تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 6 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 120 من 143

الموضوع: للمشاركة والنقاش !!

  1. #101
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    جاء في صحيح مسلم " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لو كان ذلك _ الغِيْلة _ ضارا ضر فارس والروم . "
    السؤال
    ما حكم الغيلة في الإسلام ؟.
    الجواب
    الحمد لله.
    " الغِيلة " قيل هي : وطء الزوجة المرضع ، وقيل هي : إرضاع الحامل لطفلها .
    وقد ثبت في صحيح مسلم (1442) أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلا يَضُرُّ أَوْلادَهُمْ ) .
    قال النووي :
    " اختلف العلماء في المراد بالغيلة في هذا الحديث , فقال مالك في الموطأ والأصمعي وغيره من أهل اللغة : أن يجامع امرأته وهي مرضع ، وقال ابن السكيت : هو أن ترضع المرأة وهي حامل .
    قال العلماء : سبب همِّه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها أنه يخاف منه ضرر الولد الرضيع ، قالوا : والأطباء يقولون : إن ذلك اللبن داء ، والعرب تكرهه وتتقيه .
    وفي الحديث جواز الغيلة فإنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها , وبين سبب ترك النهي " " شرح مسلم " ( 10 / 17 ، 18 ) .
    وروى مسلم (1443) عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( إِنِّي أَعْزِلُ عَنْ امْرَأَتِي . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : أُشْفِقُ عَلَى وَلَدِهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ كَانَ ذَلِكَ ضَارًّا ضَرَّ فَارِسَ وَالرُّومَ ) .
    ولم يأتِ ما يخالف هذه الإباحة إلا حديث ضعيف رواه أبو داود (3881) وابن ماجه (2012) عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها ، فيه : نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيلة .
    والحديث : ضعفه الشيخ الألباني في " ضعيف سنن أبي داود " .
    وذكر ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن الأحاديث الدالة على الإباحة ثم قال : " وهذه الأحاديث أصح من حديث أسماء بنت يزيد ، وإن صح حديثها فإنه يحمل على الإرشاد والأفضلية ، لا التحريم " انتهى بتصرف .
    وقال أيضاً في " زاد المعاد " ( 5 / 147 ، 148 ) :
    " ولا ريب أن وطء المراضع مما تعم به البلوى ، ويتعذر على الرجل الصبر عن امرأته مدة الرضاع ، ولو كان وطؤهن حراماً لكان معلوماً من الدين ، وكان بيانه من أهم الأمور ، ولم تهمله الأمة ، وخير القرون ، ولا يصرح أحد منهم بتحريمه ، فعلم أن حديث أسماء على وجه الإرشاد والاحتياط للولد ، وأن لا يعرضه لفساد اللبن بالحمل الطارئ عليه " انتهى .
    والحاصل : أن الغيلة ليست حراما ولا مكروهة ، حيث لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها ، ومَنْ تركها على سبيل الاحتياط للولد فلا حرج عليه .
    ****************
    السؤال
    قرأت حديثا ثبت في "صحيح مسلم"، أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلا يَضُرُّ أَوْلادَهُمْ ). فهل معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يشرع من نفسه، ويمكنه الرجوع عن التشريع الذى كان سيشرعه؛ فقد كان ينتوى صلى الله عليه وسلم أن ينهى عن الغيلة ثم تراجع؛ لأنه رأى أولاد الروم بصحة جيدة ؟ فكيف إن لم يرهم فهل كان سينهى عن الغيلة ؟ وهل يستنبط من هذا الحديث أن هناك تشريعات اجتهادية من النبي صلى الله عليه وسلم دون وحي ؟
    الجواب
    الحمد لله.
    روى مسلم (1442) عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، أُخْتِ عُكَّاشَةَ، قَالَتْ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أُنَاسٍ وَهُوَ يَقُولُ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، فَنَظَرْتُ فِي الرُّومِ وَفَارِسَ، فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ، فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ ذَلِكَ شَيْئًا .
    والغيلة لها معنيان: أن يجامع الرجل امرأته وهي مرضع، أو أن تُرضع المرأة وهي حامل.
    وسبب هم النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن الغيلة، هو الخوف على الرضيع أو الحمل.
    وهذا الحديث دليل على جواز الاجتهاد من نبينا صلى الله عليه وسلم فيما لم يرد فيه وحي إليه، فيجتهد كما يجتهد غيره من المجتهدين وهو سيدهم وإمامهم وأعلمهم وأفقههم، لكنه معصوم، فلو أخطأ لم يُقر على خطئه.
    فإذا كان مبلغا لما أوحى الله إليه: فالعصمة حاصلة ابتداء، وإذا كان مجتهدا في حكمه صلى الله عليه وسلم: فالعصمة حاصلة انتهاء.
    قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (10/ 16): " واختلف العلماء في المراد بالغيلة في هذا الحديث ، وهي الغِيل. فقال مالك في الموطأ والأصمعي وغيره من أهل اللغة: أن يجامع امرأته وهي مرضع، يقال منه أغال الرجل، وأَغْيَل، إذا فعل ذلك. وقال ابن السكيت: هو أن ترضع المرأة وهي حامل، يقال منه غالت وأغيلت.
    قال العلماء: سبب همه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها أنه يخاف منه ضرر الولد الرضيع. قالوا: والأطباء يقولون: إن ذلك اللبن داء، والعرب تكرهه وتتقيه.
    وفي الحديث: جواز الغيلة، فإنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها، وبين سبب ترك النهي.
    وفيه: جواز الاجتهاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال جمهور أهل الأصول، وقيل لا يجوز لتمكنه من الوحي، والصواب الأول" انتهى.
    وقال الإمام أبو الوليد الباجي رحمه الله: " وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لقد هممت أن أنهى عن الغيلة ) : يدل على أنه قد كان يقضي ويأمر وينهى بما يؤديه إليه اجتهاده ، دون أن ينزل عليه شيء، ولذلك همَّ أن ينهى عن الغيلة ، لما خاف من فساد أجساد أمته وضعف قوتهم من أجلها ، حتى ذكر أن فارس والروم تفعل ذلك فلا يضر أولادهم ذلك .
    يحتمل أن يريد - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يريد أن يضر ضررا عاما، وإنما يضر في النادر ؛ فلذلك لم ينه عنه ، ولم يحرمه ، رفقا بالناس ، لما في ذلك من المشقة على من له زوجة واحدة ، فيمتنع من وطئها مدة ، فتلحقه بذلك المشقة ، وهذه مشقة عامة ، فكانت مراعاتها أرفق بأمته من المشقة الخاصة التي لا تلحق إلا اليسير من الأطفال . والله أعلم .
    قال ابن حبيب العرب تتقي وطء المرضع أن يعود من ذلك ضرر على الولد صريح في جسم أو علة." انتهى من "المنتقى شرح الموطأ" (4/156).
    ولا شبهة في ذلك ، ولا إشكال بحمد الله، فالغالب والأكثر أن تصدر الأحكام منه صلى الله عليه وسلم بناء على الوحي، وفي القليل النادر يجتهد صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور، وينسبها لنفسه، ويعلم أصحابه أن ذلك اجتهاده ، ولهذا تراهم يراجعونه فيه كما في أسارى بدر، ثم يحصل إقرار الوحي له أو مراجعته فيه، وقد يجتهد في الهم بشيء ثم يدعه كما في هذا الحديث.-المصدر الاسلام سؤال وجواب
    أن الأصل في نوع الإنسان المساواة في الجِبلات والخَلق
    لما كان نوع الانسان فى الخلقة متساوى قاس عدم الضرر على فارس والروم

  2. #102
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    و من أجل هذا لما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية متى يُعدُّ الرجل من أهل الأهواء ؟
    فأجاب رحمه الله تعالى :
    كل من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة وما أجمع عليه علماء الأمة خلافا لا يُعذَى فيه ، فهذا الذي يُعامل بما يعامل به أهل الأهواء والبدع
    نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه علماء الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل الاهواء البدع
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا كسائر الأمور المعلومة بالاضطرار عند أهل العلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان غيرهم يشك فيها أو ينفيها؛ كالأحاديث المتواترة عندهم في شفاعته، وحوضه، وخروج أهل الكبائر من النار، والأحاديث المتواترة عندهم في الصفات، والقدر، والعلو، والرؤية، وغير ذلك من الأصول التي اتفق عليها أهل العلم بسنته كما تواترت عندهم عنه، وإن كان غيرهم لا يعلم ذلك؛ كما تواتر عند الخاصة - من أهل العلم عنه - الحكم بالشفعة، وتحليف المدعى عليه، ورجم الزاني المحصن، واعتبار النصاب في السرقة، وأمثال ذلك من الأحكام التي ينازعهم فيها بعض أهل البدع. ولهذا كان أئمة الإسلام متفقين على تبديع من خالف في مثل هذه الأصول؛ بخلاف من نازع في مسائل الاجتهاد التي لم تبلغ هذا المبلغ"اهـ (مجموع الفتاوى 4/425)


  3. #103
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,615

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    ولعل الحد الذي ذكره استقاه من الالكائي والإمام احمد رحمهم الله تعالى

  4. #104
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,615

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    ماذا أكثر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من التصنيف في مسائل الاعتقاد والرد على المخالفين؟.


    قال البزَّار عن شيخ الإسلام: "ولقدْ أكثر - رضي الله عنه - التصنيفَ في الأصول، فضلاً عن غيرها مِن بقيَّة العلوم، فسألتُه عن سببِ ذلك، والتمستُ منه تأليفَ نصٍّ في الفقه، يجمع اختياراتِه وترجيحاتِه؛ ليكون عمدةً في الإفتاء،

    فقال لي ما معناه: الفروعُ أمرُها قريب، ومتى قلَّد المسلمُ فيها أحدَ العلماء المقلَّدين، جازَ له العملُ بقوله ما لَم يتيقَّن خطأَه، وأمَّا الأصول: فإنِّي رأيتُ أهلَ البِدع والضلالات والأهواء؛
    كالمتفلسفة، والباطنية، والملاحِدة، والقائلين بوَحدةِ الوجود، والدهرية، والقدرية، والنُّصيريَّة، والجهميَّة، والحلولية، والمعطِّلة، والمجسِّمة، والمشبِّهة، والراوندية، والكلاَّبية، والسليميَّة، وغيرهم مِن أهل البدع؛
    قد تجاذبوا فيها بأَزِمَّة الضلال، وبان لي أنَّ كثيرًا منهم إنما قصَد إبطال الشريعة المقدَّسة المحمديَّة، الظاهرة العليَّة على كلِّ دِين، وأنَّ جمهورهم أوقع الناسَ في التشكيك في أصولِ دِينهم.
    ولهذا قلَّ أنْ سمعت أو رأيت مُعرِضًا عن الكتاب والسُّنة، مُقبِلاً على مقالاتهم إلا وتَزندَق، أو صار على غير يَقينٍ في دِينه واعتقاده.

    فلما رأيتُ الأمرَ على ذلك، بان لي أنَّه يجب على كلِّ مَن يقدِر على دفْع شُبهتهم وأباطيلهم، وقطْع حُجَّتهم وأضاليلهم، أنْ يبذل جهدَه؛ ليكشف رذائِلَهم، ويزيِّف دَلائلهم؛ ذبًّا عن الملة الحنيفيَّة، والسُّنة الصحيحة الجليَّة... فهذا ونحوه؛ هو الذي أوجب أنِّي صرفتُ جلَّ همِّي إلى الأصول، وألْزمني أن أوردتُ مقالاتهم، وأجبتُ عنها بما أنعمَ الله تعالى به مِن الأجوبة النقليَّة والعقليَّة ".

    الأعلام العلية، للبزار، ( ص:

  5. #105
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    ماذا أكثر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من التصنيف في مسائل الاعتقاد والرد على المخالفين؟.

    قال البزَّار عن شيخ الإسلام: "ولقدْ أكثر - رضي الله عنه - التصنيفَ في الأصول، فضلاً عن غيرها مِن بقيَّة العلوم، فسألتُه عن سببِ ذلك، والتمستُ منه تأليفَ نصٍّ في الفقه، يجمع اختياراتِه وترجيحاتِه؛ ليكون عمدةً في الإفتاء،

    فقال لي ما معناه: الفروعُ أمرُها قريب، ومتى قلَّد المسلمُ فيها أحدَ العلماء المقلَّدين، جازَ له العملُ بقوله ما لَم يتيقَّن خطأَه، وأمَّا الأصول: فإنِّي رأيتُ أهلَ البِدع والضلالات والأهواء؛
    كالمتفلسفة، والباطنية، والملاحِدة، والقائلين بوَحدةِ الوجود، والدهرية، والقدرية، والنُّصيريَّة، والجهميَّة، والحلولية، والمعطِّلة، والمجسِّمة، والمشبِّهة، والراوندية، والكلاَّبية، والسليميَّة، وغيرهم مِن أهل البدع؛
    قد تجاذبوا فيها بأَزِمَّة الضلال، وبان لي أنَّ كثيرًا منهم إنما قصَد إبطال الشريعة المقدَّسة المحمديَّة، الظاهرة العليَّة على كلِّ دِين، وأنَّ جمهورهم أوقع الناسَ في التشكيك في أصولِ دِينهم.
    ولهذا قلَّ أنْ سمعت أو رأيت مُعرِضًا عن الكتاب والسُّنة، مُقبِلاً على مقالاتهم إلا وتَزندَق، أو صار على غير يَقينٍ في دِينه واعتقاده.

    فلما رأيتُ الأمرَ على ذلك، بان لي أنَّه يجب على كلِّ مَن يقدِر على دفْع شُبهتهم وأباطيلهم، وقطْع حُجَّتهم وأضاليلهم، أنْ يبذل جهدَه؛ ليكشف رذائِلَهم، ويزيِّف دَلائلهم؛ ذبًّا عن الملة الحنيفيَّة، والسُّنة الصحيحة الجليَّة... فهذا ونحوه؛ هو الذي أوجب أنِّي صرفتُ جلَّ همِّي إلى الأصول، وألْزمني أن أوردتُ مقالاتهم، وأجبتُ عنها بما أنعمَ الله تعالى به مِن الأجوبة النقليَّة والعقليَّة ".

    الأعلام العلية، للبزار، ( ص:
    نعم بارك الله فيك
    قال الذهبيُّ: "عرَف أقوال المتكلِّمين، وردَّ عليهم، ونبَّه على خطئِهم، وحذَّر منهم،
    ونصَر السُّنة بأوضحِ حُجج، وأبهر براهين"

    لم يكُن يَكتفي بالإنكار؛ بل يَزيد ذلك بالبيان والاستدلال، وإقامة الحُجج،
    قال البزَّار عن مؤلَّفاته:
    "وقدْ أبان - بحمدِ الله تعالى - فيما ألَّف فيها لكلِّ بصيرٍ الحقَّ مِن الباطل، وأعانه بتوفيقه، حتى ردَّ عليهم بِدعَهم وآراءَهم، وخُدَعَهم وأهواءَهم، مع الدلائل النقليَّة بالطريقة العقليَّة، حتى يُجيب عن كلِّ شبهةٍ مِن شبههم؛ بعدَّة أجوبة جليلة واضِحة، يَعقلها كلُّ ذي عقلٍ صحيح، ويشهَد لصحَّتها كلُّ عاقل رجيح"

    خاضَ في الكلام عنِ المخالفين لمعتقدِ السَّلف، حتى ما دَري قوم بمقالة؛ إلاَّ وجَد له كلامًا عنهم،
    قال: "وذكَرْنا عامَّةَ طرائق أهلِ الأرض في إثباتِ الصانِع؛ مِن المتكلِّمين والفلاسفة، وطُرق الأنبياء - صلوات الله عليهم - وما سلَكه عامَّة نظار الإسلام؛ مِن معتزلي، وكَرَّامي، وكلاَّبي، وأشعري، وفيلسوف، وغيرهم"

    وكلامه عن الفِرق كان بتأصيلٍ وبسطٍ لقواعدهم، واستيعاب لأصولِهم، ومُعلِّمًا خصومَه في مناظرتهم له: "أنا أعلمُ كلَّ بدعةٍ حدَثتْ في الإسلام، وأوَّلَ مَن ابتدعها، وما كان سببَ ابتداعها".
    وكثرة رُدوده وترصُّده للمخالفات، التي يأبى على أصحابِها نِسبتَها للإسلام أو السُّنة، جلبتْ له النكيرَ والعداوة ممَّن خالفه، واستهجان بعضِ أتباعه أو مُوافقيه، وقد تمنَّى بعض مَن ترجَم لابن تيمية أنْ لو جعل جهدَه في تفسيرِ القرآن العظيم، وشرْح السُّنة المطهَّرة، بدلاً مِن الإكثار من الرد على أهلِ البِدعِ والأهواء؛
    قال الصفديُّ: "وضيَّع الزمانَ في ردِّه على النصارى، والرافضة، ومَنْ عاندَ الدِّين أو ناقَضه، ولو تصدَّى لشرْح البخاري، أو لتفسير القرآن العظيم، لقلَّد أعناقَ أهل العلم بدرُ كلامِه النَّظيم"
    .
    وإنْ كان لابن تيمية تفسيرٌ للقرآن؛ فهو لبعضِ آياته مما أشتد فيها الخلاف، أو كثُر في بيانها الكلام،
    كما أنَّ ما بسطَه في المجالس مِن تفسير - قيل: يُقارب الخمسين مجلدًا - ضاع جُلُّه.

    وممَّا جُمِع من تفسيره غالبه مرتبطٌ بالردود وتقعيد الأصول!
    وهو يُرشد مَن أُهِّلَ لدفع شرِّ البدع والضلال، وكشْف خطرِها، ومحْو شبهات أهلها وباطلهم، أنَّ ذا الصنيع واجبُ عينٍ عليه؛ للذبِّ عن المحجَّة البيضاء، ولنُصرة سنة سيِّد المرسَلين.
    وقد تحقَّقتْ فيه دعوةُ النووي؛ قائلاً:
    "اللهمَّ أقِمْ لدِينك رجلاً يكسِر العمودَ المخلَّق
    ، ويُخرِّب القبر الذي في جيروت"،
    فكان لها ابنُ تيمية، كاسرًا للعمود، مكاسرًا لتخاريفِ أهله.

    كُتُب ابن تيمية عامرةٌ بالمسائل والقضايا العقديَّة والفقهيَّة والحديثيَّة،
    وله مباحثُ في اللُّغة والمنطِق والأصول،
    ومباحِث نادرةٌ في التفسير،
    وهو عُمدة أهلِه في الفتوى؛
    لذا تجِده خاضَ في جميع نوازل عصره،
    مِن الوضوء إلى السياسة العامَّة،
    ومِن التيمم بالتراب إلى مطالعِ النجوم،
    وغالِبُ مؤلَّفاته "لا تقتصر على موضوعٍ واحد،
    بل تضمُّ مباحثَ متنوِّعة، فهو لا يَتقيَّد دائمًا بالمحور الأساسي الذي حدَّده مِن خلال العنوان"

    فإذا عرض مسألة،
    لم يترك دونها شاردةً ولا واردةً إلاَّ أثبتَها،
    فيورد أقوالَ مَن يوافقه ومَن يخالفه،
    ولا يغفُل عن استدلالاتِهم ومصطلحاتِهم،
    فهو وعَى مصطلحاتِ أهل الفنون،
    ودرى أصولَ غالب المذاهب، وناظَر في علوم شتَّى.


    وطرَق جميعَ أبواب الفِقه الحنبلي ومذاهب الأئمَّة، وأصول الفِقه، والحديث وتقويم الرِّجال وعلوم المصطلَح، والتفسير وعلوم القرآن، وعلوم اللُّغة مِن نحوٍ وصرْف وبلاغة، وخَطابة وغيرها، والتاريخ والسِّيرة والتراجم، والعقيدة، وعِلم الكلام، والفِرق والنِّحل والمِلل، والفلسفة والمنطق، وتَكلَّم في الفلك والنجوم والتقويم؛
    قال عنه البزَّار: "وقلَّ كتابٌ مِن فنون العلم إلاَّ وقَف عليه"

    وقال ابنُ وردي:
    "له خِبرةٌ تامَّة بالرِّجال وجَرْحهم وتعديلهم،
    وبالعالي والنازل، والصحيح والسَّقيم،
    مع حِفظه لمتونه التي انفرَد به، وهو عجبٌ في استحضارِه واستخراج الحُجج منه!"

    وما مِن قارئٍ لمصنفاته؛ إلا ويلحَظ في كتاباته كأنَّما هو يتدفَّق،
    حتى إنَّه يأتي بشُعب في البحث لم يسبق لأهلها إيرادها فيها
    ، فلا يذر لذي عينٍ مطلبًا،
    يكرُّ ويفرُّ بين الخصوم في أعوصِ المسائل،
    ويدقِّق ويُحقِّق في أندرِ المباحث،
    فيَعرِض المسائل ويُطوِّف بينها يفككها مسألة مسألة،
    فيُورد ما لم يَذكُرْه غيره مِن متعلقاتها ومضامينها،
    ويَعرِض لوازمها،
    ويستطرد كثيرًا في فروعها،
    حتى يكاد القارئ يُنَسى أصولَها، ويَعرِض غالب الأقوال فيها، وإنِ استقلَّت،
    ويُكثِر من النقول والاستدلال والاستئناس بأقوالِ العلماء ممَّن سبقه ومَن عايشه،
    حتى يُحيطَ بما يُريد، ويَدري المخاطَب أنَّ الخطيب أحاطَ بما عرض عليه علمًا.

    مثال لذاك: في عرضه لمسألة الحقيقة والمجاز استطالَ حتى استغرقتْ 179 صفحة من كتاب الفتاوى، ولما تَكلَّم عن إبطال قول المناطقة: "إنَّ التصور الذي ليس ببديهي؛ لا يُقال إلا بالحد"، أوردَه في تِسعة عشرَ وجهًا مِن 16 صفحة مِن كتاب "نقض المنطق".
    فكتُبه "
    جمعَتْ فأوعت:
    جمعتْ جميعَ الفنون النافِعة،
    والعلوم الصحيحة،
    جمعتْ علومَ الأصول والفروع،
    وعلوم النَّقل والعقل،
    وعلوم الأخلاق،
    والآداب الظاهِرة والباطِنة،
    وجمعتْ بيْن المقاصِد والوسائل،
    وبيْن المسائل والدلائل،
    وبيْن الأحكام وبيان حِكَمها وأسرارها،
    وبيْن تقرير مذاهب الحق،
    والردِّ على جميع المبطلين.

    وامتازتْ على كثيرٍ مِن الكتب المصنَّفة بغزارة عِلمها،
    وكثرتِه وقوَّته، وجودته وتحقيقه،
    بحيث يجزم مِن له اطلاع عليها وعلى غيرها؛
    أنَّه لا يوجد لها نظيرٌ يساويها أو يقاربها"

    فهي غزيرةُ المادة،
    جزيلةُ المباحث،
    سديدةُ المناهج،
    سهلةُ الأسلوب،
    عذبةُ الموارد،
    ناصعةُ البيان،
    واضحةُ التعبير،
    مشرقةُ الدلالة،
    تُدرَك فوائدها مِن غيرِ مؤونة، ولا كَدِّ ذِهن، ولا جهد فِكر،
    مَن تصفَّحها وجدَها مشبعة الفصول،
    مستوعبة لأطرافِ الفنون،
    جامعة لشتيت الفوائد،
    ومنثور المسائِل،
    قدِ استوعبت أصولَ العلوم،
    وأحاطت بفروعها،
    واستقصتْ غرائبَ مسائلها،
    وشواذَّها ونوادرَها.

    وموسوعيَّته كامِنة في مباحِثِ المسائل العويصة،
    والانفراد عنْ أهلِ الفنِّ بفنهم،
    مثال ذاك نقضُه للمنطق،
    فقد حرَّر فيه ما غاب عن أساطينِه مِن المسلمين،
    كما فعَل في الردِّ على المنطقيِّين،
    قال الندويُّ عن كتاب "الرد على المنطقيين: "وإذا أمعنتَ النظرَ في هذا الكتاب تجِد مسائلَ منطقيَّة وفلسفية؛ ابن تيمية أبو عُذْرتها، وهي تُطابق كلَّ المطابقة ما قال فلاسفة الإفرنج في هذا العصْر، فمما يجِب عليَّ في هذه الوجيز الإلماع به؛ هو ما قال المصنِّف في حقيقةِ الحدِّ والجنس والفصل واللزوم، وحقيقة العلَّة والقياس والاستقراء، والاستدلال بالمشهورات، والاكتفاء بمقدِّمة واحدة في القياس، وغيره مِن المباحث العويصة التي حلَّ المصنِّفُ مشكلَها، ببيانٍ واضحٍ ودليل راهن، ومسألة اللزوم والعلية مِن المسائل العويصة التي ضلَّت في واديها الأفهام، ونبعَتْ من عيونها ضلالات الطبائعيِّين مِن أهل الإلحاد، وكم لهذا النابغةِ في الكتاب مِن نوادرَ لم يسبقْه إليها أحد"[بليل عبد الكريم بتصرف ]




  6. #106
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة

    قال البزَّار عن شيخ الإسلام:...........
    الأعلام العلية، للبزار، ( ص:
    المُنتقى من كتاب “الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية” للحافظ البزار

    “أخبرني من أَثِق بِهِ عَن جدته أن الشَّيْخ رحمه الله فِي حَال صغره كَانَ إِذا أَرَادَ الْمُضِيّ إِلَى الْمكتب يَعْتَرِضهُ يَهُودِيّ كَانَ منزله بطريقه بمسائل يسْأَله عَنْهَا لما كَانَ يلوح عَلَيْهِ من الذكاء والفطنة وَكَانَ يجِيبه عَنْهَا سَرِيعا حَتَّى تعجب مِنْهُ ثمَّ انه صَار كلما اجتاز بِهِ يُخبرهُ بأَشْيَاء مِمَّا يدل على بطلَان مَا هُوَ عَلَيْهِ فَلم يلبث أَن اسْلَمْ وَحسن إِسْلَامه” ص 21
    ” وَأول كتاب حفظه فِي الحَدِيث الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للْإِمَام الْحميدِي، وَقل كتاب من فنون الْعلم إِلَّا وقف عَلَيْهِ وَكَأنَ الله قد خصّه بِسُرْعَة الْحِفْظ وإبطاء النسْيَان لم يكن يقف على شَيْء أَو يستمع لشَيْء غَالِبا الا وَيبقى على خاطره أما بِلَفْظِهِ أَو مَعْنَاهُ وَكَانَ الْعلم كَأَنَّهُ قد اخْتَلَط بِلَحْمِهِ وَدَمه وسائره فَإِنَّهُ لم يكن لَهُ مستعارا بل كَانَ لَهُ شعارا ودثارا” ص 22 “وَلَقَد أمْلى فِي تَفْسِير {قل هُوَ الله أحد} مجلدا كَبِيراً، وَقَوله تَعَالَى {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} نَحْو خمس وَثَلَاثِينَ كراسة، وَلَقَد بَلغنِي أنه شرع فِي جمع تَفْسِير لَو أتمه لبلغ خمسين مجلداً” ص 23 – 24 ” وَمن أعجب الْأَشْيَاء فِي ذَلِك [أي حفظه] أَنه فِي محنته الأولى بِمصْر لما أَخذ وسجن وحيل بَينه وَبَين كتبه صنف عدَّة كتب صغَارًا وكبارا وَذكر فِيهَا مَا احْتَاجَ إِلَى ذكره من الْأَحَادِيث والْآثَار وأقوال الْعلمَاء وَأَسْمَاء الْمُحدثين والمؤلفين ومؤلفاتهم وَعزا كل شئ من ذَلِك إِلَى ناقليه وقائليه بِأَسْمَائِهِمْ وَذكر أَسمَاء الْكتب الَّتِي ذكر فِيهَا وَأي مَوضِع هُوَ مِنْهَا كل ذَلِك بديهة من حفظه لِأَنَّهُ لم يكن عِنْده حِينَئِذٍ كتاب يطالعه ونقبت واختبرت واعتبرت فَلم يُوجد فِيهَا بِحَمْد الله خلل وَلَا تغير وَمن جُمْلَتهَا كتاب “الصارم المسلول على شاتم الرَّسُول” وَهَذَا من الْفضل الَّذِي خصّه الله تَعَالَى بِهِ” ص 24
    ” وَأما مؤلفاته ومصنفاته فَإِنَّهَا اكثر من أَن أقدر على إحصائها أَو يحضرني جملَة أسمائها بل هَذَا لَا يقدر عَلَيْهِ غَالِبا أحد لِأَنَّهَا كَثِيرَة جدا كبارًا وصغارا وَهِي منشورة فِي الْبلدَانِ فَقل بلد نزلته إِلَّا وَرَأَيْت فِيهِ من تصانيفه” ص 25 “وَأما فَتَاوِيهِ ونصوصه وأجوبته على الْمسَائِل فَهِيَ اكثر من أَن اقدر على إحصائها لَكِن دون بِمصْر مِنْهَا على أَبْوَاب الْفِقْه سَبْعَة عشر مجلدا وَهَذَا ظَاهر مَشْهُور وَجمع أَصْحَابه اكثر من أَرْبَعِينَ ألف مَسْأَلَة وَقل أَن وَقعت وَاقعَة وَسُئِلَ عَنْهَا إِلَّا وَأجَاب فِيهَا بديهة بِمَا بهر واشتهر” ص28 ” وأما مَا خصة الله تَعَالَى بِهِ من مُعَارضَة اهل الْبدع فِي بدعتهم، واهل الاهواء فِي اهوائهم، وَمَا ألفه فِي ذَلِك من دحض اقوالهم، وتزييف أمثالهم وأشكالهم، وأظهار عوارهم وانتحالهم، وتبديد شملهم وَقطع أوصالهم، وأجوبته عَن شبههم الشيطانية ومعارضتهم النفسانية للشريعة الحنيفية المحمدية، بِمَا منحه الله تَعَالَى بِهِ من البصائر الرحمانية والدلائل النقلية والتوضيحات الْعَقْلِيَّة، حَتَّى انْكَشف قناع الْحق وَبَان فيما جمعه فِي ذَلِك وألفه الْكَذِب من الصدْق، حَتَّى لَو أن اصحابها أحياءٌ ووفقوا لغير الشَّقَاء لاذعنوا لَهُ بالتصديق ودخلوا فِي الدّين الْعَتِيق” ص 32 ” حَدثنِي غير وَاحِد من الْعلمَاء الْفُضَلَاء النبلاء الممعنين بالخوض فِي اقاويل الْمُتَكَلِّمين لاصابة الثَّوَاب وتمييز القشر من اللّبَاب، أن كلاً مِنْهُم لم يزل حائرا فِي تجاذب اقوال الاصوليين ومعقولاتهم، وأنه لم يسْتَقرّ فِي قلبه مِنْهَا قَولٌ، وَلم يبن لَهُ من مضمونها حقٌ، بل رَآهَا كلهَا موقعة فِي الْحيرَة والتضليل ، وجلها مذعنٌ بتكافئ الادلة وَالتَّعْلِيل، وأنه كَانَ خَائفًا على نَفسه من الْوُقُوع بِسَبَبِهَا فِي التشكيك والتعطيل، حَتَّى من الله تَعَالَى عَلَيْهِ بمطالعته مؤلفات هَذَا الامام احْمَد ابْن تَيْمِية شيخ الاسلام، وَمَا اورده من النقليات والعقليات فِي هَذَا النظام، فَمَا هُوَ الا ان وقف عَلَيْهَا وفهمها فرآها مُوَافقَة لِلْعَقْلِ السَّلِيم وَعلمهَا حَتَّى انجلى مَا كَانَ قد غشيه من اقوال الْمُتَكَلِّمين من الظلام وَزَالَ عَنهُ مَا خَافَ ان يَقع فِيهِ من الشَّك وظفر بالمرام” ص 33 ” وَلَقَد اكثر رحمه الله التصنيف فِي الاصول فضلا عَن غَيره من بَقِيَّة الْعُلُوم، فَسَأَلته عَن سَبَب ذَلِك والتمست مِنْهُ تأليف نَص فِي الْفِقْه يجمع اختياراته وترجيحاته ليَكُون عُمْدَة فِي الافتاء، فَقَالَ لي مَا مَعْنَاهُ: الْفُرُوع امرها قريب وَمن قلد الْمُسلم فِيهَا اُحْدُ الْعلمَاء المقلدين جَازَ لَهُ الْعَمَل بقوله، مَا لم يتَيَقَّن خطأه، وأما الاصول فَإِنِّي رايت اهل الْبدع والضلالات والاهواء، كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة والقائلين بوحدة الْوُجُود والدهرية والقدرية والنصيرية والجهمية والحلولية والمعطلة والمجسمة والمشبهة والراوندية والكلابية والسليمية وَغَيرهم من اهل الْبدع، قد تجاذبوا فِيهَا بأزمة الضلال، وَبَان لي ان كثيرا مِنْهُم انما قصد إبطال الشَّرِيعَة المقدسة المحمدية الظَّاهِرَة الْعلية على كل دين، وأن جمهورهم أوقع النَّاس فِي التشكيك فِي اصول دينهم، وَلِهَذَا قل ان سَمِعت اَوْ رَأَيْت معرضًا عَن الْكتاب وَالسّنة مُقبلا على مقالاتهم إلا وَقد تزندق اَوْ صَار على غير يَقِين فِي دينه واعتقاده.
    فَلَمَّا رَأَيْت الامر على ذَلِك بَان لي أنه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم واباطيلهم وَقطع حجتهم واضاليلهم ان يبْذل جهده ليكشف رذائلهم ويزيف دلائلهم ذباً عَن المللة الحنيفية وَالسّنة الصَّحِيحَة الجلية، وَ لَا وَالله مَا رَأَيْت فيهم احدا مِمَّن صنف فِي هَذَا الشَّأْن وَادّعى عُلُوم الْمقَام الا وَقد ساعد بمضمون كَلَامه فِي هدم قَوَاعِد دين الاسلام وَسبب ذَلِك اعراضه عَن الْحق الْوَاضِح الْمُبين وَعَن مَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل الْكِرَام عَن رب الْعَالمين واتباعه طرق الفلسفة فِي الاصطلاحات الَّتِي سَموهَا بزعمهم حكميات وعقليات وانما هِيَ جهالات وضلالات وَكَونه التزمها معرضًا عَن غَيرهَا اصلا ورأسا فَغلبَتْ عَلَيْهِ حَتَّى غطت على عقله السَّلِيم فتخبط حَتَّى خبط فِيهَا خبط عشواء، وَلم يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل، وإلا فَالله اعظم لطفا بعباده من أن لَا يَجْعَل لَهُم عقلا يقبل الْحق ويثبته وَيبْطل الْبَاطِل وينفيه، لَكِن عدم التَّوْفِيق وَغَلَبَة الْهوى اوقع من اوقع فِي الضلال وَقد جعل الله تَعَالَى الْعقل السَّلِيم من الشوائب ميزانا يزن بِهِ العَبْد الواردات فَيُفَرق بِهِ بَين مَا هُوَ من قبيل الْحق وَمَا هُوَ من قبيل الْبَاطِل وَلم يبْعَث الله الرُّسُل الا الى ذَوي الْعقل وَلم يَقع التَّكْلِيف الا مَعَ وجوده فَكيف يُقَال انه مُخَالف لبَعض مَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل الْكِرَام عَن الله تَعَالَى هَذَا بَاطِل قطعا يشْهد لَهُ كل عقل سليم لَكِن {وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور}
    قَالَ الشَّيْخ الامام ابن تيمية رحمه الله :
    فَهَذَا وَنَحْوه هُوَ الَّذِي اوجب اني صرفت جلّ همي الى الأصول وألزمني أن أوردت مقالاتهم وأجبت عَنْهَا بِمَا أنْعمْ الله تَعَالَى بِهِ من الأجوبة النقلية والعقلية” ص 34-35
    وكَانَ قد عرفت عَادَته لَا يكلمهُ اُحْدُ بِغَيْر ضَرُورَة بعد صَلَاة الْفجْر فَلَا يزَال فِي الذّكر يُسمع نَفسه وَرُبمَا يُسمع ذكره من إلى جَانِبه، مَعَ كَونه فِي خلال ذَلِك يكثر من تقليب بَصَره نَحْو السَّمَاء هَكَذَا دأبه حَتَّى ترْتَفع الشَّمْس وَيَزُول وَقت النَّهْي عَن الصَّلَاة” ص 38 ” فَأنْظر بِعَين الانصاف إِلَى مَا وفْق لَهُ هَذَا الإِمَام وُأجرى عَلَيْهِ مَما ُأقعد عَنهُ غَيره وخُذل عَن طلبه، لَكِن لكل شئ سَبَب، وعلامة عدم التَّوْفِيق سلب الاسباب، وَمن أعظم الاسباب لترك فضول الدُّنْيَا التخلي عَن غير الضَّرُورِيّ مِنْهَا، فَلَمَّا وفْق الله هَذَا الامام لرفض غير الضَّرُورِيّ مِنْهَا انصبت عَلَيْهِ العواطف الالهية ، فَحصّل بهَا كلَ فَضِيلَة جليلة، بِخِلَاف غَيره من عُلَمَاء الدُّنْيَا مختاريها وطالبيها والساعين لتحصيلها فانهم لما اخْتَارُوا ملاذها وَزينتهَا ورئاستها انسدت عَلَيْهِم غَالِبا طرق الرشاد فوقعوا فِي شركها يخبطون خبط عشواء ويحطبونها كحاطب ليل لَا يبالون مَا يَأْكُلُون وَلَا مَا يلبسُونَ، وَلَا مَا يتأولون إلا مَا يحصل لَهُم أغراضهم الدنيئة ومقاصدهم الخبيثة الخسيسة فهم متعاضدون على طلبَهَا يتحاسدون بِسَبَبِهَا، أجسامهم مميتة، وَقُلُوبهمْ من غَيرهَا فارغة، وظواهرهم مزخرفة معمورة، وَقُلُوبهمْ خربة مأسورة، وَلم يَكفهمْ مَا هم عَلَيْهِ حَتَّى اصبحوا قالين رافضها معادين باغضها، وَلما رَأَوْا هَذَا الإِمَام عَالم الْآخِرَة تَارِكًا لما هم عَلَيْهِ من تَحْصِيل الحطام من المشّتبَه الْحَرَام، رافضا الْفضل الْمُبَاح فضلا عَن الْحَرَام ، تحققوا أن احواله تفضح احوالهم، وتوضح خفى أفعالهم، وأخذتهم الْغيرَة النفسانية على صفاتهم الشيطانية المباينة لصفاته الروحانية، فحرصوا على الفتك بِهِ أَيْن مَا وُجدوا، وأنسوا أنهم ثعالب وَهُوَ أَسد، فحماه الله تَعَالَى مِنْهُم بحراسته وصنع لَهُ غير مرّة كَمَا صنع لخاصته، وَحفظه مُدَّة حياتة وحماه وَنشر لَهُ عِنْد وَفَاته علما فِي الاقطار بِمَا وَالَاهُ ” ص42 ” وَلَقَد اتّفق كل من رَآهُ خُصُوصا من أَطَالَ ملازمته أَنه مَا رأى مثله فِي زهْده فِي الدُّنْيَا، حَتَّى لقد صَار ذَلِك مَشْهُورا بِحَيْثُ قد اسْتَقر فِي قلب الْقَرِيب والبعيد من كل من سمع بصفاته على وَجههَا، بل لَو سُئِلَ عَامي من أهل بلد بعيد من الشَّيْخ: من كَانَ أزهد أهل هَذَا الْعَصْر وأكملهم فِي رفض فضول الدُّنْيَا وأحرصهم على طلب الاخرة؟ لقَالَ مَا سَمِعت بِمثل ابْن تَيْمِية رَحْمَة الله عَلَيْهِ. وَمَا اشْتهر لَهُ ذَلِك إِلَّا لمبالغته فِيهِ مَعَ تَصْحِيح النِّيَّة، وَإِلَّا فَمن رَأينَا من الْعلمَاء قنع من الدُّنْيَا بِمثل مَا قنع هُوَ مِنْهَا أَو رَضِي بِمثل حَالَته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا، لم يُسمع انه رغب فِي زَوْجَة حسناء، وَلَا سَرِيَّة حوراء، وَلَا دَار قوراء، وَلَا جوَار، وَلَا بساتين وَلَا عقار، وَلَا شدّ على دِينَار، وَلَا دِرْهَم، وَلَا رغب فِي دَوَاب وَلَا نعم ،وَلَا ثِيَاب ناعمة فاخرة وَلَا حشم، وَلَا زاحم فِي طلب الرئاسات وَلَا رئي ساعيا فِي تَحْصِيل الْمُبَاحَات، مَعَ أَن الْمُلُوك والامراء والتجار والكبراء كَانُوا طوع أمره خاضعين لقَوْله وَفعله وأدين أن يتقربوا الى قلبه مهما أمكنهم، مظهرين لإجلاله أَو أَن يؤهل كلا مِنْهُم فِي بذل مَاله، فَأَيْنَ حَاله هَذِه من أَحْوَال بعض المنتسبين إِلَى الْعلم وَلَيْسوا من أَهله مِمَّن قد أغراه الشَّيْطَان بالوقيعة فِيهِ بقوله وَفعله ،أَتَرَى مَا نظرُوا ببصائرهم إِلَى صفاتهم وَصِفَاته وسماتهم وسماته، وتحاسدهم فِي طلب الدُّنْيَا وفراغه عَنْهَا، وتحاشدهم فِي الاستكثار مِنْهَا ومبالغته فِي الْهَرَب مِنْهَا، وَخدمَتهمْ الامراء وَاخْتِلَافهمْ إِلَى أَبْوَابهم وذل الْأُمَرَاء بَين يَدَيْهِ وَعدم اكتراثه بكبرائهم وأترابهم ومداجاتهم و تعبداتهم، وصدعه إيَّاهُم بِالْحَقِّ وَقُوَّة جأشه فِي محاورتهم، بلَى وَالله وَلَكِن قَتلتهمْ الحالقة حالقة الدّين لَا حالقة الشّعْر وغطى على أحلامهم حب الدُّنْيَا السارقة سارقة الْعقل لَا سارقه الْبدن، حَتَّى أَصْبحُوا قاطعين من يَأْتِيهم فِي طلبَهَا واصلين من واصلهم فِي جلبها” ص45 ” وَأظْهر لي من حسن الْأَخْلَاق وَالْمُبَالغَة فِي التَّوَاضُع بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا خرجنَا من منزله بِقصد الْقِرَاءَة يحمل هُوَ بِنَفسِهِ النُّسْخَة وَلَا يدع أحدا منا يحملهَا عَنهُ وَكنت أعْتَذر اليه من ذَلِك خوفًا من سوء الْأَدَب فَيَقُول لَو حَملته على رَأْسِي لَكَانَ يَنْبَغِي أَلا احْمِلْ مَا فِيهِ كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم! وَكَانَ يجلس تَحت الْكُرْسِيّ ويدع صدر الْمجَالِس حَتَّى إِنِّي لأَسْتَحي من مَجْلِسه هُنَاكَ وأعجب من شدَّة تواضعه ومبالغته فِي إكرامي بِمَا لَا اسْتحق ورفعي عَلَيْهِ فِي الْمجْلس وَلَوْلَا قراءتي حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعظم حرمتهَا لما كَانَ يَنْبَغِي لي ذَلِك وَكَانَ هَذَا حَاله فِي التَّوَاضُع والتنازل والاكرام لكل من يرد عَلَيْهِ اَوْ يَصْحَبهُ أَو يلقاه حَتَّى أَن كل من لقِيه يَحْكِي عَنهُ من الْمُبَالغَة فِي التَّوَاضُع نَحوا مِمَّا حكيته وَأكْثر من ذَلِك فسبحان من وَفقه وَأَعْطَاهُ وأجراه على خلال الْخَيْر وحباه” ص50 “وَمَا رَأَيْت احدا كَانَ أَشد تَعْظِيمًا للشَّيْخ من أَخِيه هَذَا أَعنِي الْقَائِم بأوده [يعني خدمته] وَكَانَ يجلس بِحَضْرَتِهِ كَأَن على رَأسه الطير وَكَانَ يهابه كَمَا يهاب سُلْطَانا وَكُنَّا نعجب مِنْهُ فِي ذَلِك ونقول من الْعرف وَالْعَادَة أَن اهل الرجل لَا يحتشمونه كالاجانب، بل يكون انبساطهم مَعَه فضلا عَن الاجنبي، وَنحن نرَاك مَعَ الشَّيْخ كتلميذ مبالغ فِي احتشامه واحترامه! فَيَقُول إِنِّي ارى مِنْهُ اشياء لَا يَرَاهَا غَيْرِي أوجبت عَليّ ان أكون مَعَه كَمَا ترَوْنَ وَكَانَ يسْأَل عَن ذَلِك فَلَا يذكر مِنْهُ شَيْئا لما يعلم من عدم إِيثَار الشَّيْخ لذَلِك” ص52 “و كرامات الشَّيْخ رحمه الله كَثِيرَة جدا لَا يَلِيق بِهَذَا الْمُخْتَصر اكثر من ذكر هَذَا الْقدر مِنْهَا وَمن أظهر كراماته أَنه مَا سمع بِأحد عَادَاهُ اَوْ غض مِنْهُ إِلَّا وابتلي بعدة بلايا غالبها فِي دينه وَهَذَا ظَاهر مَشْهُور لَا يحْتَاج فِيهِ الى شرح صفته” ص58
    ” وحَدثني من اثق بِهِ أَن الشَّيْخ رحمه الله كَانَ لَا يرد أحدا يسْأَله شَيْئا كتبه … كَانَ الشَّيْخ رَضِي الله عَنهُ يُنكر إنكارا شَدِيدا على من يسْأَل شَيْئا من كتب الْعلم الَّتِي يمكلها ويمنعها من السَّائِل وَيَقُول مَا يَنْبَغِي ان يمْنَع الْعلم مِمَّن يَطْلُبهُ” ص62
    ” وَأَخْبرنِي من لَا اتهمه أَن الشَّيْخ رحمه الله حِين وشي بِهِ الى السُّلْطَان الْمُعظم الْملك النَّاصِر أحضره بَين يَدَيْهِ، قَالَ فَكَانَ من جملَة كَلَامه: إِنَّنِي أُخبرت أنك قد أطاعك النَّاس وَأَن فِي نَفسك أخذ الْملك، فَلم يكترث بِهِ بل قَالَ لَهُ بِنَفس مطمئنة وقلب ثَابت وَصَوت عَال سَمعه كثير مِمَّن حضر: أَنا أفعل ذَلِك! وَالله إِن ملكك وَملك الْمغل لَا يُسَاوِي عِنْدِي فلسين، فَتَبَسَّمَ السُّلْطَان لذَلِك وأجابة فِي مُقَابلَته بِمَا اوقع الله لَهُ فِي قلبه من الهيبة الْعَظِيمَة: إِنَّك وَالله لصَادِق وَإِن الَّذِي وَشَيْء بك إِلَيّ كَاذِب، وَاسْتقر لَهُ فِي قلبه من الْمحبَّة الدِّينِيَّة مَا لولاه لَكَانَ قد فتك بِهِ مُنْذُ دهر طَوِيل من كَثْرَة مَا يلقى اليه فِي حَقه من الاقاويل الزُّور والبهتان مِمَّن ظَاهر حَاله للطغام الْعَدَالَة وباطنه مشحون بِالْفِسْقِ والجهالة.
    وَلم يزل المبتدعون أهل الاهواء وآكلو الدُّنْيَا بِالدّينِ متعاضدين متناصرين فِي عدوانه باذلين وسعهم بالسعي فِي الفتك بِهِ متخرصين عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ الصراح مختلقين عَلَيْهِ وناسبين اليه مَا لم يقلهُ وَلم يَنْقُلهُ وَلم يُوجد لَهُ بِهِ خطّ وَلَا وجد لَهُ فِي تصنيف وَلَا فَتْوَى وَلَا سمع مِنْهُ فِي مجْلِس” ص65 “كَانَ رَضِي الله عَنهُ من أعظم اهل عصره قُوَّة ومقاما وثبوتا على الْحق وتقريرا لتحقيق تَوْحِيد الْحق، لَا يصده عَن ذَلِك لوم لائم، وَلَا قَول قَائِل، وَلَا يرجع عَنهُ لحجة مُحْتَج، بل كَانَ إِذا وضح لَهُ الْحق يعَض عَلَيْهِ بالنواجذ وَلَا يلْتَفت الى مباين معاند، فاتفق غَالب النَّاس على معاداته، وَجُل من عَادَاهُ قد تستروا باسم الْعلمَاء والزمرة الفاخرة، وهم أبلغ النَّاس فِي الاقبال على الدُّنْيَا والاعراض عَن الاخرة، وَسبب عدواتهم لَهُ أَن مقصودهم الاكبر طلب الجاه والرئاسة وإقبال الْخلق وراءه” ص 67 “وَقَالَ – شيخ الإسلام في سجنه قُبيل وفاته- مَا مَعْنَاهُ: إِنِّي قد أحللت السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من حَبسه إيَّايَ، لكَونه فعل ذَلِك مُقَلدًا غَيره مَعْذُورًا، وَلم يَفْعَله لحظ نَفسه، بل لما بلغه مِمَّا ظَنّه حَقًا من مبلغة، وَالله يعلم أنه بِخِلَافِهِ، وَقد أحللت كل وَاحِد مِمَّا كَانَ بيني وَبَينه إِلَّا من كَانَ عدواً لله وَرَسُوله” ص7

  7. #107
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,615

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واسكنه فسيح جناته

  8. #108
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,615

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    تحرير مسألة مذاهب الأئمة الأربعة وخروج الحق عنها.

    قال ابن تيمية رحمه الله:
    (قول القائل: «لا بدَّ لكل أحدٍ من التقليد لأحد هذه المذاهب الأربعة» هو قول *طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد*؛
    لكن الجمهور على خلافه، فإن هذا *لا يجب* على *(((كل)))* أحد.

    ومن قال: «أنا متقيدٌ بالكتاب والسنة» لم يجُز لأحدٍ أن يقول له: أنت مارِقٌ.
    ومن قال له ذلك أُدِّبَ على ذلك؛ فإن المروقَ هو الخروج، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الخوارج: «يَمرُقون من الإسلام كما يَمرُقُ السهمُ من الرميَّة»، وهؤلاء المارقون مَرَقُوا من السنة وخالفوا الجماعة.

    فمن تقيَّد بالكتاب والسنة كان متبعًا لا مبتدعًا، ومطيعًا لا عاصيًا.
    ثم الكتاب والسنة يُوجِب عليه طاعةَ الله ورسولِه في كل وقتٍ وحينٍ، ومن أطاع الله ورسولَه دائمًا بحسب استطاعته كان من أولياء الله المتقين.

    و *قول القائل: «أنا لا أتقيد بأحد هذه المذاهب الأربعة!!*»
    إذا أراد بذلك؛ أي لا أتقيَّدُ بواحدٍ بعينِه دون الباقين، فقد أحسن في هذا الكلام، بل هذا هو الصواب.
    وإذا أراد: أني *لا أتقيد بها كلِّها بل أخالفُها، فهذا هو مخطئ في الغالب قطعًا*؛ إذ *الحق لا يخرج عن هذه المذاهب* الأربعة في عامة الشريعة،

    ولكن تنازع العلماء: هل يخرج عنها في *بعض* المسائل؟ على قولين، كما قد بُسِط ذلك في غير هذا الموضع.

    و *كثيرًا ما يترجح قولٌ من الأقوال، ويظن الظانُّ أنه خارج عنها، ويكون داخلًا فيها*، فيكون كلٌّ من القائلين معذورًا باعتبار نظره.

    لكن لا ريبَ أن الله لم يأمر الأمّة باتباع أربعة أشخاص *دون غيرهم*، هذا لا يقوله عالم.

    وإنما هذا كما يقال: أحاديث البخاري ومسلم، فإن الأحاديث التي رواها الشيخان وصححاها قد صححها من الأئمة ما شاء الله، بل جمهورها اتفق أهل العلم بالحديث على صحته، فإخراجها لذلك دليلٌ على أنه قد صححه أئمة الحديث، لا أنه مجرد قول شخصٍ يُفيد العلم بصحة الحديث.
    فهكذا عامة ما يوجد من أقوال الصحابة والتابعين أو أكثر ذلك يوجد في مذاهب الأربعة).

    المصدر: جامع المسائل: المجموعة الثامنة/ ص(442-441)

  9. #109
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    تحرير مسألة مذاهب الأئمة الأربعة وخروج الحق عنها.

    قال ابن تيمية رحمه الله:
    (قول القائل: «لا بدَّ لكل أحدٍ من التقليد لأحد هذه المذاهب الأربعة» هو قول *طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد*؛
    لكن الجمهور على خلافه، فإن هذا *لا يجب* على *(((كل)))* أحد.
    بارك الله فيك
    هل يجب إتباع أحد المذاهب ؟
    السؤال
    هل يجب على كل مسلم أن يتبع أحد المذاهب (المالكي أو الحنفي أو الحنبلي أو الشافعي) ؟ إذا كان الجواب نعم فما أفضل مذهب ؟ هل صحيح أن مذهب أبي حنيفة هو أكثر مذهب منتشر بين المسلمين ؟.
    الجواب
    الحمد لله.
    لا يجب على المسلم اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب الأربعة ، والناس متفاوتون في المدارك والفهوم والقدرة على استنباط الأحكام من أدلتها ، فمنهم من يجوز في حقه التقليد ، بل قد يجب عليه ، ومنهم من لا يسعه إلا الأخذ بالدليل . وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة بيان كاف شاف لهذه المسألة ، يحسن أن نذكره هنا بنصه :
    السؤال :
    ما حكم التقيد بالمذاهب الأربعة واتباع أقوالهم على كل الأحوال والزمان ؟
    فأجابت اللجنة :
    والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
    أولا : المذاهب الأربعة منسوبة إلى الأئمة الأربعة الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد ، فمذهب الحنفية منسوب إلى أبي حنيفة وهكذا بقية المذاهب.
    ثانيا : هؤلاء الأئمة أخذوا الفقه من الكتاب والسنة وهم مجتهدون في ذلك ، والمجتهد إما مصيب فله أجران ، أجر اجتهاده وأجر إصابته ، وإما مخطئ فيؤجر على اجتهاده ويعذر في خطئه.
    ثالثا : القادر على الاستنباط من الكتاب والسنة يأخذ منهما كما أخذ من قبله ولا يسوغ له التقليد فيما يعتقد الحق بخلافه ، بل يأخذ بما يعتقد أنه حق ، ويجوز له التقليد فيما عجز عنه واحتاج إليه.
    رابعا : من لا قدرة له على الاستنباط يجوز له أن يقلد من تطمئن نفسه إلى تقليده ، وإذا حصل في نفسه عدم الاطمئنان سأل حتى يحصل عنده اطمئنان .
    خامسا : يتبين مما تقدم أنه لا تتبع أقوالهم على كل الأحوال والأزمان ؛ لأنهم قد يخطئون ، بل يتبع الحق من أقوالهم الذي قام عليه الدليل ).
    فتاوى اللجنة 5/28 .
    وجاء في فتوى اللجنة رقم 3323
    ( من كان أهلا لاستنباط الأحكام من الكتاب والسنة ، ويقوى على ذلك ولو بمعونة الثروة الفقهية التي ورثناها عن السابقين من علماء الإسلام كان له ذلك ؛ ليعمل به في نفسه ، وليفصل به في الخصومات وليفتي به من يستفتيه . ومن لم يكن أهلا لذلك فعليه أن يسأل الأمناء الموثوق بهم ليتعرف الحكم من كتبهم ويعمل به من غير أن يتقيد في سؤاله أو قراءته بعالم من علماء المذاهب الأربعة ، وإنما رجع الناس للأربعة لشهرتهم وضبط كتبهم وانتشارها وتيسرها لهم.
    ومن قال بوجوب التقليد على المتعلمين مطلقاً فهو مخطئ جامد سيئ الظن بالمتعلمين عموما ، وقد ضيق واسعا .
    ومن قال بحصر التقليد في المذاهب الأربعة المشهورة فهو مخطئ أيضا قد ضيق واسعا بغير دليل . ولا فرق بالنسبة للأمي بين فقيه من الأئمة الأربعة وغيرهم كالليث بن سعد والأوزاعي ونحوهما من الفقهاء ) فتاوى اللجنة 5/41 .
    وجاء في الفتوى رقم 1591 ما نصه :
    ( ولم يدعُ أحد منهم إلى مذهبه ، ولم يتعصب له ، ولم يُلزِم غيره العمل به أو بمذهب معين ، إنما كانوا يدعون إلى العمل بالكتاب والسنة ، ويشرحون نصوص الدين ، ويبينون قواعده ويفرعون عليها ويفتون فيما يسألون عنه دون أن يلزموا أحدا من تلاميذهم أو غيرهم بآرائهم ، بل يعيبون على من فعل ذلك ، ويأمرون أن يضرب برأيهم عرض الحائط إذا خالف الحديث الصحيح ، ويقول قائلهم " إذا صح الحديث فهو مذهبي " رحمهم الله جميعا .
    ولا يجب على أحد اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب ، بل عليه أن يجتهد في معرفة الحق إن أمكنه ، أو يستعين في ذلك بالله ثم بالثروة العلمية التي خلفها السابقون من علماء المسلمين لمن بعدهم ، ويسروا لهم بها طريق فهم النصوص وتطبيقها . ومن لم يمكنه استنباط الأحكام من النصوص ونحوها لأمر عاقه عن ذلك سأل أهل العلم الموثوق بهم عما يحتاجه من أحكام الشريعة لقوله تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وعليه أن يتحرى في سؤاله من يثق به من المشهورين بالعلم والفضل والتقوى والصلاح )
    فتاوى اللجنة الدائمة 5/56 .
    ومذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله قد يكون أكثر المذاهب انتشاراً بين المسلمين ، ولعل من أسباب ذلك تبني الخلفاء العثمانيين لهذا المذهب ، وقد حكموا البلاد الإسلامية أكثر من ستة قرون ، ولا يعني ذلك أن مذهب أبي حنيفة رحمه الله هو أصح المذاهب أو أن كل ما فيه من اجتهادات فهو صواب ، بل هو كغيره من المذاهب فيه الصواب والخطأ ، والواجب على المؤمن اتباع الحق والصواب بقطع النظر عن قائله .
    المصدر: الإسلام سؤال وجواب

  10. #110
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    حكم عدم اتباع المذاهب الأربعة
    السؤال: لقد ظهر بين الشباب ظاهرة ألا وهي أنهم يقولون: لا نتبع شيئًا من المذاهب الأربعة، بل نجتهد مثلهم، ونعمل مثلما عملوا ولا نرجع إلى اجتهادهم. فما رأيكم في هذا وما نصيحتك لهؤلاء؟
    الجواب:
    هذا الكلام قد يستنكر بالنسبة لبعض الناس. ولكن معناه في الحقيقة لمن تأهل صحيح، فلا يجب على الناس أن يقلدوا أحدًا، ومن قال: إنه يجب تقليد الأئمة الأربعة فقد غلط، إذْ لا يجب تقليدهم، ولكن يستعان بكلامهم وكلام غيرهم من أئمة العلم، وينظر في كتبهم رحمهم الله وما ذكروا من أدلة، ويستفيد من ذلك طالب العلم الموفق، أما القاصر فإنه ليس أهلا لأن يجتهد، وإنما عليه أن يسأل أهل الفقه، ويتفقه في الدين ويعمل بما يرشدونه إليه، حتى يتأهل ويفهم الطريق التي سلكها العلماء، ويعرف الأحاديث الصحيحة والضعيفة، والوسائل لذلك في مصطلح الحديث، ومعرفة أصول الفقه، وما قرره العلماء في ذلك، حتى يستفيد من هذه الأشياء، ويستطيع الترجيح فيما تنازع فيه الناس.
    أما ما أجمع عليه العلماء فأمره ظاهر، وليس لأحد مخالفته، وإنما النظر لأهل العلم فيما تنازع فيه العلماء، والواجب في ذلك رد مسائل النزاع إلى الله ورسوله، كما قال الله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الآية [النساء:59] وقال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10].
    أما أن يجتهد وهو لا يستطيع ذلك، فهذا من الأغلاط الكبيرة، ولكن يسعى بالهمة العالية في طلب العلم، ويجتهد ويتبصّر، ويسلك مسالك أهل العلم، فهذه هي طرق العلم في دراسة الحديث وأصوله، والفقه وأصوله، واللغة العربية وقواعدها، والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي.
    فيستعين بهذه الأمور على ترجيح الراجح في مسائل الخلاف، مع الترحم على أهل العلم، ومع السير على منهجهم الطيب، والاستعانة بكلامهم وكتبهم الطيبة، وما أوضحوه من أدلة وبراهين في تأييد ما ذهبوا إليه وتزييف ما ردوه.
    وبذلك يوفق طالب العلم لمعرفة الحق إذا أخلص لله وبذل وسعه في طلب الحق، ولم يتكبر، والله سبحانه ولي التوفيق[1].

    مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (7/233).

  11. #111
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    يقول الامام ابن باز رحمه الله
    المذاهب الأربعة مذاهب علماء، أربعة علماء تفقهوا في الدين وعلموا من اتصل بهم، أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس الأصبحي، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني هؤلاء علماء اشتهروا فصار لهم فقه وصار لهم علم واسع، ولهم أتباع وأصحاب فاشتهروا وسميت المذاهب الأربعة، ولا يلزم من أحد اتباع واحد معين لا، يلزم المسلمين اتباع الحق، اتباع الرسول ﷺ.
    وهؤلاء العلماء الأربعة مثل بقية العلماء كإسحاق بن راهوية وسفيان الثوري والأوزاعي وسفيان بن عيينة وغيرهم من أئمة الهدى، على الجميع -جميع المسلمين- أن يكونوا مثلهم يعني يتبعون الحق ويسألون عن الحق وينظرون في الحق ويتعاونون مع علماء زمانهم في اتباع الحق، وهو اتباع ما دل عليه القرآن أو دلت عليه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليس يلزم زيدًا أو عمرًا أن يكون حنبليا أو مالكيا أو شافعيا أو حنفيا أو ثوريا أو أوزاعيا لا، الواجب اتباع الحق أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59]، وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]
    ولكن يوجد من أتباع هؤلاء الأربعة ومن غيرهم من يتعصب حتى يسبب الفرقة، فالمتعصبون الذين يقولون لا شيء صحيح إلا ما قاله أبو حنيفة، والآخر يقول لا، الصواب مع مالك، والآخر يقول الصواب مع الشافعي، والآخر يقول الصواب مع ابن حنبل، هذا غلط، هذا لأنه هو الذي يسبب الفرقة والتعصب، أما إذا تعاونوا على الخير ونظروا فيما قاله هؤلاء العلماء واتبعوا الحق من أقوالهم وتركوا المرجوح من أقوالهم، هذا هو طريق الهدى، وهذا هو طريق الجماعة، ما يتعصب الحنفي للحنفي، والمالكي للمالكي، والشافعي للشافعي، والحنبلي للحنبلي، والأوزاعي للأوزاعي، والظاهري للظاهري، لا.
    يجب أن يكون الهدف اتباع الرسول ﷺ والسير على منهاجه فيما جاء به من العلم والهدى، ويتعاون المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي وغيرهم، يتعاونون على فهم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وعلى اتباع الحق ولا يتعصبون، لا يتعصب هذا لشيخه أو هذا لمذهبه أو هذا لفلان أو فلان لا.
    الواجب أن يكون الكتاب والسنة فوق الجميع، وأن تكون نيته صالحة، وأن يكون الهدف والحرص على موافقة الحق الذي جاء به كتاب الله وجاءت به سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، سواء كان وافق مذهب الشافعي، أو وافق مذهب أحمد، أو وافق مذهب مالك، أو وافق مذهب الحنفية، وهذا كلام الأئمة العلماء أنفسهم يقولون هذا، الأئمة الأربعة يقولون لا تقلدونا وخذوا من حيث أخذنا.
    أحمد يقول ذلك، ومالك يقول ذلك، والشافعي يقول ذلك، وأبو حنيفة يقول ذلك، وغيرهم ينهون عن تقليدهم وينهون عن اتباع ما قالوه بغير دليل وبغير حجة، يأمرون أتباعهم أن ينظروا في الأدلة ويتبعوا الأدلة ويأخذوا بالحق ويقولون: إذا خالف قولنا ما جاء في الكتاب والسنة فدعوا قولنا، اتركوا قولنا، خذوا بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
    الموقع الرسمى للامام ابن باز رحمه الله

  12. #112
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,615

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    وفقك الله وزادك من فضله

  13. #113
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,615

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    قول ابن كثير واصفاً حال الخوارج:


    إذ لو قووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها، عراقًا وشامًا، ولم يتركوا: طفلًا، ولا طفلة، ولا رجلًا، ولا امرأة، لأن الناس عندهم قد فسدوا فسادًا لا يصلحهم إلاّ القتل جملة.


    البداية والنهاية (10/584-585)

  14. #114
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    قول ابن كثير واصفاً حال الخوارج:


    إذ لو قووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها، عراقًا وشامًا، ولم يتركوا: طفلًا، ولا طفلة، ولا رجلًا، ولا امرأة، لأن الناس عندهم قد فسدوا فسادًا لا يصلحهم إلاّ القتل جملة.


    البداية والنهاية (10/584-585)
    بارك الله فيك
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): هؤلاء الخوارج المارقون من أعظم ما ذمهم به النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وإذا عرف أصل البدع، فأصل قول الخوارج أنهم يكفرون بالذنب، ويعتقدون ذنبًا ما ليس بذنب، ويرون اتباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب، وإن كانت متواترة، ويكفرون من خالفهم، ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: "يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان"، ولهذا كفَّروا عثمان وعليًّا وشيعتهما، وكفَّروا أهل صفين - الطائفتين – في نحو ذلك من المقالات الخبيثة
    "الفتاوى (3 /355)
    ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ : " ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻮﻩ _ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ _ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﺒﺎﺏ ﺻﺎﺣﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ, ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ, ﺃﺳﺮﻭﻩ ﻭﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻣﻌﻪ ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻣﻞ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟
    ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﺒﺎﺏ ﺻﺎﺣﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ, ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
    ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻗﺪ ﺭﻭﻋﺘﻤﻮﻧﻲ .
    ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻚ, ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻚ .
    ﻓﻘﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﻳﻘﻮﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ, ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ, ﻳﻘﻮﻝ :
    «ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ, ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺷﻲ،
    ﻭﺍﻟﻤﺎﺷﻲ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ, » ﻓﻘﺎﺩﻭﻩ ﺑﻴﺪﻩ،
    ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﺫ ﻟﻘﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺧﻨﺰﻳﺮﺍ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﻓﻀﺮﺑﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﻓﺸﻖ ﺟﻠﺪﻩ
    , ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺁﺧﺮ : ﻟﻢ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻟﺬﻣﻲ؟
    ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻣﻲ ﻓﺎﺳﺘﺤﻠﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ.
    ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﺫ ﺳﻘﻄﺖ ﺗﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺨﻠﺔ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻓﺄﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺁﺧﺮ : ﺑﻐﻴﺮ ﺇﺫﻥ ﻭﻻ ﺛﻤﻦ؟ ﻓﺄﻟﻘﺎﻫﺎ ﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ,
    ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﺒﺎﺏ ﻓﺬﺑﺤﻮﻩ، ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻧﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺣﺒﻠﻰ ﺃﻻ ﺗﺘﻘﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ, ﻋﺰ ﻭﺟﻞ !
    ﻓﺬﺑﺤﻮﻫﺎ ﻭﺑﻘﺮﻭﺍ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﻟﺪﻫﺎ " ﺍﻫـ

    ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ /10)584 )
    **********
    ولكن هنا مسألة مهمه وهى أن اهل الارجاء المعاصر وكثير من المخالفين والمناوئين لدعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب يلصقون فكر الخوارج بدعوة التوحيد ومن يتكلم عندهم فى مسائل التكفير والقتال بعلم وتحقيق لمقتضيات التوحيد - يعتبر عند اهل الارجاء على فكر الخوارج
    وقد فند علماء الدعوة هذه المزاعم
    -قال الشيخ سليمان بن سحمان عن الشيخ:
    فإنه -رحمه الله- كان على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها,
    فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله, وأجمع على تكفيره الأمة،
    ويوالي كافة أهل الإسلام وعلمائهم,
    ويؤمن بما نطق به الكتاب، وصحت به الأخبار،
    وجاء الوعيد عليه من تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولا يبيح من ذلك إلا ما أباحه الشرع، وأهدره الرسول،
    ومن نسب إليه خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من سلف الأمة وأئمتها
    فقد كذب وافترى،
    وقال ما ليس له به علم. انتهى.
    ***

    نعم فى بعض الامكنة والازمنة تشتد غربة الاسلام ويعم ويطم الشرك فيبعث الله للامة من يجدد لها امر دينها وهذا ما حصل فى دعوة الامام محمد ابن عبد الوهاب فقد دعا وجاهد وقاتل اهل الشرك من القبوريين وغيرهم فزعموا من جهلهم بأصل دين الانبياء والمرسلين وجهلهم يالتوحيد انه يكفر ويقاتل اهل الاسلام
    قال ابن القيم (قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية، وهذا لأنه إذا لم يعرف الجاهلية والشرك وما عابه القرآن وذمه: وقع فيه، وأقره، ودعا إليه، وصوّبه، وحسنه، وهو لا يعرف: أنه هو الذي كان عليه أهل الجاهلية، أو نظيره، أو شر منه، أو دونه، فينقض بذلك عرى الإسلام عن قلبه، ويعود المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، والبدعة سنة، والسنة بدعة، ويُكفَّر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويُبدَّع بتجريد متابعة الرسول ومفارقة الأهواء والبدع، ومن له بصيرة وقلب حيٌّ يرى ذلك عياناً، والله المستعان) ا.ه. [«مدارج السالكين» 1/344]

    وقال في نونيته:
    (من لي بشبه خوارج قد كَفَّروا … بالذنب تأويلا بلا إحسان
    ولهم نصوص قصَّروا في فهمها … فأتَوْا من التقصير في العرفان
    وخصومنا قد كَفَّرونا بالذي … هو غاية التوحيد والإيمان) ا.ه.
    قال الشيخ عبد الله بن الإمام محمد: «وهذا الدين الذي ندعو إليه، قد ظهر أمره وشاع وذاع، وملأ الأسماع، من مدة طويلة، وأكثر الناس بدّعونا، وخرّجونا، وعادونا عنده، وقاتلونا، واستحلوا دماءنا وأموالنا، ولم يكن لنا ذنب سوى تجريد التوحيد، والنهي عن دعوة غير الله والاستغاثة بغيره، وما أحدث من البدع والمنكرات، حتى غلبوا وقُهِروا، فعند ذلك أذعنوا وأقروا بعد الإنكار»
    قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، .
    فاعلموا - أن حقيقة ما نحن عليه، وما ندعو إليه
    ونجاهد على التزامه، والعمل به -
    أنَّا ندعو إلى دين الإسلام، والتزام أركانه، وأحكامه،
    الذي أصله وأساسه: شهادة أن لا إله إلا الله، والأمر بعبادة الله وحده لا شريك له[الدرر السنية]

  15. #115
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,615

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    و الريحاني شاب ملحد وكتابته في العربية لا بأس بها غير أن ميزته أنه في الإنجليزية يساوي كبار أهلها نظماً ونثراً وصحف أمريكا تكتب عنه وتنشر له و المصريون يريدون أن يجعلوه لساناً من ألسنتهم فيدافع عنهم في تلك الصحف وله اليوم كتاب الريحانيات.. وقد أيسر هذا الرجل من ديوان شعر نظمه بالإنجليزية ولخص فيه أفكار المعري في لزومياته فراج رواجاً عظيماً ثم أتبعه بديوان آخر أخذ فيه كثيراً من أفكار الصوفية.
    و السر في الاحتفاء به ما ذكرته آنفاً ـ فهي مأربة لا حفاوة ـ ولو كان مصرياً ما حفلوا به و لا اهتموا

    #مصطفى_صادق_الرا عي

    قال أبو معاوية البيروتي: قرأت منذ فترة أن أمين الريحاني أسلم قبل وفاته، فأرجو أن يكون صح الخبر


    الدراسات عنه كثيرة. وإحتفاء وإحتفال المصريين به لأسباب كثيرة منها ماأشير إليه. وقد ترجم له في الأعلام الشرقية والأعلام للزركلي. ودارة الملك عبد العزيز. ذكرته في كثير من مجالس الملك عبد العزيز. وكتاب ملوك العرب وغيره. تدل على فضله وعلمه. ولم يسلم. ولم يتزوج. وله عشيقات من النساء.

  16. #116
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,948

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    و الريحاني شاب ملحد
    نعم يقول أمين الريحانى عن نفسه
    (أنا أيها السادة ذاك الكافر المتمرد الأثيم )
    [أمين الريحانى-الريحانيات -الحكمة المثلتة -بيروت طبعة دار الجيل ص276]

  17. #117
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    و الريحاني شاب ملحد وكتابته في العربية لا بأس بها غير أن ميزته أنه في الإنجليزية يساوي كبار أهلها نظماً ونثراً وصحف أمريكا تكتب عنه وتنشر له و المصريون يريدون أن يجعلوه لساناً من ألسنتهم فيدافع عنهم في تلك الصحف وله اليوم كتاب الريحانيات.. وقد أيسر هذا الرجل من ديوان شعر نظمه بالإنجليزية ولخص فيه أفكار المعري في لزومياته فراج رواجاً عظيماً ثم أتبعه بديوان آخر أخذ فيه كثيراً من أفكار الصوفية.
    و السر في الاحتفاء به ما ذكرته آنفاً ـ فهي مأربة لا حفاوة ـ
    ولو كان مصرياً ما حفلوا به و لا اهتموا

    #مصطفى_صادق_الرا عي

    قال أبو معاوية البيروتي: قرأت منذ فترة أن أمين الريحاني أسلم قبل وفاته،
    فأرجو أن يكون صح الخبر

    الدراسات عنه كثيرة. وإحتفاء وإحتفال المصريين به لأسباب كثيرة منها ماأشير إليه.
    وقد ترجم له في الأعلام الشرقية والأعلام للزركلي. ودارة الملك عبد العزيز. ذكرته في كثير من مجالس الملك عبد العزيز. وكتاب ملوك العرب وغيره. تدل على فضله وعلمه. ولم يسلم. ولم يتزوج. وله عشيقات من النساء.
    الحمد لله
    يبدو أني لم أتابع أول ما ذُكر عن هذا الريحاني في هذا الموضوع .
    ورجعت إلى مشاركات مضت فلم أجد له ذِكر .
    فإن كان أول ذِكرك له كان في هذه المشاركة
    فحرف الواو يوحي أنه قد ذُكر من قبل هذا وأنت تُتبع أمره بأمر آخر .
    في قولك والريحاني شاب ملحد ... انتهى .
    وقولهم أنه أسلم قبل وفاته
    وقد كانوا من قبل يقولون عن ميشيل عفلق أنه قد أسلم قبل وفاته .
    فيظهر من تاريخ هذه الدعوات المناهضة للإسلام أنهم يشيعون هذا
    ليكون لفكر هؤلاء الهلكى قبول في نفوس المسلمين وثباتاً .
    وربه يعلم بحاله ولا يقدم هذا عند مؤمن ولا يؤخر شيئاً
    فإن العبرة بشيوع فكره وليس على أي دين مات لأن هذا بينه وبين ربه
    ويعنينا ما بينه وبين عباده من الكفر وحربه وحرابه على الإسلام وأهله .

    سؤالي بعد هذا
    هل هناك من أخ يعلم ما هو مُعرفه في المعسكر الغربي باللغة الإنجليزية .
    جزاكم الله خيراً ،،،

    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  18. #118
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,615

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    أشرت الى سر مكنون جزاك الله خيرا
    وهم إنهم يشيعون لامر جلل وفقك الله
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة



    الحمد لله
    يبدو أني لم أتابع أول ما ذُكر عن هذا الريحاني في هذا الموضوع .
    ورجعت إلى مشاركات مضت فلم أجد له ذِكر .
    فإن كان أول ذِكرك له كان في هذه المشاركة
    فحرف الواو يوحي أنه قد ذُكر من قبل هذا وأنت تُتبع أمره بأمر آخر .
    في قولك والريحاني شاب ملحد ... انتهى .
    وقولهم أنه أسلم قبل وفاته
    وقد كانوا من قبل يقولون عن ميشيل عفلق أنه قد أسلم قبل وفاته .
    فيظهر من تاريخ هذه الدعوات المناهضة للإسلام أنهم يشيعون هذا
    ليكون لفكر هؤلاء الهلكى قبول في نفوس المسلمين وثباتاً .
    وربه يعلم بحاله ولا يقدم هذا عند مؤمن ولا يؤخر شيئاً
    فإن العبرة بشيوع فكره وليس على أي دين مات لأن هذا بينه وبين ربه
    ويعنينا ما بينه وبين عباده من الكفر وحربه وحرابه على الإسلام وأهله .

    سؤالي بعد هذا
    هل هناك من أخ يعلم ما هو مُعرفه في المعسكر الغربي باللغة الإنجليزية .
    جزاكم الله خيراً ،،،


  19. #119
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!



    هل هناك من أخ يعلم ما هو مُعرفه في المعسكر الغربي باللغة الإنجليزية .


    الحمد لله

    وجدت اسمه بالإنجليزية بأيسر مما كنت أظن فالحمد لله .
    أردت أن أرى كتاباته بالإنجليزيه لأتحقق من إنة كان حقاً يتقن الإنجليزية
    كما ذكر العقاد .
    أذكر أنني قرأت قبل عشرات السنين عن شعراء المهجر وأدبياتهم
    وأنهم كانوا يخرجون ألفاظاً عربيه ما تمت بصلة للعربية مثل كلمة تتجوهر.
    إن رأيت أن في ذكره شئ فيه فائدة ذكرته .
    مع أني لما رأيت صورته كرهته وكرهت ذكره .

    وبالله سبحانه التوفيق وله الفضل والثناء كله ،،،

    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  20. #120
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!


    الحمد لله

    يبدو لي بعد رؤية مجمل القول عن حياته قرأتها قبل قليل
    أني قرأت عنه وله شيئاً في صدر الشباب لكني نسيته كله .
    والرجل أخطر بكثير مما تصورته عند رؤية اسمه .
    كان يحمل راية ووصل الغاية في طمس حق وحقائق وما كان له نُقاية .
    والنُّقَايَة من كل شيء خِيارُه .
    والعجيب أني نظرت في آخر صفحة ما كتب عنه في ويكيبيديا الإنجليزية
    أن الصفحة قد أعيد تحرير شئ منها في الرابع من يونيو لهذا العام 2021
    والرجل قد هلك في عام 1940 عن عمر ناهز 64 عاماً .
    فلا تدري ما أعيد تحريره .
    وهذا يدل دلالة بينة أن حياته وأعماله في دقيق مراجعة ومتابعة
    وعناية ومنه جِبَاية وله نكاية بالإسلام وأهله .
    ذِكره كأنه جُرح و نُكأ ..
    فإنا لله وإنا إليه راجعون .

    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •