تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 19 من 31 الأولىالأولى ... 91011121314151617181920212223242526272829 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 361 إلى 380 من 604

الموضوع: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

  1. #361
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (361)
    (
    سُوُرَة الفرقان)
    مَكيَّة



    12 - إذا عاينَتِ النارُ الكفارَ وهم يساقون إليها من مكان بعيد سمعوا لها غليانًا شديدًا، وصوتًا مزعجًا من شدة غضبها عليهم.
    13 - وإذا رُمِي هؤلاء الكفار في جهنم في مكان ضيق منها مقرونة أيديهم إلى أعناقهم بالسلاسل دعوا على أنفسهم بالهلاك؛ رجاء الخلاص منها.
    14 - لا تدعوا -أيها الكفار- اليوم هلاكًا واحدًا، وادعوا هلاكًا كثيرًا، لكن لن تجابوا إلى ما تطلبون، بل ستبقون في العذاب الأليم خالدين.
    15 - قل لهم -أيها الرسول-: أذلك المذكور من العذاب الَّذي وُصِف لكم خير أم جنة الخلد التي يدوم نعيمها، ولا ينقطع أبدًا؟ وهي التي وعد الله المتقين من عباده المؤمنين أن تكون لهم ثوابًا، ومرجعًا يرجعون إليه يوم القيامة.
    16 - لهم في هذه الجنّة ما يشاؤون من النعيم، كان ذلك على الله وعدًا، يسأله إياه عباده المتقون، ووعد الله متحقق، فهو لا يخلف الميعاد.
    17 - ويوم يحشر الله المشركين المكذبين، ويحشر ما يعبدونه من دون الله، فيقول للمعبودين تقريعًا لعابديهم: أأنتم أضللتم عبادي بأمركم لهم أن يعبدوكم، أم هم ضلوا من تلقاء أنفسهم؟!
    18 - قال المعبودون: تنزهت ربنا أن يكون لك شريك، ما يليق بنا أن نتخذ من دونك أولياء نتولاهم، فكيف ندعو عبادك أن يعبدونا من دونك؟! ولكن متعت هؤلاء المشركين بملذات الدنيا، ومتعت آباءهم من قبلهم استدراجًا لهم حتَّى نسوا ذكرك، فعبدوا معك غيرك، وكانوا قومًا هلكى بسبب شقائهم.
    19 - فقد كذبكم -أيها المشركون- من عبدتموهم من دون الله فيما تدّعونه عليهم، فما تستطيعون دفع العذاب عن أنفسكم ولا نصرها لعجزكم، ومن يظلم منكم -أيها المؤمنون- بالشرك بالله نذقه عذابًا عظيمًا مثل ما أذقناه من ذُكِر.
    ولما استنكر المشركون أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ردّ الله عليهم بقوله:

    20 - وما بعثنا قبلك -أيها الرسول- من المرسلين إلا بشرًا كانوا يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق، فلست بِدْعًا من الرسل في ذلك، وجعلنا بعضكم -أيها الناس- لبعض اختبارًا في الغنى والفقر والصحة والمرض بسبب هذا الاختلاف، أتصبرون على ما ابتليتم به فيثيبكم الله على صبركم؟! وكان ربك بصيرًا بمن يصبر ومن لا يصبر، وبمن يطيعه ومن يعصيه.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الجمع بين الترهيب من عذاب الله والترغيب في ثوابه.
    • متع الدنيا مُنْسِية لذكر الله.
    • بشرية الرسل نعمة من الله للناس لسهولة التعامل معهم.
    • تفاوت الناس في النعم والنقم اختبار إلهي لعباده.







  2. #362
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (362)
    (
    سُوُرَة الفرقان)
    مَكيَّة



    21 - وقال الكافرون الذين لا يؤمِّلون لقاءنا، ولا يخشون عذابنا: هلَّا أنزل الله علينا الملائكة، فتخبرنا عن صدق محمد، أو نشاهد ربنا عيانًا، فيخبرنا بذل؟ لقد عظم الكِبْر في نفوس هؤلاء حتَّى منعهم من الإيمان، وتجاوزوا بقولهم هذا الحد في الكفر والطغيان.
    22 - يوم يعاين الكافرون الملائكةَ عند موتهم، وفي البرزخ، وعند بعثهم، وحين يُساقون للحساب، وحين يدخلون في النار -لا بشارة لهم في تلك المواقف، بخلاف المؤمنين، وتقول لهم الملائكة: حرامًا محرَّمًا عليكم البشرى من الله.
    23 - وعمدنا إلى ما عمله الكفار في الدنيا من عمل البر والخير فصيرناه في بطلانه وعدم نفعه بسبب كفرهم مثل الغبار المفرق يراه الناظر في شعاع الشمس الداخل من النافذة.
    24 - المؤمنون أصحاب الجنّة في ذلك اليوم أفضل مقامًا، وأحسن مكان راحة وقت قائلتهم في الدنيا من هؤلاء الكفار؛ ذلك لإيمانهم بالله وعملهم الصالح.
    25 - واذكر -أيها الرسول- يوم تتشقق السماء عن سحب بيضاء رفيقة، ونُزِّل الملائكة الى أرض المحشر تنزيلًا كثيرًا لكثرتهم.
    26 - المُلْك الَّذي هو المُلْك الحق الثابت يوم القيامة للرحمن سبحانه، وكان ذلك اليوم على الكفار صعبًا بخلاف المؤمنين فإنه سهل عليهم.
    27 - واذكر -أيها الرسول- يوم يَعَضُّ الظالم بسبب ترك اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - على يديه من شدة الندم قائلًا: يا ليتني اتبعت الرسول فيما جاء به من عند ربه، واتخذت معه طريقًا إلى النجاة.
    28 - ويقول من شدة الأسف داعيًا على نفس بالويل: يا ويلي ليتني لم اتخذ الكافر فلانًا صديقًا.
    29 - لقد أضلني هذا الصديق الكافر عن القرآن بعد أن بلغني عن طريق الرسول، وكان الشيطان للإنسان كثير الخذلان، إذا نزل به كرب تبرّأ منه.
    30 - وقال الرسول في ذلك اليوم شاكيًا حال قومه: يا رب، إن قومي الذين بعثتني إليهم تركوا هذا القرآن وأعرضوا عنه.
    31 - ومثل ما لاقيت -أيها الرسول- من قومك من الإيذاء والصد عن سبيلك جعلنا لكل نبي من الأنبياء من قبلك عدوا من مجرمي قومه، وكفى بربك هاديًا يهدي إلى الحق، وكفى به نصيرًا ينصرك على عدوك.
    32 - وقال الذين كفروا بالله: هلَّا نُزِّل على الرسول هذا القرآن دفعة واحدة، ولم يُنَزَّل عليه مفرقًا، نزّلنا القرآن كذلك مفرقًا لتثبيت قلبك -أيها الرسول- بنزوله مرة بعد مرة، وأنزلناه شيئًا بعد شيء لتسهيل فهمه وحفظه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الكفر مانع من قبول الأعمال الصالحة.
    • خطر قرناء السوء.
    • ضرر هجر القرآن.
    • من حِكَمِ تنزيل القرآن مُفَرَّقًا طمأنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتيسير فهمه وحفظه والعمل به.







  3. #363
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (363)
    (
    سُوُرَة الفرقان)
    مَكيَّة



    33 - ولا يأتيك -أيها الرسول- المشركون بمَثَلٍ مما يقترحونه إلا جئناك بالجواب الحق الثابت عليه، وجئناك بما هو أحسن بيانًا.
    34 - الذين يُسَاقون يوم القيامة مسحوبين على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانًا؛ لأن مكانهم جهنم، وأبعد طريقًا عن الحق؛ لأن طريقهم طريق الكفر والضلال.
    35 - ولقد أعطينا موسى التوراة، وصَيَّرنا معه أخاه هارون رسولًا ليكون له معينًا.
    36 - فقلنا لهما: اذهبا إلى فرعون وقومه الذين كذبوا بآياتنا. فامتَثَلا أمرنا، وذهبا إليهم فدَعَوَاهم إلى توحيد الله، فكذبوهما فأهلكناهم إهلاكًا شديدًا.
    37 - وقوم نوح لما كذبوا الرسل بتكذيبهم نوحًا عليه السلام أهلكناهم بالغرق في البحر، وصيَّرنا إهلاكهم دلالة على قدرتنا على استئصال الظالمين، وأعددنا للظالمين يوم القيامة عذابًا موجعًا.
    38 - وأهلكنا عادًا قوم هود، وثمود قوم صالح، وأهلكنا أصحاب البئر، وأهلكنا أممًا كثيرة بين هؤلاء الثلاث.
    39 - وكل من هؤلاء المُهْلَكين وصفنا له إهلاك الأمم السابقة وأسبابه ليتعظوا، وكلًّا أهلكناه إهلاكًا شديدًا لكفرهم وعنادهم.
    40 - ولقد أتى المكذبون من قومك -في ذهابهم إلى الشام- إلى قرية قوم لوط التي أُمْطِرت بالحجارة؛ عقابًا لها على فعل الفاحشة ليعتبروا، أَفَعَمُوا عن هذه القرية فلم يكونوا يشاهدونها؟ لا، بل كانوا لا يتوقعون بعثًا يحاسبون بعده.
    41 - وإذا قابلك -أيها الرسول- هؤلاء المكذبون سخروا منك قائلين على سبيل الاستهزاء والإنكار: أهذا الَّذي بعثه الله رسولًا إلينا؟!
    42 - لقد أوشك أن يصرفنا عن عبادة آلهتنا، لولا أن صبرنا على عبادتها لَصَرَفَنا عنها بحججه وبراهينه، وسوف يعلمون حين يعاينون العذاب في قبورهم ويوم القيامة مَن أضَلُّ طريقًا أَهُمْ أم هو؟ وسيعلمون أيهم الأضلّ.
    43 - أرأيت -أيها الرسول- من جعل مِنْ هواه إلهًا فأطاعه، أفأنت تكون عليه حفيظًا ترده إلى الإيمان، وتمنعه من الكفر؟!

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الكفر بالله والتكذيب بآياته سبب إهلاك الأمم.
    • غياب الإيمان بالبعث سبب عدم الاتعاظ.
    • السخرية بأهل الحق شأن الكافرين.
    • خطر اتباع الهوى.







  4. #364
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (364)
    (
    سُوُرَة الفرقان)
    مَكيَّة



    44 - بل أتحسب -أيها الرسول- أن أكثر الذين تدعوهم إلى توحيد الله وطاعته يسمعون سماع قبول أو يعقلون الحجج والبراهين؟! ليسوا إلا مثل الأنعام في السماع والتعقل والفهم، بل هم أضل طريقًا من الأنعام.
    45 - ألم تر -أيها الرسول- إلى آثار خلق الله حين بسط الظل على وجه الأرض , ولو شاء أن يجعله ساكنًا لا يتحرك لجعله كذلك، ثم صيَّرنا الشمس دلالة عليه، يطول بها ويقصر.
    46 - ثم قبضنا الظل بالنقص يتدرج شيئًا فشيئًا قبضًا قليلًا حسب ارتفاع الشمس.
    47 - والله هو الَّذي صيَّر لكم الليل بمنزلة لباس يستركم، ويستر الأشياء، وهو الَّذي صيَّر لكم النوم راحة تستريحون به من أشغالكم، وهو الَّذي صيَّر لكم النهار وقتًا تنطلقون فيه إلى أعمالكم.
    48 - وهو الذي بعث الرياح مبشرة بنزول المطر الذي هو من رحمته بعباده، وأنزلنا من السماء ماء المطر طاهرًا يتطهرون به.
    49 - لنحيي بذلك الماء النازل أرضًا قاحلة لا نبات فيها بإنباتها بأنواع النبات وبث الخضرة فيها، ولنسقي بذلك الماء مما خلقنا أنعامًا وبشرًا كثيرًا.
    50 - ولقد بيَّنا ونوّعنا في القرآن الحجج والبراهين ليعتبروا بها، فأبى معظم الناس إلا كفورًا بالحق وتنكرًا له.
    51 - ولو شئنا لبعثنا في كل قرية رسولًا ينذرهم ويخوفهم من عقاب الله، لكنا لم نشأ ذلك، وإنما بعثنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رسولًا إلى جميع الناس.
    52 - فلا تطع الكفار فيما يطالبونك به من مداهنتهم، وفيما يقدمونه من اقتراحات، وجاهدهم بهذا القرآن المُنَزَّل عليك جهادًا عظيمًا بالصبر على أذاهم وتحمل المشاق في دعوتهم إلى الله.
    53 - والله سبحانه هو الَّذي خلط ماء البحرين، خلط العذب منهما بالمالح، وصيّر بينهما حاجزًا وسترًا ساترًا يمنعهما من التمازُج.
    54 - وهو الَّذي خلق من مني الرجل والمرأة بشرًا، ومَن خلَق البشر أنشأ علاقة القرابة وعلاقة المُصَاهرة، وكان ربك -أيها الرسول- قديرًا لا يعجزه شيء، ومن قدرته خلق الإنسان من مني الذكر والمرأة.
    55 - ويعبد الكفار من دون الله أصنامًا لا تنفعهم إن أطاعوها، ولا تضرهم إن عصوها، وكان الكافر تابعًا للشيطان على ما يسخط الله سبحانه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • انحطاط الكافر إلى مستوى دون مستوى الحيوان بسبب كفره بالله.
    • ظاهرة الظل آية من آيات الله الدالة على قدرته.
    • تنويع الحجج والبراهين أسلوب تربوي ناجح.
    • الدعوة بالقرآن من صور الجهاد في سبيل الله.







  5. #365
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (365)
    (
    سُوُرَة الفرقان)
    مَكيَّة





    56 - وما أرسلناك -أيها الرسول- إلا مبشرًا من أطاع الله بالإيمان والعمل الصالح، ومنذرًا من عصاه بالكفر والعصيان.
    57 - قل -أيها الرسول-: لا أسألكم على تبليغ الرسالة من أجر إلا من شاء منكم أن يتخذ طريقًا إلى مرضاة الله بالإنفاق فليفعل.
    58 - وتوكل -أيها الرسول- في جميع أمورك على الله الحي الباقي الَّذي لا يموت أبدًا، ونزّهه مثنيًا عليه سبحانه، وكفى به بذنوب عباده خبيرًا لا يخفى عليه منها شيء، وسيجازيهم عليها.
    59 - الَّذي خلق السماوات وخلق الأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم علا وارتفع على العرش علوًّا يليق بجلاله، وهو الرحمن، فاسأل -أيها الرسول- به خبيرًا، وهو الله الَّذي يعلم كل شيء، لا يخفى عليه شيء.
    60 - وإذا قيل للكفار: اسجدوا للرحمن، قالوا: لا نسجد للرحمن، وما الرحمن؟ لا نعرفه ولا نقرّ به، أنسجد لما تأمرنا بالسجود له ونحن لا نعرفه؟! وزادهم أمره لهم بالسجود له بُعْدًا عن الإيمان بالله.
    61 - تبارك الَّذي جعل في السماء منازل للكواكب والنجوم السيارة، وجعل في السماء شمسًا تشعّ النور، وجعل فيها قمرًا ينير الأرض بما يعكسه من ضوء الشمس.
    62 - والله هو الَّذي صيَّر الليل والنهار متعاقبين يعقب أحدهما الآخر ويخلفه، لمن أراد أن يعتبر بآيات الله فيهتدي، أو أراد شكر الله على نعمه.
    ولما ذكر الله في هذه السورة الكفار المعرضين عن الإيمان بالله وطاعته، ذكر صفات عباده الصالحين المقبلين على طاعته فقال:

    63 - وعباد الرحمن المؤمنون الذين يمشون على الأرض بوقار متواضعين، وإذا خاطبهم الجهال لم يقابلوهم بالمثل، بل يقولون لهم معروفًا لا يجهلون فيه عليهم.
    64 - والذين يبيتون لربهم سجدًا على جباههم، وقيامًا على أقدامهم يصلُّون لله.
    65 - والذين يقولون في دعائهم لربهم: ربنا، أبعد عنا عذاب جهنم، إن عذاب جهنم كان دائمًا ملازمًا لمن مات كافرًا.
    66 - إنها ساءت مكان استقرار لمن استقرّ فيها، وساءت مقامًا لمن يقيم فيها.
    67 - والذين إذا بذلوا أموالهم لم يَصِلُوا في بذلهم لها إلى حد التبذير، ولم يضيقوا في بذلها على من تجب عليهم نفقته من أنفسهم أو غيرها، وكان إنفاقهم بين التبذير والتقتير عدلًا وسطًا.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الداعي إلى الله لا يطلب الجزاء من الناس.
    • ثبوت صفة الاستواء لله بما يليق به سبحانه وتعالى.
    • أن الرحمن اسم من أسماء الله لا يشاركه فيه أحد قط، دال على صفة من صفاته وهي الرحمة.
    • إعانة العبد بتعاقب الليل والنهار على تدارُكِ ما فاتَهُ من الطاعة في أحدهما.
    • من صفات عباد الرحمن التواضع والحلم، وطاعة الله عند غفلة الناس، والخوف من الله، والتزام التوسط في الإنفاق وفي غيره من الأمور.







  6. #366
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (366)
    (
    سُوُرَة الفرقان)
    مَكيَّة



    68 - والذين لا يدعون مع الله سبحانه معبودًا آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بما أذن الله به من قتل القاتل أو المرتد أو الزاني المحصن، ولا يزنون، ومن يفعل هذه الكبائر يَلْقَ يوم القيامة عقوبةَ ما ارتكبه من الإثم.
    69 - يضاعف له العذاب يوم القيامة، ويخلد في العذاب ذليلًا حقيرًا.
    70 - لكن من تاب إلى الله وآمن، وعمل عملًا صالحًا يدل على صدق توبته، فأولئك يبدل الله ما عملوه من السيئات حسنات، وكان الله غفورًا لذنوب من تاب من عباده، رحيمًا بهم.
    71 - ومن تاب إلى الله، وبَرْهَن على صدق توبته بفعل الطاعات وترك المعاصي فإن توبته توبة مقبولة.
    72 - والذين لا يحضرون الباطل؛ كمواطن المعاصي والملاهي المحرمة، وإذا مَرُّوا باللغو من ساقط الأقوال والأفعال مَرُّوا مرورًا عابرًا، مُكْرِمين أنفسهم بتنزيهها عن مخالطته.
    73 - والذين إذا ذُكروا بآيات الله المسموعة والمشهودة لم يصموا آذانهم عن الآيات المسموعة، ولم يعموا عن الآيات المشهودة.
    74 - والذين يقولون في دعائهم لربهم: ربنا، أعطنا من أزواجنا، ومن أولادنا من يكون قرة عين لنا لتقواه واستقامته على الحق، وصَيِّرنا للمتقين أئمة في الحق يُقْتَدى بنا.
    75 - أولئك المتصفون بتلك الصفات يجزون الغرفات العالية في الفردوس الأعلى من الجنّة بسبب صبرهم على طاعة الله، ويُلَقَّون فيها من الملائكة بالتحية والسلام، ويَسْلَمُون فيها من الآفات.
    76 - ماكثين فيها أبدًا، حسنت مكان استقرار يستقرون فيه، ومكان مقام يقيمون فيه.
    77 - قل -أيها الرسول- للكفار المُصِرِّين على كفرهم: ما يبالي بكم ربي لنفع يعود إليه من طاعتكم، لولا أنَّ له عبادًا يدعونه دعاء عبادة ودعاء مسألة لما بالى بكم، فقد كذبتم الرسول فيما جاءكم به من ربكم، فسوف يكون جزاء التكذيب ملازمًا لكم.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • من صفات عباد الرحمن: البعد عن الشرك، وتجنُّب قتل الأنفس بغير حق، والبعد عن الزنى، والبعد عن الباطل، والاعتبار بآيات الله، والدعاء.
    • التوبة النصوح تقتضي ترك المعصية وفعل الطاعة.
    • الصبر سبب في دخول الفردوس الأعلى من الجنّة.
    • غنى الله عن إيمان الكفار.







  7. #367
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (367)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة



    سورة الشعراء
    مكية


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    مواجهة المُصِرِّين على التكذيب بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، الطاعنين برسالته، وتوهينُ شأنهم.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {طسم} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.
    2 - تلك آيات القرآن المبين للحق من الباطل.
    3 - لعلك -أيها الرسول- لحرصك على هدايتهم قاتل نفسك حزنًا وحرصًا على هدايتهم.
    4 - إنْ نشَأ إنزال آية عليهم من السماء أنزلناها عليهم، فتظل أعناقهم خاضعة لها ذليلة، لكنا لم نشأ ذلك ابتلاء لهم: هل يؤمنون بالغيب؟
    5 - وما يجيء هؤلاء المشركين من تذكير مُحْدَث إنزاله من الرحمن بحججه الدالة على توحيده وصدق نبيه إلا أعرضوا عن سماعه والتصديق به.
    6 - فقد كذبوا بما جاءهم به رسولهم، فسيأتيهم تحقيق أنباء ما كانوا به يسخرون، ويحل عليهم العذاب.
    7 - أبقي هؤلاء مُصِرِّين على كفرهم فلم ينظروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل نوع من أنواع النبات حسن المنظر كثير المنافع؟!
    8 - إن في إنبات الأرض بأنواع مختلفة من النبات لدلالة واضحة على قدرة من أنبتها على إحياء الموتى، وما كان معظمهم مؤمنين.
    9 - وإن ربك -أيها الرسول- لهو الغالب الَّذي لا يغلبه أحد، الرحيم بعباده.
    10 - واذكر -أيها الرسول- حين نادى ربك موسى آمرًا إياه أن يأتي القوم الظالمين بكفرهم بالله واستعباد قوم موسى.
    11 - وهم قوم فرعون، فيأمرهم برفق ولين بتقوى الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
    12 - قال موسى عليه السلام: إني أخاف أن يكذبوني فيما أبلغهم به عنك.
    13 - ويضيق صدري لتكذيبهم إياي، وينحبس لساني عن الكلام، فأرسل جبريل عليه السلام إلى أخي هارون ليكون معينًا لي.
    14 - ولهم علي ذنب بسبب قتلي القِبْطِي فأخاف أن يقتلوني.
    15 - قال الله لموسى عليه السلام: كلا، لن يقتلوك، فاذهب أنت وأخوك هارون بآياتنا الدالة على صدقكما، فإنا معكما بالنصو والتأييد مستمعون لما تقولون ولما يقال لكم، يفوتنا من ذلك شيء.
    16 - فَأتِيَا فرعون، فقولا له: إنا رسولان إليك من رب المخلوقات كلها.
    17 - أن ابعث معنا بني إسرائيل.
    18 - قال فرعون لموسى عليه السلام: ألم نربّك لدينا صغيرًا، ومكثت فينا من عمرك سنين، فما الَّذي دعاك إلى ادعاء النبوة؟
    19 - وفعلت أمرًا عظيمًا حين قتلت القِبْطِي انتصارًا لرجل من قومك، وأنت من الجاحدين لنعمي عليك.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • حرص الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هداية الناس.
    • إثبات صفة العزة والرحمة لله.
    • أهمية سعة الصدر والفصاحة للداعية.
    • دعوات الأنبياء تحرير من العبودية لغير الله.
    • احتج فرعون على رسالة موسى بوقوع القتل منه عليه السلام فأقر موسى بالفعلة، مما يشعر بأنها ليست حجة لفرعون بالتكذيب.







  8. #368
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (368)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة






    20 - قال موسى عليه السلام لفرعون معترفًا: قتلت ذلك الرجل وأنا من الجاهلين قبل أن يأتيني الوحي.
    21 - فهربت منكم بعد قتله إلى قرية مَدْيَن لما خفت من قتلكم إياي به، فأعطاني ربي علمًا، وصيرني من رسله الذين يرسلهم إلى الناس.
    22 - وتربيتك إياي من غير أن تستعبدني مع استعبادك بني إسرائيل نعمة تمنّ بها على بحق، لكن ذلك لا يمنعني من دعوتك.
    23 - قال فرعون لموسى عليه السلام: وما رب المخلوقات الَّذي زعمت أنك رسوله؟!
    24 - قال موسى مجيبًا فرعون: رب المخلوقات هو رب السماوات ورب الأرض، ورب ما بينهما إن كنتم موقنين أنَّه ربهم فاعبدوه وحده.
    25 - قال فرعون لمن حوله من سادة قومه: ألا تستمعون إلى جواب موسى، وما فيه من زعم كاذب!
    26 - قال لهم موسى: الله ربكم ورب آبائكم السابقين.
    27 - قال فرعون: إن الَّذي يزعم أنَّه رسول إليكم لمجنون لا يعي كيف يجيب، ويقول ما لا يعقل.
    28 - قال موسى: الله الَّذي أدعوكم إليه هو رب المشرق، ورب المغرب، ورب ما بينهما إن كانت لكم عقول تعقلون بها.
    29 - قال فرعون لموسى بعد عجزه عن مُحَاجَّته: لئن عبدت معبودًا غيري لأصيّرنك من المسجونين.
    30 - قال موسى عليه السلام لفرعون: أتصيرني من المسجونين حتَّى لو جئتك بما يبين صدقي فيما جئتك به من عند الله؟
    31 - قال: فأت بما ذكرت أنَّه يدل على صدقك إن كنت من الصادقين فيما تدّعيه.
    32 - فرمى موسى عصاه في الأرض فانقلبت فجأة ثعبانًا واضحًا للعيان.
    33 - وأدخل يده في جيبه غير بيضاء، فأخرجها بيضاء بياضًا نورانيًّا لا بياض بَرَص، يشاهده الناظرون كذلك.
    34 - قال فرعون لسادة قومه من حوله: إن هذا الرجل لساحر عليم بالسحر.
    35 - يريد بسحره أن يخرجكم من أرضكم، فما رأيكم فيما نتخذه فيه؟
    36 - قالوا له: أَخِّرْه وأخِّرْ أخاه، ولا تبادر بعقوبتهما، وأرسل في مدائن مصر من يجمعون السحرة.
    37 - يأتوك بكل سحَّار عليم بالسحر.
    38 - فجمع فرعون سحرته لمباراة موسى في مكان وزمان محددين.
    39 - وقيل للناس: هل أنتم مجتمعون لتروا الغالب أهو موسى أم السحرة؟

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • أخطاء الداعية السابقة والنعم التي عليه لا تعني عدم دعوته لمن أخطأ بحقه أو أنعم عليه.
    • اتخاذ الأسباب للحماية من العدو لا ينافي الإيمان والتوكل على الله.
    • دلالة مخلوقات الله على ربوبيته ووحدانيته.
    • ضعف الحجة سبب من أسباب ممارسة العنف.
    • إثارة العامة ضد أهل الدين أسلوب الطغاة.







  9. #369
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (369)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة



    40 - رجاء أن نتبع السحرة في دينهم إن كانت الغلبة لهم على موسى.
    41 - فلما جاء السحرة إلى فرعون ليغالبوا موسى قالوا له: هل لنا جزاء مادي أو معنوي إن كانت الغلبة لنا على موسى؟
    42 - قال لهم فرعون: نعم لكم جزاء، وإنكم في حال فوزكم عليه لمن المقربين عندي بإعطائكم المناصب الرفيعة.
    43 - قال لهم موسى واثقًا بنصر الله ومبينًا أن ما عنده ليس سحرًا: ألقوا ما أنتم مُلْقُوه من حبالكم وعصيكم.
    44 - فألقوا حبالهم وعصيهم، وقالوا عند إلقائها: بعظمة فرعون إنا لنحن الغالبون، وموسى هو المغلوب.
    45 - فألقى موسى عصاه فانقلبت حية، فإذا هي تبتلع ما يُمَوِّهون به على الناس من السحر.
    46 - فلما أبصر السحرة عصا موسى تبتلع ما ألقوه من سحرهم سقطوا ساجدين.
    47 - قالوا: آمنا برب المخلوقات كلها.
    48 - رب موسى ورب هارون عليه السلام.
    49 - قال فرعون منكرًا على السحرة إيمانهم: أآمنتم بموسى قبل أن آذن لكم بذلك؟! إن موسى لهو كبيركم الَّذي علمكم السحر، وقد تآمرتم جميعًا على إخراج أهل مصر منها، فلسوف تعلمون ما أوقعه بكم من عقاب، فلأقطعنّ رجْل كل واحد ويده مخالفًا بينهما بقطع الرجل اليمنى مع اليد اليسرى أو العكس، ولأصلبنكم أجمعين على جذوع النخل، لا أستبقي منكم أحدًا.
    50 - قال السحرة لفرعون: لا ضرر فيما تهددنا به من القطع والصلب في الدنيا، فعذابك يزول، ونحن إلى ربنا منقلبون، وسيدخلنا في رحمته الدائمة.
    51 - إنا نرجو أن يمحو الله عنا خطايانا السابقة التي ارتكبناها لأجل أن كنا أول من آمن بموسى وصدَّق به.
    52 - وأوحينا إلى موسى آمرين إياه أن يسري ببني إسرائيل ليلًا، فإن فرعون ومن معه متبعوهم ليردوهم.
    53 - فبعث فرعون بعض جنوده في المدائن جامعين يجمعون الجيوش ليردوا بني إسرائيل لما علم بمسيرهم من مصر.
    54 - قال فرعون مقللًا من شأن بني إسرائيل: إن هؤلاء لطائفة قليلة.
    55 - وإنهم لفاعلون ما يغيظنا عليهم.
    56 - وإنا لمستعدون لهم متيقظون.
    57 - فأخرجنا فرعون وقومه من أرض مصر ذات الحدائق الغناء، والعيون الجارية بالماء.
    58 - وذات خزائن المال، والمساكن الحسنة.
    59 - وكما أخرجنا فرعون وقومه من هذه النعم صيرنا جنس هذه النعم من بعدهم لبني إسرائيل في بلاد الشام.
    60 - فسار فرعون وقومه في إثر بني إسرائيل في وقت شروق الشمس.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • العلاقة بين أهل الباطل هي المصالح المادية.
    • ثقة موسى بالنصر على السحرة تصديقًا لوعد ربه.
    • إيمان السحرة برهان على أن الله هو مُصَرِّف القلوب يصرفها كيف يشاء.
    • الطغيان والظلم من أسباب زوال الملك.







  10. #370
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (370)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة





    61 - فلما تقابل فرعون وقومه مع موسى وقومه بحيث صار يرى كل فريق الفريق الآخر، قال أصحاب موسى: إن فرعون وقومه سيلحقوننا، ولا قِبَل لنا بهم.
    62 - قال موسى لقومه: ليس الأمر كما تصورتم، فإن معي ربي بالتأييد والنصر، سيرشدني ويدلني إلى طريق النجاة.
    63 - فأوحينا إلى موسى آمرين إياه أن يضرب البحر بعصاه، فضربه بها، فانشقّ البحر وتحوّل إلى اثني عشر مَسْلكًا بعدد قبائل بني إسرائيل، فكانت كل قطعة منشقة من البحر مثل الجبل العظيم في العِظَم والثبات بحيث لا يسيل منها ماء.
    64 - وقربنا فرعون وقومه حتَّى دخلوا البحر ظانين أن الطريق سالك.
    65 - وأنقذنا موسى ومن معه من بني إسرائيل، فلم يهلك منهم أحد.
    66 - ثم أهلكنا فرعون وقومه بالغرق في البحر.
    67 - إن في انفلاق البحر لموسى ونجاته وهلاك فرعون وقومه لآية دالة على صدق موسى، وما كان أكثرُ مَنْ مَعَ فرعون بمؤمنين.
    68 - وإن ربك -أيها الرسول- لهو العزيز الَّذي ينتقم من أعدائه، الرحيم بمن تاب منهم.
    69 - واتلُ عليهم -أيها الرسول- قصة إبراهيم.
    70 - حين قال لأبيه آزر وقومه: ما الَّذي تعبدونه من دون الله؟
    71 - قال له قومه: نعبد أصنامًا فنظلّ مقيمين على عبادتها ملازمين لها.
    72 - قال لهم إبراهيم: هل تسمع الأصنام دعاءكم حين تدعونهم؟
    73 - أو ينفعونكم إن أطعتموهم، أو يضرونكم إن عصيتموهم؟
    74 - قالوا: لا يسمعوننا إذا دعوناهم، ولا ينفعوننا إن أطعناهم، ولا يضروننا إن عصيناهم، بل الحاصل أنا وجدنا آباءنا يفعلون ذلك، فنحن نقلدهم.
    75 - قال إبراهيم: أتأملتم فرأيتم ما كنتم تعبدون من الأصنام من دون الله.
    76 - وما كان يعبده آباؤكم الأولون.
    77 - فإنهم كلهم أعداء لي؛ لأنهم باطل إلا الله رب المخلوقات كلها.
    78 - الَّذي خلقني، فهو يرشدني إلى خيري الدنيا والآخرة.
    79 - والذي هو وحده يطعمني إذا جعت، ويسقيني إذا عطشت.
    80 - وإذا مرضت فهو وحده الَّذي يشفيني من المرض لا شافي لي غيره.
    81 - والذي هو وحده يتوفاني إذا انقضى أجلي، ويحييني بعد موتي.
    82 - والذي أرجوه وحده أن يغفر لي خطيئتي يوم الجزاء.
    83 - قال إبراهيم داعيًا ربه: رب أعطني فقهًا في الدين، وألحقني بالصالحين من الأنبياء قبلي بأن تدخلني الجنّة معهم.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الله مع عباده المؤمنين بالنصر والتأييد والإنجاء من الشدائد.
    • ثبوت صفتي العزة والرحمة لله تعالى.
    • خطر التقليد الأعمى.
    • أمل المؤمن في ربه عظيم.







  11. #371
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (371)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة






    84 - واجعل لي ذكرًا جميلًا وثناء حسنًا فيمن يجيء من القرون بعدي.
    85 - واجعلني ممن يرث منازل الجنّة التي يتنعم فيها عبادك المؤمنون، وأسكنِّي فيها.
    86 - واغفر لأبي؛ إنه كان من الضالين عن الحق بسبب الشرك، دعا إبراهيم لأبيه قبل أن يتبين له أنَّه من أصحاب الجحيم، فلما تبين له ذلك تبرأ منه ولم يَدْعُ له.
    87 - ولا تفضحني بالعذاب يوم يبعث الناس للحساب.
    88 - يوم لا ينفع فيه مال قد جمعه الإنسان في دنياه، ولا بنون كان ينتصر بهم.
    89 - إلا من جاء الله بقلب سليم؛ لا شرك فيه ولا نفاق ولا رياء ولا عجب، فإنه ينتفع بماله الَّذي أنفقه في سبيل الله، وبأبنائه الذين يدعون له.
    90 - وقربت الجنّة للمتقين لربهم بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
    91 - وأظهرت النار في المحشر للضالين الذين ضلوا عن دين الحق.
    92 - وقيل لهم تقريعًا لهم: أين ما كنتم تعبدونه من الأصنام؟
    93 - تعبدونهم من دون الله؟ هل ينصرونكم بمنعكم من عذاب الله، أو ينتصرون هم لأنفسهم؟
    94 - فَرُمِي بعضهم في الجحيم فوق بعض هم ومن أضلوهم.
    95 - وأعوان إبليس من الشياطين كلهم، لا يُسْتَثْنى منهم أحد.
    96 - قال المشركون الذين كانوا يعبدون غير الله، ويتخذونهم شركاء من دونه، وهم يتخاصمون مع من كانوا يعبدونهم من دونه:
    97 - تالله لقد كنا في ضلال واضح عن الحق.
    98 - إذ نعدلكم برب المخلوقات كلها، فنعبدكم كما نعبده.
    99 - وما أضلنا عن طريق الحق إلا المجرمون الذين دعونا إلى عبادتهم من دون الله.
    100 - فليس لنا شافعون يشفعون لنا عند الله لينجينا من عذابه.
    101 - وليس لنا صديق خالص المودة يدافع عنا ويشفع لنا.
    102 - فلو أن لنا رجعة الى الحياة الدنيا فنكون من المؤمنين بالله.
    103 - إن في ذلك المذكور من قصة إبراهيم عليه السلام، ومصير المكذبين لعبرة للمعتبرين، وما كان معظمهم مؤمنين.
    104 - وإن ربك -أيها الرسول- لهو العزيز الَّذي ينتقم من أعدائه، الرحيم بمن تاب منهم.
    105 - كذبت قوم نوح المرسلين حين كذبوا نوحًا عليه السلام.
    106 - إذ قال لهم نوح: ألا تتقون الله بترك عبادة غيره خوفًا منه؟!
    107 - إني لكم رسول أرسلني الله إليكم، أمين لا أزيد على ما أوحاه الله إلى ولا أنقص.
    108 - فاتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما آمركم به، وفيما أنهاكم عنه.
    109 - وما أطلب منكم ثوابًا على ما أبلغكم من ربي، ليس ثوابي إلا على الله رب المخلوقات لا على غيره.
    110 - فاتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما آمركم به، وفيما أنهاكم عنه.
    111 - قال له قومه: أنؤمن بك -يا نوح- ونتبع ما جئت به ونعمل والحال أن أتباعك إنما هم السفلة من الناس، فلا يوجد فيهم السادة والأشراف؟!

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • أهمية سلامة القلب من الأمراض كالحسد والرياء والعُجب.
    • تعليق المسؤولية عن الضلال على المضلين لا تنفع الضالين.
    • التكذيب برسول الله تكذيب بجميع الرسل.
    • حُسن التخلص في قصة إبراهيم من الاستطراد في ذكر القيامة ثم الرجوع إلى خاتمة القصة.






  12. #372
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (372)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة





    112 - قال لهم نوح عليه السلام: وما علمي بما كان هؤلاء المؤمنون يعملون؟ فلست وكيلًا عليهم أحصي أعمالهم.
    113 - ما حسابهم إلا على الله الَّذي يعلم سرائرهم وعلانياتهم وليس إلي، لو تشعرون لما قلتم ما قلتم.
    114 - ولست بطارد المؤمنين عن مجلسي استجابة لطلبكم كي تؤمنوا.
    115 - ما أنا إلا نذير واضح النذارة أحذركم عذاب الله.
    116 - قال له قومه: لئن لم تَكُفَّ عَمَّا تدعونا إليه لتكونن من المشتومين والمقتولين بالرمي بالحجارة.
    117 - قال نوح داعيًا ربه: رب إن قومي كذبوني، ولم يصدقوني فيما جئت به من عندك.
    118 - فاحكم بيني وبينهم حكمًا يهلكهم لإصرارهم على الباطل، وأنقذني ومن معي من المؤمنين مما تهلك به الكفار من قومي.
    119 - فاستجبنا له دعاءه، وأنجيناه ومن معه من المؤمنين في السفينة المملوءة من الناس والحيوان.
    120 - ثم أغرقنا بعدهم الباقين، وهم قوم نوح.
    121 - إن في ذلك المذكور من قصة نوح وقومه، ونجاة نوح ومن معه من المؤمنين، وهلاك الكافرين من قومه لعبرة للمعتبرين، وما كان معظمهم مؤمنين.
    122 - وإن ربك -أيها الرسول- هو العزيز الَّذي ينتقم من أعدائه، الرحيم بمن تاب منهم.
    123 - كذبت عاد المرسلين حين كذبوا رسولهم هودًا عليه السلام.
    124 - اذكر حين قال لهم نبيهم هود: ألا تتقون الله بترك عبادة غيره خوفًا منه؟!
    125 - إني لكم رسول أرسلني الله إليكم، أمين لا أزيد على ما أمرني الله بتبليغه ولا أنقصه.
    126 - فاتقوا الله؛ بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما أمرتكم به، وفيما نهيتكم عنه.
    127 - وما أطلب منكم ثوابًا على ما أبلغكم من ربي، ليس ثوابي إلا على الله رب المخلوقات، لا على غيره.
    128 - أتبنون بكل مكان مشرف مرتفع بنيانًا عَلَمًا عبثًا دون فائدة تعود عليكم في دنياكم أو آخرتكم؟!
    129 - وتتخذون حصونًا وقصورًا كانكم تخلدون في هذه الدنيا، ولا تنتقلون عنها؟!
    130 - وإذا سطوتم بالقتل أو الضرب سطوتم جبارين من غير رأفة ولا رحمة.
    131 - فاتقوا الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما آمركم به، وفيما أنهاكم عنه.
    132 - وخافوا من سخط الله الَّذي أعطاكم من نعمه ما تعلمون.
    133 - أعطاكم أنعامًا، وأعطاكم أولادًا.
    134 - أعطاكم بساتين وعيونًا جارية.
    135 - إني أخاف عليكم -يا قومي- عذاب يوم عظيم هو يوم القيامة.
    136 - قال له قومه: يستوي عندنا تذكيرك لنا وعدم تذكيرك، فلن نؤمن بك، ولن نرجع عما نحن عليه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • أفضلية أهلِ السبق للإيمان حتَّى لو كانوا فقراء أو ضعفاء.
    • إهلاك الظالمين، وإنجاء المؤمنين سُنَّة إلهية.
    • خطر الركون إلى الدنيا.
    • تعنت أهل الباطل، وإصرارهم عليه.







  13. #373
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (373)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة






    137 - ليس هذا إلا دين الأوَّلين وعاداتهم وأخلاقهم.
    138 - ولسنا بمُعَذبين.
    139 - فاستمروا على تكذيب نبيهم هود عليه السلام، فأهلكناهم بسبب تكذيبهم بالريح العقيم، إن في ذلك الإهلاك لعبرة للمعتبرين، وما كان معظمهم مؤمنين.
    140 - وإن ربك -أيها الرسول- لهو العزيز الَّذي ينتقم من أعدائه، الرحيم بمن تاب من عباده.
    141 - كذبت ثمود الرسل بتكذيبهم نبيهم صالحًا عليه السلام.
    142 - إذ قال لهم أخوهم في النسب صالح: ألا تتقون الله بترك عبادة غيره خوفًا منه؟!
    143 - إني لكم رسول أرسلني الله إليكم، أمين فيما أبلغه عنه لا أزيد عليه ولا أنقص منه.
    144 - فاتقوا الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما أمرتكم به، ونهيتكم عنه.
    145 - وما أطلب منكم ثوابًا على ما أبلغكم من ربي، ليس ثوابي إلا على الله رب المخلوقات، لا على غيره.
    146 - أتطمعون أن تُتْركوا فيما أنتم فيه من الخيرات والنعم آمنين لا تخافون؟!
    147 - في بساتين وعيون جارية.
    148 - وزروع ونخل ثمرها لين نضيج.
    149 - وتقطعون الجبال لتصنعوا بيوتًا تسكنونها وأنتم ماهرون بنحتها.
    150 - فاتقوا الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما أمرتكم به، وفيما نهيتكم عنه.
    151 - ولا تنقادوا لأمر المسرفين على أنفسهم بارتكاب المعاصي.
    152 - الذين يفسدون في الأرض بما ينشرونه من المعاصي، ولا يصلحون أنفسهم بالتزام طاعة الله.
    153 - قال له قومه: إنما أنت ممن سُحِروا مرارًا حتَّى غلب السحر على عقولهم فأذهبها.
    154 - لستَ إلا بشرًا مثلنا فلا مزية لك علينا حتَّى تكون رسولًا، فأت بعلامة تدل على أنك رسول إن كنت صادقًا فيما تدّعيه من أنك رسول.
    155 - قال لهم صالح -وقد أعطاه الله علامة، وهي ناقة أخرجها الله من الصخرة-: هذه ناقة تُرى وتُلمس، لها نصيب من الماء، ولكم نصيب معلوم، لا تشرب في اليوم الَّذي هو نصيبكم، ولا تشربون أنتم في اليوم الَّذي هو نصيبها.
    156 - ولا تمسوها بما يسوؤها من عَقْر أو ضربٍ، فَيَنَالَكُم بسبب ذلك عذاب من الله يهلككم به في يوم عظيم لما فيه من البلاء النازل عليكم.
    157 - فاتفقوا على عَقْرها، فَعَقَرها أشقاهم، فأصبحوا نادمين على ما أقدموا عليه لمَّا علموا أن العذاب نازل بهم لا محالة، لكن الندم عند معاينة العذاب لا ينفع.
    158 - فأخذهم العذاب الَّذي وُعِدوا به وهو الزلزلة والصيحة، إن في ذلك المذكور من قصة صالح وقومه لعبرة للمعتبرين، وما كان معظمهم مؤمنين.
    159 - وإن ربك -أيها الرسول- لهو العزيز الَّذي ينتقم من أعدائه، الرحيم بمن تاب من عباده.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • توالي النعم مع الكفر استدراج للهلاك.
    • التذكير بالنعم يُرتجى منه الإيمان والعودة إلى الله من العبد.
    • المعاصي هي سبب الفساد في الأرض.





  14. #374
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (374)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة



    160 - كذبت قوم لوط المرسلين لتكذيبهم نبيهم لوطًا عليه السلام.
    161 - إذ قال لهم أخوهم في النسب لوط: ألا تتقون الله بترك الشرك به خوفًا منه؟!
    162 - إني لكم رسول أرسلني الله إليكم، أمين فيما أبلغه عنه، لا أزيد عليه ولا أنقص.
    163 - فاتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما آمركم به، وفيما أنهاكم عنه.
    164 - وما أطلب منكم ثوابًا على ما أبلغكم من ربي، ليس ثوابي إلا على الله رب المخلوقات، لا على غيره.
    165 - أتأتون الذكور من الناس في أدبارهم؟!
    166 - وتتركون إتيان ما خلقه الله لتقضوا شهواتكم منه من فروج زوجاتكم؟! بل أنتم متجاوزون لحدود الله بهذا الشذوذ المنكر.
    167 - قال له قومه: لئن لم تكفّ يا لوط عن نهينا عن هذا الفعل وإنكاره علينا لتكونن أنت ومن معك من المُخْرَجين من قريتنا.
    168 - قال لهم لوط: إني لعملكم هذا الَّذي تعملونه لمن الكارهين المبغضين.
    169 - قال داعيًا ربه: رب نجني ونجّ أهلي مما سيصيب هؤلاء من العذاب بسبب ما يفعلونه من المنكر.
    170 - فأجبنا دعاءه فنجيناه وأهله كلهم.
    171 - إلا زوجته فقد كانت كافرة، فكانت من الذاهبين الهالكين.
    172 - ثم بعدما خرج لوط وأهله من قرية (سَدُوم) أهلكنا قومه الباقين بعده أشدّ إهلاك.
    173 - وأنزلنا عليهم حجارة من السماء مثل إنزال المطر، فقبح مطر هؤلاء الذين كان ينذرهم لوط ويحذرهم من عذاب الله إن هم استمرّوا على ما هم عليه من ارتكاب المنكر.
    174 - إن في ذلك المذكور من العذاب النازل على قوم لوط بسبب فعل الفاحشة، لعبرة للمعتبرين، وما كان معظمهم مؤمنين.
    175 - وإن ربك -أيها الرسول- لهو العزيز الَّذي ينتقم من أعدائه، الرحيم بمن تاب من عباده.
    176 - كذب أصحاب القرية ذات الشجر الملتف قرب مدين المرسلين حين كذبوا نبيهم شعيبًا عليه السلام.
    177 - إذ قال لهم نبيهم شعيب: ألا تتقون الله بترك الشرك به خوفًا منه؟!
    178 - إني لكم رسول أرسلني الله إليكم، أمين فيما أبلغه عنه، لا أزيد على ما أمرني بتبليغه ولا أنقص.
    179 - فاتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأطيعوني فيما أمرتكم به، وفيما نهيتكم عنه.
    180 - وما أطلب منكم ثوابًا على ما أبلغكم من ربي، ليس ثوابي إلا على الله رب المخلوقات، لا على غيره.
    181 - أتموا للناس الكيل عندما تبيعونهم، ولا تكونوا ممن ينقص الكيل إذا باع الناس.
    182 - وزنوا إذا وزنتم لغيركم بالميزان المستقيم.
    184 - ولا تنقصوا الناس حقوقهم، ولا تكثروا في الأرض الفساد بارتكاب المعاصي.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • اللواط شذوذ عن الفطرة ومنكر عظيم.
    • من الابتلاء للداعية أن يكون أهل بيته من أصحاب الكفر أو المعاصي.
    • العلاقات الأرضية ما لم يصحبها الإيمان، لا تنفع صاحبها إذا نزل العذاب.
    • وجوب وفاء الكيل وحرمة التَّطْفِيف.







  15. #375
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (375)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة



    184 - واتقوا الَّذي خلقكم، وخلق الأمم السابقة بالخوف منه أن ينزل بكم عقابه.
    185 - قال قوم شعيب لشعيب: إنما أنت من الذين أصابهم السحر مرارًا حتَّى غلب السحر على عقلك، فَغَيَّبه.
    186 - ولست إلا بشرًا مثلنا فلا مزية لك علينا، فكيف تكون رسولًا؟ ولا نظنك إلا كاذبًا فيما تدّعيه من أنك رسول.
    187 - فأسقط علينا قطعًا من السماء إن كنت صادقًا فيما تدّعيه.
    188 - قال لهم شعيب: ربي أعلم بما تعملون من الشرك والمعاصي لا يخفى عليه من أعمالكم شيء.
    189 - فاستمرّوا على تكذيبه، فأصابهم عذاب حيث أظلتهم سحابة بعد يوم شديد الحر، فأمطرت عليهم نارًا فأحرقتهم، إن يوم إهلاكهم كان يومًا عظيم الهول.
    190 - إن في ذلك المذكور من إهلاك قوم شعيب لعبرة للمعتبرين، وما كان معظمهم مؤمنين.
    191 - وإن ربك -أيها الرسول- لهو العزيز الَّذي ينتقم من أعدائه، الرحيم بمن تاب من عباده.
    192 - وإن هذا القرآن المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - منزل من رب المخلوقات.
    193 - نزل به جبريل الأمين عليه السلام.
    194 - نزل به على قلبك -أيها الرسول- لتكون في الرسل الذين ينذرون الناس، ويخوفونهم من عذاب الله.
    195 - نزل به لسان عربي واضح.
    196 - وإن هذا القرآن لمذكور في كتب الأولين، فقد بشرت به الكتب السماوية السابقة.
    197 - أو لم يكن لهؤلاء المكذبين بك علامة على صدقك أن يعلم حقيقة ما نزل عليك علماء بني إسرائيل، مثل عبد الله بن سلام.
    198 - ولو نزلنا هذا القرآن على بعض الأعاجم الذين لا يتكلمون باللسان العربي.
    199 - فقرأه عليهم ما صاروا به مؤمنين؛ لأنهم سيقولون: لا نفهمه، فليحمدوا الله أن نزل بلغتهم.
    200 - كذلك أدخلنا التكذيب والكفر في قلوب المجرمين.
    201 - لا يتغيرون عما هم عليه من الكفر ولا يؤمنون حتَّى يروا العذاب الموجع.
    202 - فيأتيهم هذا العذاب فجاة، وهم لا يعلمون بمجيئه حتَّى يباغتهم.
    203 - فيقولون حين ينزل بهم العذاب بغتة من شدة الحسرة: هل نحن مُمْهَلون فنتوب إلى الله؟!
    204 - أفبعذابنا يستعجل هؤلاء الكفار قائلين: لن نؤمن لك حتَّى تُسْقِط السماء كما زعمت علينا كسفًا؟!
    205 - فأخبرني -أيها الرسول- إن متعنا هؤلاء الكافرين المعرضين عن الإيمان بما جئت به، بالنعم زمنًا ممتدًّا.
    206 - ثم جاءهم بعد ذلك الزمن الَّذي نالوا فيه تلك النعم ما كانوا يوعدون به من العذاب.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • كلما تعمَّق المسلم في اللغة العربية، كان أقدر على فهم القرآن.
    • الاحتجاج على المشركين بما عند المُنْصِفين من أهل الكتاب من الإقرار بأن القرآن من عند الله.
    • ما يناله الكفار من نعم الدنيا استدراج لا كرامة.





  16. #376
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (376)
    (
    سُوُرَة الشعراء)
    مَكيَّة






    207 - ماذا ينفعهم ما كانوا عليه من نعم في الدنيا؟! فقد انقطعت تلك النعم، ولم تُجْد شيئًا.
    208 - وما أهلكنا من أمة من الأمم إلا بعد الإعذار إليها بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
    209 - عظة وتذكيرًا لهم، وما كنا ظالمين بتعذيبهم بعد الإعذار إليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
    210 - وما تنزلت الشياطين بهذا القرآن على قلب الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
    211 - وما يصح أن يتنزلوا على قلبه، وما يستطيعون ذلك.
    212 - ما يستطيعونه لأنهم معزولون عن مكانه من السماء، فكيف يصلون إليه، ويتنزلون به؟!
    213 - فلا تعبد مع الله معبودًا آخر تشركه معه، فتكون بسبب ذلك من المعذبين.
    214 - وأنذر -أيها الرسول- الأقرب فالأقرب من قومك حتَّى لا يصيبهم عذاب الله إن بقوا على الشرك.
    215 - وأَلِنْ جانبك فعلًا وقولًا لمن اتبعك من المؤمنين رحمة بهم ورفقًا.
    216 - فإن عصوك، ولم يستجيبوا لما أمرتهم به من توحيد الله وطاعته، فقل لهم: إني بريء مما تعملون من الشرك والمعاصي.
    217 - واعتمد في أمورك كلها على العزيز الَّذي ينتقم من أعدائه، الرحيم بمن أناب منهم إليه.
    218 - الَّذي يراك سبحانه حين تقوم إلى الصلاة.
    219 - ويرى سبحانه تقلبك من حال إلى حال في المصلين، لا يخفى عليه شيء مما تقوم به، ولا مما يقوم به غيرك.
    220 - إنه هو السميع لما تتلوه من قرآن وذكر في صلاتك، العليم بنيتك.
    ولما زعموا أن الشياطين تنزلت بالقرآن، وأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - شاعر رد الله عليهم زعمهم فقال:

    221 - هل أخبركم على من تتنزل الشياطين الذين زعمتم أنهم تنزلوا بهذا القرآن؟
    222 - تتنزل الشياطين على كل كذاب كثير الإثم والمعصية من الكهان.
    223 - يسترق الشياطين السمع من الملإ الأعلى، فيلقونه إلى أوليائهم من الكهان، وأكثر الكهان كاذبون، إن صدقوا في كلمة كذبوا معها مئة كذبة.
    224 - والشعراء الذين زعمتم أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - منهم يتبعهم المنحرفون عن طريق الهدى والاستقامة، فيروون ما يقولونه من شعر.
    225 - ألم تر -أيها الرسول- أن من مظاهر غوايتهم أنهم تائهون في كل واد يمضون في المدح تارة، وفي الذم تارة، وفي غيرهما تارات.
    226 - وأنهم يكذبون، فيقولون: فعلنا كذا، ولم يفعلوه.
    227 - إلا الذين آمنوا من الشعراء وعملوا الأعمال الصالحات، وذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وانتصروا من أعداء الله بعدما ظلموهم مثل حسان بن ثابت - رضي الله عنه -، وسيعلم الذين ظلموا بالشرك بالله والاعتداء على عباده أي مرجع يرجعون إليه، فسيرجعون إلى موقف عظيم، وحساب دقيق.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • إثبات العدل لله، ونفي الظلم عنه.
    • تنزيه القرآن عن قرب الشياطين منه.
    • أهمية اللين والرفق للدعاة إلى الله.
    • الشعر حَسَنُهُ حَسَن، وقبيحه قبيح.







  17. #377
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (377)
    (
    سُوُرَة النمل)
    مَكيَّة



    سورة النمل
    مكية


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    الامتنان على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالآية الكبرى -وهي القرآن- والحث على شكرها والصبر على تبليغها.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {طس} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة. هذه الآيات المنزلة عليك هي آيات القرآن، وكتاب واضح لا لبس فيه، مَن تدبَّرَه عَلِمَ أنَّه من عند الله.
    2 - هذه الآيات هادية إلى الحق مرشدة إليه، ومبشرة للمؤمنين بالله ورسله.
    3 - الذين يؤدون الصلاة على أكمل وجه، ويعطون زكاة أموالها بصرفها إلى مصارفها، وموقنون بما في الآخرة من ثواب وعقاب.
    4 - إن كافرين الذين لا يؤمنون بالآخرة وما فيها من ثواب وعقاب، حسنا لهم أعمالهم السيئة، فاستمروا على فعلها، فهم متحيِّرون لا يهتدون إلى صواب ولا رشد.
    5 - أولئك الموصوفون بما ذُكِر هم الذين لهم سوء العذاب في الدنيا بالقتل والأسر، وهم في الآخرة أكثر الناس خسرانًا، حيث يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة بتخليدهم في النار.
    6 - وإنك -أيها الرسول- لتتلقى هذا القرآن المنزل عليك من عند حكيم في خلقه وتدبيره وشرعه، عليم لا يخفى عليه شيء من مصالح عباده.
    7 - اذكر -أيها الرسول- حين قال موسى لأهله: إني أبصرت نارًا، سآتيكم منها بخبر من موقدها يرشدنا إلى الطريق، أو آتيكم بشعلة نار مأخوذة منها رجاء أن تستدفئوا بها من البرد.
    8 - فلما وصل إلى مكان النار التي أبصرها ناداه الله: أنْ قُدِّس من في النار، ومن حولها من الملائكة، وتعظيمًا لرب العالمين وتنزيهًا له عما لا يليق به من الصفات التي يصفه بها الضالون.
    9 - قال له الله: يا موسى، إنه أنا الله العزيز الَّذي لا يغالبني أحد، الحكيم في خلقِي وتقديري وشرعي.
    10 - وألق عصاك، فامتثل موسى، فلما رآها موسى تضطرب وتتحرك كأنها حية ولى مدبرًا عنها ولم يرجع، فقال له الله: لا تخف منها، فإني لا يخاف عندي المرسلون من حية ولا من سواها.
    11 - لكن من ظلم نفسه بارتكاب ذنب، ثم تاب بعد ذلك فإني غفور له، رحيم به.
    12 - وأدخل يدك في فتحة قميصك مما يلي الرقبة تخرج بعد إدخالك لها بيضاء مثل الثلج من غير برص، ضمن تسع آيات تشهد بصدقك -هي مع اليد: العصا، والسنون، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم- إلى فرعون وقومه، إنهم كانوا قومًا خارجين عن طاعة الله بالكفر به.
    13 - فلما جاءتهم آياتنا هذه التي أيدنا بها موسى واضحة ظاهرة قالوا: هذا الَّذي جاء به موسى من الآيات سحر بيّن.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • القرآن هداية وبشرى للمؤمنين.
    • الكفر بالله سبب في اتباع الباطل من الأعمال والأقوال، والحيرة، والاضطراب.
    • تأمين الله لرسله وحفظه لهم سبحانه من كل سوء.






  18. #378
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (378)
    (
    سُوُرَة النمل)
    مَكيَّة



    14 - وكفروا بهذه الآيات البينات ولم يقروا بها، واستيقنت أنفسهم أنها من عند الله؛ بسبب ظلمهم واستكبارهم عن الحق، فتأمّل -أيها الرسول- كيف كانت عاقبة المفسدين في الأرض بكفرهم ومعاصيهم، فقد أهلكناهم، ودمّرناهم كلهم.
    15 - ولقد أعطينا داود وابنه سليمان علمًا، ومنه علم كلام الطير، وقال داود وسليمان شاكرين الله عز وجل: الحمد لله الَّذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين بالنبوة، وبتسخير الجن والشياطين.
    16 - وورث سليمان أباه داود في النبوة والعلم والملك، وقال متحدثا بنعمة الله عليه وعلى أبيه: يا أيها الناس، عَلَّمنا الله فهم أصوات الطير، وأعطانا من كل شيء أعطاه الأنبياء والملوك، إن هذا الَّذي أعطانا الله سبحانه لهو الفضل الواضح البيّن.
    17 - وجُمِع لسليمان جنوده من البشر والجن والطير، فهم يُسَاقون بنظام.
    18 - فلم يزالوا يُسَاقون حتَّى إذا جاؤوا إلى وادي النمل (موضع بالشام) قالت نملة من النمل: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم حتَّى لا يهلككم سليمان وجنوده وهم لا يعلمون بكم، إذ لو علموا بكم لما داسوكم.
    19 - فلما سمع سليمان كلامها تبسّم ضاحكًا من قولها هذا، وقال داعيًا ربه سبحانه: ربّ وفقني وألهمني أن أشكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ وعلى والديَّ، ووفقني أن أعمل عملًا صالحًا ترتضيه، وأدخلني برحمتك في جملة عبادك الصالحين.
    20 - وتعَهَّد سليمان الطير فلم ير الهدهد، فقال: ما لي لا أرى الهدهد؟ أمنعني من رؤيته مانع، أم كان من الغائبين؟
    21 - فقال لما تبين له غيابه: لأعذبنّه عذابًا شديدًا، أو لأذبحنّه عقابًا له على غيابه، أو ليأتيني بحجة واضحة تبين عذره في الغياب.
    22 - فمكث الهدهد في غيابه زمنًا غير بعيد، فلما جاء قال لسليمان عليه السلام: اطلعت على ما لم تطلع عليه، وجئتك من أهل سبأ بخبر صادق لا شك فيه.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • التبسم ضحك أهل الوقار.
    • شكر النعم أدب الأنبياء والصالحين مع ربهم.
    • الاعتذار عن أهل الصلاح بظهر الغيب.
    • سياسة الرعية بإيقاع العقاب على من يستحقه، وقبول عذر أصحاب الأعذار.
    • قد يوجد من العلم عند الأصاغر ما لا يوجد عند الأكابر.







  19. #379
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (379)
    (
    سُوُرَة النمل)
    مَكيَّة



    23 - إني وجدت امرأة نحكمهم، وأُعطِيت هذه المرأة من كل شيء من أسباب القوة والملك، ولها سرير عظيم تدير مِن عليه شؤون قومها.
    24 - وجدت هذه المرأة، ووجدت قومها يسجدون للشمس من دون الله سبحانه وتعالى، وحسَّن لهم الشيطان ما هم عليه من أعمال الشرك والمعاصي، فصرفهم عن طريق الحق، فهم لا يهتدون إليه.
    25 - حسَّن لهم الشيطان أعمال الشرك والمعاصي؛ لئلا يسجدوا لله وحده الَّذي يُخْرِج ما ستره في السماء من المطر، وفي الأرض من النبات، ويعلم ما تخفونه من الأعمال وما تظهرونه، لا يخفى عليه من ذلك شيء.
    26 - الله لا معبود بحق غيره، رب العرش العظيم.
    27 - قال سليمان عليه السلام للهدهد: سننظر أصدقت فيما تدعيه، أم كنت من الكاذبين.
    28 - فكتب سليمان كتابًا، وسلمه للهدهد، وقال له: اذهب بكتابي هذا فارمه إلى أهل سبأ وسلّمهم إياه، وتنحّ عنهم جانبًا بحيث تسمع ما يرددون بشأنه.
    29 - واستلمت الملكة الكتاب، وقالت: يا أيها الأشراف إني ألقي إلي كتاب كريم جليل.
    30 - مضمون هذا الكتاب المرسل من سليمان المفتتح بـ "بسم الله الرحمن الرحيم":
    31 - ألا تتكبروا، وأتوني منقادين مستسلمين لما أدعوكم إليه من توحيد الله وترك ما أنتم عليه من الشرك به، حيث عبدتم الشمس معه.
    32 - قالت الملكة: يا أيها الأشراف والسادة، بيِّنوا لي وجه الصواب في أمري، ما كنت قاضية أمرًا حتَّى تحضروني، وتظهروا رأيكم فيه.
    33 - قال لها الأشراف من قومها: نحن أصحاب قوة عظيمة، وأصحاب بأس قوي في الحرب، والرأي ما ترينه فانظري ماذا تأمريننا به فنحن قادرون على تنفيذه.
    34 - قالت الملكة: إن الملوك إذا دخلوا قرية من القرى أفسدوها بما يقومون به من القتل والسَّلْب والنَّهْب، وصيَّروا سادتها وأشرافها أذلاء بعد ما كانوا فيه من العزة والمنعة، وكذلك يفعل الملوك دائمًا إذا تغلبوا على أهل قرية؛ ليزرعوا الهيبة والرعب في النفوس.
    35 - وإني مرسلة إلى صاحب الكتاب وقومه هدية، وأنظر ماذا تأتي به الرسل بعد إرسال هذه الهدية.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • إنكار الهدهد على قوم سبأ ما هم عليه من الشرك والكفر دليل على أن الإيمان فطري عند الخلائق.
    • التحقيق مع المتهم والتثبت من حججه.
    • مشروعية الكشف عن أخبار الأعداء.
    • من آداب الرسائل افتتاحها بالبسملة.
    • إظهار عزة المؤمن أمام أهل الباطل أمر مطلوب.







  20. #380
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (380)
    (
    سُوُرَة النمل)
    مَكيَّة






    36 - فلما جاء رسولها ومن معه من أعوانه يحملون الهدية إلى سليمان أنكر عليهم سليمان إرسال الهدية قائلًا: أتمدونني بالأموال لتثنوني عنكم، فما أعطاني الله من النبوة والملك والمال خير مما أعطاكم، بل أنتم الذين تفرحون بما يُهْدَى إليكم من حطام الدنيا.
    37 - قال سليمان عليه السلام لرسولها: ارجع إليهم بما جئت من هدية، فلنأتينها وقومها بجنود لا طاقة لهم بمواجهتهم، ولنخرجنهم من سبأ وهم أذلة مهانون بعد ما كانوا فيه من العزة إن لم يأتوني منقادين.
    38 - قال سليمان عليه السلام مخاطبًا أعيان أهل ملكه: يا أيها الملأ، أيكم يأتيني بسرير ملكها قبل أن يأتوني منقادين؟
    39 - أجابه مارد من الجن قائلًا: أنا آتيك بسريرها قبل أن تقوم من مجلسك هذا الَّذي أنت فيه، وإني لقوي على حمله أمين على ما فيه، فلن أنقص منه شيئًا.
    40 - قال رجل صالح عالم عند سليمان، عنده علم من الكتاب، ومن ضمنه اسم الله الأعظم الَّذي إذا دعي به أجاب: أنا آتيك بسريرها قبل أن ترمش عينك؛ بأن أدعو الله فيأتي به، فدعا فاستجاب الله له دعاءه فلما رأى سليمان سريرها مستقرًّا عنده قال: هذا من فضل ربي سبحانه؛ ليختبرني أأشكر نعمه أم أكفرها؟ ومن شكر الله فإنما نَفْع شكره عائد إليه، فالله غني لا يزيده شكر العباد، ومن جحد نعم الله فلم يشكره له فإن ربي غني عن شكره كريم، ومن كرمه إفضاله على من يجحدها.
    41 - قال سليمان عليه السلام: غيِّروا لها سرير ملكها عن هيئته التي كان عليها ننظر: هل تهتدي إلى معرفة أنَّه سريرها، أم تكون من الذين لا يهتدون إلى معرفة أشيائهم؟
    42 - فلما جاءت ملكة سبأ إلى سليمان قيل لها اختبارًا لها: أهذا مثل عرشك؟ فأجابت طبق السؤال: كأنه هو، فقال سليمان: وأعطانا الله العلم من قبلها لقدرته على مثل هذه الأمور، وكنا منقادين لأمر الله مطيعين له.
    43 - وصرفها عن توحيد الله ما كانت تعبد من دون الله اتباعًا لقومها، وتقليدًا لهم، إنها كانت من قوم كافرين بالله، فكانت كافرة مثلهم.
    44 - قيل لها: ادخلي الصرح وهو كهيئة السطح، فلما رأته ظنته ماءً فكشفت عن ساقيها لتخوضه، قال سليمان عليه السلام: إنه صرح مُمَلَّس من زجاج، ودعاها إلى الإسلام، فأجابته إلى ما دعاها إليه قائلة: رب إني ظلمت نفسي بعبادة غيرك معك، وانقدت مع سليمان لله رب المخلوقات جميعها.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • عزة الإيمان تحصّن المؤمن من التأثر بحطام الدنيا.
    • الفرح بالماديات والركون إليها صفة من صفات الكفار.
    • يقظة شعور المؤمن تجاه نعم الله.
    • اختبار ذكاء الخصم بغية التعامل معه بما يناسبه.
    • إبراز التفوق على الخصم للتأثير فيه.





الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •