فإن فيه بجانب أشعريته أمرا آخر ليس بالهين ، وهو متعلق بتوحيد العبادة ، وما أعلم أحدا من الأئمة المذكرين أعلاه وقع في ذلك ، ففي سيرته ما يدل على أنه يعتقد في الصالحين من الموتى علمهم الغيب ، بل وقضاء الحوائج لمن يطلبها منهم، وإليكم ما ذكره التاج السبكي - وهوأشعري جلد- عن أبيه بخصوص ذلك.
قال في سياق ذكر كرامات والده
طبقات الشافعية الكبرى ـ موافق للمطبوع - (10 / 216)
ومنها ما حكاه الأخ الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين أبو حامد سلمه الله ونقلته من خطه قال لما عدت من الحجاز في المحرم سنة ست وخمسين وسبعمائة وجدته ضعيفا فاستشارني في نزوله لولده سيدنا قاضي القضاة تاج الدين عن قضاء الشام ووجدته كالجازم بأن ذلك سيقع وقال لي سبب هذا أني قبل أن أمرض بأيام أغلب ظني أنه قال خمسة أيام رحت إلى قبر الشيخ حماد خارج باب الصغير وجلست عند قبره منفردا ليس عندي أحد وقلت له يا سيدي الشيخ لي ثلاثة أولاد أحدهم قد راح إلى الله والآخر في الحجاز ولا أدري حاله والثالث هنا وأشتهي أن موضعي يكون له.
قال فلما كان بعد أيام أغلب ظني أنه قال يومين أو ثلاثة جاءني الخالدي يشير إلى شخص كان فقيرا صالحا يصحب الفقراء فقال لي فلان يسلم عليك ويقول لك تقاطع عليه الدورة تروح للشيخ حماد تطلب حاجتك منه ولا تقول له
قال فقلت له على سبيل البسط سلم عليه وقل له ألست تعلم أنه فقير بائس وأنا كل أحد رآني ذاهبا إلى قبر الشيخ حماد ولكن الشطارة أن تقول له أيش هي حاجته
قال فتوجه الخالدي إليه ثم عاد وقال يقول لك لا تكن تعترض على الفقراء الشيخ حماد يقول لك انقضت حاجتك التي هي كيت وكيت
قال فقلت له أما الآن فنعم فإن هذا لم يشعر به أحد
قال فقلت له سله هل ذلك كشف أو منام قال فعاد وقال ليس ذلك إليك
انتهى المنقول من خط الأخ
ومنها حاله مع إيتمش نائب الشام أيضا كرهه في الآخرة وكلمه كلاما وحشا فراح الشيخ ذلك اليوم إلى قبر الشيخ حماد وعاد فما مضت عشرة أيام إلا وجاء الخبر بعزله من نيابة الشام
فأشهد على الشيخ أنه قال من ساعة زرت قبر الشيخ حماد عرفت هذا
وقال لي دعوت عليه وندمت وقال لي لم أدع قبلها على غيره."للامام السبكي مذهب في الاستغاثة..و هو أنه يحرم الاستغاثة المباشرة و طلب الحاجة من الميت الا ان كانت الاستغاثة بعبارة ظاهرها االاستغاثة بالمخلوق على سبيل التوسل به الى الخالق و هو في الحقيقة متوجه للخالق... بالحذف المقدر مجازا...فلعل عبارته هنا من هذا الباب..لا سيما مع ما ذكر صريحا من موافقته الاجماع على تحريم الاستغاثة بغير الله....و ما فعله على هذا الباب له نظائر عن ائمة سابقين في طلب الحاجاتوليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته السبكيان الاب والابن من ائمة الاشراك الداعين الى عبادة غير الله تعالى كفانا تخاذلا وسيرا على منهج الموازانات .....السبكي فقيه عالم لكنه يجيز عبادة غير الله = متوضئ محدث =مغتسل جنب ....من يقول هذا الكلام هو بحاجة ان يعالج عقله فضلا ان يجادل والسؤال هل السلف لما كفروا الجهم بن صفوان ومن قبله الجعد وكذالك بشر المريسي وغيرهم هل كان لهم حسنات وهل السلف اعتبروا ذالك من كان سلفيا حقا فليكن سلفيا في جميع مسائل الدين لايبعض ويجزء كاليهود والنصارى السبكي الا ب وابنه وابن حجر الهيتمي كلهم كفار مشركون لارحمهم الله تعالى هذا هو الحق الذي لايسع موحدا خلافه والله الموفق
التوحيد حق الله على العبيد