الحقيقة أنا لا أفهم من الكتاب والسنه ما ذكر ..
الذي أفهمه ان من دعا غير الله أو ذبح له فهو كافر مشرك ولا يعذر بالجهل لا في الدنيا ولا في الآخرة ..
الله تعالى يقول : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين , أو تقولوا إنما أشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون)..
التوحيد مركوز في الفطر والرسول يبعثه الله لا لتأسيس أمر جديد وإنما لتذكير الناس بأمر الميثاق. قال تعالى : (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين) , و (لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل) وليست الحجه هنا البرهان والدليل بل الخصومه والجدال , وهي المذكوره في قوله : (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى). قال عمرو بن عبسه : (كنت وأنا في الجاهلية أرى الناس على ضلالة , وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان). انظر إلى فطرته لم تتغير وتتعفن.
وأقول : إن القول بأن الله لا يعذب الغافل هكذا بإطلاق مخالف لكتاب الله : (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالانعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) أي غافلين عن الفطر المركوزه في صدورهم , وقد حذرهم الله تعالى عن الاعتذار بهذه الغفله بقوله تعالى : (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) فالغفلة ليست بعذر في هذه الآيات , وذكر الآيات الأخرى للغفله لا يصح أن تخرج من سياقها وتعمم. فهل الغفله المذكورة في هاتين الآيتين هي الغفلة المذكوره في وصف أعظم الخلق صلى الله عليه وسلم في قوله : (وإن كنت من قبله لمن الغافلين) ؟ حاشا وكلا , بل المقصود الغفله عن قصص الأمم السابقة وحالهم وما ذكر الله في سورة يوسف كما ذكر ذلك البغوي والطبري. فتعميمها وجعلها الغفلة عن عبادة الله وترك الشرك به اخراج لها عن سياقها.
وعلى هذا فحديثا مسلم صحيحان ولا اشكال , والذي جاء في حديث الأسود بن سريع , أي الرجل الذي مات في فترة ليس من عبد غير الله بل من يكون حاله كحال عمرو بن عبسه قبل أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذا فالنذير المذكور في الآيات يشمل النذير في الدنيا والنذير الذي يكون في الامتحان في عرصات يوم القيامه. هذا الذي أفهمه