(ص143)
قال عفا الله عنه:
(وفي هذه المدة وقعت إجازات من السيد المذكور لكل من طلب ذلك، بل أجاز أهل (زبيد) خصوصاً وأهل اليمن عموماً؛ كما وقع نظير ذلك للحافظ ابن حجر العسقلاني عند قدومه (زبيد)؛ فإني رأيت بخط الفقيه الولي الكبير العلامة المحدث عبد النور بن عبد الواحد الهاملي رحمه الله ما نصه:
رأيت بخطٍ غير خط الإمام شهاب الدين ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه آمين: أجزت لأهل (زبيد) خصوصاً ولأهل اليمن كافة أن يرووا عني هذه الكتب [صحيح البخاري] و[صحيح مسلم] و[الجمع بين الصحيحين] للحميدي وكتاب [السنن] لأبي داود وكتاب [السنن] للحافظ النسائي؛ وهو المختار من السنن الكبرى، وكتاب [الجامع] للإمام أبي عيسى الترمذي وكتاب [العلل] له أيضا، وكتاب [الموطأ] للإمام مالك بن أنس الأصبحي، وكتاب [التجريد] للقاضي عبد الرحمن البارزي بأسانيدي التي ذكرتها إجازة معين لمعين، وكذلك ما يصح عندهم من مروياتي من الأجزاء الحديثية، والكتب المسندة، وما لي من نقول ونظم ونثر على اختلاف جميع ذلك وتباين أنواعه وأجناسه؛ إجازة تامة بشرطه المعتبر عند أهل الأثر.
قاله وكتبه أحمد بن علي بن محمد العسقلاني الشهير بابن حجر. انتهى) انتهى
أقول: هذه غريبة ونادرة لم أقف عليها إلا هنا!! فالله أعلم بصحتها لا أنكرها ولا أثبتها.. على أن الحافظ شهاب الدين ابن حجر قد دخل اليمن مرتين واغتبط به فضلاؤها وغيرهم وأخذ بها عن عدة من علمائها.. وأتى (زبيد) لا شك في ذلك؛ بل استفاد من رحلته إليها شيئا كثيرا..
لكنني أشك أن تكون مثل هذه الصياغة من لسان الحافظ رحمه الله؛ فليس هذا أسلوبه وطَرْقُه، ولم أقف عليها أو على مثيلها في شيء ممن ترجم للحافظ، خاصةً وأن الناقل ذكر أنه وجدها بغير خط الحافظ! فالله أعلم
وبالمناسبة.. فقد ذكر هذا الكلام بعينه عن مصدرنا ذاته الشيخ عبد الرزاق البيطار في كتابه (حلية البشر) أثناء ترجمته للشيخ المذكور؛ وهو: السيد العلامة أحمد بن إدريس المغربي.. ولم يعلق عليها بشيء.