التداوي بالثوم عند الصحابة
عن مصعب بن سعد، عن أبيه (سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -): "أنه كان إذا اشتكى صدره، صنع له الحسو فيه الثوم، فيحسوه".
رواه ابن أبي شيبة (26062).
وحسنه محققه في "تخريج المصنف" (13/427).
عن نافع: "أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان إذا اشتكى صدره، صنع له الحساء فيه الثوم، فيحسوه".
رواه ابن أبي شيبة (26063).
وصححه صاحب "ما صح من آثار الصحابة في الفقه" (3/1144).
وفي رواية أخرى عن نافع أيضا: "لما غزا ابن عمر - رضي الله عنهما - نهاوند أخذه ربو، فجعل ينظم الثوم في الخيط، ثم يجعله في حسوة فيطبخه، فإذا أخذ طعم الثوم طرحه، ثم حساه".
رواه ابن سعد "الطبقات الكبرى" (4/146).
وصححه صاحب "العتيق" (36/43).
وقال الإمام ابن القيم عن الثوم في "زاد المعاد" (4/429):
"يسخن إسخانا قويا، ويجفف تجفيفا بالغا. نافع للمبرودين ولمن مزاجه بلغمي ولمن أشرف على الوقوع في الفالج. وهو مجفف للمني، مفتح للسدد، محلل للرياح الغليظة، هاضم للطَّعام، قاطعٌ للعطش، مطلِقٌ للبطن، مدر للبول. يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة مقام الترياق. وإذا دق وعمل فيه ضماد على نهش الحيات أو لسع العقارب نفعها وجذب السموم منها. ويسخن البدن، ويزيد في حرارته، ويقطع البلغم، ويحلل النفخ، ويصفي الحلق، ويحفظ صحة أكثر الأبدان، وينفع من تغير المياه والسعال المزمن. ويؤكل نيئا ومطبوخا ومشويا. وينفع من وجع الصدر من البرد، ويخرج العلق من الحلق. وإذا دق مع الخل والملح والعسل، ثم وضع على الضرس المتأكل، فتته وأسقطه؛ وعلى الضرس الوجع سكن وجعه. وإن دق منه مقدار درهمين، وأخذ مع ماء العسل، أخرج البلغم والدود. وإذا طلي بالعسل على البهق نفع".