88 - مصادر تلقي العقيدة:
قال ابن تيمية: (أما الاعتقاد فلا يؤخذ عني، ولا عمن هو أكبر مني؛ بل يؤخذ عن الله ورسوله، وما أجمع عليه سلف الأمة، فما كان في القرآن وجب اعتقاده، وكذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة؛ مثل البخاري ومسلم). [الانتصار: (صـ ٢٥١)، لابن عبد الهادي].
89 - قال ابن تيمية: (ولا بدَّ للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه، وذكره، وصلاته، وتفكره، ومحاسبة نفسه، وإصلاح قلبه، وما يختص به من الأمور). [مجموع الفتاوى: (١٠/ ٤٢٥)].
90 -قال ابن الجوزي: (فمن أصلح سريرته؛ فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في إصلاح السرائر؛ فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر). [صيد الخاطر: (صـ 287)].
91 - قال ابن القيم: (الكسالى أكثر الناس همًّا وغمًّا وحزنًا، ليس لهم فرح ولا سرور، بخلاف أرباب النشاط والجد في العمل). [روضة المحبين: (١٦٨/١)].
92 - قال ابن تيمية: (فظهرت بدعة التشيع التي هي مفتاح باب الشرك، ثم لما تمكنت الزنادقة؛ أمروا ببناء المشاهد، وتعطيل المساجد؛ محتجين بأنه لا تصلى الجمعة والجماعة إلا خلف المعصوم، ورووا في إنارة المشاهد وتعظيمها والدعاء عندها من الأكاذيب ما لم أجد مثله فيما وقفت عليه من أكاذيب أهل الكتاب؛ حتى صنف كبيرهم ابن النعمان كتابًا في: (مناسك حج المشاهد)، وكذبوا فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته أكاذيب بدلوا بها دينه، وغيروا ملته، وابتدعوا الشرك المنافي للتوحيد؛ فصاروا جامعين بين الشرك والكذب). [مجموع الفتاوى: (27 / 161 - 162)].
93 - قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}
قال ابن تيمية: (ولما كان الناس عند مقابلة الأذى ثلاثة أقسام: ظالم يأخذ فوق حقه، ومقتصد يأخذ بقدر حقه، ومحسن يعفو ويترك حقه؛ ذكر الأقسام الثلاثة في هذه الآية: فأولها للمقتصدين، ووسطها للسابقين، وآخرها للظالمين). [قاعدة في الصبر: (صـ 96)].
وفقكم الله
94 - مفهوم العبادة:
(إن ما حل بالمسلمين من تأخر حضاري وعلمي وعسكري وسياسي ومادي واقتصادي واجتماعي وفكري وروحي ... لم يكن سببه أنهم مسلمون، ولم يكن سببه حتميات تاريخية ولا أطوارًا اقتصادية؛ إنما الأصيل هو فساد سلوك المسلمين أولًا، ثم فساد تصورهم ثانيًا، وفراغ الإسلام أخيرًا عن محتواه.
فيوم كانت: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)، عبادة؛ لم يجرؤ أحد على احتلال أرض المسلمين واستلاب خيراتهم !
ويوم كان: (طلب العلم فريضة)؛ لم يكن هناك تخلف علمي، بل كانت الأمة المسلمة هي أمة العلم، التي تعلمت أوربا في مدارسها وجامعاتها !
ويوم كانت: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)، عبادة؛ كانت المجتمعات الإسلامية أغنى مجتمعات الأرض !
ويوم كانت: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، عبادة، وكان ولي الأمر يستشعر أنه راع ومسؤل عن رعيته، لم يكن الفقراء في المجتمع الإسلامي قضية؛ لأن العلاج الرباني لمشكلة الفقر كان يطبق في المجتمع الإسلامي عبادة لله !
ويوم كانت: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) ، عبادة، لم تكن للمرأة المسلمة قضية؛ لأن كل الحقوق والضمانات التي أمر الله لها بها كانت تؤدى إليها طاعة لله، وعبادة لله !
ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها). [مفاهيم ينبغي أن تصحح: (صـ 249)، نقلًا عن: (الانحرافات العقدية والعلمية في القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجريين): (1/ 112 - 113)، لعلي بن بخيت الزهراني].
95 - قال ابن تيمية: (والدين كله داخل في العبادة). [العبودية: (صـ ٢٢)].
96 - قال ابن القيم: (إن أفضل العبادة: العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته). [مدارج السالكين: (1/ 88)].
97 - يقول المنفلوطي في نظراته: (صـ 90): (أيها المحزون:
إن كنت تعلم أنك قد أخذت على الدهر عهدًا أن يكون لك كما تريد في جميع شؤونك وأطوارك وألا يعطيك ولا يمنعك إلا كما تحب وتشتهي فجدير بك أن تطلق لنفسك في سبيل الحزن عنانها كلما فاتك مأرب، أو استعصى عليك مطلب، وإن كنت تعلم أخلاق الأيام في أخذها وردها، وعطائها ومنعها، وأنها لا تنام عن منحة تمنحها حتى تكر عليها راجعة فتستردها، وأن هذه سنتها وتلك خَلتها في جميع أبناء آدم سواء في ذلك ساكن القصر وساكن الكوخ، ومن يطأ بنعله هام الجوزاء، ومن ينام على بساط الغبراء، فخفِّض من حزنك، وكفكف من دمعك، فما أنت بأول غرض أصابه سهم الزمان، وما مصابك بالبدعة الطريفة في جريدة المصائب والأحزان).
98 - قال ابن القيم: (إذا ابتلى الله عبده بشيء من أَنواع البلايا والمحن؛ فإن رَدَّهُ ذلك الابتلاء والمحن إلى ربه، وجمعه عليه، وطرحه ببابه؛ فهو علامة سعادته وإرادة الخير به، والشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت، فتقلع عنه حين تقلع وقد عوض منها أجلّ عوض وأفضله، وهو رجوعه إلى الله بعد أن كان شاردًا عنه، وإقباله عليه بعد أن كان نائبًا عنه وانطراحه على بابه بعد أن كان معرضًا، وللوقوف على أبواب غيره متعرضًا). [طريق الهجرتين: (صـ 163)].
99 - قال ابن تيمية: (وَلِهَذَا تَنَازَعَ الْعُلَمَاءُ فِي تَكْفِيرِ مَنْ يَتْرُكُ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ: (الْفَرَائِضِ الْأَرْبَعِ)، بَعْدَ الْإِقْرَارِ بِوُجُوبِهَا؛ فَأَمَّا ( الشَّهَادَتَانِ ) إذَا لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِمَا مَعَ الْقُدْرَةِ؛ فَهُوَ كَافِرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ كَافِرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا عِنْدَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا وَجَمَاهِيرِ عُلَمَائِهَا، وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُرْجِئَةِ وَهُمْ جهمية الْمُرْجِئَةِ: كَجَهْمِ وَالصَّالِحِيَّ وَأَتْبَاعِهِمَ ا إلَى أَنَّهُ إذَا كَانَ مُصَدِّقًا بِقَلْبِهِ كَانَ كَافِرًا فِي الظَّاهِرِ دُونَ الْبَاطِنِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَى أَصْلِ هَذَا الْقَوْلِ، وَهُوَ قَوْلٌ مُبْتَدَعٌ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْإِيمَانَ الْبَاطِنَ يَسْتَلْزِمُ الْإِقْرَارَ الظَّاهِرَ بَلْ وَغَيْرَهُ، وَأَنَّ وُجُودَ الْإِيمَانِ الْبَاطِنِ تَصْدِيقًا وَحُبًّا وَانْقِيَادًا بِدُونِ الْإِقْرَارِ الظَّاهِرِ مُمْتَنِعٌ). [الإيمان الأوسط: (صـ 154)، ومجموع الفتاوى: (7/ 609)].
100 - (وهنا لا بد من بيان حقيقة مهمة كان لها أثرها البالغ في منهج البحث: وهي أن الإرجاء لم يكن في الأصل دعوة واعية مقصودة لترك العمل والتفلت من الطاعات، وإنما كان تفسيرًا ضالاً لحقيقة الإيمان أنتجته أسباب تاريخية شرحناها في موضعها.
ولكن الأمة وهي تتراخى عن العمل بالتدريج وتنفلت من الواجبات وتنحدر عن قمة الامتثال رويدًا رويدًا فكانت تجد في الإرجاء تفسيرًا مريحًا يبرر لها تراخيها وتفريطها -وهذه حقيقة نفسية معروفة- فكل ما انحسر عنه العمل واقعيًا ستره ثوب الإرجاء الواسع نظريًا). [ظاهرة الإرجاء: (صـ 10)].
101 - قال ابن تيمية: (وهذه الشبهة -أي عدم التعدد والتبعيض في الإيمان- التي أوقعتهم مع علم كثير منهم وعبادته وحسن إسلامه وإيمانه؛ ولهذا دخل في إرجاء الفقهاء جماعة هم عند الأمة أهل علم ودين؛ ولهذا لم يكفر أحد من السلف أحدًا من مرجئة الفقهاء بل جعلوا هذا من بدع الأقوال والأفعال، لا من بدع العقائد، فإن كثيرًا من النزاع فيها لفظي، لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنة هو الصواب، فليس لأحد أن يقول بخلاف قول الله ورسوله، لا سيما وقد صار ذلك ذريعة إلى بدع أهل الكلام من أهل الإرجاء وغيرهم وإلى ظهور الفسق، فصار ذلك الخطأ اليسير في اللفظ سببًا لخطأ عظيم في العقائد والأعمال، فلهذا عظم القول في ذم الإرجاء). [الإيمان: (صـ 309)، ومجموع الفتاوى: (7/ 394)].
102 - قال بعض البلغاء: (من أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أَثَلَه، أو حمدٍ حصَّله، أو خيرٍ أسَّسه، أو علم اقتبسه؛ فقد عقَّ يومه، وظلم نفسه).
أَثَلَه: يعني قواه ودعمه.
103 - قال ابن رجب: (ولم يزلْ علماءُ السلفِ يلبسونَ الثيابَ الحسنةَ، ولا يعدونَ ذلك كِبرًا). [فتح الباري: (٤٢٣/٢)].
104 - قال ابن القيم: (السرُّ في استجابة دعوة الثلاثة: المظلوم، والمسافر، والصائم؛ للكَسْرة التي في قلب كُلِّ واحدٍ منهم؛ فإن غربة المسافر وكسرته مما يجده العبد في نفسه، وكذلك الصوم فإنه يكسر سورة النفس السبعية الحيوانية ويذلها). [ مدارج السالكين: (١/ ٣٠٧)].