وقال في حديث "حلاوة الإيمان" :"فيه دلالةٌ على أنه لا بأس بمثل هذه النسبة _أعني قوله :"سواهما" _ وأما قوله _صلى الله عليه وسلم _ للذي خطب وقال : ومن يعصهما فقد غوى :"بئس الخطيب أنت ، قل : ومن يعص الله ورسوله ". أخرجه مسلمٌ من حديث عدي بن حاتم . فجوابه من أوجهٍ : أحسنها : أنه ليس من هذا النوع ؛ لأن المراد في "الخطب" : الإيضاح لا الرموز والإشارات ، وأما هنا ؛ فالمرادُ : الإيجاز في اللفظ لحفظ ، ومما يدل على هذا ، حديث ابن مسعودٍ في "خطبة الحاجة" : "من يطع الله ورسوله ؛ فقد رشد ، ومن يعصهما ؛ فلا يضر إلَّا نفسه" أخرجه أبو داود وغيره بإسنادٍ جيد " . (2/530) .