السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن مما يغمس القلب في قاموس فرحة أن يجد أمثال هذه الأقلام المؤمنة تسكب في آنية الألفاظ هذه الفوائد واللطائف العظام..التي تغذي الأرواح والقلوب باللطائف والمعارف ، لا سيما كلام شيخ الإسلام أبي العباس رضي الله عنه ورحمه..
وإن كان لي من مشاركة هاهنا..فإنّ في طِيّات هذه الكلمات وما يتدلى من ظلالها أنفاسَ أبي عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه بلا شك عندي..وأظن ظنا يشبه اليقين أو هو من بابته أن جامعي تراث شيخ الإسلام قد نسبوا إليه بعض ما زبره تلميذه شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية رضي الله عنه..وهذا الكلام مثال على ذلك فإن ألفاظه شاهدة شهادة العدول على أنه من دواة أبي عبد الله نبع ، ومن سن قلمه تهادى..ولا يكفي في نسبة الكلام = في نظرأخيكم الفقير = أن يقال : إنه لشيخ الإسلام مع إضافات يسيرة لأبي عبد الله ابن القيم رحمهما الله ورضي عنهما..لأن كلام أبي عبد الله رضي الله عنه دالٌّ على صاحبه..ولم يكن هذا نمط شيخ الإسلام في تقرير المسائل ولا في صوغها وعرضها..وإنما كان أسلوبه أشبه ما يكون بالسيل الدفّاع من قلال الجبال..تسمع للكلام صليلا في نفسك..
وأما نمط كلام أبي عبد الله فما رأيته إلا متأنيا يبحث في السر والحكمة والتعليل والاستنباط..لا يزال يمد المسألة بزاد من الأناة والتأمل فيأتي كلامه متهاديا.. مصحوبا بتأمل..وانظر..وفي هذا سر عظيم..وباب شريف..بخلاف كلام شيخه.
والكلام فيه ما يأتي:
- كما قد ذكرناه في كتاب التحفة المكية 3/845. ومعلوم أنه لابن قيم الجوزية .
-وقد ذكرنا من طرق الرد على هؤلاء وهؤلاء في كتاب التحفة أكثر من مائة طريق. 3/846
-"ولقد حدثني رجل".. 3/850 ..فلابد أن يكون هذا الكلام لأحد الشيخين صرفا..
وقد كنت شككت في نسبة هذا الكلام بهذا النمط وهذا التقرير لأبي العباس قبل أن أطالع ما كتبه إخواني وأساتذتي الكرام أحبهم الله..
وأختم أخيرا قائلا: ما الذي يدعو أبا عبد الله ابن القيم رحمه الله ورضي عنه إلى تخلية الكلام من النسبة إلى شيخه رضي الله عنه؟ وهو الذي أكثر النقل عنه ونصره في أزمنة المحن العاصفة وبث علمه وهذبه ونشره بين العالمين؟!
وكم من مرة سار معه بقلمه ونفسه على حد السكين لا يبالي..أفلا ينسب إليه الكلام وما من عادته إلا نسبة الكلام إلى شيخه؟
وفي النهاية : الخطأ بي أولى..ولكن أحببت الإبانة عما في خزانة النفس- وإن كانت فقيرة- لعل هناك ما يدعم هذا الكلام أو يمحوه بدلائل العلم الذي نسأل الله أن يجعلنا من الطالبيه بما يحب..
وأستغفر الله وأتوب إليه