تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 20 من 31 الأولىالأولى ... 101112131415161718192021222324252627282930 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 381 إلى 400 من 604

الموضوع: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

  1. #381
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (381)
    (
    سُوُرَة النمل)
    مَكيَّة






    45 - ولقد بعثنا إلى ثمود أخاهم في النسب صالحًا عليه السلام أن اعبدوا الله وحده، فإذا هم بعد دعوته إياهم طائفتان: طائفة مؤمنة، وأخرى كافرة يتنازعون أيهم على الحق.
    46 - قال لهم صالح عليه السلام: لِمَ تطلبون تعجيل العذاب قبل الرحمة؟ هلَّا تطلبون المغفرة من الله لذنوبكم رجاء أن يرحمكم.
    47 - قال له قومه في تَعنُّت عن الحق: تشاءمنا بك وبمن معك من المؤمنين، قال لهم صالح عليه السلام: ما زجرتم من الطير لما يصيبكم من المكاره، عند الله علمه لا يخفى عليه منه شيء، بل أنتم قوم تُخْتبرون بما يبسط لكم من الخير وبما ينالكم من الشر.
    48 - كان في مدينة الحِجْر تسعة رجال يفسدون في الأرض بالكفر والمعاصي، ولا يصلحون فيها بالإيمان والعمل الصالح.
    49 - قال بعضهم لبعض: ليحلف كل واحد منكم بالله لنأتينه في بيته ليلًا، فلنقتلنهم، ثم لنقولن لولي دمه: ما حضرنا قتل صالح وأهله، وإنا لصادقون فيما قلنا.
    50 - ودبَّروا مكيدة خفية لإهلاك صالح وأتباعه من المؤمنين، ومكرنا مكرًا لنصره وإنجائه من مكرهم وإهلاك الكافرين من قومه، وهم لا يعلمون بذلك.
    51 - فتأمل -أيها الرسول- كيف كان مآل تدبيرهم ومكرهم؟ أنّا استأصلناهم بعذاب من عندنا فهلكوا عن آخرهم.
    52 - فتلك بيوتهم قد انهدمت جدرانها على سقوفها، وبقيت خالية من أهلها بسبب ظلمهم، إنَّ فيما أصابهم من العذاب بسبب ظلمهم لعبرة لقوم يؤمنون، فهم الذين يعتبرون بالآيات.
    53 - وأنقذنا الذين آمنوا بالله من قوم صالح عليه السلام، وكانوا يتقون الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
    54 - واذكر -أيها الرسول- لوطًا حين قال لقومه موبخًا إياهم ومنكرًا عليهم: أتأتون الخصلة القبيحة -وهي اللواط- في أنديتكم جهارًا يبصر بعضكم بعضًا؟!
    55 - أئنكم لتأتون الرجال على سبيل الاشتهاء دون النساء، لا تريدون إعفافًا ولا ولدًا، وإنما قضاء شهوة بهيمية، بل أنتم قوم تجهلون ما يجب عليكم من الإيمان والطهر والبعد عن المعاصي.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الاستغفار من المعاصي سبب لرحمة الله.
    • التشاؤم بالأشخاص والأشياء ليس من صفات المؤمنين.
    • عاقبة التمالؤ على الشر والمكر بأهل الحق سيئة.
    • إعلان المنكر أقبح من الاستتار به.
    • الإنكار على أهل الفسوق والفجور واجب.







  2. #382
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (382)
    (
    سُوُرَة النمل)
    مَكيَّة






    56 - فما كان لقومه من جواب إلا قولهم: أخرجوا آل لوط من قريتكم، إنهم أناس يتنزهون عن الأقذار والأنجاس، قالوا ذلك استهزاءً بآل لوط الذين لا يشاركونهم فيما يرتكبونه من الفواحش، بل ينكرون عليهم ارتكابها.
    57 - فسلَّمناه وسلَّمنا أهله، إلا امرأته حكمنا عليها أن تكون من الباقين في العذاب لتكون من الهالكين.
    58 - وأمطرنا عليهم حجارة من السماء، فكان مطرًا سيئًا مهلكًا لمن خُوِّفُوا بالعذاب ولم يستجيبوا.
    59 - قل -أيها الرسول-: الحمد لله على نعمه، وأمان منه من عذابه الَّذي عذب به قوم لوط وصالح لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، الله المعبودُ بحقٍّ الَّذي بيده ملكوت كل شيء خير أم ما يعبده المشركون من معبودات لا تملك نفعًا ولا ضرًّا؟!
    60 - أم من خلق السماوات والأرض على غير مثال سابق، وأنزل لكم -أيها الناس- من السماء ماء المطر، فأنبتنا لكم به حدائق ذات حسن وجمال، ما كان لكم أن تنبتوا شجر تلك الحدائق لعجزكم عن ذلك، فالله هو الَّذي أنبتها، أمعبود فعل هذا مع الله؟! لا، بل هم قوم ينحرفون عن الحق فَيُسَوُّون الخالق بالمخلوقين ظلمًا.
    61 - أَمْ مَنْ صيّر الأرض مستقرّة ثابتة لا تضطرب بمن عليها، وصيّر داخلها أنهارًا تجري، وصير لها جبالًا ثوابت، وصيّر بين البحرين: المالِح والعذب فاصلًا يمنع اختلاط المالح بالعذب حتَّى لا يفسده، فلا يصلح للشرب، أمعبود فعل ذلك مع الله؟! لا، بل معظمهم لا يعلمون، ولو كانوا يعلمون لما أشركوا بالله أحدًا من مخلوقاته.
    62 - أَمْ مَنْ يجيب من ضاق عليه أمره واشتدّ إذا دعاه، ويرفع ما يقع بالإنسان من مرض وفقر وغيرهما، ويصيّركم خلفاء في الأرض يخلف بعضكم بعضًا جيلًا بعد جيل، أمعبود يفعل ذلك مع الله؟! لا، قليلًا ما تتعظون وتعتبرون.
    63 - أمْ مَنْ يهديكم في ظلمات البر وظلمات البحر بما ينصبه لكم من معالم ونجوم، ومن يبعث الرياح مبشرات بقرب نزول المطر الَّذي يرحم به عباده، أمعبود يفعل ذلك مع الله؟! تنزه الله، وتقدس عما يشركون به من مخلوقاته.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • لجوء أهل الباطل للعنف عندما تحاصرهم حجج الحق.
    • رابطة الزوجية دون الإيمان لا تنفع في الآخرة.
    • ترسيخ عقيدة التوحيد من خلال التذكير بنعم الله.
    • كل مضطر من مؤمن أو كافر فإن الله قد وعده بالإجابة إذا دعاه.







  3. #383
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (383)
    (
    سُوُرَة النمل)
    مَكيَّة






    64 - أم من يبدأ الخلق في الأرحام مرحلة بعد مرحلة، ثم يحييه بعدما يميته، ومن يرزقكم من السماء بالمطر المنزل من جهته، ويرزقكم من الأرض بالنبات الَّذي ينبته فيها! أمعبود يفعل ذلك مع الله؟! قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: هاتوا حججكم على ما أنتم عليه من الشرك، إن كنتم صادقين فيما تدعونه من أنكم على حق.
    65 - قل -أيها الرسول-: لا يعلم الغيب من في السماوات من الملائكة، ولا من في الأرض من الناس، لكن الله هو الَّذي يعلمه، وما يعلم جميع من في السماوات ومن في الأرض متى يُبْعثون للجزاء إلا الله.
    66 - أم هل تتابع علمهم بالآخرة فأيقنوا بها؟ لا، بل هم في شك وحيرة من الآخرة، بل قد عميت بصائرهم عنها.
    67 - وقال الذين كفروا مستنكرين: أإذا متنا وكنا ترابًا أيمكن أن نُبْعَثَ أحياء؟
    68 - لقد وُعِدْنا نحن، ووُعِدَ آباؤنا من قبل أننا نبعث جميعًا، فلم نر تحقيقًا لذلك الوعد، ما هذا الوعد الَّذي وُعِدناه جميعًا إلا أكاذيب الأولين التي دونوها في كتبهم.
    69 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المنكرين للبعث: سيروا في أي جهة من الأرض فتأملوا كيف كانت نهاية المجرمين المكذبين بالبعث، فقد أهلكناهم لتكذيبهم به.
    70 - ولا تحزن بسبب إعراض المشركين عن دعوتك، ولا يضق صدرك من كيدهم فالله ناصرك عليهم.
    71 - ويقول الكفار المنكرون للبعث من قومك: متى يتحقق ما تعدنا به أنت والمؤمنون من العذاب إن كنتم صادقين فيما تدعونه من ذلك؟
    72 - قل لهم -أيها الرسول-: عسى أن يكون اقترب لكم بعض ما تستعجلون به من العذاب.
    73 - وإن ربك -أيها الرسول- لذو فضل على الناس حيث يترك معاجلتهم بالعقوبة مع ما هم عليه من الكفر والمعاصي، ولكن معظم الناس لا يشكرون الله على ما ينعم به عليهم.
    74 - وإن ربك ليعلم ما تضمر قلوب عباده وما يظهرونه، لا يخفى عليه شيء من ذلك، وسيجازيهم عليه.
    75 - وما من شيء غائب عن الناس في السماء، ولا غائب عنهم في الأرض إلا هو في كتاب مبين وهو اللوح المحفوظ.
    76 - إن هذا القرآن المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - يقصّ علي بني إسرائيل أكثر ما يختلفون فيه، ويكشف انحرافاتهم.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • علم الغيب مما اختص به الله فادعاؤه كفر.
    • الاعتبار بالأمم السابقة من حيث مصيرها وأحوالها طريق النجاة.
    • إحاطة علم الله بأعمال عباده.
    • تصحيح القرآن لانحرافات بني إسرائيل وتحريفهم لكتبهم.







  4. #384
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (384)
    (
    سُوُرَة النمل)
    مَكيَّة






    77 - وإنه لهداية ورحمة للمؤمنين العاملين بما جاء فيه.
    78 - إن ربك -أيها الرسول- يقضي بين الناس مؤمنهم وكافرهم يوم القيامة بحكمه العدل، فيرحم المؤمن، ويعذب الكافر، وهو العزيز الَّذي ينتقم من أعدائه. ولا يغالبه أحد، العليم الذي لا يلتبس عليه مُحِقٌّ بِمُبْطِلٍ.
    79 - فتوكل على الله، واعتمد عليه في جميع أمورك، إنك على الحق الواضح.
    80 - إنك -أيها الرسول- لا تُسْمِع الموتى الذين ماتت قلوبهم بسبب الكفر بالله، ولا تُسْمِع فاقدي السمع ما تدعوهم إليه إذا رجعوا معرضين عنك.
    81 - ولست بهادي من عميت بصائرهم عن الحق، فلا تحزن عليهم وتتعب نفسك، لا تُسْمِع دعوتك إلا من يؤمن بآياتنا فهم منقادون لأوامر الله.
    82 - وإذا وجب العذاب وثبت عليهم لإصرارهم على كفرهم ومعاصيهم، وبقي شرار الناس، أخرجنا لهم عند اقتراب الساعة علامة من علاماتها الكبرى، وهي دابة من الأرض تكلمهم بما يفهمون أن الناس كانوا بآياتنا المنزلة على نبينا لا يصدقون.
    83 - واذكر -أيها الرسول- يوم نحشر من كل أمة من الأمم جماعة من كبرائهم ممن يكذب بآياتنا، يردّ أولهم إلى آخرهم ثم يساقون إلى الحساب.
    84 - ويستمرّ سوقهم، حتَّى إذا جاؤوا مكان حسابهم قال لهم الله توبيخًا لهم: أكذبتم بآياتي الدالة على توحيدي والمشتملة على شريعتي، ولم تحيطوا علمًا بأنها باطلة فيسوغ لكم تكذيبها، أم ماذا كنتم تعملون بها من التصديق أو التكذيب؟!
    85 - ووقع عليهم العذاب بسبب ظلمهم بالكفر بالله وتكذيب آياته، فهم لا يتكلمون للدفاع عن أنفسهم لعجزهم عن ذلك، وبطلان حججهم.
    ولما كانوا ينكرون البعث نبّههم الله بما يدل عليه في حياتهم، وهو نومهم الَّذي هو بمنزلة الموت، واستيقاظهم الَّذي هو بمنزلة البعث، فقال:

    86 - ألم ينظر هؤلاء المكذبون بالبعث أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه بالنوم، وصيّرنا النهار مضيئًا ليبصروا فيه، فيسعوا إلى أعمالهم، إن في ذلك الموت المتكرر والبعث بعده لعلامات واضحة لقوم يؤمنون.
    87 - واذكر -أيها الرسول-: يوم ينفخ الملك الموكل بالنفخ في القرن النفخة الثانية، ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من استثناه الله من الفزع؛ تفضُّلًا منه، وكل من مخلوقات الله يأتونه في ذلك اليوم مطيعين ذليلين.
    88 - وترى الجبال في ذلك اليوم تحسبها ثابتة لا تتحرك، وهي في واقع الأمر تسير مسرعة سير السحاب، صنع الله، فهو الَّذي يحركها، إنه خبير بما تفعلون، يخفى عليه شيء من أعمالكم، وسيجازيكم عليها.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • أهمية التوكل على الله.
    • تزكية النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه على الحق الواضح.
    • هداية التوفيق بيد الله، وليست بيد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
    • دلالة النوم على الموت، والاستيقاظ على البعث.







  5. #385
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (385)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة



    89 - من جاء يوم القيامة بالإيمان والعمل الصالح فله الجنّة، وهم آمنون بتأمين الله لهم من فزع يوم القيامة.
    90 - ومن جاء بالكفر والمعاصي فلهم النار يلقون فيها على وجوههم، ويقال لهم توبيخًا لهم وإهانة: هل تجزون إلا ما كنتم تعملونه في الدنيا من الكفر والمعاصي؟
    91 - قل لهم -أيها الرسول-: إنما أمرت أن أعبد رب مكة الَّذي حرمها، فلا يُسْفك فيها دم، ولا يُظْلم فيها أحد، ولا يُقْتل صيدها، ولا يُقْطع شجرها، وله سبحانه ملك كل شيء، وأمِرْت ان أكون من المستسلمين لله المنقادين له بالطاعة.
    92 - وأمِرْت أن أتلو القرآن على الناس، فمن اهتدى بهديه، وعمل بما فيه، فنفع هدايته لنفسه، ومن ضل وانحرف عما فيه وأنكره، ولم يعمل بما فيه، فقل: إنما أنا من المنذرين أنذركم من عذاب الله، وليس بيدي هدايتكم.
    93 - وقل -أيها الرسول-: الحمد لله على نعمه التي لا تحصى، سيريكم الله آياته في أنفسكم وفي السماء والأرض والرزق، فتعرفونها معرفة ترشدكم إلى الإذعان للحق، وليس ربك بغافل عما تعملون، بل هو مطلع عليه , لا يخفى عليه منه شيء، وسيجازيكم عليه.

    سورة القصص
    مكية


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    ذكر الموازين الحقيقية للقوى، من خلال إظهار قدرة الله وسُنَّته بنصرة المستضعفين وإهلاك المستكبرين.

    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {طسم} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.

    2 - هذه آيات القرآن الواضح.

    3 - نقرأ عليك من خبر موسى وفرعون بالحق الَّذي لا مرية فيه لقوم يؤمنون لأنهم هم الذين ينتفعون بما فيه.

    4 - إن فرعون طغى في أرض مصر، وتسلط فيها، وصيّر أهلها طوائف مفرِّقًا بينها، يستضعف طائفة منهم، وهم بنو إسرائيل، بقتل ذكور أولادهم واستبقاء نسائهم للخدمة إمعانًا في إذلالهم، إنه كان من المفسدين في الأرض بالظلم والطغيان والتكبر.
    5 - ونريد أن نتفضل على بني إسرائيل الذين استضعفهم فرعون في أرض مصر؛ بإهلاك عدوهم، وإزالة الاستضعاف عنهم، وجعلهم أئمة يقتدى بهم في الحق، ونجعلهم يرثون أرض الشام المباركة بعد هلاك فرعون، كما قال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ...}.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الإيمان والعمل الصالح سببا النجاة من الفزع يوم القيامة.
    • الكفر والعصيان سبب في دخول النار.
    • تحريم القتل والظلم والصيد في الحرم.
    • النصر والتمكين عاقبة المؤمنين.







  6. #386
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (386)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة






    9 - ونريد أن نمكّن لهم في الأرض بجعلهم أصحاب السلطان فيها، ونُرِي فرعون ومسانده الأكبر في الملك هامان وجنودهما المعاونين لهما في ملكهما، ما كانوا يخافونه من ذهاب ملكهم، وانقضائه على يد مولود ذكر من بني إسرائيل.
    ولما ذكر الله ما سيؤول إليه ملك فرعون، وما سيكرم به موسى وقومه، ذكر نشاة موسى عليه السلام إلى أن بعثه الله رسولًا فقال:

    7 - وألهمنا أم موسى عليه السلام أن أرضعيه حتَّى إذا خَشِيتِ عليه من فرعون وقومه أن يقتلوه فضعيه في صندوق، وارميه في نهر النيل، ولا تخافي عليه من الغرق ولا من فرعون، ولا تحزني بسبب فراقه، إنا مرجعوه إليك حيًّا، ومصيّروه من رسل الله الذين يبعثهم إلى خلقه.
    8 - فامتثلت ما ألهمناها من وضعه في صندوق، ورميه في النهر، فعثر عليه آل فرعون فأخذوه، ليتحقق ما أراداه الله من أن موسى سيكون عدوًّا لفرعون يزيل الله ملكه على يده، جالبًا لحزنهم، إن فرعون ووزيره هامان وأعوانهما كانوا آثمين بسبب كفرهم وطغيانهم، وإفسادهم في الأرض.
    9 - ولما أراد فرعون قتله قالت له امرأته: هذا الولد مصدر سرور لي ولك، لا تقتلوه لعله ينفعنا بالخدمة، أو نتخذه ولدًا بالتبني، وهم لا يعلمون ما سيؤول إليه ملكهم على يده.

    10 - وأصبح قلب أم موسى عليه السلام خاليًا من أي أمر من أمور الدنيا إلا من أمر موسى فلم تعد تصبر، حتَّى قاربت أن تظهر أنَّه ولدها من شدة التعلق به، لولا أن ربطنا على قلبها بتثبيته، وتصبيرها لتكون من المؤمنين المتوكلين على ربهم الصابرين على ما يقض به.
    11 - وقالت أم موسى عليه السلام لأخته بعد إلقائها له في النهر: اتبعي أثره لتعرفي ما يفعل به، فأبصرت به عن بُعدٍ حتَّى لا يكشف أمرها، وفرعون وقومه لا يشعرون أنها أخته وأنها تتفقد خبره.
    12 - وامتنع موسى بتدبير من الله عن الرضاع من النساء، فلما رأت أخته حرصهم على إرضاعه قالت لهم: هل أرشدكم إلى أهل بيت يقومون بإرضاعه ورعايته، وهم له ناصحون؟
    13 - فرجعنا موسى إلى أمه رجاء أن تقرّ عينها برؤيته عن قرب، ولا تحزن بسبب فراقه، ولتعلم أن وعبد الله بإرجاعه إليها حق لا مرية فيه، ولكن أكثرهم لا يعلمون بهذا الوعد، ولا أحد يعلم أنها هي أمه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • تدبير الله لعباده الصالحين بما يسلمهم من مكر أعدائهم.
    • تدبير الظالم يؤول إلى تدميره.
    • قوة عاطفة الأمهات تجاه أبنائهن.
    • جواز استخدام الحيلة المشروعة للتخلص من ظلم الظالم.
    • تحقيق وعد الله واقع لا محالة.







  7. #387
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (387)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة






    ولما ذكر الله مبدأ موسى ذكر مرحلة شبابه، فقال:

    14 - ولما بلغ سن اشتداد البدن، واستحكم في قوته -أعطيناه فهمًا وعلمًا في دين بني إسرائيل قبل نبوته، وكما جزينا موسى على طاعته نجزي المحسنين في كل زمان ومكان.
    15 - ودخل موسى المدينة في وقت راحة الناس في بيوتهم، فوجد فيها رجلين يتخاصمان ويتضاربان، أحدهما من بني إسرائيل قوم موسى عليه السلام، والآخر من القِبْط قوم فرعون أعداء موسى، فطلب الَّذي هو من قومه أن يعينه على الَّذي هو من القِبْط أعدائه، فضرب موسى القبطي بقبضة يده، فقتله بتلك الضربة لقوّتها، قال موسى عليه السلام: هذا من تزيين الشيطان وإغرائه، إن الشيطان عدو مضلّ لمن اتبعه، واضح العداوة، فما حصل مني بسبب عداوته، وبسبب أنَّه مضلّ يريد إضلالي.
    16 - قال موسى داعيًا ربه معترفًا بما حصل منه: رب إني ظلمت نفسي بقتل هذا القِبْطي، فاغفر لي ذنبي، فبيّن الله لنا مغفرته لموسى، إنه هو الغفور لمن تاب من عباده، الرحيم بهم.
    17 - ثم واصل الخبر عن دعاء موسى الَّذي قال فيه: رب بسبب ما أنعمت علي به من القوة والحكمة والعلم فلن أكون معينًا للمجرمين على إجرامهم.
    18 - فلما حصل منه ما حصل من قتل القِبْطي أصبح في المدينة خائفًا يترقب ماذا يحدث، فإذا الَّذي طلب منه العون والنصر على عدوه القِبْطي بالأمس يستعين به على قِبْطي آخر، قال له موسى: إنك لذو غواية وضلال واضح.
    19 - فلما أن أراد موسى عليه السلام أن يبطش بالقِبْطي الَّذي هو عدو له وللإسرائيلي، ظن الإسرائيلي أن موسى يريد البطش به لما سمعه يقول: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} فقال لموسى: أتريد أن تقتلني مثلما قتلت نفسًا بالأمس، لا تريد إلا أن تكون جبارًا في الأرض تقتل الناس وتظلمهم، وما تريد أن تكون ممن يصلحون بين المتخاصمين.
    20 - ولما انتشر الخبر وجاء رجل من أقصى المدينة مسرعًا شفقة على موسى من الملاحقة، فقال: يا موسى، إن الأشراف من قوم فرعون يتشاورون بقتلك فاخرج من البلد، إني لك من الناصحين شفقة عليك من أن يدركوك فيقتلوك.
    21 - فامتثل موسى أمر الرجل الناصح، فخرج من البلد خائفًا يترقب ماذا يحدث له، قال داعيًا ربه: رب نجني من القوم الظالمين، فلا يصلوا إليّ بسوء.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الاعتراف بالذنب من آداب الدعاء.
    • الشكر المحمود هو ما يحمل العبد على طاعة ربه، والبعد عن معصيته.
    • أهمية المبادرة إلى النصح خاصة إذا ترتب عليه إنقاذ مؤمن من الهلاك.
    • وجوب اتخاذ أسباب النجاة، والالتجاء إلى الله بالدعاء.







  8. #388
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (388)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة






    22 - ولما سار مقبلًا بوجهه جهة مَدْين قال: عسى ربي أن يرشدني إلى خير طريق، فلا أضلّ عنها.
    23 - ولما وصل ماء مَدْين الَّذي يستقون منه وجد جماعة من الناس يسقون مواشيهم، ووجد من دونهم امرأتين تحبسان أغنامهما عن الماء حتَّى يسقي الناس، قال لهما موسى عليه السلام: ما شأنكما لا تسقيان مع الناس؟ قالتا له: عادتنا أن نتأنى فلا نسقي حتَّى ينصرف الرعاة؛ حذرًا من مخالطتهم، وأبونا شيخ كبير السن، لا يستطيع أن يسقي، فاضطررنا لسقي غنمنا.
    24 - فرحمهما فسقى لهما أغنامهما، ثم انصرف إلى الظل فاستراح فيه، ودعا ربه بالتعريض بحاجته، فقال: رب إني لما أنزلت إليّ من أي خير محتاجٌ.
    25 - فلما ذهبتا أخبرتا أباهما به، فأرسل
    إحداهما إليه تدعوه، فجاءته تمشي في حياء،
    قالت: إن أبي يدعوك أن تأتيه قصد أن يجزيك أجرك على سقيك لنا، فلما جاء موسى أباهما، وأخبره بأخباره، قال له مطمئنًا إياه: لا تخف نجوت من القوم الظالمين فرعون وملئه، فإنهم لا سلطان لهم على مَدْين، فلا يستطيعون أن يصلوا إليك بأذى.

    26 - قالت إحدى ابنتيه: يا أبت استأجره ليرعى غنمنا، فهو جدير بأن تستأجره؛ لجمعه بين القوة والأمانة، فبالقوة يؤدي ما كلف به، وبالأمانة يحفظ ما ائتمن عليه.
    27 - قال أبوهما مخاطبًا موسى عليه السلام: إني أريد أن أزوجك إحدى ابنتي هاتين، على أن يكون مهرها أن ترعى غنمنا ثماني سنين، فإن أكملت المدة عشر سنين فهذا تفضّل منك لا يلزمك؛ لأن التعاقد إنما هو على ثمان سنين، فما فوقها تطوع، وما أريد أن ألزمك ما فيه مشقة عليك، ستجدني -إن شاء الله- من الصالحين الذين يوفون بالعقود، ولا ينقضون العهود.
    28 - قال موسى عليه السلام: ذلك الَّذي بيني وبينك على ما تعاقدنا عليه، فأي الأمدين عملت لك: ثمانِيَ سنوات، أو عشر سنوات، أكون قد وفيت بما علي، فلا تطالبني بزيادة، والله وكيل على ما تعاقدنا عليه، رقيب عليه.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الالتجاء إلى الله طريق النجاة في الدنيا والآخرة.
    • حياء المرأة المسلمة سبب كرامتها وعلو شأنها.
    • مشاركة المرأة بالرأي، واعتماد رأيها إن كان صوابًا أمر محمود.
    • القوة والأمانة صفتا المسؤول الناجح.
    • جواز أن يكون المهر منفعة.







  9. #389
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (389)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة






    29 - فلما أكمل موسى أوفى الأجلين عشر سنين، وسار بأهله من مَدْين إلى مصر أبصر من جانب الطور نارًا، قال لأهله: اثبتوا، إني أبصرت نارًا، لعلي آتيكم منها بخبر، أو آتيكم بشعلة من النار توقدون بها نارًا؛ لعلكم تستدفئون من البرد.
    20 - فلما جاء موسى النار التي أبصرها ناداه ربه سبحانه وتعالى: من جانب الوادي الأيمن في الموقع الَّذي باركه الله بتكليمه لموسى من الشجرة أن: يا موسى إني أنا الله رب المخلوقات كلها.
    31 - وأن اطرح عصاك، فطرحها موسى امتثالًا لأمر ربه، فلما رآها تتحرك وتضطرب كأنها حية في سرعتها ولَّى هاربًا خوفًا منها، ولم يرجع من هَرَبِهِ، فناداه ربه: يا موسى أقبل، ولا تخف منها؛ فإنك من الآمنين منها ومن غيرها مما تخاف.
    32 - أدخل يدك اليمنى في فتحة قميصك مما يلي الرقبة تخرج بيضاء من غير برص. فأدخلها موسى فخرجت بيضاء كالثلج. واضمم إليك يدك ليهدأ خوفك. فضمَّها موسى إليه فذهب عنه الخوف، فهذان المذكوران -العصا واليد- حجَّتان مرسلتان من ربك إلى فرعون والأشراف من قومه، إنهم كانوا قومًا خارجين عن طاعة الله بالكفر وارتكاب المعاصي.
    33 - قال موسى متوسلًا إلى ربه: إني قتلت منهم نفسًا فأخاف أن يقتلوني به إن جئتهم لأبلغهم ما أرسلت به.
    34 - وأخي هارون هو أبين مني كلامًا فابعثه معي معينًا يوافقني في كلامي، إن كذبني فرعون وقومه، إني أخاف أن يكذبوني كما هي عادة الأمم التي بُعِثَتْ إليها الرسل من قبلي فكذبوهم.
    35 - قال الله مجيبًا دعوة موسى: سنقوّيك -يا موسى- ببعث أخيك معك رسولًا معينًا، ونجعل لكما حجة وتأييدًا، فلا يصلون إليكما بسوء تكرهانه، بسبب آياتنا التي أرسلناكم بها أنتما ومن اتبعكما من المؤمنين المنتصرون.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الوفاء بالعقود شأن المؤمنين.
    • تكليم الله لموسى عليه السلام ثابت على الحقيقة.
    • حاجة الداعي إلى الله إلى من يؤازره.
    • أهمية الفصاحة بالنسبة للدعاة.







  10. #390
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (390)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة



    36 - فلما جاءهم موسى عليه السلام بآياتنا واضحات قالوا: ما هذا إلا كذب مختلق اختلقه موسى، وما سمعنا بهذا في آبائنا الأقدمين.
    37 - وقال موسى مخاطبًا فرعون: ربي يعلم المحق الَّذي جاء بالرشاد من عنده سبحانه، ويعلم من تكون له العاقبة المحمودة في الآخرة، إنه لا يفوز الظالمون بمطلوبهم، ولا ينجون من مرهوبهم.
    38 - وقال فرعون مخاطبًا الأشراف من قومه: يا أيها الملأ ما علمت لكم من معبود غيري، فأشعل لي يا هامان على الطين حتَّى يشتد فابن لي به بناءً عاليًا رجاء أن أنظر إلى معبود موسى وأقف عليه، وإني لأظنّ أن موسى كاذب فيما يدعيه أنَّه مرسل من الله إليّ وإلى قومي.
    39 - واشتد تكبر فرعون هو وجنوده واستعلوا في أرض مصر بغير موجب من الحق، وأنكروا البعث، وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون يوم القيامة للحساب والعقاب.
    40 - فأخذناه وأخذنا جنوده فطرحناهم في البحر غرقى حتَّى هلكوا جميعًا، فتأمّل -أيها الرسول- كيف كان مآل الظالمين ونهايتهم، فقد كان مآلهم ونهايتهم الهلاك.
    41 - وجعلناهم قدوة للطغاة والضُّلَّال يدعون إلى النار بما يبثونه من كفر وضلال، ويوم القيامة لا ينصرون بإنقاذهم من العذاب، بل يضاعف عليهم العذاب لما سنّوه من سنن سيئة، ودعوا إليه من ضلالة، يكتب عليهم وزر عملهم بها، ووزر عمل من اتبعهم في العمل بها.
    42 - وأتبعناهم زيادة على عقوبتهم في هذه الدنيا خزيًا وطردًا، ويوم القيامة هم من المذمومين المُبْعَدين عن رحمة الله.
    43 - ولقد أعطينا موسى التوراة من بعد ما أرسلنا إلى الأمم السابقة رسلنا فكذبوهم، فأهلكناهم بسبب تكذيبهم لهم، فيها ما يُبَصِّر الناس بما ينفعهم فيعملون به، وما يضرهم فيتركونه، وفيها إرشادهم إلى الخير، ورحمة لما فيها من خيري الدنيا والآخرة لعلهم يتذكرون نعم الله عليهم فيشكرونه ويؤمنون به.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • رَدُّ الحق بالشبه الواهية شأن أهل الطغيان.
    • التكبر مانع من اتباع الحق.
    • سوء نهاية المتكبرين من سنن رب العالمين.
    • للباطل أئمته ودعاته وصوره ومظاهره.







  11. #391
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (391)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة





    44 - وما كنت -أيها الرسول- حاضرًا بجانب الجبل الغربي بالنسبة لموسى عليه السلام حين أنهينا إلى موسى الأمر بإرساله إلى فرعون وملئه، وما كنت من الحاضرين حتَّى تعلم خبر ذلك فتقصّه على الناس، فما تخبرهم به هو من وحي الله إليك.
    45 - ولكنا أنشأنا أممًا وخلائق من بعد موسى، فتباعد عليهم الزمن حتَّى نسوا عهود الله، وما كنت مقيمًا في أهل مَدْين تقرأ عليهم آياتنا، ولكنا أرسلناك من عندنا، فأوحينا إليك خبر موسى وإقامته في مَدْين، فأخبرت الناس بما أوحى الله إليك من ذلك.
    46 - وما كنت بجانب الطور إذ نادينا موسى وأوحينا إليه ما أوحينا حتَّى تخبر بذلك، ولكن أرسلناك رحمة من ربك للناس، فأوحينا إليك خبر ذلك لتنذر قومًا ما جاء رسول من قبلك ينذرهم لعلهم يتعظون، فيؤمنون بما جئتهم به من عند الله سبحانه.
    47 - ولولا أن تنالهم عقوبة إلهية بسبب ما هم عليه من الكفر والمعاصي، فيقولوا محتجين بعدم إرسال رسول إليهم: هلَّا بعثت إلينا رسولًا فنتبع آياتك ونعمل بها، ونكون من المؤمنين العاملين بأمر ربهم، لولا ذلك لعاجلناهم بالعقاب، لكنا أخرناه عنهم حتَّى نعذر إليهم ببعث رسول إليهم.
    48 - فلما جاء قريشًا محمد بالرسالة من ربه سألوا يهود عنه فلقنوهم هذه الحجة فقالوا: هلَّا أعطي محمد مثل ما أعطي موسى من الآيات الدالة على أنَّه رسول من ربه؛ كاليد والعصا، قل -أيها الرسول- ردًّا عليهم: ألم يكفر اليهود بما أعطي موسى من قبل، وقالوا في التوراة والقرآن: إنهما سحران يعضد أحدهما الآخر، وقالوا: إنا بكلّ من التوراة والقرآن كافرون؟!
    49 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء: جيئوا بكتاب منزل من عند: سبيلًا من التوراة والقرآن، فإن أتيتم به أتّبعه إن كنتم صادقين فيما تدّعونه من أن التوراة والقرآن سحران.
    50 - فإن لم تستجب قريش لما دعوتهم إليه من الإتيان بكتاب أهدى من التوراة والقرآن فأيقن أن تكذيبهم بهما ليس عن دليل، وإنما هو عن اتباع للهوى، ولا أحد أضلّ ممن اتبع هواه بغير هدى من الله سبحانه، إن الله لا يوفّق للهداية والرشاد القوم الظالمين لأنفسهم بكفرهم بالله.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • نفي علم الغيب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلَّا ما أطلعه الله عليه.
    • اندراس العلم بتطاول الزمن.
    • تحدّي الكفار بالإتيان بما هو أهدى من وحي الله إلى رسله.
    • ضلال الكفار بسبب اتباع الهوى، لا بسبب اتباع الدليل.







  12. #392
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (392)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة






    51 - ولقد وصَّلنا للمشركين واليهود من بني إسرائيل القول بقصص الأمم السابقة، وما أحللنا عليهم من العذاب لما كذبوا رسلنا؛ رجاء أن يتعظوا بذلك فيؤمنوا حتَّى لا يصيبهم ما أصابهم.
    52 - الذين ثبتوا على الإيمان بالتوراة من قبل نزول القرآن هم بالقرآن يؤمنون لما يجدونه في كتبهم من الإخبار به ومن نعته.
    53 - وإذا يقرأ عليهم قالوا آمنا به إنه الحق الَّذي لا مِرْية فيه، المنزل من ربنا، إنا كنا من قبل هذا القرآن مسلمين لإيماننا بما جاء به الرسل من قبله.
    54 - أولئك الموصوفون بما ذُكِر يعطيهم الله ثواب عملهم مرتين بسبب صبرهم على الإيمان بكتابهم، وبإيمانهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - حين بُعِث، ويدفعون بحسنات أعمالهم الصالحة ما اكتسبوه من الآثام، ومما رزقناهم ينفقون في وجوه الخير.
    55 - وإذا سمع هؤلاء المؤمنون من أهل الكتاب الباطل من القول أعرضوا عنه غير ملتفتين إليه، وقالوا مخاطبين أصحابه: لنا جزاء أعمالنا، ولكم جزاء أعمالكم، سلمتم منا من الشتم والأذى، لا نبتغي مصاحبة أصحاب الجهل لما فيها من الضرر والأذى على الدين والدنيا.
    56 - إنك -أيها الرسول- لا تهدي من أحببت مثل أبي طالب وغيره بتوفيقه للإيمان، ولكن الله وحده هو الَّذي يوفّق من يشاء للهداية، وهو أعلم بمن سبق في علمه أنَّه من المهتدين إلى الصراط المستقيم.
    57 - وقال المشركون من أهل مكة معتذرين عن اتباع الإسلام والإيمان به: إن نتبع هذا الإسلام الَّذي جئت به ينتزعنا أعداؤنا من أرضنا بسرعة، أَوَلَم نمكّن لهؤلاء المشركين حرمًا يحرم فيه سفك الدماء والظلم، يأمنون فيه من إغارة غيرهم عليهم، تجلب إليه ثمار كل شيء رزقًا من لدنا سقناه إليهم؟! ولكن معظمهم لا يعلمون ما أنعم الله به عليهم فيشكروه له.
    58 - وما أكثر القرى التي كفرت نعمة الله عليها فأسرفت في الذنوب والمعاصي، فأرسلنا عليها عذابًا فأهلكناها به، فتلك مساكنهم مندثرة يمرّ الناس عليها لم تسكن من بعد أهلها إلا قليلًا من بعض العابرين، وكنا نحن الوارثين الذين نرث السماوات والأرض ومن فيهما.
    59 - ولم يكن ربك -أيها الرسول- مهلك القرى حتَّى يعذر إلى أهلها ببعث رسول في القرية الكبرى منها كما بعثك أنت في أم القرى، وهي مكة، وما كنا لنهلك أهل القرى وهم مستقيمون على الحق، إنما نهلكهم إن كانوا ظالمين بالكفر وارتكاب المعاصي.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • فضل من آمن من أهل الكتاب بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأن له أجرين.
    • هداية التوفيق بيد الله لا بيد غيره من الرسل وغيرهم.
    • اتباع الحق وسيلة للأمن لا مَبْعث على الخوف كما يدعي المشركون.
    • خطر الترف على الفرد والمجتمع.
    • من رحمة الله أنَّه لا يهلك الناس إلا بعد الإعذار إليهم بارسال الرسل.






  13. #393
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (393)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة



    ولما اعتذر المشركون عن اتباع الحق بما يلاقونه من مصاعب الحرب وانقطاع التجارة أجابهم الله بقوله:

    60 - وما أعطاكم ربكم من شيء فهو مما تتمتعون به وتتزينون في الحياة الدنيا ثم يفنى، وما عند الله من الثواب العظيم في الآخرة خير وأبقى مما في الدنيا من متاع وزينة، أفلا تعقلون ذلك، فتؤثروا ما هو باق على ما هو فان؟!
    61 - أفمن وعدناه في الآخرة الجنة وما فيها من نعيم مقيم كمن أعطيناه ما يتمتع به من مال وزينة في الحياة الدنيا، ثم يكون يوم القيامة من المُحْضَرين إلى نار جهنم؟!
    62 - ويوم يناديهم ربهم سبحانه وتعالى قائلًا: أين شركائي الذين كنتم تعبدونهم من دوني وتزعمون أنهم شركائي؟
    63 - قال الذين وجب عليهم العذاب من الدعاة إلى الكفر: ربنا هؤلاء الذين أضللناهم كما ضللنا، نتبرأ إليك منهم، ما كانوا يعبدوننا وإنما كانوا يعبدون الشياطين.
    64 - وقيل لهم: نادوا شركاءكم لينقذوكم مما أنتم فيه من الخزي، فنادوا شركاءهم فلم يستجيبوا لندائهم، وشاهدوا العذاب المعد لهم، فودّوا لو أنهم كانوا في الدنيا مهتدين للحق.
    65 - ويوم يناديهم ربهم قائلًا: ماذا أجبتم به رسلي الذين بعثتهم إليكم؟
    66 - فخفي عليهم ما يحتجون به فلم يذكروا شيئا، ولا يسأل بعضهم بعضًا؟ لما هم فيه من هول الصدمة بسبب ما أيقنوا أنهم صائرون إليه من العذاب.
    67 - فأما من تاب من هؤلاء المشركين من كفره وآمن بالله ورسله، وعمل عملًا صالحًا؛ فعسى أن يكون من الفائزين بما يطلبونه، الناجين مما يرهبونه.
    68 - وربك -أيها الرسول- يخلق ما يشاء أن يخلقه، ويصطفي من يشاء لطاعته ونبوته، ليس للمشركين الاختيار حتى يعترضوا على الله، تنزه سبحانه وتقدس عما يعبدون معه من الشركاء.
    69 - وربك يعلم ما تخفي صدورهم وما يعلنونه، يخفى عليه شيء من ذلك، وسيجازيهم عليه.
    70 - وهو الله سبحانه لا معبود بحق غير وحده الحمد في الدنيا، وله الحمد في الآخرة، وله القضاء النافذ الذي لا مردّ له، وإليه وحده ترجعون يوم القيامة للحساب والجزاء.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • العاقل من يؤثر الباقي على الفاني
    • التوبة تَجُبُّ ما قبلها
    • الاختيار لله لا لعباده؛ فليس لعباده أن يعترضوا عليه.
    • إحاطة علم الله بما ظهر وما خفي من أعمال عباده.







  14. #394
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (394)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة



    71 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن صيّر الله عليكم الليل دائمًا مستمرًا، لا انقطاع له إلى يوم القيامة، من معبود غير الله يأتيكم بضياء مثل ضياء النهار؟! أفلا تسمعون هذه الحجج، وتعلمون أن لا إله إلا الله يأتيكم بذلك؟!
    72 - قل لهم -أيها الرسول-: أخبروني إن صيّر الله عليكم النهار دائمًا مستمرًّا إلى يوم القيامة، من معبود غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه لتستريحوا من عناء العمل في النهار؟! أفلا تبصرون هذه الآيات، وتعلمون أن لا إله إلا الله يأتيكم بذلك كله؟!
    73 - ومن رحمته سبحانه أن جعل لكم -أيها الناس- الليل مظلمًا؛ لتسكنوا فيه بعدما عانيتم من عمل في النهار، وجعل لكم النهار مضيئًا؛ لتسعوا إلى طلب الرزق فيه، ولعلكم تشكرون نعم الله عليكم ولا تكفرونها.
    74 - ويوم يناديهم ربهم سبحانه وتعالى قائلًا: أين شركائي الذين كنتم تعبدونهم من دوني، وتزعمون أنهم شركائي؟
    75 - وأحضرنا من كل أمة نبيّها يشهد عليها بما كانت عليه من الكفر والتكذيب، فقلنا للمكذبين من تلك الأمم: أعطوا حججكم وأدلتكم على ما كنتم عليه من الكفر والتكذيب، فانقطعت حججهم وأيقنوا أن الحق الذي لا مِرْية فيه لله، وغاب عنهم ما كانوا يختلقونه من الشركاء له سبحانه.
    ولما ذكر الله أن فرعون علا في الأرض بسبب السلطان ذكر طغيان قارون بسبب المال، فقال:

    76 - إن قارون كان من قوم موسى عليه السلام فتكبر عليهم، وأعطيناه من كنوز الأموال ما إن مفاتح خزائنه ليثقل حملها على الجماعة القوية، إذ قال له قومه: لا تفرح فرح البَطَر، إن الله لا يحب الفرحين فرح البَطَر، بل يبغضهم ويعذبهم على ذلك.
    77 - واطلب فيما أعطاك الله من الأموال الثواب في الدار الآخرة، بأن تنفقه في وجوه الخير، ولا تنس نصيبك من الأكل والشرب واللباس وغير ذلك من النعم، في غير إسراف ولا مخيلة، وأحسن التعامل مع ربك ومع عباده كما أحسن سبحانه إليك، ولا تطلب الفساد في الأرض بارتكاب المعاصي وترك الطاعات، إن الله لا يحب المفسدين في الأرض بذلك، بل يبغضهم.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • تعاقب الليل والنهار نعمة من نعم الله يجب شكرها له.
    • الطغيان كما يكون بالرئاسة والملك يكون بالمال.
    • الفرح بَطَرًا معصية يمقتها الله.
    • ضرورة النصح لمن يُخاف عليه من الفتنة.
    • بغض الله للمفسدين في الأرض.







  15. #395
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (395)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة



    78 - قال قارون: إنما أُعْطِيت هذه الأموال لعلم عندي وقدرة، فأنا أستحقها لذلك.
    أَوَلَم يعلم قارون أن الله قد أهلك من قبله من الأمم من هم أشد قوة وأكثر جمعًا لأموالهم؟! فما نفعتهم قوتهم ولا أموالهم، ولا يسأل يوم القيامة المجرمون عن ذنوبهم لعلم الله بها، فسؤالهم سؤال تبكيت وتوبيخ.

    79 - فخرج قارون في زينته مظهرًا أُبَّهَتَه، قال الذين يطمعون في زينة الحياة الدنيا من أصحاب قارون: يا ليتنا أُعْطِينا من زينة الدنيا مثل ما أُعْطِي قارون، إن قارون لذو نصيب وافٍ كبير.
    80 - وقال الذين أعطوا العلم حين رأوا قارون في زينته وسمعوا ما تمناه أصحابه: ويلكم! ثواب الله في الآخرة، وما أعده من النعيم لمن آمن به وعمل عملًا صالحًا، خيرٌ مما أُعْطِي قارون من زهرة الدنيا، ولا يوفق لقول هذه الكلمة والعمل بما تقتضيه إلا الصابرون الذين يصبرون على إيثار ما عند الله من ثواب على ما في الدنيا من متاع زائل.
    81 - فخسفنا الأرض به وبداره ومن فيها انتقامًا منه على بغيه، فما كان له من جماعة ينصرونه من دون الله، وما كان من المنتصرين بنفسه.
    82 - وأصبح الذين تمنوا ما كان فيه من المال والزينة قبل الخسف به يقولون متحسرين معتبرين: ألم نعلم أن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، ويضيقه على من يشاء منهم؟! لولا أن منّ الله علينا فلم يعاقبنا بما قلنا؛ لخسف بنا مثل ما خسف بقارون، إنه لا يفوز الكافرون، لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل إن مصيرهم ومآلهم الخسران فيهما.
    83 - تلك الدار الآخرة نجعلها دار نعيم وتكريم للذين لا يريدون تكبرًا في الأرض عن الإيمان بالحق واتباعه، ولا يريدون فسادًا فيها، والعاقبة المحمودة هي بما في الجنة من نعيم، وما يحلّ فيها من رضا الله للمتقين لربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
    84 - من جاء بالحسنة يوم القيامة -من صلاة وزكاة وصيام وغيره- فله جزاء خير من تلك الحسنة حيث تضاعف له الحسنة إلى عشر أمثالها، ومن جاء يوم القيامة بالسيئة -من كفر وأكل ربا وزِنًى وغير ذلك - فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا مثل ما عملوا دون زيادة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • كل ما في الإنسان من خير ونِعَم، فهو من الله خلقًا وتقديرًا.
    • أهل العلم هم أهل الحكمة والنجاة من الفتن؛ لأن العلم يوجه صاحبه إلى الصواب.
    • العلو والكبر في الأرض ونشر الفساد عاقبته الهلاك والخسران.
    • سعة رحمة الله وعدله بمضاعفة الحسنات للمؤمن وعدم مضاعفة السيئات للكافر.



  16. #396
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (396)
    (
    سُوُرَة القصص)
    مَكيَّة



    85 - إن الذي أنزل عليك القرآن وفرض عليك تبليغه والعمل بما فيه لمرجعك إلى مكة فاتحًا، قل -أيها الرسول- للمشركين: ربي أعلم بمن جاء بالهدى، ومن هو في ضلال واضح عن الهدى والحق.
    86 - وما كنت -أيها الرسول- تأمل -قبل البعثة- أن يُلْقَى إليك القرآن وحيًا من الله، لكن رحمة منه سبحانه اقتضت إنزاله عليك، فلا تكوننّ معينًا للكافرين على ما هم فيه من الضلال.
    87 - ولا يصرفنك هؤلاء المشركون عن آيات الله بعد إنزالها عليك فتترك تلاوتها وتبليغها، وادع الناس إلى الإيمان بالله وتوحيده والعمل بشرعه، ولا تكوننّ من المشركين الذين يعبدون مع الله غيره، بل كن من الموحدين الذين لا يعبدون إلا الله وحده.
    88 - ولا تعبد مع الله معبودًا غيره، لا معبود بحق غيره، كل شيء هالك إلا وجهه سبحانه، له وحده الحكم يحكم بما يشاء وإليه وحده ترجعون يوم القيامة للحساب والجزاء.


    سورة العنكبوت
    مكية


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    تركز على قضية الثبات والصبر حال الابتلاء والفتن وعاقبته.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {الم}: سبق الكلام عن نظائرها في بداية سورة البقرة.
    2 - أَظَنَّ الناسُ أنهم بقولهم: آمنا بالله، يُتْركون دون اختبار يبين حقيقة ما قالوا: هل هم مؤمنون حقًّا؟! ليس الأمر كما ظنوا.
    3 - ولقد اختبرنا الذين كانوا قبلهم، فليعلمن الله علم ظهورٍ ويكشف لكم صدقَ الصادقين في إيمانهم وكذب الكاذبين فيه.
    4 - بل أَظَنَّ الذين يعملون المعاصي من الشرك وغيره أن يعجزونا، وينجوا من عقابنا؟ قَبُحَ حكمهم الذي يحكمون به، فهم لا يعجزون الله، ولا ينجون من عقابه إن ماتوا على كفرهم.
    5 - من كان يأمل لقاء الله يوم القيامة ليثيبه فليعلم أن الأجل الذي ضربه الله لذلك لآت قريبًا، وهو السميع لأقوال عباده، العليم بأفعالهم، لا يفوته منها شيء، وسيجازيهم عليها.

    6 - ومن جاهد نفسه بحملها على الطاعة والبعد عن المعصية، وجاهد في سبيل الله فإنما يجاهد لنفسه؛ لأن نفع ذلك عائد إليها، والله غني عن المخلوقات كلها، فلا تزيده طاعتهم، ولا تنقصه معصيتهم.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • النهي عن إعانة أهل الضلال.
    • الأمر بالتمسك بتوحيد الله والبعد عن الشرك به.
    • ابتلاء المؤمنين واختبارهم سُنَّة إلهية.
    • غنى الله عن طاعة عبيده.







  17. #397
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (397)
    (
    سُوُرَة العنكبوت)
    مَكيَّة



    7 - والذين آمنوا وصبروا على امتحاننا لهم، وعملوا الأعمال الصالحات لنمحونّ ذنوبهم بما عملوه من الأعمال الصالحة، ولنثيبنّهم في الآخرة أحسن الذي كانوا يعملون في الدنيا.
    8 - ووصينا الإنسان بوالديه أن يبرهما ويحسن إليهما، وإن جاهدك والداك -أيها الإنسان- لتشرك بي ما ليس لك بإشراكه علم - كما وقع لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - من أمه - فلا تطعهما في ذلك لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إليّ وحدي رجوعكم يوم القيامة، فأخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا، وأجازيكم عليه.
    9 - والذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحات لندخلنهم يوم القيامة في الصالحين، فنحشرهم معهم، ونثيبهم ثوابهم.
    10 - ومن الناس من يقول: آمنّا بالله، فإذا آذاه الكفار على إيمانه جعل عذابهم له كعذاب الله فارتدّ عن الإيمان موافقة للكفار، ولئن حصل نصر من ربك لك -أيها الرسول- ليقولنّ: إنا كنا معكم -أيها المؤمنون- على الإيمان، أو ليس الله بأعلم بما صدور الناس؟! لا يخفى عليه ما فيها من الكفر والإيمان، فكيف ينبئون الله بما في قلوبهم وهو أعلم بما فيها منهم؟!
    11 - وليعلمنّ الله الذين آمنوا به حقًّا، وليعلمنّ المنافقين الذين يظهرون الإيمان، ويضمرون الكفر.
    12 - وقال الذين كفروا للذين آمنوا بالله وحده: اتبعوا ديننا وما نحن عليه، ونحمل نحن عنكم ذنوبكم، فنجازى عليها دونكم، وليسوا بحاملين شيئًا من ذنوبهم، وإنهم لكاذبون في قولهم هذا.
    ولما كان نفي حملهم لخطايا غيرهم قد يفهم منه أن الكفار الداعين إلى ضلالتهم لا يأثمون إثمًا زائدًا بسبب ذلك رفع ذلك الإيهام بقوله:

    13 - وليحملنّ هؤلاء المشركون الداعون إلى باطلهم ذنوبهم التي اقترفوها، وليحملنّ ذنوب من اتبع دعوتهم دون أن ينقص من ذنوب التابعين لهم شيء، وليسألن يوم القيامة عما كانوا يختلقونه في الدنيا من الأباطيل.
    14 - ولقد بعثنا نوحًا رسولًا إلى قومه، فمكث فيهم مدة تسع مئة وخمسين عامًا يدعوهم إلى توحيد الله، فكذبوه واستمرّوا على كفرهم، فأخذهم الطوفان وهم ظالمون بسبب كفرهم بالله وتكذيبهم لرسله، فهلكوا بالغرق.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الأعمال الصالحة يُكَفِّر الله بها الذنوب.
    • تأكُّد وجوب البر بالأبوين.
    • الإيمان بالله يقتضي الصبر على الأذى في سبيله.
    • من سنَّ سُنَّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.


  18. #398
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (398)
    (
    سُوُرَة العنكبوت)
    مَكيَّة






    15 - فأنقذنا نوحًا ومن معه من المؤمنين في السفينة من الهلاك بالغرق، وجعلنا السفينة عبرة للناس يعتبرون بها.
    16 - واذكر -أيها الرسول- قصة إبراهيم حين قال لقومه: اعبدوا الله واتقوا عقابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ذلكم المأمور به خير لكم إن كنتم تعلمون.
    17 - إنما تعبدون -أيها المشركون- أصنامًا لا تنفع ولا تضرّ، وتختلقون الكذب حين تزعمون استحقاقها للعبادة، إن الذين تعبدونهم من دون الله لا يملكون لكم رزقًا فيرزقوكم، فاطلبوا عند الله الرزق فهو الرزاق، واعبدوه وحده واشكروا له ما أنعم به عليكم من الرزق، إليه وحده ترجعون يوم القيامة للحساب والجزاء لا إلى أصنامكم.
    18 - إن تُكَذِّبوا -أيها المشركون- بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقد كذبت أمم من قبلكم كقوم نوح وعاد وثمود، وما على الرسول إلا البلاغ الواضح، وقد بلّغكم ما أمره ربه بتبليغه إليكم.
    19 - أو لم ير هؤلاء المكذبون كيف يخلق الله الخلق ابتداء، ثم يعيده بعد فنائه؟! إن ذلك على الله سهل، فهو قادر لا يعجزه شيء.
    20 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المكذبين بالبعث: سيروا في الأرض فتأملوا كيف بدأ الله الخلق، ثم الله يحيي الناس بعد موتهم الحياة الثانية للبعث والحساب، إن الله على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء، فلا يعجز عن بعث الناس كما لم يعجز عن خلقهم أولًا.
    21 - يعذب من يشاء من خلقه بعدله، ويرحم من يشاء من خلقه بفضله، وإليه وحده ترجعون يوم القيامة للحساب حين يبعثكم من قبوركم أحياء.
    22 - ولستم بفائتين ربكم، ولا منفلتين من عقابه في الأرض ولا في السماء، وليس لكم من دون الله ولي يتولى أمركم، وليس لكم من دون الله نصير يرفع عنكم عذابه.
    23 - والذين كفروا بآيات الله سبحانه وبلقائه يوم القيامة، أولئك قنطوا من رحمتي، فلن يدخلوا الجنة أبدًا لكفرهم، وأولئك لهم عذاب موجع ينتظرهم في الآخرة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الأصنام لا تملك رزقًا، فلا تستحق العبادة.
    • طلب الرزق إنما يكون من الله الذي يملك الرزق.
    • بدء الخلق دليل على البعث.
    • دخول الجنة محرم على من مات على كفره.







  19. #399
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (399)
    (
    سُوُرَة العنكبوت)
    مَكيَّة





    24 - فما كان جواب قوم إبراهيم له -بعد ما أمرهم به من عبادة الله وحده وترك عبادة غيره من الأوثان- إلا أن قالوا: اقتلوه أو ارموه في النار انتصارًا لآلهتكم، فسلّمه الله من النار، إن في تسليمه من النار بعد رميه فيها لعِبَرًا لقوم يؤمنون؛ لأنهم هم الذين ينتفعون بالعبر.
    25 - وقال إبراهيم عليه السلام لقومه: إنما اتخذتم أصنامًا آلهة تعبدونها للتعارف والتوادّ على عبادتها في الحياة الدنيا، ثم يوم القيامة ينقطع ذلك التوادّ بينكم، فيتبرأ بعضكم من بعض عند معاينة العذاب، ويلعن بعضكم بعضًا، ومقرّكم الذي تأوون إليه النار، وليس لكم من ناصرين يمنعونكم من عذاب الله، لا من أصنامكم التي كنتم تعبدونها من دون الله، ولا من غيرها.
    26 - فآمن له لوط عليه السلام، وقال إبراهيم عليه السلام: إني مهاجر إلى ربي إلى أرض الشام المباركة، إنه هو العزيز الذي لا يغالب، ولا يذل من هاجر إليه، الحكيم في تقديره وتدبيره.
    27 - وأعطينا إبراهيم إسحاق وابنه يعقوب، وصيّرنا في أولاده النبوّة، والكتب المنزلة من عند الله، وأعطيناه ثواب صبره على الحق في الدنيا بصلاح الأولاد والثناء الحسن، وإنه في الآخرة ليُجْزَى جزاء الصالحين، لا ينقص ما أعطي في الدنيا ما أعدّ له من الجزاء الكريم في الآخرة.
    28 - واذكر -أيها الرسول- لوطًا حين قال لقومه: إنكم لتأتون الذنب القبيح ما سبقكم إلى الإتيان به أحد من العالمين قبلكم، فأنتم أول من ابتدع هذا الذنب الذي تأباه الفطر السليمة.
    29 - أإنكم لتأتون الذكران في أدبارهم لقضاء شهوتكم، وتقطعون الطريق على المسافرين فلا يمرون بكم خشية ما ترتكبونه من الفاحشة، وتأتون في مجالسكم الأفعال المنكرة كالعري وإيذاء من يمرّ بكم بالقول والفعل؟ فما كان جواب قومه له بعد نهيه لهم عن فعل المنكرات إلا أن قالوا له: ائتنا بعذاب الله الذي تهددنا به إن كنت صادقًا فيما تدّعيه.
    30 - قال لوط عليه السلام داعيًا ربه بعد تعنُّت قومه وطلبهم إنزال العذاب عليهم استخفافًا به: ربِّ انصرني على القوم المفسدين في الأرض بما ينشرونه من الكفر والمعاصي المستقبحة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • عناية الله بعباده الصالحين حيث ينجيهم من مكر أعدائهم.
    • فضل الهجرة إلى الله.
    • عظم منزلة إبراهيم وآله عند الله تعالى.
    • تعجيل بعض الأجر في الدنيا لا يعني نقص الثواب في الآخرة.
    • قبح تعاطي المنكرات في المجالس العامة.







  20. #400
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (400)
    (
    سُوُرَة العنكبوت)
    مَكيَّة





    31 - ولما جاءت الملائكة الذين بعثناهم يبشرون إبراهيم عليه السلام بإسحاق ومن بعده ابنه يعقوب قالوا له: إنا مهلكو أهل قرية سَدُوم قرية قوم لوط؛ إن أهلها كانوا ظالمين بما يقومون به من فعل الفاحشة.
    32 - قال إبراهيم عليه السلام للملائكة: إن في هذه القرية التي تريدون إهلاك أهلها لوطًا، وليس هو من الظالمين، قالت الملائكة: نحن أعلم بمن فيها، لننقذنّه وأهله من الهلاك المنزل على أهل القرية إلا امرأته كانت من الباقين الهالكين، فسنهلكها معهم.
    33 - ولما أتت الملائكة الذين بعثناهم لإهلاك قوم لوط لوطًا ساءه وأحزنه مجيئهم خوفًا عليهم من خبث قومه، فقد جاءته الملائكة في شكل رجال، وقومه يأتون الرجال شهوة من دون النساء، وقال له الملائكة: لا تخف، فلن يصل إليك قومك بسوء، ولا تحزن على ما أخبرناك من إهلاكهم، إنا منقذوك وأهلك من الهلاك، إلا امرأتك كانت من الباقين الهالكين، فسنهلكها معهم.
    34 - إنا منزلون على أهل هذه القرية التي كانت تعمل الخبائث عذابًا من السماء، وهو حجارة من سجِّيل؛ عقابًا لهم على خروجهم عن طاعة الله بما يرتكبون من الفاحشة القبيحة، وهي إتيان الرجال شهوة دون النساء.
    35 - ولقد تركنا من هذه القرية التي أهلكناها آية واضحة لقوم يعقلون؛ لأنهم هم الذين يعتبرون بالآيات.
    36 - وأرسلنا إلى مَدْين أخاهم في النسب شعيبًا عليه السلام، فقال: يا قوم، اعبدوا الله وحده، وارجوا بعبادتكم إياه الجزاء في اليوم الآخر، ولا تفسدوا في الأرض بفعل المعاصي ونشرها.
    37 - فكذبه قومه، فأصابتهم الزلزلة، فأصبحوا في دارهم ساقطين على وجوههم قد لصقت وجوههم بالتراب، لا حَرَاكَ بهم.
    38 - وأهلكنا كذلك عادًا قوم هود، وثمود قوم صالح، وقد تبين لكم -يا أهل مكة- من مساكنهم بالحِجْر والشِّحْر من حضرموت ما يدلّكم على إهلاكهم، فمساكنهم الخاوية شاهدة على ذلك، وحسّن لهم الشيطان أعمالهم التي كانوا عليها من الكفر وغيره من المعاصي، فصرفهم عن الطريق المستقيم، وكانوا ذوي إبصار بالحق والضلال والرشد والغي بما علَّمَتهم رسلهم، لكن اختاروا اتباع الهوى على اتباع الهدى.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • قوله تعالى: {قَدْ تَبَيَّنَ ...} تدل على معرفة العرب بمساكنهم وأخبارهم.
    • العلائق البشرية لا تنفع إلا مع الإيمان.
    • الحرص على أمن الضيوف وسلامتهم من الاعتداء عليهم.
    • منازل المُهْلَكين بالعذاب عبرة للمعتبرين.
    • العلم بالحق لا ينفع مع اتباع الهوى وإيثاره على الهدى.







الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •