جزاكم الله خيراً على ما قدمتم وأبنتم غفر الله لكم وأحسن إليكم ..
وأحب أن أتطفل على مجلسكم الموقر بهذا التعليق بخصوص ما ورد عن سكوت الصحابة
..........
من السكوت ما يكون صفة سلب وتكون أسلم في التوقف عند الجهل بالحكم ولذلك قيل : الساكت لا ينسب له قول ، وقد يكون قسيم التفويض هنا
ومن السكوت ما يكون إقراراً وإمراراً لمسلم لا يحتاج بيان
فالأول ينسب لمن عرض عليه خلافاً فسكت
والثاني ينسب في حال عدم وجود الخلاف ومثله يقال في الإجماع السكوتي المبني على الإقرار أو الإمرار ، والسنن التقريرية من هذا الباب
ومسألة سكوت الصحابة في الصفات هي من النوع الثاني كما هو معلوم عند أهل السنة ، ولذا فلا يصح الاستدلال بسكوتهم في مسألة خلق القرآن ويصح في مسائل إثبات الصفات رداً على المعطلة لأن المعطل خارج عن الأصل وبنفيه ما يسعه إتباعهم فيه حيث لم يتعرضوا لتأويل ما يمرون عليه إقراراً وإمراراً بثبوتها على فهمهم العربي
ومن هذا مسألة خلق القرآن فالقرآن عند أهل السنة صفة لله وهو كلامه سبحانه فسكوتهم – أعني الصحابة - عن نفي خلقه من باب سكوتهم عن غيره من الصفات لعدم عروض حاجة لبيان ما يعد من الواضحات وعدم طروء الإشكال
ولا يصح البحث عن تنصيصهم على ما يحدث بعد زمنهم وإلا لزم البحث عن تنصيصهم عن كل مسألة حادثة سكتوا عنها من مسائل الصفات عطلها من بعدهم
........
والله تعالى أعلم