تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 25 من 31 الأولىالأولى ... 1516171819202122232425262728293031 الأخيرةالأخيرة
النتائج 481 إلى 500 من 604

الموضوع: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

  1. #481
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (481)

    سورة فصلت
    مَكيّة



    39 - ومن آياته الدالة على عظمته وتوحيده وعلى قدرته على البعث أنك تعاين الأرض لا نبات فيها، فإذا أنزلنا عليها ماء المطر تحركت بسبب نمو المخبوء فيها من بذور، وارتفعت، إن الذي أحيا هذه الأرض الميتة بالنبات، لمحيي الموتى وباعثهم للحساب والجزاء، إنه على كل شيء قدير، لا يعجزه إحياء أرض بعد موتها، ولا إحياء الموتى وبعثهم من قبورهم.
    40 - إن الذين يميلون في آيات الله عن الصواب بإنكارها والتكذيب بها وتحريفها لا يخفى حالهم علينا، فنحن نعلمهم، أفمن يُلْقَى في النار أفضل أم من يأتي يوم القيامة آمنًا من العذاب؟ اعملوا -أيها الناس- ما شئتم من خير وشرٍّ، فقد بيَّنا لكم الخير والشر، إن الله بما تعملون منهما بصير، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم.
    41 - إن الذين كفروا بالقرآن لما جاءهم من عند الله لمعذبون يوم القيامة، وإنه لكتاب عزيز منيع، لا يستطيع مُحَرِّف أن يحرِّفه، ولا مُبَدِّل أن يبدله.
    42 - لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بنقص أو زيادة أو تبديل أو تحريف، تنزيل من حكيم في خلقه وتقديره وتشريعه، محمود على كل حال.
    ولما ذكر الله حال المكذبين بالكتاب صبَّر رسوله وسلَّاه بما كان يلقاه من قبله إخوانه من الرسل من التكذيب والسخرية والافتراء، فقال:

    43 - ما يقال لك -أيها الرسول- من التكذيب إلا ما قد قيل للرسل من قبلك فاصبر، فإن ربك لذو مغفرة لمن تاب إليه من عباده، وذو عقاب موجع لمن أصرَّ على ذنوبه ولم يتب.
    44 - ولو أنزلنا هذا القرآن بغير لغة العرب لقال الكفار منهم: لولا بُيِّنت آياته حتى نفهمها، أيكون القرآن أعجميًّا، والذي جاء به عربي؟ قل -أيها الرسول- لهؤلاء: القرآن -للذين آمنوا بالله وصدقوا رسله- هداية من الضلال وشفاء لما في الصدور من الجهل وما يتبعه، والذين لا يؤمنون بالله في آذانهم صمم، وهو عليهم عمى لا يفهمونه، أولئك الموصوفون بتلك الصفات كمن ينادون من مكان بعيد، فكيف لهم أن يسمعوا صوت المنادي!
    45 - ولقد أعطينا موسى التوراة فاختلف فيها؛ فمنهم من آمن بها، ومنهم من كفر بها، ولولا وعد من الله أن يفصل بين العباد يوم القيامة فيما اختلفوا فيه لحكم بين المختلفين في التوراة، فبيّن المحق والمبطل، فأكرم المحق وأهان المبطل، وإن الكفار لفي شك من أمر القرآن مريب.
    46 - من عمل عملًا صالحًا فنفْعُ عمله الصالح عائد إليه، فالله لا ينفعه العمل الصالح من أحد، ومن عمل عملًا سيئًا فضرر ذلك راجع إليه، فالله لا تضرَّه معصية أحد من خلقه، وسيجازي كلًّا بما يستحقه، وما ربك -أيها الرسول- بظلَّام لعبيده، فلن ينقصهم حسنة، ولن يزيدهم سيئة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • حَفِظ الله القرآن من التبديل والتحريف، وتكَفَّل سبحانه بهذا الحفظ، بخلاف الكتب السابقة له.
    • قطع الحجة على مشركي العرب بنزول القرآن بلغتهم.
    • نفي الظلم عن الله، وإثبات العدل له.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #482
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (482)

    سورة فصلت
    مَكيّة



    47 - إلى الله وحده يُردُّ علم الساعة؛ فهو وحده يعلم متى تقع، فلا يعلم ذلك غيره، وما تخرج من ثمرات من أوعيتها التي تحفظها، وما تحمل من أنثى ولا تلد إلا بعلمه، لا يفوته من ذلك شيء، ويوم ينادي الله المشركين الذين كانوا يعبدون معه الأصنام؛ مُوبِّخًا إياهم على عبادتهم لهم: أين شركائي الذين كنتم تزعمون أنهم شركاء؟ قال المشركون: اعترفنا أمامك، لا أحد منا يشهد الآن أن لك شريكًا.
    48 - وغاب عنهم ما كانوا يدعونه من الأصنام، وأيقنوا أنهم لا مهرب لهم من عذاب الله ولا مَحِيد.
    49 - لا يملُّ الإنسان من طلب الصحة والمال والولد وغير ذلك من النعم، وإن أصابه فقر أو مرض ونحو ذلك فهو كثير اليأس والقنوط من رحمة الله.
    50 - ولئن أذقناه منا صحة وغنى وعافية بعد بلاء ومرض أصابه ليقولنَّ: هذا لي؛ لأني أهل له ومستحق، وما أظن الساعة قائمة، ولئن فُرِض أن الساعة قائمة فإن لي عند الله الغنى والمال، فكما أنعم عليَّ في الدنيا لاستحقاقي ذلك ينعم عليَّ في الآخرة، فلنخبرنَّ الذين كفروا بالله بما عملوا من الكفر والمعاصي، ولنذيقنَّهم من عذاب بالغ في الشدة.
    51 - وإذا أنعمنا على الإنسان بنعمة الصحة والعافية ونحوها غفل عن ذكر الله وطاعته، وأعرض بجانبه تكبرًا، وإذا مسَّه مرض وفقر ونحوه فهو ذو دعاء لله كثير، يشكو إليه ما مسَّه منه ليكشفه عنه، فهو لا يشكر ربه إذا أنعم عليه، ولا يصبر على بلائه إذا ابتلاه.
    52 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين المكذبين: أخبروني إن كان هذا القرآن من عند الله، ثم كفرتم به وكذبتموه، فكيف سيكون حالكم؟! ومن أضلُّ ممن هو في عناد للحق مع ظهوره ووضوح حجته وقوتها؟!
    53 - سنري كفار قريش آياتنا في آفاق الأرض مما يفتحه الله للمسلمين، ونريهم آياتنا في أنفسهم بفتح مكة؛ حتى يتضح لهم بما يرفع الشك أن هذا القرآن هو الحق الذي لا مِرْية فيه، أَوَلم يكف هؤلاء المشركين أن القرآن حق بشهادة الله من عنده؟! ومَنْ أعظمُ شهادة من الله؟! فلو كانوا يريدون الحق لاكتفوا بشهادة ربهم.
    54 - ألا إن المشركين في شك من لقاء ربهم يوم القيامة لإنكارهم البعث، فهم لا يؤمنون بالآخرة؛ لذلك لا يستعدُّون لها بالعمل الصالح، ألا إن الله بكل شيء محيط علمًا وقدرة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • علم الساعة عند الله وحده.
    • تعامل الكافر مع نعم الله ونقمه فيه تخبط واضطراب.
    • إحاطة الله بكل شيء علمًا وقدرة.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #483
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (483)

    سورة الشورى
    مَكيّة

    سورة الشورى
    مَكيّة


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    بيان حقيقة الوحي والرسالة المحمدية، وأنها امتداد للوحي إلى الأنبياء.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - 2 - {حم عسق} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.
    3 - مثل هذا الوحي يوحي إليك يا محمد وإلى الذين من قبلك من أنبياء اللهِ، اللهُ العزيزُ في انتقامه من أعدائه الحكيم في تدبيره وخلقه.
    4 - لله وحده ما في السماوات وما في الأرض خلقًا وملكًا وتدبيرًا، وهو العلي بذاته وقدره وقهره، العظيم في ذاته.
    5 - ومن عظمته سبحانه تكاد السماوات مع عظمها وارتفاعها يتشققن من فوق الأرضين، والملائكة ينزهون ربهم ويعظمونه حامدين له خضوعًا وإجلالًا، ويطلبون المغفرة من الله لمن في الأرض، ألا إن الله هو الغفور لذنوب من تاب من عباد، الرحيم بهم.
    6 - والذين اتخذوا من دون الله أصنامًا يوالونهم ويعبدونهم من دون الله، الله لهم بالمرصاد يسجل عليهم أعمالهم ويجازيهم بها، وما أنت -أيها الرسول- موكل بحفظ أعمالهم، فلن تُسْأل عن أعمالهم، إنما أنت مبلغ.
    7 - ومثلما أوحينا إلى الأنبياء من قبلك -أيها الرسول- أوحينا إليك قرآنًا عربيًّا لتنذر مكة ومن حولها من قرى العرب، ثم الناس جميعًا، وتخوِّف الناس من يوم القيامة يوم يجمع الله الأولين والأخرين في صعيد واحد للحساب والجزاء، لا شك في وقوع ذلك اليوم، والناس منقسمون فيه إلى فريقين: فريق في الجنة وهم المؤمنون، وفريق في النار وهم الكفار.
    8 - ولو شاء الله جَعْلَهم أمةً واحدة على دين الإسلام لجعلهم أمة واحدة عليه، وأدخلهم جميعًا الجنة، ولكن اقتضت حكمته أن يدخل من يشاء في الإسلام، ويدخله الجنة، والظالمون لأنفسهم بالكفر والمعاصي ما لهم من ولي يتولاهم، ولا نصير ينقذهم من عذاب الله.
    9 - بل اتخذ هؤلاء المشركون من دون الله أولياء يتولَّونهم، والله هو الولي الحق، فغيره لا ينفع ولا يضر، وهو يحيي الموتى ببعثهم للحساب والجزاء، ولا يعجزه شيء سبحانه.
    10 - وما اختلفتم -أيها الناس- فيه من شيء من أصول دينكم أو فروعه فحكمه إلى الله، فيرجع فيه إلى كتابه أو سُنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، هذا الذي يتصف بهذه الصفات هو ربي، عليه اعتمدت في أموري كلها، وإليه أرجع بالتوبة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • عظمة الله ظاهرة في كل شيء.
    • دعاء الملائكة لأهل الإيمان بالخير.
    • القرآن والسُّنَّة مرجعان للمؤمنين في شؤونهم كلها، وبخاصة عند الاختلاف.
    • الاقتصار على إنذار أهل مكة ومن حولها؛ لأنهم مقصودون بالرد عليهم لإنكارهم رسالته - صلى الله عليه وسلم - وهو رسول للناس كافة كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ...}.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #484
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (484)

    سورة الشورى
    مَكيّة



    11 - الله خالق السماوات والأرض على غير مثال سابق، جعل لكم من أنفسكم أزواجًا، وجعل لكم من الإبل والبقر والغنم أزواجًا، حتى تتكاثر من أجلكم، يخلقكم فيما جعل لكم من أزواجكم بالتزاوج، ويعيشكم فيما جعل لكم من أنعامكم من لحومها وألبانها، لا يماثله شيء من مخلوقاته، هو السميع لأقوال عباده، البصير بأفعالهم، لا يفوته منها شيء، وسيجازيهم على أعمالهم؛ إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر.
    12 - له وحده مفاتيح خزائن السماوات والأرض، يوسع الرزق لمن يشاء من عباده؛ اختبارًا له أيشكر أم يكفر؟ ويضيِّقه على من يشاء؛ ابتلاءً له أيصبر أم يتسخط على قدر الله؟ إنه بكل شيء عليم، لا يخفى عليه شيء مما فيه مصالح عباده.
    13 - شرع لكم من الدين مثل ما أمرنا نوحًا بتبليغه والعمل به، والذي أوحيناه إليك -أيها الرسول- وشرع لكم مثل الذي أمرنا إبراهيم وموسى وعيسى بتبليغه والعمل به،
    وخلاصته: أن أقيموا الدين، واتركوا التفرق فيه، عَظُم على المشركين ما تدعوهم إليه من توحيد الله، وترك عبادة غيره، الله يصطفي من شاء من عباده، فيوفقه لعبادته وطاعته، ويهدي إليه من يرجع إليه منهم بالتوبة من ذنوبه.

    14 - وما تفرق الكفار والمشركون إلا من بعد ما قامت عليهم الحجة ببعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - إليهم، وما كان تفرُّقهم إلا بسبب البغي والظلم، ولولا ما سبق في علم الله من أنه يؤخر عنهم العذاب إلى أَمَدٍ محدد في علمه هو يوم القيامة لحكم الله بينهم، فعجل لهم العذاب بسبب كفرهم بالله وتكذيبهم لرسله، وإن الذين أورثوا التوراة من اليهود، والإنجيل من النصارى من بعد أسلافهم، ومن بعد هؤلاء المشركين، لفي شك من هذا القرآن الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - ومكذبون به.
    15 - ادعُ لهذا الدين المستقيم، واثبت عليه وفق ما أمرك الله، ولا تتبع أهواءهم الباطلة، وقل عند مجادلتهم: آمنت بالله وبالكتب التي أنزلها الله على رسله، وأمرني الله أن أحكم بينكم بالعدل، الله الذي أعبده ربنا وربكم جميعًا، لنا أعمالنا خيرًا كانت أو شرًّا، ولكم أعمالكم خيرًا كانت أو شرًّا، لا جدال بيننا وبينكم بعد أن تبينت الحجة، واتضحت المحجة، الله يجمع بيننا جميعًا، وإليه المرجع يوم القيامة، فيجازي كلًّا منا بما يستحقه، فيتبيَّن عندئذ الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • دين الأنبياء في أصوله دين واحد.
    • أهمية وحدة الكلمة، وخطر الاختلاف فيها.
    • من مقومات نجاح الدعوة إلى الله: صحة المبدأ، والاستقامة عليه، والبعد عن اتباع الأهواء، والعدل والتركيز على المشترك، وترك الجدال العقيم، والتذكير بالمصير المشترك.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #485
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (485)

    سورة الشورى
    مَكيّة



    16 - والذين يجادلون بالحجج الباطلة في هذا الدين المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بعدما استجاب الناس له، هؤلاء المجادلون حجتهم ذاهبة وساقطة عند ربهم وعند المؤمنين، لا أثر لها، وعليهم غضب من الله لكفرهم ورفضهم الحق، ولهم عذاب شديد ينتظرهم يوم القيامة.
    ولما بيَّن بطلان حجج الكافرين بيَّن أصل الحجج الصحيحة التي يحتج بها المسلم وهي القرآن، فقال:

    17 - الله الذي أنزل القرآن بالحق الذي لا مرية فيه، وأنزل العدل ليحكم بين الناس بالإنصات، وقد تكون الساعة التي يكذِّب بها هؤلاء قريبة، ومعلوم أن كل آتٍ قريب.
    18 - يطلب الذين لا يؤمنون بها تعجيلها؛ لأنهم لا يؤمنون بحساب ولا ثواب ولا عقاب , والذين آمنوا بالله خائفون منها لخوفهم من مصيرهم فيها، ويعلمون علم اليقين أنها الحق الذي لا مِرْية فيه، ألا إن الذين يجادلون في الساعة ويخاصمون فيها، ويشككون في وقوعها، لفي ضلال بعيد عن الحق.
    19 - الله ذو لطف بعباده، يرزق من يشاء، فيوسع له الرزق، ويضيِّق على من يشاء رحمة به، وإن بدا غير ذلك، وهو القوي الذي لا يغلبه أحد، العزيز الذي ينتقم من أعدائه.
    20 - من كان يريد ثواب الآخرة عاملًا لها عملها، نضاعف له ثوابه، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن كان يريد الدنيا وحدها أعطيناه نصيبه المقدر له فيها، وليس له في الآخرة من حظ لإيثاره الدنيا عليها.
    21 - أم لهؤلاء المشركين آلهة من دون الله، وقد شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن لهم الله بشرعه من الشرك به وتحريم ما أحل، وتحليل ما حرم؟ ولولا ما ضربه الله من أجَلٍ محدد للفصل بين المختلفين، وأنه يؤخرهم إليه لفصَل بينهم، وإن الظالمين لأنفسهم بالشرك بالله والمعاصي لهم عذاب موجع ينتظرهم يوم القيامة.
    22 - ترى -أيها الرسول- الظالمين أنفسهم بالشرك والمعاصي خائفين من العقاب بما كسبوا من الإثم، والعقاب واقع بهم لا محالة، فلا ينفعهم الخوف المجرد عن توبة، والذين آمنوا بالله وبرسله وعملوا الأعمال الصالحات على النقيض منهم؛ فهم في بساتين الجنات يتنعمون، لهم ما يشاؤون عند ربهم من أنواع النعيم الذي لا ينقطع أبدًا، ذلك هو الفضل الكبير الذي لا يدانيه فضل.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • خوف المؤمن من أهوال يوم القيامة يعين على الاستعداد لها.
    • لطف الله بعباده حيث يوسع الرزق على من يكون خيرًا له، ويضيِّق على من يكون التضييق خيرًا له.
    • خطر إيثار الدنيا على الآخرة.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #486
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (486)

    سورة الشورى
    مَكيّة



    23 - ذلك التبشير العظيم الذي يبشر الله به على يد رسوله الذين آمنوا بالله ورسله، وعملوا الأعمال الصالحات، قل -أيها الرسول-: لا أطلب منكم على تبليغ الحق ثوابًا إلا ثوابًا واحدًا عائدًا نفعه إليكم، وهو أن تحبوني لقرابتي فيكم، ومن يكسب حسنة نضاعف له أجره؛ الحسنة بعشر أمثالها، إن الله غفور لذنوب من تاب إليه من عباده، شكور لأعمالهم الصالحة التي يعملونها ابتغاء وجهه.
    24 - مِنْ زعم المشركين أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد اختلق هذا القرآن ونسبه لربه، ويقول الله ردًّا عليهم: لو حدَّثتَ نفسك أن تفتري كذبًا لطَبَعْتُ على قلبك، ومحوت الباطل المفترى، وأبقيت الحق، ولما لم يكن الأمر كذلك دلَّ على صدف النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه موحى له من ربه، إنه عليم بما في قلوب عباده لا يخفى عليه شيء منه.
    25 - وهو سبحانه الذي يقبل توبة عباده من الكفر والمعاصي إذا تابوا إليه، ويتجاوز عن سيئاتهم التي ارتكبوها، ويعلم ما تفعلون من شيء، لا يخفى عليه من أعمالكم شيء، وسيجازيكم عليها.
    26 - ويجيب دعاء الذين آمنوا بالله وبرسله وعملوا الصالحات، ويزيدهم من فضله على ما لم يسألوه، والكافرون بالله وبرسله لهم عذاب قوي ينتظرهم يوم القيامة.
    27 - ولو وسَّع الله الرزق لجميع عباده لطغوا في الأرض بالظلم، ولكنه سبحانه ينزل من الرزق بقدر ما يشاء من توسيع وتضييق، إنه خبير بأحوال عباده بصير بها، فيعطي لحكمة، ويمنع لحكمة أيضًا.
    28 - وهو الذي ينزل المطر على عباده من بعد ما يئسوا من نزوله، وينشر هذا المطر فتنبت الأرض، وهو المتولِّي شؤون عباده، المحمود على كل حال.
    29 - ومن آيات الله الدالة على قدرته ووحدانيته خلق السماوات وخلق الأرض، وما نشر فيهما من مخلوقات عجيبة، وهو على جمعهم للحشر والجزاء متى شاء قدير، لا يعجزه ذلك كما لم يعجزه خلقهم أول مرة.
    30 - وما أصابكم -أيها الناس- من مصيبة في أنفسكم أو أموالكم فبما كسبته أيديكم من المعاصي، ويتجاوز الله لكم عن كثير منها، فلا يؤاخذكم به.
    31 - ولستم بقادرين على النجاة من ربكم هربًا إذا أراد عقابكم، وليس لكم من دونه ولي يتولى أموركم، ولا نصير يرفع عنكم العذاب إن أراده بكم.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الداعي إلى الله لا يبتغي الأجر عند الناس.
    • التوسيع في الرزق والتضييق فيه خاضع لحكمة إلهية قد تخفى على كثير من الناس.
    • الذنوب والمعاصي من أسباب المصائب.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #487
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (487)

    سورة الشورى
    مَكيّة



    32 - ومن آيات لة على قدرته ووحدانيته السفن التي تجري في البحر مثل الجبال في ارتفاعها وعلوها.
    33 - إن يشأ الله إسكان الريح التي تسيِّرهنَّ أسكنها، فَيَظْللن ثوابت في البحر لا يتحرَّكن، إنَّ في ذلك المذكور من خلق السفن وتسخير الرياح لدلالات واضحة على قدرة الله لكل صَبَّار على البلاء والمحن، شكور لنعم الله عليه.
    34 - أو إن يشأ سبحانه إهلاك تلك السفن بإرسال الريح العاصفة عليها أهلكها بسبب ما كسب الناس من الإثم، ويتجاوز عن كثير من ذنوب عباده فلا يعاقبهم عليها.
    35 - ويعلم عند إهلاك تلك السفن بإرسال الريح العاصفة الذين يجادلون في آيات الله لإبطالها ما لهم من مهرب عن الهلاك، فلا يدعون إلا الله، ويتركون من عداه.
    36 - فما أُعطيتم -أيها الناس- من مال أو جاه أو ولد، فمتاع الحياة الدنيا وهو زائل منقطع، والنعيم الدائم هو نعيم الجنة الذي أعده الله للذين آمنوا بالله ورسله، وعلى ربهم وحده يعتمدون في جميع أمورهم.
    37 - والذين يبتعدون عن كبائر الذنوب وقبائحها، وإذا غضبوا ممن أساء إليهم بالقول أو الفعل يغفرون له زلته، ولا يعاقبونه عليها، وهذا العفو تفضل منهم إذا كان فيه خير ومصلحة.
    38 - والذين استجابوا لربهم؛ بفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه، وأتمُّوا الصلاة على أكمل وجه، والذين يتشاورون في الأمور التي تهمهم، ومما رزقناهم ينفقون ابتغاء وجه الله.
    39 - والذين إذا أصابهم الظلم ينتصرون إكرامًا لأنفسهم وإعزازًا لها، إذا كان الظالم غير أهل للعفو، وهذا الانتصار حق، بخاصة إذا لم يكن في العفو مصلحة.
    40 - ومن أراد أن يأخذ حقه فله ذلك، لكن بالمثل دون زيادة أو تجاوز، ومن عفا عمن أساء إليه ولم يؤاخذه على إساءته، وأصلح ما بينه وبين أخيه فثوابه عند الله، إنه لا يحب الظالمين الذين يظلمون الناس في أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم، بل يبغضهم.
    41 - ومن انتصر لنفسه فأولئك ما عليهم من مؤاخذة لأخذهم بحقهم.
    42 - إنما المؤاخذة والعقاب للذين يظلمون الناس، ويعملون في الأرض بالمعاصي، أولئك لهم عذاب موجع في الآخرة.
    43 - وأما من صبر على إيذاء غيره وتجاوز عنه، فإن ذلك الصبر مما يعود بالخير عليه وعلى المجتمع؛ وذاك أمر محمود، ولا يوفَّق له إلا ذو حظ عظيم.
    44 - ومن خذله الله عن الهداية فأضلَّه عن الحق فليس له ولي من بعده يتولى أمره، وترى الظالمين أنفسهم بالكفر والمعاصي لما عاينوا العذاب يوم القيامة يقولون متمنِّين: هل للعودة إلى الدنيا طريق فنتوب إلى الله؟


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الصبر والشكر سببان للتوفيق للاعتبار بآيات الله.
    • مكانة الشورى في الإسلام عظيمة.
    • جواز مؤاخذة الظالم بمثل ظلمه، والعفو خير من ذلك.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #488
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (488)

    سورة الشورى
    مَكيّة



    45 - وترى -أيها الرسول- هؤلاء الظالمين حين يُعْرَضون على النار وهم أذلاء وخزايا ينظرون إلى الناس خِلْسة من شدة خوفهم منها، وقال الذين آمنوا بالله وبرسله: إن الخاسرين حقًّا هم الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة بسبب ما لاقوه من عذاب الله، ألا إن الظالمين لأنفسهم بالكفر والمعاصي في عذاب دائم لا ينقطع أبدًا.
    46 - وما كان لهم من أولياء ينصرونهم بإنقاذهم من عذاب الله يوم القيامة، ومن يخذله الله عن الحق فيضلُّه فليس له أبدًا من طريق تؤديه إلى الهداية إلى الحق.
    47 - استجيبوا -أيها الناس- لربكم بالمسارعة إلى امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وترك التسويف، من قبل أن يأتي يوم القيامة الذي إذا جاء لا دافع له، ما لكم من ملجأ تلجؤون إليه، وما لكم من إنكار تنكرون به ذنوبكم التي اكتسبتموها في الدنيا.
    48 - فإن أعرضوا عما أمرتهم به فما بعثناك -أيها الرسول- عليهم حفيظًا تحفظ أعمالهم، ليس عليك إلا تبليغ ما أمرت بتبليغه، وحسابهم على الله، وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة من غنى وصحة ونحوهما فرح بها، وإن يصب البشر بلاء بمكروه بسبب ذنوبهم؛ فإن طبيعتهم كفر نعم الله، وعدم شكرها، والتسخط مما قدره الله بحكمته.
    49 - 50 - لله ملك السماوات وملك الأرض، يخلق ما يشاء من ذكر أو أنثى أو غير ذلك، يعطي لمن يشاء إناثًا ويحرمه الذكور، ويعطي لمن يشاء الذكور ويحرمه الإناث، ويجعل لمن يشاء الذكور والإناث معًا، ويجعل من يشاء عقيمًا لا يولد له، إنه عليم بما هو كائن وبما سيكون في المستقبل، وهذا من تمام علمه وكمال حكمته، لا يخفى عليه شيء، ولا يعجزه شيء.
    51 - ما يصحُّ لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا بالإلهام أو غيره، أو يكلمه، بحيث يسمع كلامه ولا يراه، أو يرسل إليه ملكًا رسولًا مثل جبريل، فيوحي إلى الرسول البشري بإذن الله ما يشاء الله أن يوحيه، إنه سبحانه عليٌّ في ذاته وصفاته، حكيم في خلقه وقدره وشرعه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • وجوب المسارعة إلى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.
    • مهمة الرسول البلاغ، والنتائج بيد الله.
    • هبة الذكور أو الإناث أو جمعهما معًا هو على مقتضى علم الله بما يصلح لعباده، ليس فيها مزية للذكور دون الإناث.
    • يوحي الله تعالى إلى أنبيائه بطرق شتى؛ لِحِكَمٍ يعلمها سبحانه.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #489
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (489)

    سورة الشورى
    مَكيّة



    52 - وكما أوحينا إلى الأنبياء من قبلك -أيها الرسول- أوحينا إليك قرآنًا من عندنا، ما كنت تعلم قبله ما الكتب السماوية المنزلة على الرسل، وما كنت تعلم ما الإيمان؟ ولكن أنزلنا هذا القرآن ضياءً نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتدل الناس إلى طريق مستقيم هو دين الاسلام.
    53 - طريق الله الذي له ما في السماوات، وله ما في الأرض، خلقًا وملكًا وتدبيرًا، حتمًا إلى الله وحده ترجع الأمور في تقديرها وتدبيرها.

    سورة الزخرف
    مَكيَّة


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    بيان المبادئ القرآنية الصحيحة، ونقض التصورات الجاهلية الزائفة.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {حم} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.
    2 - أقسم الله بالقرآن الموضح لطريق الهداية إلى الحق.

    3 - إنا جعلناه قرآنا بلسان العرب؛ رجاء أن تعقلوا -يا معشر من نزل بلسانكم- معانيه، وتفهموها لتنقلوها إلى الأمم الأخرى.

    4 - وإن هذا القرآن في اللوح المحفوظ لذو علوّ ورفعة، وذو حكمة، قد أحكمت آياته في أوامره ونواهيه.
    5 - أفنترك إنزال القرآن عليكم إعراضًا لأجل إكثاركم من الشرك والمعاصي؟ لا نفعل ذلك، بل الرحمة بكم تقتضي عكس هذا.

    6 - وكم بعثنا من نبي في الأمم السابقة.
    7 - وما يأتي تلك الأمم السابقة من نبي من عند الله إلا كانوا منه يسخرون.
    8 - فأهلكنا من هم أشدَّ بطشًا من تلك الأمم، فلا نعجز عن إهلاك من هم أضعف منهم، ومضى في القرآن صفة إهلاك الأمم السابقة، مثل عاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مَدْين.
    9 - ولئن سألت -أيها الرسول- هؤلاء المشركين المكذبين: من خلق السماوات، ومن خلق الأرض؟ ليقولنَّ جوابًا لسؤالك: خلقهنَّ العزيز الذي لا يغلبه أحد - العليم بكل شيء.
    10 - الله الذي مهد لكم الأرض فجعلها لكم وطاءً تطؤونها بأقدامكم، وصيَّر لكم فيها طرقًا في جبالها وأوديتها؛ رجاء أن تسترشدوا بها في سيركم.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • سمي الوحي روحًا لأهمية الوحي في هداية الناس، فهو بمنزلة الروح للجسد.
    • الهداية المسندة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - هي هداية الإرشاد لا هداية التوفيق.
    • ما عند المشركين من توحيد الربوبية لا ينفعهم يوم القيامة.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #490
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (490)

    سورة الشورى
    مَكيّة



    11 - والذي نزل من السماء ماءً بقدر ما يكفيكم، ويكفي بهائمكم وزروعكم، فأحيينا به بلدة قاحلة لا نبات بها، وكما أحيا الله تلك الأرض القاحلة بالنبات يحييكم للبعث.
    12 - والذي خلق الأصناف جميعها، كالليل والنهار، والذكر والأنثى وغيرها، وصيَّر لكم من السفن والأنعام ما تركبونه في أسفاركم، فتركبون السفن في البحر، وتركبون أنعامكم في البر.
    13 - صيَّر لكم ذلك كله؛ رجاء أن تستقروا على ظهور ما تركبون منه في أسفاركم، ثم تذكروا نعمة ربكم بتسخيرها لكم إذا استقررتم على ظهورها، وتقولوا بألسنتكم: تنزَّه وتقدَّس الذي هيا وذلل لنا هذا المركوب فصرنا نتحكم فيه، وما كنا له مطيقين لولا تسخير الله له.
    14 - وإنا إلى ربنا وحده لراجعون بعد موتنا للحساب والجزاء.
    15 - وزعم المشركون أن بعض المخلوقات متولدة عن الخالق سبحانه حين قالوا: الملائكة بنات الله، إن الإنسان الذي يقول مثل هذا القول لكفور بيّن الكفر والضلال.
    16 - أتقولون -أيها المشركون-: اتخذ الله مما يخلق بنات لنفسه، وأخلصكم بالذكور من الأولاد؟! فأي قسمة هذه القسمة التي زعمتم؟!
    17 - وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى التي ينسبها إلى ربه ظل وجهه مسودًا من شدة الهم والحزن، وظلَّ هو ممتلئًا غيظًا، فكيف ينسب إلى ربه ما يغتمَّ هو به إذا بُشِّر به؟
    18 - أينسبون إلى ربهم من يُرَبَّى في الزينة وهو في الجدال كير مبين الكلام لأنوثته؟!
    19 - وسمَّوُا الملائكة الذين هم عباد الرحمن سبحانه: إناثًا، هل حضروا حين خلقهم الله، فتبينوا أنهم إناث؟! ستكتب الملائكة شهادتهم هذه، ويسألون عنها يوم القيامة، ويعذبون بها لكذبهم.
    20 - وقالوا محتجين بالقدر: لو شاء الله ألا نعبد الملائكة ما عبدناهم، فكونه شاء ذلك منا يدلُّ على رضاه، ليس لهم بقولهم هذا من علم، إن هم إلا يكذبون.
    21 - أم أعطينا هؤلاء المشركين كتابًا من قبل القرآن يبيح لهم عبادة غير الله؟! فهم متمسكون بذلك الكتاب، محتجون به.
    22 - لا، لم يقع ذلك، بل قالوا محتجين بالتقليد: إنا وجدنا آباءنا من قبلنا على دين وملة، وقد كانوا يعبدون الأصنام، وإنا ماضون على آثارهم في عبادتها.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • كل نعمة تقتضي شكرًا.
    • جور المشركين في تصوراتهم عن ربهم حين نسبوا الإناث إليه، وكَرِهوهنَّ لأنفسهم.
    • بطلان الاحتجاج على المعاصي بالقدر.
    • المشاهدة أحد الأسس لإثبات الحقائق.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #491
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (491)

    سورة الزخرف
    مَكيّة






    23 - وكما كذَّب هؤلاء، واحتجوا بتقليدهم لآبائهم، لم نبعث من قبلك -أيها الرسول- في قرية من رسول ينذر قومه إلا قال رؤساؤهم وكبراؤهم من أهل الثراء فيهم: إنا وجدنا آباءنا على دين وملة، وإنا متبعون لآثارهم. فليس قومك بدْعًا في ذلك.
    24 - قال لهم رسولهم: أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بما هو خير من ملتهم التي كانوا عليها؟ قالوا: إنا كافرون بالذي أرسلت به أنت ومن سبقك من الرسل.
    25 - فانتقمنا من الأمم التي كذبت بالرسل من قبلك فأهلكناهم، فتأمل كيف كانت نهاية المكذبين برسلهم، فقد كانت نهاية أليمة.
    26 - واذكر -أيها الرسول- حين قال إبراهيم لأبيه وقومه: إنني بريء مما تعبدون من الأصنام من دون الله.
    27 - إلا الله الذي خلقني فإنه سيرشدني إلى ما فيه نفعي من اتباع دينه القويم.
    28 - وصيَّر إبراهيم كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) باقية في ذريته من بعده، فلا يزال فيهم من يوحِّد الله لا يشرك به شيئًا؛ رجاء أن يرجعوا إلى الله بالتوبة إليه من الشرك والمعاصي.
    29 - لم أعاجل بالهلاك هؤلاء المشركين المكذبين، بل متعتهم بالبقاء في الدنيا، ومتعت آباءهم من قبلهم حتى جاءهم القرآن، ورسول مبين هو محمد - صلى الله عليه وسلم -.
    30 - ولما جاءهم هذا القرآن الذي هو الحق الذي لا مِرْية فيه قالوا: هذا سحر يسحرنا به محمد، وإنا به كافرون فلن نؤمن به.
    31 - وقال المشركون المكذبون: هلَّا أنزل الله هذا القرآن على أحد رجلين عظيمين من مكة أو الطائف، وهما الوليد بن عقبة وعروة بن مسعود الثقفي بدلًا من إنزاله على محمد الفقير اليتيم.
    32 - أهم يقسمون رحمة ربك -أيها الرسول- فيعطونها من يشاؤون ويمنعونها من يشاؤون أم الله؟ نحن قسمنا بينهم أرزاقهم في الدنيا، وجعلنا منهم الغني والفقير؛ ليصير بعضهم مُسَخَّرًا لبعض، ورحمة ربك لعباده في الآخرة خير مما يجمعه هؤلاء من حطام الدنيا الفاني.
    33 - ولولا أن يكون الناس أمة واحدة في الكفر لجعلنا لبيوت من يكفر بالله سقوفًا من الفضة، وجعلنا لهم درجًا عليه يصعدون.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • التقليد من أسباب ضلال الأمم السابقة.
    • البراءة من الكفر والكافرين لازمة.
    • تقسيم الأرزاق خاضع لحكمة الله.
    • حقارة الدنيا عند الله، فلو كانت تزن عنده جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة ماء.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #492
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (492)

    سورة الزخرف
    مَكيّة



    34 - وجعلنا لبيوتهم أبوابًا، وجعلنا لهم أسرَّة عليها يتكئون استدراجًا لهم وفتنة.
    35 - ولجعلنا لهم ذهبًا، وليس كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا، فنفعه قليل لعدم بقائه، وما في الآخرة من النعيم خير عند ربك -أيها الرسول- للمتقين لله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
    36 - ومن ينظر نظر غير متمكن في القرآن يوصله إلى الإعراض يعاقب بتسليط شيطان ملازم له يزيده في الغواية.
    37 - وإن هؤلاء القرناء الذين يُسَلَّطون على المعرضين عن القرآن ليصدونهم عن دين الله؛ فلا يمتثلون أوامره، ولا يجتنبون نواهيه، ويظنون أنهم مهتدون إلى الحق، ومن ثَمَّ فهم لا يتوبون من ضلالهم.
    38 - حتى إذا جاءنا المُعْرِض عن ذكر الله يوم القيامة قال متمنيًا: يا ليت بيني وبينك -أيها القرين- مسافة ما بين المشرق والمغرب، فَقُبِّحْت من قرين.
    39 - قال الله للكافرين يوم القيامة: ولن ينفعكم اليوم -وقد ظلمتم أنفسكم بالشرك والمعاصي- اشتراككم في العذاب فلن يحمل شركاؤكم عنكم شيئًا من عذابكم.
    40 - إن هؤلاء صُمٌّ عن سماع الحق، عُمْيٌ عن إبصاره، أفأنت -أيها الرسول- تستطيع إسماع الصم، أو هداية العمي، أو هداية من كان في ضلال واضح عن الطريق المستقيم؟!
    41 - فإن ذهبنا بك -بأن أمَتْناكَ قبل أن نعذبهم- فإنا منتقمون منهم بتعذيبهم في الدنيا والآخرة.
    42 - أو نرينَّك بعض ما نعدهم من العذاب، فإنا عليهم مقتدرون يستطيعون مغالبتنا في شيء.
    43 - فتمسَّك -أيها الرسول- بما أوحى إليك ربك، واعمل به، إنك على طريق حق لا لَبْس فيه.
    44 - وإن هذا القرآن لشرف لك، وشرف لقومك، وسوف تسألون يوم القيامة عن الإيمان به، واتباع هديه، والدعوة إليه.
    45 - واسأل -أيها الرسول- من بعثنا من قبلك من الرسل: أجعلنا من دون الرحمن معبودات تُعْبَد؟!
    46 - ولقد بعثنا موسى بآياتنا إلى فرعون والأشراف من قومه فقال لهم: إني رسول رب المخلوقات كلها.
    47 - فلما جاءهم بآياتنا صاروا منها يضحكون؛ سخرية واستهزاءً.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • خطر الإعراض عن القرآن.
    • القرآن شرف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأمته.
    • اتفاق الرسالات كلها على نبذ الشرك.
    • السخرية من الحق صفة من صفات الكفر.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #493
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (493)

    سورة الزخرف
    مَكيّة



    48 - وما نري فرعون والأشراف من قومه من حجة على صحة ما جاء به موسى - عليه السلام - إلا كانت أعظم من الحجة التي قبلها، وأخذناهم بالعذاب في الدنيا؛ رجاء أن يرجعوا عما هم عليه من الكفر، ولكن دونما فائدة.
    49 - فقالوا لما نالهم بعض العذاب لموسى - عليه السلام -: يا أيها الساحر، ادع لنا ربك بما ذكر لك من كشف العذاب إن آمنا، إنا لمهتدون إليه إن كشفه عنا.
    50 - فلما صرفنا عنهم العذاب إذا هم ينقضون عهدهم، ولا يفون به.
    51 - ونادى فرعون في قومه قائلًا في تبجُّح بملكه: يا قوم، أليس لي ملك مصر، وهذه الأنهار من النيل تجري تحت قصوري؟ أفلا تبصرون ملكي وتعرفون عظمتي؟!
    52 - فأنا خير من موسى الطريد الضعيف الذي لا يحسن الكلام.
    53 - فهلَّا ألقى الله الذي أرسله أَسْوِرة من ذهب عليه؛ لتبيين أنه رسوله، أو جاء معه الملائكة يتبع بعضهم بعضًا.
    54 - فأغرى فرعون قومه، فأطاعوه في ضلاله، إنهم كانوا قومًا خارجين عن طاعة الله.
    55 - فلما أغضبونا باستمرارهم على الكفر انتقمنا منهم، فأغرقناهم كلهم.
    56 - فصيّرنا فرعون وملأه مقدمة يتقدمون للناس وكفار قومك لهم بالأثر، وصيّرناهم عبرة لمن يعتبر؛ لئلا يعمل بعملهم فيصيبه ما أصابهم.
    57 - ولما حسب المشركون أن عيسى الذي عبده النصارى داخل في عموم قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} وقد نهى الله عن عبادته كما نهى عن عبادة الأصنام إذا قومك -أيها الرسول- يضجّون ويصخبون في الخصومة قائلين: رضينا أن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى، فأنزل الله ردًّا عليهم: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101)}.
    58 - وقالوا: أمعبوداتنا خير أم عيسى؟! ما ضرب لك ابن الزِّبَعْرَى وأمثاله هذا المثل حبًّا للتوصل إلى الحق، ولكن حبًّا للجدل، فهم قوم مجبولون على الخصومة.
    59 - ما عيسى بن مريم إلا عبد من عباد الله أنعمنا عليه بالنبوة والرسالة، وصيّرناه مثلًا لبني إسرائيل يستدلون به على قدرة الله حين خلقه من غير أب كما خلق آدم من غير أبوين.
    60 - ولو نشاء إهلاككم -يا بني آدم- لأهلكناكم، وجعلنا بدلكم ملائكة يخلفونكم في الأرض، يعبدون الله لا يشركون به شيئًا.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • نَكْث العهود من صفات الكفار.
    • الفاسق خفيف العقل يستخفّه من أراد استخفافه.
    • غضب الله يوجب الخسران.
    • أهل الضلال يسعون إلى تحريف دلالات النص القرآني حسب أهوائهم.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #494
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (494)

    سورة الزخرف
    مَكيّة



    61 - وإن عيسى لعلامة من علامات الساعة الكبرى حين ينزل آخر الزمان، فلا تشكّوا أن الساعة واقعة، واتبعوني فيما جئتكم به من عند الله، هذا الذي جئتكم به هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه.
    62 - ولا يصرفنكم الشيطان عن الصراط المستقيم بإغوائه وإغرائه، إنه لكم عدوّ بيّن العداوة.
    63 - ولما جاء عيسى - عليه السلام - قومه بالأدلة الواضحة على أنه رسول، قال لهم: قد جئتكم من عند الله بالحكمة، ولأوضح لكم بعض الذي تختلفون فيه من أمور دينكم، فاتقوا الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه.
    64 - إن الله هو ربي وربكم، لا رب لنا غيره، فأخلصوا له وحده العبادة، وهذا التوحيد هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه.
    65 - فاختلفت طوائف النصارى في شأن عيسى؛ فمنهم من يقول: هو إله، ومن يقول: هو ابن الله، ومنهم من يقول: هو وأمه إلهان، فويل للذين ظلموا أنفسهم -بما وصفوا به عيسى من الألوهية، أو البُنُوَّة، أو أنه ثالث ثلاثة- من عذاب موجع ينتظرهم يوم القيامة.
    66 - هل ينتظر هؤلاء الأحزاب المختلفون في شأن عيسى إلا الساعة أن تأتيهم فجأة وهم لا يحسّون بإتيانها؟! فإن جاءتهم وهم على كفرهم فإن مصيرهم العذاب الموجع.
    67 - المتخالّون والمتصادقون على الكفر والضلال بعضهم لبعض أعداء يوم القيامة إلا المتقين لله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فخُلّتهم دائمة لا تنقطع.
    68 - ويقول لهم الله: يا عبادي، لا خوف عليكم اليوم فيما تستقبلونه، ولا أنتم تحزنون على ما فاتكم من حظوظ الدنيا.
    69 - الذين آمنوا بالقرآن المنزل على رسولهم، وكانوا منقادين للقرآن؛ يأتمرون بأوامره، وينتهون عن نواهيه.
    70 - ادخلوا الجنة أنتم وأمثالكم في الإيمان، تسرّون بما تلقونه من النعيم المقيم الذي لا ينفد ولا ينقطع.
    71 - يطوف عليهم خدّامهم بآنية من ذهب وبأكواب لا عُرَا لها، وفي الجنة ما تشتهيه الأنفس، وتتلذذ الأعين برؤيته، وأنتم فيها ماكثون، لا تخرجون منها أبدًا.
    72 - تلك الجنة التي وصفت لكم هي التي أورثكم الله إياها بأعمالكم فضلًا منه.
    73 - لكم فيها فاكهة كثيرة لا تنقطع، منها تأكلون.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • نزول عيسى من علامات الساعة الكبرى.
    • انقطاع خُلَّة الفساق يوم القيامة، ودوام خُلَّة المتقين.
    • بشارة الله للمؤمنين وتطمينه لهم عما خلفوا وراءهم من الدنيا وعما يستقبلونه في الآخرة.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #495
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (495)

    سورة الزخرف
    مَكيّة



    ولما ذكر الله جزاء المتقين ذكر جزاء من هم ضدهم وهم المجرمون فقال:

    74 - إن المجرمين بالكفر والمعاصي في عذاب جهنم يوم القيامة ماكثون فيه أبدًا.
    75 - لا يُخَفّف عنهم العذاب، وهم فيه آيسون من رحمة الله.
    76 - وما ظلمناهم حين أدخلناهم النار، ولكن كانوا هم الظالمين لأنفسهم بالكفر.
    77 - ونادوا خازن النار مالكًا قائلين: يا مالك، لِيُمِتْنا ربك فنستريح من العذاب، فيجيبهم مالك بقوله: إنكم ماكثون في العذاب دائمًا لا تموتون، ولا ينقطع عنكم العذاب.
    78 - لقد جئناكم في الدنيا بالحق الذي لا مِرْية فيه، ولكن معظمكم للحق كارهون.
    79 - فإن مكروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأعدوا له كيدًا فإنا مُحكِمون لهم تدبيرًا يفوق كيدهم.
    80 - أم يظنون أنا لا نسمع سرهم الذي أضمروه في قلوبهم، أو سرّهم الذي يتناجون به خفية، بلى إنا نسمع ذلك كله، والملائكة لديهم يكتبون كل ما عملوه.
    81 - قل -أيها الرسول- للذين ينسبون البنات لله، تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا: إن كان لله -على سبيل الفرض- ولد فأنا أول العابدين لذلك الولد.
    82 - تنزّه رب السماوات والأرض ورب العرش عما يقوله هؤلاء المشركون من نسبة الشريك والصاحبة والولد إليه.
    83 - فاتركهم -أيها الرسول- يخوضوا فيما هم عليه من الباطل، ويلعبوا، حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون، وهو يوم القيامة.
    84 - وهو سبحانه المعبود في السماء بحق، وهو المعبود في الأرض بحق، وهو الحكيم في خلقه وتقديره وتدبيره، العليم بأحوال عباده، لا يخفى عليه منها شيء.
    85 - وتزايد خير الله وبركته سبحانه، الذي له وحده ملك السماوات وملك الأرض وملك ما بينهما، وعنده وحده علم الساعة التي تقوم فيها القيامة، لا يعلمها غيره، وإليه وحده ترجعون في الآخرة للحساب والجزاء.
    86 - ولا يملك الذين يعبدهم المشركون من دون الله الشفاعة عند الله، إلا من شهد أن لا إله إلا الله، وهو يعلم ما شهد به؛ مثل عيسى وعزير والملائكة.
    87 - ولئن سألتهم: من خلقهم؟ ليقولنّ: خلقنا الله، فكيف يُصْرَفْون عن عبادته بعد هذا الاعتراف؟!
    88 - وعنده سبحانه علم شكوى رسوله من تكذيب قومه، وقوله فيها: يارب، إن هؤلاء قوم لا يؤمنون بما أرسلتني به إليهم.
    89 - فأعرضْ عنهم، وقل لهم ما تدفع به شرهم -وكان هذا في مكة- فسوف يعلمون ما يلاقونه من العقاب.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • كراهة الحق خطر عظيم.
    • مكر الكافرين يعود عليهم ولو بعد حين.
    • كلما ازداد علم العبد بربه، ازداد ثقة بربه وتسليمًا لشرعه.
    • اختصاص الله بعلم وقت الساعة.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #496
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (496)

    سُورَةُ الدُّخَان
    مَكيّة



    سُورَةُ الدُّخَان
    - مَكيّة -

    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    الإنذار بالعذاب المرتقب، من خلال تخويف المكذبين من عذاب الدنيا والآخرة.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {حم} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.
    2 - أقسم الله بالقرآن الموضح لطريق الهداية إلى الحق.
    3 - إنا أنزلنا القرآن في ليلة القدر، وهي ليلة كثيرة الخيرات، إنا كنا مخوِّفين بهذا القرآن.
    4 - في هذه الليلة يفصل كل أمر محكم يتعلق بالأرزاق والآجال وغيرهما مما يحدثه الله تلك السنة.
    5 - نفصل كل أمر محكم من عندنا، إنا كنا باعثين الرسل.
    6 - نبعث الرسل رحمة من ربك -أيها الرسول- لمن أرسلوا إليهم، إنه سبحانه هو السميع لأقوال عباده، العليم بأفعالهم ونياتهم، لا يخفى عليه شيء من ذلك.
    7 - رب السماوات ورب الأرض ورب ما بينهما إن كنتم موقنين بذلك فآمنوا برسولي.
    8 - لا معبود بحق غيره، يحيي ويميت، لا محيي ولا مميت غيره، ربكم ورب آبائكم المتقدمين.
    9 - ليس هؤلاء المشركون بموقنين بذلك، بل هم في شك منه يلهون عنه بما هم فيه من الباطل.
    10 - فانتظر -أيها الرسول- عذاب قومك القريب يوم تأتي السماء بدخان واضح يرونه بأعينهم من شدة الوجع.
    11 - يعمّ قومك، ويقال لهم: هذا العذاب الذي أصابكم عذاب موجع.
    12 - فيتضرعون إلى ربهم سائلين: ربنا اصرف عنا العذاب الذي أرسلته علينا، إنا مؤمنون بك وبرسولك إن صرفته عنا.
    13 - كيف لهم أن يتذكروا وينيبوا إلى ربهم وقد جاءهم رسول بيّن الرسالة، وعرفوا صدقه وأمانته؟!
    14 - ثم أعرضوا عن التصديق به، وقالوا عنه: هو معلَّم يُعلِّمه غيره وليس برسول، وقالوا عنه: هو مجنون.
    15 - إنا حين نصرف عنكم العذاب قليلًا، إنكم عائدون إلى كفركم وتكذيبكم.
    16 - وانتظرهم -أيها الرسول- يوم نبطش بكفار قومك البطشة الكبرى يوم بدر، إنا منتقمون منهم لكفرهم بالله وتكذيبهم رسوله.
    17 - ولقد اختبرنا قبلهم قوم فرعون، وجاءهم رسول من الله كريم يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته، وهو موسى - عليه السلام -.
    18 - قال موسى لفرعون وقومه: اتركوا لي بني إسرائيل، فهم عباد الله، ليس لكم حق أن تستعبدوهم، إني لكم رسول من الله، أمين على ما أمرني أن أبلغكم، لا أنقص منه شيئًا ولا أزيده.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • نزول القرآن في ليلة القدر التى هي كثيرة الخيرات دلالة على عظم قدره.
    • بعثة الرسل ونزول القرآن من مظاهر رحمة الله بعباده.
    • رسالات الأنبياء تحرير للمستضعفين من قبضة المتكبرين.





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #497
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (497)

    سُورَةُ الدُّخَان
    مَكيّة



    19 - وألا تتكبروا على الله بترك عبادته، والاستعلاء على عباده، إني آتيكم بحجة واضحة.
    20 - وإني اعتصمت بربي وربكم من أن تقتلوني بالرجم بالحجارة.
    21 - وإن لم تصدقوا بما جئت به فاعتزلوني، ولا تقربوني بسوء.
    22 - فدعا موسى - عليه السلام - ربه: أن هؤلاء القوم -فرعون وملأه- قوم مجرمون يستحقّون تعجيل العقاب.
    23 - فأمر الله موسى أن يسري بقومه ليلًا، وأخبره أن فرعون وقومه سيتبعونهم.
    24 - وأمره إذا اجتاز البحر هو وبنو إسرائيل أن يتركه ساكنًا كما كان، إن فرعون وجنده مهلكون بالغرق في البحر.
    25 - كم خلَّف فرعون وقومه وراءهم من بساتين وعيون جارية!
    26 - وكم خلَّفوا وراءهم من زروع ومجلس حسن!
    27 - وكم خلَّفوا وراءهم من عيشة كانوا فيها متنعّمين!
    28 - هكذا حدث لهم ما وُصِفَ لكم، وأورثنا جناتهم وعيونهم وزروعهم ومقاماتهم قومًا آخرين هم بنو إسرائيل.
    29 - فما بكت على فرعون وقومه السماء والأرض حين غرقوا، وما كانوا مُمْهَلين حتى يتوبوا.
    30 - ولقد أنقذنا بني إسرائيل من العذاب المُذِل، حيث كان فرعون وقومه يقتلون أبناءهم، ويستحيون نساءهم.
    31 - أنقذناهم من عذاب فرعون، إنه كان مستكبرًا من المتجاوزين لأمر الله ودينه.
    32 - ولقد اخترنا بني إسرائيل على علم منا على عالمي زمانهم لكثرة أنبيائهم.
    33 - وأعطيناهم من الدلائل والبراهين التي أيّدنا بها موسى ما فيه نعمة ظاهرة لهم كالمنّ والسلوى وغيرهما.
    34 - إن هؤلاءالمشركين المكذبين ليقولون منكرين للبعث:
    35 - ما هي إلا موتتنا الأولى فلا حياة بعدها، وما نحن بمبعوثين بعد هذه الموتة.
    36 - فأت -يا محمد- أنت ومن معك من أتباعك بآبائنا الذين ماتوا أحياء إن كنتم صادقين فيما تدّعونه من أن الله يبعث الموتى أحياء للحساب والجزاء.
    37 - أهؤلاء المشركون المكذبون بك -أيها الرسول- خير في القوة والمنعة، أم قوم تُبَّع والذين من قبلهم مثل عاد وثمود - أهلكناهم جميعًا، إنهم كانوا مجرمين.
    38 - وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين بخلقها.
    39 - ما خلقنا السماوات والأرض إلا لحكمة بالغة، ولكن معظم المشركين لا يعلمون ذلك.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • وجوب لجوء المؤمن إلى ربه أن يحفظه من كيد عدوّه.
    • مشروعية الدعاء على الكفار عندما لا يستجيبون للدعوة، وعندما يحاربون أهلها.
    • الكون لا يحزن لموت الكافر لهوانه على الله.
    • خلق السماوات والأرض لحكمة بالغة يجهلها الملحدون.






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #498
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (498)

    سُورَةُ الدُّخَان
    مَكيّة



    40 - إن يوم القيامة الذي يفصل الله به بين العباد ميعاد للخلائق جميعًا يجمعهم الله فيه.
    41 - يوم لا ينفع قريب قريبه، ولا صديق صديقه، ولا هم يمنعون من عذاب الله؛ لأن الملك يومئذ لله، لا أحد يستطيع ادعاءه.
    42 - إلا من رحمه الله من الناس، فإنه ينتفع بما قدم من عمل صالح إن الله هو العزيز الذي لا يغلبه أحد، الحكيم في خلقه وقدره وتدبيره.
    ولما ذكر الله القيامة ذكر افتراق الناس فيها حسب الجزاء، فقال:

    43 - إن شجرة الزقوم التي أنبتها الله في أصل الجحيم.
    44 - طعام ذي الإثم العظيم وهو الكافر يأكل من ثمرها الخبيث.
    45 - هذا الثمر مثل الزيت الأسود، يغلي في بطونهم من شدة حرارته.
    46 - كغلي الماء المتناهي في الحرارة.
    47 - ويقال لزبانية النار: خذوه فجرّوه بعنف وغلظة إلى وسط الجحيم.
    48 - ثم صبوا فوق رأس هذا المُعَذَّب الماء الحار فلا يفارقه العذاب.
    49 - ويقال له تهكُّمًا: ذق هذا العذاب الأليم؛ إنك أنت العزيز الذي لا يُضام جنابك الكريم في قومك.
    50 - إن هذا العذاب هو الذي كنتم تشكّون في وقوعه يوم القيامة، فقد زال عنكم الشك بمعاينته.
    51 - إن المتقين لربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه في موضع إقامة آمنون من كل مكروه يصيبهم.
    52 - في بساتين وعيون جارية.
    53 - يلبسون في الجنة رقيق الديباج وغليظه، يقابل بعضهم بعضًا، ولا ينظر أحدهم قفا الآخر.
    54 - كما أكرمناهم بذلك المذكور زوجناهم في الجنة بالحسان من النساء واسعات الأعين مع شدّة بياض بياضها وشدّة سواد سوادها.
    55 - يدعون خدمهم فيها ليأتوهم بكل فاكهة أرادوها آمنين من انقطاعها، ومن مضارّها.
    56 - خالدين فيها، لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى في الحياة الدنيا، ووقاهم ربهم عذاب النار.
    57 - تفضلًا وإحسانًا من ربك بهم، ذلك المذكور -من إدخالهم الجنة , ووقايتهم من النار- هو الفوز العظيم الذي لا يدانيه فوز.
    58 - فإنما يسّرنا هذا القرآن وسهَّلناه بإنزاله بلسانك العربي -أيها الرسول- لعلَّهم يتعظون.
    59 - فانتظر نصرك وهلاكهم، إنهم منتظرون هلاكك.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الجمع بين العذاب الجسمي والنفسي للكافر.
    • الفوز العظيم هو النجاة من النار ودخول الجنة.
    • تيسير الله لفظ القرآن ومعانيه لعباده.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #499
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (499)

    سُورَة الجَاثِيَة
    مَكيّة



    سُورَة الجَاثِيَة
    - مَكيّة -


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    معالجة أصحاب الهوى المستكبرين عن الحق، من خلال عرض الآيات والتذكير بالآخرة.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {حم} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.
    2 - تنزيل القرآن من الله العزيز الذي لا يغلبه أحد، الحكيم في خلقه وقدره وتدبيره.
    3 - إن في السماوات والأرض لدلائل على قدرة الله ووحدانيته للمؤمنين؛ لأنهم هم الذين يعتبرون بالآيات.
    4 - وفي خلقكم -أيها الناس- من نطفة، ثم من مُضْغة، ثم من عَلَقة، وفي خلق ما يبثه الله من دابة تدب على وجه الأرض دلائل على وحدانيته لقوم يوقنون بأن الله هو الخالق.
    5 - وفي تعاقب الليل والنهار، وفيما أنزل الله من السماء من المطر فأحيا به الأرض بإنباتها بعد أن كانت ميتة لا نبات فيها، وفى تصريف الرياح بالإتيان بها مرة من جهه، ومره من أخرى لمنافعكم؛ دلائل لقوم يعقلون، فيستدلون بها على وحدانية الله وقدرته على البعث، وقدرته على كل شيء.
    6 - هذه الآيات والبراهين نتلوها عليك -أيها الرسول- بالحق، فإن لم يؤمنوا بحديث الله المنزل على عبده وبحججه، فبأي حديث بعده يؤمنون، وبأي حجج بعده يصدقون؟!
    7 - عذاب من الله وهلاك لكل كذاب كثير الآثام.
    8 - يسمع هذا الكافر آيات الله في القرآن تقرأ عليه، ثم يستمرّ على ما كان عليه من الكفر والمعاصي؛ متعاليًا في نفسه عن اتباع الحق، كأنه لم يسمع تلك الآيات المقروءة عليه، فأخبره -أيها الرسول- بما يسوؤه في آخرته، وهو عذاب موجع ينتظره فيها.
    9 - وإذا بلغه شيء من القرآن اتخذه سخرية يسخر منه، أولئك المتصفون بصفة السخرية من القرآن لهم عذاب مذلّ يوم القيامة.
    10 - من أمامهم نار جهنم تنتظرهم في الآخرة، ولا يغني عنهم ما كسبوا من الأموال من الله شيئًا، ولا يدفع عنهم شيئًا ما اتخذوه من دونه من الأصنام التي يعبدونها من دونه، ولهم يوم القيامة عذاب عظيم.
    11 - هذا الكتاب الذي أنزلناه على رسولنا محمد هاد إلى طريق الحق، والذين كفروا بآيات ربهم المنزلة على رسوله لهم عذاب سيئ موجع.
    12 - الله وحده هو الذي سخّر لكم -أيها الناس- البحر لتجري السفن فيه بأمره، ولتطلبوا من فضله بأنواع المكاسب المباحة، ولعلكم تشكرون نعمة الله عليكم.
    13 - وسخّر لكم سبحانه ما في السماوات من شمس وقمر ونجوم، وما في الأرض من أنهار وأشجار وجبال وغيره، إن في تسخير ذلك لكم لدلائل على قدرة الله ووحدانيته، لقوم يتفكرون في آياته، فيعتبرون بها.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الكذب والإصرار على الذنب والكبر والاستهزاء بآيات الله: صفات أهل الضلال، وقد توعّد الله المتصف بها.
    • نعم الله على عباده كثيرة، ومنها تسخير ما في الكون لهم.
    • النعم تقتضي من العباد شكر المعبود الذي منحهم إياها.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #500
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,092

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (500)

    سُورَة الجَاثِيَة
    مَكيّة



    14 - قل -أيها الرسول- للذين آمنوا بالله، وصدقوا رسوله: تجاوزوا عمن أساء إليكم من الكفار الذين لا يبالون بنعم الله أو نقمه، فإن الله سيجزي كلًّا من المؤمنين الصابرين، والكفار المعتدين، بما كانوا يكسبون من الأعمال في الدنيا.
    15 - من عمل عملًا صالحًا فنتيجة عمله الصالح له، والله غني عن عمله، ومن أساء عمله فنتيجة عمله السيئ عقابه عليه، والله لا تضرّه إساءته، ثم إلينا وحدنا ترجعون في الآخرة لنجازي كلًّا بما يستحقّه.
    16 - ولقد أعطينا بني إسرائيل التوراة والفصل بين الناس بحكمها، وجعلنا معظم الأنبياء منهم من ذرية إبراهيم - عليه السلام -، ورزقناهم من أنواع الطيبات، وفضلناهم على عالمي زمانهم.
    17 - وأعطيناهم دلائل توضح الحق من الباطل، فما اختلفوا إلا من بعد ما قامت عليهم الحجج ببعثة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما جرّهم إلى هذا الاختلاف إلا بغي بعضهم على بعض حرصًا على الرئاسة والجاه، إن ربك -أيها الرسول- يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا يختلفون فيه في الدنيا، فيبيّن من كان محقًّا، ومن كان مبطلًا.
    18 - ثم جعلناك على طريقة وسُنَّة ومنهاج من أمرنا الذي أمرنا به من قبلك من رسلنا تدعو إلى الإيمان والعمل الصالح، فاتبع هذه الشريعة، ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون الحق؛ فأهواؤهم مضلة عن الحق.
    19 - إن الذين لا يعلمون الحق لن يَكُفُّوا عنك من عذاب الله شيئًا إن اتبعت أهواءهم، وإن الظالمين من جميع المِلَلِ والنِّحَل بعضهم ناصر بعض، ومؤيده على المؤمنين، والله ناصر المتقين له بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
    20 - هذا القرآن المنزل على رسولنا بصائر يبصر بها الناس الحق من الباطل، وهداية إلى الحق، ورحمة لقوم يوقنون؛ لأنهم هم الذين يهتدون به إلى الصراط المستقيم ليرضى عنهم ربهم، فيدخلهم الجنة، ويزحزحهم عن النار.
    21 - هل يظن الذين اكتسبوا بجوارحهم الكفر والمعاصي أن نجعلهم في الجزاء مثل الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحات، بحيث يستوون في الدنيا والآخرة؟! قبح حكمهم هذا.
    22 - وخلق الله السماوات والأرض لحكمة بالغة، ولم يخلقهما عبثًا، ولتجزى كل نفس بما كسبته من خير أو شرّ، والله لا يظلمهم بنقص في حسناتهم، ولا زيادة في سيئاتهم.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • العفو والتجاوز عن الظالم إذا لم يُظهر الفساد في الأرض، ويَعْتَدِ على حدود الله؛ خلق فاضل أمر الله به المؤمنين إن غلب على ظنهم العاقبة الحسنة.
    • وجوب اتباع الشرع والبعد عن اتباع أهواء البشر.
    • كما لا يستوي المؤمنون والكافرون في الصفات، فلا يستوون في الجزاء.
    • خلق الله السماوات وفق حكمة بالغة يجهلها الماديون الملحدون.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •