رد على: الأحاديث الصحيحة ممَّا ورد في المخترعات الحديثة - 3
وقال الأخ الفاضل محمد المبارك حفظه الله تعالى:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المبارك
وفي لفظٍ آخر: ( سيكون فيآخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد )
فتلك السروج العظام ليست رحالاً بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كأشباه الرحال؟ التي هي جمع رحل.
ولذلك فإنَّ قوله "كأشباه الرحال " فيه اشارة الى انها مركوبات جديدة لم يرها النبي، ألا وهي السيارات والتي يركب عليها الناس إلى أبواب المساجد.
ولم يعرف عن المسلمين أنهم شدوا البغال والجمال أو الخيول ووضعوا عليها السروج العظيمة، ليذهبوا بها إلى المساجد. فلا شك أن هذه الوسيلة للمواصلات غير هذه .
والحديث يصف أن الركوب يكون على السروج لا على الخيول أوالجمال أو غيرها من الحيوان. حيث نجد أنَّ هذا الوصف ينطبق اليوم على السيارات ذات المقاعدالتي تشبه السروج العظيمة و التي يركب الناس عليها إلى أبواب المساجد.
قلت: (القائل عبد القادر مطهر):
هذا الحديث الذي أوردت:
سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد؛
أخرجه ابن حبان في صحيحه، ولكن مع بعض الإختلاف في الألفاظ، قال:
أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا عبدالله بن يزيد المقرئ، قال: حدثنا عبد الله بن عياش بن عباس، قال: سمعت أبى يقول: سمعت عيسى بن هلال الصدفي، وأبا عبد الرحمن الحبلي يقولان:
سمعنا عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
سيكون في أخر أمتي رجال يركبون على سروج( وليس: السروج )، كأشباه الرجال ( وليس: الرحال )، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، إلعنوهن! فإنهن ملعونات، لوكان وراءكم أمة من الأمم، خدمهن نساؤكم، كما خدمكم نساء الأمم قبلكم. اهـ.
صحيح ابن حبان – 5753.
كما أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، مع بعض الإختلاف في ألفاظه أيضًا، قال:
حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت عيسى بن هلال الصدفي، وأبا عبد الرحمن الحبلي، يقولان: سمعنا عبد الله بن عمرو، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون في آخر أمتي رجالٌ يركبون على السروج، كأشباه الرجال( وليس: الرحال )، ينزلون على أبواب المسجد( وليس أبواب المساجد )، نساؤهم كاسيات عاريات، على رءوسهم كأسنمة البخت العجاف، العنوهن! فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمةٌ من الأمم، لخدمن نساؤكم نساءهم، كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم. اهـ.
مسند أحمد - 6786.
والحديث أخرجه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، قال سمعت أبي يقول: سمعت عيسى بن هلال الصدفي، وأبا عبد الرحمن الحبلي يقولان: سمعنا عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر الحديث.
وأخرجه الطبراني مختصرًا، بدون جملة الشاهد، في معاجمه: الصغير والأوسط، وقال:لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن عياش.
وأخرجه الحاكم – 8346 من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عياش، به. وقال:
صحيح على شرط الشيخين.
وتعقبه الذهبي بقوله:
عبد الله وإن كان قد احتج به مسلم، فقد ضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: هو قريب من ابن لهيعة.
والحديث مداره عند الجميع على: عبدالله بن عياش بن عباس، أبو حفص المصري القتباني، عن أبيه.وعبد الله بن عياش بن عباس أبو حفص المصري القتباني:
قال ابن ماكولا:منكر الحديث؛ قاله ابن يونس. اهـ.
الإكمال6/72.
ومثله في تهذيب التهذيب 5/307.
وذكره البخاري في التاريخ الكبير، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
التاريخ الكبير 5/151.
وذكره ابن حبان في الثقات 7/51 رقم 8962.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال:
ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة. اهـ.
الجرح والتعديل 5/126.
وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن عبد الله بن عَيَّاش بن عبَّاس القِتْبَاني، فقال:
ضعيف الحديث. اهـ.
سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود 2/184.
وقال الحافظ الذهبي:
صالح الحديث. اهـ.
المغني في الضعفاء 1/350.
وقال أبو محمد ابن حزم:
ليس معروفًا بالثقة. اهـ.
المحلى بالآثار 7/357.وقال الحافظ ابن حجر:
صدوق يغلط، أخرج له مسلم في الشواهد. اهـ.
تقريب التهذيب 1/533.
وعليه فالحديث لا يصح، لإطباق ثلاثة أئمة من أهل الشأن، على تضعيفه:
وهم النسائي وأبو داود وابن يونس،والأخير بلديِّه، وأعرف الناس بحاله، كما إن إليه المرجع، في الحكم على أهل مصر؛
قال هذا القول الأخير: الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله تعالى في: أحاديث ومرويات في الميزان3/6.
وقد حسن الحديث: الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الصحيحة – 2683.
كما صححه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في تحقيقه للمسند 12/36.
وقد ضعفه الشيخ شعيب الأرنؤوط رحمه الله تعالى في تعليقه على مسند الإمام أحمد. المسند 2/223.
كما ضعفه في تعليقه على الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان. الإحسان 13/64.
وضعفه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى، قال:
أما ماجاء في: العنوهن! فإنهن ملعونات، فأنا على ضعف الحديث. اهـ.
تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب - أسئلة أصحاب لودر – السؤال 87.
وضعفه الدكتور محمد بن تركي التركي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، قال:
هذا الحديث إسناده ضعيف، فمداره على عبدالله بن عياش، وهو ضعيف، ضعفه عدد من الأئمة. اهـ.
موقع الإسلام اليوم – الفتاوى.
ولم يذكره الشيخ مصطفى العدوي في أي من كتابيه: الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة، وجامع أحكام النساء، رغم أن الحديث على شرطه في الكتابين، مما يدل على ضعفه عنده.
وضعفه من مشايخ ملتقى أهل الحديث:
الشيخ خالد بن عمر الفقيه الغامدي،
على هذا الرابط:http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...65&postcount=6
تنبيهٌ:أما حديث: تكون إبلٌ للشياطين، وبيوت ٌللشياطين، فأما إبلُ الشياطين فقد رأيتها، يخرج أحدكم بجنيباتٍ معه قد أسمنها، فلا يعلو بعيرًا منها، ويمر بأخيه قد انقطع به، فلا يحمله. وأما بيوت الشياطين فلم أرها؛
والذي قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الصحيحة - 93، بأن المقصود ببيوت الشياطين: السيارات،
فهذا الحديثُ لا يصحُ؛ لأنه منقطعٌ بين سعيد بن أبي هند، وأبي هريرة؛
قال ابن أبي حاتم الرازي في المراسيل:
سمعت أبي يقول: سعيد بن أبي هند لم يلق أبا هريرة. اهـ.
المراسيل – 266.ولهذا فقد تراجع الشيخ الألباني عن تصحيحه، ونقله إلى الضعيفة – 2303.
تنبيهٌ ثانٍ:جاء الحديث الذي استشهد به أخونا محمد المبارك، بلفظ الرجال في بعض النسخ، وبلفظ الرحال في بعضها الآخر، وقد قيلت أقوالٌ في أيهما أرجح، ليس هذا موضع ذكرها. فمن أرادها فلينظرها في السلسلة الصحيحة – 2683.
يتـبــع