لا يا أخي نزار أكرمك الله ... انما الكلام عن ما رميت به شيخ الاسلام من ابتداع هذا الفرق لا في الأدلة الشرعية فما كان حاجتكم حفظكم المولى الى اتهام شيخ الاسلام بابتداع المسألة ان كان غرضكم الأدلة الشرعية لا أقوال الرجال؟؟ ...فقد قال الأولون أن كلام الله حديث و انه أحسن الحديث و أنه يسمى حديثا و حادثا ..كما صح عن امامنا داوود و غيره ..مع انه ليس بمخلوق باتفاقهم ..و لم يقل احد منهم ان القرآن قديم الا ابن كلاب..و على هذا ينبني قولهم بأن الخلق غير المخلوق مع اثبات الأفعال الاختيارية فلما نفاها الكلابية اضطرهم الى القول بأن الخلق هو المخلوق و هو ما حكى خلافه اجماعا الامام البخاري في أفعال العباد..فأخبرني بالله عليك كيف يستقيم ان يقول البخاري بان الخلق غير المخلوق ثم يقول بأن القرآن غير مخلوق و يستقيم له دون أن يقر بالفرق بين الحادث و المحدث و المخلوق؟؟؟ و لهذا فما أشرت اليه هو حجة عليك فقد صرح الامام البخاري أن حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين ما يقضي بالمفاصلة بين الحدث و المخلوق لأن حدث الله ان كان هو المخلوق نفسه فلا معنى لنفي المشابهة...فتبين أن الامام البخاري على قول الامام أحمد في التفرقة بين المحدث و المخلوق كما بينه واضحا رحمه الله في مناظراته و في كتابه في الرد على جهم....و قد أقر به ابن التين و ابن بطال على خلاف غيرهما -ممن حاروا في توجيه كلام البخاري مع ما اعتقدوه من انعدام الفرق بين المحدث و المخلوق- بكون البخاري يقول بهذه التفرقة و نسبه الى الظاهرية -و نعمت النسبة- لما اشتهر عن امامنا داوود من التفرقة الدقيقة بين لفظ المحدث و الحادث و المخلوق و تابعه البخاري عليه لتقارب شفوف النظر عند الرجلين و لكونهما خاصة الأخير ابتليا بمن يقول بخلق أفعال العباد ..فقام عليهم بعض اهل السنة ممن لم يفهم دقة مذهبهما...جزاكم الله خيرا على دعاءكم لي بالهداية و جمعني الله و اياك فيما فيه رضاه
شيخنا عبد الباسط و جزاكم الله خيرا انتم على ما تتحفوننا به من قراءاتكم و كتاب المزني الذي أشار اليه الأخ نزار موجود في ملتقى أهل الحديث و هو رسالة مقتضبة صغيرة جدا لما عرف عن الامام من كراهته التوسع في هذا المقام نفسا زكيا ورثه من امامه.. فان شئت تستطيع نقلها في مشاركة واحدة و فيها الكثير مما قد لا يرتضيه اخواننا من الأشاعرة...أما النص المنقول فيبدو ان الكلمة المشار اليها فيها اضطراب فالمحقق أثبت جملة "كلمات الله" من مخطوطة واحدة لا من الثلاث جميعا التي اعتمد عليها في التحقيق...مع انه لا مشاحة أصلا لأن بعض الأئمة قد تكون عادته أن يسمي كلام الله حديثا أو حادثا و يمتنع من أن يقول محدث منعا لاحتجاج الجهمية و اصطلاحهم في الآية ...و قد يفصل في مقام آخر و الامام احمد أثر عنه الأمرين فمنع في مقام القول بالمحدث لما قد يشتبه عن من يخالط الجهمية و أخذ اصطلاحهم..و في مقام آخر فصل و بين أن المحدث غير المخلوق و انكر على جهم خطأه في التمييز بينهما..و الله اعلم