تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 6 من 6 الأولىالأولى 123456
النتائج 101 إلى 104 من 104

الموضوع: سلسلة : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

  1. #101
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,272

    افتراضي رد: سلسلة : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

    خطوط حمراء أمامك أيها المسلم ، فلا تتعدى حدودك !!





    مَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوْا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيْرًا لَّيُضِلُّوْنَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِيْ نَ. (سورة الأنعام أية 119).



    فَكُلُوا مِمَّا
    ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ(118)الانعام

    اذا كنت مؤمناً بالايات وبالقران لابد ان يظهر اثر ذلك الايمان في سلوكك وفي حياتك, في طعامك وفي شرابك, في تذوقك للاشياء, في دخولك واستعمال لتلك الاشياء التي خلقها الله وسخرها الله لك


    والانعام كما نعلم هي خلق من خلق الله التي سميت بها السورة , خلق من خلق الله عزوجل

    هو الذي سخرها لنا , فلذلك الانسان عليه دائما وابدا حين ياتي الى هذه الاشياء في الكون ليستفيد منها و ينتفع ان يستحضر هذه الحقيقة , ان هذه الاشياء سخرت له لاجل ان يستعملها على الوجه الذي امر به الله سبحانه وتعالى الذي خلق
    (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ )
    الحرام مفصل في كتابه , بعضا من الاشخاص يبحثون عن الرخص يبحثون عن الاشياء التي فيها خلاف في قضايا معينة


    القران في هذا الاية العظيم بين لي قال

    ( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ)
    المحرمات مفصلة في كتابه, الخطوط الحمراء التي لا ينبغي للمؤمن ان يقترب منها فلا ياكل مما لم يذكر اسم الله عليه , لماذا ؟ القضية ليست قضية قول او كلمة ,هي ليست مجرد كلمة او شعار , بسم الله الرحمن الرحيم و انتهينا ! لاء , القضية تتعلق بعمق الايمان الذي يحمله المؤمن في قلبه , انت تشهد وقلبك ينبض بالايمان به سبحانه ويقول : تقولها باللسان اشهد ان لا اله الا الله وانت ان لم تقل هذه الشهادة لا يمكن ان تدخل في هذا الدين , فكيف لا تذكر هذا الاسم على ما تاكل؟ كيف؟ لا يمكن


    (وَإِنَّ كَثِيْرًا لَّيُضِلُّوْنَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ )

    اذا شريعة الهوى.مقابل شريعة الله عزوجل هؤلاء الذين لا يحرمون الحرام ولا يقفون ولا يريدون ان تكون هناك خطوط حمراء في حياتهم , يريدون ان يسيروا في حياتهم كما تسير الانعام بل هم اضل في واقع الامر, الانعام لم تطلب منها الاشياء التي طلبت من بني البشر ولكن للبشر خطوط, خطوط حمراء هذه الخطوط هي الي تنظم حياته ومعيشته وهي كذلك التي تظهر انسانيته , الانسان ليس انساناَ في القران بناءا على تلك الكومة من اللحم والدم لاء , او الشكل , الانسان انسان بانسانيته وجزء من انسانيته لا يتجزا هو ما يعتقده وما يؤمن به حين لا تسيره الاهواء حين لا يصبح نهبا لاهواء و امزجة وشهوات تسيره وتتحكم فيه بل الذي يتحكم فيه ما يريده الله عزوجل منهجه وشرعته


  2. #102
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,272

    افتراضي رد: سلسلة : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

    باطن الاثم : الخطر الاكبر في حياة المسلمين



    وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)

    (وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ)
    ليبين لنا ان الحلال ليس فقط هو فالاشياء الظاهرة لاء, الاثم اثم جامع لكل ماحرمه الله عزوجل ظاهرا وباطنا, وذكرنا في امثلة سابقة حين تدبرنا في سورة النساء قلنا: بعض الاشخاص لا يمكن ان تحدثه ابدا لا يمكن ان تحدثه نفسه بان تمتد يده الى تناول لحم الخنزير مستحيل , او الميتة او ما شابه مستحيل , من المسلمين شيء عظيم جدا ولكنه لا يتورع في نفس الوقت عن ان تمتد يده الى اكل اموال الناس بالباطل , رشوة اختلاس ربى اكل اموال اليتامى و سيأتي الكلام في سورة الانعام عن اكل اموال اليتامى اكل حرام

    فكما انك لا يتبغي ان تاكل مما لم يذكر اسم الله عليه لا ينبغي لك ان تاكل من كافة المحرمات المعنوية التي لم يظهر لك حساً او ظاهرا انها محرمة , بمعنى ليست من مالم يذكر اسم الله عليه , ليست منخنقة ليست لم تذبح على النصب , ليست لم لم لم , مافيها من هذه الاشيا ء ولكن فيها عطب من نوع اخر , ماهو نوع ذلك العطب ؟ العطب الباطني المعنوي , ربى اختلاس باطل اكل اموال الناس بالباطل غش تدليس , وهذه الايه دستور في حياة المؤمن لا ينبغي ان يتخلف عنها وتتدبروا في بقية الاية قال عزوجل
    (وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ)

    عجيب ! يكسبون الاثم ! سيجزون بما كانو بقترفون!
    وللاسف للاسف الاثم ظاهره وباطنه, القران يتحدث عن الاثم وقال :
    ذروا ظاهر الاثم وباطنه .

    وللاسف في حياتنا اليوم نحن كمسلمين عشرات المظاهر التي ماعاد الناس يفرقون بها بين ظاهر الاثم وباطنه كمثال الغش , الغش بكل اشكاله وصوره , الغش ليس فقط في الاشياء البسيطة التي تعلمنا عليها ونحن في الصغر , الفاسد يأخذ ويترك على جنب وثم يوضع من فوقه شيء صالح في بضاعة او منتج او ماشابه الى اخره , تعدى هذا بكثير .

    اليوم لدينا ظاهرة خطيرة كثرا من المؤوسسات االتعليمية من مدارس من معاهد من جامعات بمستويات مختلفة اظهرت الغش , الغش في الامتحانات الغش في البحوث الغش الدراسات الغش في المشاريع الغش في الرسائل الجامعية الغش في كثير من الاشياء, الانتحال الاكاديمي ان ينتحل الانسان افكارا و اشياء ليست له ولكن ينسب هذه الاشياء لنفسه لتظهر باسمه هذا غش هذا من باطن الاثم , والله سبحانه وتعالى نهى عن كل تلك الاشياء نهى عن كل اشكال التزوير والانتحال

    المؤمن ليس بخداع ليس بغشاش ولا يدرك هؤلاء انه حين يتكسبون بتلك الوسائل من الغش او من تلك الوسائل الربحية القائمة على الغش والتزييف والتزوير انما هم في واقع الامر ياكلون اموالا حرام مشبوهة اقل ما يقال عنهم . فالانسان الذي يدخل على نفسه وعلى بيته وعلى اولاده واسرته اموال فيها شبهة و حرام هذا كيف له ان تستقيم الحياه معه علاقة اوادبا او تعلما او تشريعا كيف ؟ الحرام واحد لا يتجزء سواء كان مما لم يذكر اسم الله عليه او كان من اشياء اخر, ظاهر الاثم و باطنه ولذلك جاء القران في الاية التي تليها و قال
    {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهِ عَلَيْهِ...} الآية. [121]

    قضية خطيرة قضية تشكل هوية الايمان هوية الانسان المؤمن تميزه عن غيره تطرح قضية الرسالة الايمانية رسالة القران , انت اريد منك ان تقوم بعملية ايصال الرسالة الى امم الارض كيف ستقوم بارسال تلك الرسالة وانت تعيش حالة من التميع , لا هوية ! جوانب من تلك الهوية ان يكون الاكل الذي يدخل في جوفك حلال طيب ليس فيه اثم , فلا تاكل من ما لم يذكر اسم الله عليه

  3. #103
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,272

    افتراضي رد: سلسلة : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

    الجدل المذموم



    {وَإِنّ الشّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىَ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُم ْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }
    الجدال في هذه القضية ليس بغاية اظهار الحق من الباطل ,
    ليس لاجل التوصل الى الحقيقة واظهارها , اذا هو باي سبب؟
    هو لمجرد الجدال لمجرد احداث البلبله في الواقع وهذه نقطة مهمه ,
    كثير من الاسئلة التي تتعلق بالحلال و بالحرام في الواقع اصبح الدافع من ورائها اثارت البلبلة والشكوك والتوهمات, فعلى الانسان ان يتقي الله عزوجل قبل ان يسال السؤال قبل ان يتلفظ بالسؤال عن الشيء عليه ان يتذكر و يستحضرتلك المواقف التي مر بها بنو اسرائيل, والقران حذر منها , كانوا يسالون عن الاشياء ولكن ليس من باب الطاعة والاستجابه وانما من باب المزيد من الاسئلة و الجدال ومحاولة التخلص من الخضوع للحكم الشريع وليس من باب التورع ولا الورع وهذه قضية خطيرة جدا , اسئلة كثيرة تطرح ليل نهار خاصة مع ذلك الانفجار المعرفي والمعلوماتي الذي يعيشه العالم وسائل التواصل الاجتماعي

    فالناس تسال تسال تسال قبل ان تسال سل نفسك اولا قبل ان توجه السؤال لغيرك , اسال نفسك انا لماذا اسال؟ اريد ان اتعلم ؟ اريد ان اتقرب لله عزوجل ؟ام اريد ان اتخلص من شيء او من عبئ او من حكم او ماشابه؟ تجديد النية وتصحيح النية في هذه النقطة امر في اية الاهمية.وتدبروا معي في الاية العظيمة التي جاءت بعدها ولا ننسى تلك القاعدة العظيمة في التدبر الترابط بين االايات في ما بينها , الذي يكشف عن مقاصد الايات وماتريده الايات مني في حياتي ان اقوم به !


  4. #104
    تاريخ التسجيل
    Jun 2024
    المشاركات
    1,272

    افتراضي رد: سلسلة : روائع البيات لـ د/ رقية العلواني

    كن نوراً لغيرك





    (
    أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)


    كيف كيف يكون الانسان ميت ثم بعد ذلك يحيى كيف؟


    الكفر والظلال والشرك موت , موت لمعاني الانسانية في الانسان لانه الانسان لا يحيى بتلك الانفاس لا يحيى بمجرد ان يكون حيا بمعنى ان تظهر عليه علامات الحياة البيولوجية او الفوسيولوجية ( تنفس , اكل , حركة) صحيح هذه علامات الحياة ولكن العلامات المتعلقة بالبدن , والانسان ما اصبح انسان ببدنه فقط ابدا , ما اصبح انسانا بهذه الخلقة من الطين, اذا بأي شيء ؟


    (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ )


    الحياة هي في الايمان الحياة هي في ذلك المنهج , الحياة هي في اتباع هذا المنهج العظيم في كتاب الله عزوجل, واحيانا لو تدبرنا فعلا في كتاب الله عزوجل وكذلك في نفس الوقت وهو كما ذكرنا من اعظم قواعد التدبر ان تقرا القران وانت في ذات الوقت تقرا الواقع الذي تعيشه المجتمع من حولك بعين متفحصة عين تبحث عن العلاج لا تبحث فقط عن الداء عين لا تنظر فقط وتقع على المساوء والمعايب فقط لاجل ان تظهرها وتنتقدها فحسب لاء, وإنما تبحث عن النقد البناء بمعنى تقف على تلك العيوب والادواء لاجل ان تبحث لها عن العلاج وتقوم فعلا وتبدا الشروع في معالجتها هذا هو القران و رسالة القران .




    القران يعلمنا التفكر يعلمنا ممارسة التدبر في حياتنا في مختلف الوقائع , ماذا لو انك انت كنت لا قدرالله وقع حادث طائرة او حادث سياره او اي شيء من الحوادث ؟ وانت كنت الشخص الذي قدر الله لك ان تنجو من ذلك الحادث
    ومن حولك اشخاص لا تدري ايهم فارق الحياة ايهم لم يفارق, ما هو دورك كانسان؟


    انت الحي الوحيد الذي على الاقل تستطيع ان تقف وتقوم وتقدم المساعدة , الدور الانساني الذي يفرضه عليك ضميرك ان تمد يد العون لهؤلاء ان تساعد ان تنقذ , الايمان حياة الايمان نور وكل ما سوى ذلك وكل ما هو خارج تلك الدائرة موت وظلال , وانت الذي بيدك الان كانسان مؤمن هداك الله عزوجل بهذا القران العظيم لهذه المعاني العظيمة ,


    دورك ان تحمل النور وتسير به في تلك الظلمات لتساعد الناس وتنير لهم الطريق كما انار الله لك طريقك , وان تحاول ان تصل في مرحلة لانقاذ هؤلاء من استطعت من مرحلة الهلاك لان الله سبحانه وتعالى كتب لك هذه الحياة بالايمان.


    هذا دور الانسان المؤمن

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •