(*) لفتة وإشارة أحبُّ أن أطلعَ أخيّاتي عليها :
أخالُكُنَّ توافقنني -يافاضلات- في كثرةِ أولئكَ القُراء والمطالعينَ لكُتب مهاراتِ تطوير الذات ، وقواعد السلوك ، وتوديع القلق ، وكسب الأصدقاء! وغيرها كثير من الكتب التي فيها من التوجيه إلى الاتزان في الفكرِ والسلوك؟!
ولا أخفيكُن كوني كنتُ منهم ، وقد تأملتُ سالفَ عهدي مثلَ هاتيكَ الكتب ولخّصتُ بعضاً منها .
وألا أظنُّني أتّهم بالمبالغة إن قلت : كونَ جُلِّ هاتيكَ الكتب ما هيَ إلّا بألسنة طائفة من الغربيين وغيرهم من النّصارى والكتابيين ، الذينَ يجدونَ من خواءِ الأرواح ما يجدون!
وهي وإن كانت توجِّهُ إلى السّعادةِ والفرحِ والسّرور! إلا أنني حقيقة أراها أشبهَ ما تكون بالتخييل المؤقت والتخدير الموضعي الآني ، لا يلبث إلا أن يندثرَ ويزول!
حالُ مرتادِها كحالِ من تناولَ كتاباً في الأدبِ والخواطر وتصفّحهُ في لحظاتِ الكدر!
سيجدُ نفسهُ غارقاً في خيالات ومناظر جميلة خلابة ، تروحُ بهِ حيثُ الاسترخاءُ والشعورُ الآنيُّ بالبهجةِ والانتشاء!
أما روحهُ فخاويةٌ لا محالة! إلا أن يكونَ فيما يقرأ دعوةً عميقةً لشُكرِ نعمِ الإله وجليلِ تفضُّلهِ وعطاياه! وهذا لا يخلو في كتبِ أئمتنا وأعلامنا ممن فهموا حقيقةَ الدُّنيا على الحقيقة ، وأدركوا السبيلَ الحقَّ إلى السّعادةِ فيها إلى حيثُ السعادةُ الخالدة في أعلى الجنّات!
أوصي رفيقاتي الفاضلات أن لا يُكثرنَ من القراءة من هاتيك الكتب ، ويحرصنَ على جمعِها واقتناءها ، بل يلزمنَ كتبَ العقيدة الصحيحة والسنة النبوية الشّريفة والسيرة والرقائق والآداب الإسلامية التي دعتنا إليها شريعتُنا الغرّاء ، وحضّتنا على الاستمساكِ بها في كُلِّ وقتٍ وحين!
من العجيب الطّريف كونَ أبرز مؤلّفي كتب تطوير النفس وتوديع القلق والسعادة!
أُثِرَ عنه كونه ماتَ مُنتحراً وهو الكاتب ( دايل كارينجي ) ، وقد قرأتُ لهُ عدّة كتب ، منها: دع القلق وابدأ الحياة و كيف تكسب الأصدقاء! ، وفن التعامل مع الناس ...
حتّى قال أحدُ الحصفاء مُعلِّقاً على كتابه دع القلق وابدأ الحياة!
قال:
كانَ حريٌّ به أن يُسميه : دعِ القلق وابدأ الحياة ثُمَّ انتحر!
نسألُ اللهَ أن يوفّقنا للخيرِ والفلاحِ في الدُّنيا والآخرة ، ويصرفَ عنّا وعن المُسلمينَ الزّيغَ والضّلالَ والميلَ عن الطّريقِ المستقيم ..