وقد جاءت أحاديث أخرى بعضها صحيح غير صريح وبعضها ضعيف تفيد أن لكل واحد زوجتين من نساء أهل الدنيا وسبعين من الحور العين، وقد مال بعض شراح الحديث كالعراقي وابن حجر والملا علي قارئ وتابعهم المباركفوري إلى تقديم الأحاديث المتضمنة للزيادة، قال الحافظ في الفتح: قوله: (ولكل واحد منهم زوجتان ـ أي من نساء الدنيا، فقد روى أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا في صفة أدنى أهل الجنة منزلة، وأن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا، وفي سنده شهر بن حوشب وفيه مقال، ولأبي يعلى في حديث الصور الطويل من وجه آخر عن أبي هريرة في حديث مرفوع: (فيدخل الرجل على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وزوجتين من ولد آدم) ـ وأخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد رفعه أن أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم وثنتان وسبعون زوجة. وقال غريب، ومن حديث المقدام بن معد يكرب عنده: للشهيد ست خصال.. الحديث، وفيه: ويتزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ـ وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجة والدارمي رفعه: ما أحد يدخل الجنة إلا زوجه الله ثنتين وسبعين من الحور العين وثنتين من أهل الدنيا ـ وسنده ضعيف جدًا. وأكثر ما وقفت عليه من ذلك ما أخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث من حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه أن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء، أو أنه ليفضي إلى أربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب، وفيه راو لم يسم، وفي الطبراني من حديث ابن عباس أن الرجل من أهل الجنة ليفضي إلى مائة عذراء، وقال ابن القيم: ليس في الأحاديث الصحيحة زيادة على زوجتين سوى ما في حديث أبي موسى أن في الجنة للمؤمن لخيمة من لؤلؤة له فيها أهلون يطوف عليهم. قلت: الحديث الأخير صححه الضياء. وفي حديث أبي سعيد عند مسلم في صفة أدنى أهل الجنة: ثم يدخل عليه زوجتاه ـ والذي يظهر أن المراد أن أقل ما لكل واحد منهم زوجتان. وقد أجاب بعضهم باحتمال أن تكون التثنية تنظيرا لقوله جنتان وعينان ونحو ذلك، أو المراد تثنية التكثير والتعظيم نحو لبيك وسعديك ولا يخفى ما فيه، واستدل أبو هريرة بهذا الحديث على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال كما أخرجه مسلم من طريق ابن سيرين عنه وهو واضح، لكن يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الكسوف المتقدم رأيتكن أكثر أهل النار، ويجاب بأنه لا يلزم من أكثريتهن في النار نفي أكثريتهن في الجنة. اهـ.
وقال الإمام العراقي في كتابه طرح التثريب: قد تبين ببقية الروايات أن الزوجين أقل ما يكون لساكن الجنة من نساء الدنيا، وأن أقل ما يكون له من الحور العين سبعون. انتهى.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: قال القارئ: والأظهر أنه تكون لكل زوجتان من نساء الدنيا، وأن أدنى أهل الجنة من له اثنتان وسبعون زوجة في الجملة يعني ثنتين من نساء الدنيا وسبعين من الحور العين. انتهى. وقال الحافظ في الفتح قوله: ولكل واحد منهم زوجتان أي من نساء الدنيا، فقد روى أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا في صفة أدنى أهل الجنة منزلة وأن لكل منهم من الحور العين ثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وفي سنده شهر بن حوشب وفيه مقال، ولأبي يعلى في حديث الصور الطويل من وجه آخر عن أبي هريرة في حديث مرفوع: فيدخل الرجل على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وزوجتين من ولد آدم.
قال: والذي يظهر أن أقل ما لكل واحد منهم زوجتان، وقد أجاب بعضهم باحتمال أن تكون التثنية نظير لقوله جنتان وعينان ونحو ذلك، أو المراد تثنية التكثير والتعظيم نحو لبيك وسعديك ولا يخفى ما فيه. انتهى ملخصًا.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Optio n=FatwaId&Id=159105