أراك يا حبيب تدندن حول نقلي إطباق النقاد على ضعف الحديث مرفوعا، أين هذا في كلامي؟؟؟
في كلامي الآنف في أصل المقالة
اتفق النقاد المتقدمين ومن بعدهم بلا مثنويةٍ
وجاء أيضا:لأن التباين إنما هو في الراوي الذي يحمل الخطأ في الرواية مع اتفاقهم أجمعين أبتعين أبصعين على حصول الخطأ والوهم في الرواية.
وتأمل قولي: ومن بعدهم إحترازاً من أن يفهم أحدهم إرادة الإطباق؟؟
وكلامي الآخر في من ذكرت أقوالهم في رد الخبر مرفوعاً...وهم البخاري وابن عدي والعقيلي وابن الجوزي والذهبي
المشكل مع بعض الإخوة منهجي وليس في مسألة معينة؟
تقول له : أعله كبار النقاد فيورد عليك تجويزات وتبيرات كأن الأئمة لم يلتفتوا لها ولم يعلموا بها ...
يا باري القوس برياً ليس يحسنه**لا تظلم القوس أعطِ القوس باريها
ضَمُّ الضعيف إلى الضعيف ليس تواترًا أخي الفاضل، بل قد لا يزيد البابَ إلاَّ وهنًا على وهن! وكثيرٌ مِن العلماء المتساهلين يصحِّحون كثيرًا مِن الأحاديث التي أعلَّها النقاد لعدم اقتناعهم بهذه العلل! ولذلك فليس في سَرْدِ الشيخِ العباد لأسماء الصحابة الذين تُروى عنهم هذه الأحاديث كبيرُ شيء، لأنَّ العبرة بثبوت الأحاديث لا بكثرتها. وهذا يبيِّن لك أخي الكريم أنَّ ما فهمتَه أنتَ مِن كلامِ وكيع وابن مهدي هو الأحرى بإطلاق الخطأ عليه، لأنَّ حُكمهما على هذين الأثرين الموقوفين بأنهما أصحُّ ما في الباب هو توهينٌ لِمَا عداهما، بل ولا يَلزم مِنه أيضًا أن يكون هذان الأثران صحيحين عندهما! فإنَّ قول العلماء (أصح ما في الباب) يعنون به أنه أقوى مِن غيره. ولهذا قال النووي تعقيبًا على قول الدارقطني إنَّ أصحَّ شيءٍ في فضائل الصلوات هو فضل صلاة التسابيح [الأذكار ص186]: ((ولا يَلزم مِن هذه العبارة أن يكون حديثُ صلاة التسابيح صحيحًا. فإنهم يقولون: "هذا أصحُّ ما جاء في الباب" وإن كان ضعيفًا، ومرادُهم أرجحه وأقلُّه ضعفًا)). اهـ
والله أعلى وأعلم
ذكر شيخنا عبد المحسن العباد في كتابه الرد عل من كذب بالأحاديث الصحيحة في المهدي تسمية كثير من السلف ممن صنفوا في تواتر أحاديث المهدي، (171) وأنه رواها أكثر من ستة وعشرين صحابيا،
وعدد أحاديث المهدي أكثر من ذلك بكثير، وقد بدأت منذ مدة في جمع احاديث المهدي ، وفيها ما هو صحيح لذاته وما هو حسن وما هو ضعيف ينجبر وفيها ما دون ذلك،
وأنصحك أن تتوب إلى الله ولا تنكر السنن، فإذا كان السلف اختلفوا في تفسيق أو تبديع من رد أحاديث الآحاد ومفاريد الثقات، فكيف سيكون الكلام بمن أنكر المئات من الأدلة المتواترة فاتق الله وتب إليه فإني لك من الناصحين .
لو كان حديثا واحدا وضعفته أنت لرددنا عليك، ولكنه ليس واحدا ولا اثنان ولا ثلاثة بل العشرات والعشرات من ذلك فاتق الله في سنن رسول الله ، وفي مسألة أدخلها أئمة السلف وسادة المسلمين في كتبهم، ولا تكذب على العقيلي فإنته صحح أحاديث المهدي وأنه من ولده عليه السلام ،
وأعيد لك ما نقلته ظانا أنه لمصلحتك وهو حجة لمذهب السلف عليك وعلى من تبعك :
قال العقيلي: فى المهدى أحاديث صالحة الاسانيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج منى رجل ويقال من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى...".
فإن لم تستطع فهم كلامه فأعده المرة تلو المرة وتدبر، فإن لم تستطع فهمه مع صراحته فاسأل عاميا يعرف معناه الصريح .
وليست هذه من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف ، بل هي من مسائل الإجماع التي يجب الإنكار فيها على من خالف أهل السنة .
ثم ما خطبك تهون من توثيق النسائي وأبي حاتم وابن حبان لزياد، لا لشيء إلا لأنه روى حديثا يغيظك ، مع تواتره وكثرة طرقه .
ومن استمرارك في المخالفات وتدليس كلام السلف قولك:
قال بن مهدي: أيُّ حديثٍ أصحُّ في المهدي؟ قال: ((أصحُّ شيءٍ فيه عندي: حديث أبي معبد عن ابن عباس "، فابن مهدي يصحح هذا الحديث ، وأما أنت فتنكره، والعجب أنك تجعله في صفك،
وأقول لك: ربما نعم كما قال ابن مهدي ، فإنه أصح أحاديث الباب:
فقد رواه سفيان حدثنا عمرو بن دينار عن أبي معبد عن ابن عباس قال: «إني لأرجو ألا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاما شابا حدثا لم تلبسه الفتن ولم يلبسها يقيم أمر هذه الأمة كما، فتح الله هذا الأمر بنا فأرجو أن يختمه الله بنا ». وهذا من أصح الأسانيد ثقة وعدالة واتصالا، فهل ستخالفه أيضا ؟ وتخالف ابن مهدي؟ بل وتخالف السلف .
ولا أقول لك هو فرد،
فقد رواه أبو جعفر عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى بن مريم في آخرها والمهدي من ولدي في وسطها ".
ورواه ابن وهب عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش بن عبد الله سمع ابن عباس رضي الله عنه يقول:" إذا خسف بجيش السفياني قال صاحب مكة: هذه العلامة التي كنتم تخبرون بها، فيسيرون إلى الشام، فيبلغ صاحب دمشق فيرسل إليه ببيعته ويبايعه، ثم تأتيه كلب بعد ذلك فيقولون: ما صنعت؟ انطلقت إلى بيعتنا فخلعتها وجعلتها له؟ فيقول: ما أصنع، أسلمني الناس، فيقولون: فإنا معك، فاستقل ببيعتك، فيرسل إلى الهاشمي فيستقيله البيعة، ثم يقاتلونه فيهزمهم الهاشمي، فيكون يومئذ من ركز رمحه على حي من كلب كانوا له، فالخائب من خاب يوم نهب كلب "، هذا أثر حسن لأن ابن وهب كان ينتقي من حديث ابن لهيعة، وهذا الهاشمي المذكور هو المهدي من بني هاشم من آل بيت النبي عليه السلام .
عبد الملك بن أبي غنية عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «المهدي منا، يدفعها إلى عيسى ابن مريم عليه السلام»، وهو من ولد النبي عليه السلام :
3/ وخرج الحاكم (4/559) عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر عن أبيه عن مجاهد قال: قال لي عبد الله بن عباس .. " منا أهل البيت أربعة: منا السفاح، ومنا المنذر، ومنا المنصور، ومنا المهدي ... "، صححه الحاكم وأعله الذهبي باسماعيل وأبيه، وله متابعات وشواهد أخرى متواترة فاتق الله وتب إليه :
أنكرت حديث زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المهدي من عترتي، من ولد فاطمة» فخذ غيره :
/ قال أبو داود 4286 - حدثنا محمد بن المثنى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام...",
إن أنكرته أيضا فخذ :
قال إسحاق 1888 أخبرنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن القبطية قال: دخل الحارث بن ربيعة وعبد الله بن صفوان على أم سلمة وأنا معها، في زمن ابن الزبير فسألاها عن الجيش الذي يخسف به فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم» قالت: فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارها، قال: «يخسف به معهم، ثم يبعث يوم القيامة على نيته»، وهو حديث صحيح صححه ابن حبان (6756) والحاكم (4/475) ووافقه الذهبي،
ولحديث أم سلمة متابعات أخرى:
17/ خرجها ابن ماجه (4065) مختصرا من طرق عن سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة سمع نافع بن جبير يخبر عن أم سلمة قالت: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الذي يخسف بهم، فقالت أم سلمة: يا رسول الله، لعل فيهم المكره؟! قال: "إنهم يبعثون على نياتهم "،
وأرجو ان يكفيك هذا وإلا أتيناك بالمئات منها ،
...... وفي ختام هذا المطلب فإن هذا الأمر مجمع عليه لا يختلف فيه بشر، كما روى سالم قال: كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن المهدي فقال: «إن الله تعالى هدى هذه الأمة بأول أهل هذا البيت، ويستنقذها بآخرهم، لا ينتطح فيه عنزان جماء وذات قرن».
ويا له من زمن ينطح فيه النمل الماعز الكبار، وباب التوبة مفتوح إلا لمن أغلقه على نفسه بالتعصب والهوى.
وأسألك بالله أن تتوب إليه، وترجع إلى سنة نبيه ،
أخي الفاضل زياني .. عن أيِّ إجماعٍ تتحدَّث علَّمني الله وإياك؟ أحاديث المهدي في أساسها مِن المسائل الحديثية الصرفة، يُحكَم عليها بحسب أصول هذا الفن وفي ضوء أقوالِ فرسانه، ومَن يطالع أقوالهم في هذا الباب يقفْ بنفسه على مقدار اجتهادهم في الحُكم على هذه الأحاديث. أفترى أنَّ الإيمان بالمهدي مِن أصول الدين وثوابت الاعتقاد، ثم يُعْرِض الشيخان عن ذِكْرِه في الصحيح رأسًا! بل هذا يؤكِّد على أنَّ علماء العلل حتى ذلك الوقت كانوا على رأي ابن مهدي الذي رواه الإمام أحمد وكذلك رأي وكيع بن الجراح أنه لَمْ يصحَّ مِن المرفوع شيءٌ. فإنْ كنتَ مِمَّن يَرى ثبوت أحاديث المهدي، فليس هذا هو الرأي الوحيد في المسألة كما تعيد وتكرر. كما وأنَّ التكلُّم في هذه الأحاديث ليس متأخرًا كما هو شائع.
أمَّا التصحيح اعتمادًا على الكثرة، فليس هذا سبيلَ أئمة النقد. فكم مِن بابٍ انضوت تحته أحاديث كثيرة، ومع ذلك حَكَموا عليها بالضعف ولَمْ يصحِّحوا في كثيرٍ مِن الأبواب شيئًا. وأمَّا سبيل المتساهلين فليس بحُجَّةٍ على غيرهم، فضلاً عن أن يُدَّعى الإجماع على ما انتهى إليه نظرهم. ثم أرجو أن تذكر لي شيئًا مِن هذه الأحاديث الصحيحة لذاتها.
وأين وجدتني كذبتُ عليه؟! لقد نقلتُ كلامَه كاملاً: قوله إنَّ في الباب أحاديث صالحة، وإعلالَه لحديث زياد بن بيان. إلاَّ إذا كنتَ تعتبر أنَّ تَرْكِي الأخذَ برأيه في أحاديث الباب إلى قولِ غيرِه مِن الأئمة هو تكذيبٌ له!
حديثُ زياد تكلَّم فيه البخاري وغيرُه مِن العلماء وعِلَّتُه معلومةٌ وقد رأيتُ فيه ما رأوه، فما خطبك أنتَ أخي الفاضل حتى تردَّ عليَّ بهذه الطريقة البعيدة عن تحقيق أهل العلم! مع التنبيه على أنَّ ذِكْرك لأبي حاتم الرازي هنا لا معنى له لأنه لَمْ يَقُلْ شيئًا في زياد، وأمَّا ابن حبان فلعلَّك لَمْ تقف على ذِكْرِه زيادًا في كتاب المجروحين له.
إقرارُك ابنَ مهدي على كلامه يُلزمك ثلاثة أمورٍ يَبعد على مَن يقول به ألاَّ يتفطَّن لها:
1- أحدها: أنَّ هذا الأثر هو مِن كلام ابن عباس.
2- والثاني: أنه قاله على سبيل الرجاء.
3- والثالث: أنَّ هذا هو أصحُّ ما وَرَدَ في هذا الباب.
فلا أدري أيُّ تدليسٍ ذاك الذي اتهمتني به!
أستغفر الله وأتوب إليه إنْ قلتُ بثبوت هذه الأحاديث عن ابن عباس! بل الصحيح عنه هو ما رواه أبو معبد كما قال ابن مهدي. وأمَّا باقي الأحاديث التي تفضلت بذِكرها بعد ذلك فليست بأحسن حالاً.
مجمعٌ عليه لا يختلف فيه بشر كما في حديثٍ تالفٍ عند نعيم بن حماد في كتاب الفتن! ألا رحمة الله على علماء العلل!
وأسأل الله لي ولك ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، وجزاكم الله خيرًا، ونفعنا وإياكم.