باب قول الله تعالى " أفأمنوا مكر الله "
قول الله تعالى : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ )
[ سورة الأعراف : الآية 99 ]
مقصود الترجمة أنه يجب على العبد أن يكون خائفا من الله ,
راجيا له , راغبا راهبا :
إن نظر إلى ذنوبه وعدل الله وشدة عقابه ,
خشي ربه وخافه ,
وإن نظر إلى فضله العام والخاص وعفوه الشامل
رجا وطمع ,
إن وفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها ,
وخاف من ردها بتقصيره في حقها .
وإن ابتلي بمعصية رجا من ربه قبول توبته ومحوها
وخشي بسبب ضعف التوبة والالتفات للذنب
أن يعاقب عليها ,
وعند النعم والمسار يرجو الله دوامها
والزيادة منها والتوفيق لشكرها ,
ويخشى بإخلاله بالشكر من سلبها ,
وعند المكاره والمصائب يرجو الله دفعها ,
وينتظر الفرج بحلها ,
ويرجو أيضا أن يثيبه الله عليها حين يقوم بوظيفة الصبر ,
ويخشى من اجتماع المصيبتين :
فوات الأجر المحبوب وحصول الأمر المكروه
إذا لم يوفق للقيام بالصبر الواجب ,
فالمؤمن الموحد في كل أحواله ملازم للخوف والرجاء ,
وهذا هو الواجب وهو النافع وبه تحصل السعادة ,