المرأة والأسرة – 1239
الفرقان
الالتزام بالشريعة
اعْلمْي - رحمك الله - أنَّ من أصول الإيمان مَخافة الله، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه، والتحلِّي بالأخلاق الإسلامية؛ فإنَّها منقذة من الضلالة، ولن يستقيمَ حال الناس في مآلهم ومعادِهم ما لم يلتزموا بشريعة الإسلام هاجر .. قدوة نساء العالمين
هاجر أم إسماعيل تلك الزوجة المؤمنة، والأم الفاضلة، والمربية القائدة، قدمت إلى مكة مع زوجها إبراهيم -عليه السلام-، ومكة يومئذ صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء، فجاءت معه طائعة راغبة، وقصتها تحكي لنا واقع امرأة من بيت النبوة. فقد كان أهم ما ميزها ورفع شأنها وذكرها، طاعتها لزوجها إبراهيم -عليه السلام-؛ حيث تركها -عليه السلام- في أرض لا شجر فيها ولا بشر، وليس معها كثير زاد، ولا قريب يؤنسها في وحدتها، ولكن يستودعهما الله الذي لا تضيع ودائعه، فقالت هاجر لإبراهيم -عليه السلام-: لمن تتركنا هنا؟ فلم يرد عليها! فقالت المرأة المؤمنة: ءالله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذًا لن يضيعنا، هكذا ببساطة وثقة ويقين، فكان عاقبة هذا التفويض المطلق والاستجابة الفورية لأمر الله بلا نقاش؛ أن فجر الله لها نبع ماء في قلب الصحراء، وكان مآل الخضوع الكامل والاستسلام لإرادة الله؛ أن أرسل الله لها قبيلة جرهم تقيم بجوارها هي وابنها لتؤنس وحشتهما، وكان الشرف الأعظم والفضل الأكبر جوارها لبيت الله الحرام، وأكرمها الله -تبارك وتعالى- بأن جعل نسكًا من مناسك الحج والعمرة وهو السعي بين الصفا والمروة على خطاها، إنها كلمات نحتاج أن نقف عندها في كل أمرٍ أمرنا الله -تعالى- به، وكل نهيٍ نهانا عنه، مادام الله أمرك بأمر حتى لو رأيت فيه - من وجهة نظرك القاصرة - مضرة لك أو فوات خير فلا تترددي ونفذي؛ فالله أعلم بما ينفعك، وسيجعل لك مخرجًا وسيعوضك خيرًا، ما عليك إلا أن تنفذي أمره ولن يضيعك الله، بل ستجدين الخير ينهال عليك من حيث لا تحتسبين. فاطمة بنت الخطاب.. قوة في الدين وجرأة في الحق
صحابية جليلة اشتهرت بعبادتها وورعها، حتى أطلق عليها (التائبة العابدة)، إنها السيدة فاطمة بنت الخطاب -رضي الله عنها-، أخت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، كرست حياتها لخدمة دعوة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فأصبحت امرأة داعية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لقد بدأت الدعوة بمن هو أقرب منها، بدأت بأخيها عمر بن الخطاب، ولقد سجل لها التاريخ موقفا عظيما ترك في نفوس المسلمين أثرا طيبًا ودهشة عميقة، وحوّل مسار الدعوة من ضعف إلى قوة ومن خوف إلى أمن، بدأ ذلك الموقف يوم أن وقفت تلك الوقفة التي كانت سببًا في إسلام عمر -رضي الله عنها-، لقد ضربت لنا هذه الصحابية الجليلة مثالا صارخا لمن أراد العمل في حقل الدعوة، والمساهمة في نصرة دين الله -تعالى. صفات المرأة الصالحة
المرأة الصالحة معظمة لشعائر الله: يقول الله -تعالى-: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، فالمرأة الصالحة تعلم أن أداءها لأركان الإسلام، وحفظ لسانها وقلبها، واحترامها لشعائر الله، وتقديرها وأدائها على الوجه الأكمل، دلالة على تقواها وصلاح قلبها.
تحب الله ورسوله: تأتي محبة الله ورسوله على رأس الصفات التي تتوج المرأة الصالحة، ومن علامات تلك المحبة إقبالها على قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل بأوامره واجتناب نواهيه، إضافة إلى حرصها على أداء النوافل والإكثار منها، وعدم تقديمها لأي أمر على محبتها لله ورسوله، كذلك اتخاذها صحبة من الصالحات تعينها على الطاعات.
الإيمان وحسن الخلق: من أهم الصفات التي تتحلى بها المرأة المسلمة هو الإيمان وحسن الخلق؛ فالمرأة الصالحة تحرص على سلامة الصدر من حمل الأذى والضغينة أو التفكير بسوء لخلق الله، وكذلك حفظ اللسان من الأذى، وحماية الجوارح من ارتكاب المعاصي التي نهى الله عنها، وتحقيق أركان الإيمان التي أمرها الله بها.
الطاعة هي اللغة السائدة
أهم ما ميز أسرة نبي الله إبراهيم -عليهم السلام- الطاعة المطلقة لله -تعالى-، فهاجر المؤمنة أطاعت زوجها لطاعته لله عندما تركهما في الصحراء، ثم يخرج الابن البار إسماعيل -عليه السلام- الطائع لأبيه فيقول:- {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (الصافات: 102)، فالأسرة كلها مطيعة لربها، الزوجة تطيع زوجها، الابن يطيع أباه، الجميع يسير في كنف الطاعة، وبفضل طاعتهم أنجاهم الله -تعالى- في كل المواقف التي مروا بها:- {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق). العمل الأهم للمرأة المسلمة
عمل المرأة المسلمة الأهم والأعظم هو تربية أبنائها والانشغال بهم، وهذه رسالة جليلة وعمل فريد لا تقوم به إلا المرأة، فعلى عملها هذا يتوقف مستقبل الأمة، وبهذه الوظيفة تسعد الأسر، وتنجو الشعوب من مهلكات تحيق بها إن أهملتها أو فرّطت فيها؛ فالأمومة ليست نومًا، ولا كسلًا، ولا فراغًا، وإنما هي كفاح، وصبر وبلاء، وفداء، وإيثار، وتضحيات، يهون بجانب ذلك كل عمل من الأعمال. احذري.. هذه المعوقات المحبطات للأعمال!
احذري الكسل والفتور! فإنه يقعد عن العمل ويضيع الأوقات والفرص والمناسبات، وربما تحوّل إلى داء يستمر معكِ ولا يترككِ.
احذري الرياء والسمعة! فإنه يحبط العمل.
احذري حظوظ النفس! التي من أبرزها الأنانية ونسبة الأعمال إليكِ، وتقليل عمل من كان معكِ.
احذري التذمر والتشكي! فإن ذلك من أنواع المنة - والعياذ بالله - بل كوني صامتة محتسبة.
احذري الانقطاع عن العمل! فكثيرات يأخذهن الحماس ليوم أو يومين لكنها بعد ذلك تتوقف، والعمل المستمر حتى وإن كان قليلاً فإنه أدعى للاستمرار يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل».
احذري الحقد والحسد والكبر! وطهري قلبكِ منهما.
التساهل في النصيحة
من الأمور التي تتساهل فيها بعض النساء التقصير في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة وغض الطرف عن المخالفات التي تراها في الأوساط النسائية، والله -تعالى- يقول: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}.