تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 80

الموضوع: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .


    الطريقة النقشبندية
    "منقول"

    نماذج من عقائـــد النقشبنديين:

    يعتقد النقشبنديون عامة والأحباش خاصة أن المؤسس الأول للطريقة النقشبندية هو أبو بكر الصديق. وكان يستعمل طريقة الذكر النقشبندية بحبس النفس ولا يتنفص إلا في الصباح وكان الناس يشمون رائحة اللحم المشوي فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الرائحة كبد أبي بكر من كثرة ذكره لله. [إرغام المريد للكوثريص30 وانظر مجلة منار الهدى 16/20]
    ويعتقدون أن من لم يسلك طرقته فهو على خطر من دينه. [نور الهداية والعرفان في سر الرابطة وختم الخواجكان41]
    ويعاملون مشايخ الطريقة الأموات معاملة الأحياء في الاستغاثة وتلقي فيوضات النور والهدى منهم ومبايعتهم وأخذ العلم عنهم ، كل ذلك وهم في قبورهم.
    ويعتقدون أن الصلة بالله إنما تحصل بالتقرب إليه بوضع صورة الشيخ في مخيلة المريد وبين عينيه عند ذكر الله.
    وهذه الصلة تسمى الرابطة . وهي أوثق وأعظم تأثيراً من الرابطة التي يؤديها المسلمون خمس مرات في اليوم والليلة.
    ولا يقتصر شيوخ الطريقة على الإنس بل من الحيوانات شيوخ الطريقة كالفرس والهرة والفهد والنحلة والبازي. قال صاحب الرشحات: "وأما الحيوانات فلنا منهم شيوخ ، ومن شيوخنا الذين اعتمدت عليهم الفرس فإن عبادته عجيبة ، فما استطعت أن أتصف بعبادتهم" وزعم أن السالكين يرون الله بالطريقة التجلية فيرون الله في جميع الأشياء من إنسان ونباتات وحيوانات بل ويتجلى الله في شكل فرس [البهجة السنية ص6 رشحات عين الحياة ص133 لعلي الهروي] . فالله عندهم يتشكل ويظهر بأشكال مختلفة.
    بل وذكروا أن الله يصلي [كتاب السبع أسرار في مدارج الأخيار ص83 لمحمد معصوم]
    وإن روح الإنسان لها شبه بالله ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( إن الله خلق آدم على صورته)) [مكتوبات السرهندي 121 و 198 نور الهداية والعرفان 83]
    وفي الوقت الذي يعتقدون فيه أن الله ظل:يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى له ظل لا بالدليل ولا بالنهار لأنه نور محض [نور الهداية والعرفان 24]
    ويزعم النقشبنديون أن بهاء الدين نقشبند [مؤسس هذه الطريقة] كان يقول للرجل "مُت" فيموت ثم يقول له "قم حياً" فيحيا مرة أخرى" [المواهب السرمدية 133 الأنوار القدسية 137 جامع كرامات الأولياء 1/146]
    وكان يتمثل بأقوالِ الحلاج ومنها هذا البيت [الأنوار القدسية 134 الحدائق الوردية 134 مكتوبات السرهندي 282] :
    كفرتُ بدين الله والكفرُ واجبٌ **** لديّ وعند المسلمين قبيح
    ويحكون أن شيخهم علمه أن يطلب المدد من كلاب الحضرة النقشبندية ويخدمهم بإخلاص وأنه اجتمع مرة بكلبِ وحرباء ، فحصل له من لقائهما بكاءً عظيماً وسمع لهما تأوهاً وحنيناً فاستلقى كل منهما على ظهره ، ورفع الكلب قوائمه الأربع إلى السماء وأخذ يدعوا الله ، وكذلك فعلت الحرباء والشيخ واقفٌ يقول: آمين ، يؤمِّنُ على دعاء الكلب والحرباء (المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية 118-119 الأنوار القدسية في مناقب النقشبندية 130)
    كرامات مشايخ الطريقة
    وأن رجلاً سلَّم عليه فلم يرد عليه السلام ثم أعتذر إليه بعد ذلك بأنه كان مشغولاً بسماع كلام الله [المواهب السرمدية 130 ،الأنوار القدسية 135]
    "وحين توفي حبيب الله جان جانان النقشبندي ارتفع نصف القرآن إلى السماء ووقع في الدين فتور" [الأنوار القدسية207 ، المواهب السرمدية 231-232]
    وكان الشيخ أحمد الفاروقي يقول "كثيراً ما كان يُعرجُ بي فوق العرش وأرتفع فوقه بمقدار ما بين مركز الأرض وبينه ، ورأيت مقام الإمام شاه نقشبند ... قال "وأعلم أني كلما أريد العروج يتيسر لي" [المواهب السرمدية 184 الأنوار القدسية 182]
    قال: "وكانت الكعبة تطوف به تشريفاً له" ويروج السيوطي لمثل هذه الأكاذيب [المواهب السرمدية 185 الحدائق الوردية 180 البهجة السنية 80 والحاوي للفتاوي 1/220 للسيوطي]
    وكان أحد مشايخهم واسمه عبدالله الدهلوي يقول: "كما أن طلب الحلال فرض على المؤمنين كذلك ترك الحلال فرض على العارفين" [المواهب السرمدية 185 الأنوار القدسية 213]
    وكان الشيخ عبيدالله أحرار ميزة عجيبة فكان عنده قوة ينقل بها المرض من شخص لآخر" [جامع كرامات الأولياء 2/236 ،الأنوار القدسية 177]
    ونص الدهلوي على أن نقل المرض من كرامات مشايخ هذه الطريقة. [شفاء العليل ترجمة القول الجميل 104]
    أما الشيخ محمد المعصوم فقد كان غوثاً يستغيث به الناس ويصفونه بحضرة (القيوم) فقد سقط أحد مريديه عن فرسه في الصحراء ، قال:فاستغثت بحضرة (القيوم) فحضر بنفسه وأيقظني" ، وكذلك أشرف آخر من أتباعه على الغرق فاستغاث به فحضر في الحال وأنقذه.
    وكان يغيث الناس في أقصى الأرض وهو جالس في مكانه. فقد استغاث به رجل في سفينة كانت تغرق فمد الشيخ يده وانتشل السفينة وهو في بيته أمام أصحابه الذين رأوا فجأة أن كُمّه صارت مبللة بعد أن رأوه يمدها في الهواء" [جامع كرامات الأولياء 1/199 المواهب السرمدية 210-213 الأنوار القدسية 195]
    وكان الشيخ بهاء الدين نقشبند يجتمع بأرواح سلسلة المشايخ النقشبندية وأخذ العهد والولاية والتكليف منهم في المقبرة. [المواهب السرمدية 113]
    وتلقن الذكر الخفي من روحانية الشيخ عبدالقادر غجدواني ، وهذا ليس عجيباً فإن الروحانيات تجتمع بعد الممات وهو عالم اللاهوت الخارج عن عالم الأجسـام" [الأنوار القدسية 7]
    وهذا يتناقض مع ما جاء في الفتاوى البزازية "من قال إن أرواح المشايخ حاضرةً تُعلم: يكفـــر. وقال الشيخ فخر الدين أبو سعيد عثمان الجياني: ومن ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله وأعتقد بذلك فقد كفر" [البحر الرائق 3/94 و2/298 وفي طبعة أخرى 5/124 وأنظر رد المحتار 2/439 قبيل باب الاعتكاف]
    قال الشيخ الكردي " وما يفعله العامة من قبيل تقبيل أعتاب الأولياء ، والتابوت الذي يجعل فوقهم فلا بأس به إن قصدوا بذلك التبرك ، ولا ينبغي الاعتراض عليهم لأنهم يعتقدون أن الفاعل والمؤثر هو الله ، وإنما يفعلون ذلك محبةً فيمن أحبهم الله تعالى" [تنوير القلوب 534]
    وقال الكردي " ولما مات الشيخ بهاء الدين نقشبند بنى أتباعهُ على قبره قبة عظيمة وجعلوه مسجداً فسيحاً" [المواهب السرمدية 142]
    قال: "ولم يزل يستغاث بجنابه ويُكتحل بتراب أعتابه ويُلتجأ إلى أبوابهِ" [الأنوار القدسية 142]
    قلت-أي الشيخ دمشقية-:بهذا لعن الله ورسوله اليهود والنصارى حين اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مسجداً.
    يعلمون الغيــــــــب
    والنقشبنديون يثبتون لمشايخهم العلم بالغيب في الوقت الذي نجد بعضهم يصرحون بنفي علم الله للغيب كما نقله صاحب الرشحات عن أولياء النقشبندية أنه قال: "إن الله تعالى ليس عالماً للغيب" ونسب السرهندي أصل هذا القول إلى ابن عربي. [رشحات الحياة 153 المكتوبات الربانية للسرهندي 106]
    وإما إثبات علم الغيب لأنفسهم فقد قال الدهلوي: "وللنقشبندية تصرفات عجيبة من التصرف في قولب الناس" [شفاء العليل ترجمة القول الجميل 104]
    فمن ذلك تصرف الشيخ عبدالله الدهلوي تصرفه في باطن المريدين وإلقاء الفيوضات والأسرار في صدورهم.
    ومن كراماته أيضاً أن زوجة أحد أصحاب هذا الشيخ قد مرضت ، فالتمس من حضرته أن يدعوا الله تعالى بتخفيف مرضها فلم يفعل ، فألح عليه ، فقال له: لا تبقي هذه المرأة أكثر من خمسة عشر يوماً ، وبقدرة الله تعالى توفيت يوم الخامس عشر" [المواهب السرمدية 249و251 جامع كرامات الأولياء 2/129 الأنوار القدسية 216و217]
    ولم يكن من خاطر في قلوب الناس إلا ويطلع عليه. [المواهب السرمدية 173 الأنوار القدسية 175 جامع كرامات الأولياء 2/140]
    ..... وحكى الكوثري عن أبي الحسن الشاذلي أنه قال: "أطلعني الله على اللوح المحفوظ ، فلولا التأدب مع جدي رسول الله لقلت هذا سعيد وهذا شقي" [ارغام المريد شرح النظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشيندية 39]
    وكان الشيخ عبدالله الخاني يخبر بالأمور قبل وقوعها وكان لا يسأل أتباعه عن أحوالهم وإنما يخبرهم عنها [جامع كرامات الأولياء 1/222-223]
    وخطر ببال أحد الواقفين أمام الشيخ محمد سيف الدين الفاروقي أن هذا الشيخ متكبر فعرف ما في قلبه وقال له: "تكبُّري من تكبر الحق تعالى" [المواهب السرمدية 215 الأنوار القدسية 200 جامع كرامات الأولياء 1/204]
    أما محمد الخوجكي الأمكنكي فما من ذرة في العالم إلا وهو يمدُّها بالروحانية" [المواهب السرمدية 178 الأنوار القدسية 178]
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .



    عوداً الى كتاب المواقف :

    بعد أن استعرضتُ و ناقشتُ رأي الأميرة بديعة الحسني أرجع الى استكمال مبحث ثبوت نسبة كتاب المواقف لأمير عبدالقادر من عدمِه ، و لذلك فسأعيد ما أوردتُه مسبقاً طلباً لاتصال المبحث :

    وقفة مع كتاب المواقف :

    لا شك إن ارتباط اسم كتاب"المواقف" باسم الأمير عبدالقادر الجزائري من الشهرة بمكان بحيث يكاد إذا ذُكِر أحدهما أن يُذكرَ الآخر .
    ولكن هل هذه النسبة للأمير ثابتة .

    1 ـ فلنقرأ إذن رأي المؤرِّخ الجزائري الكبير الدكتور أبو القاسم سعد الله ـ و هو ممَّن أفنى جزءاً كبيراً من عمره في جمع مآثر الأمير عبدالقادر و الإشادة بأعماله ـ حيث يقول حفظه الله في موسوعته "تاريخ الجزائر الثقافي" الجزء السابع :
    "ومن أشهر مؤلفات الأمير كتاب ( المواقف ) الذي يقع في ثلاثة مجلدات , وكان الأمير قد استغرق في التصوف منذ حجّه , وقد اختلى في غار حراء أثناء مجاورته . وفي دمشق كانت له خلوة يتعبد فيها . وفي آخر سنواته ازداد تعمقاً في هذا الباب , وكان يطالع أمهات كتب التصوف ومنها الفتوحات المكية وفصوص الحكم لابن العربي , الذي يعده شيخه الأكبر . ويبدو أنه قد تأثر به كثيراً في ( المواقف ) إذ بناها على نظريات شيخه , حسب العارفين بهذا الفن . , , , .
    وكتاب ( المواقف ) يضم 372 موقفاً , وقد طبع مرتين أولاهما كانت في عهد ابنه محمد , اي سنة 1911 . وقد قدم الأمير كتابه بعبارات صوفية مغرقة ووشح ذلك بمقامة أدبية -خيالية عن معشوقة تشبه معشوقة ابن الفارض . وكل موقف من مواقفه تقريباً يبدأ بآية ذات معنى توحيدي أو صوفي , ثم يأخذ في شرح الآية شرحاً صوفياً يتغلب عليه الفكر الباطني الذي يعبر عنه بالأسرار والغيبة عن الشهود , وطالما عرّض الأمير بأهل الرسوم وعلماء الظاهر الذين لا يدركون أسرار الوجود ولا الحقيقة الإلهية . , , , وقد أورد عدداً من المرايا التي حدثت له , وجاء بأخبار و ( مواقف ) حدثت له , يقظة أو مناماً منذ كان في الجزائر , ولا سيما منذ حج ثانية .
    يقول الأمير في المقدمة : " هذه نفثات روحية , وإلقاءات سبوحية , بعلوم وهبية , وأسرار غيبية , من وراء طول العقول , وظواهر النقول , خارج عن أنواع الاكتساب , والنظر في كتاب , قيدتها لإخواننا الذين يؤمنون بآياتنا , , ," . ومن الواضح أنه كتب المواقف "لإخوانه" الصوفية أو الذين لهم استعدادات صوفية , مؤمنين بمبادئ أهل الباطن ذوي اللقاءات السبوحية , , , .
    آمن الأمير بوحدة الوجود تبعاً لشيخه ابن عربي . وهو يتمنى أن يكون إيمانه كإيمان العجائز .
    ومما يذكر أن الناشر للمواقف اعتمد على عدة نسخ . منها نسخة الأمير بخط يده . وقوبلت على نسخة جمال الدين القاسمي التي كانت بدار الكتب الظاهرية , ثم نسخة عبد الرزاق البيطار ( وهو صديق الأمير وتلميذه ) وكانت على هذه النسخة تعاليق بخط الأمير نفسه ".
    تاريخ الجزائر الثقافي للدكتور أبو القاسم سعد الله الجزء السابع.

    ----------

    2ـ كما يقول الدكتور عبدالرزاق بن السبع في كتابه الذي يشيد فيه بالأمير و بآثاره وأعماله :" الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه"
    " يُجمع باحثو ودارسو حياة الأمير عبدالقادر وآثاره على أن كتاب " المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد" هو أهم مصنف ألفه الأمير سواء من ناحية الحجم أو الموضوعات التي يبحثها حيث أودع فيه زبدة تجاربه وبين فيه بوضوح مذهبه الروحي والصوفي والفلسفي في الوصول إلى الحقيقة التي ينشدها" وحصيلة تأملاته حيث أقدم فيه على تناول القضايا العويصة في تاريخ الفكر الإسلامي ...."
    و يقول " والكتاب يقع في ثلاثة مجلدات يبلغ عدد صفحاتها مجتمعة 1416 ص تضم 372 موقفا.
    وقد طبع المواقف لأول مرة سنة 1329 هـ -1911م وأعيد طبعه ثانية في عام 1362هـ-1966م عن دار اليقظة العربية للتأليف والترجمة والنشر وهي طبعة منقحة " بوبت ورتبت بالاستناد إلى النسخة الأم الأصلية المكتوبة بخط المرحوم السيد الأمير عبدالقادر الجزائري.
    وقد قوبلت على نسخة عالم الشام الكبير المرحوم الشيخ عبدالرزاق البيطار المحلاة هوامشها بتقييدات وملاحظات هامة بخط المرحوم الأمير المؤلف.
    كما قام بمراجعتها والوقوف على أصلها وتصحيحها لجنة من أكابر وأفاضل علماء دمشق"(628) مما يعطى هذه النسخة قيمة علمية من حيث دقة التحقيق وصحة ما جاء فيها نسبة للأمير.
    إلا أن عيب هذه النسخة يكمن في عدم وجود فهرس في كل جزء على حده مما يضطر القارئ إلى العودة إلى فهرس الجزء الثالث في سبيل تحديد الموقف أو الصفحة التي يريدها.
    أما عن اختيار الأمير لهذا العنوان " المواقف" فإننا نجد أن الأستاذ بوعبدالله غلام الله في دراسته لهذا الكتاب يذكر أن الأمير يشير دائما إلى مصادره " وما كان يلقى إليه في المنام أو اليقظة وهو قائم في الصلاة وما أخذه عن رسول الله مباشرة أو ما تلقاه من الشيخ محيي الدين بن عربي يقظة أومناما .
    ولكنه لم يذكر من أين أخذ هذا العنوان الذي وضعه في كتابه الضخم في التصوف والاجتهاد"(629.
    على أن بعض الباحثين يرجع تسمية المؤلف بالمواقف إلى أن الأمير أراد أن يتشبه بغيره من أعلام التصوف " الذين ألفوا كتباً بهذا العنوان ومنهم محمد عبدالجبار النفري(630) المتوفي سنة 354هـ - 965م و ابن قضيب البان عبدالقادر بن محمد المتوفى سنة 1040هـ -1630م صاحب كتاب المواقف الإلهية على نسق الفتوحات المكية "(631) .
    ألف الأمير كتابه بدمشق وكان تأليفه هذه الموسوعة الجامعة حصيلة لثقافة الأمير الصوفية كما جاء استجابة لطلب بعض جلسائه من العلماء الذين التمسوا من الأمير أن يدوِّن لهم ما يلقيه في دروسه وما يتكلم به في مجالسه .
    والكتاب خلاصة اعتكاف وانكباب على مدى العقدين الأخيرين من حياته على القراءة والتأمل " لموسوعة ابن عربي الصوفية وهي الفتوحات المكية وقراءة فصوص الحكم وكل كتب محيى الدين بن عربي وكان جادا في هذه الفترة المقدرة بقرابة عشرين سنة في تأليف كتابه الضخم الموسوم بالمواقف.... ويعد الأمير أخلص تلامذة بن عربي وأشدهم تمسكا وعملا بمذهبه ونظرياته"(632).
    يستهل الأمير كتابه بفاتحة تنبئ على أنه لم " يكن شاكاً ولا حائراً بمعنى عدم الاهتداء إلى طريق الصواب وإنما يفتعل الشك فقط أو على الأصح يثير الحيرة من حيث هي إشكال تعجز أمامها التفسيرات العقلية المعتمدة في مناهج المتكلمين والفلاسفة لأنها تفسيرات متناقضة فيما تقترحه من حلول"(633).
    ولذلك فهو يؤكد أن عمله هذا ما هو إلا " نفثات روحية وإلقاءات سبوحية بعلوم وهبية وأسرار غيبية من وراء طور العقول وظواهر النقول خارجة عن أنواع الاكتساب والنظر في الكتاب قيدتها لإخواننا الذين يؤمنون بآياتنا إذا لم يصلوا إلى اقتطاف أثمارها تركوها في زوايا أماكنها إلى أن يبلغوا أشدهم ويستخرجوا كنزهم(634(.
    والأمير أودع في سفره هذه الأسرار والعلوم والإلقاءات التي لم يكتسبها علما ولم يقرأها في كتاب وإنما هي هبة ومنة من الله تعالى" فهي من قبيل العلم الموهوب لا صلة له فيها بالاكتساب ولم يتلقها من كتاب، يقدمها في تصنيف عسى الله أن ينفع به إخوانه في طريق الرحمن(635) .

    ـ يقول الأستاذ الزميل عبد القادر بن محي الدين تعليقاً على ما ذكره الدكتور سعد الله :

    حسبنا أن نذكر أن الدكتور أبالقاسم سعد الله- وفقه الله- قد قضى ربع قرن يجمع مادة كتابه ( تاريخ الجزائر الثقافي) , داخل البلاد وخارجها في المكتبات الأوربية والأمريكية , فضلاً عن العربية والإسلامية كما ذكر هو ذلك في مقدمته , والأمثلة على ذلك كثيرة فقد ذكر في سلسلته (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر ) الجزء الثاني أنه عثر على النسخة المسروقة من كتاب (تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر واخبار الجزائر ) .
    يقول الدكتور :" وقد استمر بحثي عنها في كل المظان الممكنة : دمشق والاسكندرية واسطانبول وباريس , وهي البلدان التي تردد عليها المؤلف والتي يوجد فيها منم يهمه موضوع الكتاب , وكانت النتائج دائماً مخيبة للأمل , ولكن اليأس لم يتطرق إلى البال , وزاد حماسي للبحث أن الطبعة الثانية للكتاب التي صدرت بعناية الدكتور ممدوح حقي لم تقدم نقداً ما لقضية النسخة المسروقة , , , وفي زيارتي إلى اسطانبول بتاريخ أغسطس 1970 , تمكنت من الاطلاع على نسخة مخطوطة من كتاب ( تحفة الزائر . . .) في احدى مكتبات اسطانبول .
    والدكتور سعد الله لا يتكلم جزافاً في المسائل التاريخية ومن قرأ أبحاثه يعلم حقيقة ما نقول , , ,
    فهو عندما تكلم عن كتاب المواقف وأثبت نسبته للأمير ذكر معه أن الكتاب قوبلت نسخته على نسخة جمال الدين القاسمي التي كانت بدار الكتب الظاهرية , ثم نسخة عبدالرزاق البيطار وكانت على هذه النسخة تعاليق بخط الأمير نفسه .
    يقول سعد الله :" إننا نرجح أن" عودة" الأمير إلى التصوف بتلك الصفة التي تدعو للدهشة كانت هروباً من محاولات استعماله في أدوار لم ير الفرصة سانحة للقيام بها , وقد كانت له همة قعساء ومروءة شماء أيضاً . فرأى أن خير ما يبتعد به هو اللجوء إلى الفتوحات المكية وفصوص الحكم لابن عربي , وغيرها من كتب الحقيقة الصوفية , , , وكثيراً ما وجدناه في ( المواقف ) يردد عبارة معينة , وهي أنه كان في حالة مشاهدة فصعق فكلمه الله وقال له : إنني أنا الله لا إله إلا أنا , وكان يحصل له , كما أخبر , بعد الرجوع إلى الحس , فرح وبشارة .
    وجاء في( المواقف) الأول قوله : " إن الله قد عودني أنه مهما أراد أن يأمرني أو ينهاني أو يبشرني أو يحذرني أو يعلمني علماً . . . إلا ويأخذني مني مع بقاء الرسم , ثم يلقي إليّ ما أراد بإشارة آية كريمة من القرآن , ثم يردني إليّ فأرجع بالآية قرير العين ملآن اليدين , ثم يلهمني ما أراد بالآية ".
    وقد أحلناك أخي الفاضل إلى مليئ ,,, ولا أعلم أن الدكتور خلدون سيأتي بجديد غير هذا الذي قاله سعد الله - أطال الله عمره , , ,


    .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .



    3ـ أبيات عبدالمجيد الخاني الشهيرة التي اختارتها أسرة الأمير لتُنقَشَ على قبر الأمير نفسِه .


    لله أُفْقٌ صار مشرق دارتـــي
    قمرين، هــلاّ من ديار المـــــغربِ
    الشيخ محيى الدين، ختْم الأوليـا
    قمر "الــفتوحات"، الفريد الشَّــــرِب
    والفرد عبدالقادر الحسني الأمير
    قمر "المواقف" .ذا الولي ابن النبـي
    من نال، معْ أعلى رفيق .أرّخوا:
    أذكى مقامات الشهــــــود الأقرب

    و هذه الأبيات ذكرها الشيخ عبدالرزاق البيطار في "حلية البشر" أيضاً في ترجمة الأمير عبدالقادر
    .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    4ـ أن لوالد الأمير عبدالقادر وهو الشيخ محيي الدين بن مصطفى الحسني كتاب على طريقة القوم و هو الموسوم بكتاب (إرشاد المريدين)، و صاحب المواقف يقبس فيه كثيراً من آراء صاحب "إرشاد المريدين" في ذلك الكتاب ، مشيداً به ومشيراً إلى نوع قرابته له .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    5 ـ نسبة الأمير محمد بن الأمير تأليف كتاب "المواقف" لوالده الأمير عبدالقادر .

    و لا ننسى أن كتاب "المواقف" قد طبع مرتين أولاهما كانت في عهد ابنه محمد , اي سنة 1911
    ، بل و أشار الأمير محمد باشا الى نسبة كتاب المواقف الى أبيه في كتابه "تحفة الزائر" ، ونصَّ على ذلك في تقديمه لديوان والده الذي أسماه الأمير محمد باشا ابن الأمير عبد القادر، نزهة الخاطر في قريض الأمير عبد القادر، مطبعة المعارف /مصر .


    و لا مانع من ايراد تلك المقدِّمة بجملتها لما فيها من الفوائد :

    ترجمة الناظم صلى الله عليه و سلم بقلم: الأمير محمد ولد الشاعر



    هو فرع الشجرة الزكية، وبدر العصابة الحسنية. إنسان عين السادة الأخيار، وعقد جيد القادة الأبرار. صدر الشريعة بل تاجها، بدر الحقيقة بل معراجها، نخبة آل بيت اشتهرت بالشرف أوائلهم وأواخرهم، وأشرقت في أفق سماء السعادة فضائلهم ومفاخرهم. من عجزت عن حصر أوصافه الأقلام، وتباهت بوجوده الليالي والأيام، وتزينت الطروس بغرر مزاياه ومدائحه، وتلت النفوس آيات الحمد والإخلاص في صحائفه. واسطة عقد الشرف المقتـنى، وغصن شجرة المجد المجتنى. كعبة القاصدين، حرم الخائفين، ناصر الدين، الأمير عبدالقادر بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبدالقادر بن خدة بن أحمد بن محمد بـن عبدالقوي بن علي بن أحمد بن عبدالقوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشار بن أحمد بن محمد بن مسعود بن طاووس بن يعقوب بن عبدالقوي بن أحمد بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء. بضعة خير الأنام، عليه أفضل وأكمل السلام.

    ولد قدس الله سره في رجب سنة ألف ومئتين واثنتين وعشرين ببلدة القيطنة التي اختطها جده بإيالة وهران من أعمال الجزائر ثاني أنجال والده ووالدته السيدة الزهراء بنت السيد عبدالقادر بن دوخه الحسيني تربى في حجر والده وفي مدرسته حفظ القرآن. وأخذ العلم عن أهل العرفان، وفي سنة مئتين وست وثلاثين سافر إلى وهران وحصل، حتى برع في كافة الفنون وكمل، وفي سنة مئتين وإحدى وأربعين سافر منها براً صحبة والده ذي الكمالات والعلوم الباهرة، قاصدين مكة المكرمة عن طريق القاهرة، وبعد أداء النسك رجعا إلى دمشق الشام، لزيارة الصلحاء والعلماء الأعلام، وأخذ بها عن الولي الصالح الإمام حضرة مولانا الشيخ خالد المجدوي الطريقة النقتبندية (لعلها النقشبندية)، ومنها إلى بغداد وأخذ بها الطريقة العلية القادرية على السيد محمود الكيلاني ثم رجع براً إلى الشام، وآب منها إلى بيت الله الحرام، وبعد أداء المناسك رجع من طريق البر إلى بلدته في السنة الثالثة والأربعين بعد المائتين وفي سنة ست وأربعين قام والده بأمر الجهاد فحارب معه سنتين وفي رجب سنة ثمانية وأربعين بايعه أهل الجزائر أميراً عليهم لاشتهاره بالشجاعة والعلم والبراعة، فباشر الأعمال، وركب الأخطار والأهوال وأقام الإمارة على قدمي الفضل والعدل، وزانها بما يؤيده العقل والنقل، وضرب السكة من فضة ونحاس، وأنشأ المعامل للأسلحة واللباس. وقام بأمر الجهاد ست عشرة سنة، يحارب الدولة الفرنساوية ويحمي دينه ووطنه، وأظهر من الشجاعة والبسالة والفتك في كل مجال ما اشتهر في الآفاق وقد بسطت ترجمته في كتابي المسمى بـ«تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر» وكانت الحرب بينهما سجالاً(*)

    وكان يباشر القتال بنفسه ويتقدم أصحابه في المواقف فيرجع وقد ألبسته مخرقة من الرمي بالرصاص ولم يصبه سوى جرح بكتفه وآخر بأذنه ومات تحته عدة خيول ثم هاجمته دولة مراكش من جهة أخرى وبعد محاربات عديدة علم أن التسليم أولى فسلم لدولة فرنسا على شروط مقررة وعهود وذلك في محرم سنة ألف ومئتين وأربع وستين وبقي محجوراً(**) عليه عندها. وفي سنة ست وستين حضر إلى محل إقامته بمدينة إمبواز نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وبشره بإطلاق سبيله وأهداه سيفاً مرصعاً ورتب له في كل سنة خمسة آلاف ليرة فرنساوية فتوجه إلى باريس ومنها إلى الآستانة العليا فتشرف بمقابلة ساكن الجنان مولانا السلطان الغازي عبدالمجيد خان طاب ثراه فأكرم وفادته وأحسن مثواه ومنحه في بورسة داراً عظيمة ثم رجع سنة السبعين إلى الآستانة وتوجه إلى باريس ثم رجع إلى بورسة وعزم سنة إحدى وسبعين على السكن بدمشق الشام فارتحل إليها.

    ثم توجه سنة ثلاث وسبعين إلى زيارة بيت المقدس والخليل وقرأ في شهر رمضان البخاري الشريف في دار الحديث والإتقان والإبريز في مدرسة الجقمقية، واعتكف في شهر رمضان سنة خمس وسبعين بالجامع الأموي وقرأ الشفا والصحيحين في مشهد سيدنا الحسين. وفي سنة سبع وسبعين منحته الدولة العلية النيشان المجيدي من الرتبة الأولى وأهدته أيضاً الدول الفخام نياشينها من الطبقة الأولى نظراً لما أبداه من مساعدة للمسيحيين في واقعة تلك السنة، ثم سافر إلى حمص وحماه وزار سيدنا خالد بن الوليد ومن حل في حماه .

    وفي سنة ثمانين توجه إلى مكة وأقام بها وبالطائف والمدينة المنورة سنة وستة أشهر وأخذ بمكة الطريقة الشاذلية عن الشيخ محمد الفاسي، وقصد الآستانة سنة اثنتين وثمانين وتشرف بمقابلة ساكن الجنان السلطان الغازي عبدالعزيز خان طاب ثراه فأكرم نزله وأحسن قراه ومنحه النيشان العثماني من الرتبة الأولى، ثم توجه منها إلى باريس فزاد له الإمبراطور على مرتبه السابق ألفين وخمسمائة ليرة إفرانساوية في كل سنة.

    ودعي إلى مصر سنة ست وثمانين ليحضر احتفال خليج السويس، وقرأ الفتوحات المكية سنة تسع وثمانين مرتين بعد أن أرسل عالمين لتصحيحها على النسخة الموجودة بخط مؤلفها الشيخ الأكبر في قونيه.

    وأخذ الطريقة العلية المولوية على حضرة الدرويش صبري شيخ الطريقة المولوية بالديار الدمشقية.
    وكان محافظاً على السنن عاكفاً على شهود الجماعة كثير الصدقات وكان مرتباً راتباً في كل شهر للعلماء الصلحاء والفقراء منتصبًا لقضاء حوائج العباد، عاملاً بتقوى الله في السر والجهر، متعبداً على مذهب سيدنا مالك، وتغلغل في آخر عمره في علوم القوم وأظهر من دقائق الحقائق وعوارف المعارف ما يؤذن بسمو مقامه، وكان يصوم شهر رمضان على الكعك والزبيب معتزلاً عن القريب والغريب وله خلوة يتحنّث بها في قصر بقرية أشرفية صحنايا، وكان مشتغلاً عن مرض وفاته بالمراقبة والمشاهدة حتى إنه لا أنّ ولا تأوّه إلى أن انتقل إلى رحمة ربه الكريم في منتصف ليلة السبت لتسع عشرة خلت من شهر رجب سنة ألف وثلاثمائة في قصره بقرية دمر من مرض اعتراه بالكلى والمثانة، مدة خمسة وعشرين يومًا وصلى عليه بالجامع الأموي خلق كثير، وكان له مشهد لم يعهد له نظير، واجتمع في جنازته أمم من جميع الملل ودفن ظهر يوم السبت جوار الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي الحاتمي في حجرته وتوفي عن زوجته ابنة عمه وثلاث جوار جركسيات وجارية حبشية وخلف عشرة أولاد ذكور وست بنات.

    وكان صلى الله عليه و سلم معتدل القامة عظيم الهامة، ممتلئ الجسم أبيض اللون مشرباً بحمرة أسود الشعر كثَّ اللحية أقنى الأنف أشهل العينين يخضب بالسواد، وله من التأليفات تعليقات على حاشية جده السيد عبدالقادر بن خدة في علم الكلام، وتنبيه الغافل وذكرى العاقل، والمقراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل والإلحاد، والمواقف في علم التصوف، وله من الشعر الرائق والنثر الفائق ما يطرب الأسماع ويستهوي الألباب والطباع وكان يحب اللعب بالشطرنج ويحسن الخياطة سيما خياطة الشبكة. وبالجملة كان إماماً جليلاً عالماً عاملاً نبيهاً نبيلاً زاهداً ورعاً مهاباً شجاعاً كريماً حليماً، أوَّاباً رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه، آمين
    .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    6ـ أن كتاب "المواقف" خرج من كنف أسرة الشيخ وذريَّته ، و من ضئضئ مريديه و طلبته ، و لم يصدر عن أيِّ منهم أدنى اعتراض ، و لم يبدر من أحدهم أيُّ امتعاض ، و إنما جرى التشكيك في نسبة الكتاب بأخَرة .
    و تلميحات وتلويحات الأميرة الفاضلة بديعة الحسني بالأخدان و الأقران تتجه الى التنسيق لا إلى النسبة والتوثيق .
    بل قد يرى القارئ الكريم أن ما أوردته الأميرة حفظها الله عند التفتيش أقرب إلى إثبات نسبة الكتاب الى الأمير منه إلى نفيه عنه .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .


    7ـ مِمَّا يؤكِّد نسبة كتاب المواقف الى الأمير عبدالقادر أن الأمير كانت له عناية بقراءة و تصحيح "الفتوحات المكية" لابن عربي ، بل و التعليق عليها ..
    قال ابنه الأمير محمد باشا : (وقرأ الفتوحات المكية سنة تسع وثمانين مرتين بعد أن أرسل عالمين لتصحيحها على النسخة الموجودة بخط مؤلفها الشيخ الأكبر في قونيه ) مقدمة "نزهة الخاطر في قريض الأمير عبد القادر"، مطبعة المعارف /مصر
    قلت :العالمان المذكوران هما :
    الشيخ محمد الطنطاوي جد الشيخ العالم و الأديب المشهور على الطنطاوي .
    أمَّا الآخر فهو الشيخ محمد الطيب تلميذ الشيخ محمد الطنطاوي.

    و الشيخ علي الطنطاوي قد نصَّ على ذلك عندما تعرض في فتاواه للصوفي المسمِّي نفسه " محمود الغراب " الذي ادعى أن الطنطاوي لايعرف شيئا عن ابن عربي !

    ـ فقال الشيخ ردًا عليه :
    ( أما قوله في الرسالة من أنني لا أعرف شيئًا عن ابن عربي وعن عقيدة وحدة الوجود ؛ فأخبره - و لافخر في ذلك - أن الذي جلب كتاب الفتوحات من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن عربي نفسه ، المحفوظة الآن في قونية ، هو جدنا الذي قدم من طنطا إلى دمشق سنة 1250هـ ، فإن كان أخطأ في ذلك فأسأل الله المغفرة له ، وإنني قابلت مع عمي الشيخ عبدالقادر الطنطاوي نسخة الفتوحات المطبوعة على هذا الأصل المنقول صفحة صفحة .. .. وأنا أستغفر الله على ما أنفقت من عمري في قراءة مثل هذه الضلالات ) . انتهى ( انظر فتاوى الطنطاوي : ص 79- 80 ).

    ـ وكرَّر الشيخ علي الطنطاوي الإشارة الى هذه القصة في ذكرياته فقال :
    (والشيخ ـ " محمد" ـ الطيب كان تلميذ جدنا الشيخ محمد الطنطاوي الذي قدم دمشق من مصر , وقد ذهب معه بأمر الأمير عبدالقادر الجزائري إلى ( قونية ) في الأناضول , وأحضرا منها نسخة الفتوحات المكية لمحيي الدين بن عربي .
    والنسخة التي قوبلت على نسخة مؤلفها وطبعت المطبوعة عنها , وضعتُها في مكتبة مجمع اللغة العربية في دمشق من عهد بعيد . ) ـ انتهى من " ذكريات علي الطنطاوي" .

    و قال بعد ذلك في موضع آخر من الذكريات :

    ( وأنا أكتب هنا للحق وللتاريخ , فلا استطيع أن أختم الكلام عن جدنا من غير أن أعرض إلى أمر صنعه , ما أدري هل أحسن فيه أم أساء ؟ هو ان الأمير عبدالقادر العالم المجاهد كان ( وليته لم يكن ) ممن يقول بوحدة الوجود .
    وشيخ القائلين بها ابن عربي ( قالوا في المشرق ابن عربي ليميز من ابن العربي الإمام الفقيه المحقق المعروف ) وأكبر كتبه الفتوحات المكية وكان منه نسخة كاملة في ( قونية ) بخط المؤلف فبعث الأمير جدنا الشيخ محمداً وتلميذه الشيخ محمد الطيب ( المدفون في المزة في اجمل بقعة منها ) إلى قونية لنسخ صورة عنها , وطبعها ، هذا هو الذي صنعه .
    وللأمير عبدالقادر كتاب اسمه ( المواقف ) مملوء بمذهب ( وحدة الوجود ) ألزمت وأنا صغير بالمشاركة بتصحيح تجارب طبعه فلما رأيت ما فيه استعذت بالله وتركته .
    ولقد كتبت في الرسالة من أكثر من أربعين سنة أن كفر كفار قريش ليس أكثر مما في هذه الكتب , فقام عليّ مشايخ من مشايخي وكانت بيني وبينهم مناظرات , ثم اقترحت اقتراحاً , أعيد ذكره الآن :
    إن ابن عربي واحد من الكتّاب الخمسة الذين هم أعظم كتاب العربية : الجاحظ , وأبوحيّان التوحيدي , والغزالي وابن خلدون .
    وهو فيلسوف لا يبلغ سبينوزا إلاّ أن يكون تلميذاً له , وكتابه الفتوحات كتاب عظيم ولكن يفسده ويذهب بخيره ويمحو جماله ما فيه من كلام لا يشك في أنه كفر , وأنه أخذ الأفلاطونية الجديدة لأفلوطين ( plotin ) فجعلها من الدين .
    والاقتراح هو أن نأخذ الفتوحات , فنمحو منها هذا كله , وهذا كله لا يبلغ عشر الكتاب , ثم نطبعه طبعة جديدة , ونكتب على غلافها ( مهذب الفتوحات ) فنستفيد منه ونستمتع بالخير فيه , ونسلم مما فيه من الشر , فما رأيكم دام فضلكم ؟ . ) انتهى من " ذكريات علي الطنطاوي" .

    إذن كتابا الفتوحات و المواقف صنوان كأنما خرجا من مشكاة واحدة ، بل إن هناك من يرى أنَّ ما في المواقف من الكفريات يفوق ما في الفتوحات .

    قلتُ و هو الحق ، و مِمَّن يرى ذلك الشيخ محمد نصيف علامة الحجاز رحمه الله .
    فقد ذكر الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى في مقدمة تحقيقه لكتاب تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي للبرهان البقاعي، أن النسخة التي اعتمد عليها كانت في ملك الشيخ محمد نصيف رحمه الله تعالى، وأنه دفعها للشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله ليحققها، ودفعها الشيخ حامد للشيخ عبد الرحمن ليقوم بهذه المهمة، وأنه كان مكتوبا على النسخة بخط الشيخ محمد نصيف أنه سأل أحد الرحالة الأتراك السواح عن سر ضياع كثير من كتب العلماء التي ترد على ابن عربي، وتبين ضلاله وكفره، فأخبره بأن الأمير عبد القادر الجزائري حين كان مقيما في الشام سعى في جمع الكتب التي تنتقد ابن عربي، وقرأها جميعا، ثم أحرقها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    قلتُ و هذا نص ما كتبه الشيخ محمد نصيف ـ و الذي يسمِّيه الشيخ محب الدين الخطيب " مفخرة الحجاز " رحمهما الله :

    قال الشيخ الجليل محمد نصيف :" أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف : سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي ، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة ؟ فقال : قد سعى الأمير السيد عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة ، وطالعها كلها ، ثم أحرقها بالنار ، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي . صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي ، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله :" أبو الحسين الحلاج " ، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات ، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد ، وطبع وقفا ، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ

    ـ و ربَّما كان ما في كتاب المواقف من المجازفات الغريبة و الشطحات العجيبة هي التي حدَت بالأميرة الفاضلة بديعة الحسني لإنكار نسبة الكتاب إلى الأمير .

    تقول الأميرة الفاضلة بديعة الحسني :
    ( وفي الموقف الرابع والسبعين من كتاب المواقف(، كل من قرأ كل هذه الصفحات وسؤال الكاتب فيهاـ (أي لله عز و جل) ـ (فما الذي تميزت به عني، أنا القديم وأنت القديم، أنت الحادث القديم وأنا الحادث القديم...إلخ من أسئلة لا يسألها إلا من كان نداً لآخر، يرى نفسه مساوياً له. هذه الأقوال لا تدخل في دائرة الرموز الصوفية ولا اللغة التي لا تعطي دلالة على مرادهم فيحتاج فك رموزها ردها إلى أهلها لأنه عندما يقول الكاتب (قلت للحق تعالى: أنت الحادث القديم وأنا الحادث القديم...إلخ، فما الذي تميزت به) فهو يتجاهل سورة الإخلاص وآية (ولم يكن له كفواً أحد). فالحادث شيء أو أمر لم يكن له وجود مسبق، ومن استحدث أمراً، أي أوجده كان غير موجود قديمأ أو جديداً، والله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض وما بينهما وكل شيء، أي استحدثه تعالى، ولم يكن لهم وجود قبلاً. هذه الأقوال وغيرها في كتاب ((المواقف)) تدخل في دائرة عقائد إشراقية تجيز التلاعب بالآيات القرآنية وتؤمن بخليفة الله في الأرض وتأله البشر، المخالف لقول الله تعالى في سورة البقرة (إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)([3]) وفي سورة ص (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق)([4]) وسبحانه وتعالى قال خليفة ولم يقل خليفة لي، وكلام الله عز وجل في غاية الدقة والسداد لا يأتيه الباطل. ومعنى الخليفة في اللغة العربية، لغة القرآن (خلف فلان فلاناً) أي قام مقامه بعد ذهابه، خلق الله سيدنا آدم من غير أب ولا أم، وجعله خليفة في الأرض وهو لم يخلف أحد، ولذلك حكمة، والله قادر على كل شيء) انتهى عن مقال (كتاب المواقف و الأمير عبدالقادر الجزائري ) بديعة الحسني .
    www. djelfa.info/vb/showthread.php?p=754314 - 83k -


    إضاءة :

    و إنصافاًً لتاريخ الأمير فإن الأمير ـ فيما أعلم ـ ليس هو من طَبَع الفتوحات ، فقد تم طبع كتاب الفتوحات المكية ببولاق مرتين :
    1 ـ كان أولهما طبعة بولاق بمصر سنة 1274/1857.
    2ـ ثم أعيد طبعه سنة 1293/1876 بتصحيح الشيخ محمد قطة العدوى.
    3 ـ ولكنَّ الطابعين للطبعة الثالثة من الفتوحات اعتمدوا نسخة الأمير التي جلبها من قونية .
    و ذلك حين قامت دار الكتب العربية الكبرى بمصر (مصطفى الحلبي وأخويه) بطباعته سنة 1329/1911 على نفقة الحاج فدا محمد الكشميري وشركاه بمكة، وتم فيها تدارك ما وقع في طبعتي بولاق من أخطاء، وذكر الشيخ محمد الزهري الغمراوي رئيس لجنة التصحيح بمطبعة دار الكتب العربية الكبرى أنه فات طبعتي بولاق الوقوفُ على نسخة المؤلف، وأنه من العناية الإلهية أن سيقت لهم نسخة تمت مقابلتها على نسخة قونية التي بخط المؤلف، قابلها جماعة من العلماء بأمر الأمير عبد القادر الجزائرى .
    ـ و لذلك فإنَّ من ينسب الى الأمير طباعة كتاب "الفتوحات" كالشيخ علي اللطنطاوي رحمه الله كما مرَّ بنا قريبا ـ فذلك بسبب جهود الأمير في جلب النسخة وتصحيحها و التعليق عليها .
    ـ ولكن ما يُؤخذ على الأمير عبد القادر الجزائرى هو أنَّ له تهميشات و تعليقات بخطِّه على الكتاب اعتمدها الناشر تصبُّ في مجال الإشادة بالكتاب وبمؤلفه ، و ليس فيها شيءٌ من الاستدراك على المؤلف ، ولا من انتقاد ما في الفتوحات من الشطحات والكفريات

    .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .




    تنبيه :


    أمَّا من ظنَّ و قوع الخلط بين كتابي ابن قضيب البان و محمد بن عدالجبار النفري و بين كتاب "المواقف" المنسوب للأمير عبدالقادر فقد أبعد النجعة و أغربَ النزعة ، وإن كان كلا الكتابين ينضحان بعقيدة وحدة الوجود الصوفية


    1ـ فبالنسبة لكتاب "المواقف الإلهية"، لعبد القادر بن محمد أبي الفيض النقشبندي القادري الخلوتي ، المعروف بابن قضيب البان، و المولود في مدينة حماة من بلاد الشام سنة: (971) للهجرة،. و المتوفى بحلب سنة: (1040) للهجرة.

    فكتابه "المواقف الإلهية" مطبوع و معروف ، و قد حقَّقه عبد الرحمن البدوي و ألحقه بطبعنه لكتاب الإنسان الكامل / ط وكالة المطبوعات الكويتية.


    ـ ومن طوام ابن قضيب البان ما جاء في كتابه "المواقف الإلهية":

    ((ثم نوديت من مكان قريب، وذلك من جهاتي الست: يا حبيبي ومطلوبي، السلام عليك، فغمضت عيني، وكنت أسمع بقلبي ذلك الصوت حتى أظنه من جوارحي لقربه مني، ثم نوديت: انظر عليّ، ففتحت عينيّ فصرت كلي أعيناً، وكأن ما أراه في ظاهري، وصرت كأني برزخ بين كونين وقاب، كما يرى الرائي عند النظر في المرآة ما في خارجها. ثم سمعت بقارئ يقرأ: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفران ربنا وإليك المصير.

    وإذا بذلك الحجاب قد رفع وأذن لي بدخوله، ولما دخلته رأيت الأنبياء صفوفاً صفوفاً ودونهم الملائكة، ورأيت أقربهم للحق أربعة أنبياء، ورأيت أولياء أمة محمد أقرب الناس إلى محمد وهو أقرب الخلق على الله - تعالى - وأقرب إليه أربعة أولياء، فعرفت منهم السيد محي الدين عبد القادر، وهو الذي تلقاني إلى باب الحجاب، وأخذ بعضدي حتى دنوت من سيدنا محمد صلى الله عليه وآله، فناولني يمينه فأخذته بكلتا يدي.

    فلا زال يجذبني ويدنيني حتى ما بقي بيني وبين ربي أحد، فلما حققت النظر في ربي ورأيته على صورة النبي، إلا أنه كالثلج أشبه شيء أعرفه في الوجود من غير رداء ولا ثياب.
    ولما وضعت شفتي على محل منه لأقبله أحسست ببرد كالثلج - سبحانه وتعالى -، فأردت أن أخر صعقاً، فمسكني سيدنا محمد صلى الله عليه وآله))
    (المواقف الإلهية لابن قضيب البان صفحة: 164 ـ 169)

    2- أمَّا كتاب "المواقف والمخاطبات " للنفري
    - فالنفريو هو محمد بن عبد الجبار النفَّري، المولود في مدينة نِفَّر الواقعة على ضفاف نهر الفرات شرقاً. ونِفَّر مدينة سومرية تسمى نيبور؛ وهي مبنية على ضفاف الفرات الشرقية، وكانت مركزاً دينياً مهماً قبل أربعة آلاف سنة . ومن بعدُ أصبحت مركزاً للديانة المانوية، ثم المسيحية في القرن السابع الميلادي. عاش في القرن الرابع الهجري، وعاصر محنة الحلاج التي أثَّرت على أهل التصوف ودَعَتْهم إلى التحفظ والكتمان والتقية الشديدة.
    وقد اكتشف كتابَ المواقف والمخاطبات للنفَّري المستشرقُ آرثر جون آربري سنة 1934. ويبدو أن عدم ذكر النفَّري في مصادر أهل التصوف والعرفان يرجع إلى عدة أسباب أهمها: تأثير محنة الحلاج على جيل المتصوفة الذي تستر بالتحفظ والكتمان. التخوف من الفقهاء .

    تبنى النفَّري أفكاراً خاصة به تدعوه إلى الغياب التام وعدم الظهور؛ وقد تكون هذه طريقة خاصة بالنفَّري وأصحابه .يبدو أن النفَّري شيعي المذهب؛ وهو ما يبدو من خلال نصِّه الأخير في "المواقف والمخاطبات "الذي يشير فيه إلى الإمام المنتظر الذي يظهر وأصحابَه في آخر الزمان، بحسب الرواية الشيعية. والاعتقاد الشيعي بخصوص الإمام المنتظر متطابق مع مفردات النص النفَّري، وتؤكد ذلك طريقتُه العرفانية.، و هناك من يعتبر كتابه "المواقف" من تراث النصيرية الأولى ، و كون ولادة النفَّري كانت في مدينة نِفَّر العراقية المجاوِرة للكوفة فإنَّ ذلك ممَّا يقوِّي الظنَّ بتشيُّعه.
    - وذهب يوسف سامي اليوسف في كتابه (مقدمة للنفري: ص163) إلى أن النفري لم يكن مسلماً، ورجح أنه زردشتي توفي النفَّري في القاهرة عام 375 هـ/965 م، كما ذكره التلمساني شارح مواقفه .

    و العفيف التلمساني (ت690هـ) له شرح مشهور على مواقف النفري ،وبسبب هذا الشرح اتّهمه البعض بالميل إلى مذهب النصيرية
    .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .




    إذن فلمَ كان هذا التشابه في السم بين كلٍّ من الكتابين المذكورين و بين كتاب الأمير ؟


    ـ يلمِّح الدكتور عبدالرزاق بن السبع في كتابه:" الأمير عبد القادر الجزائري وأدبه" إلى سبب تسمية كتاب "المواقف" للأمير بقوله :

    ( ولكنه لم يذكر ـ أي الأمير ـ من أين أخذ هذا العنوان الذي وضعه في كتابه الضخم في التصوف والاجتهاد .
    على أن بعض الباحثين يرجع تسمية المؤلف بالمواقف إلى أن الأمير أراد أن يتشبه بغيره من أعلام التصوف " الذين ألفوا كتباً بهذا العنوان ومنهم : محمد عبدالجبار النفري المتوفي سنة 354هـ - 965م و ابن قضيب البان عبدالقادر بن محمد المتوفى سنة 1040هـ -1630م صاحب كتاب " المواقف الإلهية "631) .


    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .


    تساؤل :


    هل كتاب "المواقف" هوالكتاب الوحيد الذي توجد فيه المخالفات العقدية فبالتالي فعندما ننفيه عن الأمير يكون ذلك كافياُ لنفي تلك المخالفات العقدية عن جميع آثاره .

    يقول سعدوني:
    "أما ماذهب إليه ـ أي الدكتور حقي ـ من بعض الشك في شعر «المواقف» على أنه ليس للأمير، فإن ذلك النزر من الظن عنده قد يعني بعض ما يمكن أن يضاف، أو يدس في ثنايا القصائد ليس إلا، لأن شعر «المواقف» ورد في مظانه كما أراد الأمير عبدالقادر نفسه ذلك" .


    و لذلك فلا بدَّ من ذكر مقدمة مختصرة في مؤلفات الأمير ،و هي كما يلي :
    مؤلفات الأمير عبد القادر:

    1ـ حسام الدين لقطع شبه المرتدين.
    وهي رسالة تتضمن جوابا للامير عبد القادر الجزائري حول الجهاد وموالاة الكفار، و فيه تتبين نزعة الأمير الجهادية للذود عن حياض الإسلام و المسلمين .

    2 - "المقراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل والإلحاد" وهي رسالة كتبها في سجنه بفرنسا.

    3 - "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" وهي رسالة كتبها و أرسلها للأكاديمية الفرنسية عندما انتخبته عضوًا فيها.

    4 - تعليقات على حاشية جده "عبد القادر بن خدة" في علم الكلام.!

    5 - رسائل وإجابات على أسئلة في العديد من الموضوعات والفنون

    6 - "المواقف" وهو في التصوف ، و هومحل البحث الآن .

    7ـ مذكرات الأمير عبدالقادر الجزائري ، ولي رجوعٌ للحديث عن هذا الأثر الهام و مدى صلته بالأمير .

    8ـ ديوان الأمير عبدالقادر الجزائري و سيأتي الحديث عنه بتفصيل .

    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    كلمه عن ديـوان الأمير عبدالقادر ونشره :


    أ ــ إن أول نسخة نشرت للديوان هي النسخة التي أعدها «محمد باشا ابن الأمير عبدالقادر :
    التي نشرها في دار المعارف بمصر، وعنونها بـ «نزهة الخاطر في قريض الأمير عبدالقادر» يقول في أولها :
    «أما بعد فيقول المفتقر إلى رحمة مولاه الغني، محمد بن الأمير عبدالقادر الحسني: قد سنح بفكري أن أرتب ما عثرت من كلام مَنْ في جوامع محامده ركعت غرر الشمائل، وفي محاريب معاليه سجدت جباه الفضائل، وكرع من بحر محيط الشريعة صافي الشراب، وبرع في نشر خفي الحقيقة لما عن الأغيار غاب، سيدي ومولاي ناصر الدين، الأمير عبد القادر بن محيي الدين، ولم أتعرض لذكر ماله من النظم في الحقيقة واللطائف، حيث أنه قدس سره أثبتها في كتابه المسمى بالمواقف، لا زالت أحاديث فضله تروى وتسند، وآيات بره بين الملأ تتلى وتشهد، ماذر شارق، ولاح بارق».

    ب ــ » ديوان الأمير عبدالقادر» نسخة الدكتور ممدوح حقي:
    تعد نسخة الدكتور «ممدوح حقي» النسخة الثانية» ، وهي نسخة من الحجم الكبير، بالقياس إلى نسختي «الأميـــر مــحــمــد» ونســخـــة «صيام»،
    مؤلفة من أربع وأربعين ومائتي صفحة وقد استبعد شعر «المواقف» كله ما عدا قصيدة «أستاذي الصوفي» التي أثبتها كذلك الأمير محمد في الديوان، ونجدها في «المواقف» أيضا.
    وقد مضى قول سعدوني:"
    أما ماذهب إليه ـ أي الدكتور حقي ـ من بعض الشك في شعر «المواقف» على أنه ليس للأمير، فإن ذلك النزر من الظن عنده قد يعني بعض ما يمكن أن يضاف، أو يدس في ثنايا القصائد ليس إلا، لأن شعر «المواقف» ورد في مظانه كما أراد الأمير عبدالقادر نفسه ذلك" .

    جـ ــ نسخة «زكريا صيام»:هذه هي الإصدار الثالث للديوان، أو هي النسخة الثالثة التي وصلنا إليها، وهي بعنوان «ديوان الأمير عبدالقادر الجزائري تحقيق وشرح وتعليق»، صدرت عن «ديوان المطبوعات الجامعية»، الجزائر سنة 1988 ، بحجم متوسط بلغت صفحاته أربعين وثلاثمائة صفحة،
    كما تبين فإن ديوان «الأمير عبدالقادر» الذي أصدره ولده «محمد»، والذي حذا حذوه فيه «ممدوح حقى» لم يضم كل شعر الأمير، بحيث استبعد عنه شعره الذي في «المواقف» ، أما «صيام» فقد حاول استدراك ذلك، وأثبت ما وصل إليه من شعره في «المواقف»، ومع ذلك فقد فاتته بعض النصوص، كما سيلاحظ ذلك في مظانه في الديوان أو في الملحقين معا.

    د ـ ثم اخرجه الدكتور سعدوني عن مؤسسة جائزة عبدالعزيزالبابط ين للإبداع الشعري ، واعتمد فيه على النسخ الثلاث السابقة بينما جعل نسخة ممدوح حقي هي الأصل ، وأثبت ما وصل إليه من شعر الأمير في «المواقف» أو زاده عن مصادر أخرى في ملحقين منفصلين .

    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .



    بعد أن عرفنا مصادر شعر الأمير ، أنبِّه إلى أمرين :


    1ـ أن هناك أشعار تحتوي على مخالفات عقدية ظاهرة ، وهي ليست في كتاب المواقف أصلاً ، مثل :قصيدة الاستغاثة برسول الله . والتي يقول فيها الأمير :


    يا سيدِي ! يا رسولَ اللّهِ ! يا سندِي //ويا رجائِي ! ويا حصنِي ! ويا مددِي
    وياذخيرةَ فقرِي ! يا عياذِيَ ! يا //غوثِي ! ويا عدتِي للخطبِ والنكدِ
    يا كهفَ ذلّي ! ويا حامِي الذمارَ ! ويا// شفيعَنا في غدٍ ! أرجوكَ يا سندِي
    لا علمَ عندي أُرجِّيه ولا عملٌ //أمامَ نجوايَ من هديٍ ومنْ رشَدِ
    أبغي رضاكَ ولا شيءٌ أقدّمِهُ //سوى افتقارِي وذلِّي واصفرارِ يَدِي
    إن أنتَ راضٍ فيَا فخرِي ويا شرفي//ماذا عليَّ إذَا واليتَ من أحدِ ؟


    و هذه القصيدة ليست في "المواقف" ، بل في ديوان الأمير عبدالقادر نسخة ابنه الامير محمد ص : 14، 15.و نسخة صيام ص : 142، 143.


    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    أنَّ كثيراً من القصائد الموجودة في المواقف موجودة في مظانِّها من آثار الأمير أو تقييدات مؤرخيه و معاصريه .

    و قد مرَّ بنا قول الدكتور سعدوني :

    " أما ماذهب إليه ـ أي الدكتور حقي ـ من بعض الشك في شعر «المواقف» على أنه ليس للأمير، فإن ذلك النزر من الظن عنده قد يعني بعض ما يمكن أن يضاف، أو يدس في ثنايا القصائد ليس إلا، لأن شعر «المواقف» ورد في مظانه كما أراد الأمير عبدالقادر نفسه ذلك" .


    فمثلاً قصيدة "استاذي الصوفي" رواها ابن الأمير و مؤرخه الامير محمد في كتابه "تحفة الزائر" ص : 694، 695"، بل وبيَّن مناسبة القصيدة ، حيث قالها الأمير بعد أن انقطع إلى العبادة في غار حراء بمكة المكرمة إلى أن جاءته ـ كما ذكر ـ البشرى بالرتبة الكبرى على عادة المتصوفة.

    ومن هذه القصيدة قوله في شيخه الصوفي
    :


    عيادي ملاذي وعمدتي ثم عدتي//وكهفي إذا أبدى نواجذه الدهر
    غياثي من أيدي العداة و منقذي//منيري مجيري عندما غمني الغمر
    ومحيي رفاتي بعد أن كنت رِمَّة//وأكسبني عمرا لعمري هو العمر




    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المبارك مشاهدة المشاركة
    7ـ مذكرات الأمير عبدالقادر الجزائري ، ولي رجوعٌ للحديث عن هذا الأثر الهام و مدى صلته بالأمير .

    بالنسبة للأميرة الفاضلة بديعة الحسني فهي تنفي هذه المذكرات، وترى أنَّ ظروف خروجها كانت مُريبةً بعض الشيء ، و هذا هومقال الأستاذة الفاضلة ـ حفظها الله ـ :


    ----------------



    بسم الله الرحمن الرحيم



    ملاحظات حول مخطوط سمي مذكرات للأمير عبد القادر

    الملاحظة الأولى هي: مصدر المذكرات وهو فرنسي السيد جاك شوفالييه:
    ذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله حفظه الله في تقديمه لهذا المخطوط الذي سمي مذكرات الأمير عبد القادر أن أحد أفراد عائلة السيد جاك شوفالييه قد عثر على هذا المخطوط بالمصادفة، أثناء بحثه عن بعض الخشب في القبو للتدفئة، ولما اطلع عليه تأكد من أهميته التاريخية البالغة للوطن، فاتصل فوراً بوزير المجاهدين وسلمه المخطوط، وقد قام الوزير بتسليمه إلى السيد مدير المكتبة الوطنية في حفل رسمي، ويذكر الدكتور أنه اطلع على هذا المخطوط وأنه وجده من غير عنوان ومنسوب إلى مصطفى بن التهامي وأن هنري تيسيه هو من أطلعه عليه وكان على علاقة قرابة مع عائلة شوفالييه التي وحدت المخطوط.

    أما قصة المخطوط فهي تعود إلى عام 1848 أي قبل ما يقرب من قرن وسبعة عشر عاماً من كتابة هذا المخطوط الذي يفترض أن كتابته كانت أثناء سجن الأمير عبد القادر عام 1848 تقريباً، وهذا الجزء يشكل جاذبية كبيرة وأيضاً تساؤلات أكبر وملاحظات.

    الملاحظة الثانية: هل بقي هذا المخطوط طيلة هذه المدة بين الأخشاب؟ إلى أن وجده أحد عائلة شوفاليه السيد جاك، وهذا كان رئيس بلدية مدينة الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر.

    وقد اطلع السيد حبر الكنيسة الكاردينال تيسييه عليها قبل أن تقدم هدية إلى وزارة المجاهدين التي أهدتها بدورها إلى المكتبة الوطنية في الجزائر بحفل رسمي.
    إذاً كما نشاهد أن هذا المخطوط قدم من مصدر فرنسي وهو حدث على درجة كبيرة من الأهمية، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عند المحققين.

    الملاحظة الثالثة: كما ذكر الدكتور سعد الله حفظه الله في تقديمه فقال أن العمل في هذا المخطوط هو عمل إنشائي تاريخي بعيداً عن حياة الأمير عبد القادر ومرتبطاً بتاريخ الإسلام العام، والمعارف الحضارية التي قد تكون مقحمة إقحاماً أي أُدخلت على الموضوع ولا علاقة لها بسؤال أو طلب القبطان وملاحظات الدكتور جديرة بالاهتمام وهي:
    أولاً- المصدر هو فرنسي
    ثانياً- المكان الذي وجد فيه المخطوط.
    ثالثاً- المدة الزمنية
    رابعاً- المضمون الذي خرج عن موضوع السؤال أو الطلب
    خامساً- الأمور التي احتوت عليها دراسة هذا المخطوط، وكلها أمور على درجة عالية من الأهمية لدينا لأنها بنيت على أساس مشكوك فيه وهو نسبة هذا المخطوط إلى الأمير عبد القادر الأساس الذي بنيت عليه الدراسة.
    والمستهجن على الأقل من قبل القراء أن يقدم هذا المخطوط على أنه مذكرات للأمير عبد القادر وصهره التهامي أو أنه بعلمه.
    في المقدمة التي كتبها السيد محمد الصغير بناني للمخطوط يبدو أنه كان على ثقة بأن هذا المخطوط يعود إلى الأمير، وكذلك التقسيمات التي فيه والتصاريح والتلميحات وجميع المعلومات التي وردت فيه واعتبارها حقيقية ولكن لم يغب عن ذهنه إمكانية التزوير فقال في الصفحة التاسعة عشر أنهم وجدوا بعض أجزاء من المخطوط مشوهة بالأخطاء اللغوية ويشيع فيها التحريف ولكنهم وصفوه بالسهو، رغبةً منهم بالتخفيف من الشكوك ولكن إمكانية الدس من أيادي أجنبية التي ترى من مصالحها الفرنسية التزوير والتضليل بالأمير لما توصلت إليه من وسائل في التقنيات الجاسوسة والتدليس والكذب، وعلى الرغم من ذلك لا يذكرون تشكيكهم صراحةً في هذا المخطوط مما يغلِّب ثقتهم على الشك. ولكن هذه الثقة التي يلمسها القارئ في هذه المقدمات لهذا الكتاب الذي يسمى مذكرات الأمير عبد القادر واعتباره من قبل المسؤولين والمؤرخين في بلادنا وثيقة هامة يحتفل بها ويحتفظ بها أيضاً في الأرشيف لدراسة فكر الأمير عبد القادر وتاريخ جهاده من خلالها.
    ولا أدري هنا لماذا تميل بنا ثقافتنا نحو كل ما يقدم لنا من محتلي بلادنا سابقاً؟
    حتى تاريخ وأفكار رموز أمتنا ونظل نراوح ضمن القيود التي وضعوها لنا والتي تحدد خطانا؟
    ونتغافل عن المجال الفسيح أمامنا من التحليل والقياس ومجال التفكير الواسع بالتفتيش عن المصدر والأسباب ربما نجد من هذه الأسباب إدراك العدو سابقاً الذي كتب هذا المخطوط، الشعبية الكبيرة في الجزائر لهذا المجاهد الكبير وقوة تأثيره على الشعب وبصورة خاصة ركزوا على فكره. هذا أولاً.
    ثانياً: إدراكهم أيضاً أن هذا الفكر يجب أن يشوه بشتى الطرق والأساليب، وكذلك تاريخ هذا القائد القدوة بالعمل على إزالة هيبته والتشكيك بأفكاره وأقواله لدى الشعب والعمل على القيام بمذبحة معنوية لكل أفكاره وهدم تلك الهيبة وتحويلها إلى القدوة التي يريدون نشرها بين الشعب الجزائري وبقية الأمم، وبعملية غسل دماغ فنية لشباب أمتنا ومفكريها فيجعلون الأمير في هذا المخطوط يصادق في سجنه حارسه الفرنسي القبطان صاحب الطلب ويذكرون في هذا المخطوط على لسان الأمير ما يريدون منه قوله وأول ما يرغبون فيه هو المديح له والثناء عليه كدولة فرنسية وشعب ووصفه لهم بأنهم «بيت ملك قديم» وأهل وفاء وكرم.... الخ، من كلمات المديح ثم الاعتراف منه بفضلهم عليه، ثم يجعلونه يصادق حراس سجنه الفرنسيين لدرجة يتجرأ أحدهم ليطلب منه كتابة سيرة حياته الذاتية ويقدمها له وأخيراً رماها هذا القبطان السجان بين الأخشاب ليجدها بعد قرن ونيف من الزمن جاك شوفالييه عن طريق المصادفة.
    وإذا تركنا كل هذه الأمور جانباً التي تجرح هذا المخطوط ألا يحق للقارئ السؤال عن اللغة التي يتحدث بها الأمير مع رفاقه السجانين ويتفاهم معهم وهو لا يتقن الفرنسية وأيضاً لا يتكلم باللهجات العامية لأن ثقافته لم تكن على مستوى القرية ولكنها كانت على مستوى عال والدليل قصائده الشعرية وثقافته ثقافة جامعات ومعاهد في وهران وفاس، ومعهد القيطنة ليس زاوية في قرية لأن القيطنة كانت مزرعة لأجداده والقرية تخططها الدول ولا يخططها الأفراد.
    وذكر المحققون من المفكرين الجزائريين أن الأمير كتب بهذه اللغة الركيكة ليجعل حراسه يفهمونها.
    فهل يمكن أو من المعقول أن يخفض الأمير من لغته العربية التي يكتب بها قصائده الشعرية ويتكلم بها إلى مستويات هابطة ويجعلها بهذه الركاكة ليسيء إليها- أي إلى لغته- من أجل أن يفهمها حراس سجنه القبطان الفرنسي إن كان هو أو صهره التهامي الذي كان أيضاً شاعراً وأديباً.
    كما يبدو لقد أرادوا من الأمير الاعتراف بأنه أوقف المقاومة وهذه نقطة علينا الوقوف عندها، لأنهم جعلوا هذا المجاهد يكررها عدداً من المرات لأنه عندهم هو الموضوع الأساسي الذي كانوا يحلمون به وهو «وقف المقاومة» وجعل الأمير وعلى لسانه القول في الصفحة 196 من المخطوط «وأصبحت الكوازيط منشورة بكل ضاحية من ضواحي مملكته» (مملكة فرنسا) وهنا أرادوا منه الاعتراف بأن الجزائر أصبحت مملكة لفرنسا وليست أرض محتلة وجعلوه يقول في هذا المخطوط بأن فرنسا أرسلت له هدايا بواسطة الدوق دومال منها ملابس نفيسة من كل نوع ومعها أنواع الطيب وأواني فضية للشراب وساعة ذات قيمة وجعلوا الأمير يقول في المخطوط أنه فرح بهذه الهدايا ويصفونه كأنه طفل صغير وجعلوه يقول بأنهم طلبوا عدم إلباس هذه الكسوة إلى حين السفر ليعلموا الناس كرم الفرنسيين وخصالهم الحميدة وأفعالهم الفاخرة بالفخر والافتخار.

    وهنا مما يلفت النظر نظر القارئ الذي يعرف من هو الأمير عبد القادر لا يصدق ما جاء في هذه الصفحات وربما يعتقد (القارئ) أن من كان حاضراً أو من قدم هذه الهدايا من الفرنسيين، فشعر بالغضب، وربما الإهانة لعدم قبول الأمير هذه الهدايا لأن الأمير لم يكن بحاجة إلى ملابس ولا إلى طيب ولا إلى أواني فضية التي يحرم على المسلم استعمالها للشراب فكتب هذه الصفحة أو هذا السيناريو ليشفي غليله، وجعل الأمير جلّ تفكيره محصوراً بتعظيم فرنسا وكيل المديح لها لدرجة وكأنه ينتمي إليها وحريص على سمعتها ومصالحها، وهذه كلها رسائل موجهة إلى الشعب الجزائري وربما وأيضاً إلى الشعوب العربية.

    وجعلوه في هذه الصفحات ينسى أنه عربي مسلم ينسى إلى أنه ينتمي إلى شعب أبي كريم، وينسى أن بلاده مازالت محتلة من هؤلاء الذي يكيل لهم المديح ولا يذكر كلمة وينسى أنه مسلم، والآيات القرآنية التي أمر الله بها المسلم للهجرة في مثل ظروفه ولا يذكر سوى أنه يريد الذهاب إلى عكا أو مكة أو المدينة للحج وينسى قول الله تعالى: «ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً». (سورة البقرة الآية 100)
    وكأنه لا يعرف قيمة الهجرة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أسوة حسنة فهاجر حينما اشتد عليه الحصار وأحاطت به المخاطر من بني قومه هاجر إلى المدينة، وهذه الهجرة شعر الأمير أنها باتت واجبة عليه في تلك الظروف وفي تلك الليلة الظلماء ولم يكن رأيه وحده في ذلك وإنما مجلس الشورى بجميع أعضائه وجدوا أن الهجرة وجبت عليهم.

    ويلاحظ القارئ بعد هذا السرد عن لسان الأمير لخروجه من الجزائر ووصوله إلى مدينة طولون صفحات جعلوه فيها يصف المغاربة باللئام وجعلوه يكيل لهم كل ما هو مسيء بأسلوب التعميم وكأنه هو ليس من هذا الشعب العربي الواحد ولا يترك كلمة مديح في لغتنا العربية ومفرداتها الواسعة إلا واستعملها لمدح الفرنسيين إلا وذكرها هذا الكاتب من الصفحة /192/ إلى الصفحة /196/ وبعدها من غير مقدمات يقفز الكاتب إلى أعمال أهل السنة في التاريخ والتاريخ الإسلامي إلى جانب خصال الروم وأن الجنس الفرنسي فاق جميع الأجناس والأمم وكأن الأمير لم يكن يوماً مقاوماً لهؤلاء المحتلين لبلاده وأيضاً لم يعانِ يوماً مرارة ووحشية اعتداءاتهم على أبناء وطنه وينسى حادثة وضع تلك الأعشاب اليابسة في مدخل الغار الذي احتم فيه أبناء وطنه من أطفال ونساء حوامل وشيوخ لا يقدرون على المقاومة وأشعلوا النار فيها إلى أن مات كل من في الغار اختناقاً أو احتراقاً ولم يرَ آذان رجاله من الشهداء مقطوعة وممثل فيهم من قبل هؤلاء أو أبنائهم أو أجدادهم ويجعلوه يصفهم في هذه الصفحات بأنهم كرام وأفضل جنس من الأجناس البشرية، ولم يعانِ من غدرهم مدة سبعة عشر عاماً من مقاومة احتلالهم لبلده.

    وبكل بساطة يجعلونه ينسى وكأنه أصيب بمرض نسيان الذاكرة وهو الرجل الذي عرف بالشجاعة الفائقة ورباطة الجأش وبالتقى والصلاح والبعد عن النفاق، الرجل الذي عُرف بالاتزان والحكمة بعبقرية العسكرية التي شاهد بها أعدائه الرجل الذي قبل تحمل مسؤولية الحكم وقيادة المقاومة، الرجل الذي أسس دولة، دولة مؤسسات، وجيشاً نظامياً وقف في وجههم وقوف الند إلى الند وكبدهم الخسائر الفادحة وتسببت مقاومته لهم بتغيير عدد كبير من جنرالاتهم الذين هزمهم في مواقع كثيرة ومعارك لا تحصى.

    وملاحظة أخيرة عن هذا الموضوع:
    أنه بالإضافة إلى هذا السيناريو- سيناريو الأمير من الجزائر- الذين كتبوه كما يريدون لأسباب سياسية ذكروا فيه أحداثاً وتواريخ ليجعلوه وليضعوا فيه شيئاً من المصداقية وذكروا فيه تواريخ، من الجاهلية إلى الإسلام وتاريخ العرب ومؤلفات فقهية وسير الأنبياء ومواضيع من أبي هريرة رضي الله عنه إلى ابن خلدون وابن هشام وابن عساكر والبخاري ومسلم وعدد كبير من أمثالهم يعني خلطة عجيبة من تواريخ الأقدمين وهذه كل هذه المعلومات ممكنة لأي باحث وطالب معرفة أن يجدها في مكتبات بلاده العامرة بهذه الكتب والمخطوطات.

    وهنا سؤال ما الفائدة من هذا المخطوط لأبناء وطننا وبناة المستقبل من شباب أمتنا؟ مع العلم كما شاهدنا أن الأمير لم يخط بخطه ولو سطراً واحداً بهذا المخطوط الذي خطط لغايات سياسية استعمارية واضحة المعالم وما وجد فيه من تواريخ الأمم والتاريخ الإسلامي يجده أي كان في المكتبات وكتب السيرة النبوية وتاريخ الأمم الغابرة تملأ المكتبات، فهل المكتبة الوطنية في بلادنا بحاجة إلى مثل هذا المخطوط المفبرك يزيد من قيمة محتوياتها وربما له فائدة إذا لم ينسب إلى الأمير عبد القادر ويصدر منه نسخ تملأ البلاد شرقاً وغرباً ويرسل منه نسخاً إلى معارض الكتاب في البلاد العربية تحت اسم مذكرات «الأمير عبد القادر».
    والملاحظ في هذا المخطوط أيضاً أنهم وضعوا للأمير ثلاثة أنساب:
    واحد للحسن وواحد للشيخ عبد القادر الجيلاني، وواحد إلى الحسين بن علي ويجعلونه يتهم الشيخ عبد القادر الجيلاني بالتكبر والغرور، وهل هنالك غرور أكثر من أن يقول إنسانه أن قدمه فوق رقبة غيره «عن لسان عبد القادر الجيلاني أن قدمه فوق رقبة الأولياء». وأهم أمر هو وقفه للمقاومة وكأن الأمير لا يعرف أن المقاومة هي جهاد وأمر من رب العالمين فرض عين لا يستطيع أحد إيقافه مادام هناك محتل أجنبي على أرض الوطن والدليل أن المقاومة لم تتوقف بخروج الأمير من الجزائر مهاجراً وبعد اختطافه وسجنه اشتعلت ثورة الزعاطشة بقيادة الشيخ بومزيان وولده عام 1949 وثورة لالا فاطمة الادريسية، بمناطق جرجرة التي أوقعت بالقوات المحتلة خسائر فادحة وتابعت مقاومة الأمير عبد القادر وأيضاً مقاومة لأولاد الشيخ التي دامت لسنوات وثورة سي أحمد حمزة وثورة الأمير محي الدين بن الأمير عبد القادر عام 1871 وثورة المقراني وبعدها الحداد، ثم بوعمامه بن العربي، وهذا على سبيل المثال لا الحصر وهو دليل على أن الأمير لم يوقف المقاومة وإنما أوقف حرب دفاعية ضد أبناء وطنه الذين بدأوه بالقتال بأنه اعتبرها مهزلة ليس فيها شهداء لأنها كانت بين الأخوة في الدين، وهذا دليل أن المقاومة لا تتوقف إذا ذهب القائد أو استشهد فآلاف غيره سيقودونها.

    حفيدة الأمير عبد القادر



    بديعة الحسني الجزائري
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    408

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    الأخ الفاضل المكرم/ محمد المبارك: جزاك الله كل خير على ما تفضلت به، والحقيقة غسم على مسمى: (إشادات وشيئة و فوائد مضيئة ) ، أسال الله تعالى أن يجعلك مباركا أينما كنت، اللهم آمين.
    ابتداء من تاريخ7ربيع الأول1432هـ لن أكتب بمعرف (عبد الحق آل أحمد ) إلاَّ في المواقع التالية ، ملتقى أهل التفسير، ملتقى أهل الحديث، ملتقى العقيدة والمذاهب المعاصرة، المجلس العلمي بالألوكة.

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    اخي العزيز عبدالحق
    اشكرك على مرورك بالموضوع
    و الذي يحتاج الى اضافاتكم و فوائدكم
    بارك الله فيك
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    عذراً على التوقف بسبب مشاكل في جهاز الحاسب .
    و سأحاول العودة الى الموضوع قريباً .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .

    و هذا فصلٌ عن "مذكرات الأمير عبدالقادر" نقلتُه برُمَّته عن كتاب " الأمير عبدالقادر الجزائري و أدبِه " للكاتب الفاضل ناصر سعدوني حتى يتبين رأي النقَّاد عن هذا الكتاب وعلى رأسهم الباحث الكبير الحُجَّة في هذا الباب "أبو القاسم سعد الله "
    يقول الأستاذ الفاضل ناصر سعدوني :
    " أما مذكرات الأمير عبدالقادر فهي عبارة عن" عمل يلتقي فيه التحرير والإملاء الشخصي للأمير مع الإنشاء الجماعي الذي تم إنجازه تحت إشراف الفقيه السيد مصطفى بن التهامي صهر الأمير وخليفته وصديقه المقرب والمحبب إليه(593) " ولذلك فهو شهادة صادقة لها قيمتها التار يخية " لأنها مكتوبة بأيدي شهود عيان عاشوا الأحداث وصنعوها بأيديهم واعطوها تفسيرها من داخل الواقع الذي التحم بأنفسهم ايما التحام(594) ".

    وسواء دونت هذه المذكرات بقلم الأمير أو كانت من إملائه فالمهم في هذا كما يذكر د. ابو القاسم سعد الله:" ان النموذج كان بموافقة الأمير نفسه وتحت نظره(595) " وهو ما يؤكده مصطفى بن التهامي في قوله:"فلما قرأ مولانا أيده الله مكتوبه واستوعب معانيه كلها . كلفني- اعلى الله مقامه وأعاد علينا وعليه عوائد بره بصالح الحال والمآل - بأن أجمع ذلك بحسب ما طلب كاتب المكتوب، فأجبته بالموافقة واثقا بإعانة المالك وسالكا صحة المسالك ومرتجيا نفعا دنيويا مآله الصالح الديني بحول الله وقوته(596)".
    ولعل الدافع الأساسي وراء كتابة هذه المذكرات هو تلبية الأمير ونزولا عند رغبة بعض المترددين عليه "من المثقفين والمستشرقين ودعاة الماسونية طمعا في معرفة نوازعه ومواقفه إزاء الحرية والأديان والإنسان والفلسفة والمرأة ونظم الحكم ونحو ذلك من اهتمامات هذه الفئة(597) ".
    وهذا ما أشار إليه الأمير صراحة في بداية مذكراته في قوله " وبعد فإن بعض أساقفة النصارى طلب كتابا مضمنه تاريخ ما جرى بيننا وبينهم بالقطر الجزائري من مصالحة ومكافحة ببيان سبب كل واحد من الأمرين ونزيده مع ذلك التعريف بالمجاهد الإمام الأعظم الأعدل الأكرم وهذا هو الغرض الآكد منه(598) " وقد أورد الأمير نص الرسالة كاملة لصاحبها عبدالله القبطان فلان(599) .
    أما عن تاريخ ومكان كتابة هذه السيرة فإن المخطوط كما يذكر المحققون لايوجد فيه نص صريح ينبئ عن تاريخ ومكان الشروع في تحريرها والانتهاء منها "ولكن المرجح هو أن الأمير حرر سيرته في بوpeau أوعلى الأقل شرع في تحريرها هناك "و ذلك سنة 1848 (600) .
    وقد أشرفت على تحقيق المخطوط وتقديمه بهذه الصورة العلمية المرتبة فرقة (الأمير عبدالقادر ) للبحث العلمي المؤلفة من السادة الأساتذة الدكتور محمد الصغير بناني والدكتور محفوظ السماتي والدكتور محمد الصالح الجون وقد قام بمراجعة التحقيق في طبعته الثانية الأستاذ محمد الهادي حساني وأخرج أحاديثها الأستاذ عبدالمجيد بيرم وقامت بنشره شركة دار الأمة في إخراج جميل يحمل الغلاف صورة الأمير عبدالقادر بالألوان وتحته " مذكرات الأمير عبدالقادر ".
    أمافارق الصفحات فقد كانت بمثابة تصدير بقلم الدكتورأبو القاسم سعد الله وتقديم، للدكتور عبدالمجيد مزيان وزير الثقافة سابقا إلى جانب مقدمة المحققين ونماذج من المخطوط مع ذكر أهم المراجع المتعددة في إنجاز هذا العمل، وفي نهاية هذا الكتاب فهرس للأماكن وآخر للقبائل والشعوب وأخيرا فهرس الموضوعات وقد أخذت هذه مايقارب من اثنتين وستين صفحة .وهكذا بلغ عدد صفحات الكتاب 292 صفحة من الحجم العادي .
    ففي مقدمة الكتاب سرد الأمير الأسباب والدوافع التي كانت وراء انجاز هذا العمل مستعرضا المبررات الشرعية والمنهجية مؤكدا على أن ما قام به " أن لم يكن فيه نفع ديني أو دنيوي فلا ضرر فيه من جانبها، فإن الكلام المحتوي على حكمة أو مثل أو حكاية يقوي النفس وينشطها بالتشويق الىما وراء ذلك لا سيما إذا ذكر ذلك في المقدمة التي تقدم امام المقصود للانتفاع بها فيه للارتباط لها به(601) " وبذلك يدرك الأمير أن حسن الاستهلال محبب إلى النفس ومثيرإلى الشوق والبحث فيدفعها حتما إلى الانكباب على العمل وتقبله دون كلل أو ملل وهو ما جسده الأمير فعلا في بداية حديثه حين ينقل قارئه أو بالأحرى سائله من لوحة إلى اخرى مستهديا بأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وبعض صحابته وأقوال بعض العلماء والفقهاء والفلاسفة مستعرضا بعضا من القصص التراثي للتدليل على أحكامه وتدعيم حججه بالعبرة تارة وبالتذكير اخرى متحدثا عن النبوة وحاجة الإنسان إليها لهدايته إلى سواء السبيل مؤكدا على وجوب الوفاء بالعهد والحكم بالعدل لأنه ذاق مرارة الخيانة والظلم فلا يحدثك مثل الأمير صدقا إلا من عاش هذه المآسي وشرب كأس مرارتها حتى الثمالة، وتكاد هذه المواقف تتكرر عنده في كل مؤلفاته ولا يزال الأمير يرددها ولا يمل
    تكرارها كلما سنحت الفرصة لذلك ليشعر فرنسا بفداحة جرمها فقد انبرى بالقلم يذود به عن حياض الدين وشرف العرب وشمائل الإسلام ينشد الإنسان الكامل الذي يراه متجليا في" تبليغه الهدي والعلم فيحفظه فيحيا قلبه ويعمل ويعلمه غيره فينتفع ينفع(602) " وخير الناس من ادرك هذه الحقيقة فوعاها.
    أما الفصل الأول ففي بيان نسب الأمير عبدالقادر ونشأته ومراحل تعلمه وتعداد أسماء شيوخه والإشادة بتلك الأرومة الكريمة التي ينحدر منهاو السبل التي ملكها في بلوغه " الذروة الشامخة وشام المرتبة الباذخة(603) " مبينا ومفتخرا بمذهبه المالكي وتبحره في العلوم الدينية والدنيوية مما جعله يتبوأ مكانا عليا وسط قومه وبين أترابه حتى " انتهت إليه رئاسة الشورى وسياسة القربى من الأقارب والأباعد واستشرفت لمحبته الأرجاء والأقطار ... ولو تتبعنا ما وصف به هو ووالده وسلفه وما عد من ثناء الناس في القديم والحديث لملأ الأرض وفات الطول والعرض وضاقت عن فحواه الطروس وتهلهلت بالعجز عن العبد الجروس(604) ".
    أما الفصل الثاني وهو تكملة للحديث عن ذلك النسب والحسب الشريف الذي تنحدر منه أسرة الأمير والذي يرجع إلى سيد الخلق محمد مفصلا الحديث عن نسب الرسول وأجداده وقبيلة قريش " فنسبه أشرف الأنساب وسببه أفضل الأسباب وبيته في قريش أوسط بيوتها المرامة وأعرق معدنها الكريمة، فشماؤهم في المجد الصميم وشركائهم إلى ذلك المقام الكريم فسؤدد البطحاء عليهم مقصور والعيون إليهم أياً سلكوا أمور(605) " . كما يتحدث الأمير في هذا الفصل عن العرب العاربة والمستعربة من الشعوب العدنانية والقبائل القحطانية من البطون والأفخاذ منتصرا لقومه وجنسه العربي القح المجيد مستشهدا على هذا الشرف وهذا الامتياز بما صدر عن رسول الله من أحاديث
    شريفة في فضل العرب على غيرهم بل إنه عليه السلام جعل محبة العرب من محبته نفسه" فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض فببغضي أبغضهم(606) "
    بل إنه كره العرب وبغضهم آية من آيات المنافق في قوله "لا يبغض العرب "إلا منافق(607) " لما للعرب من فضل في حمل الرسالة وهداية الناس فالقرآن نزل بلسانهم والرسول منهم والكعبة في بلدهم فأي فضل يسمو على هذا، مدللا على هذه الحقائق في تأكيد شرف هذه السلالة بكثير من المآثر وجلائل الأعمال والأخلاق التي صدرت عن السلف الصالح فبوأت هذه الأمة تلك المكانة التي كانت تستأثر بها دون الأمم الأخرى .
    وكان الفصل الثالث مخصصا للحديث عن النبي والرسول ومعنى النبوة والرسالة وما يتعلق بذلك من أحكام وشروط،ومن تفضيل بعض الرسل عن بعض وتخصيص كل رسول بآية أو معجزة ويذهب في تفسير ذلك والاستدلال على أقواله بما ورد في آي الذكر الحكيم شارحا تارة ومفسراً أخرى مشفعاً كلامه ببعض ما تواتر عن الرسول في هذا الموضوع وبعض أقوال العلماء والمفسرين والفقهاء كالسيوطي وابن حجر الهيثمي،ويكاد حديث الأمير يتكرر كل مرة عن موضوع النبوة فقد سبق له أن عرض هذا في مؤلفه ذكر العاقل، والمقراض الحاد، ويحاول الأمير أن يربط دائما قارئه بموضوعه حين يستعرض جملة من الأحداث والقصص التي لها علاقة بما هو مقبل عليه إدراكا من الأمير بأن النفس تميل دوما إلى القص والسرد عبرة وتسلية وإن كان الأمير يسميها في مذكراته تارة بالحكاية وأخرى بالطريفة واللطيفة والفائدة وفيها يتبع الموضوع بكل دقائقه كما فعل مثلا حين تحدث عن بعض الأنبياء والرسل كهود وصالح ولوط وداوود وغيرهم عليهم صلوات الله(608) .
    يكاد يكون الفصل الرابع تتمة أو تكملة للحديث الذي بدأه الأمير في فصله الأول الذي خصصه لذكر نسبه وسيرته وشيوخه وفيه يعيد استحضار تلك المحن والمآسي التي ألمت بعبدالقادر وما تعرض له من الأهوال والشدائد في سبيل مبادئه وعقيدته درءا عن حياض الدين وإعلاء لكلمة الجهاد التي أفنى من أجلها زهرة شبابه، واصفاً ما جرى بينه وبين أعدائه من منازلات ووقائع كانت له الغلبة فيها تارة، ولفرنسا وخصومه الغلبة تارة أخرى، واصفاً ذلك بكل صدق وأمانة إيمانا من الأمير بأن الزمن لا يبقي على حدثانه وأن الله يداول أيامه بين عباده .
    وينتقل الأمير للحديث عن رحلاته وسياحته العلمية والدينية فلا يدع أمرا إلا وعرض له بالوصف والتعليق مسجلا كل لحظاتها وما استشعره عند كل موقف، فأنصت إليه مثلاً وهو يصف بكل دقة ويرسم إطلالة الركب على مكة مهد الرسالة يقول:" إلى أن دخلنا بلاد الله الحرام الفجر بمقدار ساعة وعاينا قبلة كعبة صلاتنا وابتدأنا بسند طواف القدوم باستلام الركن اليمني والحجر الأسود والناس بين داع وقارئ وملب وخاشع وقانت وساجد وراكع خاشع وخاضع وجالس ينظر لتلك وساع بين الصفا والمروة بهرولة الرمل المتعاهد(609) " ولم يغفل الأمير كعادته في هذا الفصل أن يستشهد بما يتأتى له من القول المأثور نثراً أو شعراً تأكيداً لمذهبه في الحرب والسلام والوفاء بالعهد وشرف الكلمة تأسياً بدينه الحنيف الذي يحث على ذلك ورداً على أولئك الذين اتهموه بالخيانة والخداع " ويحسبون الخدعة علينا وحاشا الله أن نخدع وشرعنا لا يأذن لنا فيه(610)".
    كما نجد ذكراً لمعاهدات الأمير مع فرنسا في هذا الفصل بشروطها وبنودها وذكراً لانتصارات الأمير وهزائمه بعد أن ولاه جموع المسلمين إمارة البلاد والعباد والجهاد بعد
    دخول الجيوش الغازية أرض الجزائر وأغلب هذه الوقائع والأحداث نجدها أيضا مفصلة في مؤلف نجله الأمير محمد "تحفة الزائر ". وهكذا يعيد الأمير كل مرة إلى الارتداد إلى مفاخر قومه إلى ذلك الإرث العظيم يفاخر به خصومه ويغالب به أمجادهم، فهو بالنسبة له معين لا ينضب وحوادث تقف شاهدة على عظمة أمته التي وهنت وضعفت ولكن الأمر عند الأمير لا يعدو أن يكون سحابة صيف وهذا ما حاول الأمير أن يؤكده في الفصل الخامس من هذه المذكرات بحيث نجده قد حشد كماً هائلاً من الأخبار والحوادث التاريخية التي التي تبرز مآثر وأيام العرب في الزمن الأول وسجاياهم وخصالهم في الحرب والسلم " ليعلم الواقف على هذا التأليف أن شرف العرب أمر شهير النواصي يعترف به المنصف والغريب والمعاند والقاصي(611) " ولذلك راح الأمير يذكر ويعدد المناقب التاريخية لتأصيل هذه الحقائق فيتحدث عن فضائل مكة وتاريخ بنائها(612) وما جرى فيها من أحداث كتدفق ماء زمزم ونزول العمالقة وانهدام البيت وقصة إعادة بنائه وزوال المماليك بظهور الإسلام والنبوءات المشيرة به إلى جانب بعض القصص التي رأى الأمير أن لها علاقة بهذا المجد التليد مستحضراً في كل هذا ميزة العرب " شعرهم " يدبج به أحاديثه.
    فالأمير عبدالقادر إنساني في التوجه لم يكن متزمتاً ولا متطرفاً صاحب فكر منفتح وروح متسامحة يؤمن بحق الإنسان في الحياة مهما كان جنسه أو لونه لذلك آثر أن يتحدث في الفصل السادس من مذكراته عن الروم القيصرية فوفاها حقها بكل موضوعية وحدد مناقبها وإسهاماتها في بناء صرح الحضارة الإنسانية مثنياً على إخلاص الحواريين لنبيهم عيسى عليه السلام معدداً فضائل النصارى من خلال آي القرآن الكريم "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لايستكبرون "المائدة آية 82 . وقوله: " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين " المائدة آية 83، مستشهدا في المقام نفسه على مدى تحبيب الإنجيل المسلمين للنصارى ويضرب لذلك مثلا في قصة النجاشي وما جرى لأوائل المهاجرين للحبشة حين خاطبهم بقوله " ما تجاوز عيسى ما قلت بمقدار هذا العود .... اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي آمنون به من سبكم عزم، من سبكم عزم، من سبكم عزم، فما أحب أن جبل دبرا من ذهب واني آذيت أحداً منكم(613) " مدليا بشهادة على كرم أخلاقهم وطهر سرائرهم " ولقد سايرناهم سنين واختبرنا أحوالهم فيها بكثير من الخصال الجميلة لا سيما وصفه تعالى لهم بأنهم لا يستكبرون، فإن عدم الكبر مستمر بينهم إلى الآن(614) " ولعل مرد نبل أخلاق الأمير وإقراره بهذا يعود أساساً إلى صفاء قلبه ودماثة خلقه فهو يرى الكل بعين الطيبة وجميل الخلق على أن معاشرته إياهم في حربه وسجنه ومجادلاته تبرز ربما هذه الحقيقة التي تنأى عن التملق. ذلك أن الأمير كما هو معروف لا يخاف في الحق لومة لائم " نعم شاهدنا ممن رأينا من كثير لهم الأدب والاعتراف والثبات والإنصاف ومعرفة الأفضل والمتفضل ومنازل الرجال وإعطائهم حقهم من تعظيم وتوقير وما يبلغنا عن مجالسهم في محادثتهم عنا إلا ما يقر العين(615) " وتلك هي روح التسامح والعفو والصفح برغم كل المآسي التي لحقته من بعض هؤلاء وكعادة الأمير فهو ينتقل في كل فصل من موضوع إلى آخر ليوفيه حقه فعرض بالحديث للمسيح وعودته إلى الأرض كما عدد فضائل مريم العذراء طارقاً كل ما له علاقة بالنصارى وكأنه يثبت لمعاصريه منهم على أنه يعلم من تاريخهم وسيرهم وأخبارهم ما قد يجهله هؤلاء أنفسهم فيقيم عليهم الحجة والبينة ليعلموا أي رجل هو عبدالقادر العربي المسلم .
    أما الفصل السابع فأفرده الأمير لما اجتمع نسبه من هذه الأجناس وغيرها كالروم والعرب والنبط فما هذه الأجناس إلا أصلاً واحداً ثم تفرقت بهم السبل بعد ذلك لتنفرد كل أمة بميزة وخاصية تدل عليها بين غيرها، وينطلق الأمير في ذلك من كثير من الأحكام والأدلة العقلية والتاريخية مؤكداً أن هذه الخصومات والعداوات لا مبرر لها أصلاً والأصل هو التراحم والتواصل، ومنه فإنه لا يمكن لأحد أن ينكر هذه الصلات والوشائج التي تربط بني الإنسان جميعا، ويضرب لذلك أمثلة فمنبتهم واحد ودماؤهم اختلطت فللعرب مثلا " مصاهرة مع النبط من جهة مارية القبطية التي أهداها المقوقس لنبينا عليه السلام فأتت معه بإبراهيم ومات قبل أمد الرضاع فقال:"إن له مرضعاً في الجنة " وقال " لو عاش ابراهيم لم يعط الجزية قبطي(616) " ولعل الأمير كان يأمل من خلال هذا كسر تلك الحواجز النفسية والدينية والعرقية التي كثيرا ما كانت معوقات في سبيل الحق والسلام والوئام والأخوة الإنسانية فالكل من آدم وآدم من تراب:


    العرب والروم وفارس فاعلمن
    ولد سام فيهن الخير كن
    القبط والبربر والســـودان
    ولد حام ثبت البرهـان(617)

    و في تراثنا الإسلامي كثير من القصص والشواهد التي يرجع إليها عبدالقادر للتدليل على مذهبه الإنساني ونظرته إلى غيره دون استعلاء فقد روى " أن اعرابيا جاء معاوية فقال له:" سألتك بالرحم الذي بيني وبينك إلا ما رفدتني، فقال: أنت من عبدمناف ؟ قال لا، قال: أنت من قريش ؟ قال: لا، قال: أنت من العرب؟ قال: لا، قال: أي رحم بيني وبينك،قال:رحم آدم، قال: رحم آدم فجوة لأكونن أول من وصلها" فأعطاه(618)".
    كما عرض الأمير في هذا الفصل لبعض القصص التراثية القديمة المستوحاة من مصدره الأساسي ومن موروث الأمم القديمة كقصة "ياجوج وماجوج(619) " وقصة النمرود مع سيدنا ابراهيم الخليل(620) وأصحاب الأخدود(621) معدداً صفات وأخلاق ومآثر بعض الملوك المشهورين عارضا لسير بعض الأنبياء مفرداً قسطاً من هذه الصفحات للتغني بحب الوطن والحنين والشوق إليه . ذاك أن حب الوطن من الإيمان كما جاء في المأثور، فالكريم "يحن إلى وطنه كما يحن النجيب إلى عطره(622) ".مستحضرا مختارات من الشعر العربي التي تصور هذا الحب وهذا الحنين وتشد الآصرة(623) .
    وينهي الأمير هذه المذكرات بخاتمة عدد فيها أسماء الشهور العربية، تأكيدا لانتمائه وتعلقا بتراثه، مفصلا القول عن مزايا وخصائص كل شهر من هذه الأشهر، فهو يذكر مثلا: أن محرم سمي بهذا الاسم " لتحريم القتال فيه، ثم صفر لخلو مكة من أهلها فيه... ثم الربيعان ارتباع الناس فيهما أي لإقامتهم في الربيع زمن المطر، ثم جماديان لأن الماء يجمد عليها في زمن البرد(624)".دون أن يغفل -طبعا- ذكرى أسماء بقية الشهور عند العجم خاتما حديثه بالتطرق إلى علامات قيام الساعة وأشراطها(625).
    وتبقى هذه المذكرات مصدراً تاريخياً هاماً لاستكشاف بعض الجوانب الخفية في حياة الأمير لما تحمله من حقائق فهذا المخطوط يعد بحق " تحفة من أهم التحف لأنه نسخة فريدة ولأنه ذو صفات خاصة وله تاريخ خاص ... فكل جملة تاريخية في هذا المخطوط لها قيمتها الخاصة لأنها مكتوبة بأيدي شهود عيان عاشوا الأحداث وصنعوها بأيديهم وأعطوها تفسيرها من داخل الواقع الذي التحم بأنفسهم أيما التحام، ومهما تكلم الأمير عن نفسه بعفة وتواضع، أو تكلم عنه خليفته ببعض الإعجاب، فإن أسلوب الكتابة يبقى أسلوباً مباشراً ميزته الأولى الصدق الأمانة وبساطة التعبير"(626) .
    " الأمير عبدالقادر الجزائري و أدبِه " ـ ناصر سعدوني /ص212ـ 224 .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: تعليقات وتنبيهات

    وأشرع الآن في القسم التاريخي من مقالي هذا .
    و من دواعي الإنصاف الذي أرجو أواكٍب مساره و أوافِق مداره أن أبني هذا القسم على ملاحظات الشيخ خلدون حفظه الله نفسه ، و التي طلب منِّي الإجابة عنها .
    و ليُعلم أنَّ المقصود هو استخراج االعبر والفوائد من التجارب الكبرى في تاريخ المسلمين ، فأقول مستعيناً بالله عز و جل :

    قال شيخنا الشيخ خلدون حفظه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلدون مكي الحسني مشاهدة المشاركة
    في مقالك "فك الشفرة" اتهمت الأمير بما يلي:

    1ـ بأنه جمع وأحرق الكتب التي ترد على ابن عربي!!
    2ـ بأنه أحرق كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيّم!!!
    3ـ بأنه مستغرق في التصوف وتقديس ابن عربي تقديسًا يصل إلى حد الجنون، والقول بالحلول والاتحاد..!وأنه سكن في داره وأوصى بدفنه إلى جواره!!
    4ـ بأنه مفتتن بالحضارة الفرنسية ، وعلى صلة وطيدة معهم!!
    5ـ واتّهمتَه بحبّه للسلطة وشرهه للمال!!
    6ـ واتهمته بقتل بعض الولاة العثمانيين في لبنان .
    7ـ واتهمتَ الأمير بوقوفه وراء أحداث 1860م في سورية ولبنان ، ودعم النصارى والغرب للانفصال عن الدولة العثمانية ، وتيسير التدخل الأجنبي!!!!
    8ـ واتهمتَ الأمير بأنه كان ينفذ في دمشق أجندة عمل فرنسية!! وأنه كان يسرع إلى القنصلية الفرنسية بدمشق لتتوسط له عند العثمانيين!!!
    9ـ واتهمتَ الأمير بالماسونيّة ، والسعي لهدم الخلافة العثمانية!!!
    10ـ واتهمته بدعم المؤسسات المالية الغربية (اليهودية وغيرها) لتنفيذ مشاريعها في الشرق (شق قناة السويس ، شق الطرقات في الشام)!!
    11ـ وطعنتَ في نسبه ، وزعمتَ أنه هو مخترع ذلك النَّسب!
    12ـ وطعنتَ في ولائه لدينه وبلاده وسلطانه ، وزعمتَ أنه والى الفرنسيين ولذلك استسلم لهم!! وصار يخذّل أبناء وطنه عن القتال .
    13ـ وطعنتَ بشرفه وإخلاصه ، وزعمت أنه اتفق مع الفرنسيين على خدمة مصالح فرنسة ولذلك أُطلق سراحه ، ووُعِدَ باستلام الحكم في بلاد الشام!!
    كل تلك التهم والطعون دون أية أدلّة صحيحة أو مستندات معتبرة.
    فأحد أمرين: إما أن تثبتها بحق ، أو ترجع عنها ؛ وأُعيذك أن يكون الأمر الثالث!

    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    833

    افتراضي رد: الإشادات الوضِيئة بالإفادات المُضِيئة .



    1ـ بأنه جمع وأحرق الكتب التي ترد على ابن عربي!!
    2ـ بأنه أحرق كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيّم!!!

    قلت:
    ذكر الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى في مقدمة تحقيقه لكتاب تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي للبرهان البقاعي، أن النسخة التي اعتمد عليها كانت في ملك الشيخ محمد نصيف رحمه الله تعالى، وأنه دفعها للشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله ليحققها، ودفعها الشيخ حامد للشيخ عبد الرحمن ليقوم بهذه المهمة، وأنه كان مكتوبا على النسخة بخط الشيخ محمد نصيف أنه سأل أحد الرحالة الأتراك السواح عن سر ضياع كثير من كتب العلماء التي ترد على ابن عربي، وتبين ضلاله وكفره، فأخبره بأن الأمير عبد القادر الجزائري حين كان مقيما في الشام سعى في جمع الكتب التي تنتقد ابن عربي، وقرأها جميعا، ثم أحرقها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    قلتُ و هذا نص ما كتبه الشيخ محمد نصيف ـ و الذي يسمِّيه الشيخ محب الدين الخطيب " مفخرة الحجاز "
    رحمهما الله :

    قال الشيخ الجليل محمد نصيف :" أقول انا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف : سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355 عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي ، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة ؟ فقال : قد سعى الأمير السيد
    عبدالقادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة ، وطالعها كلها ، ثم أحرقها بالنار ، وقد ألف الأمير عبدالقادر كتابا في التصوف على طريقة ابن عربي .
    صرّح فيه بما كان يلوح به ابن عربي ، خوفا من سيف الشرع الذي صرع قبله :" أبو الحسين الحلاج " ، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات ، وسماه المواقف في الوعظ والارشاد ، وطبع وقفا ، ولا حول ولاقوة الا بالله" اهـ
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •