انْشَدَ ابْنُ هُبَيْرَةَ الْوَزِيرُ الْحَنْبَلِيُّ لِنَفْسِهِ :
يَلِذُّ نذى الدُّنْيَا الْغَنِيُّ وَيَطْرَبُ ===وَ يَزْهَدُ فِيهَا الْأَلْمَعِيُّ الْمُجَرِّبُ
وَ مَا عَرَفَ الْأَيَّامَ وَالنَّاسَ عَاقِلٌ=== وَ وُفِّقَ إلَّا كَانَ فِي الْمَوْتِ يَرْغَبُ
إلَى اللَّهِ أَشْكُو هِمَّةً لَعِبَتْ بِهَا ===أَبَاطِيلُ آمَالٍ تَغُرُّ وَ تَخْلُبُ
فَوَاعَجَبًا مِنْ عَاقِلٍ يَعْرِفُ الدُّنَا=== فَيُصْبح فِيهَا بَعْدَ ذَلِكَ يَرْغَبُ
وَ أَنْشَدَ أَيْضًا :
الْحَمْدُ لِلَّهِ هَذِي الْعَيْنُ وَالْأَثَرُ=== فَمَا الَّذِي بِاتِّبَاعِ الْحَقِّ يُنْتَظَرُ
وَ قْتٌ يَفُوتُ وَأَشْغَالٌ مُعَوِّقَةٌ ===وَ ضَعْفُ عَزْمٍ وَدَارٌ شَأْنُهَا الْغِيَرُ
وَ النَّاسُ رَكْضًى إلَى مَأْوَى مَصَارِعِهِمْ=== وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ مِنْ رَكْضِهِمْ خَبَرُ
تَسْعَى بِهِمْ حَادِثَاتٌ مِنْ نُفُوسِهِمْ=== فَيَبْلُغُونَ إلَى الْمَهْوَى وَمَا شَعَرُوا
وَ الْجَهْلُ أَصْلُ فَسَادِ النَّاسِ كُلِّهِمْ=== وَ الْجَهْلُ أَصْلٌ عَلَيْهِ يُخْلَقُ الْبَشَرُ
وَأَنْشَدَ أَيْضًا:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي نَاصِحٌ لَكُمْ فَعُوا=== كَلَامِي فَإِنِّي ذُو تَجَارِيبِ
لَا تُلْهِيَنَّكُمْ الدُّنْيَا بِزَهْرَتِهَا=== فَمَا تَدُومُ عَلَى حُسْنٍ وَ لَا طِيبِ
وَ أَنْشَدَ أَيْضًا :
إذَا قَلَّ مَالُ الْمَرْءِ قَلَّ صَدِيقُهُ=== وَ قَبُحَ مِنْهُ كُلُّ مَا كَانَ يَجْمُلُ
وَ أَنْشَدَ أَيْضًا :
وَ الْوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ ===وَ أَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْك يَضِيعُ
وَ قَالَ ابْنُ هَانِئٍ الشَّاعِرُ فِي قَصِيدَتِهِ الَّتِي يَرْثِي فِيهَا وَلَدَهُ ك
حُكْمُ الْمَنِيَّةِ فِي الْبَرِيَّةِ جَارِ ==مَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ قَرَارِ
بَيْنَمَا يُرَى الْإِنْسَانُ فِيهَا مُخْبِرًا ===حَتَّى يُرَى خَبَرًا مِنْ الْأَخْبَارِ
طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَ أَنْتَ تُرِيدُهَا=== صَفْوًا مِنْ الْأَقْذَارِ وَالْأَكْدَارِ
وَ مُكَلِّفُ الْأَيَّامِ ضِدَّ طِبَاعِهَا=== مُتَطَلِّبٌ فِي الْمَاءِ جِذْوَةَ نَارِ
الْعَيْشُ نَوْمٌ وَالْمَنِيَّةُ يَقْظَةٌ== وَ الْمَرْءُ بَيْنَهُمَا خَيَالٌ سَارِ
لَيْسَ الزَّمَانُ وَإِنْ حَرَصْت مُسَاعِدًا=== خُلُقُ الزَّمَانِ عَدَاوَةُ الْأَحْرَارِ
الآداب الشرعية/ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُفْلِحٍ الْمَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ