" فليس كل من قال : الشكر لله , و الحمد لله , يكون شاكرا حتى يعمل صالحا , و لهذا قال بعض الفقهاء : الشكر طاعة المنعم , أي القيام بطاعته , و هذا معنى قوله : { و اعملوا صالحا } . " صـ 171
" فليس كل من قال : الشكر لله , و الحمد لله , يكون شاكرا حتى يعمل صالحا , و لهذا قال بعض الفقهاء : الشكر طاعة المنعم , أي القيام بطاعته , و هذا معنى قوله : { و اعملوا صالحا } . " صـ 171
" .... { يا أيها النبي اتق الله } ......ففي هذه أمر الله رسوله صلى الله عليه و سلَّم بالتقوى , مع أنه صلى الله عليه و سلم أتقى الناس لله عز وجل , و الواحد منا- و نحن مفرطون - إذا قيل له : اتق الله . انتفخ غاضبا , و لو قيل له : الله يهديك , لقال : و ما الذي أنا واقع فيه ؟! , و رسول الله يخاطبه ربه بقوله : { يا أيها النبي اتق الله } [الأحزاب : 1 ].
فالرسل عليهم الصلاة والسلام مأمورون بالعمل الصالح و إن كانوا يعملونه تثبيتا لهم على ما هم عليه ليستمرّوا عليه ." صـ171
" أن الشعث و الغبرة من أسباب إجابة الدعاء .
لكن هذا يرد عليه أن التورع عن المباحات بدون سبب شرعي مذموم , فيقال : المراد بالحديث : أن هذا الرجل يهتم بأمور الآخرة أكثر من اهتمامه بأمور الدنيا ." صـ173
" أن رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة .
و يكون الرفع بأن ترفع يديك , تضم بعضهما إلى بعض على حذاء الثُّندؤتين أي أعلى الصدر , ودعاء الابتهال ترفع أكثر من هذا , حتى إن النبي صلّى الله عليه و سلم في دعاء الاستسقاء رفع يديه كثيرا حتى ظنّ الظان أن ظهورهما نحو السماء من شدّة الرفع , و كلما بالغت في الابتهال فبالغ في الرفع ." صـ173
بوركتــي غاليتي ونفع الله بما نقلتي
" أن من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى الله تعالى بالربوبية لقوله " يا رب يا رب " وقد ورد في حديث : أن الإنسان إذا قال : يا رب يا رب يا رب قال الله تعالى : ماذا تريد أو كلمة نحوها أو كلمة نحوها , ثم استجاب له , ولهذا تجد أكثر الأدعية الموجودة في القرآن مصدرة بـ : يا رب " . صـ174
" ولما سمع بعض السلف داعيا يقول : يا سيدي , فقال : لا تقل يا سيدي , قل ما قالت الرسل : يا رب . و ذلك لأن العدول عن الألفاظ الشرعية غلط , و إن كان الإنسان يجد أن ذلك أشد تعظيما ." صـ 174-175
" أكل الحرام من أسباب رد الدعاء و إن توفرت أسباب الإجابة , لقول النبي صاى الله عليه و سلم : " فأنى يستجاب لذلك " هذا مع أن أكل الحرام - و العياذ بالله- سبب لانصراف الإنسان عن القيام بواجب الدين , لأن البدن يكون متغذيا على شيء فاسد , و المتغذي على فاسد سيؤثر عليه هذا الغذاء . والله المستعان ." صـ 175
فوائد الحديث الحادي عشر
عن أبي محمد الحسن بن على بن أبي طالب سبط رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وريحانته رضي الله عـنهـما، قـال: ( حـفـظـت مـن رســول الله - صلَّى الله عليه و سلم - : { دع ما يـريـبـك إلى ما لا يـريـبـك } ).
[رواه الترمذي:2520، والنسائي:5711، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح].
"و السبط: هو ابن البنت ,و ابن الابن يسمى حفيدا " صـ176
" وهو - أي : الحسن - أفضل من أخيه الحسين رضي الله عنهما , لكن تعلقت الرافضة بالحسين لأن قصة قتله رضي الله عنه تثير الأحزان , فجعلوا ذلك و سيلة , ولو كانوا صادقين في احترام آل البيت لكانوا يتعلقون بالحسن أكثر من الحسين , لأنه أفضل منه " صـ176.
" وهذا الحديث من جوامع الكلم و ما أجوده و أنفعه للعبد إذا سار عليه , فالعبد يرد عليه شكوك في أشياء كثيرة , فنقول : دع ما فيه شك إلى ما لا شكّ فيه حتى تستريح و تسلم , فكل شيء يلحقك به شكّ و قلق و ريب اتركه إلى أمر لا يلحقك به ريب , و أما إذا وصل إلى حد الوسواس فلا تلتفت له. " صـ177
" وعدم الالتفات إلى الوسواس هو ترك لما يريبه إلى ما لا يريبه , و لهذا قال العلماء - رحمهم الله - الشك إذا كثر فلا عبرة به , لأنه يكون وسواسا , و علامة كثرته : أن الإنسان إذا توضأ إلا شك , و إذا صلى لا يكاد يصلي إلا شك , فهذا وسواس فلا يلتفت إليه , وحينئذ يكون قد ترك ما يريبه إلى ما لا يريبه ." صـ178
</i>
" يقول : "رواه الترمذي و النسائي , وقال الترمذي : حديث حسن صحيح " و الحديث كما قال الترمذي صحيح , لكن في الجمع بين كونه حسنا و كونه صحيحا إشكال , لأن المعروف أن الصحيح من الحديث غير الحسن , لأن العلماء قسموا الحديث إلى : صحيح لذاته , و صحيح لغيره , و حسن لذاته , و حسن لغيره , و ضعيف.
فكيف يجمع بين وصفين متناقضين لموصوف واحد : حسن صحيح ؟؟
أجاب العلماء عن ذلك بأنه : إن كان هذا الحديث جاء من طريق واحد فمعناه أن الحافظ شكّ هل بلغ هذا الطريق درجة الصحيح أو لا زال في درجة الحسن .
و إذا كان من طريقين فمعنى ذلك : أن أحد الطريقين صحيح و الآخر حسن .
وهنا فائدة في : أيهما أقوى أن يوصف الحديث بالصحة , أو بكونه صحيحا حسنا ؟
الجواب : نقول : إذا كان من طريقين فحسن صحيح أقوى من صحيح , و إن كان من طريق واحد فحسن صحيح أضعف من صحيح , لأن الحافظ الذي رواه تردد هل بلغ درجة الصحة أو لا زال في درجة الحسن . " صـ179
</i>
أن الدين الإسلامي لا يريد من أبنائه أن يكونوا في شكّ ولاقلق ؛ لقوله : " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " " صـ 179.
فلنتأمل رحمة الله - تعالى - بنا ..
" أن النبي - صلى الله عليه و سلم - أعطي جوامع الكلم , و اتُصر له الكلام اختصارا , لأن هاتين الجملتين : " دع ما يريبك إلى مالا يريبك " لو بُني عليهما الإنسان مجلدا ضخما لم يستوعب ما يدلان عليه من المعاني ". صـ180
فوائد الحديث الثاني عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - : { من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعـنيه }.
[حديث حسن، رواه الترمذي:2318 وابن ماجه:3976 ].
" إن الإسلام جمع المحاسن , وقد ألَّف شيخنا عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله - رسالة في هذا الموضوع : ( محاسن الدين الإسلامي ) وكذلك ألَّف الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن سليمان - رحمه الله - رسالة في هذا الموضوع ." صـ 181
</i>
" أن ترك الإنسان مالا يهتم به ولا تتعلق به أموره وحاجاته من حسن إسلامه ." صـ182
أخيتي الفاضلة : أم حكيم - أسعدها الله -
جزاكِ الله خيرا , وبسط في علمكِ ..