تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 29 من 31 الأولىالأولى ... 19202122232425262728293031 الأخيرةالأخيرة
النتائج 561 إلى 580 من 604

الموضوع: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

  1. #561
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (561)

    سورة التحريم
    - مَدَنيّة -



    8 - يا أيها الدين آمنوا بالله وعملوا بما شرعه لهم، توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة صادقة، عسى ربكم أن يمحو عنكم سيئاتكم، ويدخلكم جنات تجري من بحت قصورها الأنهار يوم القيامة، يوم لا يُذِلُّ الله النبي ولا يُذِلُّ الذين آمنوا معه بإدخالهم النار، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم على الصراط، يقولون: يا ربنا كمل لنا نورنا، حتَّى ندخل الجنّة، فلا نكون مثل المنافقين الذين ينطفئ نورهم على الصراط، واغفر لنا ذنوبنا، إنك على كل شيء قدير، فلا تعجز عن إكمال نورنا والتجاوز عن ذنوبنا.
    9 - يا أيها الرسول، جاهد الكفار بالسيف، والمنافقين باللسان وإقامة الحدود، واشتدّ عليهم حتَّى يهابوك، ومأواهم الَّذي يأوون إليه يوم القيامة هو جهنم، وساء المصير مصيرهم الَّذي يرجعون إليه.
    10 - ضرب الله مثلًا للذين كفروا بالله وبرسله -أن علاقتهم بالمؤمنين لا تنفع بحال- امرأتَي نبيَّيْنِ من أنبياء الله: نوح ولوط عليه السلام، فقد كانتا زوجتين لعبدين صالحين، فخانتا زوجيهما؛ بما كانتا عليه من الصد عن سبيل الله، ومناصرة أهل الكفر من قومهما، فلم ينفعهما كونهما زوجتين لهذين العبدين الصالحين، وقيل لهما: ادخلا النار من جملة الداخلين فيها من الكفار والفساق.
    11 - وضرب الله مثلًا للذين آمنوا بالله وبرسله أن صلتهم بالكافرين لا تضرّهم، ولا تؤثر فيهم ما داموا مستقيمين على الحق بحال امرأة فرعون حين قالت: يا رب، ابنِ لي بيتًا عندك في الجنّة، وسلّمني من جبروت فرعون وسلطانه، ومن أعماله السيئة، وسلّمني من القوم الظالمين لأنفسهم بمتابعتهم له في طغيانه وظلمه.
    12 - وضرب الله مثلًا للذين آمنوا بالله وبرسله، بحال مريم ابنة عمران التي حفظت فرجها من الزنى، فأمر الله جبريل أن ينفخ فيه، فحملت بقدرة الله بعيسى بن مريم من غير أب، وصدّقت بشرائع الله، وبكتبه المنزلة على رسله، وكانت من المطيعين لله بامتثال أوامره والكفّ عن نواهيه.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • التوبة النصوح سبب لكل خير.
    • في اقتران جهاد العلم والحجة وجهاد السيف دلالة على أهميتهما وأنه لا غنى عن أحدهما.
    • القرابة بسبب أو نسب لا تنفع صاحبها يوم القيامة إذا فرّق بينهما الدين.
    • العفاف والبعد عن الريبة من صفات المؤمنات الصالحات.



  2. #562
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (562)

    سورة الملك
    - مَكيّة -



    سورة الملك
    - مَكية-


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    إظهار كمال ملك الله وقدرته؛ بعثًا على خشيته، وتحذيرًا من عقابه.



    [التَّفْسِيرُ]
    1 - تعاظم وكثر خير الله الَّذي بيده وحده الملك، وهو على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء.
    2 - الَّذي خلق الموت وخلق الحياة ليختبركم -أيها الناس- أيكم أحسن عملًا، وهو العزيز الَّذي لا يغلبه أحد، الغفور لذنوب من تاب من عباده.
    3 - الَّذي خلق سبع سماوات، كل سماء طبقة فوق ما قبلها دون تماسّ بين سماء وسماء. لا تشاهد -أيها الرائي- فيما خلق الله أي تفاوت أو عدم تناسب. فارجع البصر هل ترى من تَشَقُّق أو تَصَدُّع؟! لن ترى ذلك، وإنما ترى خلقًا محكمًا متقنًا.
    4 - ثم ارجع البصر مرّة بعد مرّة يرجع إليك بصرك ذليلًا دون أن يرى عيبًا أو خللًا في خلق السماء، وهو كَلِيل منقطع عن النظر.
    5 - ولقد زيّنا أقرب سماءٍ إلى الأرض بنجومٍ مضيئة، وجعلنا تلك النجوم شُهُبًا تُرْجَم بها الشياطين التي تسترق السمع فتحرقهم، وهيَّأنا لهم في الآخرة النار المُسْتَعِرة.
    6 - وللذين كفروا بربهم يوم القيامة عذاب النار المتقدة، وساء المرجع الَّذي يرجعون إليه.
    7 - إذا طُرحوا في النار سمعوا صوتًا قبيحًا شديدًا، وهي تغلي مثل غليان المِرْجَل.
    8 - يكاد ينفصل بعضها عن بعض ويتميّز؛ من شدة غضبها على من يدخل فيها، كلما رُمِيَت فيها دفعة من أصحابها الكفار سألتهم الملائكة الموكلون بها سؤال تقريع: ألم يأتكم في الدنيا رسول يخوّفكم من عذاب الله؟!
    9 - وقال الكفار: بلى، قد جاءنا رسول يخوّفنا من عذاب الله فكذبناه، وقلنا له: ما نزّل الله من وحي، لستم - أيها الرسل- إلا في ضلال عظيم عن الحقّ.
    10 - وقال الكفار: لو كُنَّا نسمع سماعًا يُنْتَفع به، أو نعقل عقل من يميز الحق من الباطل، ما كنا في جملة أصحاب النار، بل كُنَّا نؤمن بالرسل، ونصدق بما جاؤوا به، ونكون من أصحاب الجنّة.
    11 - فأقرّوا على أنفسهم بالكفر والتكذيب فاستحقوا النار، فبُعْدًا لأصحاب النار.
    ولما ذكر الله صفات أهل الكفر وجزاءهم، عقّبها بذكر صفات أهل الإيمان وجزائهم، فقال:

    12 - إن الذين بخافون الله في خلواتهم، لهم مغفرة لذنوبهم، ولهم ثواب عظيم وهو الجنّة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • في معرفة الحكمة من خلق الموت والحياة وجوب المبادرة للعمل الصالح قبل الموت.
    • حَنَقُ جهنم على الكفار وغيظها غيرةً لله سبحانه.
    • سبق الجن الإنس في ارتياد الفضاء وكل من تعدى حده منهم، فإنه سيناله الرصد بعقاب.
    • طاعة الله وخشيته في الخلوات من أسباب المغفرة ودخول الجنّة.






  3. #563
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (563)

    سورة الملك
    - مَكيّة -


    13 - وأخفوا -أيها الناس- كلامكم أو أعلنوه، فالله يعلمه، إنه سبحانه عليم بما في قلوب عباده، لا يخفى عليه شيء من ذلك.
    14 - ألا يعلم الَّذي خلق الخلائق كلها السرّ وما هو أخفى من السرّ؟! وهو اللطيف بعباده، الخبير بأمورهم، لا يخفى عليه منها شيء.
    15 - هو الَّذي جعل لكم الأرض سهلة ليّنة للسكن عليها، فسيروا في جوانبها وأطرافها، وكلوا من رزقه الَّذي أعدّ لكم فيها، وإليه وحده بعثكم للحساب والجزاء.
    16 - أأمنتم الله الذي السماء أن يشق الأرض من تحتكم كما شقها من تحت قارون بعد أن كانت سهلة مذللة للسكن عليها، فإذا هي تضطرب بكم بعد استقرارها؟!
    17 - أم أمنتم الله الَّذي في السماء أن يبعث عليكم حجارة من السماء مثل ما بعثها على قوم لوط؟! فستعلمون حين تُعَاينون عقابي إنذاري لكم، لكنكم لن تنتفعوا به بعد معاينة العذاب.
    18 - ولقد كذّبت الأمم التي سبقت هؤلاء المشركين، فنزل عليهم عذاب الله لما أصرّوا على كفرهم وتكذيبهم، فكيف كان إنكاري عليهم؟! لقد كان إنكارًا شديدًا.
    19 - أَوَلم يشاهد هؤلاء المكذبون الطير فوقهم مُصْطفًّا بعضها جنب بعض، ما يمسكهنّ أن يقعن علي الأرض إلا الله، إنه بكل شيء بصير، لا يخفى عليه منه شيء.
    20 - لا جند لكم -أيها الكفار- يمنعكم من عذاب الله إن أراد أن يعذبكم، ليس الكافرون إلا مخدوعين، خدعهم الشيطان فاغترّوا به.
    21 - ولا أحد يرزقكم إن منع الله رزقه أن يصل إليكم، بل الحاصل أن الكفار تمادوا في العناد والاستكبار، والامتناع عن الحق.
    22 - أفمن يمشي واقعًا على وجهه؛ مُنْكَبًّا عليه -وهو المشرك- أهدى، أم المؤمن الَّذي يمشي مستقيمًا على طريق مستقيم؟!
    23 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين المكذبين: الله هو الَّذي خلقكم، وجعل لكم أسماعًا تسمعون بها، وأبصارًا تبصرون بها، وقلوبًا تعقلون بها، قليلًا ما تشكرونه على نعمه التي أنعم بها عليكم.
    24 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين المكذبين: الله هو الَّذي بثكم في الأرض ونشركم فيها، لا أصنامكم التي لا تخلق شيئًا، وإليه وحده يوم القيامة تُجْمعون للحساب والجزاء، لا إلى أصنامكم، فخافوه واعبدوه وحده.
    25 - ويقول المكذبون بالبعث استبعادًا للبعث: متى هذا الوعد الَّذي تعدنا -يا محمد- أنت وأصحابك إن كنتم صادقين في دعواكم أنَّه آتٍ؟!
    26 - قل -أيها الرسول-: إنما علم الساعة عند الله، لا يعلم متى تقع إلا هو، وإنما أنا منذر واضحٌ في نذارتي لكم.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • اطلاع الله على ما تخفيه صدور عباده.
    • الكفر والمعاصي من أسباب حصول عذاب الله في الدنيا والآخرة.
    • الكفر بالله ظلمة وحيرة، والإيمان به نور وهداية.




  4. #564
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (564)

    سورة القلم
    - مَكيّة -



    27 - فلما حل بهم الوعد وعاينوا العذاب قريبًا منهم وذلك يوم القيامة تغيرت وجوه الذين كفروا بالله فاسودّت، ويقال لهم: هذا الَّذي كنتم تطلبونه في الدنيا وتستعجلونه.
    28 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين المكذبين مسِتنكرًا عليهم: أخبروني إن توفّاني الله، وتوفَّى من معي من المؤمنين، فمن ينجّي الكافرين من عذاب مؤلم؟! لن ينجيهم منه أحد.
    29 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: هو الرحمن الَّذي يدعوكم إلى عبادته آمنّا به، وعليه وحده اعتمدنا في أمورنا، فستعلمون -لا محالة- من هو في ضلال واضح ممن هو على صراط مستقيم.
    30 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن أصبح ماؤكم الَّذي تشربون منه غائرًا في الأرض لا تستطيعون الوصول إليه، من يأتيكم بماء كثيرٍ جارٍ؟! لا أحد غير الله.

    سورة القلم
    - مكية-


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    إظهار علم النبي - صلى الله عليه وسلم - وخُلُقه، تأييدًا له بعد تطاول المشركين عليه.



    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {ن} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة. أقسم الله بالقلم وأقسم بما يكتبه الناس بأقلامهم.
    2 - ما أنت -أيها الرسول- بما أنعم الله عليك به من النبوّة مجنونًا، بل أنت بريء من الجنون الَّذي رماك به المشركون.

    3 - إنّ لك لثوابًا على ما تعانيه من حمل الرسالة إلى الناس غير مقطوع، ولا منّة به لأحد عليك.

    4 - وإنك لعلى الخلق العظيم الَّذي جاء به القرآن، فأنت مُتَخَلِّق بما فيه على أكمل وجه.
    5 - فستبصر أنت، ويبصر هؤلاء المكذبون.
    6 - عندما ينكشف الحق يتضح بأيكم الجنون؟!
    7 - إن ربك -أيها الرسول- يعلم من انحرف عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين إليها، فيعلم أنهم من ضلّوا عنها، وأنك من اهتديت إليها.

    8 - فلا تطع -أيها الرسول- المكذبين بما جئت به.

    9 - تمنّوا لو لَايَنْتَهم ولَاطَفْتَهم على حساب الدين، فيلينون لك ويلاطفونك.

    10 - ولا تطع كل كثير الحلف بالباطل، حقير.
    11 - كثير الاغتياب للناس، كثير المشي بالنميمة بينهم؛ ليفرق بينهم.
    12 - كثير المنع للخير، معتدٍ على الناس في أموالهم وأعراضهم وأنفسهم، كثير الآثام والمعاصي.
    13 - غليظ جافٍ، دَعِي في قومه لصِيق.
    14 - لأجل أنّه كان صاحب مال وأولاد تكبّر عن الإيمان بالله ورسوله.
    15 - إذا تُقْرأ عليه آياتنا قال: هذه ما يُسَطَّر من خرافات الأولين.
    16 - سنضع علامة على أنفه تَشِينه وتلازمه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • اتصاف الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأخلاق القرآن.
    • صفات الكفار صفات ذميمة يجب على المؤمن الابتعاد عنها، وعن طاعة أهلها.
    • من أكثر الحلف هان على الرحمن، ونزلت مرتبته عند الناس.




  5. #565
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (565)

    سورة القلم
    - مَكيّة -



    17 - إنا اختبرنا هؤلاء المشركين بالقحط والجوع، كما اختبرنا أصحاب الحديقة حين حلفوا ليقطعن ثمارها وقت الصباح مسارعين حتَّى لا يطعم منها مسكين.
    18 - ولم يستثنوا في يمينهم بقولهم: (إن شاء الله).
    19 - فأرسل الله إليها نارًا، فأكلتها وأصحابها نيام لا يستطيعون دفع النار عنها.
    20 - فأصبحت سوداء كالليل المظلم.
    21 - فنادى بعضهم بعضًا وقت الصباح.
    22 - قائلين: اخرجوا مُبَكِّرين على حرثكم قبل مجيء الفقراء إن كنتم قاطعين ثماره.
    23 - فساروا إلى حرثهم، مسرعين يحدِّث بعضهم بعضًا بصوت منخفض.
    24 - يقول بعضهم لبعض: لا يدخلنّ الحديقة عليكم اليوم مسكين.
    25 - وساروا أول الصباح وهم على منع ثمارهم عازمين.
    26 - فلما شاهدوها محترقة قال بعضهم لبعض: لقد ضللنا طريقها.
    27 - بل نحن ممنوعون من جني ثمارها بما حصل منا من عزم على منع المساكين منها.
    28 - قال أفضلهم: ألم أقل لكم حين عزمتم على ما عزمتم عليه من حرمان الفقراء منها: هلَّا تسبحون الله، وتتوبون إليه؟!
    29 - قالوا: سبحان ربنا، إنا كنا ظالمين لأنفسنا حين عزمنا على منع الفقراء من ثمار حديقتنا.
    30 - فأقبلُوا يتراجعون في كلامهم على سبيل العتب.
    31 - قالوا من الندم: يا خسارنا، إنا كنا متجاوزين الحدّ بمنعنا الفقراء حقهم.
    32 - عسى ربنا أن يعوضنا خيرًا من الحديقة، إنا إلى الله وحده راغبون، نرجو منه العفو، ونطلب منه الخير.
    33 - مثل هذا العذاب بالحرمان من الرزق نعذب من عصانا، ولعذاب الآخرة أعظم لو كانوا يعلمون شدّته ودوامه.
    34 - إن للمتقين الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، عند ربهم جنات النعيم يتنعمون فيها، لا ينقطع نعيمهم.
    35 - أفنجعل المسلمين كالكفار في الجزاء كما يزعم المشركون من أهل مكة؟!
    36 - ما لكم -أيها المشركون- كيف تحكمون هذا الحكم الجائر الأعوج؟!
    37 - أم لكم كتاب فيه تقرؤون المساواة بين المطيع والعاصي؟!
    38 - إن لكم في ذلك الكتاب ما تتخيرونه لكم في الآخرة.
    39 - أم لكم علينا عهود مؤكدة بالأيمان مقتضاها أن لكم ما تحكمون به لأنفسكم؟!
    40 - سل -أيها الرسول- القائلين هذا القول: أيهم كفيل به؟!
    41 - أم لهم شركاء من دون الله يساوونهم في الجزاء مع المؤمنين؟! فليأتوا بشركائهم هؤلاء إن كانوا صادقين فيما يدّعونه من أنهم ساووهم مع المؤمنين في الجزاء.
    42 - يوم القيامة يبدو الهول ويكشف ربنا عن ساقه، ويُدْعَى الناس إلى السجود فيسجد المؤمنون، ويبقى الكفار والمنافقون لا يستطيعون أن يسجدوا.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • منع حق الفقير سبب في هلاك المال.
    • تعجيل العقوبة في الدنيا من إرادة الخير بالعبد ليتوب ويرجع.
    • لا يستوي المؤمن والكافر في الجزاء، كما لا تستوي صفاتهما.







  6. #566
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (566)

    سورة القلم
    - مَكيّة -



    43 - ذليلة أبصارهم، تغشاهم ذلّة وندامة، وقد كانوا في الدنيا يُطلَبُ منهم أن يسجدوا لله وهم في معافاة مما هم فيه اليوم.
    44 - فاتركني -أيها الرسول- ومن يكذّب بهذا القرآن المنزل عليك، سنسوقهم إلى العذاب درجة درجة من حيث لا يعلمون أن ذلك مكر بهم واستدراج لهم.
    45 - وأمهلُهم زمنًا ليتمادوا في إثمهم، إن كيدي بأهل الكفر والتكذيب قوي، فلا يفوتونني، ولا يسلمون من عقابي.
    46 - هل تطلب منهم -أيها الرسول- ثوابًا على ما تدعوهم إليه، فهم بسبب ذلك يتحمَّلون أمرًا عظيمًا، فهذا سبب إعراضهم عنك؟! والواقع خلاف ذلك، فأنت لا تطلبهم أجزا، فما المانع لهم من اتباعك؟!
    47 - أم عندهم علم الغيب فهم يكتبون ما يحلو لهم من الحجج التي يحاجُّونك بها؟!
    48 - فاصبر -أيها الرسول- لما حكم به ربك من استدراجهم بالإمهال، ولا تكن مثل صاحب الحوت يونس عليه السلام في التضجر من قومه؛ إذ نادى ربه وهو مكروب في ظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت.
    49 - لولا أن رحمة الله أدركته لنبذه الحوت إلى أرض خلاء وهو مَلُوم.
    50 - فاختاره ربه، فجعله من عباده الصالحين.
    51 - وإن يكاد الذين كفروا بالله وكذبوا رسوله، ليَصْرَعونك بابصارهم من شدة إحداد النظر إليك، لما سمعوا هذا القرآن المنزل عليك، ويقولون -اتباعًا لأهوائهم، وإعراضًا عن الحق-: إن الرسول الَّذي جاء به لمجنون.
    52 - وما القرآن المنزل عليك إلا موعظة وتذكيرًا للإنس والجن.

    سورة الحاقة
    - مَكيّة-


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    حتمية وقوع القيامة تأكيدًا لصدق القرآن، ووعدًا للمؤمنين بالفرحة، ووعيدًا للمكذبين بالحسرة.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - يذكر الله ساعة البعث التي تحق على الجميع.

    2 - ثم يعظم أمرها بهذا السؤال. أي شيء هي الحاقة؟

    3 - وما أعلمك ما هذه الحاقة؟

    4 - كذبت ثمود قوم صالح، وعاد قوم هود، بالقيامة التي تقرع الناس من شدة أهوالها.

    5 - فأما ثمود فقد أهلكهم الله بالصيحة التي بلغت الغاية في الشدة والهول.

    6 - وأما عاد فقد أهلكهم الله بريح شديدة البرد قاسية بلغت الغاية في القسوة عليهم.

    7 - أرسلها الله عليهم مدة سبع ليالٍ وثمانية أيام تفنيهم عن بكرة أبيهم، فترى القوم في ديارهم هَلْكَى مصروعين في الأرض، كأنهم بعد إهلاكهم أصول نخل ساقطة على الأرض بالية.

    8 - فهل ترى لهم نفسًا باقية بعد ما أصابهم من العذاب؟!


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الصبر خلق محمود لازم للدعاة وغيرهم.
    • التوبة تَجُبُّ ما قبلها وهي من أسباب اصطفاء الله للعبد ويجعله من عباده الصالحين.
    • تنوع ما يرسله الله على الكفار والعصاة من عذاب دلالة على كمال قدرته وكمال عدله.



  7. #567
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (567)

    سورة الحاقة
    - مَكيّة -



    9 - وجاء فرعون ومن قبله من الأمم، والقرى التي عذبت بقلب عاليها سافلها، وهم قوم لوط، بالأفعال الخاطئة من الشرك والمعاصي.
    10 - فعصى كل منهم رسوله الَّذي بعث إليهم وكذبوه، فأخذهم الله أخْذَة زائدة على ما يتمّ به هلاكهم.
    11 - إنا لما تجاوز الماء حدَّه في الارتفاع حملنا من كنتم في أصلابهم في السفينة الجارية التي صنعها نوح عليه السلام بأمرنا، فكان حَمْلًا لكم.
    12 - لنجعل السفينة وقصتها موعظة يُسْتدلّ بها على إهلاك أهل الكفر، وإنجاء أهل الإيمان، وتحفظها أذن حافظة لما تسمع.
    13 - فإذا نفخ الملك الموكل بالنفخ في القرن نفخة واحدة وهي النفخة الثانية.
    14 - ورُفِعت الأرض والجبال، فَدُقَّتا دقَّة واحدة شديدة فَرَّقَت أجزاء الأرض وأجزاء جبالها.
    15 - فيوم يحصل ذلك كله تقع القيامة.
    16 - وتشققت السماء يومئذ لنزول الملائكة منها، فهي في ذلك اليوم ضعيفة بعد أن كانت شديدة متماسكة.
    17 - والملائكة على أطرافها وحافَّاتها، ويحمل عرشَ ربك في ذلك اليوم العظيم ثمانية من الملائكة المقربين.
    18 - في ذلك اليوم تُعْرَضون -أيها الناس- على الله، لا تخفى على الله منكم خافية أيًّا كانت، بل الله عليم بها مطّلع عليها.
    19 - فأما من أُعْطِى كتاب أعماله بيمينه فهو يقول من السرور والبهجة: خذوا اقرؤوا كتاب أعمالي.
    20 - إني علمت في الدنيا وأيقنت أني مبعوث، وملاقٍ جزائي.
    21 - فهو في عيشة مرضية؛ لما يراه من النعيم الدائم.
    22 - في جنة رفيعة المكان والمكانة.
    23 - ثمارها قريبة ممن يتناولها.
    24 - يقال تكريمًا لهم: كلوا واشربوا أكلًا وشربًا لا أذى فيه بما قدمتم من الأعمال الصالحات في الأيام الماضية في الدنيا.
    25 - وأما من أُعْطي كتاب أعماله بشماله، فيقول من شدة الندم: يا ليتني لم أعط كتاب أعمالي لما فيه من الأعمال السيئة المستوجبة لعذابي.
    26 - ويا ليتني لم أعرف أي شيء يكون حسابي.
    27 - يا ليت الموتة التي متّها كانت الموتة التي لا أُبْعَث بعدها أبدًا.
    28 - لم يدفع عني مالي من عذاب الله شيئًا.
    29 - غابت عني حجتي وما كنت أعتمد عليه من قوة وجاهٍ.
    30 - ويقال: خذوه -أيها الملائكة- واجمعوا يده إلى عنقه.
    31 - ثم أدخلوه النار ليعاني حرّها.
    32 - ثم أدخلوه في سلسلة طولها سبعون ذراعًا.
    33 - إنه كان لا يؤمن بالله العظيم.
    34 - ولا يحثّ غيره على إطعام المسكين.
    35 - فليس له يوم القيامة قريب يدفع عنه العذاب.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • المنة التي على الوالد منة على الولد تستوجب الشكر.
    • إطعام الفقير والحض عليه من أسباب الوَقاية من عذاب النار.
    • شدة عذاب يوم القيامة تستوجب التوقي منه بالإيمان والعمل الصالح.



  8. #568
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (568)

    سورة الحاقة
    - مَكيّة -



    36 - وليس له طعام يطعمه إلا من عصارة أبدان أهل النار.
    37 - لا يأكل ذلك الطعام إلا أصحاب الذنوب والمعاصي.
    38 - أَقسم الله بما تشاهدون.
    39 - وأقسم بما لا تشاهدون.
    40 - إن القرآن لكلام الله، يتلوه على الناس رسوله الكريم.
    41 - وليس بقول شاعر؛ لأنه ليس على نظم الشعر، قليلًا ما تؤمنون.
    42 - وليس بقول كاهن، فكلام الكهان أمر مُغَايِر لهذا القرآن، قليلًا ما تتذكرون.
    43 - ولكنه منزل من رب الخلائق كلهم.
    44 - ولو تَقَوَّل علينا محمد بعض الأقاويل التي لم نقلها.
    45 - لانتقمنا منه وأخذنا منه بالقوة منا والقدرة.
    46 - ثم لقطعنا منه العِرْق المتصل بالقلب.
    47 - فليس منكم من يمنعنا منه، فبعيد أن يَتَقَوَّل علينا من أجلكم.
    48 - وإن القرآن لموعظة للمتقين لربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
    49 - وإنا لنعلم أن من بينكم مَنْ يكذب بهذا القرآن.
    50 - وإن التكذيب بالقرآن لندامة عظيمة يوم القيامة.
    51 - وإن القرآن لهو حق اليقين الَّذي لا مِرْية ولا ريب أنَّه من عند الله.
    52 - فنزه -أيها الرسول- ربك عما لا يليق به، واذكر اسم ربك العظيم.

    سورة المعارج
    - مَكيّة -


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    تأكيد وقوع العذاب على الكافرين، والنعيم للمصدقين بيوم الدين.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - دعا داعٍ من المشركين على نفسه وقومه بعذاب إن كان هذا العذاب حاصلًا، وهو سخرية منه , وهو واقع يوم القيامة.

    2 - للكافرين بالله، ليس لهذا العذاب من يرده.

    3 - من الله ذي العلو والدرجات والفواضل والنعم.

    4 - تصعد إليه الملائكة وجبريل في تلك الدرجات، في يوم القيامة؛ وهو يوم طويل مقداره خمسون ألف سنة.

    5 - فاصبر -أيها الرسول- صبرًا لا جَزَع فيه ولا شكوى.

    6 - إنهم يرون هذا العذاب بعيدًا مستحيل الوقوع.

    7 - ونراه نحن قريبًا واقعًا لا محالة.

    8 - يوم تكون السماء مثل المُذَاب من النحاس والذهب وغيرهما.

    9 - وتكون الجبال مثل الصوف في الخِفَّة.

    10 - ولا يسأل قريب قريبًا عن حاله؛ لأن كل واحد مشغول بنفسه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • تنزيه القرآن عن الشعر والكهانة.
    • خطر التَّقَوُّل على الله والافتراء عليه سبحانه.
    • الصبر الجميل الذي يحتسب فيه الأجر من الله ولا يشكى لغيره.




  9. #569
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (569)

    سورة المعارج
    - مَكيّة -



    11 - يشاهد كل إنسان قريبه لا يخفى عليه، ومع ذلك لا يسأل أحد أحدًا لهول الموقف، يودّ من استحق النار أن يقدم أولاده للعذاب بدلًا منه.
    12 - ويفتدي بزوجته وأخيه.
    13 - ويفتدي بعشيرته الأقربين منه، الذين يقفون معه في الشدائد.
    14 - ويفتدى بمن في الأرض جميعًا من الإنس والجن وغيرهما، ثم يسلمه ذلك الافتداء، وينقذه من عذاب النار.
    15 - ليس الأمر كما تمنّى هذا المجرم، إنها نار الآخرة تلتهب وتشتعل.
    16 - تفصل جلدة الرأس فصلًا شديدًا من شدة حرّها وإشتعالها.
    17 - تنادي من أعرض عن الحق، وأبعد عنه ولم يؤمن به ولم يعمل.
    18 - وجَمَع المال، وضنّ بالإنفاق منه في سبيل الله.
    19 - إن الإنسان خُلِق شديد الحرص.
    20 - إذا أصابه ضُرٌّ من مرض أو فقر كان قليل الصبر.
    21 - وإذا أصابه ما يُسَرُّ به من خَصْب وغنًى كان كثير المنع لبذله في سبيل الله.
    22 - إلا المصلّين، فهم سالمون من تلك الصفات الذميمة.
    23 - الذين هم على صلاتهم مواظبون، لا ينشغلون عنها، ويؤدونها في وقتها المحدد لها.
    24 - والذين في أموالهم نصيب محدد مفروض.
    25 - يدفعونه للذي يسألهم وللذي لا يسألهم ممن حرم الرزق لأي سبب كان.
    26 - والذين يصدّقون بيوم القيامة، يوم يجازي الله كلًّا لما يستحقّه.
    27 - والذين هم من عذاب ربهم خائفون، مع ما قدموا من أعمالهم الصالحة.
    28 - إن عذاب ربهم مخوف لا يأمنه عاقل.
    29 - والذين هم لفروجهم حافظون بسترها وإبعادها عن الفواحش.
    30 - إلا من زوجاتهم أو ما ملكوا من الإماء، فإنهم غير ملومين في التمتع بهنّ بالوطء فما دونه.
    31 - فمن طلب الاستمتاع بغير ما ذُكر من الزوجات والإماء، أولئك هم المتجاوزون لحدود الله.
    32 - والذين هم لما ائتمنوا عليه من الأمَوال والأسرار وغيرهما، ولعهودهم التى عاهدوا عليها الناس حافظون، لا يخونون أماناتهم، ولا ينقضون عهودهم.
    33 - والذين هم قائمون بشهادتهم على الوجه المطلوب، لا تؤثر قرابه ولا عداوة فيها.
    34 - والذين هم على صلاتهم يحافظون؛ بأدائها في وقتها، وبطهارة وطمأنينة، لا يشغلهم عنها شاغل.
    35 - أولئك الموصوفون بتلك الصفات في جنات مُكْرَمون؛ بما يلقونه من النعيم المقيم، والنظر إلى وجه الله الكريم.
    36 - ما الَّذي جرّ هؤلاء المشركين من قومك -أيها الرسول- حَوَاليك مسرعين إلى التكذيب بك؟!
    37 - محيطون بك عن يمينك وشمالك جماعات جماعات.
    38 - أيأمل كل واحد منهم أن يدخله الله جنة النعيم، يتنعم بما فيها من النعيم المقيم، وهو باقٍ على كفره؟!
    39 - ليس الأمر كما تصوّروا، إنا خلقناهم مما يعرفونه، فقد خلقناهم من ماء حقير، فهم ضعفاء لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، فكيف يتكبرون؟!
    40 - أقسم الله برب مشارق الشمس والقمر، إنا لقادرون.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • شدة عذاب النار حيث يود أهل النار أن ينجوا منها بكل وسيلة مما كانوا يعرفونه من وسائل الدنيا.
    • الصلاة من أعظم ما تكفَّر به السيئات في الدنيا، ويتوقى بها من نار الآخرة.
    • الخوف من عذاب الله دافع للعمل الصالح.



  10. #570
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (570)

    سورة نوح
    - مَكيّة -



    41 - على تبديلهم بغيرهم ممن يطيع الله، ونهلكهم، لا نعجز عن ذلك، ولسنا بمغلوبين متى أردنا إهلاكهم وتبديلهم بغيرهم.
    42 - فاتركهم -أيها الرسول- يخوضوا فيما هم فيه من الباطل والضلال، ويلعبوا في حياتهم الدنيا إلى أن يلاقوا يوم القيامة الَّذي كانوا يوعدون به في القرآن.
    43 - يوم يخرجون من القبور سراعًا كأنهم إلى عَلَمٍ يتسابقون.
    44 - ذليلة أبصارهم، تغشاهم ذلة، ذلك هو اليوم الَّذي كانوا يوعدون به في الدنيا، وكانوا لا يبالون به.

    سورة نوح
    - مكية -


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    صبر الدعاة وجهادهم في الدعوة، من خلال قصة نوح، تثبيتًا للمؤمنين، وتهديدًا للمكذبين.

    [التَّفْسِيرُ]
    1 - إنا بعثنا نوحًا إلى قومه يدعوهم ليخوّف قومه من قبل أن يأتيهم عذاب موجع بسبب ما هم عليه من الشرك بالله.

    2 - قال نوح لقومه: يا قوم، إني لكم مُنْذِرٌ بَيِّنُ الإنذار من عذاب ينتظركم إن لم تتوبوا إلى الله.

    3 - ومقتضى إنذاري لكم أن أقول لكم: اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئًا، واتقوه بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما آمركم به.

    4 - إنكم إن تفعلوا ذلك يغفر الله لكم من ذنوبكم ما لا يتعلق بحقوق العباد، ويُطِلْ أمد أمّتكم في الحياة إلى وقت محدد في علم الله، تعمرون الأرض ما استقمتم على ذلك، إن الموت إذا جاء لا يؤخر، لو كنتم تعلمون لبادرتم إلى الإيمان بالله والتوبة مما أنتم عليه من الشرك والضلال.

    5 - قال نوح: يا رب، إني دعوت قومي إلى عبادتك وتوحيدك، ليلًا ونهارًا باستمرار.
    6 - فلم تزدهم دعوتي لهم إلا نفورًا وبُعْدًا مما أدعوهم إليه.
    7 - وإني كلما دعوتهم إلى ما فيه سبب غفران ذنوبهم؛ من عبادتك وحدك ومن طاعتك وطاعة رسولك سدّوا آذانهم بأصابعهم؛ ليمنعوها من سماع دعوتي، وغطّوا وجوههم بثيابهم حتَّى لا يروني، واستمرّوا على ما هم عليه من الشرك، وتكبّروا عن قبول ما أدعوهم إليه، والإذعان له.
    8 - ثم إني -يا رب- دعوتهم علانية.
    9 - ثم إني رفعت لهم صوتي بالدعوة، وأسررت إسرارًا خفيًّا، ودعوتهم بصوت منخفض؛ منوّعًا لهم أسلوب دعوتي.
    10 - فقلت لهم: يا قوم، اطلبوا المغفرة من ربكم بالتوبة إليه، إنه سبحانه كان كفارًا لذنوب من تاب إليه من عباده.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • خطر الغفلة عن الآخرة.
    • عبادة الله وتقواه سبب لغفران الذنوب.
    • الاستمرار في الدعوة وتنويع أساليبها حق واجب على الدعاة.



  11. #571
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (571)

    سورة نوح
    - مَكيّة -



    11 - فإنكم إن فعلتم ذلك ينزل الله عليكم المطر متتابعًا كلما احتجتم إليه، فلا يصيبكم قحط.
    12 - ويعطيكم بكثرةٍ أموالًا وأولادًا، ويجعل لكم بساتين تأكلون من ثمارها، ويجعل لكم أنهارًا تشربون منها وتسقون زروعكم ومواشيكم.
    13 - ما شأنكم -يا قوم- لا تخافون عظمة الله حيث تعصونه دون مبالاة؟!
    14 - وقد خلقكم طَوْرًا بعد طَوْر من نُطْفة فَعَلَقة فمُضْغة.
    15 - ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات، سماء فوق سماء؟!
    16 - وجعل القمر في السماء الدنيا منهن ضياء لأهل الأرض، وجعل الشمس مضيئة.
    17 - والله خلقكم من الأرض بخلق أبيكم آدم من تراب، ثم أنتم تتغذون بما تُنْبته لكم.
    18 - ثم يعيدكم فيها بعد موتكم، ثم يخرجكم للبعث منها إخراجًا.
    19 - والله جعل لكم الأرض مبسوطة مهيَّأة للسُّكْنى.
    20 - رجاء أن تسلكوا منها طرقًا واسعة سعيًا للكسب الحلال.
    21 - قال نوح: يا رب، إن قومي عصوني فيما أمرتهم به من توحيدك وعبادتك وحدك، واتبع السفلة منهم رؤساءهم الذين أنعمت عليهم بالمال والولد، فلم يزدهم ما أنعمت به عليهم إلا ضلالًا.
    22 - ومكر الأكابر منهم مكرًا عظيمًا بتحريشهم سَفَلَتهم على نوح.
    23 - وقالوا لأتباعهم: لا تتركوا عبادة آلهتكم؛ ولا تتركوا عباد صنامكم وَدِّ ولا سُوَاع ولا يَغُوث ولا يَعُوق ولا نسْر.
    24 - وقد أضلّوا بأصنامهم هذه كثيرًا من الناس، ولا تزد -يا رب- الظالمين لأنفسهم بالإصرار على الكفر والمعاصى إلا ضلالًا عن الحق.
    25 - بسبب خطيئاتهم التي ارتكبوها أغْرِقوا بالطوفان في الدنيا، فأُدْخِلوا النار بعد موتهم مباشرة، فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارًا ينقذونهم من الغرق والنار.
    26 - وقال نوح لما أخبره الله أنَّه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن: يا رب، لا تترك على الأرض من الكافرين أحدًا يدور أو يتحرك.
    27 - إنك -ربنا- إن تتركهم وتمهلهم يضلّوا عبادك المؤمنين، ولا يلدوا إلا صاحبَ فجورٍ لا يطيعك، وشديدَ كفرٍ لا يشكرك على نعمك.
    28 - ربّ اغفر لي ذنوبي، واغفر لوالديَّ، واغفر لمن دخل بيتي مؤمنًا، واغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولا تزد الظالمين لأنفسهم بالكفر والمعاصي إلا هلاكًا وخسرانًا.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الاستغفار سبب لنزول المطر وكثرة الأموال والأولاد.
    • دور الأكابر في إضلال الأصاغر ظاهر مُشَاهَد.
    • الذنوب سبب للهلاك في الدنيا، والعذاب في الآخرة.




  12. #572
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (572)

    سورة الجن
    - مَكيّة -


    سورة الجن
    - مكية-


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    تصديق نزول القرآن وأنه من عند الله، من خلال إيمان الجن به، وإبطال مزاعم المشركين فيهم.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - قل -أيها الرسول- لأمتك: أوحى الله إليّ أنَّه استمع إلى قراءتي للقرآن جماعة من الجن ببطن نَخْلة، فلما رجعوا إلى قومهم قالوا لهم: إنا سمعنا كلامًا مقروءًا مُعْجِبًا في بيانه وفصاحته.
    2 - هذا الكلام الَّذي سمعناه يدلّ على الصواب في الاعتقاد والقول والعمل، فآمنا به، ولن نشرك بربنا الَّذي أنزله أحدًا.
    3 - وآمنّا بأنه -تعالت عظمة ربنا وجلاله- ما اتخذ زوجة ولا ولدًا كما يقول المشركون.
    4 - وأنه كان إبليس يقول على الله قولًا منحرفًا من نسبة الزوجة والولد إليه سبحانه.
    5 - وأنا حَسِبْنا أن المشركين من الإنس والجنّ لا يقولون الكذب حين كانوا يزعمون أن له صاحبة وولدًا، فصدّقنا قولهم تقليدًا لهم.
    6 - وأنه كان في الجاهلية رجال من الإنس يستجيرون برجال من الجن عندما ينزلون بمكان مَخُوف، فيقول أحدهم: أعوذ بسيّد هذا الوادي من شرّ سفهاء قومه، فازداد رجال الإنس خوفًا ورعبًا من رجال الجنّ.
    7 - وأن الإنس ظنوا كما ظننتم -أيها الجن- أن الله لن يبعث أحدًا بعد موته للحساب والجزاء.
    8 - وأنا طلبنا خبر السماء، فوجدنا السماء مُلئِت حرسًا قويًّا من الملائكة يحرسونها من استراق السمع الَّذي كنا نقوم به، ومُلِئت نارًا مشتعلة يُرْمى بها كل من يقرب السماء.
    9 - وأنا كنا في السابق نتخذ من السماء مواقع نستمع منها ما يتداوله الملائكة، فنخبر به الكهنة من أهل الأرض، وقد تغير الأمر، فمن يستمع منا الآن يجد نارًا مشتعلة معدة له، فإذا اقترب أرسلت عليه فأحرقته.
    10 - وأنَّا لا نعلم ما سبب هذه الحراسة الشديدة؛ أأريد شر بأهل الأرض، أم أن الله أراد بهم خيرًا، فقد انقطع عنا خبر السماء.
    11 - وأنا -معشر الجنّ-: منّا المتقون الأبرار، ومنّا من هم كفار وفساق؛ كنّا أصنافًا مختلفة وأهواء متباينة.
    12 - وأنَّا أيقنا أنا لن نفوت الله سبحانه إذا أراد بنا أمرًا، ولن نفوته هربًا لإحاطته بنا.
    13 - وأنَّا لما سمعنا القرآن الَّذي يهدي للتي هي أقوم آمنّا به، فمن يؤمن بربه فلا يخاف نقصًا لحسناته، ولا إثمًا يضاف إلى آثامه السابقة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • تأثير القرآن البالغ فيمَنْ يستمع إليه بقلب سليم.
    • الاستغاثة بالجن من الشرك بالله، ومعاقبةُ فاعله بضد مقصوده في الدنيا.
    • بطلان الكهانة ببعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    • من أدب المؤمن ألا يَنْسُبَ الشرّ إلى الله.



  13. #573
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (573)

    سورة الجن
    - مَكيّة -



    14 - وأنَّا منا المسلمون المنقادون لله بالطاعة، ومنا الجائرون عن طريق القصد والاستقامة، فمن خضع لله بالطاعة والعمل الصالح فأولئك الذين قصدوا الهداية والصواب.
    15 - وأما الجائرون عن طريق القصد والاستقامة فكانوا لجهنّم حطبًا توقَدُ به مع أمثالهم من الإنس.
    16 - وكما أوحى إليه أنَّه استمع نفر من الجن أوحى إليه أنَّه لو استقام الجنّ والإنس على طريق الإسلام، وعملوا بما فيه، لسقاهم الله ماء كثيرًا، وأمدَّهم بنعم متنوعة.
    17 - لنختبرهم فيه أيشكرون نعمة الله أم يكفرونه؟ ومن يُعْرِض عن القرآن، وعما فيه من المواعظ، يدخله ربه عذابًا شاقًّا لا يستطيع تحمّله.
    18 - وأن المساجد له سبحانه لغيره، فلا تدعوا مع الله فيها أحدًا، فتكونوا مثل اليهود والنصارى في كنائسهم وبيَعهم.
    19 - وأنه لما قام عبد الله محمد - صلى الله عليه وسلم - يعبد ربه ببطن نَخْلة، كاد الجن يكونون مُتَراكِمين عليه من شدة الزحام عند سماعهم قراءته للقرآن.
    20 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: إنما أدعو ربي ولا أشرك به غيره في العبادة كائنا من كان.
    21 - قل لهم: إنّي لا أملك لكم دفع ضرّ قدّره الله عليكم، ولا أملك جلب نفع منعكم الله إياه.
    22 - قل لهم: لن ينجيني من الله أحد إن عصيته، ولن أجد من دونه مُلْتَجأً ألجأ إليه.
    23 - لكن الَّذي أملكه أن أبلغكم ما أمرني الله بتبليغه إليكم، ورسالته التي بعثني بها إليكم، ومن يعص الله ورسوله فإن مصيره دخول نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها، لا يخرج منها أبدًا.
    24 - ولا يزال الكفار على كفرهم حتَّى إذا عاينوا يوم القيامة ما كانوا يوعدون به في الدنيا من العذاب، حينئذ سيعلمون من أضعف ناصرًا، وسيعلمون من أقلّ أعوانًا.
    25 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين المنكرين للبعث: لا أدري أقريب ما توعدون من العذاب، أم أن له أجلًا لا يعلمه إلا الله.
    36 - هو سبحانه عالم الغيب كله، لا يخفى عليه منه شيء، فلا يُطْلِعُ على غيبه أحدًا، بل يبقى مختصًّا بعلمه.
    27 - إلا من ارتضاه سبحانه من رسول، فإنه يطلعه على ما شاء ويرسل من بين يدي الرسول حرسًا من الملائكة يحفظونه حتَّى لا يطّلع غير الرسول على ذلك.
    28 - رجاء أن يعلم الرسول أن الرسل من قبله قد بلَّغوا رسالات ربهم التي أمرهم بتبليغها لما أحاطها الله به من العناية، وأحاط الله بما لدى الملائكة والرسل علمًا، فلا يخفى عليه من ذلك شيء، وأحصى عدد كل شيء، فلا يخفى عليه سبحانه شيء.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الجَوْر سبب في دخول النار.
    • أهمية الاستقامة في تحصيل المقاصد الحسنة.
    • حُفِظ الوحي من عبث الشياطين.



  14. #574
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (574)

    سورة المزمل
    - مَكيّة -



    سورة المزمل
    - مكية-


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    ذكر الزاد الروحي للدعاة في مواجهة الشدائد ومصاعب الحياة، تثبيتًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتوعدًا للمكذبين به.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - يا أيها المُتَلَفِّف بثيابه (يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -).
    2 - صلِّ بالليل إلا قليلًا منه.
    3 - صلِّ نصفه إن شئت، أو صلِّ أقلّ من النصف قليلًا حتَّى تَصِلَ للثلث.
    4 - أو زد عليه حتَّى تبلغ الثلثين، وبيّن القرآن إذا قرأته وتمهّل في قراءته.
    5 - إنا سنلقي عليك -أيها الرسول- القرآن، وهو قول ثقيل؛ لما فيه من الفرائض والحدود والأحكام والآداب وغيرها.
    6 - إن ساعات الليل هي أشد موافقة للقلب مع القراءة وأصوب قولًا.
    7 - إن لك في النهار تصرّفًا في أعمالك، فتنشغل بها عن قراءة القرآن، فصلِّ بالليل.
    8 - واذكر الله بأنواع الذكر، وانقطع إليه سبحانه انقطاعًا بإخلاص العبادة له.
    9 - رب المشرق ورب المغرب، لا معبود بحق إلا هو، فاتخذه وكيلًا تعتمد عليه في أمورك كلها.
    10 - واصبر على ما يقوله المكذبون من الاستهزاء والسبّ، واهجرهم هجرًا لا أذيّة فيه.
    11 - ولا تهتمّ بشأن المكذبين أصحاب التمتع بملذات الدنيا، واتركني وإياهم، وانتظرهم قليلًا حتَّى يأتيهم أجلهم.
    12 - إن لدينا في الآخرة قيودًا ثقيلة، ونارًا مُسْتَعِرة.
    13 - وطعامًا تغصّ به الحلوق لشدّة مرارته، وعذابًا موجعًا؛ زيادة على ما سبق.
    14 - ذلك العذاب حاصل للمكذبين يوم تضطرب الأرض والجبال، وكانت الجبال رملًا سائلًا متناثرًا من شدّة هوله.
    15 - إنا بعثنا إليكم رسولًا شاهدًا على أعمالكم يوم القيامة مثلما أرسلنا إلى فرعون رسولًا هو موسى عليه السلام.
    16 - فعصى فرعون الرسولَ المرسل إليه من ربه فعاقبناه عقابًا شديدًا في الدنيا بالغرق، وفي الآخرة بعذاب النار، فلا تعصوا أنتم رسولكم فيصيبكم ما أصابه.
    17 - فكيف تمنعون أنفسكم وتَقُوها -إن كفرتم بالله، وكذبتم رسوله- يومًا شديدًا طويلًا، يشيب رأس الأولاد الصغار من شدّة هوله وطوله.
    18 - السماء متشققة من هوله، كان وعبد الله مفعولًا لا محالة.
    19 - إنّ هذه الموعظة -المشتملة على بيان ما في يوم القيامة من هول وشدّة- تذكرة، ينتفع بها المؤمنون، فمن شاء اتخاذ طريق موصل إلى ربه اتخذه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • أهمية قيام الليل وتلاوة القرآن وذكر الله والصبر للداعية إلى الله.
    • فراغ القلب في الليل له أثر في الحفظ والفهم.
    • تحمّل التكاليف يقتضي تربية صارمة.
    • الترف والتوسع في التنعم يصدّ عن سبيل الله.



  15. #575
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (575)

    سورة المزمل
    - مَكيّة -



    20 - إن ربك -أيها الرسول- يعلم أنك تصلّي أقلّ من ثلثي الليل تارة، وتقوم نصفه تارة، وثلثه تارة، وتقوم طائفة من المؤمنين معك، والله يقدر الليل والنهار، ويحصي ساعاتهما، علم سبحانه أنكم لا تقدرون على إحصاء وضبط ساعاته، فيشقّ عليكم قيام أكثره تحرّيًا للمطلوب، فلذلك تاب عليكم، فصلّوا من الليل ما تيسّر، علم الله أن سيكون منكم -أيها المؤمنون- مرضى أجهدهم المرض، وآخرون يسافرون يطلبون رزق الله، وآخرون يقاتلون الكفار ابتغاء مرضاة الله ولتكون كلمة الله هي العليا، فهؤلاء يشقّ عليهم قيام الليل، فصلّوا ما تيسر لكم من الليل، وائتوا بالصلاة المفروضة على أكمل وجه، وأعطوا زكاة أموالكم، وأنفقوا من أموالكم في سبيل الله، وما تقدّموا لأنفسكم من أيّ خير، تجدوه هو خيرًا وأعظم ثوابًا، واطلبوا المغفرة من الله، إن الله غفور لمن تاب من عباده، رحيم بهم.
    سورة المدثر
    - مكية-


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    الأمر بالنهوض للدعوة، وتوعد المكذبين بها.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - يا أيها المُتَغَشِّي بثيابه (وهو النبي - صلى الله عليه وسلم -).
    2 - انهض وخوِّف من عذاب الله.

    3 - وعَظِّمْ ربك.
    4 - وطهِّر نفسك من الذنوب وثيابك من النجاسات.
    5 - وابتعد عن عبادة الأوثان.
    6 - ولا تمنن على ربك بأن تستكثر عملك الصالح.
    7 - واصبر لله على ما تلاقيه من الأذى.
    8 - فإذا نُفِخَ في القرن النفخة الثانية.
    9 - فذلك اليوم يوم شديد.
    10 - على الكافرين بالله وبرسله غير سهل.
    11 - اتركني -أيها الرسول- ومن خلقته وحيدًا في بطن أمه دون مال أو ولد (وهو الوليد بن المُغِيرة).
    12 - وجعلت له مالًا كثيرًا.
    13 - وجعلت له بنين حاضرين معه ويشهدون المحافل معه لا يفارقونه لسفر لكثرة ماله.
    14 - وبسطت له في العيش والرزق والولد بسطًا.
    15 - ثم يطمع مع كفره بي أن أزيده بعد ما أعطيته من ذلك كله.
    16 - ليس الأمر كما تصوّر، إنه كان معاندًا لآياتنا المنزلة على رسولنا مكذبًا بها.
    17 - سأكلفه مشقة من العذاب لا يستطيع تحمّلها.
    18 - إن هذا الكافر الَّذي أنعمت عليه بتلك النعم فكّر فيما يقوله في القرآن لإبطاله، وقدّر ذلك في نفسه.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • المشقة تجلب التيسير.
    • وجوب الطهارة من الخَبَث الظاهر والباطن.
    • الإنعام على الفاجر استدراج له وليس إكرامًا.



  16. #576
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (576)

    سورة المدثر
    - مَكيّة -



    19 - فلُعِن وعُذِّب كيف قَدَّر.
    20 - ثم لعن وعذّب كيف قَدَّر.
    21 - ثم أعاد النظر والتروِّي فيما يقول.
    22 - ثم قَطب وجهه وكَلَح حين لم يجد ما يطعن به في القرآن.
    23 - ثم أدبر عن الإيمان، واستكبر عن اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    24 - فقال: ليس هذا الَّذي جاء به محمد كلام الله، بل هو سحر يرويه عن غيره.
    25 - ليس هذا كلام الله، بل هو كلام الإنس.
    26 - سأدخل هذا الكافر طبقة من طبقات النار، وهي سَقَر يقاسي حرّها.
    27 - وما أعلمك -يا محمد- ما سَقَر؟!
    28 - لا تُبْقِي شيئًا من المُعَذَّب فيها إلا أتت عليه، ولا تتركه، ثم يعود كما كان، ثم تأتي عليه، وهكذا دَوَالَيْك.
    29 - شديدة الاحراق والتغيير للجلود.
    30 - عليها تسعة عشر ملكًا، وهم خَزَنتها.
    31 - وما جعلنا خَزَنة النار إلا ملائكة، فلا طاقة للبشر بهم، وقد كذب أبو جهل حين ادّعى أنَّه وقومه يقدرون على البطش بهم، ثمّ يخرجون من النار، وما جعلنا عددهم هذا إلا اختبارًا للذين كفروا بالله؛ ليقولوا ما قالوا فيُضاعَف عليهم العذاب، وليتيقّن اليهود الذين أعطوا التوراة، والنصارى الذين أعطوا الإنجيل حين نزل القرآن مصدقًا لما في كتابيهم، وليزداد المؤمنون إيمانًا عندما يوافقهم أهل الكتاب، ولا يرتاب اليهود والنصارى والمؤمنون، وليقول المترددون في الإيمان، والكافرون: أي شيء أراده الله بهذا العدد الغريب؟! مثل إضلال مُنْكِر هذا العدد وهداية المُصَدِّق به، يُضِلُّ الله من شاء أن يضلّه ويهدي من شاء أن يهديه، وما يعلم جنود ربك من كثرتها إلا هو سبحانه، فليعلم بذلك أبو جهل القائل: (أما لمحمد أعوان إلا تسعة عشر؟!) استخفافًا وتكذيبًا، وما النار إلا تذكرة للبشر يعلمون بها عظمة الله سبحانه.
    32 - ليس القول كما يزعم بعض المشركين أنَّه يكفي أصحابه خَزَنة جهنم حتَّى يُجْهِضهم عنها، أقسم الله بالقمر.
    33 - وأقسم بالليل حين ولى.
    34 - وأقسم بالصبح إذا أضاء.
    35 - إنّ نار جهنم لإحدى البلايا العظيمة.
    36 - ترهيبًا وتخويفًا للناس.
    37 - لمن شاء منكم -أيها الناس- أن يتقدم بالإيمان بالله والعمل الصالح، أو يتأخر بالكفر والمعاصي.
    38 - كل نفس بما كسبته من الأعمال مأخوذة، فإما أن توبقها أعمالها، وإما أن تخلِّصها وتنقذها من الهلاك.
    39 - إلا المؤمنين فإنهم لا يُوخذون بذنوبهم، بل يتجاوز عنها لما لهم من عمل صالح.
    40 - وهم يوم القيامة في جنات يسأل بعضهم بعضا.
    41 - عن الكافرين الذين أهلكوا أنفسهم بما عملوا من المعاصي.
    42 - يقولون لهم: ما أدخلكم في جهنم؟
    43 - فيجيبهم الكفار قائلين: لم نكن من الذين يؤدون الصلاة الواجبة في الحياة الدنيا.
    44 - ولم نكن نطعم الفقير مما أعطانا الله.
    45 - وكنا مع أهل الباطل ندور معهم أينما داروا، ونتحدث مع أهل الضلال والغواية.
    46 - وكنا نكذب بيوم الجزاء.
    47 - وتمادينا في التكذيب به حتَّى جاءنا الموت، فحال بيننا وبين التوبة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • خطورة الكبر حيث صرف الوليد بن المغيرة عن الإيمان بعدما تبين له الحق.
    • مسؤولية الإنسان عن أعماله في الدنيا والآخرة.
    • عدم إطعام المحتاج سبب من أسباب دخول النار.



  17. #577
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (577)

    سورة القيامة
    - مَكيّة -



    48 - فما تنفعهم يوم القيامة وساطة الشافعين من الملائكة والنبيين والصالحين؛ لأن من شرط قَبول الشفاعة الرضا عن المشفوع.
    49 - أي شيء جعل هؤلاء المشركين معرضين عن القرآن؟!
    50 - كأنهم في إعراضهم ونفورهم منه حُمُر وَحْش شديدة النفور.
    51 - نفرت من أسد خوفًا منه.
    52 - بل يريد كل واحد من هؤلاء المشركين أن يصبح عند رأسه كتاب منشور يخبره أن محمدًا رسول من الله، وليس سبب ذلك قلة البراهين أو ضعف الحجج، وإنما هو العناد والاستكبار.
    53 - ليس الأمر كذلك، بل السبب في تماديهم في ضلالهم أنهم لا يؤمنون بعذاب الآخرة، فبقوا على كفرهم.
    54 - ألا إن هذا القرآن موعظة وتذكير.
    55 - فمن شاء أن يقرأ القرآن ويتعظ به قرأه واتعظ به.
    56 - وما يتعظون إلا أن يشاء الله أن يتعظوا، هو سبحانه أهل لأن يُتَّقى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأهل لأن يغفر ذنوب عباده إذا تابوا إليه.

    سورة القيامة
    - مكية-


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    إظهار قدرة الله على جمع خلق الإنسان وبعثه.

    [التَّفْسِيرُ]
    1 - أقسم الله بيوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين.

    2 - وأقسم بالنفس الطيبة التي تلوم صاحبها على التقصير في الأعمال الصالحة، على فعل السيئات، أقسم بهذين الأمرين ليبعثنّ الناس للحساب والجزاء.

    3 - أيظنّ الإنسان أن لن نجمع عظامه بعد موته للبعث؟!

    4 - بلى، نقدر مع جمعها على إعادة أطراف أصابعه خلْقًا سويًّا كما كانت.

    5 - بل يريد الإنسان بإنكاره البعث أن يستمرّ على فجوره مستقبلا دون رادع.

    6 - يسأل على وجه الاستبعاد عن يوم القيامة: متى يقع؟

    7 - فإذا تحيّر البصر واندهش حين يرى ما كان يكذّب به.
    8 - وذهب ضوء القمر.

    9 - وجمع جرم الشمس والقمر.

    10 - يقول الإنسان الفاجر في ذلك اليوم: أين الفرار؟!
    11 - لا فرار في ذلك اليوم، ولا مَلْجأ يلجأ إليه الفاجر، ولا مُعْتَصَم يعتصم به.
    12 - إلى ربك -أيها الرسول- في ذلك اليوم المرجع والمصير للحساب والجزاء.
    13 - يخبر الإنسان في ذلك اليوم بما قدّم من أعماله، وربما أخّر منها.
    14 - بل الإنسان شاهد على نفسه حيث تشهد عليه جوارحه بما اكتسبه من إثم.
    15 - ولو جاء بأعذار يجادل بها عن نفسه أنَّه ما عمل سوءًا لم تنفعه.
    16 - لا تحرِّك -أيها الرسول- لسانك بالقرآن مُتَعَجِّلًا أن ينفلت منك.
    17 - إن علينا أن نجمعه لك في صدرك، وإثبات قراءته على لسانك.
    18 - فإذا أتمّ جبريل قراءته عليك فأنصت إلى قراءته واستمع.
    19 - ثم إن علينا تفسيره لك.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • مشيئة العبد مُقَيَّدة بمشيئة الله.
    • حرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حفظ ما يوحى إليه من القرآن، وتكفّل اللهَ له بجمعه في صدره وحفظه كاملًا فلا ينسى منه شيئًا.




  18. #578
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (578)

    سورة الإنسان
    - مَكيّة -



    20 - كلّا، ليس الأمر كما ادعيتم من استحالة البعث، فأنتم تعلمون أن القادر على خلقكم ابتداءً لا يعجز عن إحيائكم بعد موتكم، لكن سبب تكذيبكم بالبعث هو حبكم للحياة الدنيا سريعة الانقضاء.
    21 - وترككم للحياة الآخرة التي طريقها القيام بما أمركم الله به من الطاعات، وترك ما نهاكم عنه من المحرمات.
    22 - وجوه أهل الإيمان والسعادة في ذلك اليوم بَهِيَّة لها نور.
    23 - ناظرة إلى ربها متمتِّعة بذلك.
    24 - ووجوه أهل الكفر والشقاء في ذلك اليوم عابسة.
    25 - توقن أن ينزل بها عقاب عظيم، وعذاب أليم.
    26 - ليس الأمر كما يتصور المشركون من أنهم إذا ماتوا لا يُعَذّبون، فإذا وصلت نفس أحدهم أعالي صدره.
    28 - وقال بعض الناس لبعض: من يَرْقِي هذا لعله يُشْفَى؟!
    28 - وأيقن من في النَّزْع حينئذ أنَّه فراق الدنيا بالموت.
    واجتمعت الشدائد عند نهاية الدنيا وبداية الآخرة.
    30 - إذا حصل ذلك يُساق الميت إلى ربه.
    31 - فلا صَدَّق الكافر بما جاء به رسوله، ولا صلى لله سبحانه.
    32 - ولكن كذب بما جاءه به رسوله، وأعرض عنه.
    33 - ثم ذهب هذا الكافر إلى أهله يختال في مشيته من الكبر.
    34 - فتوعد الله الكافر بأن عذابه قد وليه وقرب منه.
    35 - ثم أعاد الجملة على سبيل التأكيد، فقال: {ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}.
    36 - أيظنّ الإنسان أن الله تاركه مُهْمَلًا دون أن يكلفه بشرع؟
    37 - ألم يكن هذا الإنسان يومًا نُطْفة من مني يُصَبّ في الرحم.
    38 - ثم كان بعد ذلك قطعة من دم جامد، ثم خلقه الله، وجعل خلقه سويًّا.
    39 - فجعل من جنسه النوعين: الذكر والأنثى؟!
    40 - أليس الَّذي خلق الإنسان من نُطْفة فَعَلَقَة بقادر على إحياء الموتى للحساب والجزاء من جديد؟! بلى، إنه لقادر.

    سورة الإنسان
    - مَكيّة-


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    تذكير الإنسان بأصله وحكمة خلقه ومصيره في الدارين، وإظهار نعيم الجنّة، تثبيتَا للمؤمنين ودعوة للكافرين.

    [التَّفْسِيرُ]
    1 - قد مرّ على الإنسان دَهْر طويل كان فيه معدومًا لا ذِكْر له.

    2 - إنا خلقنا الإنسان من نطفة خليطة بين ماء الرجل وماء المرأة، نختبره بما نُلْزمه به من التكاليف، فجعلناه سميعًا بصيرًا ليقوم بما كلَّفناه به من الشرع.

    3 - إنا بيّنا له على ألسنة رسلنا طريق الهداية، فاستبانت له بذلك طريق الضلال، فهو بعد ذلك إما أن يهتدي للصراط المستقيم، فيكون عبدًا مؤمنًا شكورًا لله، وإما أن يضلّ عنها فيكون عبدًا كافرًا جحودًا لآيات الله. ولما بيّن الله نوعي المهتدي والضالّ بيَّن جزاءهما فقال:

    4 - إنا أعددنا للكافرين بالله وبرسله سلاسل يُسْحبون بها في النار، وأغلالًا يُغَلّون بها فيها، ونارًا مُسْتَعِرة.

    5 - إن المؤمنين المطيعين لله يشربون يوم القيامة من كأس خمر مملوءة ممزوجة بالكافور لطيب رائحته.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • خطر حب الدنيا والإعراض عن الآخرة.
    • ثبوت الاختيار للإنسان، وهذا من تكريم الله له.
    • النظر لوجه الله الكريم من أعظم النعيم.



  19. #579
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (579)

    سورة الإنسان
    - مَكيّة -



    6 - هذا الشراب المُعَدّ لأهل الطاعة هو من عين سهلة التناول غزيرة لا تَنْضَب، يَرْوَى بها عباد الله، يسيلونها ويجرونها أين شاؤوا.
    7 - وصفات العباد الذين يشربونها أنهم يوفون بما ألزموا به أنفسهم من الطاعات، ويخافون يومًا كان شرّه منشرًا فاشيًا وهو يوم القيامة.
    8 - ويطعمون الطعام مع كونهم في حال يحبونه لحاجتهم إليه واشتهائهم له، يطعمونه المحتاجين من الفقراء واليتامى والأسارى.
    9 - ويسرون في أنفسهم أنهم لا يطعمونهم إلا لوجه الله، فهم لا يريدون منهم ثوابًا، ولا ثناءً على إطعامهم إياهم.
    10 - إنا نخاف من ربنا يومًا تَكْلَح فيه وجوه الأشقياء لشدّته وفظاعته.
    11 - فوقاهم الله بفضله شرّ ذلك اليوم العظيم، وأعطاهم بهاءً ونورًا في وجوههم؛ إكرامًا لهم، وسرورًا في قلوبهم.
    12 - وأثابهم الله -بسبب صبرهم على الطاعات، وصبرهم على أقدار الله، وصبرهم عن المعاصي- جنة يتنعمون فيها، وحريرًا يلبسونه.
    13 - متكئون فيها على الأسرّة المُزَيَّنة، لا يرون في هذه الجنّة شمسًا يؤذيهم شعاعها، ولا بردًا شديدًا، بل هم في ظلّ دائم لا حرّ معه ولا برد.
    14 - قريبة منهم ظلالها، وسُخِّرت ثمارها لمن يتناولها، فيتناولها بيسر وسهولة، بحيث ينالها المضطجع والقاعد والقائم.
    15 - ويدور عليهم الخدم بآنية الفضة، وبكؤوسها الصافي لونها عند إرادتهم الثراب.
    16 - هي في صفاء لونها مثل الزجاج غير أنها من الفضة، وهي مقدرة وفق ما يريدون، لا تزيد عنه ولا تنقص.
    17 - ويُسْقَى هؤلاء المُكَرَّمون كأسًا من خمر ممزوجة بالزنجبيل.
    18 - يشربون من عين في الجنّة تسمى سَلْسبيلًا.
    19 - ويدور عليهم في الجنّة وِلْدان باقون على شبابهم، إذا رأيتهم ظننتهم لنضارة وجوههم وحسن ألوانهم وكثرتهم وتفرقهم لؤلؤًا منثورًا.
    20 - وإذا رأيت ما هنالك في الحنة رأيت نعيمًا لا يمكن وصفه، ورأيت ملكًا عظيمًا لا يُدانيه ملك.
    21 - قد علت أبدانهم الثياب الخضراء الفاخرة وهي من الحرير الرقيق، وغليظ الديباج، وألبِسوا فيها أسورة من فضة، وسقاهم الله شرابًا خاليًا من أي منغص.
    22 - ويقال لهم تكريمًا لهم: إن هذا النعيم الَّذي أعطيتموه كان ثوابًا لكم على أعمالكم الصالحة، وكان عملكم مقبولًا عند الله.
    23 - إنا نحن أنزلنا عليك -أيها الرسول- القرآن مفرَّقًا، ولم ننزله عليك جملة واحدة.
    24 - فاصبر لما يحكم به الله قدرًا أو شرعًا، ولا تطع آثمًا فيما يدعو له من الإثم، ولا كافرًا فيما يدعو إليه من الكفر.
    25 - واذكر ربك بصلاة الفجر أول النهار، وصلاة الظهر والعصر آخره.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الوفاء بالنذر وإطعام المحتاج، والإخلاص في العمل، والخوف من الله: أسباب للنجاة من النار، ولدخول الجنّة.
    • إذا كان حال الغلمان الذين يخدمونهم في الجنّة بهذا الجمال، فكيف بأهل الجنّة أنفسهم؟!



  20. #580
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (580)

    سورة المرسلات
    - مَكيّة -



    26 - واذكره بصلاتي الليل: صلاة المغرب وصلاة العشاء، وتَهَجَّد به بعدهما.
    27 - إن هؤلاء المشركين يحبون الحياة الدنيا ويحرصون عليها، ويتركون وراءهم يوم القيامة، وهو يوم ثقيل؛ لما فيه من الشدائد والمحن.
    28 - نحن خلقناهم وقوَّينا خلقهم بتقوية مفاصلهم وأعضائهم وغيرها. وإذا شئنا إهلاكهم وإبدالهم بأمثالهم أهلكناهم وأبدلناهم.
    29 - إن هذه السورة موعظة وتذكير، فمن شاء اتخاذ طريق توصله إلى رضا ربه اتخذها.
    30 - وما تشاؤون اتخاذ طريق إلى رضا الله إلا أن يشاء الله ذلك منكم , فالأمر كله إليه، إن الله كان عليمًا بما يصلح لعباده، وبما لا يصلح لهم، حكيمًا في خلقه وقدره وشرعه.
    31 - يُدْخِل من يشاء من عباده في رحمته، فيوفقهم للإيمان والعمل الصالح، وأعدّ للظالمين لأنفسهم بالكفر والمعاصي عذابًا موجعًا في الآخرة، وهو عذاب النار.

    سورة المرسلات
    - مكية-


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    إثبات القيامة من خلال محاجة المكذبين بالأدلة، وتتابعها بالوعيد والتهديد.

    [التَّفْسِيرُ]
    1 - أقسم الله بالرياح المتتابعة مثل عُرف الفرس.
    2 - وأقسم بالرياح الشديدة الهبوب.
    3 - وأقسم بالرياح التي تنشر المطر.
    4 - وأقسم بالملائكة التي تنزل بما يفرق بين الحق والباطل.
    5 - وأقسم بالملائكة التي تنزل بالوحي.
    6 - تنزل بالوحي إعذارًا من الله إلى الناس، وإنذارًا للناس من عذاب الله.
    7 - إن الَّذي توعدون به من البعث والحساب والجزاء لواقع لا مِحالة.
    8 - فإذا النجوم مُحِيَ نورها وذهب ضوؤها.
    9 - وإذا السماء شُقَّت لتنزل الملائكة منها.
    10 - وإذا الجبال اقتُلِعت من مكانها فَفُتِّتَتْ حتَّى تصير هباءً.
    11 - وإذا الرسل جُمِعت لوقت محدد.
    12 - ليوم عظيم أخلت للشهادة على أممها.
    13 - ليوم الفصل بين العباد، فيتبين المحق من المبطل، والسعيد من الشقي.
    14 - وما أعلمك -أيها الرسول- ما يوم الفصل؟!
    15 - هلاك وعذاب وخسران في ذلك اليوم للمكذبين الذين يكذبون بما جاءت به الرسل من عند الله.
    16 - ألم نهلك الأمم السابقة لما كفرت بالله وكذبت رسلها؟!
    17 - ثم نتبعهم المكذبين من المتأخرين، فنهلكهم كما أهلكناهم.
    18 - مثل الإهلاك لتلك الأمم نهلك المجرمين المكذبين بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -.
    19 - هلاك وعذاب وخسران في ذلك اليوم للمكذبين بوعيد الله بالعقاب للمجرمين.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • خطر التعلق بالدنيا ونسيان الآخرة.
    • مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله.
    • إهلاك الأمم المكذبة سُنَّة إلهية.


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •