رد المتوكل بن الأفطس على رسالة الفونسو
لما فسدت أحوال ملوك الطوائف فى الأندلس كل منهم يتربص بصاحبه الدوائر؛ فقد وصل بهم حال الضعف والتفكك إلى دفع الجزية لملك قشتالة الفونسو السادس إلا واحداً منهم رفض وأنكر ذلك كان هو (المتوكل عمر بن الأفطس) صاحب بطليوس فقد كان فارسا لا يشق له غبار ٠
أرسل إليه الفونسو السادس ملك قشتالة يطلب منه دفع الجزية كغيره من ملوك الطوائف فأبى ورد عليه بقوله (ليس بيننا وبينك إلا السيوف تشهد بحدها رقاب قومك؛؛ وبالله تعالى وملائكته المسومين نتقوى عليك ونستعين؛؛ ليس لنا سوى الله مطلب؛؛ ولا لنا لغيره مهرب؛؛ ولا تتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين : نصر من الله عليكم ويالها من نعمة ومنة؛؛ أو شهادة فى سبيل الله ويالها من جنة؛؛ وفى الله العوض مما به هددت؛؛ وفرج يفرج بما نددت ويقطع بما أعددت) ٠٠ فلما وصل كتابه إلى الفونسو توجه بجنده فى عام (١٠٨٣م) إلى بطليوس التى صمدت فى وجهه واعتصمت بأسوارها المنيعة وفى المساء يخرج جند بطليوس ليغيروا على أطراف معسكر الصليبيين؛ فلما رأى الفونسو ذلك علم أنه ليس كغيره من ملوك الطوائف فخاف أن يتأسى ملوك الطوائف الأخرين به فغفل راجعا إلى قشتالة؛؛ فظل المتوكل عمر بن الأفطس هو الوحيد الذي لم يدفع الجزية للأعداء الصليبيين ولم يكتفي بهذا فقد كان أول من أخذ زمام المبادرة فى الدفاع عن حصن الإسلام فى الأندلس (مدينة طليطلة) فقد أرسل إليها كتيبة عسكرية مدججة بالسلاح بقيادة إبنه (الفضل بن المتوكل) مكونة من (٥٠٠ فارس) وأخذوا يشنون حرب عصابات منظمة على معسكر الأعداء إلا أن المدينة لم تصمد بسبب الخيانة والتخاذل؛ إلا أن المتوكل بذل وسعه فى الجهاد ولم يقصر ٠
ولما نزل يوسف بن تاشفين أرض الأندلس إختار جواره لما تمتع به من الشجاعة والنخوة؛؛ وفى هذا يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مبيناً فضل التوكل وإعداد القوة (والله ما تجرأ الظالم على المظلوم إذا رأى السلاح بجانبه والفرس فى مربطه) فلما وضعنا السلاح واستكنا سيق أهلنا فى الأندلس إلى الموت وغرف التعذيب زرافات ووحدانا ٠٠٠٠
٠٠٠٠٠٠ ولا غالب إلا الله ٠٠٠٠٠٠
المصدر :
البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ٠