من متشابهات القرآن الكريم
قال تعالى:(وَأَرَادُ وا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)
وقال تعالى:(فَأَرَادُ وا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ)
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض ، وهو غاية كل لغة من لغات العالم، كما هو الحال في قوله تعالى عن سيدنا إبراهيم عليه السلام:(وَأَرَاد ُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ) حيث قال تعالى هنا *الأخسرين *لأن السياق اللغوي في المعركة والتحدي بينه وبينهم وهناك ربح وخسارة في المعركة، كما أن الكفار تحدثوا عن نصر الآلهة،فناسب ذلك المجيء*بالأخسري *بحسب الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي بين النصر والربح والخسارة، وهم الذين خسروا المعركة فكانوا هم الأخسرين ، بينما يقول تعالى:(فَأَرَادُ وا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ) جاء هنا بكلمة *الأسفلين *لأن السياق اللغوي في المحاججة، حيث ارتفعت حجته وكلمته، وسفلت حجتهم وكلمتهم ،كما انقلب عليهم كيدهم عندما ألقوه في أسفل البنيان فنجا وارتفع ،وارتد عليهم كيدهم فكانوا هم الأسفلين مقابل ارتفاع وعلو إبراهيم عليه السلام وعلو حجته وكلمته،وهم الذين سفلت كلمتهم فكانوا هم الأسفلين الأذلين.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ، وباختصار : الإنسان يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.