فما حال زماننا
من تشاغل العباد بأمور دنياهم عن أمور اخرتهم
قال الإمام ابن حـزم :
اللهم إنا نشكو إليك تشاغل أهل الممالك من أهل ملتنا بدنياهم عن إقامة دينهم
وبعمارة قصور يتركونها عما قريب عن عمارة شريعتهم اللازمة لهم في معادهم ودار قرارهم
وبجمع أموال ربما كانت سبباً إلى انقراض أعمارهم وعوناً لأعدائهم عليهم، وعن حياطة ملتهم التي بها عزّوا في عاجلتهم وبها يرجون الفوز في آجلتهم.
حتى استشرف لذلك أهل القلة والذمة، وانطلقت ألسنة أهل الكفر والشرك
بما لو حقق النظر أربابُ الدنيا لاهتموا بذلك ضعف همنا، لأنهم مشاركون لنا فيما يلزم الجميع من الامتعاض للديانة الزهراء والحمية للملة الغراء، ثم هم متردون بما يؤول إليه إهمال هذا الحال من فساد سياستهم والقدح في رياستهم
فللأسباب أسباب، وللمداخل إلى البلاء أبواب، والله أعلم بالصواب.
رسائل ابن حزم ٤١/٢