تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 49 من 80 الأولىالأولى ... 394041424344454647484950515253545556575859 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 961 إلى 980 من 1591

الموضوع: ثمرات التوحيد

  1. #961

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````
    وإذا كان كذلك،
    فالعقل مطالب بالتسليم
    للنصوص الشرعية الصريحة،

    ولو لم يفهمها أو يدرك الحكمة التي فيها؛

    فالأمر ورد بقبولها والإيمان بها.

    فإذا سمعنا شيئا من أمور الدين،
    وعقلناه، وفهمناه،
    فمن الله التوفيق،
    وله الحمد والشكر على ذلك.

    وما لم ندركه أو نفهمه،
    آمنا به وصدقناه
    ( 1 ).


    ````````````````````
    1- انظر صون المنطق والكلام للسيوطي ص182.
    الحمد لله رب العالمين

  2. #962

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    مظاهر شمولية العقيدة ( 1 ) :

    لم تُغفل العقيدة الإسلامية أمرا من أمور الدين والدنيا
    إلا أتت عليه بالبيان والإيضاح التامّين؛

    فالله عز وجل ما فرّط في الكتاب من شيء،
    ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بيَّن لأمته
    جـميــع ما يحتاجون إليه.

    ومن مظاهر هذه الشمولية:

    1- أنها أعطت الإنسان تصورا كاملا عن الكون
    الذي يحيا فيه.

    2- أنها تناولت كل القضايا
    التي بها تستقيم حياة الإنسان.

    ````````````````````
    1 - انظر تفصيل ذلك في كتاب: المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
    للدكتور إبراهيم البريكان ص69-72.
    الحمد لله رب العالمين

  3. #963

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    3- أنها أحاطت بالإنسان كله
    من حين ولادته، حتى وفاته.
    بل قبل ولادته، وبعد وفاته؛
    قبل أن يتزوج أبوه أمه،
    وحتى يستقر في الجنة،
    أو يدخل النار - عياذا بالله.

    الحمد لله رب العالمين

  4. #964

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    المسألة الرابعة:
    من خصائص العقيدة الإسلامية
    أنها
    وسطية

    معنى الوسط في اللغة:

    يأتي الوسط لغة لعدة معان:

    1- ما كان بين طرفي الشيء، وهو منه.
    كقولك:
    كسرت وسط الرمح،
    جلست وسط الدار،
    جئت وسط النهار ( 1 ).

    ومنه قول سوار بن المضرب:

    إني كأني أرى من لا حياء له ...
    ولا أمانة وسط الناس عريانا



    ```````````````````

    1 - انظر: بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي 5/ 210.
    ولسان العرب لابن منظور 7/ 426-428.
    الحمد لله رب العالمين

  5. #965

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    2- يأتي صفة، بمعنى خيار، وأفضل، وأجود.

    فأوسط الشيء: أفضله وخياره.

    والفردوس أفضل الجنة،
    وهو أعلاها، ووسطها.

    ومرعى وسط أي: خيار.

    ومنه قالت العرب:
    "وسط المرعى خير من طرفيه".

    وواسطة القلادة:
    هي الجوهرة التي تكون في وسطها،
    وهي أجودها
    ( 1 ).


    ```````````````````
    1 - انظر الصحاح للجوهري 3/ 1167.
    الحمد لله رب العالمين

  6. #966

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    3- ويأتي وسط بمعنى عدل.

    فالوسط من كل شيء: أعدله ( 1 ).

    والملاحظ على الوسط
    أنه في كل معانيه اللغوية
    لا يخرج عن العدل، والفضل، والخيرية.

    ```````````````````
    1 - انظر: بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي 5/ 209.
    وتاج العروس للزبيدي 5/ 238.
    الحمد لله رب العالمين

  7. #967

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    المراد من كون العقيدة وسطية:

    يراد من قولنا عن العقيدة:
    إنها وسطية: أنها:

    1- أفضل العقائد، وخيارها.

    2- أعدل العقائد.

    3- لا إفراط ولا تفريط فيها.

    الحمد لله رب العالمين

  8. #968

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    من مظاهر وسطية العقيدة الإسلامية:

    لا يستطيع الإنسان أن يتحدث في صفحات محدودة،
    بل ولا مجلدات عن مظاهر وسطية العقيدة الإسلامية؛
    لأن ذلك أكثر من أن يحصر؛

    فالأمة الإسلامية
    هي خير أمة أخرجت للناس،

    ورسولها -صلى الله عليه وسلم-
    أفضل رسول،

    وكتابها القرآن الكريم أفضل الكتب، وآخرها،
    والمهيمن عليها.
    فهي خيار في خيار.

    الحمد لله رب العالمين

  9. #969

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    ولي وقفتان،
    أتحدث من خلالهما
    عن مظاهر وسطية عقيدة هذه الأمة الوسط.

    الوقفة الأولى:
    وسطية أمة الإسلام بين الأمم الأخرى:

    بدت وسطية أمة الإسلام بين الأمم الأخرى
    في الأمور التالية:

    1- في توحيد الله عز وجل، وصفاته:

    فهي وسط بين اليهود والنصارى؛

    بين اليهود
    الذين وصفوا الرب سبحانه وتعالى
    بصفات النقص التي يختص بها المخلوق،
    وشبهوه به؛ فقالوا:
    إنه بخيل، وفقير،
    وأنه يتعب فيستريح،
    وأنه يتمثل في صورة البشر،
    وغير ذلك ( 1 ).

    وبين النصارى
    الذين وصفوا المخلوق بصفات الخالق عز وجل؛
    فشبهوه به، وقالوا:
    إن الله هو المسيح ابن مريم،
    وإن المسيح ابن الله،
    وإنه يخلق، ويرزق، ويغفر،
    ويرحم، ويثيب، ويعاقب، إلخ
    ( 2 ).

    وبينهما ظهرت وسطية المسلمين
    الذين وحدوا الله عز وجل،
    فوصفوه بصفات الكمال،
    ونزهوه عن جـميــع صفات النقص،
    وعن مماثلته لشيء من المخلوقات
    في شيء من الصفات،

    وقالوا:
    إن الله ليس كمثله شيء
    في ذاته،
    ولا في صفاته،
    ولا في أفعاله
    ( 3 ).

    ````````````````````
    1- انظر تفصيل ذلك في كتاب:
    وسطية أهل السنة للدكتور محمد باكريم ص238، 244-249.

    2- انظر المرجع نفسه ص238، 249-257.

    3- انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية 5/ 168-169.
    الحمد لله رب العالمين

  10. #970

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    2- في أنبياء الله عز وجل، ورسله:
    فهي وسط أيضا
    بين اليهود والنصارى؛

    بين اليهود الذين قتلوا الأنبياء،
    ورموهم بكل شين ونقيصة،
    وجفوهم، واستكبروا عن اتباعهم.


    وبين النصارى الذين غلوا في بعضهم،
    فاتخذوهم أربابا من دون الله،
    واتخذوا المسيح عليه السلام إلها
    ( 1 ).

    وبينهما ظهرت وسطية المسلمين
    الذين أنزلوا الأنبياء منازلهم، وعزروهم،
    ووقروهم، وصدقوهم، وأحبوهم،
    وأطاعوهم،
    وآمنوا بهم جميعا عبيدا لله عزوجل،
    ورسلا مبشرين ومنذرين.
    ولم يعبدوهم،
    أو يتخذوهم أربابا من دون الله؛
    فهم لا يملكون ضرا ولا نفعا،
    ولا يعلمون الغيب
    ( 2 ).

    ````````````````````
    1- انظر تفصيل ذلك في كتاب: وسطية أهل السنة للدكتور محمد باكريم ص238، 260-277.

    2- انظر المرجع نفسه ص238، 277-284.
    وانظر في معنى التعزير: الصارم المسلول لابن تيمية ص422.
    الحمد لله رب العالمين

  11. #971

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء


    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    3- في الشرائع:
    فهي وسط أيضا بين اليهود والنصارى؛

    فاليهود منعوا أن يبعث الخالق عز وجل رسولا
    بغير شريعة موسى عليه السلام،
    وقالوا: لا يجوز أن ينسخ الله ما شرعه،
    أو يمحو ما يشاء، أو يثبت ما يشاء.

    والنصارى جوزوا لأحبارهم ورهبانهم
    أن يغيروا دين الله؛
    فيحلوا ما حرم سبحانه وتعالى،
    ويحرموا ما أحل
    ( 1 ).

    أما المسلمون،
    فقالوا:
    لله الخلق والأمر؛
    يمحو ما يشاء، ويثبت ما يشاء،
    والنسخ جائز في حياته صلى الله عليه وسلم،

    أما بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم-
    فليس لمخلوق أن يبدل أمر
    الخالق سبحانه وتعالى
    مهما بلغت منزلته، أو عظم قدره.


    ````````````````````
    1-
    انظر المرجع السابق ص239.
    الحمد لله رب العالمين

  12. #972

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````

    4- في أمر الحلال والحرام،
    فهي وسط أيضا
    بين اليهود والنصارى؛

    فاليهود حرم عليهم كثير من الطيبات، منها ( 1 ):

    أ- ما حرمه إسرائيل؛ يعقوب عليه السلام على نفسه،
    كما حكى تعالى ذلك عنه بقوله:

    {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ
    إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ
    مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}

    [آل عمران: من الآية 93] .

    ب- ما حرمه الله عز وجل عليهم
    جزاء بغيهم وظلمهم،

    كما قال تعالى:

    {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا
    حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ
    وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا}

    [النساء: 160] .

    والنصارى أسرفوا في إباحة المحرمات؛
    فأحلوا ما نصت التوراة على تحريمه،
    ولم يأت المسيح عليه السلام بإباحته؛
    فاستحلوا الخبائث،
    وجميع المحرمات؛
    كالميتة، والدم، ولحم الخنزير ( 2 ).

    ````````````````````
    1- انظر وسطية أهل السنة للدكتور محمد باكريم ص240.

    2- انظر كتاب الصفدية لابن تيمية 2/ 313.
    الحمد لله رب العالمين

  13. #973

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````
    أما المسلمون:
    فقد أحلوا ما أحل الله لهم في كتابه،
    أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-
    من الطيبات،
    وحرموا ما حرم عليهم من الخبائث؛

    كما قال الله عنهم:

    {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
    الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
    يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ
    وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
    وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ
    وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}

    [الأعراف آية 157] .
    الحمد لله رب العالمين

  14. #974

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````
    5- في العبادة،

    فهي وسط بين اليهود والنصارى أيضا؛

    فاليهود علموا،
    ولم يعملوا،

    فهم المغضوب عليهم؛
    أعرضوا عن العبادات،
    واستكبروا عن طاعة الله،
    واتبعوا الشهوات،
    وعبَّدوا أنفسهم للمادة،
    فاشتغلوا بدنياهم عن دينهم وآخرتهم ( 1 ).


    والنصارى لم يعلموا،
    وعبدوا الله على جهالة،
    فهم الضالون؛
    غلوا في الرهبنة،
    وتعبدوا ببدع
    ما أنزل الله بها من سلطان؛

    فاعتزلوا الناس في الصوامع،
    وانقطع رهبانهم للعبادة في الأديرة،
    وألزموا أنفسهم بما لم يلزمهم به الله،
    مما يشق على النفس والجسد،
    ويغالب الفطرة البشرية ويضادها،
    فلم يستطيعوا الوفاء بذلك،

    كما حكى الله عنهم:
    {وَرَهْبَانِيَّ ً ابْتَدَعُوهَا
    مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ
    فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا}

    [الحديد: من الآية 27] .
    ````````````````````
    1- انظر وسطية أهل السنة للدكتور محمد باكريم ص240.
    الحمد لله رب العالمين

  15. #975

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد

    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````
    أما الأمة الوسط:

    فقد علموا، وعملوا،
    فهم الذين أنعم الله عليهم؛
    عبدوا الله وحده بما شرع،
    لم يعبدوه بالأهواء والبدع ( 1 )،

    ولم ينسوا نصيبهم وحظوظهم في الدنيا ( 2 )،

    وقدوتهم في ذلك
    رسولهم صلى الله عليه وسلم.

    ````````````````````
    1- انظر الوسطية في الإسلام -تعريف وتطبيق- للدكتور زيد الزيد ص46-51.

    2- فصاموا وأفطروا، وقاموا بالليل وناموا، وتزوجوا النساء،
    وقدوتهم في ذلك رسولهم صلى الله عليه وسلم.
    "انظر صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح.
    وصحيح مسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح".
    الحمد لله رب العالمين

  16. #976

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء

    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````
    الوقفة الثانية:
    وسطية أهل السنة والجماعة بين الفرق الضالة:

    تقدم الحديث عن جوانب
    من وسطية أمة الإسلام بين الأمم.

    ولقد كان أسعد هذه الأمة بهذه الخيرية،
    أسعدها باتباع الكتاب والسنة،
    وأحرصها على هديهما
    قولا وعملا واعتقادا،
    وهم أصحاب رسول الله
    صلى الله عليه وسلم
    ،
    ثم تابعوهم،
    ثم التابعون لهم بإحسان
    من القرون الثلاثة المفضلة
    التي شهد لها رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم- بالخيرية في قوله:

    "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم،
    ثم الذين يلونهم
    " ( 1 ).

    فهؤلاء هم خيار الأمة،
    ثم يلحق بهم من كان على مثل ما كانوا عليه
    من الهدى والتمسك بالكتاب والسنة
    في كل زمان ومكان،

    من أخبر عنهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-
    في حديث الافتراق بأنهم الفرقة الناجية،
    وأنهم الجماعة
    ( 2 ).

    وهؤلاء -أعني المتمسكين بالكتاب والسنة،
    والمتبعين لمنهج الصحابة وسلف الأمة
    - أصبحوا في هذه الأمة
    كهذه الأمة بالنسبة للأمم؛

    فهم وسط بين فرق هذه الأمة،
    كما كانت هذه الأمة وسطا بين سائر الأمم.

    وكل دارس متفحص لأقوال الفرق
    في مسائل العقيدة وأصول الدين،
    يدرك أن أهل السنة والجماعة
    وسط بين الفرق في ذلك.

    ````````````````````
    1-1 تقدم تخريجه في ص22.
    2- انظر ص20، حاشية "4" من هذا الكتاب.
    الحمد لله رب العالمين

  17. #977

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````
    ومن مظاهر هذه الوسطية:

    1- في أسماء الله وصفاته،

    فهم وسط بين أهل النفي والتعطيل،
    وأهل التشبيه والتمثيل؛

    فأهل السنة والجماعة
    يؤمنون بكل ما وصف الله به نفسه،
    أو وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم،
    وبجميع أسمائه الحسنى
    من غير تحريف لمعناها،
    ولا نفي لها أو تعطيل،
    ومن غير تكييف ولا تمثيل.

    فهم يثبتون جميع الأسماء والصفات
    مع تحقيقها لله عز وجل،
    وتنزيهه سبحانه عن مماثلة مخلوقاته،

    تصديقا بخبره عن نفسه:
    {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
    وَهُوَ السَّمِيــعُ الْبَصِيرُ}

    [الشورى من آية 11] .
    الحمد لله رب العالمين

  18. #978

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````
    وهم وسط في ذلك
    بين أهل التعطيل وأهل التشبيه والتمثيل.

    فأهل التعطيل
    الذين أنكروا ما يجب لله من الأسماء والصفات،
    أو أنكروا بعضه،

    فهم نوعان:

    أهل التعطيل الكلي؛
    كالجهمية والمعتزلة؛

    وأهل التعطيل الجزئي؛
    كالأشعرية والماتريدية ( 1 ).

    وأهل التشبيه
    الذين شبهوا الله بخلقه،
    وجعلوا صفاته من جنس صفات مخلوقاته؛
    كما فعل الكرامية، والهشامية
    -أتباع هشام بن سالم الجواليقي-،
    وكصنيع داود الجواربي،
    ومن نحا نحوه ( 2 ).
    ```````````````````
    1 - انظر: فتح رب البرية بتلخيص الحموية للشيخ ابن عثيمين ص18-19.
    والإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للدكتور صالح الفوزان ص157.

    2- انظر الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد
    للدكتور صالح الفوزان ص156-157.
    الحمد لله رب العالمين

  19. #979

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````
    2- في باب القدر،

    فهم وسط بين الجبرية والقدرية؛

    فأهل السنة والجماعة
    يؤمنون بأن الله قدَّر الأشياء في الأزل،
    وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة عنده،
    وعلى صفات مخصوصة،
    فهي تقع وفق ما قدره الله عز وجل ( 1 ).

    وهم بذلك يؤمنون بركن من أركان الإيمان،

    أشار إليه الصادق المصدوق
    -صلى الله عليه وسلم- بقوله:
    "وتؤمن بالقدر خيره وشره" ( 2 ).
    ```````````````````
    1 - انظر شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 154.

    2- انظر تخريج هذا الحديث في ص14 من هذا الكتاب.
    الحمد لله رب العالمين

  20. #980

    افتراضي

    المفيد في مُهمات التوحيد
    للشيخ أ.د. عبدالقادر صُوفي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://shamela.ws/index.php/author/1987
    `````````````````````````````` ````````````````
    ولا يُعَدُّ المرء مؤمنا بالقدر
    حتى يؤمن بمراتبه الأربع
    التي هي بمثابة الأركان فيه، وهي:

    علمُ الله بالأشياء قبل كونها،
    وكتابةُ كل ما هو كائن قبل أن يكون،
    ومشيئةُ الله للأشياء قبل وقوعها،
    وخلقهُ للأشياء وإيجادها.

    فهذه أركان أربعة تشهد لها
    نصوص
    الكتاب والسنة ( 1 ).
    ```````````````````
    1 - من الكتب التي فصَّلت في ذلك:
    أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص124-141.

    ووسطية أهل السنة بين الفرق لمحمد باكريم ص363-366.

    والثمرات الزكية في العقائد السلفية لأحمد فريد ص222-250.
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •