معذرة من التأخر في الرد يا شيخنا
والذي أراه أنها بدل بعض من كل، فلعلك تذكر وجهة نظر صاحبكم الذي يراها بدلا مطابقا
وما الفرق بين ذلك وبين قوله تعالى: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} ؟ فإن قوله (أحدهما) بدل بعض من كل
معذرة من التأخر في الرد يا شيخنا
والذي أراه أنها بدل بعض من كل، فلعلك تذكر وجهة نظر صاحبكم الذي يراها بدلا مطابقا
وما الفرق بين ذلك وبين قوله تعالى: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} ؟ فإن قوله (أحدهما) بدل بعض من كل
وجهة نظر بعضهم أنه تفصيل بعد إجمال وهذا يكون في بدل الكل من الكل ؛ وبدل التفصيل بدل كل من كل؛ ويستندون في ذلك لكلام للأستاذ عباس حسن في ( النحو الوافي ).
وبعضهم يرى أن بدل ( بعض من كل ) لابد أن يشتمل على ضمير يعود على المبدل منه ( كما في الآية التى ذكرتها شيخنا على سبيل المثال ) ، وهو غير موجود في الحديث المشار إليه، هذا ملخص ما قالوه
يبدو أن هذا هو الصواب يا شيخنا الفاضل
وكلامي السابق خطأ، وأستغفر الله
بارك الله فيكم شيخنا
ولكن ما زال في النفس شيء
والموضوع ما زال يحتاج إلى مزيد من البحث وإليك هذا الاقتباس:
اعتراضات الشيخ خالد الأزهري على ابن مالك في كتاب (النبيل إلى نحو التسهيل). (ص: 51):
«ومقتضي كلامه، أي: ابن مالك أن بدل التفصيل بدل كل، والحق أنه باعتبار اللفظ بدل بعض، وباعتبار المعني بدل كل، فإن المجموع البدل، ولكن زاد عليه بالتفصيل» .
والنص من المكتبة الشاملة.
هذا الكتاب ليس موجودا عندي في الشاملة يا شيخنا
فمن أين حصلت عليه ؟
الكتاب من ( مستودع الشاملة ) شيخنا الكريم ، وهذه بياناته كما جاءت بالشاملة وهو موجود بنسختي منها:
القسم : النحو والصرف
الكتاب: اعتراضات الشيخ خالد الأزهري على ابن مالك في كتاب (النبيل إلى نحو التسهيل)
من إعداد الباحث: محمد إبراهيم حسنين عبد الفتاح
المدرس في قسم اللغويات في - كلية اللغة العربية بالقاهرة - جامعة الأزهر
مصدر الكتاب: ملفات ( word) رفعها (مختار الديرة) في موضوعه (الجزء الثالث من بحوث مهمة جداً) - ملتقى أهل الحديث
المستودع
في مسألة: (جر التمييز)
قال الدكتور عبده الراجحي في كتابه (التطبيق النحوي) (ص: 258) بعد الكلام عن إعراب الأعداد من أحد عشر إلى تسعة وتسعين:
«الأعداد الباقية يأتي بعدها اسم مفرد مجرور أو جمع مجرور -كما هو معلوم-ويعرب مضافا إليه، ومن الخطأ إعرابه تمييزا؛ لأن التمييز في الاصطلاح النحوي كلمة منصوبة».
هذا هو رأي الدكتور عبده الراجحي؛ فهو يرى أن التمييز لا يأتي إلا منصوبا، وهو يعرب كذلك الاسم الواقع بعد ( كم الاستفهامية والخبرية) إذا كان مجرورا بالإضافة أو مجرورا بمن يعربه اسما مجرورا بالإضافة أو بمن لا تمييزا مجرورا كما هو الشائع وهو ما نُدَرِّسُه لطلابنا في المرحلة الإعدادية ( المتوسطة) كما في المناهج المقررة ...
ومع أني لا أخفي ميلي (الشديد) إلى رأي الدكتور عبده الراجحي في هذه المسألة؛ إلا أنني ألتزم مع طلابي ما جاء في المنهج المقرر، وخصوصا أن الكتب المعاصرة تذكر جر التمييز في هذا الباب بلا قيد أو شرط.
فعلي سبيل المثال :
قال الأستاذ عباس حسن في النحو الوافي (4/ 525) تعليقا على المسألة 164: تمييز العدد هامش (1):
«ملاحظة»: إذا ورد في النحو كلمة: «تمييز» من غير قيد كان المراد -في الأغلب-التمييز المنصوب مطلقا -للعدد أو لغير العدد-أما التمييز غير المنصوب كالذي هنا في باب العدد فلا يذكر -في الأغلب-إلا مقيدا بالجر، فيقال تمييز مجرور. اهـ
وقال أيضا النحو الوافي (2/ 33)
«كم» نوعان: «استفهامية»؛ وهي: اسم يسأل به عن عدد شيء. وتحتاج لتمييز منصوب في الغالب؛ نحو: كم درهماً تبرعت به؟ وتدخل في أدوات التعليق الاستفهامية. «وخبرية»؛ وهي: اسم يدل على كثرة الشيء ووفرته، ولها تمييز مجرور في الغالب؛ نحو: كم ظالمٍ أهلكه الله بظلمه.
وبالبحث عن كلمة ( تمييز مجرور ) في كتب النحو في (الشاملة) حتى أتحقق من ورودها في كتب النحويين قديما ؛ وجدت بعض النصوص تذكر ( جر التمييز ) في هذا الباب ( العدد وكناياته ) مثل :
حاشية الخضري على ابن عقيل (3/ 116-118) [(النص من الشاملة) في باب «كم»]:
... قوله:(ككم رجال) كم خبرية مبتدأ خبره محذوف أي عندي أو مفعول لمحذوف أي ملكت ورجال تمييز مجرور بإضافتها إليه كتمييز العشرة ومره كتمييز المائة ...
شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (1/ 278):لخالد الأزهري:
... و«كم» خبرية، و«مثلها» تمييز مجرور، بإضافة، والهاء المضاف إليها ترجع إلى القبيلة ...فأبت إلى فهم وما كدت آيبا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
فما رأيك شيخنا الفاضل في هذه المسألة؟
«ملاحظة»: النصوص المنقولة من الكتب المشار إليها كلها من المكتبة الشاملة لمن أراد مراجعتها في مصادرها .
قال الدكتور عبده الراجحي في كتابه (التطبيق النحوي) (ص: 395)(من الشاملة) :
«قد ينون الممنوع من الصرف في الشعر، وهو ما يعرف بالضرورة الشعرية، وهناك لهجة عربية فصيحة تصرف الاسم دائما».
فهلا تكرتم شيخنا الكريم بذكر هذه اللهجة ؟
حياك الله وبياك يا شيخنا الفاضل
قال الأشموني في: شرح الألفية (3/ 174)
( ... وزعم قوم أن صرف ما لا ينصرف مطلقا لغة، قال الأخفش: وكأن هذه لغة الشعراء؛ لأنهم اضطُروا إليه في الشعر فجرت ألسنتهم على ذلك في الكلام )
وقال ابن عصفور في: ضرائر الشعر (ص: 25)
( ... فإن قلت كيف جعلت صرف ما لا ينصرف من قبيل الضرائر، وقد زعم أبو الحسن الأخفش في الكبير له أنه سمع من العرب من يصرف في الكلام جميع ما لا ينصرف؟ وحكى الزجاجي أيضا في نوادره مثل ذلك، فالجواب أن صرف ما
لا ينصرف في الكلام إنما هو لغة لبعض العرب. قال أبو الحسن: فكأن ذلك لغة الشعراء، لأنهم قد اضطروا إليه في الشعر فصرفوه، فجرت ألسنتهم على ذلك)
وقال ابن مالك في: تسهيل الفوائد (ص: 224)
(وزعم قوم ان صرف ما لا ينصرف مطلقا لغة، والأعرف قصر ذلك على نحو سلاسل وقوارير)
وقال أبو حيان في: ارتشاف الضرب (2/ 891)
(ويجوز في الضرورة صرف ما لا ينصرف، وهو لغة عند قوم من النحاة، وقد أجاز ذلك في الكلام أحمد بن يحيى، وأما الجمع المتناهي فقال الأخفش: بعض العرب تصرفه)
وقال السيوطي في: همع الهوامع (1/ 132)
(وزعم قوم أن صرف ما لا ينصرف مطلقا أي في الاختيار لغة لبعض العرب حكاها الأخفش قال وكأن هذه لغة الشعراء لأنهم قد اضطروا إليه فى الشعر فجرت ألسنتهم على ذلك في الكلام)
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ونفع بكم
السلام عليكم أبا مالك وحياكم الله
في كتاب: (التطبيق النحوي) للدكتور عبده الراجحي قال في باب التوكيد :
- عند توكيد الضمير المتصل المرفوع -سواء أكان مستترا أم بارزا-لا بد من فصله عن التوكيد بضمير منفصل مرفوع يعرب توكيدا لفظيا لا محل له من الإعراب، أو بكلمة أخرى غير الضمير،
فنقول:
كتبت أنا نفسي هذا الموضوع.
كتبت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
أنا: ضمير منفصل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
نفسي: توكيد مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، والياء " اهـ
والسؤال: ألا يصح أن يعرب الضمير المنفصل ( أنا ) بدلا في هذه الجملة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما قولك (كتبت أنا) يا شيخنا الفاضل، فلا يصح أن تعرب (أنا) فيه بدلا؛ لأن البدل هو التابع المقصود بالحكم ويكون على نية تكرار العامل، والعامل لا يصح هنا تكراره؛ إذ لا يقال (كتب أنا)
والله أعلم