رحمة الله على حسن الخلق
لم تشعري بمقالتك هذه
أما أنا....
فلم أشعر بدموعي.......
أحسن الله إليك
رحمة الله على حسن الخلق
لم تشعري بمقالتك هذه
أما أنا....
فلم أشعر بدموعي.......
أحسن الله إليك
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أذكر لكم أول موقف عشته معها - رحمها الله تعالى - :
كنا جولسًا متحلقات في المسجد و كانت هذه -على ما أذكر - أول حلقة
أحضرها لها- رحمها الله تعالى- ويحسن في مثل هذا المقام أن أبدأ
بذكر كيف كان شكل الحلقة و نسقها :
- أولا الحلقة تبدأ من الثامنة صباح أحد أيام الأسبوع .
وكانت- رحمها الله - نادرا ما تتأخر عن هذا الوقت
إلا لأمر غُلبت عليه -رحمها الله تعالى - فتحضر وقد حملت معها أو حُمل لها حقيبتان :
إحداهما كحقيبة السفر الكبيرة - أو هي كذلك على الحقيقة - وبها الكثير من المجلدات
الخاصة بعلوم هذا المجلس ، والثانية أقل منها حجما وبها الأدوات الكتابية وبعض الكٌتيبات
والكراسات - أقصد كراسات الواجبات الخاصة بالطالبات - ثم توضع لهــا
منضدة كبيرة فتبدأ بصف المجلدات عليها حسب الترتيب الزمني للجدول الموضوع
وتضع أقلاما مختلفة الألوان والأحجام والأنواع ، و بعض المحايات ، والمساطر ، وبعض
دبابيس المكتب و مبراة للأقلام الرصاص أو اثنتين تضعها جميعا بنظام
وتنسيق جميل في مقلمة أمامها ، وكذا دزينة من الورق الملون اللاصق
الذي تكتب عليه الملاحظات ويلصق في الكتاب استعاضة عن الكتابة في حواشي الكتب ...
بالإضافة لمجموعة من الشرائط التسجيلية فيها شرح بعض الدورات العلمية
وشروحات لأهم المتون العلمية لأكابر أهل العلم ...
* ولا يتصورنّ أحد أن كل تلك الأدوات لاستعمالها الشخصي بل كانت تتكلف حملها
علّ إحدى الأخوات تحتاج لشيء فتقدمه لها - رحمها الله تعالى -
**كم كانت تهتم لألطف الأشياء تتألف بها القلوب !!!
ثم تضع - ساعة توقيت - منبّه رنان تضبطه على توقيت معين في بداية كل حصة
ثم أنها كانت تحرص رحمها الله أن تجلس على كرسي ظهره للجدار
في قابِلتنا جميعا فلا تستدبر منا أحدا أبدا ...
*- فكانت الحصة الأولى ومدتها نصف الساعة للتجويد العملي والقراءة والتسميع .
- والثانية ومدتها نصف الساعة : للنحو وكتاب ( التحفة السنية شرح الآجرومية )
علما بأنها كانت لا تجتزئ به بل تجمع إضافات عليه من غيره
- والثالثة ومدتها ساعة : للعقيدة و (شرح كتاب العقيدة الطحاوية )
لابن أبي العز ..علما بأنها كانت لا تجتزئ به بل تجمع إضافات عليه من غيره
- أما الحصة الرابعة ومدتها ساعة فكانت للتجويد النظري من كتاب :
( غاية المريد في علم التجويد ) علما بأنها كانت لا تجتزئ به
بل تجمع إضافات عليه من غيره .
- والخامسة ومدتها ساعة قبل صلاة الظهر فكانت للفقه ومدارسة
( فقه السنة + تمام المنة ) علما بأنها كانت لا تجتزئ بهما
بل تجمع إضافات عليهما من غيرهما .
وكان الفقه بالتبادل مع مادة التفسير أسبوع في مقابل أسبوع
وكان ( تفسير ابن كثير ) علما بأنها كانت لا تجتزئ به فقط .
- أما الحصة السادسة والأخيرة بعد أداء صلاة الظهر ومدتها ساعة :
فكانت للمصطلح ( وشرح البيقونية )علما بأنها كانت لا تجتزئ به
بل تجمع إضافات عليه من غيره .
** وكان أول يوم لي في حلقتها الكريمة وحدث في درس الفقه ...
يتبع خشية الإطالة .
هنيئاً لكِ أختي الغالية بمعلمة كهذه .. وهنيئاً لها بطالبة مثلك
واني أتمنى أن أجد معلمة مثلها .. وأجد في المستقبل طالبة مثلك
أسأل الله الرحمة لمعلمتك .. وأسأله التوفيق والسداد لكِ
أحبك في الله يا أم هانئ.
حرص على العلم مع تواضع جم
** وكان أول يوم لي في حلقتها الكريمة وحدث في درس الفقه ...
أن تعرضت -رحمها الله - لمسألة المسح على ( العمامة ) الخمار
وأقرّت - رحمها الله - ما اشترطه بعض أهل العلم من الكبار :
بأن المسح يصح إذا لُبس على طهارة الخمار .
و كان عندي من كلام لبعض أهل العلم ما يعارض
وبخاصة : أن ما سبق من اشتراط لادليل عليه ولا شاهد .
فانتظرتُ حتى انتهى الوقت المحدد للدرس
وذهبتُ إليها على استحياء وتردد في النفس
فرحبتْ بي أشد الترحاب فزال التردد من النفس و تحقق شيء من الائتلاف و الأنس
فقلتُ لها بكامل وعي وحس : اسمحي لي بسؤال من باب التعلم وإزالة اللبس ؟
فرحبت قائلة : هلا ومرحبا بكل من كان عنده شيء من الحرص
فقلت : قال الشيخ فلان : (( إن اشتراط لبس الخمار على طهارة لصحة المسح
قياسا على اشتراطه في المسح على الخف قياس لا يصح ))
فاستحثتني على إتمام ما بدأت من كلام ، وقد أبدت غاية الجد وشديد الاهتمام
فقلتُ متممة : وكان مستنده - حفظه الله - في رده :
((- إن المسح على الخف مسح مكان غسل بينما المسح على الخمار مسح
مكان مسح لذا كان القياس مع الفارق
- بالإضافة إلى ثبوت الدليل الصحيح باشتراط لبس الخف على طهارة
تامة ليصح المسح بينما لم يثبت بمثل ذلك في المسح على الخمار دليل ولا أثر به صح ))
** فشد ما فاجأني جوابها ، وما بدا على محياها من عظيم كربٍ أهمها !!!
قالت غفر الله لكِ يا أم فلان :
من أين لي هذا الجمع بعينه لأصحح لهن ما نقلتُ من حكم راجح في سياق الكلام ؟
فما العمل إذا إحداهن تغيّبت ، أو عن مجلسنا لعذر أخرى انقطعت ، أو لسفر دائما إحداهن اضطرت
فما العمل و تلك المعلومة عند كل منهن استقرت ، ومن باب العمل بهذا العلم عملت ، ثم من باب حب الخير لغيرها له نقلت ؟؟؟؟؟؟؟
غفر الله لك غفر الله لك غفر الله لك ؛ لم عن الاعتراض ساعتها سكتِّ ؟!!
أسأل الله أن يغفر لنا زللنا ، وأن يمن علينا فيعننا على تصويب ما لم نتعمد من خطئنا ...انتهى
كيف كانت تتوسل لإيصال عميق المعاني بلا تكلف
** أما عن توفيقها - رحمها الله تعالى - في إيصال عميق المعاني ، و تحويل المعلومات إلى مواقف حياتية وممارسات فقد ضُرب لها في هذا المجال بسهم وافر تبارك الله .
فقد يفتح الله على بعضنا بطريقة ما؛ ييسر له بها إيصال حكمًا شرعيًا أو التأكيد على بعض المعاني الهامة والتي قد تخفى علينا- الأغلب- في خضم حياتنا اليومية مع توافر مقتضيات استحضاره في كثير من المواقف.
فتعدد وسائل الدعوة من رحمة الله بنا ، وليس أنجع من إسقاط حكم ما على حياتنا اليومية وممارسته في مواقف تُجَلِّي لنا به أمورا من الأهمية بمكان العمل على استشعارها بالقلب وممارستها بالجوارح.
ومن هذه الطرق ما قد يتحقق لذكر قصة حدثت لنا أو لغيرنا ،
أو حتى مجرد التصريح القولي بما قد يمر على قلب أحدنا من خواطر معينة ومعاني لطيفة في موقف ما:
فنلجأ إلى البوح به رجاء أن ينفع الله به
- وقد كانت معلمتي -رحمها الله تعالى - تتوسل باستخدام مثل تلك الطرق-دونما تكلف-لإيصال بعض لطائف المعاني ، ويحضرني في مثل هذا المقام ذكرى عنها-رحمها الله تعالى- كانت لها في نفسي أعظم الأثر ، أذكرها لكم وما علمتها رحمها الله تعالى قط ؛ لعل الله يوفقنا من خلال ذكرها إلى تقريب المعنى المراد:-
**ذهبتُ للحج في أحد الأعوام وكنتُ متمتعة ،وكنت كلما طفتُ بالبيت في العمرة أو للإفاضة -بله تنفلا-لم أستطع رؤية الحجر الأسود بعيني ولو عن بعد من شدة الزحام، وأذكر أنني لما كنت أطوف للإفاضة، وقد أخذ مني الجهد كل مأخذ مع لبس غطاء على الرأس ينسدل على الوجه-لأن المحرمة لا تنتقب كما هو معلوم-فكنت بالكاد أرى وأتنفس بجهد، ومع شدة الزحام استعنت بالله ،وأخذت بالطواف ،وأنا حريصة على عدم المرور أمام مصلٍ-ما استطعت إلى ذلك سبيلا- فكم كانت المشقة مع حرصي على عدم التدافع والاختلاط بالرجال ....- وعذرا اسهبتُ في وصف حالي كتوطئة تبرر ما شعرتُ به ليس إلا- ،ووجدت في نفسي وجدا شديدا من شدة الزحام متمنة : أن لو كان الطواف أقل زحاما مما هو عليه، وحدثت نفسي قائلة:(ألا يتقي الله أناس يكثرون من طواف التطوع فيفسحوا المجال لمن عليه ركنا أو واجبا حتى يتمكن من أدائه في حال أقل مشقة !!!!) وظل هذا الشعور ملازما لي في طوافي...والحق أني أنكرت على نفسي أن أشعر بمثل ذاك الشعور، ولم أعرف لِمَ؟؟ و لم أبح بهذا لأحد أبدا...
** ثم بعد هذا الحادث بعام- تقريبا- ذهبتْ معلمتنا لأداء العمرة ..
ولما عادتْ ، أخذت تحكي لنا عن الزحام الشديد الذي قدر الله لها أن تعتمر فيه وقالت :
[عندما كنت أطوف بالبيت كان الزحام شديدا ،حتى إني مع غطاء الرأس وعدم وضوح الرؤية ،والحر الشديد،وضعف صحتي، ومحاولتي المستميتة ؛تجنب المرور بين يدي المصلين؛ وجدت في نفسي من شدة الزحام وتمنيت لو أن الطواف كان أقل زحاما مما هو عليه؟
ثم تابعت رحمها الله تعالى : ولكنني قلت لنفسي ناهية زاجرة : مهلا مهلا رويدك يا فلانة ..
كيف لي أن أتمنى أن يقلَّ المتعبدون لله ؟ أمن أجل أن أتمتع بالطواف ؟؟أأجد مما يحبه ربيّ ؟ أستغفر الله ..]
فنهت نفسها عن هذا الشعور، بل و عملتْ على معالجة ما في قلبهاوحاولت استشعار الغبطة ؛ لكثرة إقبال
العبّاد على الطواف بالبيت محبة منها لما يحبه الله، وحاولتْ الابتعاد -قدر المستطاع -عن الزحام الشديد قائلة لنفسها :-:(أنا أحتسب ما زاد من خطواتي قربة لله تعالى فلا حول ولا قوة إلا به سبحانه )
فعلت ذلك مع زيادة الشقة على مثلها لشدة مرضها رحمها الله -كما سبق وأشرنا في موضوعنا عنها -
الشاهد :
إن سردها -رحمها الله -لحديث نفسها رفع ما ورد عندي من إشكال لم أبح به لها ولا لغيرها أبدا- رغم أنه لم ينفك عن بالي منذ حججتُ -
فقلت في نفسي: ما شاء الله لاقوة إلا بالله ،وأخذت أبرّك عليها...
سعيدة أنا بمنة الله عليّ وزوال ما أشكل عليّ بطريقة لم تكن لترد لي على بال.
رحمها الله فكم لها علينا من أيادٍ .
من يتق الله يجعل له فرقانا
كانت رحمها الله تعالى كثيرا ما تُسأل من قِبل طالباتها عن مسائل
شتى ، فكانت إن علمت الإجابة - يقينا - أجابت ، و إن لم تتيقن
أو شكت قليل شك على غيرها أحالت ..
- فكانت -رحمها الله - تخشى التجرؤ على الفتيا ، وتتحصن بقولها :
الحمد لله فقد خص الله الرجال دون النساء بتلكم المنزلة العظمى .
- و سألتها يوما وقد تملكتني شديد حيرة ، وعجزت عن البت بالصواب في هاته المرة
وكانت مسألتي تخص صحة الصلاة ، حاصلة ولابد لكل امرأة و فتاة
و كنتُ أثناء سؤالي أرنو إليها ؛ أتطلع مشوقة لما سيخرج من بين شفتيها
والحق أنه لما غلب على ظني أنني أسهبت ، ولما أريد بيانه بتفصيل الحال وفّيت
في الحال عن الكلام سكت ....
وكانت تنصت - باهتمام - حتى انتهيت.. ثـــــم ...
ابتسمت قائلة :
قال تعالى : { إَن تَتَّقُواْ اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا } الأنفال / 29 .
أسال الله أن يجعل لك فرقانا .
** فأخذت بجماع نفسي شديد دهشة ، وظننتني لم أفقه من قولها كلمة !!!
فقد كانت أعجب إجابة عن سؤال سمعتها ألبتة !!!
وانصرفت من عندها مهمهمة شاكرة ، وتفكرت في معنى إجابتها طويلا طويلا حائرة !!!
وفي الأخير :
علمت كم كان جوابها جامعا وجميلا ، و على كل خير كان وما يزال هاديا و دليلا .
رحمها الله تعالى وموتى المسلمين
أحسن الله اليك أم هانئ ..
أتعلمي أن موضوعك هذا أصبح لي كمتنفس ..
فكلما شعرت بضيق أسرع لقراءته ..
وأدعو الله في كل مرة ..
أن يبارك فيك .. وأن يرحم معلمتك ..
وأن يرزقني معلمة مثلها ..
كم أتمنى أن يكون لي معلمة مثل هذه المعلمة ؟
أتعبتني يا أم هانئ أنا جديدة هنا ومنذ أيام أبحث في هذا المنتدى مع عدم تحديد هدفي لا أعلم عن ماذا أبحث
وجدت مقالتك وقرأتها وكما قلت أتعبتني من شدة تأثري مرة ومن لهفتي على تجميع مشاركاتك لأستفيد منها كلما تسنى لي وقت سأطلب منك طلب على الخاص لو سمح لي برساله خاصة
فعلا متابعتك شرف لي وأسأل الله العظيم أن يجعل مثوى معلمتك الفردوس ويلحقنا بالصالحين ... آمين
ان كان هناك معلمة كمعلمتك فأخبريني
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وجعل قبرها روضة من رياض الجنة
نعم المعلمة ونعم الطالبة
الحمد لله! أحمد الله أني وجدت جوابا لاستفسار!
سبحان الله أختنا الفاضلة أم هانيء اتسنتجت من مشاركاتك قبل أن أقرأ هذا الموضوع أنك أخذت علما وعملا من شيخ وليس من الكتب أو الأشرطة فقط! فشتان بيننا وبينك! رزقنا الله من فضله
أسل الله الكريم أن يزيدك علما نافعا ويرفع قدرك في الدارين آمين
اعذريني أختنا الفاضلة على فضولي هذا،
لكن من باب حب استزادة الخير..لا غير!
كتبتِ في احدى مشاركات هذا الموضوع (جزاك الله خيرا كثيرا عنه) ما يلي:
((درع سابغ وخمار ونقاب كله أسود وفق كل ذلك الملحفة الفضفاضة ))،
فهل يمكنن عزيزتي تتفضلي وتشرحي كيف هذا؟! وماذا يعني الدرع السابغ؟
وفقك الله لما فيه رضاه وجمعني بك في دار كرامته مع الذي أنعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..آمين
يرحمها الله دمعت عيناي حزنا على فقدها وانا لم ارها رحمها الله
اسال ان يرزقها الفردوس الاعلى يارب ويجعلنا واياك اختاه مثلها اللهم امين
(- كيف اصغِي وأحترم كلام المخالف ،علمتني آداب الخلاف :
كيف أناقش ، متى أتوقف ، ألا أجادل، لابد من سلف لما أذهب إليه ، لا أقدم بين يدي العلماء والأئمة ، أنتقل من قول العالم إلى قول العالم بدليل ليس اتباعا للهوى ولا نصرة لنفسي .)
رحمكِ الله هلاّ علمتينا كيف تكون هذه الامور
والله تعبت عندما قرأت عنها واحسست بشدة فقدها
والله لكأني انا من فقدها
جزيتِ خيرا
ان شاء الله اشرح لكِ الامر
ذكرت اختنا ام هانئ (كيف أناقش ، متى أتوقف ، ألا أجادل، لابد من سلف لما أذهب إليه ، لا أقدم بين يدي العلماء والأئمة ، أنتقل من قول العالم إلى قول العالم بدليل ليس اتباعا للهوى ولا نصرة لنفسي)
فكيف نطبق هذه الامور المذكورة؟
سأجيبك ثم نستمع معا لكلمات أم هانئ بإذن الله وهي تجيب.
أما النقاش فيتعلم المرء كيف يتكلم بأدب وحلم، وكيف يتحدث بعلم أو يسكتكيف أناقش
فإن النقاش أخذ وعطاء وليس فرض وجفاء
وآفة المناقشة هي الهوى والخبط بلا علم لتقليد مذموم أو تعصب مقيت، أو لتطاول في البنيان يقول: أنا أنا، قرأت كيت وعرفت كيت وعقلي وسط عقولكم مَقيت!!
أتوقف ربما قصدت التوقف عن الترجيح وهو حينما تستوي الأدلة في ذهن الطالب ولكن لا يلزم الآخرين بهذا التوقف فقد لا توضح له مسألة وتكون واضحة لغيره.، متى أتوقف ، ألا أجادل،
وهذا التوقف يتضمن التوقف عن المجادلة
فمن توقف في مسألة فعلام ينافح عما مالت له نفسه وحسب دون دليل؟؟
يتوقف المرء عن الجدال أيضا حينما لا يكون للكلام معنى مع من يناقشه ويكون الحوار ضربا من التكرار والإعادة والسعي للغلبة وإثبات الذات
يتوقف عن الجدل حينما يفتش في قلبه فلا يجد السلامة ولا يجد قلبه طالبا للحق مشفقا على الخلق
وربما أتوقف الآن لأتكلم غدا
نعملابد من سلف لما أذهب إليه ، لا أقدم بين يدي العلماء والأئمة ، أنتقل من قول العالم إلى قول العالم بدليل ليس اتباعا للهوى ولا نصرة لنفسي
فاليوم كذا وكذا واجب لأن فلانة هي التي تسأل عنه وغدا هو مستحب أو مباح لأنه انفرض علي!
هذا من الهوى
واليوم كذا وكذا حرام لأنه لا يمسني وغدا أبحث عن مخرج لأنه صار مسيسا لي!
هذا من الهوى
لكن الثبات على ما وصل المرء إليه في بحثه طالما لنا فيه سلف من العلماء ولا ينتقل من قول عالم لآخر إلا بدليل
ولا ينتقل من قول عالم لقوم مبتدع مخترع
بل لابد من سلف
وهي أمور والله عظيمة ومهمة كم نحتاج إليها وهي عزيزة والله فينا معاشر الطالبات والطلاب، وهي من الحكمة التي تأتي بالمصابرة والصبر على التقى والطاعة وهي محض فضل الله عز وجل يؤتي الحكمة من يشاء.