تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 25 من 27 الأولىالأولى ... 15161718192021222324252627 الأخيرةالأخيرة
النتائج 481 إلى 500 من 538

الموضوع: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

  1. #481
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث والعشرون
    سورة الصافات
    الحلقة (481)
    من صــ 66 الى صـ
    79






    [سورة الصافات (37) : الآيات 71 الى 74]
    وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق لا متعلّق ب (ضلّ) «1» ...
    جملة: «ضلّ ... أكثر» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
    وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    (72) (فيهم) متعلّق ب (أرسلنا) بتضمينه معنى بعثنا..
    وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى.
    (73) - (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان..
    وجملة: «انظر ... » جواب شرط مقدّر أي: إن عاقبنا المنذرين.
    فانظر ...
    وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول لفعل النظر المعلّق بالاستفهام (74) - (إلّا) للاستثناء (عباد) منصوب على الاستثناء المنقطع ...
    [سورة الصافات (37) : الآيات 75 الى 82]
    وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ (77) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (79)
    إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (الفاء) عاطفة (اللام) لام القسم للقسم المقدّر السابق (نعم) ماض جامد لإنشاء المدح (المجيبون) فاعل مرفوع ... والمخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن.
    جملة: «نادانا نوح ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
    وجملة: «نعم المجيبون..» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم «2» .
    (76) - (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة التالية (أهله) معطوف على الضمير الغائب في (نجّيناه) ، (من الكرب) متعلّق ب (نجّيناه) ..
    وجملة: «نجّيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    (77) - (هم) ضمير فصل (الباقين) مفعول به ثان عامله جعلنا.
    وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّيناه.
    (78) - (عليه) متعلّق بمحذوف هو مفعول تركنا أي تركنا ثناء عليه..
    (في الآخرين) متعلّق ب (تركنا) .
    وجملة: «تركنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّيناه.
    (79) - (سلام) مبتدأ مرفوع «3» ، (على نوح) متعلّق بخبر المبتدأ سلام (في العالمين) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر.
    وجملة: «سلام على نوح» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة «4» .
    (80) - (إنّا) حرف مشبه بالفعل واسمه (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي ...
    وجملة: «إنّا ... نجزي ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق.
    وجملة: «نجزي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (81) - (من عبادنا) متعلّق بمحذوف خبر إنّ..
    وجملة: «إنّه من عبادنا ... » لا محلّ لها تعليل آخر.
    (82) - (ثمّ) حرف عطف ...
    وجملة: «أغرقنا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّيناه- أو جعلنا.
    الصرف:
    (75) المجيبون: جمع المجيب، اسم فاعل من الرباعيّ أجاب، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالقلب،أصله مجوب- بكسر الواو، فهو واويّ العين، ثمّ سكّنت الواو ونقلت حركتها إلى الجيم، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فأصبح (مجيب) «5» .

    [سورة الصافات (37) : الآيات 83 الى 86]
    وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (83) إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ماذا تَعْبُدُونَ (85) أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (من شيعته) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللام) للتوكيد (إبراهيم) اسم إنّ منصوب.
    جملة: «إنّ من شيعته لإبراهيم» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (84) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمحذوف دلّ عليه لفظ شيعته أي شايعه إذ جاء ربّه (بقلب) متعلّق بحال من الفاعل.
    وجملة: «جاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (85) - (إذ) ظرف بدل من الأول (لأبيه) متعلّق ب (قال) ، (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدون «6» .
    وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «تعبدون..» في محلّ نصب مقول القول.
    (86) (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (إفكا) مفعول به مقدّم منصوب «7» ، (آلهة) بدل من (إفكا) بحذف مضاف أي عبادة آلهة (دون) ظرف منصوب متعلّق بنعت لآلهة «8» .
    وجملة: «تريدون» في محلّ نصب بدل من جملة تعبدون.
    [سورة الصافات (37) : آية 87]
    فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (87)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ خبره (ظنّكم) (بربّ) متعلّق بالمصدر ظنّكم.
    والجملة ... في محلّ نصب معطوفة على جملة «تعبدون» «9» .

    [سورة الصافات (37) : الآيات 88 الى 94]
    فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ (91) ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (92)
    فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (نظرة) مفعول مطلق منصوب (في النجوم) متعلّق ب (نظر) بتضمين الفعل معنى تفكّر.
    جملة: «نظر ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: قال قومه اخرج معنا فنظر....
    (89) (الفاء) عاطفة في المواضع الستة الآتية وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر.
    وجملة: «إنّي سقيم..» في محلّ نصب مقول القول.
    (90) - (تولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (عنه) متعلّق ب (تولّوا) ، (مدبرين) حال مؤكّدة للفعل منصوبة، وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «تولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
    (91) - (إلى آلهتهم) متعلّق ب (راغ) ، (ألا) أداة عرض ...
    وجملة: «راغ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّوا.
    وجملة: «قال..» لا محلّ لها معطوفة على جملة راغ.
    وجملة: «ألا تأكلون» في محلّ نصب مقول القول.
    (92) - (ما) اسم استفهام مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ (ما) (لا) نافية.
    وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «لا تأكلون» في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (لكم) .
    (93) (عليهم) متعلّق ب (راغ) وفي الضرب معنى الاستعلاء (ضربا) مفعول مطلق لفعل محذوف «10» ، (باليمين) متعلّق بالمصدر (ضربا) «11» .
    وجملة: «راغ (الثانية» ... لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
    (94) (إليه) متعلّق ب (أقبلوا) - أو ب (يزفّون) - وجملة: «أقبلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: فكسرها فبلّغ قومه من رآه فأقبلوا ...
    وجملة: «يزفّون....» في محلّ نصب حال من فاعل أقبلوا.
    الصرف:
    (راغ) ، فيه إعلال بالقلب أصله روغ تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا وزنه فعل بفتحتين بمعنى مال إليه سرا.
    (نظرة) ، مصدر مرة من الثلاثي، نظر وزنه فعلة بفتح فسكون.
    (سقيم) ، صفة مشبهة من الثلاثي سقم باب فرح، وزنه فعيل.
    البلاغة
    فن الرمز والإيماء والتعريض: في قوله تعالى «فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ» .
    وهذا الفن هو: أن يريد المتكلم إخفاء أمر ما في كلامه، فيرمز في ضمنه رمزا، إما تعمية للمخاطب، وتبرئة لنفسه، وتنصلا من التبعة، وإما ليهتدي بواسطته إلى طريق استخراج ما أخفاه في كلامه والذي قاله إبراهيم عليه السلام، معراض من الكلام، ولقد نوى به أن من في عنقه الموت سقيم. ومنه المثل: كفى بالسلامة داء.
    الفوائد
    - قصة النجوم:
    ما العلاقة بين نظر إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النجوم وقوله (إِنِّي سَقِيمٌ) ؟
    قال المفسرون، وهو قول ابن عباس: كان قوم إبراهيم يتعاطون علم النجوم، فعاملهم من حيث كانوا يتعاطون ويتعاملون به، لئلا ينكروا عليه، وذلك أنه أراد أن يكايدهم في أصنامهم، ليلزمهم الحجة في أنها غير معبودة. وكان لهم من الغد عيد ومجمع، فكانوا يدخلون على أصنامهم، ويقربون لهم القرابين، ويضعون بين أيديهم الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم، وزعموا التبرك عليه، فإذا انصرفوا من عيدهم أكلوه، فقالوا لإبراهيم: ألا تخرج معنا، فنظر في النجوم فقال إني سقيم، وفي غيبتهم قام بتحطيم الأصنام.

    [سورة الصافات (37) : الآيات 95 الى 96]
    قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (96)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ الإنكاريّ (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تعبدون ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «تنحتون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (96) - (الواو) حاليّة- أو عاطفة- والثانية عاطفة (ما) اسم موصول في محل نصب معطوف على ضمير الخطاب في (خلقكم) ، والعائد محذوف.
    وجملة: «الله خلقكم..» في محلّ نصب حال «12» .
    وجملة: «خلقكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
    وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .

    [سورة الصافات (37) : الآيات 97 الى 98]
    قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)

    الإعراب:
    (له) متعلّق ب (ابنوا) ، (الفاء) عاطفة (في الجحيم) متعلّق ب (ألقوه) .
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
    وجملة: «ابنوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ألقوه ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
    (98) (الفاء) عاطفة (به) متعلّق بمحذوف حال من (كيدا) ، (الفاء) عاطفة (الأسفلين) مفعول به ثان منصوب.
    وجملة: «أرادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «13» .
    وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا ...
    [سورة الصافات (37) : الآيات 99 الى 113]
    وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)
    وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108)
    سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (109) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إلى ربّي) متعلّق بذاهب (السين) حرف استقبال، و (النون) في (سيهدين) للوقاية، و (الياء) المحذوفة لمناسبة فواصل الآي مفعول به.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي:
    خرج من النار سالما وقال ...
    وجملة: «إنّي ذاهب ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «سيهدين» لا محلّ لها اعتراضيّة «14» .
    (100- 101) - (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (لي) متعلّق ب (هب) ، (من الصالحين) متعلّق بنعت لمفعول مقدّر أي ابنا من الصالحين (الفاء) عاطفة (بغلام) متعلّق ب (بشّرناه) ...
    وجملة النداء وجوابه.. في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قائلا ...
    وجملة: «هب ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «هب ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «بشّرناه..» لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّر.
    (102) - (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من فاعل بلغ «15» ، وهو ضمير يعود على غلام (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة، و (الياء) الثانية مضاف إليه (في المنام) متعلّق ب (أرى) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عاملة ترى: «16» (أبت) منادى مضاف منصوب.. و (التاء) عوض من (ياء) الإضافة المحذوفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي تؤمره، ونائب الفاعل لفعل (تؤمر) ضمير مستتر تقديره أنت، (السين) للاستقبال، و (النون) في (ستجدني) للوقاية (شاء) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من الصابرين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله ستجدني..
    وجملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة النداء: «يا بنيّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّي أرى ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أرى في المنام ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أذبحك ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    والمصدر المؤوّل (أنّي أذبحك) في محلّ نصب مفعول به عامله أرى.
    وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر في حيّز القول أي: تنبّه فانظر ...
    وجملة: «ترى ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «افعل ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «تؤمر ... » لا محلّ لها صلة الموصول.
    وجملة: «ستجدني..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «شاء الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    (103) - (الفاء) عاطفة (لمّا) مثل الأول (للجبين) متعلّق ب (تلّه) بتضمينه معنى دفعه.
    وجملة: «أسلما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره ظهر صبرهما، أو أجزلنا لهما الأجر «17» .
    وجملة: «تلّه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أسلما.
    (104) - (الواو) عاطفة (أن) حرف تفسير (إبراهيم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ...
    وجملة: «ناديناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أسلما.
    وجملة النداء: «يا إبراهيم» لا محلّ لها تفسيريّة.
    (105) - (قد) حرف تحقيق (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي ...
    وجملة: «صدقّت ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إنّا.. نجزي ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء «18» .
    وجملة: «نجزي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (106) (اللام) المزحلقة للتوكيد (هو) ضمير منفصل مبتدأ «19» خبره (البلاء) ..
    وجملة: «إنّ هذا لهو البلاء ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء «20» .
    وجملة: «هو البلاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (107- 111) - (الواو) عاطفة (بذبح) متعلّق ب (فديناه) ، (تركنا..
    الآخرين) مرّ إعرابها «21» ، (سلام.. المؤمنين) «22» .
    وجملة: «فديناه ... » معطوفة على جملة جواب الشرط مذكورة أو مقدّرة.
    وجملة: «تركنا ... » معطوفة على جملة فديناه.
    (112) - (الواو) عاطفة (بإسحاق) متعلّق ب (بشّرناه) ، (نبيّا) حال مقدّرة منصوبة (من الصالحين) متعلّق بنعت ل (نبيّا) «23» .
    وجملة: «بشّرناه ... » لا معطوفة على جملة فديناه.
    (113) - (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (باركنا) ، وكذلك (على إسحاق) ، (الواو) استئنافيّة (من ذرّيّتهما) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ محسن (ظالم) معطوف على محسن ب (الواو) مرفوع مثله (لنفسه) متعلّق بظالم «24» .
    وجملة: «من ذرّيّتهما محسن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (99) ذاهب: اسم فاعل من الثلاثيّ ذهب باب فتح، وزنه فاعل.
    (102) السعي: اسم لمكان يجري فيه السعي سميّ باسم المصدر للثلاثيّ سعى وزنه فعل بفتح فسكون.
    (103) الجبين: اسم لمكان يجري فيه السعي سميّ باسم المصدر للثلاثيّ سعى وزنه فعل بفتح فسكون.
    (103) الجبين: اسم للقسم المعروف من طرفي الرأس فهما جبينان بينهما الجبهة، وزنه فعيل بفتح الفاء.
    (107) ذبح: اسم ما يذبح بمعنى المذبوح، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين.
    البلاغة
    الإيجاز: في قوله تعالى «فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ» .
    وهذا إيجاز قصر، فقد انطوت هذه البشارة الموجزة على ثلاث: على أن الولد غلام ذكر، وأنه يبلغ أوان الحلم، وأنه يكون حليما.
    الفوائد
    من هو الذبيح؟
    أفادت الآية أن رؤيا الأنبياء حق، وقد اختلف العلماء أيّ ولدي إبراهيم هو الذبيح. فقال طائفة منهم هو «إسحاق» وإلى ذلك ذهب عمر وعلي وابن مسعود والعباس وكعب الأحبار وسعيد بن جبير وغيرهم رضي الله عنهم. واختلفت الروايات عن ابن عباس على قولين: أحدهما إسماعيل وثانيهما إسحاق، ومن قال بأنه إسحاق قال: كانت هذه القصة بالشام. وروي عن سعيد بن جبير قال: رأى إبراهيم ذبح إسحاق في المنام، وهو بالشام، فسار به مسيرة شهر في غداة واحدة، حتى أتى به المنحر من منى، فلما أمره الله بذبح الكبش ذبحه، وسار به مسيرة شهر في روحة واحدة، طويت له الأودية والجبال. والقول الثاني: أنه إسماعيل، وإليه ذهب عبد الله بن سلام والحسن وسعيد بن المسيب والشعبي ومجاهد والربيع بن أنس ومحمد بن كعب القرظي والكلبي ورواية عطاء بن أبي رباح ويوسف بن ماهك عن ابن عباس قال المفدي إسماعيل وكلا القولين يروى عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) . واحتج من ذهب إلى أن الذبح إسحاق بقوله تعالى فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فلما بلغ معه السعي أمر بذبح من بشر به، وليس في القرآن أنه بشر بولد سوى إسحاق، وكانت البشارة بعد قصة الذبح، فدل ذلك على أن الذبيح هو المبشّر به، واحتج من ذهب إلى أن الذبيح هو إسماعيل بأن الله تعالى ذكر البشارة بإسحق بعد الفراغ من قصة الذبيح، فقال تعالى وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ فدل على أن المذبوح غيره، وأيضا فإن الله تعالى قال في سورة هود فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ فكيف يأمره بذبح إسحاق وقد وعده بولد له هو يعقوب، ووصف إسماعيل بالصبر دون إسحاق في قوله: وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ وهو صبره على الذبح، ووصفه بصدق الوعد في قوله إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وعد أباه بالصبر على الذبح فوفى بوعده، وسأل عمر بن عبد العزيز يهوديا أسلم وحسن إسلامه: أي ولدي إبراهيم أمره الله تعالى بذبحه، فقال: إسماعيل. وقال الأصمعي سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح فقال: يا أصمعي، متى كان إسحاق بمكة؟ إنما كان إسماعيل، وهو الذي بنى البيت مع أبيه. والله تعالى أعلم.
    __________
    (1) أو متعلّق بمحذوف حال من أكثر.
    (2) أو جواب قسم مقدّر آخر.
    (3) جاز الابتداء بالنكرة لأنه دالّ على دعاء.
    (4) أو هي تفسير لقوله تركنا ... أو تفسير للمفعول المقدّر أي تركنا شيئا هو هذا الكلام ... ويجوز أن تكون مقول القول لقول مقدّر أي قلنا سلام ...
    (5) وانظر الآية (61) من سورة هود.
    (6) أو (ما) استفهام مبتدأ خبره اسم الموصول (ذا) ، والجملة من المبتدأ والخبر في محلّ نصب مقول القول، وجملة تعبدون صلة والعائد محذوف.
    (7) قيل هو مفعول لأجله عامله تريدون، والمفعول به هو آلهة.
    (8) أو متعلّق ب (تريدون) .
    (9) في الآية (85) من هذه السورة.
    (10) وجملة الفعل المقدّر حال من فاعل راغ.. أو هي مصدر في موضع الحال.
    (11) هذا إذا كان (ضربا) نائبا عن فعله، وإلّا فيتعلّق الجار بالفعل المقدّر.. وقد تكون الباء للملابسة إذا كان اليمين بمعنى القوّة، فالجارّ متعلّق بحال من فاعل راغ.
    (12) أو معطوفة على جملة مقول القول.
    (13) أو استئنافيّة.
    (14) أو استئناف بيانيّ. [.....]
    (15) لا يجوز أن يتعلّق ب (بلغ) لأن بلوغ السعي ليس متزامنا بين الأب والابن، ويجوز تعليقه بالسعي على الرغم من تقدّم المعمول على المصدر إذ يجوز في الظرف ما لا يجوز في غيره.
    (16) أو (ما) مبتدأ و (ذا) خبر،
    (17) بعضهم يجعل الجواب جملة: ناديناه على زيادة الواو.
    (18، 20) أو هي استئنافيّة منقطعة.
    (19) أو هو ضمير فصل، و (البلاء) خبر إنّ.
    (21) في الآية (78) من هذه السورة.
    (22) انظر إعراب الآيات (79، 80، 81) من هذه السورة مفردات وجملا.
    (23) أو حال من الضمير في (نبيّا) ، أو حال من إسحاق.
    (24) يجوز أن تكون اللام زائدة للتقوية، و (نفسه) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لاسم الفاعل ظالم.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #482
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث والعشرون
    سورة الصافات
    الحلقة (482)
    من صــ 79 الى صـ
    92




    [سورة الصافات (37) : الآيات 114 الى 122]
    وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (114) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (116) وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (117) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (118)
    وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ (119) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (120) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (122)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (على موسى) متعلّق ب (مننّا) .
    جملة: «منّنا..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
    (115) - (الواو) عاطفة في الموضعين (قومهما) معطوف على ضمير المفعول في (نجّيناهما) ب (الواو) منصوب (من الكرب) متعلّق ب (نجيناهما) .
    وجملة: «نجيناهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مننا.
    (116) - (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) ، (هم) ضمير فصل (الغالبين) خبر كانوا منصوب، وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «نصرناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مننا..
    وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نصرناهم..
    (117- 118) - (الواو) عاطفة (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الصراط) مفعول به ثان عامله هديناهما- أو منصوب على نزع الخافض وجملة: «آتيناهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    وجملة: «هديناهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    (119- 122) (وتركنا ... المؤمنين) آيات سبق إعراب نظائرها مفردات وجملا «1» .
    الصرف:
    (117) المستبين: اسم فاعل من السداسيّ استبان، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالتسكين، أصله مستبين- بسكون الباء وكسر الياء- استثقلت الكسرة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الباء.
    [سورة الصافات (37) : الآيات 123 الى 132]
    وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)
    إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (130) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (من المرسلين) متعلّق بخبر إنّ.
    وجملة: «إنّ إلياس لمن المرسلين» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (124) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالمرسلين «2» ، (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (ألا) أداة عرض لا عمل لها.
    وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ألا تتّقون ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (125) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الواو) عاطفة.
    وجملة: «تدعون ... » في محلّ نصب بدل من جملة تتّقون.
    وجملة: «تذرون..» في محلّ نصب معطوفة على جملة تدعون.
    (126- 128) (الله) لفظ الجلالة بدل من أحسن منصوب- أو عطف بيان عليه- (ربّكم) نعت للفظ الجلالة- أو بدل منه- منصوب (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) المزحلقة للتوكيد. (إلّا) للاستثناء (عباد) مستثنى بإلّا منصوب.
    وجملة: «كذّبوه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قال ...
    وجملة: «إنّهم لمحضرون..» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء حسابهم فإنّهم ...
    (129- 132) (وتركنا ... من عبادنا المؤمنين) مرّ إعراب نظائرها «3» مفردات وجملا.
    الصرف:
    (123) إلياس: اسم علم لنبيّ من أنبياء بني إسرائيل، وقيل هو إدريس، وقال ابن عبّاس هو ابن عمّ اليسع، وقيل هو ابن أخي هارون، وهو علم أعجميّ لا يعرف وزنه.
    (125) بعلا: اسم بمعنى إله، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (130) إلياسين: قيل هو اسم آخر لإلياس فهو مفرد، وقيل جمع مذكّر سالم لكلّ من آمن مع إلياس على طريقة التغليب كما يقال المهالبة والأشاعرة نسبة إلى المهلّب والأشعريّ، وهو في الأصل جمع إلياسيّ- نسبة إلى إلياس- ثمّ استثقلت الشدّة على الياء فحذفت إحدى الياءين،فلمّا جمع جمع مذكّر سالما التقى ساكنان إحدى الياءين وياء الجمع، فحذفت أولاهما لالتقاء الساكنين فصار إلياسين.. والقول بإفراده أصحّ.
    الفوائد
    - قصة إلياس عليه الصلاة والسلام:
    قال قتادة ومحمد بن إسحاق: إلياس هو إدريس، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيدة بن ربيعة عن عبد الله ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: إلياس هو إدريس. وكذا قال الضحاك.
    وقال وهب بن منبه: هو إلياس بن (ياسين) بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران، بعثه الله في بني إسرائيل بعد حزقيل عليهما الصلاة والسلام. وكانوا قد عبدوا صنما يقال له «بعل» فدعاهم إلى الله، ونهاهم عن عبادة ما سواه. وكان قد آمن به ملكهم ثم ارتد، واستمروا على ضلالتهم، ولم يؤمن به منهم أحد، فدعا الله عليهم، فحبس عنهم القطر ثلاث سنين، ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم، ووعدوه بالإيمان به إن هم أصابهم المطر. فدعا الله لهم، فجاءهم الغيث، فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر، فسأل الله أن يقبضه إليه، وكان قد نشأ على يديه اليسع بن أخطوب- عليه الصلاة والسلام- فأمر إلياس أن يذهب إلى مكان كذا وكذا، فهما جاءه فليركبه ولا يخفه، فجاءته فرس من نار فركب، وألبسه الله النور وكساه الريش، وكان يطير مع الملائكة ملكا إنسيا سماويا أرضيا، هكذا حكاه وهب عن أهل الكتاب. والله أعلم بصحته.

    [سورة الصافات (37) : الآيات 133 الى 138]
    وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (135) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (136) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137)
    وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (138)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لمن المرسلين) مزحلقة وخبر إنّ.
    جملة: «إنّ لوطا لمن المرسلين» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (135- 136) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالمرسلين «4» ، في محلّ نصب (الواو) عاطفة (أهله) معطوف على ضمير الغائب في (نجيناه) منصوب (أجمعين) توكيد معنوي لضمير لوط وأهله (إلّا) للاستثناء (عجوزا) مستثنى بإلّا منصوب (في الغابرين) نعت ل (عجوزا) .
    وجملة: «نجّيناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «دمّرنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجّيناه.
    (137) - (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (عليهم) متعلّق ب (تمرّون) ، (مصبحين) حال منصوبة من فاعل تمرّون.
    وجملة: «إنّكم لتمرّون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ لوطا لمن المرسلين.
    وجملة: «تمرّون..» في محلّ رفع خبر إنّ.
    (138) (الواو) عاطفة (بالليل) متعلّق بحال معطوفة على الحال السابقة (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية.
    وجملة: «لا تعقلون ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي:
    أتغفلون عن ذلك فلا تعقلون..
    الفوائد
    - الضمير:
    ينقسم الضمير إلى ثلاثة أنواع:
    1- الضمير المنفصل: وهو الذي يأتي مستقلا، غير متصل بشيء وهو نوعان:
    آ- ضمائر الرفع: أنا- نحن- أنت- أنت- أنتما- أنتم- أنتن- هو- هي- هما- هم- هن.
    ب- ضمائر النصب: إيّاي- إيّانا- إيّاك.. إلخ.
    2- الضمير المستتر: وهو الذي لا يظهر في الكلام، وإنما يقدر تقديرا، وهو:
    للغائب: هو- هي. للمتكلم: أنا- نحن. للمخاطب: أنت.
    أما بقية الضمائر مثل: أنتما- هما- هم فلا تأتي مستترة، وإنما يستتر الضمائر التي ذكرناها فقط. يستتر الضمير جوازا مع الغائب: هو- هي. ويستتر وجوبا مع المتكلم والمخاطب: أنا- نحن- أنت.
    3- الضمير المتصل، وهو الضمير الذي يتصل بكلمة، ولا يأتي مستقلا. وقد يتصل بالاسم مثل (كتابك) ، أو بالفعل مثل (جاؤوا) أو بالحرف مثل (عليه) . وينقسم إلى ثلاثة أنواع:
    آ- ضمائر تختص بالرفع وهي: ألف الاثنين- واو الجماعة- ياء الخطاب- التاء المتحركة- نون النسوة.
    وهذه الضمائر لا تتصل إلا بالفعل فإن كان الفعل تاما (غير ناقص) فهي في محل رفع فاعل، كما في الآية التي نحن بصددها قوله تعالى أَفَلا تَعْقِلُونَ
    فواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل. أما إن اتصلت بفعل ناقص (كان وأخواتها) فهي في محل رفع اسمها.
    ب- ضمائر تختص بالنصب والجر، وهي: هاء الغائب، وياء المتكلم، وكاف الخطاب. وتشترك باتصالها بالفعل أو الاسم أو الحرف أو بالحروف المشبهة بالفعل (إن وأخواتها) ، فإن اتصلت بالفعل، فهي في محل نصب مفعول به، مثل (أكرمتك) ، وإن اتصلت بالحرف المشبه بالفعل، فهي في محل نصب اسمها، وإن اتصلت بالاسم فهي في محل جر بالإضافة، وإن اتصلت بالحرف (أي حرف جر) فهي في محل جر بحرف الجر.
    ج- وضمير يختص بالرفع أو النصب أو الجر، وهو (نا) ، فيأتي أحيانا في محل رفع مثل (سمعنا وأطعنا) ، وأحيانا في محل جر مثل (ربنا) ، وأحيانا في محل نصب مثل (لا تؤاخذنا) .
    ملاحظة: إذا اتصلت ياء المتكلم بأحد حرفي الجر: (من) و (عن) أو بالفعل، أتي بنون الوقاية فاصلا بين الياء وبين ما قبلها، مثل: منّي- عنّى- أكرمني- يكرمني- أكرمني..

    [سورة الصافات (37) : الآيات 139 الى 148]
    وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)
    لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (148)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لمن المرسلين) مثل السابقة «5» .
    جملة: «إنّ يونس لمن المرسلين» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (140) (إذ أبق) مثل إذ نجّيناه «6» ، (إلى الفلك) متعلّق ب (أبق) .
    وجملة: «أبق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (141) (الفاء) عاطفة في الموضعين (من المدحضين) متعلّق بخبر كان.
    وجملة: «ساهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أبق.
    وجملة: «كان من المدحضين..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ساهم.
    (142) (الفاء) عاطفة و (الواو) حالية.
    وجملة: «التقمه الحوت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كان ...
    وجملة: «هو مليم» في محلّ نصب حال.
    (143) (الفاء) استئنافيّة- أو عاطفة- (لولا) حرف شرط غير جازم (من المسبّحين) متعلّق بخبر كان.
    والمصدر المؤوّل (أنّه كان من المسبّحين) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود.
    وجملة: «لولا (تسبيحه) موجود» لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «كان من المسبّحين» في محلّ رفع خبر أنّ.
    (144) (اللام) واقعة في جواب لولا (في بطنه) متعلّق ب (لبث) «7» ، (إلى يوم) متعلّق ب (لبث) ، و (الواو) في (يبعثون) نائب الفاعل.
    وجملة: «لبث ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «يبعثون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (145) (الفاء) استئنافيّة (بالعراء) متعلّق ب (نبذناه) و (الباء) للظرفيّة (الواو) حالية..
    وجملة: «نبذناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة في معرض قصّة يونس.
    وجملة: «هو سقيم» في محلّ نصب حال.
    (146) (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (أنبتنا) بتضمينه معنى ظلّلنا (من يقطين) متعلّق بنعت لشجرة.
    وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبذناه.
    (147) (الواو) عاطفة (إلى مائة) متعلّق ب (أرسلناه) ، (أو) للإضراب «8» ..
    وجملة: «أرسلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نبذناه..
    وجملة: «يزيدون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (148) (الفاء) عاطفة في الموضعين (إلى حين) متعلّق ب (متّعناهم) .
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلناه.
    وجملة: «متّعناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
    الصرف:
    (141) المدحضين: جمع المدحض، اسم مفعول من أدحض المبنيّ للمجهول، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
    (142) مليم: اسم فاعل من الرباعيّ ألام فلان إذا أتى بما يلام عليه، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالقلب وإعلال بالتسكين، أصله ملوم بضمّ فسكون فكسر، استثقلت الكسرة على الواو فسكّنت- إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى اللام قبلها، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبل الواو فأصبح مليم.
    (143) المسبّحين: جمع المسبّح اسم فاعل من الرباعي سبّح وزنه مفعّل بضم الميم وكسر العين المشددة..
    (145) العراء: اسم لوجه الأرض، جامد، والهمزة فيه منقلبة عن ياء أصله العراي لأنه من عري يعرى باب فرح، فلمّا تطرّفت الياء بعد ألف ساكنة، قلبت همزة.
    (146) يقطين: اسم جامد لنبات القرع وزنه يفعيل بفتح الياء مأخوذ من قطن بالمكان إذا قام فيه لا يبرح.
    الفوائد
    - يونس صلى الله عليه وسلم والفلك:
    قال ابن عباس ووهب: كان يونس- عليه الصلاة والسلام- وعد قومه العذاب، فتأخر العذاب عنهم، فخرج كالمستور منهم، فقصد البحر، فركب السفينة، فاحتبست السفينة، فقال الملّاحون: هاهنا عبد آبق من سيّده. فاقترعوا فوقعت على يونس ثلاث مرات، فقال: أنا الآبق، وزج نفسه في الماء. هذا ما قاله ابن عباس. ثمّ التقمه الحوت، وكان يسبح الله عز وجلّ ويذكره كثيرا. وقال ابن عباس: كان من المصلين. قال بعضهم: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة. واختلفت الأقوال في مدة لبثه في بطن الحوت، فقيل: ثلاثة، وقيل: سبعة، وقيل: عشرين، وقيل: أربعين، وبعد أن لفظه الحوت أنبت الله عليه شجرة من يقطين (يعني القرع) ، وتختص هذه الشجرة بعدم اقتراب الذباب منها، ثم أرسله الله إلى مائة ألف أو يزيدون، أي بل يزيدون. وورد في الحديث أنهم يزيدون (عشرين ألفا) فآمنوا به.
    روي عن أبي بن كعب- رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) عن قوله تعالى وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ قال: يزيدون عشرين ألفا. أخرجه الترمذي.
    وقال: حديث حسن.
    - (أو) :
    تضاربت أقوال النحاة حول معنى (أو) في قوله تعالى: وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. وقد ذكر ابن هشام في المغنى هذا الخلاف، وأورد هذه الآراء. قال الفراء: المعنى (بل يزيدون) هكذا جاء في التفسير مع صحته في العربية، وقال بعض الكوفيين: بمعنى الواو، وللبصريين فيها أقوال: قيل: للإبهام، وقيل:
    للتخيير، أي إذا رآهم الرائي تخير بين أن يقول: هم مائة ألف أو هم أكثر، نقله ابن الشجري عن سيبويه، وفي ثبوته عنه نظر، ولا يصح التخيير بين شيئين، الواقع أحدهما، وقيل: هي للشك مصروفا إلى الرائي، ذكره ابن جني، وأورد الإمام النسفي في التفسير قوله: (أو يزيدون) في مرأى الناظر، أي إذا رآهم الرائي قال:هم مائة ألف أو أكثر. وقال الزجاج: قال غير واحد: معناه بل يزيدون. قال ذلك الفراء وأبو عبيدة، ونقل عن ابن عباس كذلك، وهذا القول هو أظهر. هذه الأقوال والله أعلم.

    [سورة الصافات (37) : الآيات 149 الى 157]
    فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (150) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)
    ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (157)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة، وضمير الغائب في (استفتهم) يعود على كفّار مكّة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ، (لربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ البنات (الواو) للاستفهام الإنكاريّ، لربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ البنات (الواو) عاطفة (لهم البنون) مثل لربك البنات.
    جملة: «استفتهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ألربّك البنات..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «لهم البنون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ.
    (150) (أم) عاطفة معادلة للهمزة «9» ، (إناثا) حال منصوب من الملائكة، (الواو) حالية.
    وجملة: «خلقنا....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ.
    وجملة: «هم شاهدون» في محلّ نصب حال.
    (151) (ألا) أداة تنبيه (من إفكهم) متعلّق ب (يقولون) ومن سببيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد ...
    وجملة: «إنّهم ... ليقولون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (152) (الواو) حالية (اللام) المزحلقة للتوكيد.
    وجملة: «ولد الله ... » في محلّ نصب مقول القول «10» .
    وجملة: «إنّهم لكاذبون» في محلّ نصب حال.
    (153) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (على البنين) متعلّق ب (اصطفى) .
    وجملة: «اصطفى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (154) (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بمحذوف خبر ما (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله (تحكمون) .
    وجملة: «ما لكم....» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تحكمون ... » لا محلّ لها بدل من جملة ما لكم.
    (155) (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية.
    وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    أغفلتم فلا تذكّرون.
    (156) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سلطان) .
    وجملة: «لكم سلطان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (157) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بكتابكم) متعلّق ب (ائتوا) ، (كنتم) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.
    وجملة: «ائتوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين فأتوا «11» .
    وجملة: «إن كنتم صادقين ... » لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر ... «12» .
    الصرف:
    (أصطفى) ، حذفت همزة الوصل لدخول همزة الاستفهام على الفعل، والطاء مبدلة من تاء الافتعال.
    (تذكّرون) ، حذفت إحدى التاءين تخفيفا، وأصله تتذكّرون.
    الفوائد
    - دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل:
    1- إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة وصل (مكسورة) فإننا نحذف همزة الوصل، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ وقولك (أسمك خالد) (أستغفرت الله) .
    2- أما إن دخلت على همزة وصل مفتوحة، فتدغم الهمزتان وتصبحان ألفا ممدودة مثل آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ

    [سورة الصافات (37) : الآيات 158 الى 160]
    وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلاَّ عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (بينه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (بين) ظرف معطوف على الأول ومتعلّق بما تعلّق به (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (اللام) المزحلقة.. والضمير في (إنهم، محضرون) يعود على المشركين.
    وجملة: «جعلوا....» لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على استئناف سابق.
    وجملة: «علمت الجنّة ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة جعلوا ...
    وجملة: «إنّهم لمحضرون..» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي علمت المعلّق ب (إنّ) ، وقد كسرت الهمزة لمجيء اللام بالخبر.
    (159) (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف (ما) حرف مصدريّ «13» .
    المصدر المؤوّل (ما يصفون) في محلّ جرّ متعلّق بالفعل المحذوف.
    وجملة: « (نسبّح) سبحان..» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
    وجملة: «يصفون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
    (160) (إلّا) للاستثناء (عباد) مستثنى بإلّا من فاعل جعلوا أو من الضمير في محضرون «14» .
    الصرف:
    (الجنّة) ، هم الملائكة هنا، وسمّوا بذلك لاستتارهم عن الأنظار، وزنه فعلة بكسر الفاء وسكون العين.
    __________
    (1) في الآيات (78، 79، 80، 81) من هذه السورة.
    (2) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.
    (3) في الآيات: (78، 79، 80، 81) ، من هذه السورة.
    (4) أو هو اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.
    (5) في الآية (133) [.....]
    (6) في الآية (134) من هذه السورة.
    (7) أو متعلّق بمحذوف حال من فاعل لبث.
    (8) اختلف المفسّرون كثيرا في معنى (أو) ، فقيل هو للإضراب، وقيل للإبهام، وقيل لمطلق الجمع، وقيل للتخيير وقيل للإباحة.
    (9) أو هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة، والجملة بعدها استئنافيّة.
    (10) لم يقولوا هذا الكلام صراحة، وإنّما هو لازم لقولهم الملائكة بنات الله.
    (11) أو إن كان لكم حجّة فأتوا ...
    (12) وجواب الشرط محذوف تقديره فأتوا بكتابكم ...
    (13) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
    (14) وهو استثناء متّصل، ويجوز أن يكون منفصلا إذا كان المستثنى منه ضمير (يصفون) .

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #483
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث والعشرون
    سورة الصافات
    الحلقة (483)
    من صــ 92 الى صـ
    105




    [سورة الصافات (37) : الآيات 161 الى 163]
    فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (161) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (162) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (163)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة و (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير الخطاب في (إنّكم) .
    وجملة: «إنّكم ... ما أنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (162) (ما) نافية عاملة عمل ليس (عليه) متعلّق بفاتنين (فاتنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، ومفعول فاتنين محذوف أي أحدا.
    وجملة: «ما أنتم عليه بفاتنين» في محلّ رفع خبر إنّ.
    (163) (إلّا) للاستثناء (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء من المفعول المقدّر «1» ، (صال) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضّمة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف مراعاة لقراءة الوصل ...
    وجملة: «هو صال الجحيم» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    الصرف:
    (فاتنين) ، جمع فاتن، اسم فاعل من فتن الثلاثيّ وزنه فاعل.
    (صال) ، اسم فاعل من صلي يصلى باب فرح، جاء في الآية على وزن فاع بحذف اللام على الرغم من كونه مضافا.

    [سورة الصافات (37) : الآيات 164 الى 166]
    وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (منّا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المقدّر أحد (إلّا) للحصر (له) خبر مقدم للمبتدأ (مقام) ، والضمير في (منّا) يعود إلى الملائكة «2» .
    جملة: «ما منا (أحد) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «له مقام ... » في محلّ نصب حال من المبتدأ المقدّر أحد (165- 166) - (الواو) عاطفة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة للتوكيد.
    وجملة: «إنّا لنحن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما منّا ...
    وجملة: «نحن الصافّون» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «إنّا لنحن (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على إنّا لنحن..
    (الأولى) .
    وجملة: «نحن المسبّحون» في محلّ رفع خبر إنّ (الثانية) .
    الفوائد
    - ضمير الفصل:
    ورد في هذه الآية قوله تعالى وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ فالضمير (نحن) يسمى ضمير الفصل، أو العماد، لأنه يقوي معنى الجملة ويؤكدها، ومثله قوله تعالى كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً.
    زعم البصريون أنه لا محل له، وإنما هو لمجرد التوكيد فقط، ثم قال أكثرهم:
    إنه حرف، فلا إشكال، وقال الخليل: اسم، ونظيره على هذا القول أسماء الأفعال فيمن يراها غير معمولة لشيء، و (أك) الموصولة، وقال الكوفيون: له محل، ثم قال الكسائي: محله بحسب ما بعده، وقال الفراء: بحسب ما قبله، فمحله بين المبتدأ والخبر رفع، وبين معمولي ظن نصب، وبين معمولي كان رفع عند الفراء ونصب عند الكسائي، وبين معمولي إن بالعكس. وسيأتي بحث مفصل عن هذا الضمير فيه شفاء لما في الصدور.

    [سورة الصافات (37) : الآيات 167 الى 170]
    وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (اللام) هي الفارقة.. والضمير في (يقولون) يعود على كفار قريش.
    جملة: «كانوا ليقولون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يقولون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    (168) (لو) حرف شرط غير جازم (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم (من الأولين) نعت ل (ذكرا) بحذف مضاف أي من كتب الأولين.
    وجملة: « (ثبت) ذكر ... » في محلّ نصب مقول القول.
    والمصدر المؤوّل (أنّ عندنا ذكرا ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي ثبت وجود الذكر.
    (169) - (اللام) واقعة في جواب لو ...
    وجملة: «كنّا عباد ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    (170) (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    فجاءهم فكفروا ...
    وجملة: «سوف يعلمون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء وقت حسابهم فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.

    [سورة الصافات (37) : الآيات 171 الى 179]
    وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175)
    أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لعبادنا) متعلّق بحال من كلمتنا أي مقولة لعبادنا.
    جملة: «سبقت كلمتنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
    وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    (172- 173) (اللام) هي المزحلقة للتوكيد في الموضعين.
    وجملة: «إنّهم لهم المنصورون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير للكلمة- وجملة: «هم المنصورون» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «إنّ جندنا لهم الغالبون» لا محلّ لها معطوفة على البيانيّة.
    وجملة: «هم الغالبون» في محلّ رفع خبر إنّ (الثانية) .
    (174) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (حتّى حين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تولّ) .
    وجملة: «تولّ عنهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان النصر لجندنا فتولّ عنهم ...
    (175) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة (سوف) حرف استقبال.
    وجملة: «أبصرهم ... » معطوفة على جملة تولّ.
    وجملة: «سوف يبصرون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تفعل فسوف يبصرون.
    (176) (الهمزة) للاستفهام التهديديّ (الفاء) استئنافيّة (بعذابنا) متعلّق ب (يستعجلون) بتضمينه معنى يستهزئون «3» .
    وجملة: «يستعجلون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (177) (الفاء) عاطفة (بساحتهم) متعلّق ب (نزل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ (صباح) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره صباحهم.
    وجملة: «نزل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ساء صباح ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    (178- 179) (الواو) عاطفة (تولّ ... يبصرون) مرّ إعرابهما آنفا مفردات «4» وجملا.
    الصرف:
    (ساحتهم) ، اسم للميدان أو الفسحة الأرضية وزنه فعلة بفتح فسكون.
    البلاغة
    1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «فإذا نزل بساحتهم» .
    في الضمير استعارة مكنية. شبه العذاب بجيش يهجم على قوم وهم في ديارهم بغتة فيحل بها، والنزول تخييل.
    2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فساء صباح المنذرين» .
    كثيرا ما يسمعون الغارة صباحا لما أنها في الأعم الأغلب تقع فيه، وهو مجاز مرسل، أطلق فيه الزمان، وأريد ما وقع فيه، كما يقال: أيام العرب لوقائعهم.
    الفوائد
    - حتّى الجارّة:
    لحتى وجوه عديدة. ومن أوجهها أنها تأتي حرفا جارا بمنزلة إلى في المعنى والعمل، كما ورد في الآية التي نحن بصددها فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ولكنها تخالفها في ثلاثة أمور:
    1- إن لمجرورها شرطين:
    آ- أن يكون ظاهرا لا مضمرا.
    ب- أن يكون مجرورها شيئا آخر، نحو (أكلت السمكة حتى رأسها) ، أو ملاقيا لآخر جزء نحو (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) .
    2- إذا لم يكن معها قرينة تقتضي دخول ما بعدها، كما في قوله:ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها
    أو عدم دخوله كما في قوله:
    سقى الحيا الأرض حتى أمكن غريت ... لهم فلا زال عنها الخير مجدودا
    فقوله (لا زال عنها) هو القرينة المانعة من دخول ما بعد حتى في حكم ما قبلها، ويحكم في مثل ذلك لما بعد إلى بعدم الدخول.
    3- إن كلّا منهما قد ينفرد بمحل لا يصلح للآخر.
    فمما انفردت به «إلى» أنه يجوز «كتبت إلى زيد وأنا لي عمرو» أي هو غايتي، كما جاء في الحديث «أنابك وإليك» ، وسرت من البصرة إلى الكوفة، ولا يجوز حتى زيد، وحتى عمرو، وحتى الكوفة. وعدم جواز (حتى الكوفة) لضعف حتى في الغاية، فلم يقابلوا بها ابتداء الغاية.
    ومما انفردت به حتى أنه يجوز وقوع المضارع المنصوب بعدها، كقوله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ وأن الفعل في تأويل مصدر مجرور بحتى. خلافا للكوفيين الذين يجعلون نصب الفعل بحتى، لأن حتى تختص بالأسماء فلا تعمل في الأفعال.
    [سورة الصافات (37) : الآيات 180 الى 182]
    سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (182)

    الإعراب:
    (سبحان ربّك) مثل سبحان الله «5» ، (ربّ) بدل من ربّك مجرور (عمّا يصفون) مرّ إعرابها «6» .
    جملة: « (نسبّح) سبحان ربّك» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يصفون..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي- أو الاسميّ-
    (181) (الواو) عاطفة (سلام) مبتدأ مرفوع «7» ، (على المرسلين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ سلام.
    وجملة: «سلام على المرسلين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    (182) (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور مثله.
    وجملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    انتهت سورة «الصافات» ويليها سورة «ص»
    سورة ص
    آياتها 88 آية
    [سورة ص (38) : آية 1]

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)

    الإعراب:
    (الواو) واو القسم للجرّ (القرآن) مجرور ب (الواو) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (ذي) نعت للقرآن مجرور.
    جملة القسم: «أقسم بالقرآن ... » لا محلّ لها ابتدائية.. وجواب القسم محذوف تقديره إنّك لمن المرسلين «8» .
    [سورة ص (38) : آية 2]
    بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (2)

    الإعراب:
    (بل) للإضراب (في عزّة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الذين ...
    جملة: «الذين كفروا في عزّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    [سورة ص (38) : الآيات 3 الى 5]
    كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (5)

    الإعراب:
    (كم) خبريّة كناية عن كثير في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا) ، (من قرن) تمييز، كم (الفاء) عاطفة (نادوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل وهو يعود إلى القرون أو الأمم أو مجموع الأمة (الواو) واو الحال (لات) حرف نفي يعمل عمل ليس، واسمه محذوف تقديره الحين (حين) المذكور خبر لات «9» .
    جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكنا.
    وجملة: «لات حين مناص.» في محلّ نصب حال.
    (4) (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ (منهم) متعلّق بنعت لمنذر (كذّاب) نعت لساحر مرفوع «10» .
    وجملة: «عجبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا..
    وجملة: «جاءهم منذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    والمصدر المؤوّل (أن جاءهم ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عجبوا) ، أي: من أن جاءهم.
    وجملة: «قال الكافرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا.
    وجملة: «هذا ساحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (5) - (الهمزة) للاستفهام التّعجبيّ (إلها) مفعول به ثان منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد ...
    وجملة: «جعل الآلهة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «11» .
    وجملة: «إنّ هذا لشيء ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «12» .
    الصرف:
    (3) لات: هي (لا) النافية و (التاء) زائدة كزيادتها في ربّ كقولهم ربّت.
    (مناص) ، مصدر ميميّ من ناصه أي فاته وهو من باب قال، أو بمعنى تأخّر أو فرّ أو نجا ... وزنه مفعل، وفيه إعلال أصله منوص- بفتح الواو بعد نون ساكنة- نقلت الفتحة إلى النون وسكّنت الواو، فلما انفتح ما قبل الواو قلبت ألفا.
    (5) عجاب: صيغة مبالغة من الثلاثيّ عجب، وزنه فعال بضمّ الفاء.
    الفوائد
    - لات:
    تضاربت أقوال النحاة في حقيقتها. والجمهور على أنها كلمتان: لا النافية، والتاء لتأنيث اللفظة، كما في ثمة وربّت. وإنما وجب تحريكها لالتقاء الساكنين.
    ويشهد للجمهور أنه يوقف عليها بالتاء والهاء، وأنها رسمت منفصلة عن الحين،وأن التاء قد تكسر على أصل حركة التقاء الساكنين، ولو كانت فعلا ماضيا- كما زعم بعضهم- لم يكن للكسر وجه. أما عملها، فبعضهم قال: لا تعمل شيئا، وبعضهم قال:
    تعمل عمل إن. والذي عليه جمهور النحاة، أنها تعمل عمل ليس. ويأتي اسمها محذوفا ولا يذكر إلا الخبر، كما في الآية وَلاتَ حِينَ مَناصٍ والتقدير (ولات الحين حين مناص) ، واختلف في معمولها، فنص الفراء على أنها لا تعمل إلا في لفظة الحين، وهو ظاهر قول سيبويه، وذهب الفارسي وجماعة إلى أنها تعمل في الحين وفيما رادفه، قال الزمخشري: زيدت التاء على (لا) وخصت بنفي الأحيان.
    فائدة:
    قرئ (ولات حين مناص) بخفض الحين، فزعم الفراء أن لات تستعمل حرفا جارا لأسماء الزمان خاصة، كما أن مذ ومنذ كذلك، وأنشد لأبي زيد الطائي:
    طلبوا صلحنا ولات أوان ... فأجبنا أن لات حين بقاء
    وقد ردّ الزمخشري على هذا الزعم قائلا:
    إن الأصل (حين مناصهم) ثم نزل قطع المضاف إليه من مناص منزلة قطعة من حين، لاتحاد المضاف والمضاف إليه، وجعل التنوين عوضا عن المضاف إليه، ثم بنى الحين لإضافته إلى غير متمكن. وأردف ابن هشام قائلا: والأولى أن يقال: إن التنزيل المذكور اقتضى بناء الحين ابتداء، وإن المناص معرب، وإن كان قد قطع عن الإضافة بالحقيقة، لكنه ليس بزمان، فهو ككل وبعض.
    - تعنّت واستكبار:
    أورد المفسرون قصة تاريخية بين كفار قريش ومحمد (صلّى الله عليه وسلم) سببا لنزول هذه الآية، وهي قصة طريفة، تدلك من خلالها على مبلغ العناد الذي وصلت إليه قريش، ومدى الإصرار على الباطل ومجافاة الحق. تقول القصة:
    لما أسلم عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- شق ذلك على قريش، وفرح بذلك المؤمنون فرحا عظيما، فقال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش، وهم الصناديد والأشراف، وكانوا خمسة وعشرين رجلا، أكبرهم سنا الوليد بن المغيرة: امشوا إلى أبي طالب، فأتوه وقالوا له: أنت شيخنا وكبيرنا، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنما أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فأرسل إليه أبو طالب، فدعا به، فلما أتى النبي (صلّى الله عليه وسلم) قال له: يا ابن أخي، هؤلاء قومك، يسألونك السواء، فلا تمل كل الميل على قومك، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) وماذا يسألونني؟ قالوا: ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل: لله أبوك، لنعطيكها وعشرا أمثالها، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : قالوا: لا إله إلا الله، فنفروا من ذلك وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب.
    __________
    (1) يجوز أن يكون الاستثناء مفرّغا و (من) مفعول به لاسم الفاعل فاتنين.
    (2) وقيل يعود على النبيّ والمؤمنين.
    (3) أو متعلّق بمحذوف تقديره يستهزئون، وجملة يستعجلون حال من الفاعل.
    (4) في الآية (174- 175) السابقة.
    (5، 6) في الآية (159) من السورة. [.....]
    (7) بدئ بالنكرة لأن اللفظ دالّ على عموم، فهو مدح أو دعاء.
    (8) لأن نظيره: يس والقرآن الحكيم، إنّك لمن المرسلين، وثمّة أقوال كثيرة أخرى للمفسرين في تقدير الجواب. وما ذكرناه أوضحها.
    (9) جاء في حاشية الجمل: «أبو عبيدة، قال الوقف على (لا) ، و (التاء) متصلة بحين فيقول قمت تحين قمت، وتحين كان كذا فعلت كذا.. وقال رأيتها في الإمام كذا لا تحين، متّصلة. والمصاحف إنّما هي لات حين، وحمل العامّة ما رآه على أنّه ممّا شذ عن الخط كنظائر له مرّت ... » اه-.
    (10) أو خبر ثان مرفوع للمبتدأ هذا.
    (11، 12) أو هي استئناف بيانيّ ... أو تعليليّة.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #484
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث والعشرون
    سورة ص
    الحلقة (484)
    من صــ 105 الى صـ
    119




    [سورة ص (38) : الآيات 6 الى 8]
    وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (6) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (7) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (8)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (منهم) متعلّق بحال من الملأ (أن) حرف تفسير «1» ، (على آلهتكم) متعلّق ب (اصبروا) بتضمينه معنى اثبتوا أي اثبتوا على عبادتها (اللام) المزحلقة للتوكيد، ونائب الفاعل لفعل (يراد) ضمير مستتر يعود على شيء.
    جملة: «انطلق الملأ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الكافرون «2» .
    وجملة: «امشوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «3» .
    وجملة: «اصبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة امشوا ...
    وجملة: «إنّ هذا لشيء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يراد ... » في محلّ رفع نعت لشيء.
    (7) - (ما) نافية (بهذا) متعلّق ب (سمعنا) ، (في الملّة) متعلّق ب (سمعنا) ، (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر.
    وجملة: «ما سمعنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز اعتراضهم وجملة: «إن هذا إلّا اختلاق» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل- (8) (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (عليه) متعلّق ب (أنزل) ، (الذكر) نائب الفاعل مرفوع (من بيننا) متعلّق بحال من الضمير في (عليه) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ في الموضعين (في شك) متعلّق بخبر المبتدأ هم (من ذكري) متعلّق بشكّ (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (عذاب) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف لمناسبة فواصل الآي ... و (الياء) مضاف إليه.
    وجملة: «أنزل ... الذكر» لا محلّ لها استئناف في حيّز الاعتراض.
    وجملة: «هم في شكّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لمّا يذوقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة..
    الصرف:
    (6) يراد: فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، معلومه يريد، فلمّا فتح ما قبل الآخر ونقلت الفتحة إلى ما قبل الياء بعد تسكينها قلبت الياء ألفا.
    (7) اختلاق: مصدر قياسيّ للخماسيّ اختلق، وزنه افتعال ...
    [سورة ص (38) : الآيات 9 الى 11]
    أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (10) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (11)
    الإعراب:
    (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ خزائن (العزيز) نعت ل (ربّك) مجرور (الوهّاب) نعت ثان مجرور.
    جملة: «عندهم خزائن..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (10) (أم) مثل الأولى (لهم) متعلّق بخبر للمبتدأ ملك (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (في الأسباب) متعلّق ب (يرتقوا) .
    وجملة: «لهم ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ليرتقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن زعموا ما يقولون فليرتقوا.
    (11) (جند) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم «4» ، (ما) زائدة للتحقير «5» ، (هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بنعت لجند «6» ، (مهزوم) نعت لجند مرفوع (من الأحزاب) متعلّق بنعت لجند.
    وجملة: « (هم) جند ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (مهزوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ هزم، وزنه مفعول.
    [سورة ص (38) : الآيات 12 الى 15]
    كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (14) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (15)
    الإعراب:
    (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (كذّبت) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة.
    جملة: «كذّبت قبلهم قوم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أولئك الأحزاب..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (14) - (إن) حرف نفي (كلّ) مبتدأ مرفوع معتمد على نفي «7» ، (إلّا) للحصر (الفاء) عاطفة (عقاب) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة و (الياء) مضاف إليه.
    وجملة: «إن كلّ إلّا كذّب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «8» .
    وجملة: «حقّ عقاب..» في محلّ رفع معطوفة على جملة كذّب..
    (15) (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (صيحة) مفعول به منصوب (ما) مثل الأولى (لها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ فواق (فواق) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
    وجملة: «ما ينظر هؤلاء إلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كلّ إلّا «9» .
    وجملة: «ما لها من فواق..» في محلّ نصب نعت ثان لصيحة «10» .
    الصرف:
    (12) الأوتاد: جمع وتد اسم لما يدقّ في الأرض أو الجدار وزنه فعل بفتح فكسر.
    (15) فواق: قيل هو اسم مصدر من أفاق كالجواب من أجاب، وزنه فعال بفتح الفاء.. وقيل اسم بمعنى الزمن الذي يكون قدره بين حلبتين، جاء في الحديث: العيادة قدر فواق ناقة، وقيل هو بمعنى الرجوع جمعه أفواق ... وجمع الجمع أفاويق....
    البلاغة
    الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ» .
    شبه هنا فرعون، في ثياب ملكه ورسوخ سلطنته، ببيت ثابت، أقيم عماده، وثبتت أوتاده، تشبيها مضمرا في النفس، على طريق الاستعارة المكنية. ووصف بذي الأوتاد، على سبيل التخييل. وقيل: شبه الملك الثابت، من حيث الثبات والرسوخ، بذي الأوتاد، وهو البيت المطنب بأوتاده، وأستعير ذو الأوتاد له على سبيل الاستعارة التصريحية.

    [سورة ص (38) : آية 16]
    وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (16)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (لنا) متعلّق ب (عجّل) ، (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عجّل) ..
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «عجّل ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    الصرف:
    (قطّنا ... ) ، اسم بمعنى نصيب وحظ من الثلاثيّ قطّ
    بمعنى قطع، ويطلق أيضا على الصحيفة والصك والجائزة، وزنه فعل بكسر فسكون، جمعه قطوط بضمّ القاف وقططة بكسر ففتح، وجمع القلّة أقططة وأقطاط ...
    [سورة ص (38) : الآيات 17 الى 23]
    اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21)
    إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (22) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23)

    الإعراب:
    (ما) حرف مصدريّ «11» ، (داود) عطف بيان على عبدنا منصوب (ذا) نعت لداود منصوب وعلامة النصب الألف.
    والمصدر المؤوّل (ما يقولون ... ) في محلّ جرّ متعلّق ب (اصبر) .
    جملة: «اصبر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «اذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
    وجملة: «إنّه أوّاب..» لا محلّ لها تعليل لقوله (ذا الأيد) .
    (18) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (يسبّحن) ، (بالعشي) متعلّق ب (يسبّحن) .
    وجملة: «إنّا سخرنا ... » لا محلّ لها استئناف في معرض قصّة داود.
    وجملة: «سخرّنا..» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «يسبّحن..» في محلّ نصب حال من الجبال.
    (19) (الطير) مفعول به لفعل محذوف تقديره سخرّنا (محشورة) حال منصوبة من الطير (كلّ) مبتدأ مرفوع (له) متعلّق بأوّاب.
    وجملة: « (سخرّنا) الطير..» في محلّ رفع معطوفة على جملة سخرنا الجبال.
    وجملة: «كلّ له أوّاب ... » لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما قبله.
    (20) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الحكمة) مفعول به ثان منصوب.
    وجملة: «شددنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال.
    وجملة: «آتيناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال.
    (21- 23) (الواو) عاطفة (هل) حرف استفهام للتشويق (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بنبإ «12» ، (إذ) الثاني في محلّ نصب بدل من الأول «13» ،(على داود) متعلّق ب (دخلوا) ، (الفاء) عاطفة (منهم) متعلّق ب (فزع) ، (لا) ناهية جازمة (خصمان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن (على بعض) متعلّق ب (بغى) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بيننا) ظرف منصوب متعلّق ب (احكم) ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل احكم (الواو) عاطفة (لا) مثل الأولى (الواو) عاطفة (إلى سواء) متعلّق ب (اهدنا) ، (أخي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و (الياء) مضاف إليه «14» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ تسع (نعجة) تمييز منصوب (لي) مثل له والمبتدأ نعجة، و (النون) في (أكفلنيها) نون الوقاية، و (الياء) مفعول به أوّل و (ها) مفعول به ثان (في الخطاب) متعلّق ب (عزّني) .
    وجملة: «هل أتاك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
    وجملة: «تسوّروا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «فزع ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة دخلوا.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «لا تخف ... » في محل نصب مقول القول.
    وجملة: (نحن) خصمان ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «15» .
    وجملة: «بغى بعضنا..» في محلّ رفع نعت ل (خصمان) .
    وجملة: «احكم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سمعت قصّتنا فاحكم» .
    وجملة: «لا تشطط..» معطوفة على جملة احكم..
    وجملة: «اهدنا ... » معطوفة على جملة احكم.
    وجملة: «إنّ هذا أخي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «15» .
    وجملة: «له تسع ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .
    وجملة: «لي نعجة..» في محلّ رفع معطوفة على جملة له تسع.
    وجملة: «قال ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لي نعجة.
    وجملة: «أكفلنيها..» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «عزّني ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قال.
    الصرف:
    (محشورة) اسم مفعول من الثلاثيّ حشر، مذكّره محشور وزنه مفعول.
    (الخطاب) اسم دال على الكلام وهو في الأصل مصدر سماعي للرباعي خاطب وزنه فعال بكسر الفاء.
    (23) نعجة: اسم جامد لأنثى الغنم، وقد كنّي به عن المرأة، وزنه فعلة بفتح فسكون.
    البلاغة
    1- العدول عن الاسمية إلى الفعلية: في قوله تعالى «يُسَبِّحْنَ» .
    العدول عن مسبحات، مع أن الأصل في الحال الإفراد، للدلالة على تجدد التسبيح حالا بعد حال، نظير ما في قول الأعشى:
    لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نار في يفاع تحرق
    ولو قال محرقة لم يكن له ذلك الوقع.
    2- الطباق: في قوله تعالى «بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ» طباق بديع بين صلاة العشاء وصلاة الضحى.
    الفوائد
    1- (ذا الأيد) ذا- بمعنى صاحب، وهي اسم من الأسماء الخمسة في حالة النّصب، والأسماء الخمسة ترفع بالواو، مثل: أخوك طالب نظيف- ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.
    ب- وتنصب الأسماء الخمسة بالألف مثل: إن أخاك تلميذ نشيط.
    ج- وتجر الأسماء الخمسة بالياء، مثل: كم لأخيك من فضل عليك، كن عونا لذي الحاجة.
    ولا تعرب الأسماء الخمسة هذا الإعراب إلا بالشروط الآتية:
    آ- أن تكون مفردة (غير مثناة ولا مجموعة) .
    ب- أن تكون مكبرة (غير مصغرة) ج- أن تضاف لغير ياء المتكلّم.
    2- (كلّ) تنوين العوض: وهو إما أن يكون عوضا عن مفرد وهو ما يلحق- كلا وبعضا وأيّا- عوضا عما تضاف إليه، نحو: كلّ له أواب، أي كل شيء له أواب، وإمّا أن يكون عوضا عن جملة وهو ما يلحق إذ عوضا عن جملة تكون بعدها، مثل: «فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» أي:
    حين إذ بلغت الروح الحلقوم.
    أما في الكتابة: فالتنوين عبارة عن فتحتين، توضعان في آخر الاسم النكرة، الذي خلا من (ال) التعريف والإضافة، مثل: رجلا، رجل، رجل.
    3- (تسع وتسعون) العدد نوعان:
    آ- صريح: وهو الأعداد المعرفة ب- مبهم: وهو الذي يدل عليه بكنايات العدد (كم- كأين- كذا) ويحتاج العدد، صريحا كان أو مبهما، إلى تمييز يكشف إبهامه. ولتمييز العدد أحكام نوجزها بما يلي:
    آ- الأعداد من (3- 10) يكون تمييزها جمعا مجرورا بالإضافة، مثل (قرأت ثلاثة كتب) .
    ب- الأعداد من (11- 99) يكون تمييزها مفردا منصوبا، مثل: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) .
    ج- للأعداد (100) و (1000) ومضاعفاتهما: يكون تمييزها مفردا مجرورا بالإضافة نحو (مائة رجل، وألف طفل، ومائتا امرأة) .

    [سورة ص (38) : الآيات 24 الى 26]
    قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (24) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (26)

    الإعراب:
    (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بسؤال) متعلّق ب (ظلمك) ، (إلى نعاجه) متعلّق بمحذوف هو مضاف إلى نعجتك أي سؤال ضمّ نعجتك (الواو) عاطفة (من الخلطاء) متعلّق بنعت ل (كثيرا) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (على بعض) متعلّق ب (يبغي) ، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل (الواو) عاطفة والثانية اعتراضيّة (قليل) خبر مقدّم مرفوع (ما) زائدة لتأكيد القلّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ مؤخّر (الواو) عاطفة (أنّما) كافّة ومكفوفة (الفاء) عاطفة (راكعا) حال منصوبة من فاعل خرّ.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ظلمك» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة وجوابها في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّ كثيرا.. ليبغي بعضهم» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «17» .
    وجملة: «يبغي بعضهم..» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا..
    وجملة: «قليل ما هم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة..
    وجملة: «ظنّ داود..» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ...
    وجملة: «أنّما فتّناه ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظنّ «18» .
    وجملة: «استغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظنّ.
    وجملة: «أناب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفر.
    وجملة: «خرّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفر.
    (25) (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (غفرنا) ، والإشارة في (ذلك) إلى الذنب (الواو) عاطفة (له) الثاني متعلّق بخبر إنّ (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بالخبر «19» ، (اللام) للتوكيد (زلفي) اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.
    وجملة: «غفرنا له ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفر ...
    وجملة: «إنّ له ... لزلفى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة غفرنا «20» .
    (26) (خليفة) مفعول به ثان منصوب (في الأرض) متعلّق بنعت لخليفة (الفاء) لربط المسبّب بالسبب (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (احكم) (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل احكم (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، وحرّك الفعل (تتّبع) بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) فاء السببيّة (يضلّك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (عن سبيل) متعلّق ب (يضلّ) .
    والمصدر المؤوّل (أن يضلّك..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن منك اتّباع للهوى فإضلال منه عن سبيل الله.
    (عن سبيل) الثاني متعلّق ب (يضلّون) أي يبتعدون (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (ما) حرف مصدريّ.
    والمصدر المؤوّل (ما نسوا..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (عذاب ... ) و (الباء) للسببيّة.
    (يوم) هو مفعول به عامله نسوا «21» .
    جملة النداء: «يا داود..» لا محلّ لها استئناف في معرض قصّة داود «22» .
    وجملة: «إنّا جعلناك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «جعلناك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «احكم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبّه فاحكم «23» .
    وجملة: «لا تتّبع ... » معطوفة على جملة احكم تأخذ إعرابها.
    وجملة: «يضلّك..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يضلّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    الصرف:
    (24) سؤال: مصدر سماعيّ الفعل سأل وزنه فعال بضمّ الفاء وفتح العين.
    (الخلطاء) ، جمع الخليط، اسم جمع بمعنى القوم الذين أمرهم واحد، وقد يكون مفردا بمعنى المخالط، أو المشارك أو الجار أو الصاحب، وزنه فعيل.. ووزن الخلطاء فعلاء بضمّ الفاء وفتح العين.
    وثمّة جمع آخر للخليط هو خلط بضمّتين.
    الفوائد
    - (ما) المصدرية:
    وهي نوعان:
    آ- مصدرية فقط: وهي التي تؤول مع الفعل بعدها، بمصدر ولا تفيد معنى الزمان، كقوله تعالى عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ وَدُّوا ما عَنِتُّمْ والتقدير (عنتكم) وضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ أي (برحابتها) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ والتقدير (بنسيانهم) .
    ب- مصدرية زمانية: وتفيد معنى المصدر والزمان، كقوله تعالى وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا أصله (مدة دوامي حيا) ، فحذف الظرف، وخلفته (ما) وصلتها كما جاء في المصدر الصريح نحو (جئتك صلاة العصر) وآتيك قدوم الحاج) ومنه قوله تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)
    __________
    (1) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة متعلّق ب (انطلق) .
    (2) في الآية (4) من السورة.
    (3) أو هي صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    (4) أو مبتدأ خبره مهزوم، و (هنالك) نعت لجند.
    (5) يجوز أن يكون (ما) نعتا لجند على سبيل التحقير أو التعظيم للهزء بهم.
    (6) يجوز أن يكون متعلّقا بمحذوف خبر لجند، أو متعلّق ب (مهزوم) .
    (7) أو دال على عموم.
    (8) يجوز أن تكون خبرا للمبتدأ أولئك إذا أعرب (الأحزاب) بدلا من الإشارة.
    (9) يجوز أن تكون استئنافيّة. [.....]
    (10) أو حال من صيحة لأنه وصف.
    (11) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يقولونه.
    (12) وهو اختيار أبي البقاء، وقال الزمخشريّ: «فإن قلت بم انتصب (إذ) قلت: لا يخلو إمّا أن ينتصب ب (أتاك) أو بالنبإ أو بمحذوف، فلا يسوغ انتصابه ب (أتاك) لأن إتيان النبأ لا يقع إلّا في عهده لا في عهد داود، ولا يسوغ تعلّقه ب (النبأ) لأن البناء واقع في عهد داود فلا يصحّ إتيانه رسول الله.. فبقي أن يكون منصوبا بمحذوف تقديره: نبأ تحاكم الخصم.. ولكن هذا التقييد فيه تكلّف، فالنبأ الذي وقع في عهد داود يأتي رسول الله عن طريق الرواية.
    (13) يجوز تعليقه ب (تسوّروا)
    (14) يجوز أن يكون (أخي) بدلا من اسم الإشارة، والخبر جملة له تسع..
    (15) أو هي تعليل لنهي الخوف.
    (16) أو هي مقول القول لقول مقدّر أي قال أحدهما: إنّ هذا أخي ...
    (17) أو معطوفة على جملة جواب القسم فلا محلّ لها.
    (18) هي في الحقيقة ليست جملة بل مصدر مؤوّل، لأن (ما) الكافّة لا تخرج (أنّ) عن كونه حرفا مصدريّا بل تكفّه عن العمل فحسب.
    (19) أو متعلّق بحال من زلفى.
    (20) يجوز أن تكون الجملة حالية.. أو هي استئنافيّة لتقرير مضمون ما سبق.
    (21) يجوز أن يكون ظرفا متعلّقا بعذاب، ومفعول نسوا مقدّر..
    (22) أو هي في محلّ نصب مقول القول لقول محذوف، والقول المحذوف حال من فاعل غفرنا أي: غفرنا له قائلين يا داود.
    (23) أو هي في محل جزم جواب شرط مقدر أي: إن تصديت للحكم فاحكم.. بالحق. [.....]

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #485
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث والعشرون
    سورة ص
    الحلقة (485)
    من صــ 119 الى صـ
    133






    [سورة ص (38) : آية 27]
    وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (الواو) الثانية والثالثة عاطفتين (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السماء (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (باطلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي خلقا باطلا «1» ، والإشارة في (ذلك) إلى الخلق الباطل وهو مبتدأ في محلّ رفع خبره ظنّ (الفاء) عاطفة (ويل) مبتدأ مرفوع (للذين) متعلّق بمحذوف خبر (من النار) متعلّق ب (ويل) .
    جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ذلك ظنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «ويل للذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك ظنّ.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.

    [سورة ص (38) : آية 28]
    أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِين َ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)

    الإعراب:
    (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة، للإنكار (كالمفسدين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نجعل (في الأرض) متعلّق بالمفسدين (أم) مثل الأولى (كالفجّار) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نجعل الثاني.
    جملة: «نجعل الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
    وجملة: «نجعل (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (الفجّار) ، جمع الفاجر اسم فاعل من الثلاثيّ فجر باب نصر أي عدل عن الحقّ أو كذب أو ركب المعاصي، وزنه فاعل، ويجمع على فاجرين وفجرة زنة فعلة بفتحتين.
    [سورة ص (38) : آية 29]
    كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (29)

    الإعراب:
    (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا (إليك) متعلّق ب (أنزلناه) ، (مبارك) خبر ثان مرفوع «2» ، (اللام) لام التعليل (يدّبروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون..
    و (الواو) فاعل ...
    والمصدر المؤوّل (أن يدّبّروا) في محلّ جرّ ب (اللام) متعلّق ب (أنزلناه) .
    (الواو) عاطفة (ليتذكّر) مثل (ليدّبّروا) ، (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر.
    جملة: « (هذا) كتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أنزلناه..» في محلّ رفع نعت لكتاب.
    وجملة: «يدّبّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أن) المضمر.
    وجملة: «يتذكّر أولو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (أن) المضمر الثاني.
    والمصدر المؤوّل (أن يتذكّر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلناه) لأنه معطوف على المصدر الأول.

    [سورة ص (38) : الآيات 30 الى 34]
    وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (31) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (32) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (33) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ (34)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لداود) متعلّق ب (وهبنا) ، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره سليمان- أو داود- جملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نعم العبد ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «إنّه أوّاب ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (31) (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «3» ، (عليه) متعلّق ب (عرض) ، (بالعشيّ) متعلّق ب (عرض) ، (الصافنات) نائب الفاعل مرفوع (الجياد) بدل من الصافنات- أو عطف بيان عليه- مرفوع.
    وجملة: «عرض عليه ... الصافنات» في محلّ جر مضاف إليه.
    (32) (الفاء) عاطفة (حبّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر «4» ، (عن ذكر) متعلّق بحال من فاعل أحببت أي لاهيا (حتّى) حرف غاية وجرّ (بالحجاب) متعلّق ب (توارت) بتضمينه معنى استترت.
    والمصدر المؤوّل (أن توارت) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أحببت) .
    وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة عرض ...
    وجملة: «إنّي أحببت ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أحببت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «توارت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    (33) (عليّ) متعلّق ب (ردّوها) ، (طفق) ، ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على سليمان (مسحا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي يمسحها مسحا «5» (بالسوق) متعلّق ب (يمسح) المقدّر «6» .
    وجملة: «ردّوها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
    وجملة: «طفق مسحا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي فردّوها فطفق مسحا ...
    وجملة: « (يمسحها) مسحا» في محل نصب خبر طفق.
    (34) (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (على كرسيّه) متعلّق ب (ألقينا) ، (جسدا) مفعول به منصوب «7» ، وفاعل (أناب) يعود على سليمان.
    وجملة: «فتنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على استئناف في بدء القصّة «8» وجملة: «ألقينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    وجملة: «أناب ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    فخرج سليمان فأنكره قومه.. ثمّ أناب.
    الصرف:
    (31) الصافنات: جمع الصافنة أو الصافن، اسم فاعل من الثلاثيّ صفن الفرس باب ضرب إذا أقامت على ثلاث قوائم، وأقامت الرابعة على طرف الحافر، وزنه فاعل.
    (الجياد) ، جمع جواد، اسم للفرس ذكرا أو أنثى، وزنه فعال بفتح الفاء، ووزن الجياد فعال بكسر الفاء، وفيه إعلال، أصله جواد تحرّكت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء فأصبح (جياد) ... وقيل الجياد جمع جيّد أو جمع جيد وهو العنق.
    (32) حبّ: إمّا مصدر حبّ الثلاثيّ أو اسم مصدر من الرباعيّ أحبّ، وزنه فعل بضمّ فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
    (الخير) ، اسم بمعنى المال، ويراد به الخيل، وزنه فعل بفتح فسكون. قال الفرّاء: الخير والخيل في كلام العرب واحد.
    (33) مسحا: مصدر سماعيّ لفعل مسح باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون، وهو بمعنى القطع أيضا.
    (السوق) ، جمع ساق.. (انظر الآية 44 من سورة النمل) .
    الفوائد
    - فتنة سليمان عليه الصلاة والسلام:
    ذكر أصحاب الأخبار، عن سليمان عليه الصلاة والسلام، أمورا لا تليق بمقام النبوة، ولا يصدقها عقل سليم، وتبدو هذه الأخبار من نسج اليهود، الذين دأبوا على تشوية سمعة الأنبياء والنيل من كرامتهم، ومن هذه الأخبار ما ذكروه، بأن سليمان عليه الصلاة والسلام، غزا ملكا في البحر، وتزوج ابنته، فجعلت تبكي والدها، فصنع له الشياطين تمثالا لصورة والدها، وألبسوا التمثال ثيابا تشبه ثياب والدها، ثم صارت تسجد له مع ولائدها أربعين يوما، دون أن يعلم سليمان. ثم إنه دخل على زوجته- أمينة، فنسي خاتمه، فجاء الشيطان صخر، وتمثل بصورة سليمان عليه الصلاة والسلام، وأخذ الخاتم، وجلس على سرير ملكه أربعين يوما، وبعد أن كشف أمره هب وألقي الخاتم في البحر، فابتلعته سمكة، فأخذها سليمان وبقر بطنها، وأخذ الخاتم، وعاد إلى ملكه، وأمر بالشيطان صخر، فأدخله في جوف صخرة وسدّ عليه بأخرى، ثم أوثقها بالحديد والرصاص، ثم أمر به فقذفوه في البحر. إلى آخر الأسطورة، التي تبدو- بما لا يدع مجالا للشك- من نسج الخيال، ومن افتراءات اليهود الذين ما برحوا ينالون من الأنبياء والأطهار. قال القاضي عياض وغيره من المحققين: لا يصح ما نقله الأخباريون من تشبيه الشيطان بسليمان (صلّى الله عليه وسلم) وتسليطه على ملكه، وتصرفه في أمته بالجور في حكمه، وإن الشياطين لا يسلطون على مثل هذا، وقد عصم الله تعالى الأنبياء من مثل هذا. والذي ذهب إليه المحققون، أن سبب فتنته ما
    أخرجاه في الصحيحين، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله تعالى. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعا، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم الله الذي نفسي بيده، لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون، وفي رواية لأطوفن بمئة امرأة،فقال له الملك: قل إن شاء الله فلم يقل ونسي. قال العلماء: والشق هو الجسد الذي ألقي على كرسيه، وهي عقوبته ومحنته، لأنه لم يستثن لما استغرقه من الحرص، وغلب عليه من التمني،
    وقيل: نسي أن يستثني، كما صح في الحديث، لينفذ أمر الله ومراده فيه. والله أعلم. ومعنى: لم يستثن أي لم يقل إن شاء الله.
    [سورة ص (38) : آية 35]
    قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)

    الإعراب:
    (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ... و (الياء) مضاف إليه (لي) متعلّق ب (اغفر) ، (لي) الثاني متعلّق ب (هب) ، (لا) نافية (لأحد) متعلّق ب (ينبغي) ، (من بعدي) متعلّق بنعت لأحد (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «9» خبره (الوهّاب) .
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابها.. في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «هب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.
    وجملة: «لا ينبغي ... » في محلّ نصب نعت ل (ملكا) .
    وجملة: «إنّك أنت الوهّاب» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «أنت الوّهاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

    [سورة ص (38) : الآيات 36 الى 40]
    فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (36) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (38) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (له) متعلّق ب (سخّرنا) ، (بأمره) متعلّق بحال من فاعل تجري (رخاء) حال منصوبة من الريح (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (تجري) .
    جملة: «سخّرنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال «10» .
    وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب حال من الريح.
    وجملة: «أصاب..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (37- 39) (الواو) عاطفة (الشياطين) معطوف على الريح منصوب (كلّ) بدل من الشياطين بعض من كلّ.. (الواو) عاطفة (آخرين) معطوف على كلّ بناء (في الأصفاد) متعلّق بمقرّنين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أو) حرف عطف للتخيير (بغير) متعلّق بحال من (عطاؤنا) «11» .
    وجملة: «هذا عطاؤنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق «12» .
    وجملة: «امنن ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت أن تمنن فامنن.
    وجملة: «أمسك ... » معطوفة على جملة امنن.
    (40) (الواو) حاليّة (إنّ له ... مآب) مرّ إعرابها «13» .
    وجملة: «إنّ له ... لزلفى..» في محلّ نصب حال من فاعل سخّرنا.
    الصرف:
    (36) رخاء: صفة مشبّهة من الثلاثيّ رخا باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فعال بضمّ الفاء، وفيه إبدال حرف العلّة- لام الكلمة- همزة لمجيئه متطرّفا بعد ألف ساكنة، أصله رخاو أو رخاي.
    (37) بنّاء: مبالغة اسم الفاعل من فعل بنى باب ضرب، وزنه فعّال بفتح الفاء، وفيه إبدال حرف العلّة همزة بعد الألف الساكنة.
    (غوّاص) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ غاص باب نصر، وزنه فعّال بفتح الفاء.
    [سورة ص (38) : آية 41]
    وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (41)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (أيوب) عطف بيان على عبدنا منصوب (إذ) ظرف في محلّ نصب بدل من عبدنا (بنصب) متعلّق ب (مسّني) ..
    والمصدر المؤوّل (أنّي مسّني الشيطان..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة متعلّق ب (نادى) .
    جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «14» .
    وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «مسّني الشيطان ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    الصرف:
    (نصب) ، قيل هو جمع نصب بفتحتين، وقيل هو لغة في النصب كالحزن والحزن بضمّ فسكون في الأول وفتحتين في الثاني، مصدر سماعيّ لفعل نصب ينصب باب فرح بمعنى تعب.

    [سورة ص (38) : آية 42]
    ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ (42)

    الإعراب:
    (برجلك) متعلّق ب (اركض) بتضمينه معنى اضرب (شراب) معطوف على مغتسل مرفوع مثله.
    جملة: «اركض برجلك ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قلنا اركض ...
    وجملة: «هذا مغتسل ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر آخر. أي فقلنا هذا مغتسل.. وبين القولين كلام مقدّر أي: فضرب الأرض فنبعت عين ماء فقلنا ...
    الصرف:
    (مغتسل) ، اسم مفعول بمعنى الماء من الخماسيّ اغتسل، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين.. وقد يكون اسم مكان.
    (بارد) ، اسم فاعل من (برد) الثلاثيّ باب نصر، وزنه فاعل.

    [سورة ص (38) : الآيات 43 الى 44]
    وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (له) متعلّق ب (وهبنا) ، (مثلهم) معطوف على أهله منصوب (معهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من مثلهم (رحمة) مفعول لأجله منصوب (منّا) متعلّق بنعت لرحمة (لأولي) متعلّق بذكرى.
    جملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي:
    كشفنا ما به ووهبنا ...
    (44) (الواو) عاطفة في الموضعين (بيدك) متعلّق بحال من (ضغثا) «15» ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (اضرب) (لا) ناهية جازمة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (صابرا) مفعول به ثان منصوب (نعم العبد إنّه أوّاب) مرّ إعرابها «16» .
    وجملة: «خذ ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي:
    قلنا خذ.. وجملة القول المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا.
    وجملة: «اضرب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذ.
    وجملة: «لا تحنث ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اضرب.
    وجملة: «إنّا وجدناه....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «وجدناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «نعم العبد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّه أوّاب ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (ضغثا) ، اسم للحزمة الصغيرة من الحشيش أو القضبان، وزنه فعل بكسر فسكون.
    الفوائد
    - البرّ بالقسم:
    يروى أن زوجة أيوب- عليه الصلاة والسلام- أبطأت عليه يوما في حاجة له، فحلف ليضربن امرأته مائة سوط إذا برىء، فحلل الله يمينه بأهون شيء عليه وعليها، لحسن خدمتها، فأمره بأن يأخذ ضغثا (حزمة من حشيش) يشتمل على مائة عود صغار، فيضربها به ضربة واحدة، ففعل ولم يحنث في يمينه. وهل هذا الحكم الفقهي لأيوب خاصة أمّ لنا عامّة؟ هناك قولان: أحدهما أن هذا الحكم عام، وبه قال ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وثانيهما: أنه خاص بأيوب، قاله مجاهد. واختلف الفقهاء فيمن حلف أن يضرب عبده مائة سوط، فجمعها وضربه بها ضربة واحدة.
    فقال مالك والليث بن سعد وأحمد: لا يبر بقسمه، وقال أبو حنيفة والشافعي: إذا ضربه ضربة واحدة فأصابه كل سوط على حدة فقد برّ بقسمه، واحتجوا بعموم هذه الآية، والقول الثاني هو الأرجح في هذه المجال، لعموم الآية، إذ ليست العبرة بخصوص السبب، وإنما بعموم المعنى. والله أعلم. وفي قصة أيوب درس بليغ لتربية النفس وتعويدها الصبر، والتمرس بمواجهة الصعاب، والصبر على الشدائد، وإحياء الأمل المشعّ أبدا في أعماق قلوب الصابرين.

    [سورة ص (38) : الآيات 45 الى 47]
    وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (47)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إبراهيم) بدل من عبادنا- أو عطف بيان عليه- منصوب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أولي) نعت للأسماء المتقدّمة منصوب وعلامة النصب الياء ملحق بجمع المذكّر (الأبصار) معطوف على الأيدي مجرور.
    جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «17» .
    (46) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بخالصة) متعلّق ب (أخلصناهم) ، (ذكرى) بدل من خالصة مجرور مثله «18» ، وجملة: «إنّا أخلصناهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أخلصناهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (47) (الواو) عاطفة (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بالمصطفين (اللام) المزحلقة للتوكيد (من المصطفين) متعلّق بخبر إنّ.
    وجملة: «إنّهم ... لمن المصطفين» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أخلصناهم.
    الصرف:
    (المصطفين) ، جمع المصطفى، اسم مفعول من الخماسيّ اصطفى، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين، وفيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع الياء الساكنة وتركت الفتحة على الفاء دلالة على الألف المحذوفة فوزنه المفتعين.. وفيه إبدال تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الصاد أصله المصتفين.
    (الأخيار) ، جمع خيّر صفة مشبّهة من خار يخير باب ضرب وزنه فيعل، وقد أدغمت ياء فيعل مع عين الكلمة، ووزن أخيار أفعال.
    البلاغة
    المجاز المرسل: في قوله تعالى «أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ» .
    الأيد مجاز مرسل عن القوة، والأبصار جمع بصر بمعنى بصيرة وهو مجاز أيضا.
    أو أولي الأعمال الجليلة والعلوم الشريفة، على أن ذكر الأيدي من ذكر السبب وإرادة المسبب، والأبصار بمعنى البصائر مجاز عما يتفرع عليها من العلوم.
    [سورة ص (38) : آية 48]
    وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ (48)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة (ذا) معطوف على إسماعيل منصوب وعلامة النصب الألف (من الأخيار) متعلّق بخبر المبتدأ كلّ.
    جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «19» .
    وجملة: «كلّ من الأخيار ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    الصرف:
    (اليسع) ، نبيّ من بني إسرائيل هو ابن أخطوب..
    استخلفه إلياس على بني إسرائيل ثمّ استنبئ، لفظه أعجميّ، وقيل مأخوذ من الوسع.
    [سورة ص (38) : الآيات 49 الى 54]
    هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (52) هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (53)
    إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (54)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (للمتّقين) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (حسن) اسم إنّ مؤخّر منصوب.
    جملة: «هذا ذكر..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّ للمتّقين لحسن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (50- 51) (جنّات) عطف بيان على حسن (مفتّحة) حال من جنّات عدن والعامل فيها ما في المتّقين من معنى الفعل والرابط مقدّر أي منها (لهم) متعلّق بمفتّحة (الأبواب) نائب الفاعل لاسم المفعول مفتّحة (متّكئين) حال من الضمير في (لهم) ، (فيها) متعلّق بمتّكئين، والثاني متعلّق ب (يدعون) ، (بفاكهة) متعلّق ب (يدعون) .
    وجملة: «يدعون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في متّكئين «20» .
    (52) - (الواو) عاطفة (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ قاصرات (أتراب) بدل من قاصرات- أو نعت له- مرفوع.
    وجملة: «عندهم قاصرات..» معطوفة على جملة يدعون تأخذ محلّها من الإعراب.
    (53) (ما) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ هذا، و (الواو) في (توعدون) نائب الفاعل (ليوم) متعلّق ب (توعدون) .
    وجملة: «هذا ما توعدون ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر ...
    وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (54) (اللام) المزحلقة للتوكيد (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بخبر مقدّم (نفاد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
    وجملة: «إنّ هذا لرزقنا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما له من نفاد..» في محلّ نصب حال من رزقنا.
    الصرف:
    (50) مفتّحة: مؤنّث مفتّح، اسم مفعول من (فتح) الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
    (52) أتراب: جمع ترب، صفة مشبهة من الرباعيّ تأرب أي ساوى في العمر، ويستعمل في المذكّر والمؤنّث وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن أتراب أفعال.
    (54) نفاد: مصدر سماعيّ لفعل نفد باب فرح، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو نفذ بفتحتين.
    __________
    (1) يجوز أن تكون حالا من الفاعل أي ذوي باطل.
    (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة حال من كتاب لأنه وصف والعامل فيها الإشارة.
    (3) يجوز أن يكون ظرفا متعلّقا بأوّاب.
    (4) أو هو مفعول به عامله أحببت بتضمينه معنى آثرت أو أردت، و (عن) بمعنى على.. وثمّة تأويلات أخرى بعيدة.
    (5) أو هو مصدر في موضع الحال، وهو اختيار العكبريّ.
    (6) أو متعلّق بالمصدر (مسحا) ، ومفعول المسح محذوف أي يده.. وثمّة تفسير آخر للآية هو ضرب أعناق الخيل وسوقها بالسيف، ف (الباء) زائدة في قوله (بالسوق) ، والسوق منصوب محلّا مفعول به للمسح.
    (7) أو حال من المفعول المقدّر أي ألقيناه جسدا، والضمير يعود على سليمان أو ابنه.
    (8) أو الجملة استئنافيّة في معرض القصة.
    (9) أو ضمير مؤكّد للضمير المتصل اسم إنّ أستعير لمحلّ النصب.
    (10) في الآية السابقة (35) .
    (11) أو حال من فاعل امنن، أو من فاعل أمسك.
    (12) أو هي مقول القول لقول مقدّر أي قلنا له هذا عطاؤنا.. والقول المقدّر مستأنف.
    (13) في الآية (25) من هذه السورة.
    (14) أو معطوفة على جملة اذكر إذ عرض عليه ... المقدّرة في الآية (34) : [.....]
    (15) أو متعلّق ب (خذ) .
    (16) في الآية (30) من هذه السورة.
    (17) يجوز عطفها على جملة اذكر متقدّمة.
    (18) إذا كان (خالصة) مصدرا جاز في (ذكرى) أن يكون مفعولا به عامله المصدر..
    ويجوز أن يكون (ذكرى) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة نعت لخالصة.
    (19) أو معطوفة على جملة اذكر متقدّمة مذكورة أو مقدّرة.
    (20) أو حال ثانية من الضمير في (لهم) .. أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #486
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث والعشرون
    سورة ص
    الحلقة (486)
    من صــ 133 الى صـ
    145





    [سورة ص (38) : الآيات 55 الى 59]
    هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (56) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (58) هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (59)

    الإعراب:
    (هذا) اسم إشارة مبتدأ، والخبر محذوف تقديره للمؤمنين «1» ، (للطاغين) متعلّق بخبر (إنّ) (اللام) للتوكيد (شرّ) اسم (إنّ) منصوب.
    جملة: «هذا (للمؤمنين) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّ للطاغين لشرّ ... » لا محل لها استئنافيّة.
    (56) (جهنّم) بدل من شرّ- أو عطف بيان عليه- منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
    وجملة: «يصلونها ... » في محلّ نصب حال من جهنّم.
    وجملة: «بئس المهاد ... » في محلّ جزم جواب الشرط المقدّر أي إن كان هذا حالها فبئس المهاد هي «2» .
    (57) (هذا) مبتدأ خبره حميم «3» ، (الفاء) زائدة للتنبيه (اللام) لام الأمر.
    وجملة: «هذا ... حميم» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يذوقوه» لا محلّ لها اعتراضيّة.
    (58) (الواو) عاطفة (آخر) مبتدأ مرفوع (من شكله) متعلّق بنعت لآخر (أزواج) خبر المبتدأ آخر.
    وجملة: «آخر من شكله أزواج» لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا ... حميم.
    (59) (معكم) ظرف منصوب متعلّق بحال من الضمير في مقتحم «4» ، (لا)
    نافية (مرحبا) مفعول به لفعل محذوف تقديره أتيتم «5» ، (بهم) متعلّق بنعت ل (مرحبا) «6» .
    وجملة: «هذا فوج ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
    وجملة: «لا مرحبا بهم» لا محلّ لها اعتراضيّة «7» .
    وجملة: «إنّهم صالو ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (57) غسّاق: اسم لما يسيل من الجرح قيحا أو صديدا، فعله غسق باب ضرب وزنه فعّال بفتح الفاء.
    (شكله) : اسم لما يكون الشيء على صورة ما وزنه فعل بفتح فسكون.
    (59) مقتحم: اسم فاعل من الخماسي اقتحم، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين.
    (مرحبا) ، اسم مكان من الثلاثيّ رحب، وزنه مفعل بفتح العين لأن مضارعه مضموم العين ... أو هو مصدر ميميّ من الثلاثيّ الصحيح السالم.
    (صالو) ، جمع صال ... انظر الآية (163) من سورة الصافّات، فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه لالتقائها ساكنة مع واو علامة الرفع، أصله صاليو وذلك بعد تسكينه ونقل حركته إلى الحرف الذي قبله وزنه فاعو.
    الفوائد
    - الفاء الزائدة:

    وهي التي دخولها في الكلام كخروجها، وهذا لا يثبته سيبويه، وأجاز الأخفش زيادتها في الخبر مطلقا، وحكى: «أخوك فوجد» . وقيّد الفراء والأعلم وجماعة الجواز بكون الخبر أمرا أو نهيا، فالأمر كقوله:
    وقائلة: خولان فانكح بناتهم ... وأكرومة الحيين خلو كما هي
    وحمل عليه الزجاج قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ. والنهي نحو (زيد فلا تضربه) ، وقال ابن برهان: تزاد الفاء عند أصحابنا جميعا، كقول: النمر بن تولب:
    لا تجزعي إن منفس أهلكته ... فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
    ومن زيادتها قول الشاعر:
    لما اتقى بيد عظيم جرمها ... فتركت ضاحي جلدها يتذبذب
    لأن الفاء لا تدخل في جواب لما، خلافا لابن مالك

    [سورة ص (38) : آية 60]
    قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (60)

    الإعراب:
    (بل) للإضراب (لا مرحبا بكم) مثل لا مرحبا بهم «8» ، والواو في (قدّمتموه) زائدة هي إشباع حركة الميم (لنا) متعلّق ب (قدّمتموه) ، (فبئس القرار) مثل فبئس المهاد «9» مفردات وجملا.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. ومقول القول محذوف أي لا تشتمونا بل أنتم ...
    وجملة: «أنتم لا مرحبا بكم» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا مرحبا بكم» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: أنتم أحقّ بالقول: لا مرحبا بكم، فخبر (أنتم) مقدّر..
    وجملة: «أنتم قدّمتموه ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «قدّمتموه لنا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) الثاني.

    [سورة ص (38) : آية 61]
    قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (61)

    الإعراب:
    (لنا) متعلّق ب (قدّم) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عذابا) مفعول به ثان منصوب (ضعفا) نعت ل (عذابا) (في النار) متعلّق ب (زده) «10» .
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «من قدّم ... » لا محلّ لها جواب لنداء.
    وجملة: «قدّم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «زده ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

    [سورة ص (38) : الآيات 62 الى 63]
    وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (62) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (63)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لنا) متعلّق بخبر المبتدأ (لا) نافية (من الأشرار) متعلّق ب (نعدّهم) «11» .
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «12» .
    وجملة: «ما لنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لا نرى ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لنا) .
    وجملة: «كنّا نعدّهم ... » في محلّ نصب نعت ل (رجالا) .
    وجملة: «نعدّهم ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
    (63) (الهمزة) للاستفهام (سخريّا) مفعول به ثان منصوب (أم) عاطفة وهي المتّصلة (عنهم) متعلّق ب (زاغت) .
    وجملة: «اتّخذناهم سخريّا» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «زاغت عنهم الأبصار» لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذناهم.
    الصرف:
    (الأشرار) ، جمع شرير زنة فعيل بفتح الفاء وكسر العين المخفّفة، صفة مشبّهة من (شرّ) الثلاثيّ من الأبواب نصر وضرب وفتح، ويجمع على أشرار زنة أفعال، فلمّا كانت عينه ولامه من ذات الحرف نقلت الكسرة إلى الفاء فكسرت الشين. أمّا شرّير بكسر الشين والراء المشدّدة فهو مبالغة اسم الفاعل، جمعه شرّيرون.
    [سورة ص (38) : آية 64]
    إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)

    الإعراب:
    الإشارة في (ذلك) إلى ما حكي من أحوال الكافرين (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (تخاصم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
    جملة: «إنّ ذلك لحق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تخاصم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    الصرف:
    (تخاصم) ، مصدر قياسيّ للخماسيّ تخاصم، فهو على وزن ماضيه بضمّ ما قبل آخر.
    البلاغة
    التشبيه: في قوله تعالى «إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ» .
    شبه تقاولهم وما يجري بينهم من السؤال والجواب بما يجري بين المتخاصمين من نحو ذلك.

    [سورة ص (38) : الآيات 65 الى 66]
    قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66)

    الإعراب:
    (إنّما) كافّة ومكفوفة (الواو) عاطفة (ما) نافية (إله) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) للحصر (الله) خبر مرفوع (الواحد، القهّار، ربّ، العزيز، الغفار) نعوت للفظ الجلالة مرفوعة (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أنا منذر ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما من إله إلّا الله ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    الصرف:
    (الغفّار) ، مبالغة اسم الفاعل من فعل غفر باب ضرب، وزنه فعّال بفتح الفاء، وتشديد العين المفتوحة.

    [سورة ص (38) : الآيات 67 الى 70]
    قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)

    الإعراب:
    (عنه) متعلّق ب (معرضون) ، (ما) نافية (لي) متعلّق بخبر كان (علم) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان (بالملإ) متعلّق بعلم (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمقدّر هو مضاف إلى الملأ أي علم بكلام الملأ الأعلى.. (إن) نافية (إليّ) متعلّق ب (يوحى) ، (إلّا) للحصر (أنّما) كافّة ومكفوفة..
    والمصدر المؤوّل (أنّما أنا نذير ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل يوحى.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هو نبأ ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنتم عنه معرضون» في محلّ رفع نعت ثان لنبأ.
    وجملة: «ما كان لي من علم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يختصمون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «يوحى إليّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الفوائد
    - اختصام الملأ الأعلى:
    لقد تجادل الملائكة في شأن آدم عليه الصلاة والسلام- حين قال الله تعالى إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً- فقالوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ فإن قلت: كيف يجوز أن يقال إن الملائكة اختصموا بسبب قولهم:
    أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ والمخاصمة مع الله تعالى لا تليق ولا تمكن، قلت: لا شك أنه جرى هناك سؤال وجواب، وذلك يشبه المخاصمة والمناظرة، وهو علة لجواز المجاز، فلهذا السبب حسن إطلاق لفظ المخاصمة،
    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) أتاني ربي في أحسن صورة، قال:أحسبه قال في المنام، فقال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى، قلت: لا، قال: فوضع يده بين كتفيّ، حتى وجدت بردها بين ثدييّ، أو قال: في نحري، فعلمت ما في السموات وما في الأرض، قال: يا محمّد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم في الكفارات (أي الأعمال الحسنة التي تكفر الذنوب) والكفارات: المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقال: يا محمد، إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. قال: والدرجات، إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. وفي رواية: فقلت: لبيك وسعديك في المرتين، وفيها فعلمت ما بين المشرق والمغرب. أخرجه الترمذي
    وقال: حديث حسن غريب. وللعلماء في هذا الحديث وفي أمثاله من أحاديث الصفات مذهبان:
    آ- مذهب السلف: ويقتضي الاعتقاد بذلك كما جاء في غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والإيمان به من غير تأويل، والسكوت عنه وعن أمثاله، مع الاعتقاد بأن الله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ب- المذهب الثاني: هو تأويل الحديث بما يليق بجلال الله، وينفي عنه كل نقص، وأنه ليس كمثله شيء، وقد أولوا الحديث بأن المراد باليد النعمة والمنة والرحمة، وذلك شائع في لغة العرب، يكون معناه على هذا الإخبار بإكرام الله تعالى إياه وإنعامه عليه بأن شرح صدره، ونوّر قلبه، وعرفه ما لا يعرفه أحد حتى وجد برد النعمة والمعرفة في قلبه، وذلك لما نوّر قلبه، شرح صدره، فعلم ما في السموات وما في الأرض، بإعلام الله تعالى إياه، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: كن فيكون، إذ لا يجوز على الله تعالى ولا على صفات ذاته مماسة أو مباشرة أو نقص، وهذا هو أليق بتنزيهه وحمل الحديث عليه. وإذا حملنا الحديث على المنام، فقد زال الإشكال، وحصل الفرض، ولا حاجة بنا إلى التأويل، ورؤية البارئ عز وجل في المنام على الصفات الحسنة دليل على البشارة والخير والرحمة للرائي.

    [سورة ص (38) : الآيات 71 الى 74]
    إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (74)

    الإعراب:
    (إذ) ظرف للزمن الماضي بدل من الظرف الأول «13» (للملائكة) متعلّق ب (قال) ، (بشرا) مفعول به لاسم الفاعل خالق (من طين) متعلّق بنعت ل (بشرا) .
    جملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «إنّي خالق ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (72) (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (فيه) متعلّق ب (نفخت) ، (من روحي) متعلّق ب (نفخت) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق ب (قعوا) بتضمينه معنى اسجدوا «14» ، (ساجدين) حال منصوبة من فاعل قعوا.
    وجملة: «سوّيته ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «نفخت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سوّيته.
    وجملة: «قعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    (73) (الفاء) عاطفة (كلّهم) توكيد معنوي للملائكة مرفوع (أجمعون) توكيد معنويّ ثان مرفوع.
    وجملة: «سجد الملائكة ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فخلقه فسّواه فنفخ فيه الروح فسجد الملائكة.
    (74) (إلّا) للاستثناء (إبليس) منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل بحسب تفسير معنى إبليس (من الكافرين) متعلّق بخبر كان.
    وجملة: «استكبر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «كان من الكافرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبر.
    الصرف:
    (72) قعوا: فيه إعلال بالحذف فهو معتلّ مثال تحذف فاؤه في المضارع والأمر، وزنه علوا بفتح العين.
    [سورة ص (38) : آية 75]
    قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (75)

    الإعراب:
    (ما) اسم استفهام مبتدأ (لما) متعلّق ب (تسجد) ، والعائد محذوف (بيديّ) متعلّق بحال من فاعل خلقت (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (أم) متّصلة عاطفة (من العالين) خبر كنت.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول «15» .
    وجملة: «ما منعك أن تسجد ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «تسجد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    والمصدر المؤوّل (أن تسجد) في محلّ جرّ ب (من) محذوف متعلّق ب (منعك) أي ما منعك من السجود.
    وجملة: «خلقت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «استكبرت» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «كنت من العالين» لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبرت.
    البلاغة
    التغليب: في قوله تعالى «ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ» .
    تغليب لليدين على غيرهما من الجوارح التي تباشر بها الأعمال، لأنّ ذا اليدين يباشر أكثر أعماله بيديه، فغلب العمل باليدين على سائر الأعمال التي تباشر بغيرهما، حتى قيل في عمل القلب: هو مما عملت يداك، وحتى قيل لمن لا يد له: يداك أوكتا وفوك نفخ، وحتى لم يبق فرق بين قولك: هذا مما عملته، وهذا مما عملته يداك، ومنه قوله تعالى «مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا» ، و «لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ»
    [سورة ص (38) : آية 76]
    قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76)

    الإعراب:
    (منه) متعلّق بخير، والنون في (خلقتني) للوقاية (من نار) متعلّق ب (خلقتني) ، (من طين) ب (خلقته) .
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أنا خير منه ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «خلقتني ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «خلقته ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقتني.
    [سورة ص (38) : الآيات 77 الى 78]
    قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (78)

    الإعراب:
    (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (منها) متعلّق ب (اخرج) ، (الفاء) تعليليّة.
    جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اخرج منها ... » جواب شرط مقدّر أي: إن أبيت السجود فاخرج.. وجملة الشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّك رجيم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (78) (الواو) عاطفة (عليك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (إلى يوم) متعلّق ب (لعنتي) .
    وجملة: «إنّ عليك لعنتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنك رجيم.
    [سورة ص (38) : آية 79]
    قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79)

    الإعراب:
    (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. و (الياء) مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى يوم) متعلّق ب (أنظرني) ، و (النون) الثانية في الفعل للوقاية، والواو في (يبعثون) نائب الفاعل.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول «16» وجملة: «أنظرني ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جعلتني رجيما فأنظرني ...
    وجملة: «يبعثون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    __________
    (1) أجاز بعضهم أن يكون اسم الإشارة خبرا لمبتدأ محذوف تقديره الأمر هذا.
    (2) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة.
    (3) أو مفعول به لمحذوف يفسّره يذوقوه.. ويجوز أن يكون خبر (هذا) مقدّر أي هذا عذاب، و (حميم) خبر لمبتدأ مقدّر.
    (4) أو حال من فوج فهو موصوف.
    (5) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.
    (6) أو متعلّق بالمصدر الميميّ (مرحبا) .
    (7) أو هي مقول القول لقول مقدّر هو قول الكبراء الذين عبّر عنهم القرآن بضمير الخطاب بلفظ (معكم) .. وجملة القول حال.
    (8) في الآية (59) السابقة. [.....]
    (9) في الآية (56) من هذه السورة.
    (10) أو متعلّق بحال من الضمير في (زده) ، أو من (عذابا) .
    (11) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
    (12) أو معطوفة على جملة قالوا في الآية السابقة (61) .
    (13) في الآية (69) من هذه السورة.. ويجوز أن يكون اسما ظرفيا في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.
    (14) أو متعلّق بساجدين.
    (15) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضية وجملة ما منعك مقول القول.
    (16) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة، والشرط وجوابه مقول القول.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #487
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث والعشرون
    سورة ص
    الحلقة (487)
    من صــ 145 الى صـ
    149





    [سورة ص (38) : الآيات 80 الى 81]
    قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81)

    (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من المنظرين) متعلّق بخبر إنّ (إلى يوم) متعلق بالمنظرين.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «إنّك من المنظرين» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:
    إن رغبت الإنظار فإنك من المنظرين.. والشرط وفعله وجوابه في محل نصب مقول القول.
    [سورة ص (38) : الآيات 82 الى 83]
    قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)

    الإعراب:
    (الفاء) لتعلّق ترتيب الجملة على الإنظار، (الباء) باء القسم، والجار والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (أجمعين) توكيد للضمير المفعول في (أغوينّهم) «1» .
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: « (أقسم) بعزّتك ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا، والجملة الاسميّة جواب الشرط المقدّر أي: إن أنظرتني فأنا أقسم ... لأغوينّهم، والشرط والجواب مقول القول.
    وجملة: «أغوينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم.
    (82) (إلّا) للاستثناء (عبادك) منصوب على الاستثناء المنقطع- أو المتّصل- (منهم) متعلّق بالمخلصين «2» .
    [سورة ص (38) : الآيات 84 الى 85]
    قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)

    الإعراب:
    (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الحقّ) الأول مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره منّي «3» ، (الواو) اعتراضيّة (الحقّ) الثاني مفعول به مقدّم منصوب.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «الحقّ (منّي) » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن غووا بك فالحقّ مني ... والشرط وجوابه مقول القول.
    وجملة: «أقول ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    (85) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (منك) متعلّق ب (أملأن) ، وكذلك (ممن) ، (منهم) متعلّق بحال من العائد (أجمعين) توكيد معنويّ للضمير في (منك) وما عطف عليه «4» ، مجرور وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «أملأن ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محل نصب بدل من الحقّ مفعول أقول «5» .
    وجملة: «تبعك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

    [سورة ص (38) : الآيات 86 الى 88]
    قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِي نَ (86) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)

    الإعراب:
    (ما) نافية (عليه) متعلّق بأجر (أجر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس «6» ، (من المتكلّفين) متعلّق بخبر ما «7» جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما أسألكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما أنا من المتكلّفين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    (87) (إن) نافية (إلّا) للحصر (للعالمين) متعلّق بذكر- أو بنعت لذكر-.
    وجملة: «إن هو إلّا ذكر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    (88) الواو عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (تعلمنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تعلمنّ) «8» .
    وجملة: «تعلمنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة إن هو إلّا ذكر.
    الصرف:
    (المتكلّفين) ، جمع المتكلّف، اسم فاعل من تكلّف الخماسيّ، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة..
    انتهت سورة «ص» ويليها سورة «الزمر»
    سورة الزّمر
    من الآية 1 إلى الآية 31
    [سورة الزمر (39) : آية 1]

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)

    الإعراب:
    (تنزيل) مبتدأ مرفوع «9» ، (من الله) متعلّق بخبر المبتدأ تنزيل.
    جملة: «تنزيل الكتاب من الله ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.

    [سورة الزمر (39) : آية 2]
    إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2)

    الإعراب:
    (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إليك) متعلّق ب (أنزلنا) ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل أنزلنا «10» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (مخلصا) حال من فاعل اعبد (له) متعلّق ب (مخلصا) ، (الدين) مفعول به لاسم الفاعل.
    جملة: «إنّا أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «اعبد ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فاعبد.
    [سورة الزمر (39) : آية 3]
    أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ (3)

    الإعراب:
    (ألا) للتنبيه (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الدين (الواو) (الواو) استئنافيّة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (ما) نافية (إلّا) للحصر (اللام) للتعليل (يقرّبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (إلى الله) متعلّق ب (يقرّبونا) ، (زلفى) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مرادفه «11» .
    والمصدر المؤوّل (أن يقرّبونا ... ) في محل جرّ باللام متعلّق ب (نعبدهم) .
    (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم) ، (في ما) متعلّق ب (يحكم) ، (فيه) متعلّق ب (يختلفون) ، (لا) نافية.
    جملة: «لله الدين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «الذين اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «ما نعبدهم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون ما نعبدهم....
    وجملة القول المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
    وجملة: «يقرّبونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «إنّ الله يحكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يحكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «هم فيه يختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يختلفون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
    وجملة: «إنّ الله لا يهدي من ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يهدي من ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «هو كاذب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .

    [سورة الزمر (39) : الآيات 4 الى 6]
    لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (4) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)

    الإعراب:
    (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (ممّا) متعلّق ب (اصطفى) ، والعائد محذوف «12» (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.
    والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ ... ) في محلّ نصب مفعول به.
    (سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف (الواحد، القهّار) نعتان للفظ الجلالة مرفوعان.
    جملة: «أراد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «اصطفى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
    وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
    وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة- أو استئناف بيانيّ.
    وجملة: «هو الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (5) (بالحقّ) متعلّق بحال من الفاعل- أو من المفعول- «13» ، (على النهار) متعلّق ب (يكوّر) بمعنى يدخل، وكذلك (على الليل) ، (كلّ) مبتدأ مرفوع «14» ، (لأجل) متعلّق ب (يجري) ، (ألا) للتنبيه.
    وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «15» .
    وجملة: «يكوّر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «16» .
    وجملة: «يكوّر (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكوّر (الأولى) .
    وجملة: «سخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
    وجملة: «كلّ يجري ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «17» .
    وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (6) (من نفس) متعلّق ب (خلقكم) ، (منها) متعلّق ب (جعل) «18» ، (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (أنزل) ، (من الأنعام) متعلّق بحال من ثمانية أزواج (في بطون) متعلّق ب (يخلقكم) ، (خلقا) مفعول مطلق منصوب (من بعد) متعلّق بنعت ل (خلقا) «19» ، (في ظلمات) بدل من (في بطون) بإعادة الجار فيتعلّق ب (يخلقكم) «20» ، (الله) لفظ الجلالة خبر المبتدأ ذلكم (ربّكم) خبر ثان مرفوع (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الملك) ، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل بدل من الضمير في الخبر المحذوف في محلّ رفع (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بحال من النائب الفاعل في (تصرفون) «21» .
    وجملة: «خلقكم من نفس ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
    وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
    وجملة: «أنزل لكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
    وجملة: «يخلقكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «له الملك ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ ذلكم.
    وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر رابع- أو استئنافيّة-.
    وجملة: «تصرفون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان هذا شأن الله فأنّي تصرفون.
    البلاغة
    1- العطف ب «ثم» : في قوله تعالى «ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها» .
    فعطفها بثم على الآية الأولى، للدلالة على مباينتها لها فضلا ومزية، وتراخيها عنها فيما يرجع إلى زيادة كونها آية، فهو من التراخي في الحال والمنزلة، لا من التراخي في الوجود.
    2- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ» والإنزال مجاز عن القضاء والقسمة، فإنه تعالى إذا قضى وقسم أثبت ذلك في اللوح المحفوظ، ونزلت به الملائكة الموكلة بإظهاره، ووصفه بالنزول مع أنه معنى شائع متعارف كالحقيقة، والعلاقة بين الإنزال والقضاء الظهور بعد الخفاء، ففي الكلام استعارة تبعية، ويجوز أن يكون مجازا مرسلا.
    الفوائد
    1- التصوير الفني في القرآن الكريم:
    إن البيان الإلهي، في هذه الآية، قد جعل من صورة توالي الليل والنهار لوحة مجسدة ظاهرة، وهي لوحة تسري فيها الحياة والحركة، وتنبض فيها الخطوط والألوان، فقال تعالى يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ ومعنى التكوير اللف يقال: كار العمامة على رأسه وكوّرها، ويقول الزمخشري إن الليل والنهار خلفه يذهب هذا ويغشى مكانه هذا، ومن هنا ندرك مبلغ التصوير والحركة في صورة الليل والنهار وتواليهما مع الأيام، وندرك معنى التكوير الذي ينشئ في الذهن والخيال تلك الحركة الدائبة، واللف والدوران، الذي يتراءى للخيال في تعاقب الليل والنهار، فالصورة ماثلة والحركة مطردة أبدا بلا نفاد، والليل والنهار متلاحقان متتابعان دون توقف أو إبطاء.
    2- الظلمات الثلاث:
    قال ابن عباس: الظلمات الثلاث هي: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة (وهي غشاء ولد الإنسان) . إذا وقف الإنسان متأمّلا، متدبّرا نشأته في الرحم، وأطواره في هذه الظلمات الثلاث، وكيف تحوطه عناية الله عز وجل، ليكمل في بطن أمه تسعة أشهر، ثم يأتي مولودا إلى هذا الوجود، فإنه لا يسعه إلا أن يخر ساجدا لعظمة الله عز وجل، ولقدرته العظيمة التي رعته وأنشأته مخلوقا سويا في ظلمات ثلاث.
    [سورة الزمر (39) : آية 7]
    إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)

    الإعراب:
    (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عنكم) متعلّق بغنيّ (الواو) عاطفة (لعباده) متعلّق ب (يرضى) ، (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (يرضه) ، (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (وزارة) صفة نابت عن موصوف أي نفس وزارة وكذلك (أخرى) (إلى ربّكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مرجعكم (الفاء) (ما) حرف مصدريّ «22» ، (بذات) متعلّق بعليم.
    والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئكم) .
    جملة: «تكفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّ الله غني ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «23» .
    وجملة: «لا يرضى ... » في محلّ رفع معطوفة على الخبر غنيّ.
    وجملة: «تشكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تكفروا.
    وجملة: «يرضه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «لا تزر وازرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «24» .
    وجملة: «إلى ربّكم مرجعكم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
    وجملة: «ينبّئكم» لا محلّ لها معطوفة على الاسمية الأخيرة.
    وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ- أو الاسميّ-.
    وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
    وجملة: «إنّه عليم» لا محلّ لها تعليليّة.

    [سورة الزمر (39) : الآيات 8 الى 9]
    وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (8) أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إليه) متعلّق بالحال (منيبا) ، (منه) متعلّق بنعت لنعمة (إليه) متعلّق ب (يدعو) (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يدعو) ، (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (اللام) للتعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عن سبيله) متعلّق ب (يضلّ) .
    والمصدر المؤوّل (أن يضلّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) .
    (بكفرك) متعلّق ب (تمتّع) ، (قليلا) مفعول فيه ظرف زمان- نائب عن الظرف- «25» ، (من أصحاب) متعلّق بخبر (إنّ) .
    جملة: «مسّ.. ضرّ» في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه مستأنف.
    وجملة: «دعا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «خوّله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه معطوف على الشرط الأول وفعله وجوابه المستأنف.
    وجملة: «نسي ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «كان يدعو ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يدعو ... » في محلّ نصب خبر كان.
    وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسي.
    وجملة: «يضل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تمتّع ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّك من أصحاب ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (9) (أم) للإضراب الانتقاليّ بمعنى بل والهمزة التي للاستفهام الإنكاريّ (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن هو عاص (ساجدا) حال من الضمير في قانت (هل) حرف استفهام إنكاريّ (إنّما) كافّة ومكفوفة..
    وجملة: «من هو قانت (كمن هو عاص) » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
    وجملة: «هو قانت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «يحذر ... » في محلّ نصب حال ثانية.
    وجملة: «يرجو ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يحذر.
    وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يستوي ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لا يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «يتذكّر أولو الألباب» لا محلّ لها استئنافيّة.
    __________
    (1) أو حال منصوبة وعلامة النصب الياء.
    (2) كثير من المعربين يأبون هذا التعليق لتقدّم معمول الصلة على الموصول، ولكنّ الأسلوب القرآنيّ لا يمنع ذلك.
    (3) أو قسمي، أو جملة القسم وجوابه ... ويجوز أن يكون الحقّ خبرا لمبتدأ محذوف تقديره أنا، أو قولي.
    (4) أجاز الزمخشريّ أن يكون توكيدا للضمير في (منهم) .
    (5) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (6) أو مهملة، والضمير (أنا) مبتدأ [.....]
    (7) أو متعلّق بخبر المبتدأ أنا.
    (8) أو متعلّق بالمفعول الثاني ل (تعلمن) إذا كان العلم على بابه فينصب مفعولين.
    (9) أو خبر لمبتدأ محذوف، و (من الله) متعلّق بالمصدر تنزيل.
    (10) أو بحال من الكتاب.. ويجوز تعليقه بفعل أنزلنا، والباء سببيّة.
    (11) أجاز أبو البقاء أن يكون حالا مؤكّدة.
    (12) أو متعلّق بحال من الموصول الثاني (ما) .
    (13) والباء للملابسة، أو متعلّق ب (خلق) والباء سببيّة.
    (14) دالّ على عموم والتنوين عوض من محذوف، أي كلّ واحد منهما.
    (15) أو في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ الله.
    (16) أو خبر آخر للفظ الجلالة ... أو في محلّ نصب حال من فاعل خلق.
    (17) أو في محلّ نصب حال من الشمس والقمر.
    (18) بتضمينه معنى خلق ... أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان إذا كان من أفعال التحويل.
    (19) أو متعلّق ب (يخلقكم)
    (20) أو متعلّق ب (خلق) المجرور قبله. [.....]
    (21) أنّى يأتي بمعنى كيف.. فهو على هذا حال أصلا.
    (22) أو موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
    (23) يحتمل أن تكون الجملة تعليلا للجواب المقدّر أي: إن تكفروا يعذّبكم لأن الله غنيّ عنكم.
    (24) أو معطوفة على الاستئنافيّة.
    (25) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #488
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث والعشرون
    سورة الزمر
    الحلقة (488)
    من صــ 159 الى صـ
    169



    [سورة الزمر (39) : آية 10]
    قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (10)

    الإعراب:
    (عباد) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف اتباعا لقراءة الوصل، و (الياء) مضاف إليه (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعباد (للذين) متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ حسنة (في هذه) متعلّق ب (أحسنوا) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة (أجرهم) مفعول به للفعل المبني للمجهول يوفّى (بغير) متعلّق بحال من أجرهم.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أحسنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «للذين أحسنوا ... حسنة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أرض الله واسعة ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف البيانيّ «1» .
    وجملة: «إنّما يوفّى الصابرون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.

    [سورة الزمر (39) : الآيات 11 الى 12]
    قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)

    الإعراب:
    (التاء) في (أمرت) نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (له) متعلّق ب (مخلصا) ، (الدين) مفعول به لاسم الفاعل (مخلصا) .
    والمصدر المؤوّل (أن أعبد) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّي أمرت ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أمرت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    (12) (اللام) للتعليل- أو بمعنى الباء للتعدية (أن أكون) مثل أن أعبد.
    والمصدر المؤوّل (أن أكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمرت) .
    وجملة: «أمرت (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة أمرت (الأولى) .
    وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    [سورة الزمر (39) : آية 13]
    قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13)

    الإعراب:
    (عصيت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (عذاب) مفعول به منصوب عامله أخاف.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّي أخاف ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «عصيت ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.

    [سورة الزمر (39) : الآيات 14 الى 16]
    قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (16)

    الإعراب:
    (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم منصوب (مخلصا له ديني) مثل (مخلصا له الدين) «2» .
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أعبد ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (15) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، والأمر في (اعبدوا) للتهديد (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به «3» ، (من دونه) حال من العائد المقدّر (الذين) موصول خبر إنّ في محلّ رفع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (خسروا) (ألا) أداة تنبيه (هو) ضمير فصل «4» .
    وجملة: «اعبدوا ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف أي: أمّا أنتم فاعبدوا ... أي لا تعبدون الله.
    وجملة: «شئتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّ الخاسرين الذين ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «خسروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «ذلك هو الخسران ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (16) (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ ظلل (من فوقهم) متعلّق بحال من ظلل «5» ، (من النار) متعلّق بنعت لظلل (من تحتهم) مثل من فوقهم (ظلل) معطوف على الأول بالواو «6» ، (ذلك) مبتدأ في محلّ رفع، والإشارة إلى العذاب (به) متعلّق ب (يخوّف) ، (يا عباد) مرّ إعرابها «7» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «8» النون في (اتّقون) للوقاية قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، وهي مفعول به.
    وجملة: «لهم ... ظلل» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل-.
    وجملة: «ذلك يخوّف به ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يخوّف ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ ذلك.
    وجملة النداء: «يا عباد» لا محلّ لها استئنافيّة- أو مقول القول لقول مقدّر-.
    وجملة: «اتّقون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن خفتم النار فاتّقون.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء.
    البلاغة
    التهويل: في قوله تعالى «أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ» .
    تهويل رائع، فقد جعل الجملة مستأنفة، وصدّرها بحرف التنبيه، وأشار بذلك إلى بعد منزلة المشار إليه في الشر، وأنه لعظمه بمنزلة المحسوس، ووسّط الفصل بين المبتدأ والخبر، وعرّف الخسران، وأتى به على فعلان الأبلغ من فعل، ووصفه بالمبين، من الدلالة على كمال هوله وفظاعته، وأنه لا نوع من الخسر وراءه.
    الفوائد
    - أحوال المنادي المضاف لياء المتكلّم:
    1- إن كان معتل الآخر (مقصورا أو منقوصا) ثبتت معه الياء مفتوحة، مثل:
    (يا فتاي، يا محاميّ) .
    2- إن كان صفة: أي (اسم فاعل، أو مبالغته، أو اسم مفعول) ثبتت معها الياء ساكنة أو مفتوحة تقول: (يا سامعي يا سامعي أجبني) (يا معبودي يا معبودي أغثني) 3- إن كان صحيح الآخر جاز فيه أربعة أوجه:
    آ- حذف الياء وإبقاء الكسرة قبلها دليلا عليها، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) ب- إبقاء الياء ساكنة (يا عبادي) ج- إبقاء الياء وفتحها (يا حسرتي على فلان) .
    د- قلب الكسرة قبل الياء فتحة، وقلب الياء ألفا، مثل: (يا حسرتا) . فإن كان المضاف أبا أو أما جاز فيه الأوجه الأربعة المتقدمة، وجاز وجه خامس، هو قلب الياء تاء مفتوحة، مثل (يا أبت، يا أمّت) ، ووجه سادس هو قلبها تاء مكسورة، مثل (يا أبت) (يا أمت) ، وتبدل هذه التاء هاء عند الوقف فتقول: (يا أبه، يا أمّه) .
    وألحقوا بذلك (ابن عمي، ابنة عمي، ابن أمي، ابنة أمي) فجوّزوا فيها: إثبات الياء وحذفها، مع كسر الآخر أو فتحه: (يا بن عمّ، يا بن عمّ) ، مع أن ياء المتكلم هنا لم يضف إليها منادى، وإنما أضيف إليها ما أضيف إليه منادى، فكان حقها الإثبات، لكنهم ألحقوها بما تقدم، بل حذفهم لها أكثر من الإثبات.
    [سورة الزمر (39) : الآيات 17 الى 18]
    وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (18)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (أن) حرف مصدريّ ونصب (إلى الله) متعلّق ب (أنابوا) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم.
    والمصدر المؤوّل (أن يعبدوها) في محلّ نصب بدل اشتمال من الطاغوت.
    (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (عباد) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة بسبب قراءة الوصل.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه.
    جملة: «الذين اجتنبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اجتنبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «يعبدوها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أنابوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتنبوا ...
    وجملة: «لهم البشرى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
    وجملة: «بشرّ عباد ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبّه فبشّر ...
    (18) (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعبادي (الفاء) عاطفة (الذين) الثاني في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك (هم) ضمير فصل «9» ، (أولو) خبر المبتدأ أولئك الثاني.
    وجملة: «يستمعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «يتّبعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستمعون.
    وجملة: «أولئك الذين هداهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «هداهم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
    وجملة: «أولئك ... أولو الألباب» لا محل لها معطوفة على جملة أولئك ... الأولى.
    البلاغة
    المبالغة: في تشبيه الشيطان بالطاغوت في قوله تعالى «وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ» .
    ففيها مبالغات، وهي التسمية بالمصدر، كأن عين الشيطان طغيان، وأن البناء بناء مبالغة، فإن الرحموت: الرحمة الواسعة، والملكوت: الملك المبسوط،[سورة الزمر
    (39) : آية 19]
    أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام (من) اسم شرط جازم مبتدأ «10» ، (عليه) متعلّق ب (حقّ) ، (الهمزة) توكيد للأولى (الفاء) رابطة لجواب الشرط (في النار) متعلّق بمحذوف صلة من.
    جملة: «من حقّ عليه كلمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «11» .
    وجملة: «حقّ عليه كلمة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
    وجملة: «أنت تنقذ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «12» .
    وجملة: «تنقذ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أنت.
    البلاغة
    الاستعارة التمثلية المكنية: في قوله تعالى «أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ» .
    حيث مثل حاله عليه الصلاة والسلام، في المبالغة في تحصيل هدايتهم، والاجتهاد في دعائهم إلى الإيمان، بحال من يريد أن ينقذ من في النار منها. وفي الحواشي الخفاجية، نقلا عن السعد، أن في هذه الآية استعارة لا يعرفها إلا فرسان البيان، وهي الاستعارة التمثيلية المكنية، لأنه نزل ما يدل عليه قوله تعالى «أفمن» إلخ من استحقاقهم العذاب، وهم في الدنيا، منزلة دخولهم النار في الآخرة، حتى يترتب عليه تنزيل بذله عليه الصلاة والسلام جهده في دعائهم إلى الايمان منزلة إنقاذهم من النار، الذي هو من ملائمات دخول النار.
    وقيل: إن النار مجاز عن الضلال، من باب إطلاق اسم المسبب على السبب، والانقاذ بدل الهداية، من ترشيح المجاز.
    [سورة الزمر (39) : آية 20]
    لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ (20)

    الإعراب:
    (لكن) حرف استدراك مهمل وفيه معنى الإضراب (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ غرف (من فوقها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ غرف الثاني (من تحتها) متعلّق ب (تجري) ، بحذف مضاف أي من تحت عرصاتها «13» (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف (لا) نافية.
    جملة: «الذين اتّقوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لهم غرف ... » في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الذين) .
    وجملة: «من فوقها غرف ... » في محلّ رفع نعت لغرف الأول.
    وجملة: «تجري من تحتها الأنهار» في محلّ رفع نعت لغرف في الموضعين «14» .
    وجملة: « (وعد) الله وعدا» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يخلف الله ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.
    الصرف:
    (مبنيّة) ، مؤنّث مبنيّ وهو اسم مفعول من بنى الثلاثيّ، وفيه إعلال بالقلب أصله مبنوي- بضمّ النون وسكون الواو- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء فأدغمت مع الياء الثانية ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة.
    [سورة الزمر (39) : آية 21]
    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (21)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (من السماء) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) عاطفة (في الأرض) متعلّق بنعت لينابيع «15» ، (به) متعلّق ب (يخرج) والباء سببيّة (ألوانه) فاعل اسم الفاعل (مختلفا) ، (ثمّ) عاطفة في المواضع الثلاثة وكذلك (الفاء) (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (ذكرى) اسم إنّ منصوب (لأولي) متعلّق بالمصدر ذكرى.
    جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أنزل ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    والمصدر المؤوّل (أن الله أنزل..) » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
    وجملة: «سلكه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل.
    وجملة: «يخرج ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سلكه.
    وجملة: «يهيج ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخرج «16» وجملة: «تراه مصفّرا» في محلّ رفع معطوفة على جملة يهيج «17»وجملة: «يجعله ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يهيج.
    وجملة: «إنّ في ذلك لذكرى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    الصرف:
    (حطاما) ، اسم بمعنى الفتات وزنه فعال بضمّ الفاء من الثلاثيّ حطم باب فرح أي تكسّر، وباب ضرب بمعنى كسر.

    [سورة الزمر (39) : آية 22]
    أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبتدأ «18» ، (للإسلام) متعلّق بفعل شرح (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على نور) متعلّق بخبر المبتدأ هو (من ربّه) متعلّق بنعت لنور (الفاء) استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع «19» ، (للقاسية) متعلّق بخبر المبتدأ ويل (قلوبهم) فاعل لاسم الفاعل القاسية (من ذكر) متعلّق بالقاسية والجار للسببيّة (في ضلال) خبر المبتدأ أولئك.
    جملة: «من شرح ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر للتعليل أي: أمن أسلم فمن شرح..
    وجملة: «شرح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «20» .
    وجملة: «هو على نور ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء «21» .
    __________
    (1) أو معطوفة على جواب النداء.
    (2) في الآية (11) من هذه السورة.
    (3) أو نكرة موصوفة، وجملة شئتم نعت لها.
    (4) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره الخسران، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ ذلك.
    (5) أو متعلّق بالخبر المحذوف.
    (6) يجوز أن يكون مبتدأ مؤخّر خبره (من تحتهم) ، والعطف من عطف الجمل.
    (7) في الآية (10) من هذه السورة.
    (8) أو زائدة للتزيين.
    (9) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره أولو ... والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك. [.....]
    (10) يجوز أن يكون اسم موصول مجرّدا من الشرط مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن هو ناج.
    (11) أو معطوفة على استئناف مقدّر بالفاء أي: أمن كفر فمن حقّ عليه كلمة،..
    (12) يجوز أن يكون الجواب محذوفا، والجملة المذكورة مسوقة لتقرير مضمون الجملة السابقة، وتقدير الجواب: فأنت تخلّصه.
    (13) أو متعلّق بحال من الأنهار.
    (14) أو في محلّ نصب حال منهما.
    (15) وهو إمّا مفعول به ثان بتضمين سلكه معنى جعله، أو منتصب على الظرف إذا كان بمعنى المنبع لا بمعنى الماء النابع.
    (16) جاز العطف على الرغم من اختلاف الإسناد لأن الهيجان يتمّ بقدرة الله وإرادته.
    (17) أي فيصفرّ أي يجعله الله أصفر.
    (18) أو اسم موصول.. انظر الآية (19) من هذه السورة فتخريج الإعراب متشابه.
    (19) فهو دالّ على دعاء.
    (20) أو لا محلّ لها إذا كان (من) اسم موصول، وخبر المبتدأ محذوف تقديره كمن طبع على قلبه.
    (21) يجوز أن تكون الجملة معطوفة بالفاء على جملة الصلة.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #489
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثالث والعشرون
    سورة الزمر
    الحلقة (489)
    من صــ 169 الى صـ
    179

    وجملة: «ويل للقاسية ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أولئك في ضلال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة.
    الفوائد
    - ورود (من) بمعنى (عن) :
    ورد في الآية التي نحن بصددها (من) بمعنى عن، في قوله تعالى فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أي عن ذكر الله، وقوله تعالى يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا أي عن هذا. وقيل: هي في هذه للابتداء، لتفيد أن ما بعد ذلك من العذاب أشدّ، وكأن هذا القائل يعلق معناها بويل: مثل قوله تعالى فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ، ولا يصح كونه تعليقا صناعيا للفصل بالخبر، وقيل: هي فيهما للابتداء، أو هي في الأولى للتعليل، أي من أجل ذكر الله، لأنه إذا ذكر قست قلوبهم.
    وزعم ابن مالك أن (من) في نحو (زيد أفضل من عمرو) للمجاوزة، وكأنه قيل: جاوز زيد عمرا في الفضل، قال: وهو أولى من قول سيبويه وغيره: إنها لابتداء الارتفاع، في نحو (أفضل منه) ، وابتداء الانحطاط في نحو (شر منه) ، إذ لا يقع بعدها إلى. وقد يقال: ولو كانت للمجاوزة لصح أن يحل محلها (عن) .
    هذا وقد أفادت الآية ورود اسم الفاعل بمعنى الصفة المشبهة في قوله تعالى فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ. و (قاسية) اسم فاعل، ولكنها صفة مشبهة، لأنها دلت على صفة ثابتة فيهم، وهذه الصفة رفعت فاعلا وهو (قلوبهم) ، وتقول القاعدة: إذا ورد اسم الفاعل أو اسم المفعول، ودلا على صفات ثابتة، فيعتبران: (صفة مشبهة) ، مثل:
    (هذا رجل معتدل القامة) و (عليّ محمود السيرة) .
    [سورة الزمر (39) : آية 23]
    اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (23)

    الإعراب:
    (كتابا) بدل من أحسن (مثاني) نعت ثان لكتاب منصوب (منه) متعلّق ب (تقشعرّ) ، (إلى ذكر) متعلّق ب (تلين) بتضمينه معنى تطمئنّ (به) متعلّق ب (يهدي) ، (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله يضلل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بخبر مقدّم (هاد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخر، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة فهو اسم منقوص.
    جملة: «الله نزّل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نزّل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
    وجملة: «تقشعرّ منه جلود ... » في محلّ نصب نعت ثالث ل (كتابا) «1» .
    وجملة: «يخشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «تلين جلودهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تقشعرّ «2» .
    وجملة: «ذلك هدى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يهدي ... » في محلّ نصب حال من هدى والعامل فيها الإشارة ذلك.
    وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) ، والعائد محذوف.
    وجملة: «من يضلل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك هدى.
    وجملة: «ما له من هاد» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    البلاغة
    1- وصف الواحد بالجمع: في قوله تعالى «مَثانِيَ» :
    لأن الكتاب جملة ذات تفاصيل، وتفاصيل الشيء هي جملته لا غير، ألا تراك تقول: القرآن أسباع وأخماس، وسور وآيات، وكذلك تقول: أقاصيص وأحكام ومواعظ مكررات، ونظيره قولك: الإنسان عظام وعروق وأعصاب.
    2- فائدة التكرير: وفائدته التثنية. والتكرير: ترسيخ الكلام في الذهن، فإن النفوس أنفر شيء عن حديث الوعظ، فما لم يكرر عليها، عودا عن بدء، لم يرسخ فيها، ولم يعمل عمله، ومن ثم كانت عادة رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يكرر عليهم ما كان يعظ به وينصح، ثلاث مرات، وسبعا، ليركزه في قلوبهم، ويغرسه في صدروهم.
    3- التجسيد الحي: في قوله تعالى «تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ» .
    في هذا المقطع من الآية نكت بلاغية بديعة، وأهمها التجسيد الحي، حيث أراد سبحانه أن يجسد فرط خشيتهم، فعرض صورة في الجلد اليابس، وصورة من الشعر الواقف. ألا نقول: وقف شعر رأسه من الخوف، وفي ذكر الجلود وحدها أولا، وقرنها بالقلوب ثانيا، لأن الخشية التي محلها القلوب، مستلزمه لذكر القلوب، فكأنه قيل: تقشعر جلودهم، وتخشى قلوبهم في أول الأمر، فإذا ذكروا الله، وذكروا رحمته وسعتها، استبدلوا بالخشية رجاء في قلوبهم، وبالقشعريرة لينا في جلودهم.
    وقيل: المعنى: أن القرآن لما كان في غاية الجزالة والبلاغة، فكانوا إذا رأوا عجزهم عن معارضته اقشعرت الجلود منه إعظاما له وتعجبا من حسنه وبلاغته، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله.

    [سورة الزمر (39) : آية 24]
    أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن أمن منه (بوجهه) متعلّق ب (يتّقي) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتّقي) ، (الواو) واو الحال (للظالمين) متعلّق ب (قيل) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم «3» ، والعائد محذوف.
    جملة: «من يتّقي ... كمن أمن» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: أكل الناس سواء فمن يتّقي ...
    وجملة: «يتّقي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «قيل» في محلّ نصب حال بتقدير قد «4» .
    وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «5» .
    وجملة: «كنتم تكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تكسبون» في محلّ نصب خبر كنتم.
    البلاغة
    الكناية: في قوله تعالى «أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ» .
    الاتقاء بالوجه، كناية عن عدم ما يتقى به، إذ الاتقاء بالوجه لا وجه له، لأنه لا يتقى به، ولا يخلو عن خدش. وأما الذي يتقى به فهما اليدان، وهما مغلولتان إلى عنقه. وقيل: هو مجاز تمثيلي، لأن الملقى في النار لم يقصد الاتقاء بوجهه، ولكنه لم يجد ما يتقي به غير وجهه، ولو وجد لفعل، فلما لقيها بوجهه كانت حاله حال المتقي بوجهه، فعبر عن ذلك بالاتقاء، من باب المجاز التمثيلي.

    [سورة الزمر (39) : الآيات 25 الى 26]
    كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (26)

    الإعراب:
    (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة في الموضعين (حيث) اسم مبنيّ على الضم في محلّ جر بحرف الجرّ متعلّق ب (أتاهم) ، (لا) نافيّة.
    جملة: «كذّب الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أتاهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «لا يشعرون» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (26) (في الحياة) متعلّق ب (أذاقهم) «6» ، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم.
    وجملة: «أذاقهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتاهم العذاب.
    وجملة: «عذاب الآخرة أكبر» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كانوا يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «7» ، وجواب الشرط محذوف تقديره ما كذّبوا رسلهم في الدنيا.
    وجملة: «يعلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.

    [سورة الزمر (39) : الآيات 27 الى 28]
    وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (للناس) متعلّق ب (ضربنا) ، (في هذا) متعلّق ب (ضربنا) ، (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان عليه- مجرور (من كلّ) متعلّق ب (ضربنا) ..
    جملة: «ضربنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لعلّهم يتذكّرون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
    وجملة: «يتذكّرون» في محلّ رفع خبر لعلّهم.
    (28) (قرآنا) حال منصوبة موطّئة- أو مؤكّدة للفظ القرآن- «8» ، (غير) نعت ثان ل (قرآنا) منصوب.. أو حال.
    وجملة: «لعلّهم يتّقون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لجعل القرآن عربيا.
    وجملة: «يتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    البلاغة
    1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «عِوَجٍ» .
    لفظ العوج مختص بالمعاني، دون الأعيان. وقيل المراد بالعوج: الشك واللبس.
    وأنشد:
    وقد أتاك يقين غير ذي عوج ... من الإله وقول غير مكذوب
    فالعوج: استعارة تصريحية.
    2- التشبيه المقلوب: في قوله تعالى «أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِين َ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ» .
    وأصل الكلام: أنجعل المفسدين كالمصلحين والفجار كالمتقين، ولكنه عكس، مبالغة ومسايرة لظن الكافرين بأنهم أرفع مكانة من المؤمنين المتقين في الآخرة، كما أنهم كذلك في الدنيا، لأن الأصل أن يشبه الأدنى بالأعلى.
    الفوائد
    - أقسام الحال:
    تنقسم باعتبارات:
    1- الأول: انقسامها باعتبار انتقال معناها ولزومه إلى قسمين: منتقلة، وهو الغالب، وملازمة، وذلك واجب في ثلاث مسائل:
    إحداهما: الجامدة غير المؤولة بالمشتق، نحو (هذا مالك ذهبا) (هذه جبّتك خزّا) بخلاف نحو (بعته يدا بيد) بمعنى متقابضين، وهو وصف منتقل، وإنما لم يؤول في الأول لأنها مستعملة في معناها الوضعي، بخلافها في الثاني، وكثير يتوهم أن الحال الجامدة لا تكون إلا المؤولة بالمشتق، وليس كذلك.
    الثانية: المؤكدة نحو (وَلَّى مُدْبِراً) وقولك (هو الحق صادقا) لأن الصدق من لوازم الحق وصفاته.
    الثالثة: التي دل عاملها على تجدد صاحبها، نحو (خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)
    وقولهم (خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها) .
    2- الثاني: انقسامها بحسب قصدها لذاتها، وللتوطئة بها، إلى قسمين: مقصودة وهو الغالب، وموطئة وهي الجامعة الموصوفة، نحو (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا)
    إنما ذكر بشرا توطئة لذكر سويا، وتقول: (جاءني زيد رجلا محسنا) وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (قُرْآناً عَرَبِيًّا) و (قرآنا) حال من كلمة (القرآن) في الآية السابقة وهي حال موطئة، فذكر (قرآنا) توطئة لذكر (عربيا) . ورأينا في هذا المثل كيف أن الحال في المعنى هو الصفة التي جاءت بعد الحال الموطئة، فكلمة (عربيا) هي الحال من ناحية المعنى لا الإعراب.
    3- الثالث: انقسامها بحسب الزمان إلى ثلاثة: مقارنة: وهو الغالب، كقوله تعالى وَهذا بَعْلِي شَيْخاً، ومقدرة كقوله تعالى فَادْخُلُوها خالِدِينَ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ أي مقدرا ذلك في المستقبل، ومحكية، وهي الماضية نحو (جاء زيد أمس راكبا) .
    4- الرابع: انقسامها بحسب التبيين والتوكيد إلى قسمين: مبينة، وهو الغالب، وتسمى مؤسسة أيضا، ومؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدونها، وهي ثلاثة:
    آ- مؤكدة لعاملها كقوله تعالى وَلَّى مُدْبِراً ب- ومؤكدة لمضمون الجملة: نحو (زيد أبوك عطوفا) ح- ومؤكدة لصاحبها، نحو: «جاء القوم طرّا» وقوله تعالى: «لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً» .

    [سورة الزمر (39) : آية 29]
    ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29)

    الإعراب:
    (رجلا) بدل من (مثلا) منصوب (فيه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ شركاء (لرجل) متعلّق بسلم (هل) حرف استفهام (مثلا) تمييز منصوب (لله) خبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية..
    جملة: «ضرب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يستويان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
    وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أكثرهم.
    الصرف:
    (متشاكسون) ، جمع متشاكس، اسم فاعل من الخماسيّ تشاكس، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
    (سلما) ، مصدر الثلاثيّ سلم له باب فرح، استعمل وصفا على سبيل المبالغة أو على حذف مضاف أي ذا سلم.
    البلاغة
    فن المثل: في قوله تعالى «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ» .
    في الآية فن إرسال المثل، فقد شبه حال من يعبد آلهة شتى، بمملوك اشترك فيه شركاء شجر بينهم خلاف شديد، وخصام مبين، وهم يتجاذبونه، وهو يقف متحيرا لا يدري لأيهم ينحاز، ولأيهم ينصاع، وأيّهم أجدر بأن يطيعه، وحال من يعبد إلها واحدا، فهو متوفر على خدمته، يلبي كل حاجاته، ويصيخ سماعا لكل ما ينتدبه إليه ويطلبه منه.

    [سورة الزمر (39) : الآيات 30 الى 31]
    إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تختصمون) ، وكذلك الظرف المنصوب (عند) ..
    جملة: «إنّك ميّت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّهم ميّتون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «إنّكم ... تختصمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ميّتون.
    وجملة: «تختصمون» في محلّ رفع خبر إنّكم.
    الفوائد
    القصاص يوم القيامة:

    أفادت هذه الآية، بأن الله عز وجل يوم القيامة، يقتص من الظالم للمظلوم، ومن المبطل للمحق، كما
    قال ابن عباس رضي الله عنهما، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: لما نزلت ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ قال الزبير:
    يا رسول الله أتكون علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا. قال: نعم. فقال:
    إن الأمر إذن لشديد. أخرجه الترمذي
    وقال: حديث حسن صحيح. وقال ابن عمر رضي الله عنهما: ما عشنا برهة من الدهر، وكنا نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين، قلنا: كيف نختصم، وديننا واحد، وكتابنا واحد، حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف، فعرفت بأنها فينا نزلت.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي، (صلّى الله عليه وسلم) قال: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال:
    إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار رواه مسلم.
    __________
    (1) يجوز أن تكون حالا من (كتابا) لأنه وصف.
    (2) أو لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. [.....]
    (3) يجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريا، والمصدر المؤوّل مفعول به بحذف مضاف..
    (4) أو معطوفة على جملة يتّقي فلا محلّ لها أي يقال للظالمين، وصيغة الماضي للدلالة على التحقق والحصول.
    (5) لأنها مقول القول في الأصل.
    (6) أو بمحذوف حال من المفعول.
    (7) يجوز أن تكون حالا من الضمير المفعول في (أذاقهم) ...
    (8) الذي سوّغ صحّة مجيء الحال جامدة أنّها موصوفة، فهي موطّئة للحال التي هي (عربيّا) من حيث المعنى، ويجوز أن يكون مفعولا به للعامل يتذكّرون.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #490
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة الزمر
    الحلقة (490)
    من صــ 180 الى صـ
    193

    الجزء الرّابع والعشرون
    بقية سوره الزّمر
    من الآية 32 إلى الآية 75 سورة غافر آياتها 85 آية سورة فصّلت من الآية 1 إلى الآية 42

    [سورة الزمر (39) : آية 32]
    فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (32)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره أظلم (ممّن) متعلّق بأظلم (على الله) متعلّق ب (كذب) ، (الواو) عاطفة (بالصّدق) متعلّق ب (كذّب) ، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (كذّب) ، (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (في جهنّم) متعلّق بمحذوف خبر ليس (مثوى) اسم ليس مؤخّر مرفوع (للكافرين) متعلّق بمثوى.
    جملة: «من أظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كذب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «جاءه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ليس في جهنّم مثوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    [سورة الزمر (39) : الآيات 33 الى 35]
    وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (35)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (بالصدق) متعلّق بحال من فاعل جاء «1» ، (به) متعلّق ب (صدّق) ، (هم) ضمير فصل (المتّقون) خبر المبتدأ أولئك.
    جملة: «الذي جاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جاء بالصدق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «صدّق به ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء ...
    وجملة: «أولئك.. المتّقون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) .. «2»
    (34) (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ ما (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من العائد المحذوف أو من فاعل يشاءون.. والإشارة في (ذلك) إلى ما يريدون..
    وجملة: «لهم ما يشاءون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك ...
    وجملة: «يشاءون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «ذلك جزاء ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (35) (اللام) لام العاقبة (يكفّر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عنهم) متعلّق ب (يكفّر) ، (الذي) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ (الواو) عاطفة (يجزيهم) منصوب معطوف على (يكفّر) ، (أجرهم) مفعول به ثان منصوب، (بأحسن) متعلّق ب (يجزيهم) ، وعائد (الذي) محذوف أي يعملونه.
    والمصدر المؤوّل (أن يكفّر ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره يسرّ لهم ذلك «3» .
    وجملة: «يكفّر الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الأول.
    وجملة: «يجزيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفّر الله ...
    وجملة: «كانوا يعملون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
    وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    الصرف:
    (أسوأ) ، اسم تفضيل من الثلاثي ساء، وعاد حرف العلة إلى أصله، وزنه أفعل.

    [سورة الزمر (39) : الآيات 36 الى 37]
    أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَك َ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ (37)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (كاف) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (عبده) مفعول به لاسم الفاعل كاف (الواو) استئنافيّة في الموضعين والثالثة عاطفة (بالذين) متعلّق ب (يخوّفونك) ، (من دونه) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يضلل) حرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة «1» (له) متعلّق بخبر مقدّم (هاد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر، وعلامة الجرّ مثل كاف.
    جملة: «أليس الله بكاف..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يخوّفونك..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يضلل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما له من هاد..» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    (37) (من يهد ... من مضل) مثل من يضلل.. من هاد (أليس الله بعزيز) مثل أليس الله بكاف (ذي) نعت لعزيز مجرور لفظا وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «من يهد الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلل الله.
    وجملة: «ما له من مضلّ....» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «أليس الله بعزيز..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (كاف) ، اسم فاعل من الثلاثيّ كفى، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التنوين فهو اسم منقوص.
    [سورة الزمر (39) : آية 38]
    وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُو نَ (38)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) موطئة للقسم (سألتهم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام مبتدأ «5» ، (اللام) لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع للتجرّد، وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (الله) لفظ الجلالة مبتدأ والخبر محذوف أي خالقهنّ (الهمزة) للاستفهام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر و (أرأيتم) بمعنى أخبروني (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي تدعونه (أراد) مثل سألت و (النون) فيه للوقاية، (بضرّ) متعلّق ب (أرادني) ، (هل) حرف استفهام (أو) حرف عطف (برحمة) متعلّق ب (أرادني) الثاني (حسبي) خبر مقدّم للمبتدأ الله (عليه) متعلّق ب (يتوكّل) ..
    جملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «من خلق ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام، ذلك بتقدير حرف الجرّ.
    وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «يقولنّ..» لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
    وجملة: «لله (خالقهنّ) ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «رأيتم..» في محل جزم جواب الشرط مقدّر أي: إن أراد الله ضرّي أو نفعي فأخبروني هل يمنعن ضرّي أو يحجبن نفعي «6» ، وجملة الشرط وفعله وجوابه مقول القول.
    وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «أرادني ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    وجملة: «هل هنّ كاشفات ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أرأيتم.
    وجملة: «أرادني (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادني (الأولى) .
    وجملة: «هل هنّ ممسكات ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هل هن كاشفات.
    وجملة: «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «حسبي الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يتوكّل المتوكّلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    الصرف:
    (ممسكات) ، جمع ممسكة مؤنّث ممسك، اسم فاعل من الرباعيّ (أمسك) .. انظر الآية (2) من سورة فاطر.

    [سورة الزمر (39) : الآيات 39 الى 40]
    قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (40)

    الإعراب:
    (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف....
    و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (على مكانتكم) متعلّق بحال من فاعل اعملوا (الفاء) تعليليّة ...
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إنّي عامل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «سوف تعلمون ... » لا محلّ لها تعليل لأمر العمل.
    (40) (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله تعلمون (عليه) متعلّق ب (يحلّ) ...
    وجملة: «يأتيه عذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    جملة: «يخزيه ... » في محلّ رفع نعت لعذاب.
    وجملة: «يحلّ.. عذاب» في محلّ رفع معطوفة على جملة يخزيه.
    البلاغة
    الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ» .
    فإن المكانة، نقلت من المكان المحسوس، إلى الحالة التي عليها الشخص، واستعيرت لها استعارة محسوس لمعقول، وهذا كما تستعار حيث وهنا للزمان بجامع الشمول والإحاطة. ووجه الشبه ثباتهم في تلك الحال بثبات المتمكن في مكانه.

    [سورة الزمر (39) : آية 41]
    إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)

    الإعراب:
    (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (عليك) متعلّق ب (أنزلنا) ، (للناس) متعلّق ب (أنزلنا) و (اللام) سببيّة أي لأجل الناس (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل أنزلنا أو من مفعوله (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط في الموضعين (لنفسه) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره اهتداؤه (من ضلّ) مثل من اهتدى، كل منهما في محلّ جزم فعل الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليها) متعلّق بحال من فاعل يضلّ (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (عليهم) متعلّق بوكيل (وكيل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما.
    جملة: «إنّا أنزلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «من اهتدى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «اهتدى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «7» .
    وجملة: « (اهتداؤه) لنفسه.. في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «من ضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى ...
    وجملة: «ضلّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني «8» .
    وجملة: «إنّما يضلّ عليها» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «ما أنت عليهم بوكيل» لا محلّ لها استئنافيّة «9» .

    [سورة الزمر (39) : آية 42]
    اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)

    الإعراب:
    (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يتوفّى) ، (الواو) عاطفة (التي) موصول في محلّ نصب معطوف على الأنفس (في منامها) متعلّق بحال من فاعل تمت «10» ، (الفاء) عاطفة (عليها) متعلّق ب (قضى) ، (إلى أجل) متعلّق ب (يرسل) (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.
    جملة: «الله يتوفّى....» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يتوفّى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
    وجملة: «لم تمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «يمسك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يتوفّى.
    وجملة: «قضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) الثاني.
    وجملة: «يرسل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يمسك.
    وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يتفكّرون» في محلّ جرّ نعت لقوم.
    الفوائد
    الروح والجسد:
    بينت هذه الآية أن الله عز وجل هو الذي يتوفى أرواح العباد عند الموت، أما النفس التي لم تمت ففي منامها، والنفس التي يتوفاها عند النوم، هي التي يكون بها العقل والتمييز، وإذ لكل إنسان نفسان: نفس تكون بها الحياة وتفارقه عند الموت، والنفس الأخرى هي التي يكون بها التمييز وتفارقه عند النوم، ولا يزول بزوالها التنفس، فأما النفس الأولى فهي التي يمسكها الله عز وجلّ، وأما الثانية فهي التي يرسلها عند اليقظة. قال علي بن أبي طالب، تخرج الروح عند النوم، ويبقى شعاعها في الجسد، فبذلك يرى الرؤيا، فإذا انتبه من النوم عادت الروح إلى الجسد بأسرع من لحظة، وقيل: إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فتتعارف ما شاء الله تعالى فإذا أرادت الرجوع إلى أجسادها أمسك الله تعالى أرواح الأموات، وأرسل أرواح الأحياء.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول:
    باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
    فإن قلت: كيف الجمع بين قوله تعالى اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وبين قوله قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ والجواب: أن المتوفي في الحقيقة هو الله تعالى، وملك الموت هو القابض للروح بإذن الله تعالى، ولملك الموت أعوان يساعدونه في تأدية المهمة، وقيل: تضم له الأرض حتى تصبح كالقصعة بين يديه، تسهيلا لأداء المهمة. والله أعلم.

    [سورة الزمر (39) : آية 43]
    أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ (43)

    الإعراب:
    (أم) منقطعة بمعنى بل (من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا (الهمزة) للاستفهام (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (لا) نافية (شيئا) مفعول به منصوب أي شيئا من الشفاعة وغيرها (الواو) عاطفة (لا) نافية.
    جملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة ومقول القول محذوف تقديره أيشفعون ...
    وجملة: «لو كانوا ... » في محلّ نصب حال من فاعل الفعل المقدّر وجواب الشرط محذوف يفسّره ما قبله.
    وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
    وجملة: «لا يعقلون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يملكون.

    [سورة الزمر (39) : آية 44]
    قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)

    الإعراب:
    (لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الشفاعة (جميعا) حال من الشفاعة «11» ، والعامل فيها الاستقرار (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ملك (إليه) متعلّق ب (ترجعون) ، و (الواو) في الفعل نائب الفاعل.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لله الشفاعة....» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «له ملك السموات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «إليه ترجعون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك.
    [سورة الزمر (39) : آية 45]
    وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (وحده) حال من لفظ الجلالة منصوبة (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (لا) نافية (بالآخرة) متعلّق ب (يؤمنون) المنفيّ (الواو) عاطفة (الذين) الثاني في محلّ رفع نائب الفاعل (من دونه) متعلّق بمحذوف صلة الذين (إذا) حرف فجاءة.
    جملة: «ذكر الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «اشمأزّت قلوب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «ذكر الذين ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «هم يستبشرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «يستبشرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .

    [سورة الزمر (39) : آية 46]
    قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)

    الإعراب:
    (اللهم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و (الميم) المشدّدة عوض من (يا) النداء المحذوفة (فاطر) نعت للفظ الجلالة منصوب لأنه مضاف «12» ، (عالم) نعت ثان منصوب (بين)ظرف منصوب متعلّق ب (تحكم) (في ما) متعلّق ب (تحكم) ، (فيه) متعلّق ب (يختلفون) .
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنت تحكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «تحكم ... » في محلّ رفع خبر أنت.
    وجملة: «كانوا فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يختلفون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    __________
    (1) أو متعلّق ب (جاء) وهو نعت لمنعوت محذوف أي جاء بالكلام الصادق.
    (2) يجوز أن تكون جملة (هم المتقون) من المبتدأ والخبر خبر المبتدأ أولئك..
    ويجوز أن تكون جملة أولئك.. المتقون حال من فاعل جاء وجملة لهم ما يشاءون خبر المبتدأ (الذي) .
    (3) أو متعلّق بالمحسنين كأنّه قيل: الذين أحسنوا للتكفير.
    (4) أو عاملة عمل ليس والجار والمجرور خبر ما و (هاد) مرفوع محلّا اسم ما مؤخر.
    (5) أو هو اسم موصول في محلّ نصب على نزع الخافض أي: عمّن خلق....
    (6) أو لا محلّ لها جواب شرط غير جازم: إذا كان ثمّة إله سواه فأخبروني هل يمنع ضرّا أراده الله أو يحجب نفعا قدّره الله ...
    (7) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
    (8) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا. [.....]
    (9) أو معطوفة بالواو على جملة إنّما يضلّ عليها في محلّ جزم.
    (10) أو متعلّق ب (يتوفّى) .
    (11) كأنّ الشفاعة على أنواع مختلفة، أو لأنها صادرة من شفعاء مختلفين.
    (12) وهو عند سيبويه منادى ثان حذفت منه أداة النداء، منصوب لأنه مضاف.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #491
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة الزمر
    الحلقة (491)
    من صــ 193 الى صـ 206


    [سورة الزمر (39) : الآيات 47 الى 51]
    وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (48) فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (للذين) متعلّق بمحذوف خبر أنّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة من العائد المقدّر في الصلة (الواو) عاطفة (مثله) معطوف على الموصول ما منصوب (معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من مثله..
    والمصدر المؤوّل (أنّ للذين ظلموا ما ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت تملّك الذين ظلموا لأموال الدنيا ومثلها معها ...
    (اللام) واقعة في جواب لو (به) متعلّق ب (افتدوا) ، (من سوء) متعلّق ب (افتدوا) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (افتدوا) ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (بدا) ، (من الله) متعلّق ب (بدا) ، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل بدا.
    جملة: « (ثبت) تملّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «افتدوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «بدا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة افتدوا.
    وجملة: «لم يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يحتسبون» في محلّ نصب خبر يكونوا..
    (48) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (بدا) الثاني (ما) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه «1» ، (بهم) متعلّق ب (حاق) (ما) موصول في محلّ رفع فاعل حاق (به) متعلّق ب (يستهزئون) ، والضمير في (به) يعود على العذاب.
    وجملة: «بدا لهم سيّئات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدا (الأولى) .
    وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
    وجملة: «حاق بهم ما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة بدا ...
    وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.
    وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    (49) (الفاء) عاطفة (الإنسان) مفعول به مقدّم (ثمّ) حرف عطف (منّا) متعلّق بنعت لنعمة (إنّما) كافّة ومكفوفة (على علم) متعلّق بحال من نائب الفاعل في (أوتيته) «2» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) عاطفة (لا) نافية..
    وجملة: «مسّ.. ضرّ» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «دعانا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «خوّلناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «أوتيته ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «هي فتنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » لا محل لها معطوفة على جملة هي فتنة.
    وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.
    (50) (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة (ما) نافية (عنهم) متعلّق ب (أغنى) (ما) حرف مصدريّ «3» .
    والمصدر المؤوّل (ما كانوا....) في محلّ رفع فاعل أغنى..
    وجملة: «قالها الذين....» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما أغنى.. ما كانوا....» لا محلّ لها معطوفة على جملة قالها ...
    وجملة: «كانوا....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    (51) (الفاء) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «4» في الموضعين (الواو) عاطفة (من هؤلاء) متعلّق بحال من فاعل ظلموا (السين) حرف استقبال (الواو) حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
    وجملة: «أصابهم سيّئات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنى..
    وجملة: «كسبوا ... (في الموضعين) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول والثاني.
    والمصدر المؤوّل الأول (ما كسبوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
    والمصدر المؤوّل الثاني (ما كسبوا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «سيصيبهم سيّئات ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
    وجملة: «ما هم بمعجزين» في محلّ نصب حال.

    [سورة الزمر (39) : آية 52]
    أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام (الواو) عاطفة (لمن) متعلّق ب (يبسط) ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (لقوم) متعلّق بنعت لآيات ...
    والمصدر المؤوّل (أنّ الله يبسط..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يعملوا.
    جملة: «يعلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    أغفلوا ولم يعلموا ...
    وجملة: «يبسط ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «يقدر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشاء.
    وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.

    [سورة الزمر (39) : آية 53]
    قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)

    الإعراب:
    (عبادي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (الذين) موصول في محلّ نصب نعت ل (عبادي) ، (على أنفسهم) متعلّق ب (أسرفوا) ، (لا) ناهية جازمة (من رحمة) متعلّق ب (تقنطوا) (جميعا) حال منصوبة من الذنوب (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «5» ، (الغفور) خبر المبتدأ هو..
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يا عبادي ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أسرفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لا تقنطوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إنّ الله يغفر ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يغفر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «إنّه هو الغفور ... » لا محلّ لها تعليل للتعليل السابق.
    وجملة: «هو الغفور ... » في محل رفع خبر إنّ.
    البلاغة
    في قوله تعالى «قل يا عبادي الذين أسرفوا.. إلخ» الآية: فنون عديدة ومتنوعة من علمي البديع والبيان:
    1- إضافة الرحمة إلى الاسم الجليل المحتوي على جميع معاني الأسماء على طريق الالتفات.
    2- وضع الاسم الجليل فيه موضع الضمير، للإشعار بأن المغفرة من مقتضيات ذاته.
    3- الالتفات من التكلم إلى الغيبة في قوله تعالى «من رحمة الله» لتخصيص الرحمة بالاسم الكريم.
    4- التعبير بالغفور فإنه صيغة مبالغة.
    5- إبراز الجملة من قوله تعالى «إنه هو الغفور الرحيم» مؤكدة بإن، وبضمير الفصل، وبالصفتين المودعتين للمبالغة.
    الفوائد
    - رحمة الله واسعة:
    قال المفسرون: هذه أرجى آية في كتاب الله عز وجل.
    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- إلى وحشي يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثاما، يضاعف له العذاب، وأنا قد فعلت ذلك كله، فأنزل الله تعالى إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فقال وحشي: هذا شرط شديد، لعلي لا أقدر عليه، فهل غير ذلك؟
    فأنزل الله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ فقال وحشي: أراني بعد في شبهة، فلا أدري أيغفر لي أم لا؟ فأنزل الله هذه الآية قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ فقال وحشي: نعم هذا، فجاء فأسلم.
    وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآيات في عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين، كانوا قد أسلموا ثم فتنوا وعذبوا فارتدوا عن الإسلام، فكنا نقول: لا يقبل الله من هؤلاء توبة، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، فكتبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيده، ثم بعث بها إلى هؤلاء النفر فأسلموا جميعا وهاجروا. ولا يظن أحد أن مفهوم الآية يقتضي أن يطلق الإنسان لنفسه العنان ويجري وراء المعاصي والكبائر، فليس الأمر كذلك، وإنما المراد منها التنبيه على سعة رحمة الله عز وجل، وإحياء الأمل في نفوس المذنبين، والحث على التوبة، وعدم قطع حبل الرجاء من الله عز وجل.
    [سورة الزمر (39) : الآيات 54 الى 59]
    وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)
    بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (59)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إلى ربّكم) متعلّق ب (أنيبوا) ، (له) متعلّق ب (أسلموا) ، (من قبل) متعلّق بالفعلين (أنيبوا وأسلموا) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (ثمّ) حرف عطف و (الواو) في (تنصرون) نائب الفاعل.
    والمصدر المؤوّل (أن يأتيكم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
    جملة: «أنيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقنطوا «6» .
    وجملة: «أسلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقنطوا.
    وجملة: «يأتيكم العذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «لا تنصرون» لا محلّ لها معطوفة على جواب شرط مقدّر أي فإذا جاءكم عذّبتم ثم لا تنصرون.
    (55) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، ونائب الفاعل لفعل (أنزل) ضمير مستتر هو العائد (إليكم) متعلّق ب (أنزل) ، (من ربّكم) متعلّق ب (أنزل) ، (من قبل ... العذاب) مثل الأولى، والجارّ متعلّق ب (اتّبعوا) (بغتة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى «7» ، (الواو) حاليّة (لا) نافية.
    وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسلموا.
    وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يأتيكم العذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أنتم لا تشعرون» في محلّ نصب حال.
    وجملة: «لا تشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
    (56) (أن) حرف مصدريّ ونصب (يا) أداة نداء وتحسّر (حسرتا) منادى متحسّر به مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف المنقلبة عن (الياء) ، وهي مضاف إليه.. (ما) حرف مصدريّ «8» .
    والمصدر المؤوّل (أن تقول) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف عامله أنيبوا.. «9» ، أي: كراهة أن تقول نفس ...
    والمصدر المؤوّل (ما فرّطت ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (حسرتا) .
    (في جنب) متعلّق ب (فرّطت) ، (الواو) حالية (إن) مخفّفة من الثقيلة وهي مهملة وجوبا (اللام) الفارقة (من الساخرين) متعلّق بخبر كنت.
    وجملة: «تقول نفس ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «يا حسرتا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «فرّطت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «كنت لمن الساخرين» في محلّ نصب حال.
    (57) (أو) حرف عطف (تقول) مضارع منصوب معطوف على (تقول) السابق (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب (لو) .. (من المتّقين) متعلّق بمحذوف خبر كنت.
    والمصدر المؤوّل (أنّ الله هداني) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي (لو) ثبتت هدايتي لكنت..
    وجملة: «تقول.... (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقول نفس (الأولى) .
    وجملة: «لو (ثبتت) هدايتي....» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «هداني ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    وجملة: «كنت من المتّقين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    (58) (أو تقول) مثل السابق (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (تقول) ، (لو) حرف تمنّ (لي) متعلّق بمحذوف خبر (أنّ) (كرّة) اسم أنّ منصوب (الفاء) فاء السببيّة (أكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد (الفاء) ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من المحسنين) متعلّق بخبر أكون.
    والمصدر المؤوّل (أن أكون..) معطوف على مصدر مأخوذ من التمنّي المتقدّم أي: ليت ثمّة رجوعا لي فكوني محسنا «1» .
    وجملة: «تقول....» لا محلّ لها معطوفة على جملة تقول (الثانية) .
    وجملة: «ترى....» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    والمصدر المؤوّل (أنّ لي كرة) في محلّ نصب مقول القول.
    (59) (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ (قد) حرف تحقيق (الفاء) عاطفة (بها) متعلّق ب (كذّبت) (الواو) عاطفة في الموضعين (من الكافرين) متعلّق بخبر كنت.
    وجملة: «قد جاءتك آياتي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
    وجملة: «كذّبت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جاءتك آياتي.
    وجملة: «استكبرت» في محلّ نصب معطوفة على جملة كذّبت.
    وجملة: «كنت من الكافرين» في محلّ نصب معطوفة على جملة كذّبت..
    الصرف:
    (الساخرين) ، جمع الساخر، اسم فاعل من الثلاثيّ سخر باب فرح وزنه فاعل.
    البلاغة
    1- الإيضاح: في قوله تعالى «وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ» .
    فإنه عطف على لا تقنطوا، لتتميم الإيضاح، كأنه قيل: لا تقنطوا من رحمة الله تعالى، فتظنوا أنه لا يقبل توبتكم، وأنيبوا إليه تعالى، وأخلصوا له عز وجل.
    2- التنكير: في قوله تعالى «أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ» .
    ونكرّت «نفس» لأن المراد بها بعض الأنفس، وهي نفس الكافر، ويجوز أن يراد نفس متميزة من الأنفس، إما بلجاج في الكفر شديد، أو بعذاب عظيم، ويجوز أن يراد التكثير، كما قال الأعشى:
    وربّ بقيع لو هتفت بجوّه ... أتاني كريم ينفض الرّأس مغضبا
    وهو يريد: أفواجا من الكرام ينصرونه، لا كريما واحدا. ونظيره: ربّ بلد قطعت، ورب بطل قارعت، وهو يقصد بلادا وأبطالا.
    3- الكناية: في قوله تعالى «عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ» .
    أصل الجنب الجارحة، ثم يستعار للناحية والجهة التي تليها، كعادتهم في استعارة سائر الجوارح لذلك، نحو اليمين والشمال، والمراد هاهنا الجهة مجازا.
    والتفريط في جهة الطاعة، كناية عن التفريط في الطاعة نفسها، لأن من ضيع جهة ضيع ما فيها بطريق الأولى الأبلغ لكونه بطريق برهاني، ونظير ذلك قول زياد الأعجم:
    إن السماحة والمروءة والندى ... في قبة ضربت على ابن الحشرج
    يعني أنه مختص بهذه الصفات لا توجد في غيره، ولا خيمة هناك، ولا ضرب أصلا.

    [سورة الزمر (39) : الآيات 60 الى 61]
    وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِ ينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)
    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ترى) ، (على الله) متعلّق ب (كذبوا) ، (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (في جهنّم) متعلّق بمحذوف خبر ليس (مثوى) اسم ليس مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة (للمتكبّرين) متعلّق بنعت لمثوى.
    جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كذبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «وجوههم مسودّة ... » في محلّ نصب حال من الموصول.
    وجملة: «أليس في جهنّم مثوى ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف لتقرير مضمون ما سبق-.
    (61) (الواو) عاطفة (بمفازتهم) متعلّق ب (ينجّي) و (الباء) سببيّة (لا) نافية في الموضعين ...
    وجملة: «ينجّي الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى ...
    وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لا يمسهم السوء ... » في محلّ نصب حال من الموصول «1» .
    وجملة: «هم يحزنون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يمسهم السوء.
    وجملة: «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .

    [سورة الزمر (39) : الآيات 62 الى 63]
    اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (63)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بوكيل.
    جملة: «الله خالق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هو ... وكيل» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    (63) (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مقاليد (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (بآيات) متعلّق ب (كفروا) ، (هم) ضمير فصل- أو منفصل مبتدأ خبره الخاسرون، والجملة خبر أولئك-.
    وجملة: «له مقاليد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «12» .
    وجملة: «كفروا....» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «أولئك ... الخاسرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
    الصرف:
    (مقاليد) ، جمع مقلاد، اسم آلة، زنة مفتاح بكسر الميم، أو جمع مقليد زنة منديل بكسر الميم.. يجوز أن يكون اسم جمع لا واحد له من لفظه.
    [سورة الزمر (39) : آية 64]
    قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (64)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (غير) مفعول به مقدّم عامله أعبد، و (النّون) المشدّدة في (تأمرونّي) هي علامة الرفع ونون الوقاية (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الجاهلون) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه، أو نعت له- تبعه في الرفع لفظا.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تأمرونّي ... » جواب شرط مقدّر أي: إن كان الله خالق كلّ شيء فكيف تأمرونني أن أعبد غير الله.
    وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر «1» .
    وجملة: «أيّها الجاهلون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الفوائد
    - نون الوقاية:

    وتسمى أيضا نون «العماد» وتأتي قبل ياء المتكلم المنتصبة بواحد من ثلاثة:
    آ- الفعل، متصرفا كان نحو «أكرمني» ، أو جامدا نحو «عساني» و (قاموا ما خلاني وما عداني وحاشاني) إن قدّرت فعلا. وأما قول رؤبة:
    عددت قومي كعديد الطيس ... إن ذهبت القوم الكرام ليسي
    فضرورة. ومعنى الطيس: الرمل الكثير. ونحو (تأمرونني) يجوز فيه الفك والإدغام (تأمرونّي) والنطق بنون واحدة. وقد قرئ بهن في السبعة. وعلى الأخيرة (أي القراءة بنون واحدة تأمروني) فقيل: النون الباقية نون الرفع، وقيل نون الوقاية، وهو الصحيح.
    الثاني: اسم الفعل نحو (داركني وتراكني وعليكني) بمعنى أدركني واتركني والزمني.
    الثالث: الحرف نحو «إنني» وهي جائزة الحذف مع إنّ وأنّ ولكنّ وكأنّ، وغالبة الحذف مع (لعلّ) ، وقليلة الحذف مع «ليت» - وتلحق أيضا قبل الياء المخفوضة ب (من) و (عن) إلا في الضرورة.
    وقبل المضاف إليها (أي الياء المضاف إليها) لدن أو قد أو قط إلا في قليل من الكلام.
    __________
    (1) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مضاف إليه.
    (2) أو متعلّق ب (أوتيته) إذا كان بمعنى: على علم من الله بأنّي له أهل.
    (3) أو اسم موصول في محلّ رفع، والعائد محذوف.
    (4) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
    (5) أو مستعار لمحلّ النصب توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ، وخبر إنّ (الغفور) .
    (6) في الآية السابقة (53) .
    (7) أو هو مصدر في موضع الحال أي مباغتا.
    (8) أو اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (حسرتا) ، والعائد محذوف.
    (9) أو عامله مقدّر أي أنذرناكم ...
    (10) يجوز أن يكون المصدر المؤوّل معطوفا على (كرّة) من غير مراعاة السببيّة في الفاء، والفرق بين الحالين أنّ العطف أعلاه يجعل الكون مترتّبا على التمنّي، أمّا من غير مراعاة السببيّة فإنّ الكون فيه متمنّى كما هي الحال في كلمة كرّة. [.....]
    (11) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ لما سبق.
    (12) أو معطوفة على جملة ينجي الله.. في الآية (61) ، وما بينهما اعتراض.
    (13) وأصل الكلام أتأمرونني أن أعبد غير الله، فلمّا حذف الحرف المصدريّ رفع الفعل، ولا عبرة بتقدّم معمول الصلة عليها لأن الحرف المصدريّ حذف، والمصدر المؤوّل (أن أعبد ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله تأمرونني.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #492
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة الزمر
    الحلقة (492)
    من صــ 207 الى صـ 218


    [سورة الزمر (39) : الآيات 65 الى 66]
    وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إليك) متعلّق ب (أوحي) ، وكذلك (إلى الذين) فهو معطوف عليه (من قبلك) متعلّق بمحذوف صلة الذين (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أشركت) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (اللام) لام القسم (يحبطنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع. و (النون) نون التوكيد (الواو) عاطفة (لتكوننّ) مثل ليحبطنّ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الخاسرين) متعلّق بخبر تكونّن.
    جملة: «أوحي ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إن أشركت ... » لا محلّ لها تفسر نائب الفاعل المقدّر «1» .
    وجملة: «يحبطنّ عملك ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
    وجملة: «تكوننّ من الخاسرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    (66) (بل) للإضراب الانتقاليّ (الله) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم عامله اعبد (الفاء) عاطفة «2» ، (من الشاكرين) متعلّق بخبر كن.
    وجملة: «اعبد ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    تنبّه فأعبد الله.
    وجملة: «كن من الشاكرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبد.
    [سورة الزمر (39) : آية 67]
    وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)
    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (حقّ) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر (الواو) حاليّة (جميعا) حال من الأرض بملاحظة معناها المتعدّد (قبضته) خبر المبتدأ الأرض مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بقبضة بمعنى مقبوضة (الواو) عاطفة (بيمينه) متعلّق بمطويّات (سبحانه) مفعول مطلق منصوب (عمّا) متعلّق ب (تعالى) .
    جملة: «ما قدروا....» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «الأرض ... قبضته» في محلّ نصب حال.
    وجملة: «السموات مطويّات ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
    وجملة: « (نسبّح) سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة- أو استئنافيّة- وجملة: «تعالى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (نسبّح) سبحانه.
    وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    الصرف:
    (قبضة) ، اسم للكفّ المثني، واستعمل هنا مجازا بمعنى الملك والقدرة وبمعنى المقبوض، أو بمعنى فانية معدومة، وزنه فعلة على وزن مصدرة المرّة من فعل قبض.
    (مطويّات) ، جمع مطويّة مؤنّث مطويّ اسم مفعول من فعل طوى الثلاثيّ، وزنه مفعول.. فيه إعلال بالقلب أصله مطووي بضمّ الواو الأولى وتسكين الثانية، اجتمعت الواو الثانية و (الياء) في الكلمة والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى فقيل مطويّ، ثمّ كسرت الواو قبل الياء للمناسبة..
    (يمينه) ، تؤوّل بمعنى القدرة والتملّك ...

    [سورة الزمر (39) : الآيات 68 الى 70]
    وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (70)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (في الصور) نائب الفاعل (الفاء) عاطفة في الموضعين (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من) الأول، وكذلك (في الأرض) صلة (من) الثاني (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (ثمّ) حرف عطف (فيه) نائب الفاعل (أخرى) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته «3» ، (إذا) فجائيّة ...
    جملة: «نفخ في الصور..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «صعق من....» لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ في الصور ...
    وجملة: «شاء الله» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «نفخ فيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صعق من ...
    وجملة: «إذا هم قيام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ فيه ...
    وجملة: «ينظرون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هم «4» .
    (69) (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (بنور) متعلّق ب (أشرقت) ، (بالنبيّين) نائب الفاعل (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي) ، (بالحقّ) نائب الفاعل (الواو) حاليّة (لا) نافية.
    وجملة: «أشرقت الأرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هم قيام «5» .
    وجملة: «وضع الكتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت.
    وجملة: «جيء بالنبيّين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت.
    وجملة: «قضي.. بالحقّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت.
    وجملة: «هم لا يظلمون» في محلّ نصب حال.
    وجملة: «لا يظلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (70) (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «6» ، (الواو) الثانية استئنافيّة- أو حالية (ما) حرف مصدريّ «7» .
    والمصدر المؤوّل (ما عملت) في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء عملها.
    والمصدر المؤوّل (ما يفعلون ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بأعلم.
    وجملة: «وفّيت كلّ نفس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قضي.
    وجملة: «عملت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «هو أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «8» .
    وجملة: «يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
    الصرف:
    (69) جيء: أعيدت الألف إلى أصلها لمناسبة البناء للمجهول ثمّ كسرت فاؤه لأن عينه مكسورة في الأصل، ثم سكّنت الياء لاستثقال الكسرة عليها.
    البلاغة
    الاستعارة: في قوله تعالى «وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها» .
    وقد استعار الله عز وجل النور للحق والقرآن والبرهان في مواضع من التنزيل.
    الفوائد
    - نفخة الصور:
    الصور هو القرن، وهو عالم كبير لا يعلمه إلا الله عز وجل، وفيه منازل لأرواح الخلق، وأفادت الآية أن عدد النفخات اثنتان، النفخة الأولى للصعق أي (الموت) ، والثانية للبعث أي القيام من القبور، ولكن جمهور العلماء على أن النفخات ثلاث، والثالثة هي: نفخة الفزع، وهي سابقة لنفخة الصعق، بدليل قوله تعالى وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
    عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ما بين النفختين أربعون. قالوا أربعون يوما؟ قال: أبيت.
    قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. ثم ينزل الله عز وجل ماء من السماء، فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظم واحد، وهو (عجب الذنب) ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة.
    وعجب الذنب:
    عظم كحبة الخردل في نهاية العصعص. والعلماء على أن بين النفختين أربعين سنة، والله أعلم. وبعد أن تنبت أجساد العباد ينفخ في الصور النفخة الأخيرة، فتنطلق الأرواح من الصور إلى الأجساد، دون أن تخطئ روح صاحبها، فيقومون أحياء للحساب. وذلك تفسير قوله تعالى وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ أي عادت الروح للجسد والله أعلم.

    [سورة الزمر (39) : آية 71]
    وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُ مْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (71)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إلى جهنّم) متعلّق ب (سيق) ، (زمرا) حال منصوبة (حتّى) حرف ابتداء (لهم) متعلّق ب (قال) ، (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (منكم) متعلّق بنعت لرسل (عليكم) متعلّق ب (يتلون) ، (لقاء) مفعول به ثان منصوب (هذا) اسم إشارة نعت ل (يوم) في محلّ جرّ (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفي (الواو) للاستئناف (لكن) حرف استدراك مهمل (على الكافرين) متعلّق ب (حقّت) .
    جملة: «سيق الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وفّيت كلّ نفس «9» .
    وجملة: «كفروا ... » لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «جاءوها..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «فتحت أبوابها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «قال لهم خزنتها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فتحت أبوابها.
    وجملة: «ألم يأتكم رسل....» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يتلون ... » في محلّ نصب حال من رسل «9» .
    وجملة: «ينذرونكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يتلون.
    وجملة: «قالوا....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف أي بلى جاءتنا الرسل.
    وجملة: «حقّت كلمة العذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (زمرا) ، جمع زمرة، اسم جمع اشتقاقه من الزمر وهو الصوت وزنه فعلة بضمّ فسكون، ووزن زمر فعل بضمّ ففتح.
    (خزنتها) ، جمع خازن، اسم فاعل من الثلاثيّ خزن، وزنه فاعل، ووزن خزنة فعلة بثلاث فتحات.
    [سورة الزمر (39) : آية 72]
    قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِي نَ (72)

    الإعراب:
    (خالدين) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (فيها) متعلّق بخالدين (الفاء) استئنافيّة، ومخصوص بئس محذوف تقديره هي أي جهنّم.
    جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «11» .
    وجملة: «بئس مثوى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

    [سورة الزمر (39) : آية 73]
    وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (73)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إلى الجنّة) متعلّق ب (سيق) ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة أو زائدة (لهم) متعلّق ب (قال) ، (سلام) مبتدأ مرفوع «12» ، (عليكم) متعلّق بخبر المبتدأ سلام (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (خالدين) حال منصوبة من فاعل ادخلوها.
    جملة: «سيق الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «13» .
    وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «جاءوها..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «فتحت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوها «14» ، وجواب الشرط محذوف تقديره اطمأنّوا أو سعدوا ...
    وجملة: «قال لهم خزنتها ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاءوها.
    وجملة: «سلام عليكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «طبتم..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «ادخلوها ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن دخلتموها فادخلوها..

    [سورة الزمر (39) : آية 74]
    وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (74)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (من الجنّة) متعلّق ب (نتبوّأ) ، (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (نتبوّأ) ، (فنعم أجر العاملين) مثل فبئس مثوى المتكبّرين «15» ، والمخصوص بالمدح هو الجنّة.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فدخلوها وقالوا ...
    وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «صدقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «أورثنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «نتبّوأ ... » في محلّ نصب حال من ضمير المتكلّم في (أورثنا) .
    وجملة: «نشاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «نعم أجر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الفوائد
    - حيث:
    وطيّء تقول: (حوث) ، وهي مبنية على الضم، ومن العرب من يعربها. وقراءة من قرأ (من حيث لا يشعرون) . وهي ظرف للمكان اتفاقا، قال الأخفش: وقد ترد للزمان، والغالب كونها في محل نصب على الظرفية أو خفض بمن، وقد تخفض بغيرها كقول زهير:
    فشد ولم يفزع بيوتا كثيرة ... لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم
    الشاهد: جاءت حيث في محل جر بالإضافة بعد لدى، والضمير في الفعل شد يعود إلى حصين بن ضمضم، أحد مورثي حرب داحس والغبراء، وأم قشعم:
    المنيّة.
    وقد تقع حيث مفعولا به، ومنه قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ومنه قوله تعالى اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ إذ المعنى أنه تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه، لا شيئا في المكان، وناصبها يعلم محذوفا مدلولا عليه بأعلم، لا بأعلم نفسه، لأن أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به.
    وتلزم (حيث) الإضافة إلى جملة، اسمية، أو فعلية، وإضافتها إلى الفعلية أكثر، ومن ثم رجح النصب في نحو (جلست حيث زيدا أراه) وإذا اتصلت بها (ما) الكافة ضمنت معنى الشرط، وجزمت فعلين، كقول الشاعر:
    حيثما تستقم يقدر لك الله ... نجاحا في غابر الأزمان
    وهذا البيت دليل على مجيئها للزمان.

    [سورة الزمر (39) : آية 75]
    وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (75)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (من حول) متعلّق بحافّين (بحمد) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي) ، (بالحقّ) نائب الفاعل (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور.
    جملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يسبّحون..» في محلّ نصب حال من الضمير في حافّين.
    وجملة: «قضي ... بالحقّ» لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى «16» .
    وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى.
    وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «17» .
    الصرف:
    (حافّين) ، جمع حافّ، اسم فاعل من (حفّ) بالشيء أحاط به، وزنه فاعل، وقد جاءت عينه ولامه من حرف واحد ... وقيل إنّ (حافّين) لا واحد له لأن الإحاطة بالشيء لا تكون إلّا من مجموع، وهذا القول مردود بواقع الأشياء.
    (حول) ، اسم يدلّ على ظرف مكان، وزنه فعل بفتح فسكون ...
    انتهت سورة «الزمر» ويليها سورة «غافر»
    __________
    (1) أي أوحي إليك التوحيد.
    (2) هي زائدة عند الفارسيّ لأنها تقدّمت جملة إنشائيّة وفصلت الفعل عن المفعول وقد ردّ ذلك ابن هشام في المغني.
    (3) يجوز أن يكون (أخرى) نائب الفاعل، والجارّ متعلّق ب (نفخ) .
    (4) أو في محلّ نصب حال من الضمير في قيام.
    (5) يجوز قطعها على الاستئناف.
    (6) أو اسم موصول في محلّ نصب بحذف مضاف أي جزاء ما عملت، والعائد محذوف.
    (7) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يفعلونه.
    (8) أو هي في محلّ نصب حال.
    (9) في الآية السابقة (70) ، ويجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف أصلا.
    (10) أو نعت ثان لرسل في محلّ رفع.
    (11) لأنها في الأصل مقول القول. [.....]
    (12) النكرة هنا دالّة على مدح.
    (13) أو معطوفة على جملة: سيق الذين.. في الآية (71) من هذه السورة.
    (14) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد، إذا قدّر الجواب جاءوها وقد فتحت أي هو مقيّد بالحال وهو صحيح ويجوز أن تكون هي جواب الشرط على زيادة الواو وهو رأي الكوفيّين.
    (15) في الآية (72) من هذه السورة.
    (16) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
    (17) لأنها في الأصل مقول القول.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #493
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة غافر
    الحلقة (493)
    من صــ 219 الى صـ 232


    سورة غافر
    آياتها 85 آية
    [سورة غافر (40) : الآيات 1 الى 3]

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)

    الإعراب:
    (تنزيل) مبتدأ مرفوع «1» ، (من الله) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (غافر) نعت ثالث للفظ الجلالة مجرور (شديد) بدل من لفظ الجلالة «2» مجرور (ذي) نعت للفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الياء (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف (إليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير) .
    جملة: «تنزيل الكتاب من الله....» لا محلّ لها ابتدائيّة.
    وجملة: «لا إله إلّا هو....» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إليه المصير» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (غافر) ، لفظه اسم فاعل من (غفر) الثلاثيّ وزنه فاعل ومعناه صفة مشبّهة لدلالته على الثبوت.
    (قابل) ، مثل غافر.
    (التوب) ، مصدر سماعيّ لفعل تاب يتوب باب قال وهو الرجوع عن الذنب، ومثله توبة، بوزن فعل بفتح الفاء وسكون العين.. وقال الأخفش هو جمع توبة.
    [سورة غافر (40) : الآيات 4 الى 5]
    ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (5)

    الإعراب:
    (ما) نافية (في آيات) متعلّق ب (يجادل) ، (إلّا) للحصر (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (الفاء) لربط المسبّب بالسبب (لا) ناهية جازمة (في البلاد) متعلّق بتقلّبهم.
    جملة: «ما يجادل.. إلّا الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لا يغررك تقلّبهم..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبه فلا يغررك.. «3» .
    (5) (قبلهم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كذّبت) ، (من بعدهم) متعلّق بحال من الأحزاب (الواو) عاطفة في الموضعين (برسولهم) متعلّق ب (همّت) ، (اللام) للتعليل (يأخذوه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
    والمصدر المؤوّل (أن يأخذوه) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (همّت) .
    (بالباطل) متعلّق ب (جادلوا) ، (ليدحضوا) مثل ليأخذوه.. والجارّ متعلّق ب (جادلوا) ، (به) متعلّق ب (يدحضوا) ، (الفاء) عاطفة والثانية استئنافيّة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (عقاب) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.. و (الياء) مضاف إليه.
    وجملة: «كذّبت.. قوم» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «همّت كلّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت..
    قوم.
    وجملة: «يأخذوه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «جادلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت.
    وجملة: «يدحضوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «أخذتهم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت.
    وجملة: «كان عقاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
    الفوائد
    - الجدال في آيات القرآن:
    دلت هذه الآية على كفر الذين يكذبون بآيات الله عز وجل، ولا يسلمون بما فيها من أحكام، بل يحاولون دحضها وإبطالها والاعتراض عليها.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلّى الله عليه وسلم) قال: إن جدالا في القرآن كفر. أخرجه أبو داود.
    عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمع رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) قوما يتمارون فقال: إنما أهلك من كان قبلكم بهذا. ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض. وإنما أنزل الكتاب يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوه، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه.
    [سورة غافر (40) : آية 6]
    وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (6)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مطلق عامله حقّت (على الذين) متعلّق ب (حقّت) .
    والمصدر المؤوّل (أنّهم أصحاب ... ) في محلّ رفع بدل من (كلمة) ربّك.. بدل اشتمال بحسب المعنى أو كلّ بحسب اللفظ.
    جملة: «حقّت كلمة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .

    [سورة غافر (40) : الآيات 7 الى 9]
    الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُو نَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِ مْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (من) موصول في محلّ رفع معطوف على المبتدأ (الذين) ، (حوله) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (بحمد) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون (به) متعلّق ب (يؤمنون) ، (للذين) متعلّق ب (يستغفرون) ، (ربّنا) منادى مضاف منصوب (رحمة) تمييز محوّل عن فاعل (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (للذين) متعلّق ب (اغفر) ، (عذاب) مفعول به ثان منصوب.
    جملة: «الذين يحملون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يحملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «يسبّحون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
    وجملة: «يؤمنون به ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبّحون.
    وجملة: «يستغفرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبحون.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
    وجملة القول المقدّرة في محلّ نصب حال من فاعل يستغفرون أي:
    يقولون ربّنا وسعت ...
    وجملة: «وسعت ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «اغفر ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وسعت رحمتك كلّ شيء فاغفر للذين تابوا ...
    وجملة: «تابوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
    وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «قهم..» معطوفة على جملة اغفر ...
    (8) (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ربّنا) مثل الأول (التي) موصول في محلّ نصب نعت لجنّات (من) موصول في محلّ نصب معطوفة على الضمير المفعول في (أدخلهم أو وعدتهم) ، (من آبائهم) متعلّق بحال من فاعل صلح (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ «5» خبره (العزيز) .
    وجملة النداء.. لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
    وجملة: «أدخلهم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اغفر ...
    وجملة: «وعدتهم..» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «صلح» .. لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «إنّك أنت العزيز ... » لا محلّ لها تعليل للاسترحام.
    وجملة: «أنت العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (9) (الواو) عاطفة والثانية استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به عامله تق (يومئذ) ظرف زمان منصوب مضاف إلى ظرف آخر متعلّق ب (تق) ، والتنوين فيه عوض من جملة محذوفة «6» ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (الواو) استئنافيّة (هو) ضمير فصل «7» .
    وجملة: «قهم ... (الثانية) » في محلّ جزم معطوفة على جملة اغفر.
    وجملة: «تق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «رحمته ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «ذلك ... الفوز» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (تق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله تقي، وفيه إعلال آخر بالحذف لأنه مضارع لمعتلّ الفاء حذفت فاؤه في المضارع ماضيه وقى.. وزنه تع بحذف فائه ولامه.
    البلاغة
    الإسجال بعد المغالطة: في قوله تعالى «رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ» .
    وهذا الفن: هو فن طريف من فنون البلاغة، أطلق عليه فن «الإسجال بعد المغالطة» ، وهو أن يقصد المتكلم غرضا من ممدوح، فيأتي بألفاظ تقرر بلوغه ذلك الغرض، إسجالا منه على الممدوح به، وبيان ذلك، أن يشترط شرطا يلزم من وقوعه وقوع ذلك الغرض، ثم يخبر بوقوعه مغالطة، وقد يقع الإسجال لغير مغالطة. وهذا النوع هو الذي وقع في الكتاب العزيز.
    الفوائد
    - حملة العرش:
    قيل: هم أربعة من الملائكة، وهم من أشرف الملائكة وأفضلهم لقربهم من الله عز وجل، وجاء في الحديث، أنهم ليس لهم كلام غير التسبيح والتحميد والتمجيد، ما بين أظلافهم إلى ركبهم كما بين سماء إلى سماء، وقال ابن عباس:
    جملة العرش ما بين كعب أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمسمائة عام،
    وروى جابر عن النبي (صلّى الله عليه وسلم) قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.
    أخرجه أبو داود.

    [سورة النساء (4) : آية 10]
    إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (10)

    الإعراب:
    (الواو) في (ينادون) نائب الفاعل (اللام) لام الابتداء للتوكيد (من مقتكم) متعلّق بأكبر (أنفسكم) مفعول به للمصدر مقتكم (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (مقت) الأول «8» ، (تدعون) مثل ينادون (إلى الإيمان) متعلّق ب (تدعون) ، (الفاء) عاطفة.
    جملة: «إنّ الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «ينادون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «لمقت الله أكبر ... » لا محلّ لها تفسير للنداء «9» .
    وجملة: «تدعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «تكفرون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تدعون.
    الصرف:
    (ينادون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يناداون- بألف بعد الدال- التقى ساكنان- الألف والواو- فحذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا دلالة عليها، وزنه يفاعون بفتح العين.
    (تدعون) ، يأخذ حكم ينادون في الإعلال، كلاهما معتلّ اللام مبنيّ للمجهول.

    [سورة غافر (40) : الآيات 11 الى 12]
    قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)

    الإعراب:
    (ربّنا) منادى مضاف منصوب (اثنتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، في الموضعين، عامل الأول أمتنا، وعامل الثاني أحييتنا (الفاء) عاطفة (بذنوبنا) متعلّق ب (اعترفنا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام (إلى خروج) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سبيل) وهو مجرور لفظا مرفوع محلا.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ربّنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أمتّنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أحييتنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتنا.
    وجملة: «اعترفنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمتنا.
    وجملة: «هل إلى خروج من سبيل» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن قبل اعترافنا بذنوبنا فهل نخرج من النار ...
    (12) (ذلكم) مبتدأ (الله) لفظ الجلالة نائب الفاعل (وحده) حال منصوبة من لفظ الجلالة..
    والمصدر المؤوّل (أنّه إذا دعي ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلكم.
    ونائب الفاعل لفعل (يشرك) محذوف دلّ عليه سياق الكلام أي شريك (به) متعلّق ب (يشرك) ، (الفاء) استئنافيّة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ (الحكم) ..
    وجملة: «ذلكم بأنّه ... » لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي لا ليس ثمّة خروج من النار بسبب كفركم.
    وجملة الشرط إذا وفعله وجوابه في محلّ رفع خبر أنّ.
    وجملة: «دعي الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «كفرتم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «إن يشرك به ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خبر أنّ.
    وجملة: «تؤمنوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «الحكم لله ... » لا محلّ لها استئنافيّة «10» .
    البلاغة
    المجاز المرسل: في قوله تعالى «رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ» .
    لأن المراد بالميتتين الاثنتين: خلقهم أمواتا أولا، وإماتتهم عند انقضاء آجالهم ثانيا.
    والمراد بالإحيائتين: الإحياءة الأولى، وإحياءة البعث. وقد أوضح سبحانه ذلك بقوله: «وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ» ففي تسمية خلقهم أمواتا إماتة مجاز، لأنه باعتبار ما كان، وقد أوضح ذلك الزمخشري أبلغ إيضاح في فصله الممتع بهذا الصدد، ننقله بنصه، لنفاسته. قال: «فإن قلت: كيف صح أن يسمى خلقهم أمواتا إماتة، قلت: كما صح أن تقول: سبحان من صغر حجم البعوضة وكبر حجم الفيل، وقولك للحفار: ضيق فم الركبة، ووسع أسفلها، وليس ثم نقل من صغر إلى كبر، ولا عكسه، ولا من ضيق إلى سعة، ولا عكسه، وإنما أراد الإنشاء على تلك الصفات. والسبب في صحته أن الكبر والصغر جائزان معا على المصنوع الواحد، من غير ترجح لأحدهما. وكذلك الضيق والسعة، فإذا اختار الصانع أحد الجائزين وهو متمكن منهما على السواء فقد صرف المصنوع عن الجائز الآخذ فجعل صرفه منه كنقله منه» .

    [سورة غافر (40) : الآيات 13 الى 17]
    هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (13) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (14) رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (17)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق بحال من (رزقا) ، (من السماء) متعلّق ب (ينزّل) ، (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (من) موصول في محلّ رفع فاعل يتذكّر.
    جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يريكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «ينزّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم.
    وجملة: «ما يتذكّر إلّا من ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «11» .
    وجملة: «ينيب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    (14) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (مخلصين) حال منصوبة من فاعل ادعوا (له) متعلّق بمخلصين (الدين) مفعول به لاسم الفاعل مخلصين (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم.
    وجملة: «ادعوا الله ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي:
    إن أردتم رضا الله فادعوه مخلصين.
    وجملة: «كره الكافرون ... » في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    (15) (رفيع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي الله (ذو) خبر ثان مرفوع وعلامة الرفع الواو (من أمره) متعلّق بحال من الروح «12» ، (على من) متعلّق ب (يلقي) ، (من عباده) متعلّق بحال من العائد المحذوف (اللام)للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والمفعول به الأول محذوف أي الناس (يوم) مفعول به ثان منصوب بحذف مضاف أي: شدة يوم التلاق أو أهوال يوم التلاق. (التلاق) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة.
    والمصدر المؤوّل: «أن ينذر ... » في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يلقي) .
    وجملة: «هو رفيع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يلقي ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ المحذوف.
    وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «ينذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    (16) (يوم) الثاني بدل من يوم التلاق منصوب (لا) نافية (على الله) متعلّق ب (يخفى) ، (منهم) متعلّق بحال من شيء (لمن) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ الملك (اليوم) متعلّق بالمصدر الملك، (لله) متعلّق بخبر لمبتدأ محذوف تقديره الملك.
    وجملة: «هم بارزون..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «لا يخفى ... شيء» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هم) «13» .
    وجملة: «لمن الملك ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله: لمن الملك ...
    وجملة: « (الملك) لله» في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر آخر.
    أي يقول الله يجيب نفسه: الملك لله.. وجملة القول المقدّرة استئناف بيانيّ.
    (17) (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تجزى) ، (كلّ) نائب الفاعل مرفوع (ما) حرف مصدريّ «14» .
    والمصدر المؤوّل (ما كسبت..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ب (تجزى) ، و (الباء) سببيّة.
    (لا) نافية للجنس (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بخبر لا..
    وجملة: «تجزى كلّ نفس ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول المقدّر.
    وجملة: «كسبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «لا ظلم اليوم..» لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول.
    وجملة: «إنّ الله سريع..» لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (15) رفيع: صفة مشبّهة للثلاثيّ رفع باب كرم أي علا قدره، وزنه فعيل.. وقد يكون مبالغة اسم الفاعل على فعيل من رفع يرفع باب فتح أي رافع درجات المؤمنين كثيرا..
    (التلاق) ، أصله التلاقي، مصدر قياسيّ لفعل تلاقى الخماسيّ، وقياسه أن يكون ما قبل آخره مضموما، ولكنّه كسر لمناسبة الياء، بعد رجوع الألف إلى أصلها اليائيّ.
    البلاغة
    المجاز المرسل:- في قوله تعالى «وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً» .
    أي قطرا، والرزق مسبب عن المطر، فالعلاقة في هذا المجاز مسببية.
    - وفي قوله تعالى «يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ» .
    فالمراد بالروح الوحي، وسمي الوحي روحا لأنه يجري من القلوب مجرى الأرواح من الأجساد، فهو مجاز مرسل علاقته السببية، وجعله الزمخشري استعارة تصريحية.
    الفوائد
    - الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل:
    ورد في هذه الآية قوله تعالى رَفِيعُ الدَّرَجاتِ و (رفيع) صفة مشبهة. ولعلنا من خلال إيضاح الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل نستطيع أن نتبيّن معنى كل منهما:
    1- اسم الفاعل يصاغ من المتعدي واللازم كضارب وقائم ومستخرج ومستكبر.
    وهي لا تصاغ إلا من اللازم كحسن وجميل.
    2- أنه يكون للأزمنة الثلاثة، وهي لا تكون إلا للحاضر، أي الماضي المتصل بالزمن الحاضر.
    3- أن منصوب اسم الفاعل يجوز أن يتقدم عليه نحو «زيد عمرا ضارب» ولا يجوز (زيد وجهه حسن) .
    4- أن معموله يكون سببيا أو أجنبيا نحو (زيد ضارب غلامه وعمرا) . ولا يكون معمولها إلا سببيا تقول: «زيد حسن وجهه» أو (الوجه) . ويمتنع (زيد حسن عمرا) .
    5- أنه لا يخالف فعله في العمل، وهي تخالفه، فإنها تنصب مع قصور فعلها تقول: «زيد حسن وجهه» ويمتنع «زيد حسن وجهه» بالنصب.
    6- أنه يجوز حذفه وبقاء معموله، ولهذا أجازوا «أنا زيدا ضاربه» و «هذا ضارب زيد وعمرا» بخفض زيد ونصب عمر، وبإضمار فعل أو وصف منون.
    ولا يجوز (مررت برجل حسن الوجه والفعل) بخفض الوجه ونصب الفعل.
    7- أنه يفضل مرفوعه ومنصوبة مثل (زيد ضارب في الدار أبوه عمرا) ويمتنع عند الجمهور (زيد حسن في الحرب وجهه) رفعت أو نصبت-
    __________
    (1) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا.
    (2) لأن الإضافة في الصفة المشبّهة ليست محضة بل لفظيّة أي شديد عقابه، فشديد ليس معرفة تماما.
    (3) يجوز أن تكون الجملة في محلّ جزم جواب شرط أي مقدّر أي: إن كان المجادلون في آيات الله كفّارا فلا يغررك تقلّبهم.. فهم مأخوذون عن قريب بكفرهم أخذ من قبلهم.
    (4) يجوز أن تكون جوابا لشرط مقدّر أي: لمّا عاقبتهم كان عقابي عادلا، أو فهو واقع موقعه والاستفهام للتقرير.
    (5) أو في محلّ نصب مستعار لتوكيد الضمير المتّصل اسم إنّ.
    (6) أي يوم إذ تدخل من تشاء الجنّة أو النار.
    (7) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الفوز، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ ذلك.
    (8) أي مقت الله إيّاكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم الآن وأنتم في النار.. ولا مانع من توسط الخبر بين المبتدأ والظرف. [.....]
    (9) أو هي للاستئناف البيانيّ.
    (10) أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: فإن جاء الحساب فالحكم لله.
    (11) أو في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (يريكم) ، أو في (لكم) .
    (12) أو متعلّق ب (يلقي) ومن سببيّة.
    (13) أو في محلّ نصب حال من الضمير في (بارزون) .
    (14) أو اسم موصول في محلّ جرّ ... والعائد محذوف أي كسبته.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #494
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة غافر
    الحلقة (494)
    من صــ 233 الى صـ 246


    [سورة غافر (40) : الآيات 18 الى 20]
    وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (18) يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به ثان منصوب (إذ) ظرف في محلّ نصب بدل من يوم (لدى) ظرف مبني في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ القلوب (كاظمين) حال من القلوب «1» ، (ما) نافية مهملة (للظالمين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حميم) وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (شفيع) معطوف على حميم لفظا، وفاعل (يعلم) ضمير مستتر يعود على الله (ما) موصول في محلّ نصب معطوف على خائنة.
    جملة: «أنذرهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «القلوب لدى الحناجر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ما للظالمين من حميم ... » في محلّ نصب حال من يوم الآزفة والرابط مقدّر أي فيه «2» .
    وجملة: «يطاع ... » في محلّ جرّ- أو رفع- نعت لشفيع.
    وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «تخفي الصدور..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (20) (الواو) استئنافيّة (بالحقّ) متعلّق ب (يقضي) ، (الواو) عاطفة (من دونه) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي يدعونهم من دونه (لا) نافية (بشيء) متعلّق ب (يقضون) ، (هو) ضمير فصل «1» .
    وجملة: «الله يقضي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يقضي بالحقّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
    وجملة: «الذين يدعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله يقضي ...
    وجملة: «الذين يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لا يقضون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
    وجملة: «إنّ الله.. السميع» لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (18) الآزفة: مؤنّث الآزف، اسم فاعل من (أزف) باب فرح أي قرب، وزنه فاعلة، والآزفة في الآية نعت لمنعوت محذوف أي القيامة الآزفة.
    (20) يقضون: فيه إعلال بالحذف أصله يقضيون بضم الياء نقلت حركتها إلى الضاد ثم حذفت لالتقاء الساكنين.
    البلاغة
    1- الكناية: في قوله تعالى «إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ» .
    الكلام كناية عن شدة الخوف أو فرط التألم.
    2- الاستعارة: في قوله تعالى «يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ» .
    أي النظرة الخائنة، كالنظرة إلى غير المحرم واستراق النظر إليه وغير ذلك، وجعل النظرة خائنة إسناد مجازي، أو استعارة مصرحة أو مكنية وتخييلية بجعل النظر بمنزلة شيء يسرق من المنظور إليه.

    [سورة غافر (40) : الآيات 21 الى 22]
    أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (21) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (22)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى التخويف (الواو) عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا) ، (الفاء) عاطفة (ينظروا) مضارع مجزوم معطوف على (يسيروا) «4» ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (هم) ضمير فصل «5» ، (قوّة) تمييز منصوب (في الأرض) متعلّق بنعت ل (آثارا) ، (الفاء) عاطفة (بذنوبهم) متعلّق بحال من ضمير المفعول (الواو) عاطفة (ما) نافية (لهم) متعلّق بخبر كان (من الله) متعلّق بواق (واق) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة بسبب التنوين فهو اسم منقوص.
    جملة: «لم يسيروا..» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يسيروا.
    وجملة: «ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا.
    وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف، بتقدير حرف الجرّ.
    وجملة: «كانوا.. أشدّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أخذهم الله..» لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا ...
    وجملة: «ما كان لهم من الله من واق» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذهم الله.
    (22) الإشارة في (ذلك) إلى الأخذ (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم..
    والمصدر المؤوّل (أنّهم كانت تأتيهم رسلهم..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك (الفاء) عاطفة في الموضعين.
    وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «كانت تأتيهم رسلهم ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    وجملة: «كانت تأتيهم رسلهم ... » في محلّ نصب خبر كانت.
    وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانت.
    وجملة: «أخذهم الله ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا..
    وجملة: «إنّه قويّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

    [سورة غافر (40) : الآيات 23 الى 25]
    وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (23) إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (25)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بآياتنا) حال من موسى أو من فاعل أرسلنا.
    جملة: «أرسلنا....» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    (24) (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا) ، (الفاء) عاطفة (ساحر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (كذّاب) خبر ثان مرفوع.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
    وجملة: « (هو) ساحر» في محلّ نصب مقول القول.
    (25) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جاءهم (من عندنا) متعلّق بحال من الحقّ «6» ، (معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من فاعل آمنوا «7» . (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ (كيد) .
    وجملة: «جاءهم بالحقّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «اقتلوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «استحيوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اقتلوا.
    وجملة: «ما كيد.. إلّا في ضلال» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (24) كذّاب: صيغة مبالغة من الثلاثي كذب وزنه فعّال بفتح الفاء، وتشديد العين المفتوحة.
    (25) استحيوا: فيه إعلال بالحذف، مضارعه يستحييون- بياءين- نقلت حركة الضم في الياء الثانية إلى الأولى لتخفيف الثقل، ثمّ حذفت (الياء) الثانية لالتقاء الساكنين فأصبح يستحيون. فلمّا انتقل الفعل إلى الأمر بقي الإعلال السابق.. وزنه استفعوا.

    [سورة غافر (40) : آية 26]
    وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (26)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (أقتل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل أنا (الواو) عاطفة (اللام) لام الأمر (أن) حرف مصدريّ ونصب. في الموضعين (في الأرض) متعلّق ب (يظهر) «8» .
    جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ذروني..» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أقتل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تتركوني أو إن تذروني أقتل..
    وجملة: «يدع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ذروني.
    وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «يبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «يظهر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
    والمصدر المؤوّل (أن يبدّل ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.
    والمصدر المؤوّل (أن يظهر ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
    [سورة غافر (40) : آية 27]
    وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ (27)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (بربيّ) متعلّق ب (عذت) ، (من كلّ) متعلّق ب (عذت) ، (لا) نافية (بيوم) متعلّق ب (يؤمن) .
    جملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّي عذت ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «عذت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «لا يؤمن ... » في محلّ جرّ نعت لكلّ متكبّر.
    الصرف:
    (عذت) ، فيه إعلال بالحذف فهو معتلّ أجوف أسند إلى تاء الفاعل، التقى ساكنان عين الفعل ولامه فحذفت عينه وحرّك الأول بالضمّ دلالة على نوع الحرف المحذوف، وزنه فلت.

    [سورة غافر (40) : الآيات 28 الى 33]
    وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ (29) وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ (31) وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ (32)
    يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (33)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (من آل) متعلّق بنعت ثان لرجل (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أن) حرف مصدريّ ونصب.
    والمصدر المؤوّل (أن يقول) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (تقتلون) .
    (الواو) واو الحال (قد) حرف تحقيق (بالبيّنات) متعلّق بحال من فاعل جاء (من ربّكم) متعلّق بحال من البيّنات «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (يك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون على النون المحذوفة للتخفيف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ كذبه (إن يك صادقا) مثل إن يك كاذبا، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، والعائد محذوف تقديره إيّاه (لا) نافية (من) اسم موصول مفعول به في محلّ نصب.
    جملة: «قال رجل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يكتم ... » في محلّ رفع نعت ثالث لرجل «2» .
    وجملة: «تقتلون ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «ربّي الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «جاءكم ... » في محلّ نصب حال من (رجلا) ، أو من فاعل يقول.
    وجملة: «إن يك كاذبا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أتقتلون ...
    وجملة: «عليه كذبه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «إن يك صادقا..» في محلّ نصب معطوفة على جملة إن يك كاذبا.
    وجملة: «يصبكم بعض ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «يعدكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «إنّ الله لا يهدي..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «هو مسرف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    (29) (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (الياء) المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الملك (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر (ظاهرين) حال منصوبة من الضمير في (لكم) ، (في الأرض) متعلّق بظاهرين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (من بأس) متعلّق ب (ينصرنا) بتضمينه معنى ينقذنا (جاءنا) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (ما) نافية (إلّا) للحصر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أريكم أي أعلمكم (الواو) عاطفة (سبيل) مفعول به ثان.
    وجملة النداء: «يا قوم» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «لكم الملك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «من ينصرنا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء بأس الله فمن ينصرنا منه.
    وجملة: «ينصرنا ... » في محل رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «إن جاءنا ... » لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر.
    وجملة: «قال فرعون....» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما أريكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أرى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «ما أهديكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ما أريكم.
    (30) (الواو) عاطفة (عليكم) متعلّق ب (أخاف) ، (مثل) مفعول به منصوب..
    وجملة: «قال الذي آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال فرعون.
    وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «يا قوم (الثانية) » لا محلّ لها اعتراضيّة للتحذير.
    وجملة: «إنّي أخاف ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أخاف عليكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (31) (مثل) الثاني بدل من الأول منصوب (من بعدهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (للعباد) متعلّق ب (ظلما) .
    وجملة: «ما الله يريد ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «يريد ظلما ... » في محلّ نصب خبر ما.
    (32- 33) (الواو) عاطفة (يا قوم.. يوم التناد) مثل يا قوم.. يوم الأحزاب.
    مفردات وجملا، وعلامة الجرّ في (التناد) الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة. (يوم) بدل من يوم الأول منصوب مثله (مدبرين) حال مؤكّدة من فاعل تولّون (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عاصم (من الله) متعلّق بعاصم (عاصم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم، و (يضلل) حرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ما له من هاد) مثل ما لكم من عاصم، وعلامة الجرّ في (هاد) الكسرة المقدّرة على (الياء) المحذوفة فهو اسم منقوص.
    وجملة: «تولّون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه..
    وجملة: «ما لكم من الله من عاصم» في محلّ نصب حال من فاعل تولّون.
    وجملة: «يضلل الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء «1» .
    وجملة: «ما له من هاد» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    الصرف:
    (29) الرشاد: مصدر سماعيّ للثلاثيّ رشد باب نصر، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر للفعل هو رشد بضمّ فسكون.
    (32) التناد: أصله التنادي، مصدر الخماسيّ تنادي، وكان حقّ ما قبل الآخر أن يكون مضموما ولكنّه كسر لمناسبة (الياء) .. وفيه إعلال بالقلب أولا لأن الألف فيه أصلها (واو) من الندوة وهو مكان الالتقاء حيث يتنادى الحاضرون فيه وفيه إعلال بالحذف ثانيا لمناسبة فواصل الآي، وزنه التفاع.
    البلاغة
    الكلام المنصف: في قوله تعالى «أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ» .
    فقد استدرجهم هذا الرجل المؤمن، باستشهاده على صدق موسى، بإحضاره عليه السلام من عند من تنسب إليه الربوبية، ببينات عدة لا ببينة واحدة، وأتى بها معرفة، ليلين بذلك جماحهم، ويكسر من سورتهم، ثم أخذهم بالاحتجاج بطريق التقسيم، فقال: لا يخلو أن يكون صادقا أو كاذبا، فإن يك كاذبا فضرر كذبه عائد عليه، أو صادقا فأنتم مستهدفون لإصابتكم ببعض ما يعدكم به، وإنما ذكر بعض مع تقدير أنه نبي صادق، والنبي صادق في جميع ما يعد به، لأنه سلك معهم. طريق المناصحة لهم والمداراة.

    [سورة غافر (40) : آية 34]
    وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ (34)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (جاءكم) ، (بالبيّنات) متعلّق بحال من يوسف (الفاء) عاطفة (في شكّ) متعلّق بخبر ما زلتم (ممّا) متعلّق بشكّ (به) متعلّق بحال من فاعل (جاءكم) «12» ، (حتّى) حرف ابتداء (من بعده) متعلّق ب (يبعث) ، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضلّ (من) اسم موصول مفعول به (مرتاب) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «جاءكم يوسف ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
    وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما زلتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    وجملة: «جاءكم به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «هلك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قلتم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «لن يبعث الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يضل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هو مسرف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    الصرف:
    (زلتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فحذفت عين الفعل للساكنين وزنه فلتم.
    (مرتاب) ، اسم فاعل من الخماسيّ ارتاب، مضارعه يرتاب أعلت عينه لأنه من الريب وأصله يرتيب، بفتح التاء وكسر الياء، ثمّ قلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح، ما قبلها، فلمّا صيغ منه اسم الفاعل بقي الإعلال على حاله، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.. هذا ويجوز أن يكون لفظ (مرتاب) اسم مفعول أيضا في تعبير آخر.
    [سورة غافر (40) : آية 35]
    الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)

    الإعراب:
    (في آيات) متعلّق ب (يجادلون) ، (بغير) متعلّق بحال من فاعل يجادلون، وفاعل (كبر) ضمير يعود على مصدر يجادلون المفهوم من السياق أي: كبر جدالهم مقتا «13» ، (مقتا) تمييز محوّل عن فاعل منصوب (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مقتا) ، وكذلك (عند) الثاني فهو معطوف عليه (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يطبع (على كلّ) متعلّق ب (يطبع) ، (جبّار) نعت ل (متكبّر) مجرور مثله.
    جملة: «الذين يجادلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة «14» .
    وجملة: «يجادلون ... » لا محلّ لها صل الموصول (الذين) .
    وجملة: «كبر (جدالهم) ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «15» .
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «يطبع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الفوائد
    - لمحة عن «كلّ» :
    هي اسم موضوع لاستغراق أفراد المنكّر، كقوله تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ والمعرّف المجموع، نحو (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) وأجزاء المفرد المعرف، نحو (كل زيد حسن) ، فإذا قلت: (أكلت كلّ رغيف لزيد) كانت لعموم الأفراد، فإن أضفت الرغيف إلى زيد صارت لعموم أجزاء فرد واحد. ومن هنا وجب في قراءة غير أبي عمر وابن ذكوان في الآية التي نحن بصددها كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ بترك تنوين قلب- تقدير (كل) بعد (قلب) ليعم أفراد القلوب كما عمّ أجزاء القلب.
    وترد (كل) - باعتبار كل واحد مما قبلها وما بعدها- على ثلاثة أوجه:
    1- أن تكون نعتا لنكرة أو معرفة، فتدل على كماله، وتجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى، نحو (أطعمنا شاة كلّ شاة) وقول الأشهب بن رملية:
    وإن الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد
    2- أن تكون توكيدا لمعرفة، وتجب إضافتها إلى اسم مضمر، راجع إلى المؤكد كقوله تعالى فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ.
    3- أن تكون تابعة، بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إلى الظاهر، نحو كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ وغير مضافة وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ واعلم أن لفظ كل حكمه الإفراد والتنكير، وأن معناها بحسب ما تضاف إليه.
    __________
    (1) جمع بالياء والنون معاملة أصحاب القلوب.
    (2) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (3) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره السميع، والجملة الاسميّة هو السميع خبر إنّ.
    (4) يجوز أن يكون منصوبا بأن مضمرة بعد الفاء، و (الفاء) سببيّة تقدّمها استفهام.
    (5) ضمير الفصل لا يقع إلّا بين معرفتين، وهنا وقع بين معرفة ونكرة، ولكن النكرة مشابهة للمعرفة بسبب امتناع دخول أل عليها لأن اسم التفضيل هنا متلو بحرف الجر (من) .
    (6) أو متعلّق ب (جاءهم) .
    (7) أو متعلّق ب (آمنوا) .
    (8) أو متعلّق بحال من الفساد. [.....]
    (9) أو متعلّق ب (جاءكم) .
    (10) أو في محلّ نصب حال من رجل لأنه وصف.
    (11) وهي جملة إنّي أخاف عليكم يوم التناد.
    (12) أو متعلّق ب (جاءكم) .
    (13) يجوز أن يكون الفاعل محذوفا دلّ عليه السياق أي: كبر قولهم مقتا.
    (14) أو هو استئناف في حيّز قول المؤمن المتقدّم.
    (15) يجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره معاندون، والجملة استئنافيّة.. وبعضهم يجعل جملة يطبع خبرا بإعراب (كذلك) خبرا لمبتدأ محذوف أي الأمر كذلك والجملة اعتراضيّة.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #495
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة غافر
    الحلقة (495)
    من صــ 247 الى صـ 259



    [سورة غافر (40) : الآيات 36 الى 37]
    وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (36) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (37)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لي) متعلّق ب (ابن) ، (أسباب) بدل من الأسباب الأول منصوب (الفاء) فاء السببيّة (أطلع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد (الفاء) ، (إلى إله) متعلّق ب (أطلع) ..
    والمصدر المؤوّل (أن أطّلع ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر منتزع من الأمر المتقدّم أي ليكن منك بناء فاطّلاع منّي.
    (37) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد، (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله زيّن (لفرعون) متعلّق ب (زيّن) ، (عن السبيل) متعلّق ب (صدّ) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (في تباب) خبر المبتدأ كيد ...
    جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابه.. في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ابن ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «لعلّي أبلغ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أبلغ الأسباب ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
    وجملة: «أطّلع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «إنّي لأظنّه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «أظنّه كاذبا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «زيّن ... سوء عمله» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «صدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن.
    وجملة: «ما كيد فرعون إلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن «1» .
    الصرف:
    (تباب) مصدر سماعيّ لفعل تبّ باب نصر، وزنه فعال بفتح الفاء، وللفعل مصدر أخرى هي تبّ زنة فعل بفتح فسكون وتبب بفتحتين وتبيب زنة فعيل وكلّها بمعنى الهلاك والخسران.
    [سورة غافر (40) : الآيات 38 الى 44]
    وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (38) يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (40) وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42)
    لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (44)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (يا قوم) مرّ إعرابها «2» و (النون) في (اتّبعون) نون الوقاية (أهدكم) مضارع مجزوم جواب الطلب (سبيل) مفعول به ثان منصوب.
    جملة: «قال الذي....» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اتّبعون....» لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أهدكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة ب (الفاء) أي: إن تتّبعوني أهدكم ...
    (39) (إنّما) كافّة ومكفوفة (الحياة) بدل من اسم الإشارة المبتدأ- أو عطف بيان عليه- مرفوع (هي) ضمير فصل «3» وجملة: النداء: «يا قوم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «هذه الحياة ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إنّ الآخرة.. دار القرار» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
    (40) (من) اسم شرط جازم مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية، ونائب الفاعل في (يجزى) ضمير يعود على من (إلّا) للحصر (مثلها) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (من عمل صالحا) مثل من عمل سيّئة (من ذكر) متعلّق بحال من فاعل عمل (الواو) حالية (الفاء) رابطة لجواب الشرط (فيها) متعلّق ب (يرزقون) «4» ، (بغير) متعلّق بحال من نائب الفاعل «5» .
    وجملة: «من عمل ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
    وجملة: «عمل سيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «6» .
    وجملة: «لا يجزى ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «من عمل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة (من عمل) الأولى.
    وجملة: «هو مؤمن ... » في محلّ نصب حال.
    وجملة: «أولئك يدخلون ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
    وجملة: «يدخلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
    وجملة: «يرزقون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يدخلون.
    (41) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لي) متعلّق بخبر المبتدأ (إلى النجاة) متعلّق ب (أدعو) (إلى النار) متعلّق ب (تدعونني) .
    وجملة: «يا قوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يا قوم السابقة.
    وجملة: «مالي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أدعوكم ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لي) .
    وجملة: «تدعونني ... » في محلّ نصب حال من مقدّر أي وما لكم تدعونني والجملة المقدّرة معطوفة على جملة مالي ...
    (اللام) لام التعليل (أكفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بالله) متعلّق ب (أكفر) ، (أشرك) مضارع منصوب معطوف على (أكفر) ، (به) متعلّق ب (أشرك) ، (ما) اسم موصول «7» في محلّ نصب مفعول به (لي) متعلّق بخبر ليس (به) متعلّق ب (علم) وهو اسم ليس مؤخّر (الواو) عاطفة (إلى العزيز) متعلّق ب (أدعوكم) .
    والمصدر المؤوّل (أن أكفر ... ) في محلّ جرّ ب (اللام) متعلّق ب (تدعونني) .
    وجملة: «تدعونني (الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة تدعونني (الأولى) .
    وجملة: «أكفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «أشرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكفر.
    وجملة: «ليس لي به علم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «أنا أدعوكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تدعونني «8» .
    وجملة: «أدعوكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) .
    (43) (لا) نافية للجنس (جرم) اسم مبني على الفتح في محلّ نصب اسم لا «9» ، (ما) موصول في محلّ نصب اسم أنّ «10» ، و (النون) الثانية في (تدعونني) نون الوقاية (إليه) متعلّق ب (تدعونني) ، (له) متعلّق بخبر ليس (دعوة) اسم ليس مؤخّر مرفوع (في الدنيا) متعلّق بدعوة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الآخرة) متعلّق بما تعلّق به (في الدنيا) فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بخبر أنّ.. (هم) ضمير فصل «11» .
    والمصدر المؤوّل (أنّما تدعونني..) في محلّ جرّ ب (في) المحذوف متعلّق بمحذوف خبر لا «12» .
    والمصدر المؤوّل (أنّ مردنا إلى الله) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
    وجملة: «لا جرم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
    وجملة: «تدعونني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «ليس له دعوة ... في محلّ رفع خبر أنّ.»
    (44) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «13» (لكم) متعلّق ب (أقول) ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق ب (أفوّض) ، (بالعباد) متعلّق ببصير.
    وجملة: «ستذكرون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا عاينتم العذاب يوم القيامة فستذكرون ما أقول ...
    وجملة: «أقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف.
    وجملة: «أفوض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ستذكرون.
    وجملة: «إنّ الله بصير ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (38) أهدكم: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله أهديكم، وزنه أفعكم.
    (41) النجاة: مصدر سماعيّ لفعل نجا باب نصر، وزنه فعلة بفتح الفاء واللام والعين ساكنة، وفيه إعلال بالقلب أصله نجوة بفتح الواو، نقلت حركة الواو إلى الجيم- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا، مفتوح ما قبلها، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي نجاء بقلب الواو همزة زنة فعال لفتح الفاء، ونجو زنة فعل بفتح فسكون، ونجاية.
    البلاغة
    التكرير: في نداء قومه بقوله «يا قَوْمِ» .
    كرر نداءهم إيقاظا لهم عن سنة الغفلة، واهتماما بالمنادي له، ومبالغة في توبيخهم على ما يقابلون به دعوته، وترك العطف في النداء الثاني وهو «يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا» لأنه تفسير لما أجمل في النداء قبله من الهداية إلى سبيل الرشاد فإنها التحذير من الإخلاد إلى الدنيا والترغيب في إيثار الآخرة على الأولى.

    [سورة غافر (40) : الآيات 45 الى 46]
    فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (46)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (ما) حرف مصدريّ «14» ، (بآل) متعلّق ب (حاق) ..
    والمصدر المؤوّل (ما مكروا..) في محل جرّ مضاف إليه.
    جملة: «وقاه الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «حاق ... سوء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاه الله.
    (46) (النار) مبتدأ مرفوع «15» ، والواو في (يعرضون) نائب الفاعل (عليها) متعلّق ب (يعرضون) ، (غدوا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يعرضون) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل مقدّر تقديره يقول الله ... (أشدّ) مفعول به ثان منصوب بتضمين أدخلوا معنى أذيقوا..
    وجملة: «النار يعرضون عليها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «16» .
    وجملة: «يعرضون ... » في محلّ رفع جرّ المبتدأ النار.
    وجملة: «تقوم الساعة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «أدخلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله للملائكة أدخلوا ...

    [سورة غافر (40) : آية 47]
    وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ (47)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «17» ، (في النار) متعلّق بحال من فاعل (يتحاجوّن) ، (الفاء) عاطفة (للذين) متعلّق ب (يقول) ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لكم) متعلّق ب (تبعا) (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام (عنّا) متعلّق ب (مغنون) ، (نصيبا) مفعول به لاسم الفاعل مغنون بتضمينه معنى حاملون «18» ، (من النار) متعلّق بنعت ل (نصيبا) .
    جملة: « (اذكر) إذ يتحاجّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يتحاجّون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «يقول الضعفاء» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتحاجّون.
    وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كنّا لكم تبعا» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «هل أنتم مغنون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا كنّا..

    [سورة غافر (40) : آية 48]
    قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (48)

    الإعراب:
    (كلّ) مبتدأ مرفوع «19» ، (فيها) متعلّق بخبر المبتدأ كلّ (قد) حرف تحقيق (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (حكم) .
    جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «إنّا كلّ فيها ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كلّ فيها ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «إنّ الله قد حكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «قد حكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    الفوائد
    - مسألة وخلاف:
    شجر خلاف بين النحويين في إعراب (كلا) في من قرأ (إنا كلّا فيها) مع أن القراءة المشهورة هي الرفع. أما قراءة الرفع فلا إشكال فيها، فقال الأخفش: كلّ:
    مرفوع بالابتداء. وأجاز الكسائي والفراء (إنا كلا فيها) بالنصب على النعت والتأكيد للضمير في (إنا) . وكذلك قرأ ابن السميقع وعيسى بن عمر. والكوفيون يسمون التأكيد نعتا، ومنع ذلك سيبويه، قال: لأن كلّا لا تنعت ولا ينعت بها، ولا يجوز البدل فيه لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره. وقال معناه المبرد، قال: لا يجوز أن يبدل من المضمر هنا لأنه مخاطب، ولا يبدل من المخاطب ولا من المخاطب لأنهما لا يشكلان فيبدل منهما.
    وأجاز الفراء والزمخشري أن تقطع «كل» المؤكد بها عن الإضافة لفظا، تمسكا بقراءة بعضهم (إنا كلا فيها) . وخرجها ابن مالك على أن «كلا» حال من ضمير الظرف، وفيه ضعف من وجهين: تقديم الحال على عامله الظرف، وقطع «كل» عن الإضافة لفظا وتقديرا لتصير نكرة فيصبح حالا، والأجود أن تقدر «كلا» بدلا من اسم إنّ، وإنما جاز إبدال الظاهر من ضمير الحاضر، بدل كل، لأنه مفيد للإحاطة، مثل: «قمت ثلاثتكم» ، وبدل الكل لا يحتاج إلى ضمير، ويجوز ل (كل) أن تلي العوامل إذا لم تتصل بالضمير نحو (جاءني كل القوم) فيجوز مجيئها بدلا، بخلاف «جاءني كلهم» فلا يجوز إلا في الضرورة، فهذا أحسن ما قيل في هذه القراءة.
    [سورة غافر (40) : آية 49]
    وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (49)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة (في النار) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (لخزنة) متعلّق ب (قال) ، (يخفّف) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هو (عنّا) متعلّق ب (يخفّف) منصوب (من العذاب) متعلّق ب (يخفّف) «20» ومفعوله محذوف أي شيئا.
    جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «21» .
    وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يخفّف ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعوا ربّكم يخفّف ...
    البلاغة
    وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ» .
    وضع جهنم موضع الضمير، للتهويل والتفظيع، أو لبيان محلهم فيها، بأن تكون جهنم أبعد دركات النار، وفيها الكفرة، أو لكون الملائكة الموكلين بعذاب أهلها أقدر على الشفاعة، لمزيد قربهم من الله تعالى.

    [سورة غافر (40) : آية 50]
    قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (50)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (تك) مضارع مجزوم ناقص وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره هم يعود على رسلكم، وفيه تنازع، و (رسلكم) فاعل تأتيكم مرفوع (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلكم (بلى) حرف جواب، والمجاب عنه محذوف، أي: أتونا فكذّبناهم (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ دعاء.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «لم تك تأتيكم ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي أتركتكم رسلكم ولم تك تأتيكم ...
    وجملة: «تأتيكم رسلكم ... » في محلّ نصب خبر تك.
    وجملة: «قالوا ... (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «بلى والمجاب عنه ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قالوا (الثالثة) » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ادعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الدعاء فدعوا ... وجملة الشرط وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما دعاء الكافرين إلّا في ضلال» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .

    [سورة غافر (40) : الآيات 51 الى 52]
    إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (51) يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)

    الإعراب:
    (اللام) المزحلقة للتوكيد (الواو) عاطفة في الموضعين (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على رسلنا (في الحياة) متعلّق ب (ننصر) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه المذكور أي وننصرهم يوم يقوم..
    جملة: «إنّا لننصر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ننصر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «يقوم الأشهاد» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (52) (يوم) بدل من يوم السابق منصوب (لا) نافية (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (اللعنة) ومثله (لهم) الثاني..
    وجملة: «لا ينفع.. معذرتهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «لهم اللعنة ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا ينفع..
    وجملة: «لهم سوء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لهم اللعنة.
    __________
    (1) أو هي استئنافيّة أخرى.
    (2) في الآية (29) من هذه السورة.
    (3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره دار، والجملة الاسميّة خبر إنّ.
    (4) أو متعلّق بحال من نائب الفاعل.
    (5) أو بحال من المفعول المقدّر.
    (6) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا في الشرطين المتعاطفين. [.....]
    (7) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعدها نعت لها.
    (8) يجوز أن تكون الجملة حالا من مفعول تدعونني.
    (9) انظر مزيد إيضاح وتفصيل في تخريجات (لا جرم) في الآية (22) من سورة هود وفي الآية (23) من سورة النحل.
    (10) رسمت (أنّما) في المصحف موصولة، وحقّها أن تكون مفصولة.
    (11) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره أصحاب.. والجملة الاسميّة خبر أنّ.
    (12) وفي التخريجات الأخرى هو فاعل ل (جرم) على زيادة لا أو فاعل (لا جرم) - كلمة واحدة- بمعنى حقّ.
    (13) أو حرف مصدري.. والمصدر المؤوّل في محلّ نصب ولا حذف للعائد.
    (14) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
    (15) أو بدل من سوء العذاب، والجملة بعده حال، أو هو خبر لمبتدأ محذوف والجملة بعده حال أيضا.
    (16) أو هي بدل من سوء العذاب في محلّ رفع.
    (17) أجاز أبو البقاء أن يكون معطوفا على الظرف (غدوا) متعلّق بما تعلّق به ...
    (18) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر نعت له عامله مغنون أي مغنون عنّا غناء نصيبا من النار، ذكره أبو البقاء.
    (19) دلّ على عموم وهو على نيّة الإضافة أي كلّ فريق منّا، والتنوين فيه عوض من هذا المحذوف ...
    (20) يجوز أن يكون الجارّ نعتا للمفعول المحذوف و (من) تبعيضيّة. [.....]
    (21) أو معطوفة على جملة قال الذين في السابقة.
    (22) يحتمل أن تكون من كلام الله تعالى لنبيّه، ويحتمل أن تكون من كلام الخزنة.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #496
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة غافر
    الحلقة (496)
    من صــ 259 الى صـ 272


    [سورة غافر (40) : الآيات 53 الى 54]
    وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (53) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (54)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الهدى) مفعول به ثان منصوب وكذلك (الكتاب) ، (هدى) مفعول لأجله منصوب «1» ، (لأولي) متعلّق بذكرى «2» .
    جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أورثنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا.

    [سورة غافر (40) : آية 55]
    فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (55)

    الإعراب:
    (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لذنبك) متعلّق ب (استغفر) ، (بحمد) متعلّق بحال من فاعل سبّح (بالعشيّ) متعلّق ب (سبّح) .
    جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن آذاك قومك فاصبر كما صبر موسى ...
    وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة-.
    وجملة: «استغفر ... » معطوفة على جملة اصبر.
    وجملة: «سبّح ... » معطوفة على جملة اصبر.

    [سورة غافر (40) : آية 56]
    إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)

    الإعراب:
    (إنّ الذين ... أتاهم) مرّ إعرابها «3» ، (إن) حرف نفي (في صدورهم) خبر مقدّم للمبتدأ كبر (إلّا) أداة حصر (ما) نافية عاملة عمل ليس (بالغيه) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بالله) متعلّق ب (استعذ) ، (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (البصير) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «إنّ الذين يجادلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يجادلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «أتاهم ... » في محلّ جرّ نعت لسلطان.
    وجملة: «إن في صدورهم إلّا كبر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «ما هم ببالغيه ... » في محلّ رفع نعت لكبر.
    وجملة: «استعذ ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاؤوك يجادلونك فاستعذ بالله.
    وجملة: «إنّه هو السميع ... » لا محلّ لها تعليليّة.

    [سورة غافر (40) : الآيات 57 الى 58]
    لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (57) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (58)

    الإعراب:
    (اللام) لام الابتداء (من خلق) متعلّق بأكبر (الواو) عاطفة (لا) نافية.
    جملة: «خلق السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لكنّ أكثر الناس لا يعلمون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.
    (58) (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (ما) نافية (الذين) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على البصير «4» و (لا) زائدة لتأكيد النفي (المسيء) معطوف على (الذين) «5» ، (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته عامله تتذكّرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة..
    وجملة: «ما يستوي الأعمى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
    وجملة: «تتذكّرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (المسيء) ، اسم فاعل من الرباعيّ أساء، وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفي اللفظ إعلال بالتسكين بدءا من المضارع، فحقّ الياء أن تكون مكسورة، سكّنت ونقلت حركتها إلى السين قبلها- إعلال بالتسكين-.
    البلاغة
    1- فن الإلجاء: في قوله تعالى «لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ» .
    وهذا الفن هو فن رفيع من فنون البلاغة، وهو أن يبادر المتكلم خصمه بما يلجئه إلى الاعتراف بصحته، وبهذا صح التحاقه مع ما قبله من الكلام، فإن مجادلتهم في آيات الله كانت مشتملة على أمور كثيرة من الجدال والمغالطة واللجاج والسفسطة، وفي مقدمتها إنكار البعث. وهو في الواقع أصل المجادلة ومحورها الذي تدور عليه، فبادر سبحانه إلى مبادهتهم بما يسقط في أيديهم، ويقطع عليهم طرق المكابرة والمعاندة، وهو خلق السموات والأرض، وقد كانوا مقرين بأن الله خالقها، وبأنها خلق عظيم، فخلق الناس بالقياس شيء هين، ومن قدر على خلقها مع عظمها كان ولا شك على خلق الإنسان الضعيف أقدر، وهو أبلغ من الاستشهاد بخلق مثله. والأولوية في هذا الاستشهاد ثابتة بدرجتين: إحداهما:
    أن القادر على العظيم هو على الحقير أقدر. وثانيتهما: أن مجادلتهم كانت في البعث وهو الإعادة، ولا شك أن الابتداء أعظم وأبهر من الإعادة.
    2- التفنن وأسلوب الكلام: في قوله تعالى «وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ» .
    حيث قدم سبحانه وتعالى «الأعمى» لمناسبة العمى ما قبله من نفي العلم، حيث أتى قبله «وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ» ، وقدم «الَّذِينَ آمَنُوا» بعد لمجاورة البصير ولشرفهم. وفي مثله طرق أن يجاور كل ما يناسبه كما هنا، وأن يقدم ما يقابل الأول ويؤخر ما يقابل الآخر، كقوله تعالى «وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ» وأن يؤخر المتقابلان كالأعمى والأصم والسميع والبصير، وكل ذلك من باب التفنن في البلاغة وأساليب الكلام.
    3- الالتفات: في قوله تعالى «قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ» .
    العدول من الغيبة إلى الخطاب في مقام التوبيخ، يدل على العنف الشديد.
    الفوائد
    1- (ولكنّ) معنى لكنّ: الاستدراك، والتوكيد، والاستدراك، مثل: خالد كريم لكنّه جبان، والتوكيد، مثل: لو زارني خليل لأكرمته لكنّه لم يزرني. وهذا حرف من الحروف التي تدخل على الجملة الاسمية فتنصب الأول ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها، وهذه الحروف هي: «إنّ- أنّ- كأنّ- لكنّ- ليت- لعلّ» .
    فأمّا (إنّ وأنّ) فحرفان يفيدان التوكيد، وكأنّ: تفيد التشبيه، ولعلّ للتوقع، وليت للتمني.
    2- (ل) لام الابتداء مفتوحة، معناها التوكيد. ولا تدخل إلّا على الاسم أو الفعل المضارع، مثل: لخلق السموات والأرض، وإنّ ربك ليحكم بينهم.
    ودخول لام الابتداء على النكرة يجعلها صالحة للابتداء بها، مثل: لرجل قائم، كما أن لام الابتداء تجعل الخبر واجب التأخير، مثل: لزيد قائم، وتدخل على خبر إنّ، مثل: إنّ إبراهيم لمجتهد، ولا يجوز دخولها على خبر باقي أخوات إنّ، فلا يقال: لعل زيدا لقائم.
    3- (الّذين) اسم موصول للجمع المذكّر العاقل مبنيّ على الفتح، يحتاج إلى صلة وعائد ومحل من الاعراب ومحله من الاعراب على حسب موقعه من الكلام.
    [سورة غافر (40) : الآيات 59 الى 60]
    إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (60)

    الإعراب:
    (اللام) المزحلقة للتوكيد (لا) نافية للجنس (فيها) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (لكنّ ... لا يؤمنون) مثل ولكنّ ... لا يعلمون «6» .
    جملة: «إنّ الساعة لآتية ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا ريب فيها ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .
    وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الساعة لآتية.
    وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر لكنّ.
    (60) (الواو) عاطفة (أستجب) مضارع مجزوم جواب الطلب (لكم) متعلّق ب (أستجب) ، (عن عبادتي) متعلّق ب (يستكبرون) ، (السين) حرف استقبال (داخرين) حال منصوبة، وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «قال ربّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الساعة لآتية.
    وجملة: «ادعوني ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أستجب لكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعوني أستجب لكم.
    وجملة: «إنّ الذين يستكبرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «7» .
    وجملة: «يستكبرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «سيدخلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    البلاغة
    المجاز والمشاكلة: في قوله تعالى «وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» .
    مجاز مرسل علاقته السببية، لأن الدعاء سبب العبادة. وفي قوله أستجب لكم مشاكلة، لأن الإثابة مترتبة عليها. وإنما جعلنا الكلام مجازا بقرينة قوله بعد ذلك «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي» ، ويؤيد هذا المجاز
    حديث النعمان بن بشير عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) قال: «الدعاء هو العبادة»
    وقرأ هذه الآية، وقول ابن عباس: أفضل العبادة الدعاء.

    [سورة غافر (40) : الآيات 61 الى 63]
    اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61) ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63)

    الإعراب:
    (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ الله (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان تقديره سكنا «8» (اللام) للتعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ... والواو فاعل (فيه) متعلّق ب (تسكنوا) .
    والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) .
    (الواو) عاطفة (النهار مبصرا) معطوفان على المفعولين المتقدّمين بالترتيب (اللام) المزحلقة، وعلامة الرفع في (ذو) الواو فهو من الأسماء الخمسة (على الناس) متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (لكنّ ... لا يشكرون) مثل ولكنّ.. لا يعلمون «9» .
    جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «تسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «إنّ الله لذو فضل ... » لا محلّ لها في حكم التعليل.
    وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الله لذو ...
    وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ.
    (62) (الله، ربكم، خالق) ثلاثة أخبار مرفوعة للمبتدأ ذلكم (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في الخبر المقدّر أي لا إله موجود إلّا هو (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة متعلّق بحال من النائب الفاعل في (تؤفكون) «10» .
    وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (ذلكم) .
    وجملة: «تؤفكون ... » لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانت هذه صفات الله فأنّى تؤفكون ...
    (63) (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يؤفك) ، (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (بآيات) متعلّق ب (يجحدون) .
    وجملة: «يؤفك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «يجحدون ... » في محل نصب خبر كانوا ...
    البلاغة
    1- الاسناد المجازي: في قوله تعالى «مُبْصِراً» .
    فقد أسند الإبصار إلى النهار، مع أن الإبصار في الحقيقة لأهل النهار.
    وقرن الليل بالمفعول له، والنهار بالحال، لأن كل واحد منهما يؤدي مؤدى الآخر،ولأنه لو قيل لتبصروا فيه، فاتت الفصاحة التي في الاسناد المجازي، ولو قيل:
    ساكنا- والليل يجوز أن يوصف بالسكون على الحقيقة ألا ترى إلى قولهم، ليل ساج، وساكن لا ريح فيه- لم تتميز الحقيقة من المجاز.
    2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ» فقد كان السياق يقتضي أن يقول ولكن أكثرهم، فلا يتكرر ذكر الناس، ولكن في هذا التكرير تخصيص لكفران النعمة بهم، وأنهم هم الذين يكفرون فضل الله ولا يشكرونه، كقوله: «إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ» «إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» «إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ» .

    [سورة غافر (40) : الآيات 64 الى 65]
    اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (65)

    الإعراب:
    (الله الذي ... بناء) مرّ إعراب نظيرها «11» ، (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) في الموضعين (من الطيّبات) متعلّق ب (رزقكم) ، (ذلكم الله ربّكم) مرّ إعرابها «12» .
    جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «صوّركم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «أحسن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صوّركم.
    وجملة: «رزقكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل.
    وجملة: «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تبارك الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم الله.
    (65) - (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها «13» (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب (مخلصين) حال منصوبة من فاعل ادعوه (له) متعلّق بحال من (الدين) ، وهو مفعول اسم الفاعل مخلصين (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد ...
    وجملة: «هو الحيّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو) .
    وجملة: «ادعوه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها استئنافيّة «14» .
    الصرف:
    (صوركم) ، جمع صورة، اسم لشكل الإنسان وغيره أو هيئته، وزنه فعلة بضمّ فسكون.

    [سورة غافر (40) : آية 66]
    قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (66)

    الإعراب:
    (من دون) حال من الضمير العائد المحذوف (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب «15» و (النون) في (جاءني) نون الوقاية (من ربّي) متعلّق بحال من البيّنات.
    والمصدر المؤوّل (أن أعبد) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نهيت) أي: نهيت عن عبادة الذين تدعون.
    (لربّ) متعلّق ب (أسلم) .. والمصدر المؤوّل (أن أسلم) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّي نهيت ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «نهيت..» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «تدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «جاءني البيّنات ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ...
    وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله ...
    وجملة: «أمرت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نهيت.
    وجملة: «أسلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
    [سورة غافر (40) : آية 67]
    هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)

    الإعراب:
    (من تراب) متعلّق ب (خلقكم) بحذف مضاف أي خلق أباكم (ثمّ) حرف عطف في المواضع الخمسة (من نطفة) متعلّق بما تعلّق به (من تراب) فهو معطوف عليه، وكذلك (من علقة) ، (طفلا) حال من ضمير الخطاب (اللام) للتعليل (تبلغوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ومثله (تكونوا) ...
    والمصدر المؤوّل (أن تبلغوا....) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره يبقيكم.
    والمصدر المؤوّل (أن تكونوا ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المحذوف فهو معطوف على المصدر الأول.
    (الواو) عاطفة (منكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من) ، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (يتوفّى) ، (الواو) عاطفة (لتبلغوا) مثل الأول (الواو) عاطفة ...
    والمصدر المؤوّل (أن تبلغوا ... ) في محلّ جر معطوف على تعليل مقدّر متعلّق بفعل محذوف تقديره فعل ذلك أي: فعل ذلك لتعيشوا ولتبلغوا ...
    جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «يخرجكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «تكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
    وجملة: «منكم من ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
    وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثالث.
    وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثالث.
    وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مستأنف مقدّر أي لعلّكم تعلمون ذلك ولعلّكم تعقلون.
    وجملة: «تعقلون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.

    [سورة غافر (40) : آية 68]
    هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (له) متعلّق ب (يقول) ، (الفاء) عاطفة.
    جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يحيي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «يميت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
    وجملة: «قضى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «كن ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يكون..» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ...
    والجملة الاسميّة لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما يقول ...
    __________
    (1) أو مصدر في موضع الحال.
    (2) أو متعلّق بنعت لذكرى..
    (3) في الآية (35) من هذه السورة.
    (4، 5) للمجاورة، ويجوز عطفه على الأعمى لأن الواو لمطلق العطف. هذا وإنّ التقابل بالعطف يكون بإحدى طرق ثلاث، الأولى أن يناسب المجاور نظيره كهذه الآية فقدّم المؤمنين ليناسب البصير، والثانية أن يتأخّر المتقابلان كقوله تعالى: مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ، والثالثة أن يقدّم مقابل الأول ويؤخّر مقابل الآخر كقوله تعالى: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وكلّ ذلك لعوامل بلاغية في أسلوب رفيع.
    (6) في الآية (57) من هذه السورة.
    (7) أو تعليليّة لما قبلها بتضمين الدعاء معنى العبادة.
    (8) وذلك بدليل قوله تعالى: لتسكنوا.
    (9) في الآية (57) من هذه السورة.
    (10) وقد يضمّن (أنّي) معنى كيف فيكون في محلّ نصب حالا أصلا.
    (11) في الآية (61) من هذه السورة.
    (12) في الآية (62) من هذه السورة. [.....]
    (13) في الآية (62) من هذه السورة.
    (14) أو هي في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر في محلّ نصب حال من فاعل ادعوه أي ادعوه.. قائلين: الحمد لله.
    (15) يجوز أن يكون مجرّدا من الشرط فيتعلّق ب (نهيت) .

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #497
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة غافر
    الحلقة (497)
    من صــ 272 الى صـ 284



    [سورة غافر (40) : الآيات 69 الى 76]
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73)
    مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ (74) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِي نَ (76)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التعجّبي (إلى الذين) متعلّق ب (تر) بمعنى تنظر (في ايات) متعلّق ب (يجادلون) (أنّي) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال عامله يصرفون، و (الواو) في (يصرفون) نائب الفاعل.
    جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يجادلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «يصرفون ... » في محلّ نصب حال من الموصول (الذين) «1» .
    (70) (الذين) بدل من الموصول الأول في محلّ جرّ «2» ، (بالكتاب) متعلّق ب (كذّبوا) وكذلك (بما) فهو معطوف عليه (به) متعلّق بحال من رسلنا (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال.
    وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا جاء العذاب فسيعلمون.
    (71) - (إذ) ظرف مستعار للمستقبل في محلّ نصب متعلّق ب (يعلمون) «3» ، (في أعناقهم) متعلّق بخبر المبتدأ الأغلال (السلاسل) مبتدأ خبره جملة يسحبون والرابط مقدّر أي بها «4» .
    وجملة: «الأغلال في أعناقهم..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «السلاسل يسحبون (بها) » في محلّ جرّ معطوفة على جملة الأغلال.
    وجملة: «يسحبون (بها) » في محلّ رفع خبر المبتدأ السلاسل.
    (72) (في الحميم) متعلّق ب (يسحبون) ، (في النار) متعلّق ب (يسجرون) ، و (الواو) في الفعلين نائب الفاعل.
    وجملة: «يسجرون..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة الأغلال ... «5» .
    (73) - (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (ما) ، وهو اسم موصول والعائد محذوف.
    وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يسجرون.
    وجملة: «أين ما كنتم ... » في محلّ رفع نائب الفاعل.
    وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تشركون» في محلّ نصب خبر كنتم.
    (74) - (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف (عنّا) متعلّق ب (ضلّوا) بتضمينه معنى غابوا (بل) للإضراب الانتقاليّ (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ندعو) ، (شيئا) مفعول به منصوب «6» (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضلّ.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
    وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لم نكن ندعو ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ندعو ... » في محلّ نصب خبر نكن.
    وجملة: «يضل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (75) - (بما) متعلّق بخبر المبتدأ «ذلكم» ، والإشارة فيه إلى العذاب (في الأرض) متعلّق ب (تفرحون) ، (بغير) حال من فاعل تفرحون (الواو) عاطفة (بما كنتم تمرحون) مثل بما كنتم تفرحون.
    وجملة: «ذلكم بما كنتم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
    وجملة: «كنتم تفرحون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تفرحون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
    وجملة: «كنتم تمرحون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
    وجملة: «تمرحون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
    (76) - (خالدين) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (فيها) متعلّق بخالدين (الفاء) استئنافيّة «7» ، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم.
    وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول المقدّر.
    وجملة: «بئس مثوى المتكبّرين» لا محلّ لها استئنافيّة «8» .
    الصرف:
    (71) - السلاسل: جمع السلسلة، اسم معروف، وزنه فعللة بكسر الفاء واللام الأولى، ووزن سلاسل فعالل.
    الفوائد
    - الجواب وشبه الجواب:
    كما أن الفاء تربط الجواب بشرطه، كذلك تربط شبه الجواب بشبه الشرط، وذلك في نحو قولنا (الذي يأتيني فله درهم) . وبدخولها فهم ما أراده المتكلم من ترتّب لزوم الدرهم على الإتيان، ولو لم تدخل احتمل ذلك وغيره، وكذلك ورد مثال ذلك في الآية التي نحن بصددها في قوله تعالى الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ، فالاسم الموصول في الآية الكريمة حمل معنى الشرط، لذا جاءت الفاء لتربط شبه الجواب بشبه الشرط، لأن الاسم الموصول ليس شرطا خالصا. وهذه الفاء بمنزلة لام التوطئة في قوله تعالى لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ في إيذانها بما أراده المتكلم من معنى القسم، وقد قرئ بالإثبات قوله تعالى وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ أي قرئ بإثبات الفاء وحذفها.
    ويقول أبو البقاء العكبري: ومن حذف الفاء من القراء حمله على قوله تعالى وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ وعلى ما جاء من قول الشاعر، وينسب البيت لعبد الرحمن بن حسان:
    من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان
    ويجوز أن تجعل (ما) على هذا المذهب بمعنى (الذي) ، وفيه ضعف. والله أعلم.
    [سورة غافر (40) : آية 77]
    فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّك َ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (77)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة في الموضعين (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (نرينّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (بعض) مفعول به ثان منصوب (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (أو) حرف عطف (نتوفّينّك) مثل (نرينّك) بالعطف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلينا) متعلّق ب (يرجعون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل.
    جملة: «اصبر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّ وعد الله حقّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «إمّا نرينّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف أي فذاك أمر بيّن.
    وجملة: «نعدهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «نتوفّينّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نرينّك.
    وجملة: «إلينا يرجعون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط الثاني «9» .
    [سورة غافر (40) : آية 78]
    وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلك) متعلّق ب (أرسلنا) «10» (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (من) (عليك) متعلّق ب (قصصنا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) نافية (لرسول) متعلّق بمحذوف خبر كان (بآية) متعلّق ب (يأتي) ، (إلّا) للاستثناء (بإذن) متعلّق بمحذوف حال مستثنى من عموم الأحوال.
    والمصدر المؤوّل (أن يأتي ... ) في محلّ رفع اسم كان «11» .
    (الفاء) عاطفة (بالحقّ) نائب الفاعل «12» ، (هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (خسر) «13» .
    جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «منهم من قصصنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «14» .
    وجملة: «قصصنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «منهم من لم نقصص ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من قصصنا.
    وجملة: «لم نقصص ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
    وجملة: «ما كان لرسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
    وجملة: «يأتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «جاء أمر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قضي بالحقّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «خسر ... المبطلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة قضي بالحقّ.
    [سورة غافر (40) : الآيات 79 الى 81]
    اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (79) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ (81)

    الإعراب:
    (لكم) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق «15» ، (اللام) للتعليل (تركبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (منها) متعلّق ب (تركبوا) ، ومن للابتداء أو تبعيضيّة، (الواو) استئنافيّة (منها) متعلّق بفعل تأكلون (لكم) خبر مقدّم (فيها) متعلّق بحال من منافع- أو بالخبر المحذوف- (منافع) مبتدأ مؤخّر مرفوع (لتبلغوا) مثل لتركبوا (عليها)متعلّق بحال من فاعل تبلغوا..
    والمصدر المؤوّل (أن تركبوا) في محلّ جرّ ب (اللام) متعلّق ب (جعل) .
    والمصدر المؤوّل (أن تبلغوا) في محلّ جرّ ب (اللام) متعلّق ب (جعل) معطوف على المصدر الأول.
    (عليها، على الفلك) متعلّقان ب (تحملون) ، و (الواو) فيه نائب الفاعل (في صدوركم) نعت لحاجة.
    (آياته) مفعول به ثان منصوب (الفاء) استئنافيّة (أيّ) اسم استفهام للتوبيخ مفعول به مقدّم منصوب.
    جملة: «الله الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جعل..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «تركبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «تأكلون» لا محلّ لها استئنافيّة «16» .
    وجملة: «لكم فيها منافع ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
    وجملة: «تبلغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
    وجملة: «تحملون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يريكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة تحملون «17» .
    وجملة: «تنكرون» لا محلّ لها استئنافيّة.

    [سورة غافر (40) : الآيات 82 الى 85]
    أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ (85)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام بمعنى التخويف والتوبيخ (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة (في الأرض) متعلّق ب (يسيروا) ، (ينظروا) مضارع مجزوم معطوف على (يسيروا) «18» ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (منهم) متعلّق بأكثر (قوّة) تمييز أشدّ منصوب (في الأرض) متعلّق بنعت لآثار (ما) نافية «19» والثانية مصدريّة «20» ، (عنهم) متعلّق ب (أغنى) .
    جملة: «لم يسيروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أعجزوا فلم يسيروا.
    وجملة: «ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسيروا «21» .
    وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام على تقدير الجارّ..
    وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ما أغنى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا ...
    وجملة: «كانوا ... (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
    (ما) .
    والمصدر المؤوّل (ما كانوا يكسبون) في محلّ رفع فاعل أغنى.
    وجملة: «يكسبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
    (83) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب فرحوا (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (بما) متعلّق ب (فرحوا) ، (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول ما (من العلم) حال من الضمير العائد في الصلة المقدّرة (بهم) متعلّق ب (حاق) ، (به) متعلّق ب (يستهزئون) .
    وجملة: «جاءتهم رسلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه..
    وجملة: «فرحوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «حاق بهم ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يستهزئون..» في محلّ نصب خبر كانوا.
    (84) (فلمّا) مثل الأول (رأوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (بالله) متعلّق ب (آمنّا) ، (وحده) حال منصوبة (بما) متعلّق ب (كفرنا) ، (به) متعلّق بمشركين.
    وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «آمنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كفرنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنا..
    وجملة: «كنّا..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (85) (الفاء) عاطفة (يك) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم السكون على النون المحذوفة للتخفيف، واسم (يك) ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على (إيمانهم) «22» بحسب قاعدة التنازع، ففاعل (ينفعهم) هو إيمانهم (لمّا) مثل الأول ومتعلّق بمضمون الجواب (سنّة) مفعول مطلق لفعل محذوف «23» ، (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لسنّة (في عباده) متعلّق ب (خلت) ، (الواو) عاطفة (خسر هنالك الكافرون) مرّ إعراب نظيرها «24» .
    وجملة: «لم يك ينفعهم إيمانهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا «25» .
    وجملة: «ينفعهم إيمانهم ... » في محلّ نصب خبر يك.
    وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا رأوا بأسنا لم يك ينفعهم إيمانهم إذا آمنوا....
    وجملة: « (سنّ الله) ذلك سنّة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو اعتراضيّة- وجملة: «قد خلت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «خسر هنالك الكافرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يك ...
    الصرف:
    (سنّت) ، رسمت التاء مبسوطة في المصحف، وحقّها أن تكون مربوطة.
    البلاغة
    فن التهكم: في قوله تعالى «فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ» .
    فقد أظهروا الفرح بذلك، وهو ما لهم من العقائد الزائفة، والشبه الداحضة.
    وتسميتها علما للتهكم بهم.
    الفوائد
    - أنواع التنوين:

    1- تنوين التمكين: وهو اللاحق للاسم المعرب المنصرف إعلاما ببقائه على أصله، وأنه لم يشبه الحرف فيبنى، ولا الفعل فيمنع الصرف، ويسمى أيضا «تنوين الصرف» وذلك «كزيد ورجل ورجال» وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ 2- تنوين التنكير: وهو اللاحق لبعض الأسماء: المبنية، فرقا بين معرفتها ونكرتها، ويقع في باب اسم الفعل بالسماع ك (صه ومه وإيه) ، وفي العلم المختوم ب (ويه) بقياس نحو: (جاءني سيبويه وسيبويه آخر) . والفرق بين (إيه) و (إيه) أن الأولى غير المنونة فتعني زدني من حديثك المعهود الذي تسمعني إياه، ومعنى (إيه) بالتنوين زدني من أي حديث تشاء.
    وأما تنوين «رجل» ونحوه من المعربات فتنوين تمكين، لا تنوين تنكير، كما قد يتوهم بعض الطلبة، ولهذا لو سميت به رجلا بقي ذلك التنوين بعينه مع زوال التنكير.
    3- تنوين المقابلة: وهو اللاحق لنحو (مسلمات) جعل في مقابلة النون في «مسلمين» . وقيل: هو عوض عن الفتحة نصبا، ولو كان كذلك لم ينون في حالة الرفع والجر، وقيل: هو تنوين التمكين، ويرده ثبوته مع التسمية به كعرفات، كما تبقى نون مسلمين مسمى به، وتنوين التمكين لا يجامع العلتين، ولهذا لو سمي ب (مسلمة أو عرفة) زال تنوينهما.
    4- تنوين العوض: وهو اللاحق عوضا من حرف أصلي: مثل (جواز وغواش) فإنه عوض من الياء المحذوفة، أو عوضا من حرف زائد: كجندل، فإن تنوينه عوض من ألف جنادل، قال ذلك ابن مالك، والذي يظهر خلافه، وأنه تنوين الصرف وليس ذهاب الألف كذهاب الياء من (جوار وغواش) .
    أو عوضا من المضاف إليه مفردا أو جملة، فالمفرد، هو التنوين اللاحق ل (بعض وكل) إذا قطعتا عن الإضافة كقوله تعالى وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ. وقيل هو تنوين التمكين رجع لزوال الإضافة التي كانت تعارضه.
    وأما تنوين الجملة، فهو اللاحق ل (إذ) كقوله تعالى وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ والتقدير (فهي يوم إذ انشقت) ثم حذف الجملة المضاف إليها للعلم بها، وجيء بالتنوين عوضا عنها.
    5- تنوين الترنّم: وهو اللاحق للقوافي المطلقة، بدلا من حرف الإطلاق، وهو (أي حرف الإطلاق) الألف والواو والياء، وذلك في إنشاد بني تميم، ولا يختص هذا التنوين بالاسم بدليل قول جرير
    أقلي اللوم عاذل والعتابا ... وقولي إن أصبت فقد أصابن
    الأصل: أصابا، الألف للإطلاق وأبدلت بنون للترنم.
    6- تنوين الضرورة: وهو اللاحق لما لا ينصرف كقول امرئ القيس:
    ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فقال لك الولايات إنك مرجلي
    نون الشاعر «عنيرة» وهي ممنوعة من الصرف للضرورة، وللمنادى المبني على الضم، كقول الأحوص:
    سلام الله يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام
    نون الشاعر «مطر» وهو منادى مبني على الضم لا يجوز تنوينه إلا لضرورة.
    __________
    (1) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (2) أو هو مبتدأ خبره جملة سوف يعلمون بزيادة الفاء.
    (3) أو هو مفعول به لفعل يعلمون، أي يعلمون وقت تصبح الأغلال في أعناقهم.
    (4) يجوز أن يكون معطوفا على الأغلال، فالعطف حينئذ من عطف المفردات.
    (5) أو على جملة السلاسل يسحبون.
    (6) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي لم نكن نعبد شيئا من العبادة حين كنّا نعبدها.
    (7) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.
    (8) أو جواب شرط مقدّر أي إن تدخلوا جهنّم فبئس مثوى الكافرين هي، أي فبئس مدخل..
    (9) يجوز أن تكون الجملة جوابا للشرطين معا فيكون التقدير: (إن نعذّبهم في حياتك أو لا نعذبهم فإنّا نعذّبهم في الآخرة) .
    (10) أو متعلّق بنعت ل (رسلا) .
    (11) والتقدير: ما كان إتيان آية مسموحا لرسول في كلّ حال إلّا حال كونه بإذن الله. [.....]
    (12) أو متعلّق ب (قضي) ونائب الفاعل محذوف هو مصدر الفعل أي القضاء.
    (13) أو مستعار للزمان.
    (14) أو في محلّ نصب نعت ثان ل (رسلا) .
    (15) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان تقديره مركوبات بدليل قوله: لتركبوا.
    (16) أو اعتراضيّة.
    (17) أو معطوفة على جملة الصلة جعل لكم.. وما بين الجملتين اعتراض.
    (18) يجوز أن يكون منصوبا بأن مضمرة بعد الفاء، و (الفاء) سببيّة، تقدّمها استفهام.
    وانظر الآية (21) من هذه السورة فهذه نظير تلك.
    (19) أو هي استفهاميّة في محل نصب مفعول به لفعل أغنى.
    (20) أو اسم موصول في محلّ رفع والعائد محذوف.
    (21) يجوز أن تكون صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر إذا كانت الفاء سببيّة بعد الاستفهام.
    (22) أو هو ضمير الشأن.
    (23) أو مفعول به لفعل محذوف على التحذير أي: احذروا سنّة الله.
    (24) في الآية (78) من هذه السورة.
    (25) أو معطوفة على مقدّر ناتج عن قولهم آمنّا.. أي فآمنوا فلم يك ينفعهم إيمانهم. [.....]

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #498
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة فصلت
    الحلقة (498)
    من صــ 285 الى صـ 296


    سورة فصّلت
    من الآية 1 إلى الآية 46
    [سورة فصلت (41) : الآيات 1 الى 5]

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (2) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4)
    وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (5)

    الإعراب:
    (تنزيل) مبتدأ مرفوع خبره كتاب «1» ، (من الرحمن) متعلّق بنعت ل (تنزيل) (الرحيم) نعت للرحمن مجرور.
    جملة: «تنزيل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة..
    (3) (قرآنا) حال من آيات منصوبة «2» (لقوم) متعلّق ب (فصّلت) .
    وجملة: «فصّلت آياته ... » في محلّ رفع نعت لكتاب.
    وجملة: «يعلمون» في محلّ جرّ نعت لقوم.
    (4) (بشيرا) نعت ثان ل (قرآنا) منصوب «3» ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (لا) نافية.
    وجملة: «أعرض أكثرهم..» لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة..
    وجملة: «هم لا يسمعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرض أكثرهم.
    وجملة: «لا يسمعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (5) (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (في أكنّة) متعلّق بخبر المبتدأ قلوبنا (ممّا) متعلّق بأكنّة بتقدير محجوبة (إليه) متعلّق ب (تدعونا) ، (في (آذاننا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ وقر (من بيننا) خبر مقدّم للمبتدأ حجاب، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر ...
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرض أكثرهم.
    وجملة: «قلوبنا في أكنّة ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «تدعونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «في آذاننا وقر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «من بيننا.. حجاب» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «اعمل» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت الاستمرار في الدعوة فاعمل.
    وجملة: «إنّنا عاملون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-
    البلاغة
    الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ» إلى قوله «عامِلُونَ» ففي الآية ثلاث استعارات تمثيلية، لنبو قلوبهم عن إدراك الحق وقبوله، ومج أسماعهم له، وامتناع مواصلتهم وموافقتهم للرسول (صلّى الله عليه وسلم) . وأرادوا بذلك إقناطه عليه الصلاة والسلام عن اتباعهم إياه حتى لا يدعوهم إلى الصراط المستقيم.
    وقد ذكر الزمخشري في كتابه الكشاف أن في هذه الآية من المبالغة والبلاغة ما لا يليق أن ينتظم إلا في درر الكتاب العزيز، فإنها اشتملت على ذكر حجب ثلاثة متوالية: كل واحد منها كاف في فنه، فأولها الحجاب الحائل الخارج، ويليه حجاب الصمم، وأقصاها الحجاب الذي أكن القلب والعياذ بالله، فلم تدع هذه الآية حجابا مرتخيا، إلا أسبلته، ولم تبق لهولاء الأشقياء مطمعا ولا صريخا إلا استلبته.

    [سورة فصلت (41) : الآيات 6 الى 7]
    قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوه ُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (7)

    الإعراب:
    (إنّما) كافّة ومكفوفة (مثلكم) نعت لبشر مرفوع (إليّ) متعلّق ب (يوحى) ، (أنّما) كافّة ومكفوفة..
    والمصدر المؤوّل (أنّما إلهكم إله ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل.
    (الفاء) عاطفة «4» ، (إليه) متعلّق ب (استقيموا) بتضمينه معنى توجهوا (الواو) استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع «5» . (للمشركين) متعلّق بخبر المبتدأ ويل.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أنا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يوحى ... » في محلّ رفع نعت ثان لبشر.
    وجملة: «استقيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل «6» .
    وجملة: «استغفروه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
    وجملة: «ويل للمشركين» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (7) (الذين) نعت للمشركين في محلّ جرّ «7» ، (لا) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (هم) الثاني توكيد للأول.
    وجملة: «لا يؤتون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «هم ... كافرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    [سورة فصلت (41) : آية 8]
    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)

    الإعراب:
    (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع..
    جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا ...
    وجملة: «لهم أجر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    الصرف:
    (ممنون) ، اسم مفعول من الثلاثيّ منّ بمعنى قطع باب نصر، وزنه مفعول.

    [سورة فصلت (41) : الآيات 9 الى 12]
    قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (11) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (اللام) المزحلقة للتوكيد (بالذي) متعلّق ب (تكفرون) ، (في يومين) متعلّق ب (خلق) ، (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّكم لتكفرون..» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «تكفرون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة «تكفرون ... » في محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «تجعلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تكفرون..
    وجملة: «ذلك ربّ....» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (10) (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق «8» ، (من فوقها) متعلّق بنعت لرواسي (فيها) متعلّق ب (بارك) ، والثالث متعلّق ب (قدّر) ، (في أربعة) متعلّق ب (قدّر) بحذف مضاف أي في تمام أربعة (سواء) مفعول مطلق لفعل محذوف «9» ، (للسائلين) متعلّق بالفعل المحذوف.
    وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
    وجملة: «بارك..» لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
    وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
    (11) (ثمّ) حرف عطف (إلى السماء) متعلّق ب (استوى) بتضمينه معنى قصد (الواو) حاليّة (الفاء) عاطفة (لها، للأرض) متعلّقان ب (قال) ، متعاطفان، (طوعا) مصدر في موضع الحال (طائعين) حال منصوبة من فاعل أتينا.
    وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر.
    وجملة: «هي دخان ... » في محلّ نصب حال.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استوى.
    وجملة: «ائتيا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قالتا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أتينا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (12) (الفاء) عاطفة (سبع) مفعول به ثان عامله قضاهنّ بتضمينه معنى صيّرهنّ «10» ، منصوب (في يومين) متعلّق ب (قضاهنّ) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (في كلّ) متعلّق ب (أوحى) ، (بمصابيح) متعلّق ب (زيّنا) ، (حفظا) مفعول مطلق لفعل محذوف، والإشارة في (ذلك) إلى المذكور المتقدّم (العليم) نعت للعزيز مجرور.
    وجملة: «قضاهنّ..» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال برابط السببيّة. أو برابط التفسير.
    وجملة: «أوحى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قضاهنّ.
    وجملة: «زيّنا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحى بملاحظة الالتفات فيها.
    وجملة: « (حفظناها) حفظا» لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّنا ...
    وجملة: «ذلك تقدير ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (10) أقواتها: جمع قوت اسم للطعام وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أقوات أفعال.
    (11) دخان: اسم لبخار الماء المتكاثف أو غيره، وزنه فعال بضمّ الفاء.
    (طائعين) ، جمع طائع- جاء مذكّرا للتغليب- اسم فاعل من الثلاثيّ طاع باب باع، وزنه فاعل وفيه إبدال عين الكلمة- وهي (الياء) - همزة قياسا على كلّ اسم فاعل يأتي من المعتلّ الأجوف.. أصله طائع.
    البلاغة
    1- التشبيه البليغ الصوري: في قوله تعالى «ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ» .
    تشبيه بليغ صوري، لأن صورتها صورة الدخان في رأي العين، والمراد بالدخان البخار الذي تتشكل منه الطبقات الهوائية، فلا منافاة مع أحدث نظريات العلم.
    2- التمثيل: في قوله تعالى «فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» فمعنى أمر السماء والأرض بالإتيان وامتثالهما: أنه أراد تكوينهما فلم يمتنعا عليه ووجدتا كما أرادهما، وكانتا في ذلك كالمأمور المطيع إذا ورد عليه فعل الآمر المطاع، وهو من المجاز الذي يسمى التمثيل، ويجوز أن يكون تخييلا ويبنى الأمر فيه على أن الله تعالى كلّم السماء والأرض وقال لهما: ائتيا شئتما ذلك أو أبيتماه، فقالتا: أتينا على الطوع لا على الكره. والغرض تصوير أثر قدرته في المقدورات لا غير، من غير أن يحقق شيء من الخطاب والجواب. ونحوه قول القائل: قال الجدار للوتد: لم تشقني؟ قال الوتد: اسأل من يدقني، فلم يتركني، ورائي الحجر الذي ورائي.
    3- الالتفات: في قوله تعالى «وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ» .
    التفات من الغيبة إلى التكلم فقد أسند التزيين إلى ذاته سبحانه لإبراز مزيد العناية بالأمر.
    [سورة فصلت (41) : الآيات 13 الى 18]
    فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (14) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (17)
    وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (18)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة والثانية رابطة (أعرضوا) في محلّ جزم فعل الشرط (صاعقة) مفعول به ثان منصوب (مثل) نعت لصاعقة منصوب.
    جملة: «أعرضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل «11» .
    وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «أنذرتكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (14) (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بصاعقة عاد لأنها بمعنى العذاب «12» ، (من بين) متعلّق بحال من الرسل وكذلك (من خلفهم) ،(أن) مخفّفة من الثقيلة «13» ، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) ناهية (إلّا) للحصر (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب (لو) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (بما) متعلّق بالخبر كافرون (به) متعلّق ب (أرسلتم) ، وضمير الخطاب فيه نائب الفاعل.
    وجملة: «جاءتهم الرسل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «تعبدوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
    والمصدر المؤوّل (أن لا تعبدوا..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة.. متعلّق ب (جاءتهم) .
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «لو شاء الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «إنّا ... كافرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لو شاء..
    وجملة: «أرسلتم به ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (15) (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (عاد) مبتدأ مرفوع (الفاء) رابطة لجواب أمّا (في الأرض) متعلّق ب (استكبروا) ، (بغير) حال من فاعل استكبروا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره أشدّ (منّا) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (هو) ضمير فصل «14» ، (منهم قوّة) مثل منّا قوّة ... (بآياتنا) متعلّق ب (يجحدون) .
    والمصدر المؤوّل (أنّ الله ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يروا.
    وجملة: «أمّا عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرضوا «15» .
    وجملة: «استكبروا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ عاد.
    وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا.
    وجملة: «من أشدّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر في حيّز القول أي: أغفلوا ولم يروا ...
    وجملة: «خلقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «كانوا ... يجحدون» في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا.
    وجملة: «يجحدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
    (16) (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (في أيّام) متعلّق ب (أرسلنا) ، (اللام) للتعليل (نذيقهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عذاب) مفعول به ثان منصوب (في الحياة) متعلّق ب (نذيقهم) ...
    والمصدر المؤوّل (أن نذيقهم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلنا) .
    (الواو) اعتراضيّة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (لا) نافية، و (الواو) في (ينصرون) نائب الفاعل.
    وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا ...
    وجملة: «نذيقهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «عذاب الآخرة أخزى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «هم لا ينصرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة عذاب الآخرة.... «16»
    وجملة: «لا ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (17- 18) (الواو) عاطفة (أما ثمود) مثل أمّا عاد (الفاء) رابطة لجواب (أمّا) ، والثانية عاطفة (على الهدى) متعلّق بفعل (استحبّوا) بتضمينه معنى اختاروا (الفاء) عاطفة (الهون) نعت ل (العذاب) مجرور (بما) متعلّق ب (أخذتهم) «17» .
    وجملة: «أمّا ثمود فهديناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا عاد ...
    وجملة: «هديناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ثمود) .
    وجملة: «استحبّوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة هديناهم.
    وجملة: «أخذتهم صاعقة..» في محلّ رفع معطوفة على جملة استحبّوا.
    وجملة: «كانوا يكسبون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) .
    وجملة: «يكسبون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    وجملة: «نجّينا..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخذتهم ...
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «كانوا يتّقون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا «18» .
    وجملة: «يتّقون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
    الصرف:
    (16) صرصرا: اسم للريح الشديدة أو صفة مشتقّة من الصرّ وهو البرد أو من الثلاثيّ صرّ باب ضرب بمعنى صوّت وصاح شديدا، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى.
    (نحسات) ، جمع نحس صفة مشتقّة من الثلاثيّ نحس باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر كأشر.
    (أخزى) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ خزي باب فرح، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أخزي- بالياء- تحرّكت الياء وفتح ما قبلها قلبت ألفا.
    (17) العمى: مصدر عمي يعمى باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله العمي- بالياء- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.. ورسمت برسم الياء غير المنقوطة بسبب أصلها
    البلاغة
    1- الالتفات: في قوله تعالى «فَإِنْ أَعْرَضُوا» .
    فقد خاطبهم أولا بقوله: «أإنكم» ، بيد أنهم لم يأبهوا لخطابه ولم يستوعبوا نصحه، فالتفت من الخطاب إلى الغيبة، لأنهم فعلوا الإعراض، فليس له إلا أن يعرض عن خطابهم، ليصح التلاؤم، ويناسب اللفظ المعنى، وهذا من أرفع أنواع البلاغة وأرقاها. وكم للالتفات من أسرار.
    2- العدول عن المضارع المستقبل إلى الماضي: في قوله تعالى «فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ» .
    فصيغة الماضي للدلالة على تحقق الإنذار المنبئ عن تحقق المنذر به.
    __________
    (1) الذي سوّغ الابتداء بالنكرة كونها موصوفة بالجارّ.. ويجوز أن يكون اللفظ خبرا لمبتدأ محذوف أي هذا القرآن.
    (2) أو حال من كتاب لكونه موصوفا.
    (3) أو حال من كتاب أو من آياته.
    (4) قد يكون فيها معنى السببيّة فتعطف الجملة بعدها على جملة مقول القول.
    (5) صحّ الابتداء به لأنه دال على ذمّ.
    (6) هي نظير قوله عليه السلام: «قل لا إله إلّا الله ثمّ استقم» .
    (7) أو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هم.
    (8) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
    (9) أو مصدر في موضع الحال من أقواتها.
    (10) أو حال من الهاء في (قضاهنّ) بمعنى صنعهنّ.
    (11) في الآية (9) من هذه السورة.
    (12) أو متعلّق بحال من صاعقة عاد.
    (13) وحينئذ تكتب منفصلة عن (لا) ، ويجوز أن تكون حرف تفسير لتقدّم مجيء الرسل وفيه معنى القول، و (لا) ناهية، والجملة لا محلّ لها.. ويجوز أن تكون حرفا مصدريّا ونصب، و (لا) نافية، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ ب (الباء) المقدّرة.
    (14) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره أشدّ، والجملة الاسميّة خبر إنّ. [.....]
    (15) أو هي استئنافيّة في سياق التفريع.
    (16) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من الضمير الغائب في (نذيقهم) .
    (17) هو حرف مصدري يؤوّل مع ما بعده بمصدر، أو اسم موصول والعائد محذوف.
    (18) أو في محلّ نصب حال من الموصول بتقدير (قد) ، أو حال من فاعل آمنوا بتقدير (قد) أيضا..

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #499
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة فصلت
    الحلقة (499)
    من صــ 297 الى صـ 308


    3- الإسناد المجازي: في قوله تعالى «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى» .
    والعذاب في الأصل صفة المعذب، وإنما وصف به العذاب على الإسناد المجازي للمبالغة، فإنه يدل على أنه ذل الكافر زاد حتى اتصف به عذابه، كما قرر في قولهم: شعر شاعر.
    4- المشاكلة: في قوله تعالى «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى ... » .
    جعل الخزي هذه المرة خبرا، للمشاكلة على حد قول الشاعر:
    «قلت اطبخوا لي جبة وقميصا»
    5- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى» .
    فقد شبه الكفر بالعمى، لأن الكافر ضال عن القصد، متعسف الطريق كالأعمى، وشبه الإيمان بالهدى، لأن المؤمن مهتد إلى القصد وسواء السبيل ثم حذف المشبه في كليهما وأثبت المشبه به.
    الفوائد
    - الفاصل بين أما والفاء:
    1- المبتدأ: كقوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ.
    2- الخبر: كقولنا (أما في الدار فزيد) .
    3- جملة الشرط: كقوله تعالى فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ.
    4- اسم منصوب لفظا أو محلا بالجواب: كقوله تعالى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ 5- اسم معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء. نحو (أما زيدا فاضربه) . وقراءة بعضهم في الآية التي نحن بصددها وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى بالنصب، ويجب تقدير العامل بعد الفاء.
    [سورة فصلت (41) : الآيات 19 الى 25]
    وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (23)
    فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (25)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (إلى النار) متعلّق ب (يحشر) ، (الفاء) عاطفة، و (الواو) في (يوزعون) نائب الفاعل.
    جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يحشر أعداء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «هم يوزعون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشر أعداء.
    وجملة: «يوزعون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (20) (حتّى) حرف ابتداء (ما) زائدة (عليهم) متعلّق ب (شهد) ، (بما)متعلّق ب (شهد) «1» ، و (الباء) سببيّة.
    وجملة: «جاءوها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «شهد ... سمعهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما) .
    وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    (21) (الواو) في المواضع الثلاثة عاطفة (لجلودهم) متعلّق ب (قالوا) ، (لم) متعلّق ب (شهدتم) «2» ، (علينا) متعلّق ب (شهدتم) ، (الذي) موصول في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (أوّل) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (إليه) متعلّق ب (ترجعون) و (الواو) فيه نائب الفاعل.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم وهو جملة حتّى إذا ...
    وجملة: «شهدتم..» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قالوا ... (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أنطقنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنطق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «هو خلقكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أنطقنا الله «3» .
    وجملة: «خلقكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
    وجملة: «ترجعون..» في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقكم «4» .
    (22) (الواو) استئنافيّة «5» ، (ما) نافية (عليكم) متعلّق ب (يشهد) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين.
    والمصدر المؤول (أن يشهد ... ) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي مخافة أن يشهد ... «6» .
    (لكن) للاستدراك لا عمل له (لا) نافية (ممّا) متعلّق بنعت ل (كثيرا) «7» .
    وجملة: «ما كنتم تستترون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تستترون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
    وجملة: «يشهد عليكم سمعكم..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «ظننتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنتم ...
    وجملة: «لا يعلم..» في محلّ رفع خبر أنّ.
    والمصدر المؤوّل (أنّ الله لا يعلم..) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظننتم.
    وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ.
    (23) (الواو) عاطفة (ظنّكم) بدل من اسم الإشارة «8» ، (الذي) موصول في محلّ رفع نعت لظنّكم (بربّكم) هو في موضع المفعول الثاني أي ظننتموه كائنا بربّكم (الفاء) عاطفة (من الخاسرين) متعلّق بمحذوف خبر أصبحتم.
    وجملة: «ذلكم ظنّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لكن ظننتم.
    وجملة: «ظننتم بربّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «أرداكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) .
    وجملة: «أصبحتم من الخاسرين» في محلّ رفع معطوفة على جملة أرداكم.
    (24) (الفاء) عاطفة، والثانية رابطة لجواب الشرط (لهم) متعلّق بنعت لمثوى (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة (ما) نافية عاملة أو مهملة (من المعتبين) متعلّق بخبر محذوف.
    وجملة: «إن يصبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم ظنّكم.
    وجملة: «النار مثوى ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «إن يستعتبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصبروا..
    وجملة: «ما هم من المعتبين» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    (25) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لهم) متعلّق ب (قيّضنا) «9» ، والثاني ب (زيّنوا) ، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (ما) الثاني معطوف على الأول (خلفهم) ظرف منصوب متعلّق بصلة ما الثاني (عليهم) متعلّق ب (حقّ) ، (في أمم) متعلّق بحال من الضمير في (عليهم) ، (من قبلهم) متعلّق ب (خلت) ، (من الجنّ) متعلّق بحال من فاعل خلت ...
    وجملة: «قيّضنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصبروا..
    وجملة: «زيّنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قيّضنا.
    وجملة: «حقّ ... القول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّنوا..
    وجملة: «قد خلت..» في محلّ جر نعت لأمم.
    وجملة: «إنّهم كانوا خاسرين ... » لا محلّ لها تعليل لاستحقاقهم العذاب.
    وجملة: «كانوا خاسرين ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    الصرف:
    (أرداكم) ، فيه إعلال بالقلب أصله أرديكم، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
    (المعتبين) ، جمع المعتب، اسم مفعول من (أعتب) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
    البلاغة
    الكناية: في قوله تعالى «شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ» .
    قيل المراد بالجلود: الجوارح. وقيل: هي كناية عن الفروج.

    [سورة فصلت (41) : آية 26]
    وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (لهذا) متعلّق ب (تسمعوا) ، (القرآن) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه-(الغوا) أمر مبني على حذف النون.. و (الواو) فاعل (فيه) متعلّق ب (الغوا) .
    جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لا تسمعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «الغوا..» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تسمعوا.
    وجملة: «لعلّكم تغلبون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «تغلبون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    الصرف:
    (الغوا) ، فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع يلغون- بفتح الغين وسكون الواو- أصله يلغاون، التقى ساكنان فحذفت الألف- لام الكلمة- وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها فأصبح يلغون واستمرّ الإعلال في الأمر.. ووزنه في الأمر افعوا بفتح العين، وهو من باب فرح، لغي يلغى، إذا تكلّم بما لا فائدة فيه.
    الفوائد
    1- لعلّ:
    هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وبنو عقيل يخفضون بها المبتدأ كقول كعب بن سعد في رثاء أخيه: فقلت:
    ادع أخرى وارفع الصوت جهرة ... لعلّ أبي المغوار منك قريب
    ولم يثبت تخفيف (لعلّ) . واعلم أن مجرور لعل في موضع رفع بالابتداء كما في البيت السابق، لتنزيل لعل منزلة الجار الزائد، كما في قولنا (بحسبك درهم) . والخبر (قريب) في البيت السابق.
    وتتصل ب (لعل) (ما) الحرفية، فتكفها عن العمل، لزوال اختصاصها حينئذ، بدليل قول الفرزدق:أعد نظرا يا عبد قيس لعلما ... أضاءت لك النار الحمار المقيدا
    وقيل: أول لحن سمع بالبصرة: «لعل لها عذر وأنت تلوم» . ولعلّ تفيد الترجيّ، ومعناه توقعّ حصول المأمول، والإشفاق من وقوع المكروه كقولنا (لعلي ناجح) و (لعل الشرّ بعيد) . وقد ورد معنى الترجي في الآية التي نحن بصددها قوله تعالى وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ. وترد معظم الأحيان في القرآن الكريم بمعنى التحقيق والحصول، كقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فمعنى لعلكم تتقون أي أنه سيتحقق لكم حصول التقوى بسبب الصيام.
    2- الفرق بين الترجيّ والتمنيّ:
    الترجي: هو تأمّل وقوع شيء ممكن مثل: (لعل المسافر يقدم) (لعل صاحب الحق يعفو) . أما التمنيّ: فهو رجاء حصول شيء غير ممكن، كقول الشاعر:
    ألا ليت الشباب يعود يوما ... فأخبره بما صنع المشيب
    [سورة فصلت (41) : آية 27]
    فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (27)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نذيقنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. و (النون) نون التوكيد والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (عذابا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لنجزينّهم) مثل لنذيقنّ (أسوأ) مفعول به ثان منصوب (الذي) موصول مضاف إليه، والعائد محذوف.
    جملة: «نذيقنّ..» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لنجزينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني، وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى الاستئنافيّة.
    وجملة: «كانوا يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.

    [سورة فصلت (41) : آية 28]
    ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (28)

    الإعراب:
    (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى العذاب (جزاء) خبر مرفوع (النار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي «10» (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (دار) ، (فيها) متعلّق بحال من الضمير في (لهم) ، (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف «11» ، (ما) حرف مصدريّ (بآياتنا) متعلّق ب (يجحدون) .
    والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بجزاء الأول، و (الباء) سببيّة.
    وجملة: «ذلك جزاء ... » لا محلّ لها تعليل- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «لهم فيها دار الخلد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «يجحدون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    البلاغة
    التجريد: في قوله تعالى «النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ» .
    أي هي بعينها دار إقامتهم، على أن في للتجريد، كما قيل: في قوله تعالى «لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» وقول الشاعر:
    وفي الله إن لم ينصفوا حكم عدل.
    والتجريد: أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله، مبالغة فيها، فقد انتزع من النار دارا أخرى سماها دار الخلد.

    [سورة فصلت (41) : آية 29]
    وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ربّنا) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء، منصوب (اللذين) موصول مبنيّ على (الياء) في محلّ نصب مفعول به ثان (من الجنّ) متعلّق بحال من فاعل (أضلانا) (نجعلهما) مضارع مجزوم جواب الطلب والفاعل نحن و (هما) مفعول به (تحت) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (اللام) للتعليل (يكونا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الأسفلين) متعلّق بمحذوف خبر يكون.
    والمصدر المؤوّل (أن يكونا..) في محلّ جرّ متعلّق ب (نجعلهما) .
    وجملة: «قال الذين..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا..» لا محل لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أرنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أضلّانا..» لا محلّ لها صلة الموصول (اللذين) .
    وجملة: «نجعلهما ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن ترنا اللذين.. نجعلهما..
    وجملة: «يكونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.

    [سورة فصلت (41) : الآيات 30 الى 32]
    إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)

    الإعراب:
    (ربّنا) مبتدأ خبره الله (عليهم) متعلّق ب (تتنزّل) ، (أن) مخفّفة من الثقيلة «12» ، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) ناهية جازمة في الموضعين (بالجنّة) متعلّق ب (أبشروا) ، (التي) موصول في محلّ جرّ نعت للجنّة والعائد محذوف..
    والمصدر المؤوّل (أن لا تخافوا..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة متعلّق ب (تتنزّل) .
    جملة: «إنّ الذين قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «ربّنا الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «استقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
    وجملة: «تتنزل عليهم الملائكة» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «لا تخافوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة «13» .
    وجملة: «لا تحزنوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تخافوا.
    وجملة: «أبشروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تخافوا.
    وجملة: «كنتم توعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «توعدون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
    (31) (في الحياة) متعلّق ب (أولياؤكم) وكذلك (في الآخرة) ، (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف في الموضعين «14» .
    وجملة: «نحن أولياؤكم ... » لا محلّ لها تعليليّة مقرّرة لما سبق.
    وجملة: «لكم فيها ما تشتهي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «لكم فيها ما تدّعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «تشتهي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
    وجملة: «تدّعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
    (32) (نزلا) حال منصوبة من العائد المحذوف أي تدّعونه نزلا «15» ، (من غفور) متعلّق بنعت ل (نزلا) «16» .
    __________
    (1) (ما) حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ، أو اسم موصول والعائد محذوف.
    (2) (ما) اسم استفهام حذفت منه الألف لتقدّم الجارّ عليه.
    (3) يحتمل أن يكون هذا من كلام الله تعالى أيضا أو من كلام الملائكة، فالجملة حينئذ استئنافيّة.
    (4) يحتمل أن تكون معطوفة على الجملة الاسميّة هو خلقكم إذا جعلت استئنافيّة،
    (5) ويحتمل أن تكون معطوفة على جملة الصلة وما بينهما اعتراض.
    لأن الكلام في ما بعد هو كلام الله تعالى لا كلام الجلود.
    (6) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي: من أن يشهد.. متعلّق ب (تستترون) .
    (7) (ما) حرف مصدريّ، أو اسم موصول والعائد محذوف.
    (8) أو هو خبر المبتدأ (ذلكم) ، والموصول بدل من ظنّكم- أو عطف بيان عليه- وجملة أرداكم حال.. ويجوز أن يكون (ظنّكم) والموصول، وجملة أرداكم أخبارا.
    (9) أو بمحذوف حال من قرناء.
    (10) والجملة استئناف بيانيّ.. ويجوز أن تكون مبتدأ خبره جملة لهم فيها دار الخلد، والجملة استئناف بيانيّ أيضا.. ويجوز أن تكون بدلا من جزاء وفيه نظر إذ البدل يحلّ محلّ المبدل منه فيكون التقدير ذلك النار. [.....]
    (11) أو مفعول مطلق عامله جزاء الأول.. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال.
    (12) يجوز أن تكون ناصبة مصدريّة، والمصدر المؤوّل مجرور بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (تتنزّل) ، و (لا) يحتمل أن تكون ناهية والفعل بعدها مجزوم، وأن تكون نافية والفعل بعدها منصوب.. ويحتمل أن تكون تفسيريّة لأن التنزل بمعنى القول دون حروفه و (لا) ناهية.
    (13) أو لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.. أو تفسيريّة، وجملة لا تحزنوا، وأبشروا معطوفتان عليها تأخذان محلّها من الإعراب.
    (14) أو متعلّق بحال من الضمير في (لكم) ، والعامل فيها الاستقرار.
    (15) يجوز أن يكون (نزلا) حالا من فاعل تدعون على أنّه جمع نازل، و (من غفور) متعلّق ب (تدعون) .
    (16) أو متعلّق ب (تدعون) .

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #500
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,137

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الرابع والعشرون
    سورة فصلت
    الحلقة (500)
    من صــ 308 الى صـ 320


    الفوائد
    الاستقامة:

    قال أهل التحقيق: كمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته لأجل العمل به،ورأس المعرفة اليقينية معرفة الله تعالى، وإليه الإشارة بقوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ، ورأس الأعمال الصالحة أن يكون الإنسان مستقيما في الوسط، غير مائل إلى طرفي الإفراط والتفريط، فتكون الاستقامة في أمر الدين والتوحيد، وتكون في الأعمال الصالحة. سئل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه عن الاستقامة فقال:
    أن لا تشرك بالله شيئا، وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب، وقال عثمان رضي الله تعالى عنه: معنى استقاموا: أخلصوا في العمل،
    وقال علي رضي الله تعالى عنه: معنى استقاموا أدوا الفرائض،
    وهو قول ابن عباس، وقيل: استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه، وقيل: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله، وكان الحسن إذا تلا هذه الآية قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة. وقوله تعالى في هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا بهاتين الجملتين يتلخص معنى الدين والإسلام، فهما جملتان قصيرتان، لكنهما كبيرتان في معناهما، وقد جمعتا مفهوم الدين والإسلام والرسالات السماوية ورسمتا منهجا كاملا دقيقا لسلوك المسلم في حياته، فما أعظم كلام الله وما أبعد مداه!
    [سورة فصلت (41) : آية 33]
    وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره أحسن (قولا) تمييز منصوب (ممّن) متعلّق بأحسن (إلى الله) متعلّق ب (دعا) ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- والثانية عاطفة (صالحا) مفعول به منصوب «1» ، (من المسلمين) متعلّق بخبر إنّ.
    جملة: «من أحسن..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «دعا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «2» .
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «إنّني من المسلمين» في محلّ نصب مقول القول.

    [سورة فصلت (41) : الآيات 34 الى 35]
    وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي «3» ، (بالتي) متعلّق ب (ادفع) (الفاء) تعليليّة (إذا) فجائية (الذي) مبتدأ (بينك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (بينه) ظرف متعلّق بما تعلّق به الأول فهو معطوف عليه (عداوة) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
    جملة: «لا تستوي الحسنة..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ادفع..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «هي أحسن..» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «الذي بينك.. عداوة..» لا محلّ لها تعليليّة «4» .
    وجملة: «بينك وبينه عداوة..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «كأنّه وليّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) .
    (35) (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) نافية (إلّا) للحصر (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل ومثله (ذو) ، وجملة: «ما يلقّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تستوي الحسنة «5» .
    وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «ما يلقّاها (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يلقّاها (الأولى) .
    [سورة فصلت (41) : آية 36]
    وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إمّا) حرف شرط جازم، و (ما) زائدة (ينزغنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، و (النون) للتوكيد، و (الكاف) مفعول به (من الشيطان) متعلّق بحال من الفاعل (نزغ) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بالله) متعلّق ب (استعذ) ، (هو) ضمير أستعير لمحلّ النصب لتوكيد اسم (إنّ) «6» ، (العليم) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «ينزغنّك من الشيطان نزغ» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تستوي الحسنة.
    وجملة: «استعذ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «إنّه هو السميع..» لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (نزغ) : مصدر سماعيّ لفعل نزغ الثلاثيّ من بابي فتح وضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.. و (النزغ) هو الوسوسة أو الإفساد أوالحثّ على المعصية.
    [سورة فصلت (41) : الآيات 37 الى 38]
    وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38)
    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (من آياته) متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ (الليل) .. (لا) ناهية جازمة (للشمس) متعلّق ب (تسجدوا) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (للقمر) متعلّق بما تعلّق به للشمس فهو معطوف عليه (اسجدوا) أمر مبنيّ على حذف (النون) .. و (الواو) فاعل (لله) متعلّق ب (اسجدوا) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (كنتم) ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (إيّاه) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدون.
    جملة: «من آياته الليل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا تسجدوا للشمس..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ «7» .
    وجملة: «اسجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تسجدوا للشمس.
    وجملة: «خلقهنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «كنتم إيّاه تعبدون..» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فاسجدوا له.
    وجملة: «تعبدون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
    (38) (الفاء) استئنافيّة (استكبروا) في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة أو تعليليّة (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (له) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون «8» ، (بالليل) متعلّق ب (يسبّحون) ، (الواو) حاليّة (لا) نافية.
    وجملة: «إن استكبروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على جملة القول المقدّرة، وجواب الشرط مقدّر أي إن استكبروا فدعهم، أو لا تهتمّ بعصيانهم.
    وجملة: «الذين عند ربّك ... » لا محلّ لها تعليليّة للجواب المقدّر «9» .
    وجملة: «يسبّحون له ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين.
    وجملة: «هم لا يسأمون..» في محلّ نصب حال من فاعل يسبحون «10» .
    وجملة: «لا يسأمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    الفوائد
    - آية السجدة:
    يسن لقارئ القرآن أن يسجد سجدة التلاوة، كلما مر بآية سجدة، فإن كان خارج الصلاة نوى سجود التلاوة وكبر، ثم كبر ثانية للسجود، وسجد سجدة واحدة وسلم بعدها. أما أثناء الصلاة، فيهوي للسجود ناويا بقلبه سجدة التلاوة، فإذا تلفظ بالنية بطلت صلاته، ويسجد سجدة واحدة ثم يعود لمتابعة صلاته، وتصبح هذه السجدة واجبة في حق المأموم إن سجد إمامه، لأن متابعة الإمام واجبة، ومن كان خارج الصلاة وقرأ آية سجدة، ولم يكن متوضئا، فيقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (أربع مرات) وهذه السجدة في هذه السورة من عزائم سجود التلاوة، وفي موضع السجود فيها قولان للعلماء، وهما وجهان لأصحاب الشافعي، أحدهما: أنه عند قوله تعالى إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ وهو قول ابن مسعود والحسن وحكاه الرافعي عن أبي حنيفة وأحمد لأن ذكر السجدة قبله، والثاني وهو الأصح عند أصحاب الشافعي، وكذلك نقله الرافعي، عند قوله تعالى وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ وهو قول ابن عباس وابن عمر وسعيد ابن المسيب وقتادة، وحكاه الزمخشري عن أبي حنيفة، لأن عنده يتم الكلام.

    [سورة فصلت (41) : آية 39]
    وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (من آياته) متعلّق بخبر مقدّم..
    والمصدر المؤوّل (أنّك ترى ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر ...
    (خاشعة) حال منصوبة (الفاء) عاطفة (عليها) متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد (على كلّ) متعلّق بقدير.
    جملة: «من آياته أنّك ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ترى ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «اهتزّت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «ربت..» لا محلّ لها معطوفة على جملة اهتزّت.
    وجملة: «إنّ الذي أحياها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أحياها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «إنّه على كلّ شيء قدير» لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (خاشعة) ، مؤنّث خاشع اسم فاعل من (خشع) انظر الآية (45) من سورة البقرة.
    (ربت) ، فيه إعلال بالحذف- بعد الإعلال بالقلب- فالفعل (ربا) قلبت فيه الألف عن واو، مضارعه يربو والأصل ربو، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا- الإعلال بالقلب- ثمّ دخلت تاء التأنيث الساكنة فالتقى ساكنان فحذفت الألف- إعلال بالحذف- وزنه فعت..
    البلاغة
    الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ» .
    حيث شبه حال جدوبة الأرض وخلوها عن النبات، ثم إحياء الله تعالى إياها بالمطر، وانقلابها من الجدوبة إلى الخصب، وإنبات كل زوج بهيج، بحال شخص كئيب كاسف البال، رث الهيئة، لا يؤبه، ثم إذا أصابه شيء من متاع الدنيا وزينتها تكلف بأنواع الزينة والزخارف، فيختال في مشيه زهوا، فيهتز بالأعطاف خيلاء وكبرا، فحذف المشبه، واستعمل الخشوع والاهتزاز دلالة على مكانه.
    الفوائد
    - اختيار اللفظ بما يناسب المقام:
    ورد في هذه الآية قوله تعالى وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً وورد في موضع آخر صفة (هامدة) فهاتان الصفتان لم تردا عبثا، ودون تنظيم وتنسيق. فصفة (خاشعة) جاءت لتناسب جو العبادة، لأنها جاءت في سياق يتحدث عن عبادة الله عز وجل والسجود له، أما صفة (هامدة) فجاءت في جو يتحدث عن الموت والسكون، ومن هنا كان سر اختيار هاتين الصفتين لتناسبا جو الآيات، وتتناسقا مع الجو العام للمعنى، فما أروع كلام الله، وما أدقّ معناه!
    [سورة فصلت (41) : آية 40]
    إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)

    الإعراب:
    (في آياتنا) متعلّق ب (يلحدون) ، (لا) نافية (علينا) متعلّق ب (يخفون) ، (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (الفاء) عاطفة (من) اسم موصول مبتدأ في محلّ رفع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (في النار) متعلّق ب (يلقى) ، (خير) خبر المبتدأ (أم) عاطفة معادلة للهمزة (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الأول (آمنا) حال منصوبة من فاعل يأتي (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يأتي) والأمر (اعملوا) فيه معنى التهديد (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي شئتم فعله (ما) حرف مصدريّ ...
    والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق ببصير.
    جملة: «إنّ الذين يلحدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يلحدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لا يخفون..» في محل رفع خبر إنّ.
    وجملة: «من يلقى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «يلقى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
    وجملة: «يأتي..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
    وجملة: «اعملوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «شئتم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «إنّه ... بصير» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «تعملون..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    الصرف:
    (يخفون) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين، أصله يخفاون، حذفت الألف وبقي ما قبلها مفتوحا وزنه يفعون بفتح العين.
    (يلقي) ، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، فالمعلوم يلقي، وفي البناء للمجهول فتح ما قبل الياء فقلبت ألفا.

    [سورة فصلت (41) : الآيات 41 الى 42]
    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)

    الإعراب:
    (بالذكر) متعلّق ب (كفروا) ، وخبر إنّ محذوف تقديره معذّبون أو مهلكون «11» ، (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرّد من الشرط متعلّق ب (كفروا) ، (الواو) حاليّة (اللام) المزحلقة للتوكيد.
    جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «إنّه لكتاب ... » في محلّ نصب حال من الذكر «12» .
    (42) (لا) نافية (من بين) متعلّق ب (يأتيه) ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (من خلفه) متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول فهو معطوف عليه (تنزيل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (من حكيم) متعلّق بتنزيل (حميد) نعت لحكيم.
    وجملة: «لا يأتيه الباطل ... » في محلّ رفع نعت لكتاب.
    وجملة: « (هو) تنزيل ... » لا محلّ لها تعليليّة.

    [سورة فصلت (41) : آية 43]
    ما يُقالُ لَكَ إِلاَّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (43)

    الإعراب:
    (ما) نافية (لك) متعلّق ب (يقال) ، (إلّا) للحصر (ما) اسم موصول في محلّ رفع نائب الفاعل «13» للمبني للمجهول يقال (قد) حرف تحقيق (للرسل) متعلّق ب (قيل) ، ونائب الفاعل للفعل الثاني ضمير مستتر يعود على (ما) (من قبلك) متعلّق بحال من الرسل (اللام) المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو، والثاني معطوف على الأول مرفوع ...
    جملة: «ما يقال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قد قيل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «إنّ ربّك لذو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «14» .
    [سورة فصلت (41) : آية 44]
    وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (44)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (قرآنا) مفعول به ثان منصوب (اللام) واقعة في جواب (لو) (لولا) حرف تحضيض (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (أعجميّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي القرآن «15» ، (الواو) عاطفة (عربيّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي النبيّ (للذين) متعلّق بحال من هدى «16» ، (الواو) استئنافيّة (في آذانهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (وقر) (عليهم) متعلّق بحال من (عمى) «17» ، و (الواو) في (ينادون) نائب الفاعل (من مكان) متعلّق ب (ينادون) .
    جملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «لولا فصّلت آياته ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: « (أهو) أعجميّ ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: « (هو) عربيّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو أعجميّ.
    وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هو.. هدى» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
    وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «في آذانهم وقر ... » في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الذين لا يؤمنون) والجملة الاسميّة من المبتدأ والخبر لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة.
    وجملة: «هو عليهم عمى ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر بتقدير هو في آذانهم وقر وهو عليهم عمى.
    وجملة: «أولئك ينادون..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ينادون:..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
    البلاغة
    1- التشبيه البليغ: في قوله تعالى «قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ» .
    تشبيه بليغ، جعل القرآن الهدى نفسه والشفاء نفسه، يهديهم إلى سبل الرشاد ويشفيهم من أوصاب الجنون.
    2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ» .
    تمثيل لهم في عدم فهمهم وانتفاعهم بما دعوا له، بمن ينادى من مسافة نائية فهو يسمع الصوت ولا يفهم تفاصيله ولا معانيه، أولا يسمع ولا يفهم.
    الفوائد
    رأى واعتراض:
    بين ابن هشام رأي الزمخشري في هذه الآية، وردّ عليه قائلا: (وأما قول الزمخشري في قول الله عز وجل) قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ إنه يجوز أن يكون تقديره، هو في آذانهم وقر، فحذف المبتدأ، أو في آذانهم من وقر، والجملة خبر الذين، مع إمكان أن يكون لا حذف فيه، فوجهه أنه لما رأى ما قبل هذه الجملة وما بعدها حديثا في القرآن قدّر ما بينهما كذلك، اللهم إلا أن يقدر عطف الذين على الذين و «وقر» على «هدى» فيلزم العطف على معمولي عاملين، وسيبويه لا يجيزه، وعليه فيكون (في آذانهم) نعتا لوقر قدم عليه فصار حالا.
    __________
    (1) محتمل أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر، والمفعول به مقدّر.
    (2) أو في محلّ نصب حال من فاعل دعا بتقدير قد.
    (3) يجوز أن تكون مؤسّسة، لا زائدة مؤكّدة، أي الحسنات بالنسبة إلى بعضها وكذلك السيّئات.
    (4) يجوز أن تكون الجملة معطوفة على تعليل مقدّر أي: ذلك أفعل في دفعها فإذا الذي بينك ...
    (5) أو هي استئنافيّة أصلا.
    (6) أو هو ضمير منفصل مبتدأ خبره السميع والجملة خبر إنّ.. ويجوز أن يكون للفصل.
    (7) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قل لهم يا محمّد لا تسجدوا ...
    (8) أو متعلّق ب (يسبّحون) بتضمينه معنى يصلّون. [.....]
    (9) أو هي جواب الشرط في محلّ جزم.
    (10) أو في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبّحون.
    (11) أو هو مذكور آت في الآيات اللاحقة وهو قوله: «أولئك ينادون..» أو قوله:
    «ما يقال لك،» والرابط مقدّر أي: «ما يقال لك في شأنهم ... » أو قوله: «لا يأتيه الباطل» والرابط مقدّر أي منهم ... إلخ.
    (12) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.
    (13) على حذف مضاف أي مثل ما قيل.. والقائل حينئذ هم كفار مكة،
    (14) يجوز أن تكون في محلّ رفع بدل من الموصول (ما) وذلك إذا كان القائل للنبي هو الله لا كفار قريش.
    (15) أو هو مبتدأ وعربيّ معطوف عليه، والخبر محذوف تقديره يستويان- أو مستويان-
    (16) أو متعلّق بهدى..
    (17) أو متعلّق بالمصدر عمى بتضمينه معنى ظلام.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •