الحافظ أبي عبد الرحمن النسائي, على نمط نما علقته على (الصحيحين), و(سنن أبي داود), و(جامع الترمذي), وهو بذلك حقيق, إذ له منذ صنف أكثر من ست مئة سنة, ولم يشتهر عليه من شرح, ولا تعليق, وسميته :(زهر الربى على المجتبى) . اهـ, مطبوع بحاشية السنن
    5- (حاشية) أبي الحسن نور الدين محمد بن عبدالهادي السندي المتوفى سنة 1138هـ مطبوعة بهامشه, وهي أخصر من (تعليقة السيوطي) .
    6- ( شرح سنن النسائي ) لمحمد المختار بن سيد الجكني الشنقيطي ( 1405 ) ، واسمه ( شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية)، طبع منه ثلاثة مجلدات في مطبعة المدني بالقاهرة عام 1410هـ ، ولم يكمل .
    7- ( التعليقات السلفية على سنن النسائي ) للشيخ محمد عطاء الله حنيف الفوجياني ( ت 1409هـ) .
    والكتاب جمع فيه مؤلفه عدة حواشي و تعليقات سابقة على النسائي مع زيادات له ـ طبع الكتاب سنة 1422هـ بالهند في خمس مجلدات .
    8- ( ذخيرة العُقْبى في شرح المجتبى ) جمع محمد بن آدم بن موسى الأثيوبي من المعاصرين ، والكتاب مطبوع .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #126
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (126)


    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(1)

    أولاً : التعريف بالإمام ابن ماجه :
    اسمه ونسبه ومولده : محمد بن يزيد الرَبَعي القزويني أبو عبد الله الشهير بابن ماجه .
    قال القاضي أبو يعلى الخليلي : كان أبوه يزيد يعرف بماجه وولاؤه لربيعة .
    وقال الحافظ محمد بن طاهر : رأيت خط صاحبه جعفر بن إدريس : ... سمعته يقول : ولدت في سنة تسع ومئتين .
    رحلاته العلمية : رحل الإمام ابن ماجه في طلب الحديث وسماعه إلى بلدان مختلفة منها خراسان والعراق والحجاز ومصر والشام وغيرها من البلدان وسمع الحديث من أئمة كبار من أصحاب الإمام مالك والليث بن سعد في جماعة يطول ذكرهم
    أشهر شيوخه :
    محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي مولاهم المصري ثقة ثبت من العاشرة مات سنة اثنتين وأربعين .
    محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني بسكون الميم الكوفي أبو عبد الرحمن ثقة حافظ فاضل من العاشرة مات سنة أربع وثلاثين .
    عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن العبسي مولاهم أبو بكر بن أبي شيبة ثقة حافظ صاحب تصانيف من العاشرة مات سنة خمس وثلاثين .
    أشهر تلاميذه :
    أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي .
    أبو عمر وأحمد بن محمد بن حكيم المديني .
    أبو الحسن علي بن إبراهيم القطان راوي السنن .
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #127
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (127)



    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(2)







    ثناء العلماء على الإمام ابن ماجه :

    قال أبو يعلى الخليلي : ثقة كبير متفق عليه محتج به، له معرفة بالحديث وحفظ وله مصنفات في السنن والتفسير والتاريخ قال وكان عارفاً بهذا الشأن

    وقال الحافظ المزي : الحافظ صاحب كتاب السنن ذو التصانيف النافعة والرحلة الواسعة .

    وقال الحافظ الذهبي : محمد بن يزيد الحافظ الكبير الحجة المفسر ابن ماجه القزويني مصنف السنن والتاريخ والتفسير وحافظ قزوين في عصره .

    وقال : قد كان ابن ماجه حافظاً ناقداً صادقاً واسع العلم .

    وقال الحافظ ابن حجر : أحد الأئمة حافظ صنف السنن والتفسير والتاريخ.

    مؤلفاته :

    لابن ماجه ــ رحمه الله تعالى ــ مؤلفات نافعة ، منها :

    1 ــ " السنن"

    2 ــ " التفسير"

    3 ــ " التاريخ" .

    قال ابن كثير : ولابن ماجه تفسير حافل ، وتاريخ كامل من لدن الصحابة إلى عصره.

    وفاته – رحمه الله :

    قال الحافظ محمد بن طاهر : رأيت لابن ماجه بمدينة قزوين تاريخاً على الرجال والأمصار إلى عصره وفي آخره بخط صاحبه جعفر بن إدريس : مات أبو عبد الله يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر رمضان من سنة ثلاث وسبعين ومئتين(1) .










    (1) " شروط الأئمة الستة" لابن طاهر (ص/21 ) ، و " تاريخ دمشق" ( 56/270) ، و "طبقات المفسرين" للداودي ( ص/35) ، و" تهذيب الكمال" (27/40) ، و " سير أعلام النبلاء" ( 13/277) ، و" الكاشف" (2/323) ، و" تهذيب التهذيب" (9/468) ، و "تقريب التهذيب" (ص/514) . ـ



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #128
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (128)




    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(3)





    ثانياً : التعريف بكتابه السنن ومنهجه فيه(1) .

    منزلته بين سائر الكتب الستة :



    أول من أضافه إلى الخمسة مكملاً به الستة أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي ( ت 507هـ ) في كتابه " أطراف الكتب الستة" ، وكذا في "شروط الأئمة الستة" له ، ثم الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي في كتابه" الكمال في أسماء الرجال" .

    قال ابن طاهر : ولعمري من نظر فيه علم منزلة الرجل : من حسن الترتيب ، وغزارة العلم ، وقلة الأحاديث ، وترك التكرار .

    وقال أيضاً : وسنن ابن ماجه وإن لم يشتهر عند أكثر الفقهاء فإن له بالري وما والاها من " ديار الجبل" و " قوهستان" .. شأن عظيم عليه اعتمادهم وله عندهم طرق كثيرة . اهـ

    وقال الحافظ ابن كثير : ابن ماجه القزويني صاحب السنن .. وهي دالة على عمله وعلمه وتبحره واطلاعه واتباعه للسنة في الأصول والفروع . اهـ

    مجمل منهجه و طريقة ترتيبه :

    1 ــ رتبه على الأبواب الفقهية .

    2 ــ بدأه بمقدمة في الإيمان و العلم ذكر فيها ( 24 ) باباً ، و ( 266) حديثاً ، ثم أبواب العبادات ثم أبواب النكاح و الطلاق وسائر الأبواب الفقهية .

    3 ــ جرده للحديث المرفوع ، ونادراً ما يذكر فيه الآثار على الصحابة أو التابعين .

    4 ــ لا يكرر الأحاديث في كتابه ، ولا يعلقها إلا في القليل النادر .

    5 ــ يقدم في الباب الأحاديث القوية ، ويجعل الضعيفة بدرجاتها في خاتمة الباب(2) .

    من أمثلة ذلك :

    الباب الأول من كتاب الطهارة ، باب ماجاء في مقدار الوضوء ،

    ذكر فيه حديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ، ويغتسل بالصاع ) عن أربعة من الصحابة أولها وافقه الإمام مسلم في " تخريجه" ، والثاني و الثالث وافقه أصحاب السنن في تخريجه ، والرابع تفرد به ابن ماجه عن سائر الستة

    الباب الثاني من كتاب الطهارة ، باب لا يقبل الله صلاة بغير طهور

    ذكر فيه حديث ( لا يقبل الله صلاة بغير طهور ) عن أربعة من الصحابة الأول وافقه فيه أصحاب السنن الثلاثة ، و الثاني وافقه فيه مسلم ، و الثالث و الرابع تفرد بهما ابن ماجه(3).

    الباب الثالث من كتاب الطهارة ، باب مفتاح الصلاة الطهور

    ذكر فيه حديثين ، الأول حديث علي رضي الله عنه وافقه عليه أصحاب السنن الثاني حديث أبي سعيد الخدري وافقه عليه أصحاب السنن

    قال الترمذي : حديث علي هو أصح شيء في الباب .

    وقال في موضع آخر : وحديث علي أجود إسناداً وأصح من حديث أبي سعيد .

    6 ــ يقتصر على الحديث الضعيف أو الواهي إذا لم يكن في الباب إلا هو .

    7 ــ غالب الأحاديث الواهية و الساقطة في أبواب الترغيب و الترهيب و الفضائل ونحو ذلك .

    8 ــ له تعليقات معدودة على بعض الأحاديث في النقد و التعليل

    9 ــ راوي السنن أبو الحسن بن القطان له زيادات وتعليقات قليلة ضمن " سنن ابن ماجه" يصدرها بقوله ( قال أبو الحسن ) ، انظر ( رقم/22، 84 ، 241 ، 252 ، 256 ، 261) ، وقد جمعها د . مسفر الدميني في جزء لطيف .

    قال الذهبي : وفي غضون كتابه أحاديث، يعلها صاحبه الحافظ أبو الحسن بن القطان .






    (1) ينظر : " شروط الأئمة الستة لابن طاهر ( ص/21) ، و "سير أعلام النبلاء" ( 13/278) ، و " تذكرة الحفاظ" ( 2/636) كلاهما للذهبي ، و" البداية والنهاية" لابن كثير( 11/52)، و "البدر المنير" لابن الملقن (1/307) و " النكت على ابن الصلاح " لابن حجر ( 1/486،487) ، و " تهذيب التهذيب" لابن حجر ( 9/468 ) ، و " تدريب الراوي" للسيوطي(1/280) ،و " الحطة في ذكر الصحاح الستة " لصديق خان (ص/397)، وأعلام المحدثين للدكتور محمد أبو شهبة.ومناهج المحدثين للدكتور عبد العزيز الشايع .

    (2) هذا أمر وجدتها من خلال التتبع ولم أقف على من نبه عليه أو ذكره ، وقد ذكرت الأمثلة على ذلك في بحثي ( منهج الإمام ابن ماجه في ترتيب الأحاديث في سننه )

    (3) فات محقق سنن ابن ماجه أن ينبه على أن حديث أبي بكرة من الزوائد ، انظر " مصباح الزجاجة" ( رقم/111) .




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #129
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (129)




    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(4)





    عدد أحاديثه وكتبه :

    عدد أحاديثه : ( 4341) حديثاً ، منها ( 3002) أخرجها بقية الستة .

    عدد كتبه : (37) باباً ، بدأها بمقدمة في الإيمان ، وختمها بكتاب الزهد .

    أفراد ابن ماجه عن الستة :

    قال ابن حجر : وجدت بخط الحافظ شمس الدين محمد بن علي الحسيني مالفظه سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول : كل ما انفرد به ابن ماجه فهو ضعيف، يعني بذلك ما انفرد به من الحديث عن الأئمة الخمسة انتهى ما وجدته بخطه،

    قال ابن حجر : وحمله على الرجال أولى، وأما حمله على الأحاديث فلا يصح .

    يريد ابن حجر أن الضعف يكون في أحد الطرق، وأن الحديث قد يكون قوياً بشواهده .

    وذكر المحقق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي إحصائية (1) لهذه الأحاديث وهي :

    زوائده على سائر الستة ( 1339) وهي على النحو التالي :

    ( 428) حديثاً رجالها ثقات ، صحيحة الإسناد .

    ( 199) حديثاً حسنة الإسناد .

    ( 613) حديثاً ضعيفة الإسناد .

    ( 99) حديثاً واهية الإسناد أو منكرة أو مكذوبة.










    (1) تحقيق فؤاد عبد الباقي " سنن ابن ماجه" ( 2/1519).



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #130
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (130)


    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(5)



    بيان شرطه و منزلة رجاله :

    الكتاب يشتمل على :

    1- أنواع الحديث الثلاثة : ( الصحيح و الحسن و الضعيف)

    2- يوجد أحاديث واهية ضعيفة جداً .

    3- يوجد أحاديث موضوعة لكنها قليلة ، ومن أشهرها الحديث الوارد في فضل قزوين :

    (وهو رقم/2780) فقد روى بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ستفتح عليكم الآفاق ، وستفتح عليكم مدينة يقال لها قزوين ، من رابط فيها أربعين يوما أو أربعين ليلة ، كان له في الجنة عمود من ذهب ، عليه زبرجدة خضراء ، عليها قبة من ياقوتة حمراء ، لها سبعون ألف مصراع من ذهب ، على كل مصراع زوجة من الحور العين) .

    ففي إسناد هذا الحديث داود بن المحبر : متروك الحديث ورمي بالكذب ، قال ابن حجر : روى له ابن ماجة حديث في فضل قزوين وهو منكر يقال انه ادخل عليه اهـ .

    قال الذهبي في " ميزان الاعتدال" (2/20) : فلقد شان ابن ماجة سننه بإدخاله هذا الحديث الموضوع فيها.

    وقال الذهبي أيضاً : وأما أهل الطبقة الخامسة، كمن أجمع على اطراحه وتركه لعدم فهمه وضبطه، أو لكونه متهما، فيندر أن يخرج لهم أحمد والنسائي ، ويورد لهم أبو عيسى فيبينه بحسب اجتهاده، لكنه قليل ، ويورد لهم ابن ماجه أحاديث قليلة ولا يبين - والله أعلم -.

    وقل ما يورد منها أبو داود، فإن أورد بينه في غالب الأوقات .

    وأما أهل الطبقة السادسة كغلاة الرافضة والجهمية الدعاة، وكالكذابين والوضاعين، وكالمتروكين المهتوكين، كعمر بن الصبح، ومحمد المصلوب، ونوح بن أبي مريم، وأحمد الجويباري، وأبي حذيفة البخاري، فما لهم في الكتب حرف، ما عدا عمر، فإن ابن ماجه خرج له حديثاً واحداً فلم يصب ، وكذا خرج ابن ماجه للواقدي حديثاً واحداً .






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #131
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (131)




    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(6)
    كلام ابن رجب حول سنن ابن ماجه ومناقشته :
    قال الحافظ ابن رجب : الطبقة الخامسة : قوم من المتروكين والمجهولين كالحكم الأيلي وعبد القدوس بن حبيب ومحمد بن سعيد المصلوب وبحر السقاء ونحوهم . فلم يخرج لهم الترمذي ولا أبو داود ولا النسائي ويخرج ابن ماجه لبعضهم ومن هنا نزلت درجة كتابه عن بقية الكتب ولم يعده من الكتب المعتبرة سوى طائفة من المتأخرين . اهـ
    تنبيه : إطلاق هذا الكلام الأخير من الحافظ ابن رجب في " سنن ابن ماجه" مجانب للصواب ، و القارئ له يظن أن ابن ماجه تفرد بالتخريج عن بعض هؤلاء ، أو أنه خرج عنهم دون تحرٍ و انتقاء ، والواقع خلاف ذلك تماماً ، وبيان ذلك فيما يأتي :
    - عبد القدوس بن حبيب لم يخرج له ابن ماجه .
    - الحكم الأيلي مختلف في عينه بين اثنين :
    الأول : أبو سلمة العاملي الشامي هو الحكم بن عبد الله بن خطاف .
    الثاني : الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي أبو عبد الله
    قال ابن حجر في " لسان الميزان" ( 2/333) : والصواب عندي التفرقة بين الأيلي ، وأبي سلمة العاملي وقد فرق أيضاً بينهما ابن عساكر في تاريخه . اهـ
    وهذا الاختلاف لا أثر له هنا لأن حالهما واحد فهما متروكان وقد رميا بالكذب .
    روى له ابن ماجه حديثاً واحداً في كتاب الجهاد باب السرايا ، وقد توبع عليه ، وجاء من وجه آخر أيضاً .
    قال المزي في " تهذيب الكمال" ( 33/380) : وروى له ابن ماجه حديثاً واحداً ...عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأكثم بن أبي الجون :( يا أكثم بن أبي الجون اغز مع غير قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك يا أكثم بن أبي الجون خير الرفقاء أربعة وخير الطلائع أربعون وخير السرايا أربع مئة وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يؤتى اثنا عشر ألفا من قلة) .
    و رواه ابن أبي عاصم .. وقال : وحدثني أبو بشر عن الزهري عن أنس مثله . ثم قال : أبو بشر هو الحلبي عبد الله بن بشر روى عن الحسن بن صالح وعبد السلام بن حرب وهو ثقة عندي ، وأبو سلمة العاملي ليس بذاك في الحديث ... اهـ.
    وجاء الحديث من وجه آخر عن ابن عباس – رضي الله عنه –
    أخرجه أبو داود في " السنن" ( برقم/2611) ، و " الترمذي في " الجامع" ( برقم/1555) من طريق وهب بن جرير عن أبيه عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة) . قال أبو داود : الصحيح أنه مرسل .
    وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم وإنما روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً .
    - محمد بن سعيد المصلوب . خرج له ابن ماجه حديثاً واحداً ( برقم/55) . ولم يتفرد بالتخريج عنه -كما ذكر ابن رجب - بل شاركه الترمذي، حيث خرج له حديثاً واحداً أيضاً ( برقم/3549) وتكلم عليه، وانظر " تهذيب الكمال" للمزي ( 25/264).
    - بحر بن كنيز السقا : ضعيف مختلف في ترك حديثه .
    قال الذهبي : تركوه ، وقال ابن حجر : ضعيف .
    قال المزي : روى له ابن ماجه حديثاً واحداً عن عثمان بن ساج عن سعيد بن جبير عن علي قال : (إن أفواهكم طرق للقرآن فطهروها بالسواك) .
    كما في " تهذيب الكمال" ( 4/14) ، و" المغني في الضعفاء" ( 1/100) ، و " تقريب التهذيب" ( ص/120) .
    وروايته عند ابن ماجه ( برقم/291) هي أثر موقوف على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في باب الترغيب في السواك عند قراءة القرآن . وجعله آخر شيء في الباب ، وصدر الباب بأصح ما فيه . ولم يخرج له حديثاً مرفوعاً .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #132
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)


    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (132)




    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(7)

    عدد الأحاديث الموضوعة في سننه:

    1 ــ ذكر الحافظ ابن الجوزي في كتابه " الموضوعات " ( 29) حديثاً موضوعاً في " سنن ابن ماجه " وافقه الترمذي في ستة منها ، وقد درسها د. عمر فلاته في كتابه النفيس "الوضع في الحديث" في نحو 130صفحة ( 2/381-510) .

    2 ــ يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أنها في حدود بضعة عشر حديثاً .

    قال شيخ الإسلام : وقد جاء عن السلف آثار فيها ذكر الثُّغور مثل غزَّة وعسقلان والإسكندرية وقزوين ونحو ذلك. وأما الأحاديث المَرْوية عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بتعيين قزوين والإسكندرية ونحو ذلك فهي موضوعة كَذِب بلا ريب عند علماء الحديث ، وإن كان ابن ماجه قد روى في سننه الحديث الذي في فضل قزوين؛ وقد أنكر عليه العلماء ذلك، كما أنكروا عليه رواية أحاديث أخرى بضعة عشر حديثًا من الموضوعات؛ ولهذا نَقَصَت مرتبة كتابه عندهم عن مرتبة أبي داود والنسائي .

    3 ــ وذكر العلامة الألباني في كتابه " ضعيف سنن ابن ماجه" الأحاديث الموضوعة فبلغت ( 45) حديثاً .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #133
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (133)




    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(8)





    ثناء أبي زرعة الرازي على سننه، والجواب عنه:

    قد اشتهر بين المحدثين والحفاظ حكاية ابن ماجه مع الإمام أبي زرعة الرازي وإطرائه لكتابه حيث قال :

    عرضت هذه السنن على أبي زرعة الرازي فنظر فيه وقال : أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها ، ثم قال : لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثاً مما في إسناده ضعف أو نحو ذا. اهـ

    وقد أشكلت هذه المقولة على جماعة من الحفاظ لأجل ما اشتهر بينهم من تأخر " سنن ابن ماجه" لاشتماله على جملة من الأحاديث الواهية والمنكرة، بل الموضوعة عند بعضهم، واختلفوا في توجيهها والجواب عنها :

    الوجه الأول : أنها حكاية ضعيفة .

    قال ابن حجر : هي حكاية لا تصح لانقطاع إسنادها ، وإن كانت محفوظة فلعله أراد ما فيه من الأحاديث الساقطة إلى الغاية أو كان ما رأى من الكتاب إلا جزءاً منه فيه هذا القدر . وقد حكم أبو زرعة على أحاديث كثيرة منه بكونها باطلة أو ساقطة أو منكرة وذلك محكي في كتاب "العلل" لابن أبي حاتم .

    الوجه الثاني : المقصود بالثلاثين الساقطة والموضوعة.

    قال ابن الملقن : هذا الكلام من أبي زرعة لولا أنه مروي عنه من أوجه لجزمت بعدم صحته عنه ، فإنه غير لائق بجلالته .

    قال ابن دقيق العيد : هذا الكلام من أبي زرعة لا بد من تأويله ،وإخراجه عن ظاهره ، وحمله على وجه يصح .

    وقال الحافظ الذهبي معلقاً عليها : قد كان ابن ماجه حافظاً ناقداً صادقاً واسع العلم وإنما غض من رتبة سننه ما في الكتاب من المناكير وقليل من الموضوعات ، وقول أبي زرعة إن صح فإنما عنى بثلاثين حديثاً الأحاديث المطرحة الساقطة ، وأما الأحاديث التي لا تقوم بها حجة فكثيرة لعلها نحو الألف .

    وقال الذهبي : سنن ابن ماجه كتاب حسن لولا ما كدره من أحاديث واهية ليست بالكثيرة .

    قال الحافظ ابن كثير : ويشتمل على أربعة آلاف حديث كلها جياد سوى اليسيرة ، وقد حكي عن أبي زرعة الرازي أنه انتقد منها بضعة عشر حديثاً ربما يقال : إنها موضوعة أو منكرة جداً .

    وقال الحافظ ابن حجر : كتابه في السنن جامع جيد كثير الأبواب والغرائب ، وفيه أحاديث ضعيفة جداً حتى بلغني أن السري : كان يقول مهما انفرد بخبر فيه هو ضعيف غالباً . وليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي ، وفي الجملة ففيه أحاديث منكرة والله تعالى المستعان .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #134
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (134)




    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(9)





    رواة السنن:

    والمشهورون برواية السنن :

    1- أبو الحسن بن القطان

    2- وسليمان بن يزيد

    3- وأبو جعفر محمد بن عيسى

    4- وأبو بكر حامد الابهري .

    قاله ابن حجر في " تهذيب التهذيب"

    أفضل طبعات سنن ابن ماجه :

    طبعة فؤاد عبد الباقي

    طبعة بشار عواد

    المؤلفات على سنن ابن ماجه :

    ذكر حاجي خليفة في " كشف الظنون " ( 2/1004) ، وبروكلمان في " تاريخ الأدب العربي " (3/198) ، و سزكين في " تاريخ التراث العربي" ( 1/287) نحو عشرة من الشروح على سنن ابن ماجه ،

    وفيما يلي جملة من شروح " سنن ابن ماجه":

    1- ( شرح سنن ابن ماجه ) - لأبي الحسن على بن عبدالله ابن نعمة الأنصاري الأندلسي المحدث الفقيه المالكي ( ت 567 هـ) ،ذكره صاحب " إيضاح المكنون" ( 2/28)

    2- ( شرح سنن ابن ماجه ) للعلامة الطبيب موفق الدين أبي محمد عبداللطيف البغدادي الشافعي ( ت 629هـ )


    قال في " شذرات الذهب " ( 5/132) : " شرح أحاديث ابن ماجه المتعلقة بالطب "

    وكذا قال الزركلي في " الأعلام" ( 4/61) وزاد : ويعرف بابن اللباد، وبابن نقطة: من فلاسفة الإسلام، وأحد العلماء المكثرين من التصنيف في الحكمة وعلم النفس والطب والتاريخ والبلدان والأدب "

    وذكر الحافظ البرزالي في " الأربعين" أن هذه الأحاديث منتخبة من شرحه الكبير على " السنن".



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #135
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)


    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (135)



    الإمام ابن ماجه وكتابه السنن(10)





    بقية شروح السنن لابن ماجه :

    3- ( شرح سنن ابن ماجه ) لسعد الدين أبي محمد مسعود بن أحمد العراقي الحارثي المصري الحنبلي(ت711 هـ) . ذكره صاحب " إيضاح المكنون" ( 2/28) .

    4- (الإعلام بسنته عليه السلام ) شرح لعلاء الدين مغلطاي الحنفي ( ت762 هـ). ولم يكمله مؤلفه فقد وصل فيه إلى كتاب الصلاة باب التسبيح للرجال في الصلاة ، طبع في مكتبة الباز مكة 1419 بتحقيق كامل عويضة في (5) مجلدات .

    5- ( ما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجة) لسراج الدين عمر بن على بن الملقن الشافعي المتوفى سنة 804هـ ,وهو (شرح زوائده على الخمسة) في ثمان مجلدات, وقال ابن حجر: وقفت عليه, وعلى (شرح زوائد أبي داود), وليس فيهما كبير أمر, مع أنه قد سبقه للكتابة على ابن ماجة شيخه مغلطاي.اهـ

    6- (الديباجة في شرح سنن ابن ماجة) لكمال الدين محمد بن موسى الدميري الشافعي المتوفى سنة 808 هـ , قال في "كشف الظنون": خمس مجلدات ومات قبل تحريره وتبييضه ، وقد سجلت فيه عدة رسائل في جامعة أم القرى .

    7- (شرح سنن ابن ماجه ) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن العجمي المتوفى سنة ( 841هـ), ذكره السخاوي في "الضوء اللامع" (1/141) وذكر أنه تعليق لطيف .

    وذكره صاحب " إيضاح المكنون" ( 1/10) .

    8- (مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه ) لجلال الدين عبد الرحمن أبى بكر السيوطي), وطبع في الهند سنة 1282هـ .

    9- ( نور مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه ) - لعلي بن السيد سليمان الدمنتي اليجمعوي المغربي المالكي الشاذلي نزيل مصر

    10- (كفاية الحاجة) وهو حاشية على سنن ابن ماجه لأبي الحسن نور الدين محمد بن عبدالهادي السندي المتوفى سنة 1138هـ, طبع بهامش (السنن)

    11- (إنجاح الحاجة ) حاشية على ( سنن ابن ماجه ) لعبد الغني الدهلوي الهندي ثم المدني الحنفي طبعت في الهند سنة 1282 هـ

    12- (إتحاف ذوي التشوف والحاجة إلى قراءة سنن ابن ماجة) للشيخ محمد كنون الإدريسي طبع في وزارة الأوقاف المغربية تحقيق عبد الصمد عشاب في (12) جزء .

    13 - الأنوار الوهاجة في شرح سنن ابن ماجة للأثيوبي ، وقد شرح في أجزاء أربعة مقدمة السنن ، وهو مطبوع .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #136
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (136)


    الخلاصة في مناهج أصحاب الكتب الستة







    1- الإمام البخاري قصد أمرين الأول : تخريج الحديث الصحيح على شرطه .، والثاني : استنباط الأحكام الفقهية ، ولأجل هذا يكرر الأحاديث كثيراً ، و يختصرها ويقطعها في الأبواب ويعلقها أحياناً ،كل ذلك لأجل استنباط الأحكام الفقهية

    2- الإمام مسلم مقصده الأساس تخريج الحديث الصحيح على شرطه ، ولذا تجده يجمع طرق الحديث ورواياته في موضع واحد ، ونادراً ما يكرر الحديث أو يختصره أو يعلقه ، ولذا لم يضع تراجم الأبواب لصحيحه ، إنما هي من وضع الشراح .

    فمن أراد الاستنباط الأحكام فعليه بالبخاري ، ومن أراد الحديث تاماً بطرقه ورواياته وألفاظه في موضع واحد فعليه بمسلم .

    3- الإمام أبو داود قصد تخريج أحاديث الأحكام على سبيل الاستيعاب .

    4- الإمام الترمذي قصد تخريج أحاديث الأحكام مع بيان العلل و مذاهب العلماء

    5- الإمام النسائي قصد تخريج الصحيح والقوي على شرطه .

    6- الإمام ابن ماجه قصد تخريج أحاديث الأحكام ورتبها في الباب على حسب درجاتها(1) .




    (1) انظر : مناهج المحدثين للدكتور عبد العزيز الشايع .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #137
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (137)

    السنة في القرن الرابع الهجري



    سبق القول بأن القرن الثالث الهجري هو أزهى عصور السنة على الإطلاق وأحفظها بخدمة الحديث ، ففيه ظهر أفذاذ الرجال من حفاظ الحديث وأئمة الرواية ، وفيه ظهرت الكتب الستة ، وفيه اعتنى الأئمة بالكلام على الجوامع والمسانيد ، وتواريخ الرجال ، ومنزلتهم في الجرح والتعديل ، ولم يكن العلماء في هذا القرن يدونون الأحاديث بالنقل من كتب أخرى ، بل كان اعتمادهم على ما حفظوه عن مشايخ الحديث ، وعرفوا جيده من رديئه ، وصحيحه من ضعيفه ، وما كادت شمس هذا القرن تؤذن بمغيب حتى كادت الموسوعات الحديثية تزخر بالحديث وعلومه .
    ثم تابع علماء السنة في القرن الرابع من سبقهم في خدمة السنة المطهرة وعلومها ، فكان منهم من نسج على منوال الصحيحين في تخريج الأحاديث الصحيحة ، من ذلك مثلا :ـ
    1 - صحيح ابن خزيمة ت 311 هـ .
    2 - صحيح ابن حبان ت 354 هـ .
    3 - صحيح ابن السكن ت 353 هـ .
    4 - مستدرك الحاكم ت 405 هـ وغيرها .
    ومنهم من نهج منهج أصحاب السنن في الاقتصار على أحاديث السنن والأحكام ، مع اشتمالها على الصحيح وغيره ، وذلك مثل :
    1 - منتقى ابن الجارود ت 307 هـ .
    2 - سنن الدار قطني ت 385 هـ .
    3 - سنن البيهقي ت 458 هـ وهو متأخر وفاة لكن يمكن عده في القرن الرابع تجوزا لتقارب كتب السنن .
    كذلك نجد من اعتنى في هذا القرن بالتأليف في مختلف الحديث ومشكله ، كما في كتابي الطحاوي ت 321 هـ :
    1ـ شرح معاني الآثار .
    2ـ ومشكل الآثار ، وغيرهما .
    وذلك تتميما ـ وتكميلا ـ لما بدأه الإمام الشافعي ت 204 هـ في كتابه اختلاف الحديث ، والحافظ بن قتيبة ت 276 هـ في كتابه تأويل مختلف الحديث وغيرهما مما ألف في ذلك النوع في القرن الثالث .
    كما ظهر ـ ولأول مرة ـ نوعان من المصنفات في هذا القرن ، وهذا يعد من التجديد في مجال خدمة السنة ، وهذه ميزة أخرى لأهل السنة ، أنهم في كل عصر يعملون تفكيرهم ويبذلون جهدهم في ابتكار طرق ووسائل جديدة لخدمة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فلم يجمدوا كما جمد غيرهم من أهل العلوم الإسلامية الأخرى .
    وهذان النوعان من المصنفات هما :
    أولا : كتب المصطلح ـ علوم الحديث ـ التي جمعت تلك القواعد التي كانت متفرقة في كتب من سبقهم من علماء القرنين الثاني والثالث ـ مثل الرسالة للشافعي ـ ومقدمة صحيح مسلم وكتابه التمييز ، وكتب الرجال والعلل ، فقيض الله عز وجل من جمعها وسهلها على طلبة العلم .
    ويعد المحدث الفاصل لأبي محمد الرامهرمزي ت 360 هـ أول مؤلف في ذلك ثم تبعه أبو عبد الله الحاكم ت 405 هـ بتأليف كتابه ( معرفة علوم السنة ) ثم استخرج عليه تلميذه أبو نعيم الأصبهاني ت 340 هـ ثم تتابع التأليف في المصطلح بعد ذلك ...
    ثانيا : كتب المستخرجات ـ وسيأتي الكلام عنها قريبا بإذن الله .

    وهناك أنواع أخرى من المصنفات في مجال تدوين في هذا القرن مثل معاجم الطبراني ت 340 هـ والعلل للدار قطني الذي رتبه على مسانيد الصحابة ، وغيرها ..
    وهذه دراسة لنماذج مختارة من كتب السنة المدونة في القرن الرابع :

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #138
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (138)




    الإمام ابن خزيمة (1)





    صحيح الإمام ابن خزيمة :

    المؤلف :

    أبو بكر بن اسحاق بن خزيمة النيسابوري ، الحافظ ، إمام الأئمة ، شيخ الإسلام ، صاحب المصنفات الكثيرة

    ولد في شهر صفر من عام ( 223 هـ ) في نيسابور

    وتوفي في ذي القعدة من عام (311 هـ) وله ثمان وثمانون سنة .

    شيوخه :

    سمع الإمام ابن خزيمة من عدد كبير من الأئمة ، ومن أشهر هؤلاء :

    1 - الإمام إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ( ت 238هـ ) ولم يحدث عنه ، لأنه كان صغيرا وقت سماعه منه .

    2- محمد بن بشار العبدي المعروف بـ ( بندار) ( ت 252هـ).

    3- أحمد بن منيع البغدادي ، صاحب المسند (ت244هـ).

    4- على بن حجر السعدي ( ت 244هـ ).

    5- محمد بن أسلم الطوسي (ت 242هـ ).

    6-يونس بن عبد الأعلى المصري ( ت264 هـ ).

    كما سمع من الإمام البخاري ، ومسلم ، والمزني ، والربيع بن سليمان ، وغيرهم .

    تلاميذه :

    سمع من ابن خزيمة وروى عنه عدد من الأئمة من أشهرهم :

    1 - الإمام ابن حبان : أبو حاتم محمد بن حبان البستي ، صاحب الصحيح ( ت 371 هـ ).

    2 - الإمام ابن المنذر : محمد بن إبراهيم النيسابوري (ت318هـ ).

    3- الإمام أبو أحمد الحاكم : محمد بن محمد النيسابوري ( 378هـ ).

    4- الإمام ابن عدي : أحمد بن عبد الله ، صاحب كتاب الكامل ( ت360 هـ ).

    5- حفيده : أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة (387هـ) ومو راوي كتابه كما سيأتي .


    كما روى عنه الإمام البخاري ومسلم في خارج الصحيح ، وأبو عمرو بن حمدان ، ومحمد بن شعيب ، وأبو بكر الإسماعيلي وغيرهم .


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #139
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)


    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (139)



    الإمام ابن خزيمة (2)








    ثناء العلماء على ابن خزيمة:

    لقد أثنى على الإمام ابن خزيمة عدد من الأئمة ، فمن ذلك :

    قال الدارقطني : " كان ابن خزيمة إماما ثبتا ، معدوم النظير " .

    وقال ابن حبان :"ما رأيت على وجه الأرض من يحفظ صناعة السنن ، ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها ، حتى كأن السنن كلها بين عينيه إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط " .

    وقال أيضا في ترجمة ابن خزيمة :" وكان -رحمه الله تعالى - أحد أئمة الدنيا علما وفقها وحفظا وجمعا واستنباطا ، حتى تكلم في السنن بإسناد لا نعلم سبق إليها غيره من أئمتنا ، مع الاتقان الوافر والدين الشديد "

    وقال أبو علي الحافظ :" كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ السورة "

    وقال أبو الفضل صالح بن أحمد الهمداني :" ابن خزيمة فتح أقفال متون الأخبار ، وميز الأسانيد وناقليها ، وأورد في مصنفاته في المعرفة بالحديث والطرق ، وتمييز فقه المتون ، واختلاف العلماء ، وشرائط التحديث ، ما لم يُرزق غيره ، وكان إمام زمانه "

    ثم أورد حديث التجديد كل مائة سنة ، وذكر أن ابن خزيمة هو مجدد المائة الثالثة .

    وقال ابن كثير :" كان بحرا من بحور العلم ، طاف البلاد ، ورحل إلى الأفاق في الحديث وطلب العلم ، فكتب الكثير ، وصنف وجمع ،وهو من المجتهدين في دين الإسلام "

    وقال الإمام الذهبي :" الحافظ الحجة الفقيه ، شيخ الإسلام ، إما الأئمة ، صاحب التصانيف ، عني في حداثته بالحديث والفقه حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والاتقان " .

    وقال تاج الدين السبكي في ترجمة ابن خزيمة :" مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة بن الْمُغيرَة بن صَالح بن بكر إِمَام الْأَئِمَّة أَبُو بكر السلمى النيسابوري ،الْمُجْتَهد الْمُطلق ، الْبَحْر العجاج ، والحبر الذى لَا يخاير فى الحجى وَلَا يناظر في الْحجَّاج ، جمع أشتات الْعُلُوم وارتفع مِقْدَاره فتقاصرت عَنهُ طوالع النُّجُوم ، وَأقَام بِمَدِينَة نيسابور إمامها حَيْثُ الضراغم مزدحمة ، وفردها الذى رفع الْعلم بَين الْأَفْرَاد علمه ، والوفود تفد على ربعه ، لَا يتجنبه مِنْهُم إِلَّا الأشقى ، والفتاوى تحمل عَنهُ برا وبحرا وتشق الأَرْض شقا ، وعلومه تسير فتهدى فى كل سَوْدَاء مدلهمة وتمضى علما ، تأتم الهداة بِهِ وَكَيف لَا؟ وَهُوَ إِمَام الْأَئِمَّة


    كالبحر يقذف للقريب جواهرا ... كرما وَيبْعَث للغريب سحائبا" .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #140
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,058

    افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

    تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

    ا.د.فالح بن محمد الصغير

    الحلقة (140)


    الإمام ابن خزيمة (3)





    مؤلفاته :

    كان الإمام ابن خزيمة من المكثرين من التصنيف ، حيث بلغت مؤلفاته أكثر من ( 140 ) كتابا .

    قال الإمام الحاكم : ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا ، سوى المسائل ، والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء .

    وقال الخليلي :" وله من التصانيف ما لا يعد في الحديث والفقه " .

    ومن أشهر هذه المؤلفات :

    1 - المسند الكبير .

    والظاهر أنه أصل لكتابه الصحيح ، وقد أودع فيه كتبا كثيرة ، وهو يشير إليه في كتابه الصحيح ، والتوحيد ، فكثيرا ما يقول : وقد خرجته مستوفى في الكبير .

    2 - معاني القرآن .

    ذكره في عدة مواضع من كتابيه : الصحيح والتوحيد . بل وفرق بينه وبين المسند الكبير ، كما في صحيحه ( 1/ 249 ، 3 / 179 )

    3- كتاب الدعاء .

    ذكره بهذا في كتاب التوحيد ( 1/ 18 ) ، وذكره الخطابي في شأن الدعاء ، وسماه : الأدعية المأثورة ، وشرحه ، وذكره البيهقي في الدعوات الكبير ( 1/ 3 ) وسماه : مختصر المأثور .

    4- كتاب القدر .

    وقد أشار إليه في مقدمة كتاب التوحيد ( 1/ 10 ) ، حيث قال :" وقد بدأت كتاب القدر ، وهذا كتاب التوحيد "

    5- كتاب التوحيد .

    وقد طبع قديما بتحقيق الشيخ : محمد حامد الفقي ، ثم طبع بتحقيق الدكتور : عبد العزيز الشهوان ، وهي طبعة جيدة .


    6- صحيح ابن خزيمة .

    وسنتحدث عنه بالتفصيل لاحقا بإذن الله تعالى .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •