عيد أضحى مبارك
تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 25 من 25

الموضوع: إِنَّكُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيكُمْ سَكْرَتَانِ

  1. #21

    افتراضي رد: إِنَّكُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيكُمْ سَكْرَتَانِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    قد يُستدل بما ذكرت على صدق الراوى وعدالته ولكن ماذا عن ضبطه وحفظه وإتقانه ؟؟ ولا يقال إن حفظه لغمز أسد السنة لسفيان دليل كافي على حفظه للحديث ،
    يفترض أن هذا السؤال موجه إليك حين قبلت رواية سالم البصري!
    ليس هذا استدلالي انظر كلامي جيدًا:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    ليس مقصدي هذا يا أخي الكريم، إنما لو قيل لك إن فلانا خارج من بيت فقه وأخذ وعاين علماء كبار وأئمة متبعين لقرون عديدة، وليس الشافعي فقط بل عن الإمام ابن وهب أيضًا.
    فسوف تشد الرحال إليه الأفذاذ والأكباد لبذل الجهد في طلب العلم منه ولعلوه ولا يخفى عليك حب العلو.
    فعلى هذا المنوال نستطيع أن نقول إن هناك جماعة رووا عنه فعلى الأقل سيكون منهم الثقة والثقتان.
    وإذا ضممنا ابن وضاح إليهم فسيرتقى إلى منزلة سالم البصري بل وأعلى منه؛ لأن سالم لم يوثقه أحد والأخر محمد بن سعيد وثِّق وكلاهما لم يطعن فيه أحد.
    فالذي يوثق خير ممن لا يوثق، سيما وقد تابعه كما ذكرت عند ابن أبي الدنيا مرسلًا ولم ترد حتى الأن على علة اضطراب سفيان ولا على التعليل بالغمز.
    أنت لن تستطيع أن تنكر شيئين
    -أنه قد أخذ عنه جماعة قد يكون فيهم الثقة والثقتان.
    - ولن تستطيع أن تنكر أن أسد السنة قد غمزه.
    وأضيف أن
    - توثيقه من قبل البعض + ورواية الثقة ابن وضاح عنه = تعديل يبلغ به الصدوق غير متهم.
    وانظر هذه القاعدة:
    - رواية الراوي الثقة تنفع المجهول وإن لم يرو عنه إلا واحد.
    قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفاً بالضعف لم تقوه روايته، وإن كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه». [الجرح والتعديل: 2 /36].
    وقال: «سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما تقوي حديثه؟ فقال: أي لعمري. قلت: الكلبي روى عنه الثوري، قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه..» [الجرح والتعديل: 2 /46].
    وبين أيدينا محمد بن سعيد بن أبي مريم لم يتكلم فيه أحد، وقولك:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    والواقع أنه لم يرو عنه غير ابن وضاح فقط فهو مجهول جهالة عين ، بينما أسلم بن عبد الملك روى عنه جمع من الثقات ولم يجرحه أحد فهو أفضل حالاً بلا شك من محمد بن سعيد بن أبي مريم.
    أنا لن أكذب عليك لو قلت لك: لم يروِ أحد حديثًا عن سالم البصري إلا سفيان.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    لا أفعل لأنى لم أقف على رواية أحد عنه غير ابن وضاح !! وسبق وأن ذكرت من الرواة عن أسلم داود بن عمرو الضبي والعلاء بن عَبْد الجبار الأَنْصارِيّ بالإضافة إلى سفيان بن عيينة وقد نص المزي فى تهذيب الكمال على ذلك.

    بل هذا الدليل ضدك فإن عدم رواية الضبي والأنصاري عن سالم البصري فلسًا من الحديث لدلالة كافية على أنهم رأيا عدم أهليته للحديث ولا أهلية الحمل عنه في الحديث.
    وانظر كيف علماء الرجال كانوا ينظرون هل يتأهل الذي أمامهم أن يرووا عنه حديث؟!! = يعني هناك شيء اسمه أهلية حمل الحديث فانتبه!
    بل لم يبعد علينا منذ قليل أنهم لم يقبلوا من سيار بن حاتم إلا الرقائق من الحديث فما بالك بأحاديث الغيب والأمور العظام؟!!!
    وقولك: "
    وقد نص المزي فى تهذيب الكمال على ذلك"، رحمك الله، المزي هذا يذكر كل شيء، فمنهجه ليس التحقيق والتمحيص بل التجميع.
    وخير دليل على ذلك فانظر ترجمة عبد الله بن جعفر مولى بني أمية لا مولى المعيطي وهناك مشاركة لي في ذلك فلينظر.
    مما ظهرلي الحقيقة أن الذهبي فيما صنعه في ترجمة نعيم أنه اتبع المزي اتباعًا لا تحقيقا منه ولا تمحيصًا - رحمه الله - كعادته.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة

    وجاء فى "العلل" رواية عبد اللَّه (1012). قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان عن أبي عبد الملك -يعني: أسلم-
    قال سفيان: حدثني عنه حسين الجعفي فسألته.
    هذه علة أخرى، سننظر هل روى سفيان عن سالم البصري بواسطة الحسين الجعفي؟!
    وقد أوردت من قبل ما يدل على أن مثل هذا ليس بغريب على سفيان فإنه سفيان يدلس ولكن عن ثقة وهو هنا حسين الجعفي وقد أوضح هنا في رواية أحمد بن حنبل أنه دلس.
    بل وهناك فائدة أخرى جليلة أن سفيان أظهر أنه لا يعرفه بل ذهب ليسأل الجعفي عن حال أسلم ! ولا نعلم لماذا يذكر أحمد أو ابنه ماذا قال حسين الجعفي وكأن أمر سالم البصري يملؤه الغموض والجهالة أكثر.
    ففي وهذا دليل بين واضح على عدم إيراد أحمد الحديث في مسنده من مسند أنس رضي الله عنه لظهوره عنده أنه مرسل أو بالأحرى منكر.
    وكأن أحمد هنا في موقف مشابه في ترجمة أحد الرواة على ما أذكر أنه كان يقول فيما معناه: "كان سفيان لا يحدثنا عنه إلا قليلا، كأنه يستضعفه".
    وإن قلتَ: فلماذا سفيان يروي عنه؟ لقلت لك سفيان معروف بالتساهل في هذا الباب فإنه يقبل من الراوي ما لم يظهر في دينه بدعة أو فساد.
    لكن بالطبع على حذر من التكثير من مروياته لذا تجد في قول أحمد: "إلا قليلا" = قول أحمد: "كأنه يستضعفه" وهذا فهم أحمد بمراد سفيان.
    ودعنا نصحح عبارتنا بأنه لم يروِ حديثا عن سالم إلا حسين الجعفي.
    وإن قيل لماذا دلس سفيان بن عيينة؟
    قلت: حسين الجعفي في طبقة تلاميذه، وليس من المحبوب عند المحدثين النزول والرواية عمن هم دونهم.
    بل ولم يروِ سفيان بن عيينة فيما أعلم عن حسين الجعفي غير هذا الموضع.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    والحاصل أن متابعة أسد السنة في ثبوتها نظر.
    كيف بك على قبول رواية ليث بن أبي سليم الضعيف يعني ليس بمجهول؟!
    فإن قلتَ: قد توبع - مع أني لا أرى ذلك - فلماذا لا تقبل متابعة الرواية المرسلة عند ابن أبي الدنيا؟ ولماذا لا تتكلم عنها؟! قل لي إنها خطأ على الأقل ولا تدارِ علينا بها.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    من المعلوم أن المعاصرة كافية لإتصال السند بشرط عدم كون الراوى من المدلسين وهذه هى الحال هنا ، ثم إن البخارى ذكر فى التاريخ الكبير روايته عن أبي هريرة وليس أنس بن مالك!!
    تمام، وهل قلتُ شيئا غير ذلك؟ بل قلتُ: قد عاصره لكن ربما لم يسمع منه حديث أو لم يرو عنه حديث وهذا منطقي غير منكر.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    وأخذ يرجح الإختلاف على مجاهد فى الحديث (أن ثلاثة دخلوا غارا..) ، وقد جاء فى الإسناد سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فلم يأتي التصريح بالسماع من أنس بن مالك ، ولكنه محمول على الإتصال كما ذكرت ،
    من الذي جاء يا حبيب؟ ابتسامة.
    عمران بن داور العمي؟! ألم تنتبه ماذا قال البخاري في الأوسط [264] قال: "والمحفوظ من رواه عن أبي هريرة، وهو مرسل"، وأسقط من رواه عن سعيد بن أبي الحسن عن أنس؟!
    بل هل تعلم كيف عمران وهو في صحيح ابن حبان يروي هذا الحديث - وهو ليس حديث مجاهد كما زعمت - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وليس أنس.
    بل هل تعلم من هو عنران القطان؟!
    قال أبو داود: "ضعيف"، وقال النسائي: "ضعيف الحديث ، ليس بالقوي في الحديث"، وقال البخاري: "صدوق يهم"، قال الدارقطني: "كثير المخالفة والوهم"، ويحيى بن سعيد القطان لم يحدث عنه، وقال يحيى بن معين: "ليس بالقوي"، ومرة: "ليس هو بشيء " ومرة: "ضعيف"، ومرة: "كان يرى رأي الخوارج ولم يكن داعية"، وقال يزيد العيشي: "حروري يرى السيف على أهل القبلة".
    بل إن روايات عمران منها ما تخالف الصحيح أعني صحيح البخاري يعني لو سلمنا جدلا قبول رواية عمران قبولا تاما فإن الحديث الذي في صحيح البخاري سيسقط وسنحتمل كذب قتادة بسمع الحديث الذي في صحيح البخاري من أنس رضي الله عنه.
    فائدة قولك: "
    سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ"، هذا اللفظ: "يذكر"، فقط فقط في حديث (إنكم على بينة ...) يعني لم تأتِ بشيء جديد.
    فلقد مر الذهبي كعادته في التمحيص والتحقيق على توهيم البخاري لمن جعل سعيدًا عن أنس رضي الله عنه، وأورد ترجمة البخاري له في كتابه ولم ينص على أن من شيوخه أنس رغم احتمال تلاقيه وإدراكه؟
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    ثم هو من سادات التابعين وثقاتهم ، وكان الكذب قليل فيهم.
    ابتسامة
    فبارك الله فيك والصحيح حديثه مرسل مع ضعف الإسناد إليه = حديث ضعيف جدًّا.
    والله أعلم.

  2. #22

    افتراضي رد: إِنَّكُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيكُمْ سَكْرَتَانِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    يفترض أن هذا السؤال موجه إليك حين قبلت رواية سالم البصري!
    ليس هذا استدلالي انظر كلامي جيدًا:


    أنت لن تستطيع أن تنكر شيئين
    -أنه قد أخذ عنه جماعة قد يكون فيهم الثقة والثقتان.
    - ولن تستطيع أن تنكر أن أسد السنة قد غمزه.
    وأضيف أن
    - توثيقه من قبل البعض + ورواية الثقة ابن وضاح عنه = تعديل يبلغ به الصدوق غير متهم.
    وانظر هذه القاعدة:
    - رواية الراوي الثقة تنفع المجهول وإن لم يرو عنه إلا واحد.
    قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفاً بالضعف لم تقوه روايته، وإن كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه». [الجرح والتعديل: 2 /36].
    وقال: «سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما تقوي حديثه؟ فقال: أي لعمري. قلت: الكلبي روى عنه الثوري، قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه..» [الجرح والتعديل: 2 /46].
    وبين أيدينا محمد بن سعيد بن أبي مريم لم يتكلم فيه أحد، وقولك:


    أنا لن أكذب عليك لو قلت لك: لم يروِ أحد حديثًا عن سالم البصري إلا سفيان.

    بل هذا الدليل ضدك فإن عدم رواية الضبي والأنصاري عن سالم البصري فلسًا من الحديث لدلالة كافية على أنهم رأيا عدم أهليته للحديث ولا أهلية الحمل عنه في الحديث.
    وانظر كيف علماء الرجال كانوا ينظرون هل يتأهل الذي أمامهم أن يرووا عنه حديث؟!! = يعني هناك شيء اسمه أهلية حمل الحديث فانتبه!
    بل لم يبعد علينا منذ قليل أنهم لم يقبلوا من سيار بن حاتم إلا الرقائق من الحديث فما بالك بأحاديث الغيب والأمور العظام؟!!!
    وقولك: "
    وقد نص المزي فى تهذيب الكمال على ذلك"، رحمك الله، المزي هذا يذكر كل شيء، فمنهجه ليس التحقيق والتمحيص بل التجميع.
    وخير دليل على ذلك فانظر ترجمة عبد الله بن جعفر مولى بني أمية لا مولى المعيطي وهناك مشاركة لي في ذلك فلينظر.
    مما ظهرلي الحقيقة أن الذهبي فيما صنعه في ترجمة نعيم أنه اتبع المزي اتباعًا لا تحقيقا منه ولا تمحيصًا - رحمه الله - كعادته.

    هذه علة أخرى، سننظر هل روى سفيان عن سالم البصري بواسطة الحسين الجعفي؟!
    وقد أوردت من قبل ما يدل على أن مثل هذا ليس بغريب على سفيان فإنه سفيان يدلس ولكن عن ثقة وهو هنا حسين الجعفي وقد أوضح هنا في رواية أحمد بن حنبل أنه دلس.
    بل وهناك فائدة أخرى جليلة أن سفيان أظهر أنه لا يعرفه بل ذهب ليسأل الجعفي عن حال أسلم ! ولا نعلم لماذا يذكر أحمد أو ابنه ماذا قال حسين الجعفي وكأن أمر سالم البصري يملؤه الغموض والجهالة أكثر.
    ففي وهذا دليل بين واضح على عدم إيراد أحمد الحديث في مسنده من مسند أنس رضي الله عنه لظهوره عنده أنه مرسل أو بالأحرى منكر.
    وكأن أحمد هنا في موقف مشابه في ترجمة أحد الرواة على ما أذكر أنه كان يقول فيما معناه: "كان سفيان لا يحدثنا عنه إلا قليلا، كأنه يستضعفه".
    وإن قلتَ: فلماذا سفيان يروي عنه؟ لقلت لك سفيان معروف بالتساهل في هذا الباب فإنه يقبل من الراوي ما لم يظهر في دينه بدعة أو فساد.
    لكن بالطبع على حذر من التكثير من مروياته لذا تجد في قول أحمد: "إلا قليلا" = قول أحمد: "كأنه يستضعفه" وهذا فهم أحمد بمراد سفيان.
    ودعنا نصحح عبارتنا بأنه لم يروِ حديثا عن سالم إلا حسين الجعفي.
    وإن قيل لماذا دلس سفيان بن عيينة؟
    قلت: حسين الجعفي في طبقة تلاميذه، وليس من المحبوب عند المحدثين النزول والرواية عمن هم دونهم.
    بل ولم يروِ سفيان بن عيينة فيما أعلم عن حسين الجعفي غير هذا الموضع.

    كيف بك على قبول رواية ليث بن أبي سليم الضعيف يعني ليس بمجهول؟!
    فإن قلتَ: قد توبع - مع أني لا أرى ذلك - فلماذا لا تقبل متابعة الرواية المرسلة عند ابن أبي الدنيا؟ ولماذا لا تتكلم عنها؟! قل لي إنها خطأ على الأقل ولا تدارِ علينا بها.

    تمام، وهل قلتُ شيئا غير ذلك؟ بل قلتُ: قد عاصره لكن ربما لم يسمع منه حديث أو لم يرو عنه حديث وهذا منطقي غير منكر.
    من الذي جاء يا حبيب؟ ابتسامة.
    عمران بن داور العمي؟! ألم تنتبه ماذا قال البخاري في الأوسط [264] قال: "والمحفوظ من رواه عن أبي هريرة، وهو مرسل"، وأسقط من رواه عن سعيد بن أبي الحسن عن أنس؟!
    بل هل تعلم كيف عمران وهو في صحيح ابن حبان يروي هذا الحديث - وهو ليس حديث مجاهد كما زعمت - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وليس أنس.
    بل هل تعلم من هو عنران القطان؟!
    قال أبو داود: "ضعيف"، وقال النسائي: "ضعيف الحديث ، ليس بالقوي في الحديث"، وقال البخاري: "صدوق يهم"، قال الدارقطني: "كثير المخالفة والوهم"، ويحيى بن سعيد القطان لم يحدث عنه، وقال يحيى بن معين: "ليس بالقوي"، ومرة: "ليس هو بشيء " ومرة: "ضعيف"، ومرة: "كان يرى رأي الخوارج ولم يكن داعية"، وقال يزيد العيشي: "حروري يرى السيف على أهل القبلة".
    بل إن روايات عمران منها ما تخالف الصحيح أعني صحيح البخاري يعني لو سلمنا جدلا قبول رواية عمران قبولا تاما فإن الحديث الذي في صحيح البخاري سيسقط وسنحتمل كذب قتادة بسمع الحديث الذي في صحيح البخاري من أنس رضي الله عنه.
    فائدة قولك: "
    سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ"، هذا اللفظ: "يذكر"، فقط فقط في حديث (إنكم على بينة ...) يعني لم تأتِ بشيء جديد.
    فلقد مر الذهبي كعادته في التمحيص والتحقيق على توهيم البخاري لمن جعل سعيدًا عن أنس رضي الله عنه، وأورد ترجمة البخاري له في كتابه ولم ينص على أن من شيوخه أنس رغم احتمال تلاقيه وإدراكه؟

    ابتسامة
    فبارك الله فيك والصحيح حديثه مرسل مع ضعف الإسناد إليه = حديث ضعيف جدًّا.
    والله أعلم.
    أخي الحبيب عبد الرحمن...الان هناك راويان الأول هو أسلم بن عبد الملك البصري لم يذكر أحد فيه جرحاً ولا تعديلاً وروى عنه ثلاثة من الثقات منهم سفيان بن عيينة الذى وقفنا على روايته عنه فى هذا الحديث وغيره ، وراويان اخران لم نقف علي روايتهما ولكن نص المزى أنهم رويا عنه وبلا شك أن المزى لم يقل هذا الكلام من فراغ وإنما وقف على روايتهم عنه ، وعدم وقوفنا نحن الان على روايتهم عن أسلم لا يدل على عدم وجودها ومعلوم أن هناك كتب من السنة مفقودة فتنبه والمزي إمام عالم كبير لا يُقبل منك هذا الكلام فى حقه. بينما محمد بن سعيد بن أبي مريم انفرد ابن وضاح بالرواية عنه ولم يذكر أي أحد من أهل العلم رواية ثقة اخر عنه أو وقفنا نحن على ذلك فكيف نجعله مستور الحال مثل أسلم؟؟! ثم إن البينة على من ادعي فأت أنت برواية ثقة اخر عنه غير ابن وضاح لكي نرفع جهالته ، ولا تقل لي أنه من بيت فقه وعلم أو غيره من الكلام النظرى الذى لا يرفع الجهالة! ففى حالة عدم قبول متابعة أسد السنة ستكون الكفة لصالح الوصل على الإرسال وهو ما فعلته أنا.. ويكون الإسناد جيد على أساس أن أسلم مستور الحال.
    وقد أخذ البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة سعيد بن أبي الحسن في توهيم من جعله يروي عن أنس رضي الله عنه
    ثم إنك تقول لي قال البخاري فى التاريخ الكبير ، وإذا بك تأتى بالنص من التاريخ الأوسط!! وهذا النص كاملاً:
    "1313- حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَاحِبٍ لَهُمْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ثَلَاثَةً دخلُوا غارا فدعوا بِأَحْسَن أَعْمَالهم
    1314- حَدثنِي خَليفَة قَالَ حَدثنَا مُعْتَمر قَالَ حَدثنَا أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم مثله
    1315 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ
    1316 - وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَالْمَحْفُوظُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ مُرْسل
    1317 - قَالَ بَعْضُهُمْ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ مُبَارَكٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا لَا يَصِحُّ
    1318 - وَمَات سعيد بن أبي الْحسن أَخُو الْحسن الْبَصْرِيّ مولى الْأَنْصَار سنة مائَة
    1319 - وَمَات الْحسن سنة عشر وَمِائَة" انتهى.
    فأنت ترى أن الرواية هنا سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة وليس أنس بن مالك!! وهذه ترجمته فى التاريخ الكبير:
    سعيد بن أبي الحسن أخو الحسن البصري مولى زيد بن ثابت الأنصاري عن بن عباس وهو بن يسار روى عنه عوف قال آدم حدثنا شيبان عن قتادة عن صاحب لهم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أن ثلاثة دخلوا غارا فدعوا بأفضل أعمالهم فنجوا وقال خليفة حدثنا معتمر سمع أباه عن قتادة حدثنا صاحب لنا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله وقال عمرو بن مرزوق أخبرنا عمران عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله وقال أبو عوانة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه والأول أصح مات قبل الحسن ومات الحسن سنة عشر ومائة. انتهى.


    والحاصل أن حديث عائشة الصحيح وقفه على عروة ، وأن حديث معاذ فيه ضعيفان أحدهما ضعيف جداً ومجهول فلا يصلح للإستشهاد ، وتبقي حديث الشيخ من أهل المدائن الذى بعد النظر فيه....فإن فيه غرابة وتفرد من سيار بن حاتم وجعفر بن سليمان وجهالة للشيخ والإرسال فهذه العلل أيضاً تجعله غير مقبول. فبعد النظر مجدداً الحديث عندى ضعيف.

  3. #23

    افتراضي رد: إِنَّكُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيكُمْ سَكْرَتَانِ

    جزاك الله خيرا.
    وأعتذر لك عن كثرة الجدال والمناقشة.

    يغني عنه حديث:
    أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده [335] فقال:
    حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ: "
    إِنَّكُمْ مُصِيبُونَ، وَمَنْصُورُونَ، وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ". اهـ.
    وتوبع، فأخرج أحمد في مسنده [3791] فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، به إلا أنه زاد: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مِنْ أَدَمٍ فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فقال فذكره وزاد: "
    وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ".
    وأخرج أحمد أيضا [3686] فقال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ سِمَاكٍ، إلا أنه زاد: "
    وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".
    صححه الألباني في في السلسلة الصحيحة [١٣٨٣] وقال: "حسن صحيح"، وقال شعيب الأرنؤوط: "إسناده حسن عندَ من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله مطلقا، وضعيف عندَ من يقول: لم يسمع منه إلا اليسير". اهـ.
    والله أعلم.

  4. #24

    افتراضي رد: إِنَّكُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيكُمْ سَكْرَتَانِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.
    وأعتذر لك عن كثرة الجدال والمناقشة.

    يغني عنه حديث:
    أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده [335] فقال:
    حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ: "
    إِنَّكُمْ مُصِيبُونَ، وَمَنْصُورُونَ، وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ". اهـ.
    وتوبع، فأخرج أحمد في مسنده [3791] فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، به إلا أنه زاد: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مِنْ أَدَمٍ فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فقال فذكره وزاد: "
    وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ".
    وأخرج أحمد أيضا [3686] فقال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ سِمَاكٍ، إلا أنه زاد: "
    وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".
    صححه الألباني في في السلسلة الصحيحة [١٣٨٣] وقال: "حسن صحيح"، وقال شعيب الأرنؤوط: "إسناده حسن عندَ من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله مطلقا، وضعيف عندَ من يقول: لم يسمع منه إلا اليسير". اهـ.
    والله أعلم.
    لا بأس عليك أخي الحبيب عبد الرحمن فنحن نستفيد من نقاشك في النقد والتمحيص....والمو ضوع هو اختلاف منهجية الباحث...وجزاك الله خيرا...وأنا أحبك في الله

  5. #25

    افتراضي رد: إِنَّكُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيكُمْ سَكْرَتَانِ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    لا بأس عليك أخي الحبيب عبد الرحمن فنحن نستفيد من نقاشك في النقد والتمحيص....والمو ضوع هو اختلاف منهجية الباحث...وجزاك الله خيرا...وأنا أحبك في الله
    وجزاك الله خيرا وأحبك الله الذي أحببتني فيه.
    أود أن أضيف ملاحظات أخرى لاحظتها وأرتب ما هو مذكور:
    - أنه قد ورد عند ابن أبي الدنيا في الزهد [533] أو وذم الدنيا [462] يعني الطريق الموصول في متنه نكارة، وهو قوله: "فالتابعون الأولون مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لَهُمْ أَجْرُ الْمُحْسِنِينَ ". اهـ.
    ولعله تحريف، لكن يخشى أن يكون قد أثر هذا التحريف في الإسناد فجعله موصولا؛ فإن ابن أبي الدنيا أخرجه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [30] مرسلًا على الصواب في المتن.
    - أما رواية إسحاق بن راهويه عند أبي الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث [233] موصولا؛ فأتراجع عما قلت من تضعيفها بالراوي عنه وهو محمد بن العباس بن أيوب السلمي؛
    لأن أبا الشيخ الأصبهاني في الطبقات (3/447) قد بين أنه لم يحدث أثناء اختلاطه فقال: "وَكَانَ مِمَّنْ يَتَفَقَّهُ فِي الْحَدِيثِ وَيُعْنَى بِهِ، ثُمَّ خُولِطَ بَعْدَ وَقَطَعَ الْحَدِيثَ" . اهـ.
    قلتُ: وإن كانت الرواية الموصولة فالرواية المرسلة محفوظة أيضًا لعدة أمور:
    - فكما ذكرت الرواية التي عند ابن أبي الدنيا منكرة المتن يخشى تجاوزه إلى الإسناد.
    - أن ابن أبي الدنيا أخرجها بنفس الطريق الصحيح مرسلًا على الصواب من جهة المتن ويبدو أنه قد ضبطها.
    - أن ابن أبي الدنيا لم ينفرد برواية الإرسال بل تابعه أسد السنة ومن الخطأ التعليل بالراوي عنه؛ إذ ينبغي المقارنة الذات بالذات فأسد السنة وإسحاق بن إسماعيل متابعتهما تامة.
    زلأن رواية الراوي عنه متابعته ناقصة وهو محمد بن سعيد بن أبي مريم وعلى أن له متابعته الناقصة مرسلة عند ابن أبي الدنيا من ثقة، فيكون حديثه محفوظا يبلغ الحسن لما ورد عند ابن أبي الدنيا ولا يخفى عليك سيرته الحسنة في طلب العلم.
    - وروايته لغمز سفيان مقبولة؛ ولا يمكن ردها إذ ليس فيها منكر ولا حديث مرفوع، بل هي رواية تعليل.
    - ولا يمكن رده حيث نحتمل كذب كل من روى الأئمة؛ إذ لو احتمل الكذب لكان أولى بعلماء الجرح والتعديل بجرحه حيث كان يحيى بن معين وعلي ابن المديني وأحمد بن حنبل كانوا متوافرين في زمانه.
    - وكان أيضا لما وثقه مسلمة البصري كما لم يوثق ابنه بالإضافة إلى أن رواية ابن وضاح الثقة تنفعه بلا شك، وانظر تحديث ابن وضاح وهو يقول: "ثنا محمد بن سعيد"، يدل على أنه يحدث في مجلس.
    - بالإضافة إلى أن إكثار ابن وضاح في الرواية عنه في كتابه لدلالة على ثقته به حيث روى عنه في أربعين موضعا في كتابه، وذلك مثل شيخ البيهقي وهو أبو نصر بن قتادة أكثر عنه البيهقي.
    - بالإضافة إلى أنه ينظر إن كان الاضطراب قد ورد من سفيان أو ممن دونه فإنه ثبت في رواية الحجازيين والحديث هنا ليس حجازيا بل بصريا وأحاديث البصريين قد تسلك الجادة فيجعله بعض الرواة الموصوفون بالوهم ع من حديث أنس رضي اللَّه عنه وأستبعد أن يكون ذلك من سفيان.
    - أن أحمد بن حنبل رغم مرور ذكره على حديث أسلم لم يخرجه في مسنده؛ لعلة فيه متحققة وإلا فلم لم يخرجه مع سعة المسند واحتوائه لأسانيد كثيرة؟
    - أن بعض المتأخريين لا يذكرونه من مسند أنس رضي الله عنه كالسنامي في نصاب الاحتساب (ص: 207) - بلفظ مغاير - بل مرسلا.
    - أن سعيد بن أبي الحسن ليس له رواية عن أنس رضي الله عنه بحق في الكتب الحديثية التي بيننا مع الاعتبار أن البصريين حيث يكثر فيه الرواة المتوهمون يسلكون الجادة في حديث أنس.
    فنخلص من هذا أن الراجح إرساله ولو لم يكن هناك هذا الغمز لسفيان لكفتنا قاعدة الجرح مقدم على التعديل.
    - أما بشأن أسلم بن عبد الملك البصري فأعيد النظر في ترجمته فأراه فيه ضعفا مع الصلاح لعدة أمور:
    - أنه كما ذكرت لم يرو عنه حديثا مرفوعًا غير سفيان بواسطة حسين الجعفي مع جهالة سفيان بحاله فهذا ليس بتعديل له بل يزيده جهالة.
    ولا يتقوى بالرواة الأخرين الذين لم يرووا عنه حديثا مرفوعا؛ لأن من علامات الثقة أن يكثر من الحديث إذ كونه حديث فرد من مجهول لم يوثق ولم يخرج حتى في صحيح يحدث نظرا في الحديث.
    - وإن من علامات جهالته الشديدة ألا يذكره أحد بجرح ولا تعديل حتى ابن حبان الشهير بملء كتابه الثقات بالكثير من الرواة الذين قلما تجدهم في التراجم الأخرى لشدة جهالتهم.
    - فكانت علامة جهالته أن لا عجب في أن نجد في سيرته أن يعيش حياة الزهد والتخفي.
    فقد أخرج ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل [36] بإسناده عن العلاء بن عبد الجبار قال: ثنا أسلم بن عبد الملك - وكان شيئا عجيبا - قال:
    " صَحِبَ رَجُلٌ رَجُلا شَهْرَيْنِ ، فَلَمْ يَرَهُ نَائِمًا لَيْلا وَلا نَهَارًا ، فَقَالَ : مَالِي لا أَرَاكَ تَنَامُ قَالَ : إِنَّ عَجَائِبَ الْقُرْآنِ أَطَرْنَ نَوْمِي ، مَا أَخْرُجُ مِنْ أُعْجُوبَةٍ إِلا وَقَعْتُ فِي غَيْرِهَا ". اهـ.
    وقوله عنه: "عجيبا"، كأنه موضع استنكار أو شيء يخرج عن حد المألوف.
    وقد يقع عليه قول ابن حبان في ثلاث من الرواة :
    أحدهم قال عنه: "روى عَنْهُ أهل الْبَصْرَة كَانَ مِمَّن يغلب عَلَيْهِ الْعِبَادَة حَتَّى غفل عَن الإتقان فِيمَا يروي فَكثر الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته فَبَطل الأحتاج بِهِ". اهـ.
    وآخر قال عنه: "وَكَانَ من عباد أهل الْبَصْرَة وقرائهم وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ صَالِح النَّاجِي وَكَانَ من أَحْزَن أهل الْبَصْرَة صَوتا وأرقهم قِرَاءَة غلب عَلَيْهِ الْخَيْر وَالصَّلَاح حَتَّى غفل عَن الإتقان فِي الْحِفْظ.
    فَكَانَ يَرْوِي الشَّيْء الَّذِي سَمعه من ثَابت وَالْحسن وَهَؤُلاءِ عَلَى التَّوَهُّم فَيَجْعَلهُ عَن أَنَس عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَظهر فِي رِوَايَته الموضوعات الَّتِي يَرْوِيهَا عَن الْأَثْبَات وَاسْتحق التّرْك عِنْدَ الِاحْتِجَاج". اهـ.
    وآخر قال عنه - بل ويعد قوله هذا يتناسب مع حال أسلم - قال:
    " من عباد أهل الجزيرة وقرائهم مِمَّن غلب عَلَيْهِ الصّلاح حَتَّى غفل عَن الإتقان فَكَانَ يحدث على التَّوَهُّم فيرفع الْمَنَاكِير فِي أخباره والمقلوبات فِيمَا يرْوى عَن الثِّقَات حَتَّى لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ.
    وَإِن اعْتبر بِمَا وَافق الثِّقَات من الْأَحَادِيث مُعْتَبر فَلم أر بذلك بَأْسا من غير أَن يحكم لَهُ أَو عَلَيْهِ فيجرح الْعدْل بروايته أَو يعدل الْمَجْرُوح بموافقته". اهـ.
    قلتُ: يلاحظ في الثلاثة الذين تكلم فيهم ابن حبان أنهم بصريون وأسلم بصري أيضًا وذلك يكثر في بعض الرواة البصريين كما ذكرت حيث الرواة المتوهمون يسلكون الجادة في حديث أنس وكان أنس رضي الله عنه بالبصرة كم هو معلوم.
    قلتُ: ولذلك نبهت على قوله: "شهرين"، حيث الغياب عن مذاكرة الحديث لمدة طويلة قد يؤثر في ضبط مروياته.
    قلتُ: ويضعف حديثه أيضًا حيث لم يوافقه أحد.
    فعلى هذا يكون حديثه:
    - إما أن يكون منكرا لاضطرابه.
    - وإما أن يكون مرسلا فضعيف جدا.
    والله أعلم.
    وأود أن أعتذر أني لم أنتبه أني خلطت في اسمه بين سالم وأسلم والصواب: أسلم كما هو مذكور في الإسناد.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •