الحمدُ لله ، و لا حولَ و لا قوةَ و لا فهمَ إلا بالله ..
للأسف أنت لم توفق لفهم كلام الشيخ الفهم الصحيح أو الواضح الصريح وإنما مراد الشيخ من كلامه أن الاشتغال بمعرفة فقه الصلاة والزكاة أفضل من التعمق والتنطع في معرفة كيفية الصفات
أما الإيمان بالله تعالى ومعرفة الصفات من غير تطع وتكلف فلم يتطرق له الشيخ
إذ هو معلوم من منهج الشيخ الذي سار عليه طيلة حياته
فالشيخ رحمه الله علم تلامذته الإيمان بالله وشرح لهم أكثر من كتاب في العقيدة وهذا متواتر مشهور
ولم يقتصر تعليمه على تلامذته بل تعدى ذلك لأغلب عوام المسلمين
وهذا معروف مشهور بينهم
والخلل الذي دخل علي ذهنك الحاد أنك فهمت:
من النهي عن التعمق والتنطع في مسألة صفات الباري النهي عن تعلم الإيمان بالله
فليقف القراء على حسن فهمك لكلام أهل العلم!!
اللهم إلا أن يكون في صدرك شيء من منهج الشيخ رحمه الله ومنهج أهل السنة فإن كان كذلك فأبن لنا عن منهجك.
أولاً : نحنُ أمامنا كلامٌ للشيخ ، و علينا بظاهرهِ ، و ما تقولهُ بأنهُ مراده يبقى في حظيرةِ "الظن" ، و لا تخرج عنها ، إلا بقرائن .
و قرينتُكَ : أنَّ من تتبع شروح الشيخ لتلامذتهِ يقف على اهتمامهِ بالأسماء و الصفات ، فلا تخف : قد وقفتُ على شروحِ الشيخ و أحاديثه في "العقيدة" ، بما لم تتوقعهُ ، و بالطبع ، فالشيخ علّم تلامذته منهج أهل السُنة في (الأسماءِ) و (الصفات) ، و علمهم "الإيمان" العام ، لكنْ لم يُعلمهم كُل حيثيات الإيمان ، و هي التي كنتُ أودّ من الشيخِ أن يوضحهُ ..
فوجبَ أنْ يوضح : آثار الأسماءِ و الصفات ، على النفوسِ و الحياةِ ، خيرٌ من أن يقول ( اترك الأسماء و الصفات ) ، حتى على "العاميّ" منَ الناس .
و ثانياً : و هوَ السؤال الذي يطرح نفسه الآن : متى ننتهي من السؤال عن "المنهج" عندما يخالفنا أحد الأشخاص ؟ ؟ فهيَ تُهمة مُبطّنة !
فهمت خطأ وحملت كلام الشيخ ما لم يحتمله
مراد الشيخ ما أسلفته لك
ثم هو قد بين كيفية الاستفادة من صفات الله في شروحه العقدية وهذا معلوم عند من قرأها
فأما من لم يقرأها فلا يحق له الكلام هنا يعني لا يحق له الكلام علميا
وإلا فإن هذه المنتديات الشبكية أصبحت مسرحا لا رقابة علمية عليها
أنتَ أعطني الآن ..
كلاماً للشيخ في الاستفادة من الصفات ، كما كتبها العزّ أو ابنُ القيم ، أو حتى ابن عربي - في بعض أحاديثهِ - ؟ ؟ أو الغزالي في (الأحياء) و أنا أتحادكَ الآن ..
أنَّ الشيخ صبّ اهتمامه على الردود - كما هيَ عادة أهل هذا العصر – و التوضيح العامّ في مقابل الأهمّ ، و هوَ توضيح الآثار و النفائس التي تنطوي عليها الأسماء و الصفات ؟ ؟
و حتى في المنهجِ العام – بغضِّ النظرِ عنِ الشيخ – ، فغالب من صنّف في (الأسماء) كانَ : مِن المُخالف لنا ، و نظرة سريعة على رسالة (الأسماء الحسنى) للدكتور الغِصن – صاحب دعاوى المناوئين – سيُظهِر لك َ على التخلّف الشديد عندنا في الاهتمام بالأسماء و الصفات ، و التعمّق فيها ( ليسَ التعمّق بالبحث الفلسفي في المعنى و الكيفيّة ، إنما للبحث الآثاري ) !
و هذه أمثلة :
كتبَ القرطبي كتاباً عن الأسماء : و هوَ أشعري .. !
و كتبَ الرازي : و هوَ أشعري .. !
و كتبَ العز بن عبد السلام : و هوَ أشعري ..!
و كتبَ الشُرباصي : و هو صوفي جلد ..!
و كتبَ النابلسي – من المعاصرين – : و هوَ صوفي ..!
و مِن العجيب أنَّ المؤلف – و هوَ السلفي – لم يجد من صنّف كتاباً في الأسماء و الصفات ممّن لم تنطبق عليه مواصفاتنا .
لا أرى السذاجة في الفهم إلا من طرفك
لم يقصد الشيخ ما ادعيته
فقد فهمت كلامه خطأ وحملته ما لا يحتمله
فالشيخ جعل تعلم كيفية الصلاة والصيام عوضا عن التعمق والتنطع في مسألة صفات الله عزل وجل
ولم يجعلها عوضا عن تعلم صفات الله عز وجل ومعرفة آثارها على الوجه المرضي من غير تعمق وتكلف
وكتب الشيخ أشرطته وفتاواه تدل على ذلك
والمجادلة فيه تعتبر من المراء لأنه أظهر وأشهر من أن يدلل عليه
أنا سأبقى على وصفي بأنَّ التعويض ساذج ، لما سبقَ ، ..
و لكنْ دلّل لي - الآن - على أنَّ اهتمام الشيخ بالآثار بالقدر الذي نصحَ بهِ ( في الاهتمام بالصلاة و الصيام ) ، بل دلّل لي على اهتمام الشيخ بربعِ اهتمامه على "التعمّق" في الأسماء و الصفات ؟ ؟
لم يهرب الشيخ ولكن له نظرا دق عن فهمك
دعنا من (فهمي) و (فهمه) ، ما رأيُك برأيِ الشيخ في حديثِ (الصورة) ؟ ؟
وقد اشترط أهل الأصول في المجتهد صحة الذهن من أجل أن درجة الاجتهاد لا تتأتى إلا بالنظر في دقائق العلوم
و ما هوَ القْدر الذي اشترطهُ أهل الأصول في صحةِ الذهن ، إذْ صحة الذهن كلمة فضفاضة ؟ ؟ ، لا أريدُ جواباً على هذا . و لكنْ ، اعلم ..
أنَّ نصحَ العامّي بعدم التعمّق في الأسماء و الصفات ، من الناحية الفلسفية ، تحصيل حاصل .